#26
| ||
| ||
لم يكنْ الوضعُ مثاليا فعلا إلا عندما أخذ حماما منعشا أزاح عنه ثقلَ هذا اليومِ المتعبْ ، أغلقَ أزرار قميصه القطنيْ فيمَ توجه رأسا إلى حيثُ تركنُ شرفةُ غرفته الواسعة ، ينظر إلى تلك السيارة السوداء التيْ غادرت لتوها القصر عبر البوابة الكبيرة ، بالرغم من أن السيدة قد عادت لتوها إلا أنها خرجت ثانية ، فكر بأن هذه ضريبة العيشُ ثريًا ، أن تعيش لأجل العمل أو المصلحة ، تذكر كلماتها التيْ طرقت مسامعه لأولِ مرة تلك الكلماتِ التي جعلته يدركُ بأنه قد يواجه صعوباتِ وعليه تخطيها بنفسه فقط لأنه يحمل اسم " براسيت " أخبرته قائلة .. [ لا تتوقعْ بأنكَ ستعيشُ حياة سعيدة خالية من المشاكل فقط لأنك تحملُ لقب " براسيت " ، صحيح بأن ذلك اللقبْ سيوفر لك حياة كريمة ولكنه في المقابل سيكلفكَ الكثير ، تذكر كلماتيْ جيدا " إيرل " ، حافظ على سمعته وإيَّاك أن تسمح لأحد بالمساس به ذلكَ لأنك ستصبح الوريثَ القادمْ ] ! .. لم تكن كلماتها مريحة بقدر معناها المحمَّل بكثير من التحذير و الوعيد ، لقد كان ولازال حذرا و ربما هذا ما جعل منه شخصا مليئا بمشاعر سلبيَّة جعلت منه قادرا على الظهور بوجهين ، قلبه مُلءَ بالأنانيَّة ، الحقد ، الكره ، كذلك الغيرَة ، هذه المشاعر الأربع لم تفارقه منذ أن بلغ عامه العاشر ولمْ يكنْ للسيدة أيٌ حقِّ لتعارض فهيَّ من أرادته أن يكبر على ذلك ، تبسم بشيءِّ من السخرية قبلَ أن يستدير ويتوجه حيثُ تركن أريكته المريحة ، لمْ يكد يلقيْ بجسده عليها حتى اقتحم غرفته " بيل " العجوز صاحب السلطة الكاملة على الخدم هنا ، زفر " إيرل " بانزعاج قبل أن يلتقط هاتفه بتضجر و يتحدثْ ساخرا : رغمَّ أنك من علمتنيْ بأن أطرق الباب قبل الدخولْ فأنتَ من ربَّانيْ طيلة تلك السنوات ! .. حاول " بيل " أن يضبط أعصابه عن الإفلات قبل أن يقول بشيء من القلق : مالشيءُ الذيْ أمرت " نيكولاس " به لقد رفض إخباريْ بعد أن حاولت معه كثيرا ! .. لمْ يجبْ فهو يعلمُ بأن مزاج " بيل " حادٌ لهذه الدرجة و ذلك لأنه علم بالأمر فعلا ، ذلك الخادم الغبي المدعو ب " نيكولاس " لا يُعتمد عليه على الإطلاق ، ثار غضب العجوز " بيل " أكثر ليهتف محذرًا : هل تنويْ الانتقالَ لتعيشَ بمفردك ؟ تعرفُ بأن السيدة ترفض ذلك ولن توافق عليه على الإطلاق ، كنُ حكيما ! .. نهض " إيرل " ليستوي جالسا على طرف الأريكة متجاهلا كلماته ذلك لأن المظروف الذي كان يحمله بين أصابعه قد أثار فضوله ، مدَّ ذراعه ليلتقطه منه سريعا ويباشر في فتحه بلا مبالاة ، داخل ذلك المظروفْ يوجد ملفٌ بأوراق كثيرة وما زاد الأمر تشويقا بالنسبة إليه هو رؤيته لثلاثة حروفِّ يعشقها توسطت صفحة الغلافْ [ سِرِّيْ ] ، إنه ملف خاصٌ إذا .. مُسَلِّ ، انبلجت بسمة غريبة زينت شفتيه حينما عانقت أصابعه تلكَ الصفحاتِ بشغفْ بينما ما زال ذلك العجوزُ المسكين يحذره بتبعاتِ رغبته الخاطئة إذ أنه زفر محاولا تهدئة أعصابه قبلَ أنْ يضيفَ على كلامه السابق قائلا : " إيرل " ، أنتَ تعلمُ بأنَّ السيدة تصبح مخيفة عندما تغضبْ ، فكِّر بالأمر مليًا لا أحد يقدر على مواجهتها ، هل تذكر عندما وافقت على إجراء صفقة مع شركة " وايلر " بدونِ علمها ، لقد منعتْ عنكَ السفر للخارج وأصبحَ منصبكَ كوريثٍ قادمٍ في خطر ، ألا تذكر ذلك ؟! .. إنها أوراقٌ تخصٌ مشاريع " كلارك " القادمة إذا ! ، هذا جيدْ ستفيده كثيرا ، مازالت ملامحه تشرقُ بابتسامة واسعة حتى تنبه لكلماتِ " بيل " الأخيرة ، تحدث مجيبا عليه بلا مبالاة : أولا ، أنا أيضا أًصبح مخيفا عندما أغضبْ ، ثانيا صحيح بأننيْ قمتُ بتلك الصفقة بدون علمها ولكنها درَّت عليها الكثير من الأموال فعليها أن تشكرنيْ تلك العجوز ، ثمَّ إنَّ منصبيْ كوريثٍ ل " براسيت " لن يتزحزح مطلقا .. رفع بصرهُ نحوَ " بيل " مردفَّا بقوَّة : ذلك لأن " إيرل براسيت " لا يسمح لأيِّ أحد بأنْ يستوليْ على شيءِّ من ممتلكاته ! .. انعقد لسان " بيل " للحظات ، لقد انزعج أخيرا وذلك ليس في مصلحته البتَّة ، لقد ربَّاه منذ زمن لذا هوَّ يعلمُ بكل تلك الأمور السيئة عنه ، " إيرل " بالفعل شخصٌ سلبيْ و عدوانيْ ، لا يهتمُ بأيِّ أحدْ ، يصلُ إلى ما يريد حتى وَ إن كانَ ذلك على حسابِ الآخرين ، كلُ ذلك بسبب السيدة " لورينز " لقد أرادت منه أن يكونَ مثلها إلا أنه أصبحَ أكثر تسلطا وغطرسة منها ، لا أحد يقدر على ردعه ويشكُ بأنها تقدر على ذلك ، عاد " إيرل " ينظر نحوَ الملف متسائلا : إنه ملفٌ يخصُّ " كلارك " أليس كذلك ؟! .. جذب " بيل " نفسا عميقا محررا نفسه من ذلك الوضع المقيت بالنسبة إليه ليجيب بعدها هاتفا : أجل ، المعلوماتُ كانت على قرصِّ ممغنط يحمل كلمة سرية إلا أن " جوزيف " استطاع الوصول إليها بسهولة و طباعتها بوقت قياسيْ ، لقد وقع " كلارك " في المصيدة وأصبح يضع كل ثقته فيه أخيرًا ! .. دسَّ " إيرل " أصابعه في خصلات شعره بينما ينظر إلى هذه الثروة بين أصابعه ، يستطيع الآن أن يفعل أيَّ شيءِّ بذلك الرجلْ الذيْ لطالما أزعجه حملُه للقب " ماكبريد " فذلك يُلزمه بضرورة الحذر منه وحسابِ كل خطوة من خطواته ، تبسم بقليل من الفخر قبل أن يرفع بصره صوبَ " بيل " ويهتف قائلا : يبدو بأن ذلك ال " جوزيف " عملَ بجد حتى النهاية ، هل نحتاجُ إلى أن نكافئه على قيامه بكل ذلكَ لنا ! .. بقي " بيل " يتطلع إليه بشيء من القلق حتى أن ملامحه تلونت شحوبا ، بالرغم من أن جملة " إيرل " السابقة كانت تحمل طابعا جيدا إلا أنه عندما أضاف " حتى النهاية " أصبحت تحمل معنى آخر فعلا ، معنى سيئا ولن يسر أحدا على الإطلاق ، لم يتحرك العجوز من مكانه بلْ ظل ينظر إلى الشاب الذي حمل الملف معه بعد أن نهض من على الأريكة متوجها إلى حيث يركن هاتف على سطح منضدة قريبة من الشرفة ، تمتم بعدها بلا مبالاة : لقد وافق على أن يكونَ جاسوسا فقط لأننيْ وعدته بأننيْ سأساعد عائلته ، لا أعلمُ لماذا فكَّر بتلك الطريقة الغبية ولكنه بالفعل عمل بجد وأصبح ذا منفعة ليْ ،لم أعد بحاجته أكثر من ذلكْ ، عندما أنتهي من أمر " ماكبريد " تخلَّص منه ، ذلك المزعجْ ! .. أُصيبً " بيل " بجفاف في حلقه فور سماعه لتلك الكلماتِ ، لقد نطقَ ذلك الثريٌ بشيءْ والواجبُ عليه أن ينفذه بل وسريعا ، لنْ يسره ما سيفعله ولكنَه بحاجة إلى الحياة أكثر من ذلك العميل الذيْ قامَ بمَ كلف به وهو يحلمُ بالحصول على مبلغِّ كبير من المالْ في النهاية ، ليته يعلمُ بمَ كان ينتظره منذ البداية ، ارتدَّ على عقبيه عندما أدار له " إيرل " رأسه ينظر إليه بقليل من الحدَّة فلا يعجبه تأخره في تنفيذ طلبِه ، أماء ذلك العجوز بأجل واستدار قاصدا الخروج من الغرفة مغلقا الباب خلفه ، بالرغم من أنه قرار طائشْ إلا أنه فكر بضرورة العيشِ مرتاحا بدلا من رحمة ذلك الرجل الذيْ قد يهدده بفضح كل شيءْ إن لم ينفذ له ما يريد ! .. زفر بانزعاجْ قبلَ أن يرفع سماعه الهاتف ويطلبَ منهم تحويله إلى هاتفِ السيد " كلارك " ، راح يتطلعُ إلى الملفِ بين بيديه ، و يقلبُ صفحاته بتململ قبلَ أن يصله صوت سكرتير السيد مًرحبَّا ، هتفَ " إيرل " بنبرة غريبة ليتساءل : مرحبا ، كنتُ أرغبُ الاستفسار عن حضور السيد " كلارك " إلى أمسية السيدة " لورينز " بعد يومين ، هل بإمكانكَ التأكد من جدوله الآن ؟! .. أجاب ذلك الرجل عليه بالانتظار ولم تمضِ القليل من الثوانِ حتى جاءه صوتُه بالموافقة ، فحضور السيد " كلارك " لأمسية الرابع والعشرين من الشهر مؤكد ، سرَّت تلك الكلماتْ " إيرل " كثيرا إذ أنه عبَّر عن ذلك بقوله : ذلك جيد ، من فضلك أخبِر السيد " كلارك " بأن السيدة " براسيت " و وريثها ينتظرانِ حضوره وبفارغِ الصبر ، شكرا لك ! .. تمَّ البارت الثالث |
#27
| ||
| ||
الحوادث الغير منتظرة...ذلك الإيرل مخيف كما بينت لوسيانا، ظننت لوهلة أن له أخ توأم..لقد نسي ماتكون حقيقة الحياة بسبب جدته... لكنه مريع، أهدافه و سبله ...كلها لا تدخل رأسي.... و عن الشخصية الجديدة، ما كان اسمه...جريجر ، لا أظنه سليما و،طيبا أو أنه الطيب و والد لوسيانال هو من ....لا أريد قولها لكن، تقودني الأحداث لحيث أنه يخفي اللغز الأساسي.... شكرا ، و أنتظر الآتي... أعذريني للإختصار هذه المرة التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-15-2016 الساعة 07:42 AM |
#28
| ||
| ||
للاسف يُعتبر سطحي ,حيث لم تذكري شيء يتعلق بالرواية ااوووووه رااااااائع حقا وصفك حقا يدهلني في كل مرة اتعلمين جسدي يقشعر مع كل كلمة اقرأها هههههه حسنا اعلم ان الامر مبالغ فيه لكنها الحقيقة لدا انا بانتظار المزيد و المزيد التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-15-2016 الساعة 07:41 AM |
#29
| ||
| ||
اقتباس:
أهلا بكِ عزيزتيْ ! .. ل " إيرل " أخٌ توأم لقد سببت شخصيته الارتباكَ حقا ، هل أنت واثقة بأنها جدته ؟ والد " لوسيانا " ! بالطبع هو صاحبُ دور أساسيْ إنما ليس بقدر شخص آخر شكرًا لحروفك .. سلمتِ .. شاكرة لوجود دمت ِ بخير وبأفضل حال |
#30
| ||
| ||
اقتباس:
مسرورة بذلكْ حقا music1 .. شكرا لتعليقكِ ، سملتِ .. شاكرة لك .. دمتِ بخير وبأفضل حال .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم | ترانيم الأمل | Corsica | مدونات الأعضاء | 48 | 12-04-2015 12:04 PM |
سيبقى الأمل .. لننسى الألم | رنا حسن | نثر و خواطر .. عذب الكلام ... | 0 | 06-14-2012 05:16 PM |
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير | حمزه عمر | نور الإسلام - | 1 | 12-02-2007 10:52 PM |