عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree166Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 04-11-2016, 03:05 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~Karla~ مشاهدة المشاركة
كيفك يابنت شو اخبارك
قبل الحديث عن البارت
شكرا لحروفك انتي
ايرل رح يعجبني كتير
اذا هيك خلص صار يعجبني من الان
والان البارت السوبرررر بل الخاررق فعلا الاحداث بدأت من هنا
مذهل الاحداث فيه مشوقة رح ابدأ من
البداية تلك الحفلة لقد قامت تلك السيدة
بمفاجأت ايرل كثييرا لكن كما قال يظهر انها متقلبة المزاجخير1
واما عن الحديث بين ويلبرت وهارولد غير مطمئن ماالسبب ياترى
وراء مجيئهم
ياللاسف الوداع كان صعب بالنسبة للفتاتان
ولكن الحادث ماهذا الحادث لقد صدمني كثيرا مسكين هارولد
وكذلك لوسيانا اظن ان هارولد قد مات لكنك دائما ماتخبين المفاجأت
لذلك انا بالانتظار
مسكينة لوسيانا علقت بين براثن هؤلاء الشرار او الوحوش
تلك الفتاة دائما ماتقع في المصائب
والاصعب انها متصورة ان والدها مازال حيا
ياترى من ارسل هؤلائك المجرمين
طريقة هروبها كانت ناجحة جدا ومبتكرة
باستعارة ملابس من فتاة ولكنها مسكينة فقد عادت
للقطار مرة اخرى ترى كيف ستهرب
رووووعة عنجد رووووعة وانا بإنتظار جديدك
ملفي اضفيني صديقة وسيفتح
شكرا وبالتوفييق يامبدعة


أهلا بكِ ، بخير كيف أحوالك أنتِ ؟

عفوا ، أسعد بقراءتها فعلا ..
أٌقول ذلك لأنه يعجبنيْ أيضًا :هاهاها:

شكرا لتعقيبك على الجزء عزيزتيْ ..
أحبُ قراءة كلماتك كثيرا ..
وآسفة لتأخري هذه المرة ..

سعيدة لأن الجزءَ أعجبكْ ..

سلمتِ ..

طريقة هروبها لم تعجبني صدقا لقد كتبت أكثر من طريقة لكنني وجدت هذه أقرب للمنطقية ..

شاكرة لكْ ..
دمتِ بخير وبأفضل حالْ
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 04-11-2016, 03:31 PM
 





لندن
2013



[ .. إنه وقت طويل ، طويلٌ كفاية ليسحبَ من عالميْ أشياءً حلوة ..فجأة !
لا زالت الغيومُ المتراكمة باضطراب تحتشدُ في كبد السماء لتبكيها على نحوِ مفاجئِّ لنا جميعا ، لا زالتْ أوراق الأشجار تضطرب لتصفع نافذة غرفتي وكأنها تخبرني بأنَّ الغوصَّ في عالم الأحلامِ والخيالْ لن يعودَ عليَّ بالنفع ، لازال السيدُ " جريجُر " يزورنا بين كل فينة وأخرى راغبَّا فيْ الاطمئنان على حال والديْ الذي لا يسُّر وعلى ذكر هذا لا يزال والديْ مشتت الذهنِ ضائعا وكأنه طفلٌ أضاع أثمن لعبة يحرصُ عليها ، حتى بعد مرور أربعِ سنوات على تلك الفاجعَّة لا يزال والديْ يتفوه بأشياء لا يعنيها أمامي عباراتِّ سئمت من تصديقها فأنا أعلم تمام العلم بأنه يشكو من علَّة ما كما ينفي وهو ليس بخير ، شرود ذهنه الدائم و تفكيره ، كسره للأطباق يوميَّا بعيدَّا عن لومه ل يديه الممتلئتين بالصابونْ ، عميْ و " لوسيانا " لا يزالان يشكلان لغزَّا عجِز الجميع عن حلِّه ، ماذا حلَّ بهما وأين اختفيا ؟ هل كُتبَ لهما حياة جديدة أم أنهما بالفعل في السماء ! ..
ذلك يبدو صعبَ التصديقِ لكنْ إلى أين يمكن أن يصيران بعد حادثِّ فظيع كذلك ؟ ..
أخبرني والدي مرارا بضرورة عدمِّ المشيِّ قرب المنطقة التيْ صار فيها الحادثْ حتى أننيْ بتُّ أسلك بعضَ الطُّرق الطويلة بعض الشيءْ حينما أفكر في الذهابْ إلى الجامعة ممَ يجعلنيْ أُنهضُ قبل بداية المحاضرة بساعات فقط حتى لا أفوِّت ولو جزءَّا بسيطا منها ، وَأجل ذلك متعبٌ كفاية بالنسبَّة ليْ ..
من جهة أخرى لا تزال السيدة " ليونيل " تعاني بعض المشاكل في العناية بالأطفال ، فهم قد ازدادوا طولا وعمرا عوضا عن طبيعة شخصياتهم التي بدأت تتكون في هذه الأثناء لذا أذهب دائما في نهاية كل أسبوع إلى الملجأ لمساعدتها ! ..
أتمنى لو تحصل معجزة ما تجعل هذه الغيوم السوداء تبتعد عن السماء ولا تعكر صفو حياتنا أبدا أتوق ليعود الحال كما كان قبل سنوات ، هل ذلك ممكن يا ترى ؟ ..
]


أغلق دفتر المذكرات الورديْ فيمَّ داعبت أصابعه الريشْ المزيَّن به، لقد عاد ليقرأ السطور التيْ خطتها بيدها على تلك الصفحات السرية بالنسبة إليها إلا أنها لم تعد كذلك فقراءته لمذكراتها ليلة البارحة وصباح اليوم كفيلٌ لإخباره بمدى الحزن الذي يعيش داخل قلبها ، من سيُصدقُ بأن من كانت تضحكُ باستمرار فيمَ مضى تكتفيْ بالابتسام فقطْ هذه الأيَّامْ ؟ ، حِيَلُها التيْ تخبره بها عن إحساسها بالإرهاق والتهربْ من الخروج برفقة الأصدقاء لم تعد تنطليْ عليه لذا هو سيعمل جاهدَّا ليخرجها من هذا الجوِّ الخانقْ ! ..


دسَّ كفيه بجيبْ بنطاله وعاد يزفر للمرة السادسة بشيء من الضجر ، لقد استطاع إيجادها أخيرا بعد أن احمرت بشرته قليلا بسبب تعرضه لأشعة الشمسْ وبذله مجهودَّا في البحثْ ، إلقاء بعض الكلمات اللاذعة على مسامعها ستشعره بالقليل من الراحة ، لماذا لم يُفكر في احتمالية وجودها بالمكتبة منذ البداية ؟! ..
لأنه يكره هذا المكان الخانق والهادئ ربما ، قطع العديد من الأرفف المصطفة بانتظام وبعض الطلبة المنتشرين في الأرجاء إلى أن استطاع رؤيتها بوضوح تقف أمام أحد الأرفف فيْ أحد الأقسام ، ولم يخب ظنه عندما قرأ اللوحة المعلقة على القسم ، كتب ومواضيع مملة إنها لا تسأم من قراءة أي شيء ، تمسك بين أًصابعها أحد الكتبْ وبدت مندمجة فيْ القراءة ، لا يبدو هذا ملحوظا ولكنْ طولها قد ازداد بعدة سنتيميترات فقطْ ، مظهرها لم يتغير البتَّة رغم دخولها الجامعة .. ذاتُ الحذاء الرياضيْ .. بنطال فضفاضْ وقميصٌ اختارته بعشوائية بالإضافة إلى لونِ المعطفِ الذي لا يتناسب فعلا مع ما ترتديه ، ترفع خصلات شعرها بفوضويَّة إلى الأعلى فيمَّ انهمر القصير منها بتمرد على ملامح وجهها الهادئة ، لم يجعلها هذا تسلمُ منْ همهمات الآخرين حولها وعن مدى سوء اقتنائها للقطع التي لا تُلبسُ في الجامعة بل ربمَّا تصلحُ لفتاة مهمتها الوحيدة هيَّ حلبُ الأبقار ، انطلقت القلة من الشهقات من حنجرتها حينما خُطف الكتابُ من بين أًصابعها بقوَّة لتستدير بسرعة صوبَ الشابِ الأشقر الذيْ وقف بالقربِ منها إذ أنه احتجز الكتابَ بين أصابعه وتمتم بشيءِّ من التهكم : عِلمُ النباتات ؟! .. عاد يُكمل سخريته فيمَ ينظر إليها : بربِّكِ " إيرما " منذ متى أصبحت مثل هذه الأشياء تستهويكِ .. وأتبع جملته باللقب الذي يفضل مناداتها به : أيتها الممِّلة ! ..


شعرتْ بالدمِّ يغليْ فيْ عروقها فعلا إلا أنها حاولت الحفاظَ على أعصابها فلا وسيلة واحدة قد تنفع لمجابهة الشاب اللعنة الذيْ قام بلحاقها إلى ذات الجامعة فقط لإزعاجها ، زفرت بشيء من الغيظ قبل أن تخطف الكتاب من بين أصابعه وتصيحُ به بقليل من الحدَّة : النباتات لطيفة ومسليَّة فعلا أكثر من الأشخاصِ الذين لا يملكون الوقت سوى لإطلاقِ المزحات السخيفَّة سيد " جوليان " ..
لإزعاجها بقيَّ واقفا بالقربِ منها حتى أنه التقط أحد الكتب أمامه غير آبه بالعنوان فهو على أية حال لن يقرأه .. حرفيًا ، بقيَّ يتطلع إليها باستغرابْ فهيَّ حتى وعندما تكون تحادث أحدَّا ما وبين يديها كتابْ قد تُهمل المحادثة ذاتها وتنزوي لقراءته ، تشعره دوما بالسوء فلا مجال لمقارنة علاماته بعلاماتها حتى أن القسمَّ الذي تدرس به مرغوبٌ بشدة ولا يستطيعُ أيُّ أحد دخوله على خلاف حاله تماما ، دراسة مملة .. زملاء صفِّ مملين .. واجباتِّ صعبة .. هل هناكَ أًصعبُ من أن يُجبر نفسه على كل هذا يا ترى ؟! ..





عاد يزفرُ بمللْ قبلَ أنْ يدس كفه بجيبِ معطفه ويخرج دفتر مذكراتها قاصدَّا بذلك إعطاءه إيَّاها فيمَّ هتف بها بشيءِّ من البرود والكذبْ : لقد وجدته مرميَّا فيْ الساحة الخلفيَّة !
والترجمة الفعلية لكلماته هيَّ [ لقد قمت بسرقته من حقيبتك حينما كنتِ منشغلة في محادثة أحد زملائكِ ] ، لأنها تعلمُ بأنه يعرفُ دفتر مذكراتها الذيْ تكتبُ فيه دائما هيَّ لم تشك بالأمر فلطالما رآها تحتضنه بين ذراعيها تعامله وكأنه أعزُّ مقتنياتها وهو كذلك فعلا فكل صفحة فيه هيَّ بمثابة سرِّ لا ترغبُ لأحدِّ في اكتشافه ، لم تقمْ بأخذه ممَ جعله ينظر إليها بضجر قبلَ أن يهتف بها بإحباط : لا تبكِ فأنا لم أقرأ صفحة واحدة منه !
عقدت حاجبيها باستياء قبل أن تخطفه من يده هاتفة : لنِ أبكِ ومن ثمَّ لا تنتظر شكريْ لأنك استطعتَ إيجاده ليْ !


لم يقمْ بالردِّ عليها فكل ما فعله هوَّ أنه حدَجها بتضجر قبلَ أن يعيد الكتابَ إلى مكانه ويستدير يقصدُ بذلك الذهابَ إلى أبعد نقطة عن مكانها ، زفرت بقليل من العمق ثمَّ سارعت في فحصِّ المذكرات بين أصابعها لا يوجد شيء يدل على أنه قام بقراءتها فكما فقدتها سليمة هو قام بإرجاعها كذلك ، قامت باستعارة الكتاب الشيِّق الذي كانت تقرأه قبل لحظات على أن ترجعه في صباح اليوم التاليْ بعدها قررت العودة سريعا إلى المنزلْ فالطقسُ لا يبدو بحالة جيدة ويبدو بأن السماء على موعد مع البكاء اليومْ ! ..






هل هيَّ دقات عقاربُ الساعة أمْ هي نبضات قلبه التيْ جعلته يفكرُ بأن هذا اليومْ سيكونُ مختلفا عن البقيَّة ، ما زالت أصابعه الصغيرة تقبضُ على أطراف قميصه وكأنه يحاول الدخولَ فيْ الجدار خلفه من كثرة التصاقه به ، ذلك الألمُ الفظيع في صدره بدأ يتفاقمْ حتى أنْ عتمة المكان لمْ تعد تعنيْ له شيئا بالرغم من أنَّ الظلام هو الشيءُ الوحيد الذي لا يستطيع أن يتباهى بشجاعته في المكوث فيه أمام زملائه ، أغمض عينيه بقوَّة حينما التقطت مسامعه صوتُ الخطواتِ القادمة نحو الغرفة التيْ اعتقد بأنها آمنه وذلك الشخصْ لن يفكر في إمكانية وجوده فيها ، حالما فُتح البابْ تجمدت الدماء في عروقه بينما رُفعت ذراعيه لتُّحيطَ برأسه ، فهو يعلمُ تماما بأن ما عايشه قبل ثوان ليسَّ بالرعبِ الحقيقي فهو سيبدأ الآن ! ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 04-11-2016, 03:45 PM
 





مُجردُ عجُوزيْن لا أكثر ، أكلت السنونُ والأيامُ عليهما وجعلتهما غير قادرين على الاحتفَاظِ بنزعةِ الشبابْ التيْ كانت طاغية عليهما ، بالرغمِ من أنَّ كليْهما لم يصلا بعدُ للستين لكنْ من ينظر إليهما يعتقدُ بأنهما أكبر عمرا ، لا يستطيعُ ذلكَ الرجلْ إخفاء التجاعيْد التيْ استفحلَّت وجهه ويديه كما أن التعبْ وكثرة التفكيرْ استنزفت من وقته الكثير لتجعلَ منه غير قادر على فعلِ أيِّ شيءْ سوى الانتظار وحسْبْ ، وبالرغمْ من أنه يحاولُ الصمُود وإبعاد شبحِ اليأسِ عنه بصعوبة إلا أنه يشعر بقلبه يتمزق بخشيَّة من الداخلْ ، يشعُر بتلك القبضة الباردة التيْ تحيطُ به بقسوة وتمنعه من التنفسْ كأنها تخبرُه بأنه لا سبيل ولا مفر من حياته المضنيَّة هذه سوى الموتْ .. الموتُ وحده ..


تركَ قدح الشايْ على الطاولةْ المركونةِ أمامه فيم رفع بصره الذيْ ضعُفَ بقوَّة صوب المرأة القابعة أمامه ، حيث أهلكت خصلات شعرها المشدودةِ للخلف بروِّية فيم بذلتْ كل جهدِها لتمنع خصلةً بيضاء واحدة من الظهور عدا ذلك فهي بقيت مكتوفة اليدين أمام الهالاتِ السوداءْ أسفل عينيها بالإضافة لعظام وجهها البارزة إلا أن ذوقها الرفيعْ في اختيار قطع الملابس الفاخرة لا يزال .. أنيقًا .. رسميَا .. كذلك أكثر هدوءًا و تحفظَّا ، لم تملك ردَّا لفعلته تلكْ سوى أن ترفع عينيها له وتستشفي من نظراته الذابلة تلك أسئلته ومقدار الألمْ الذي يعصفُ بداخل جسده المنهكْ ، لقد اعتادتْ رجاءه الصامتْ لها لكن عزاؤها الوحيدُ له هو أن تقومَ بتخصيص وقت لمقابلته برغم جدول أعمالها المكتظ بالأعمال المفروضة الروتينيَّة لتواسيَه وتخبره بأن لا يفقد الأمل ..
هتفت بشيءِّ من الجمود الواضحْ وظهرت زفراتها البائسَّة بين كلماتها : الراحة قد غادرتكَ تماما ، أخبرنيْ بصدق هل وضعتَ في فمك لقمة واحدة بعد دعوتي لك لتناول العشاءِ " ويلبرت " ؟! ..


لم يجب وهي لم تتوقع خلاف ذلك إذ أنها عادت تزفر بضيق قبل أن تواصل الحدِيثْ وتقطعَ آخر أمل كان لديْه : توقف عن النظر إليَّ بهذه الطريقَّة ولا تتوقعْ إجابة مختلفَّة عن المرات السابقة ..
بقيت عينيه معلقتين بها لبرهة من الزمن قبل أن يُغمضَ عينيهِ بيأسْ ويعُضَّ على شفتيهِ بقوَّة ، للحظةِ فقط توقعَ أن تطرق مسامعه جملة مختلفة ، جملة تحملُ معنى [ نعمْ ، لقد استطعت فعل ذلك ] ولكنْ يبدو وبأنه لن يكونَ قادرَّا على سماعها سوى في الأحلامِ التيْ تزوره كل ليلة ، لمْ ينتظر حصولِ شيءِّ بهذه اللهفة التي يزداد لهيبها تعمقا في قلبه كما الآنْ ، لهفته التيْ يشعر بها الآن هيَّ ذاتها التي زارته لحظة إحاطة مولوده بين ذراعيه إلا أنها خبت سريعا ، رفعتْ كفها برفقْ وربتت بها على كفه بمواساة قبل أن تهتفَ بصبر : ما باليدِ حيلة " ويلبرت " ، أعلمُ أنك خائبُ الأمل الآن ..


كل ما احتاجه فقطْ هو ثانيَّة واحدةْ حتى يستطيع بها تجميع الكلمات في عقله ويدفع بها إلى لسانه ، حركَ رأسه يمنة ويسرة مومئَّا بلا فيم عاد ينظر إليها بشيء من الامتنان وقد تعانقت أصابع كفيه بقوَّة مفرِّغا الإحساس الذي تفجَّر في داخله للتوْ : لا بأسَ سيدة " لورينز " لقد بذلتِ من الجهدِ ما يكفيْ لمساعدتيْ لكن الأيَّام ليست في صالحنا هذه المرَّة .. أخفَض بصره قليلا قبل أن يزفر بضيق : أشعر بأنني أعاقب الآن ، أنا يائسٌ فعلا ..
احتجز رأسه بين ذراعيه وشعر بألمِّ كبير فيه وكأنه سينفجر بعد لحظاتْ ، لوهلة فقط شعر بتلك المقتطفات المغبرَّة المؤلمة تعودُ لإيلام رأسه من جديد .. مقتطفات من ماضِّ بعيد ..يعودُ عمره إلى ما قبلَ أربعة سنوات ، أنفاسه المختنقة ولهفته الضائعة يذكر حينها نبضات قلبه التي تعالت فجأة داخل صدره تسبقه للتقدمِ أكثر فيمَ ترن كلمات ذلك الشرطيُ في أذنيه [ لقد حصل الحادث قبل ساعتين تقريبا ، لم نجدْ أيَّ أثر للركابْ ولكن فرق البحثْ منتشرة الآن ، من فضلك التقط أنفاسكْ ] ، ما يؤلمُ صدره بأنه لم تمر أكثر من أربع ساعات على توديعه لهم فكيف حصل ذلك بكل هذه السرعة بالرغمِّ من أنَّ هذا الطريقْ سالكٌ فعلا ! ..






ترتفع عجلات السيارة عاليا فيمَّ يستويْ جزؤها العلويْ مع الأرض ، آثار الاسوداد واضحٌة جدَّا على حديدها أثر البنزين المشتعلْ ، يتناثر الزجاج المتهشِّمُ حولها كأشواك تمنع من التقدمْ أكثر ، تذكر انحناءه لالتقاط سلة الطعام التي قامْ بإعطائها ل " هارولد " قبل أن يفارقه ، الأمر أشبه بكابوسِّ رفض مغادرته بل بقيَّ يعيشُّ بين دواخله إلى أنْ استطاعَ الأمل مغادرة قلبه كليَّا وكأنه يخبره بأن لا فائدة من الهربْ أبدَّا ، شعر بملوحة شديدة في عينيه لذلك رفع كفه بهدوءْ ومسح بأطراف أصابعه عليها قبلَ أن يلتقط نفسا آخر وبذات الاقتضابَ عاد يُسهبْ : لمْ أصدِّقْ ما سمعته في بادئِّ الأمر حتى أنني بقيت أستفسر من المحقق أكثر من ذلك لكنه لم يقم بإعطائي الكثير من الإيضاحات ، لقد قال بأن الحادث الحاصل قد يكون نتيجة إهمال السائق مم أدى إلى اصطدامه بجذع الشجرة نفيت ذلك بقوة فكيف لشقيقي أن يكون غير منتبه أثناء القيادة وهو يحمل معه ابنته التي يعدها أغلى ما يملك ، سرعانَ ما تداركَ المحقق ذلك ليخبرنيْ بالسبب الحقيقيْ قائلا بأنه ربما يكونُ تعرضَ لضغط شديد من الخارجْ إذ أن هنالك آثار سيارات أخرى واضحة خلفَ سيارة " هارولد " ،من يكون يا ترى ؟ و لمَ بحمل الحقد ل " هارولد " ، إنه لا يستطيع إيذاء أحد ..


لا تستطيع السيدة " لورينز " التخفيف عنه أكثر من ذلك ، فطوال الأربع سنوات الماضيَّة حاول الجميعُ إخباره بأن لا يد له فيمَّ حصل وهذا ليسَ عقابَّا له كما يدَّعيْ هو إلا أنه لا يزل مصرا على إقحام تلك الوساوس في رأسه متجاهلا كلمات الآخرين المتوددة له ، ما هي إلا بضع ثوان صامتة ثقيلة مرت على الاثنين وكأنها دهر ، انتبه كليهما إلى كبير الخدم حيث ينحني باحترام بالقرب من الباب ولم يسمح لنفسه بالدخول إلا عندما أمرته السيدة وباقتضاب أن يفعل ، حوصر كوب الشاي بين أصابعها فيم متعت أنفاسها بالتقاط القليل رائحته العطرة بينما هتف " بيل " وعلى ملامحه طيف ابتسامة عابر : سيدتي ، لقد وردني للتو اتصال من باريس ، شركة " غارسيا " للقبض وقد وافقت أن تكون حليفة للشركة في مخطط بناء الهيكل في بوسطن ..


ليس من عادة السيدة " لورينز " أن تسعد بشكلِّ واضح لكن ما عساها تفعل ومسامعها تلتقط هذه الأنباء المفرحة ، التف عنقها صوبه لتنظر صوب " بيل " تطلبُ منه تأكيدَّا على كلماته إذ أنه أماء بأجل فيمَّ عاد يُكمل : ليس هذا فقط حتى أن مندوبها أخبرنيْ بأن المدير ذاته قد يأتيْ للزيارة فيْ وقتِ قريبْ لإلقاء التحية على أمل أن تتعاون الشركتين فيْ مشاريع أخرى في المستقبلْ ، حتى أنه أشاد بذكاء وحنكة " إيرل " كثيرَّا ! ..
استطاع " ويلبرت " ملاحظة ملامحها التي لانت فجأة حال سماعها بخبر مثل هذا فهو يعلم تماما بأن أمرا خاصا بالعمل كان يؤرقها تماما طوال تلك الأيام بالرغم من أنها كانت تحاول قضاء بعض الوقت للتخفيف عنه ، تبسم بشيء من الهدوء قبل أن يزفر بعمق هاتفا : تهانينا سيدة " لورينز " ، لقد استطاع ذلك المشاغبُ فعلها حقا ..






باريس


بالرغمِّ من أنه يتمتع بالرفاهية والحياة الرغيدة ، بالرغم من أنه كبر أربعة سنوات أكثر إلا أن هذا الكابوس لا يزال يلاحقه رافضَّا أن يتركه وشأنه ، سماعُ صوتُ المنبِّه هو بمثابة الكابوسِ بالنسبة إليه يُخيَّلُ إليْهِ بأنه ينظر إليه ضاحكا مكشِّرا عن صفِّ من أسنان متآكلة وَ ينطقَ ساخرَّا بعد أن يتأكد من أذيَّة طبلة أذنيه لا تحلمْ كثيراَّ فالأمر لن يطولَ أكثر من ذلك ..


أسند الفنجان على سطح الطاولة و ماهيَّ إلا ثوان حتى امتلأ الفنجان بالشايِّ الساخن من جديد ، تلونت عيناه بشيءِّ من الشرود فليس وكأنه لم يواجه مشكلة أصعبَ من هذه في حياته ولكنه هوَّ منْ أوقع نفسه بها والآن هو مجبرٌ على اتخاذ القرار المناسبْ وبالطبع الجانبَ الذي ستكونُ خسائره أقلَّ ، لقد بدأ شعوره بالقلق ينتقلُ إلى الشخصِ الواقف بقربه حتى أنه تراجع عدَّة خطوات تحسبَّا من أيَّة حركة مفاجئة ، قبضَ ذلك الخادمْ على إبريق الشايِّ بين أصابعه فيمَ ابتلع ريقه بشيءٍ من الهدوءْ فيبدو وبأن سيده لن يحتمل أكثر منْ هذا .. وبالفعلْ ، القليل من الثوان الصامتة جعلت من الأمر الذيْ يخشاه يتحول إلى حقيقة فبمجرد أن رفع ذلك الشابُ كفه ودفع بأصابعه الطاولة أمامه بشيءٍ من العنفْ حتى وقعت الرقعة وحظيتْ قطع الشطرنج المتباينة برقصة ما قبل الموت ، قبل أن تستكين بلا حراك على السجاد الفاخر ..


عاد ذلك الشاب يستوي جالسا على الكرسيْ بينما ترك الخادم إبريق الشاي جانبا وسارع في رفع كوب الشاي المسكوبْ إنها عادته الجديدة ، فبالرغم من أنه يلعب لوحده ويرفض مشاركة أحدهم فيها إلا أنه ينفعل كثيرا حينما يعرف بأنه لا يوجد سبيل للفوز ، انهمكت أصابعه المكتسحة بالقفاز الأبيض في ترتيب المكان رفع الطاولة بخفة ومن ثم سارع بجعل الرقعة عليها وترتيب قطع الشطرنج من جديد فلا شك وبأن السيد سيرغب في لعب جولة أخرى وقد يرأف بحاله هذه المرة ، عاد يقف مستويا في ذات مكانه بعد أن قام بملأ الكوب من جديد بالشاي الساخن إلا أنه هذه المرة انتظره ليلتقطه لا أن يضعه على الطاولة ، تراقصت خصل ذلك الشاب المبتلة بعد أن قام بتحريك كتفيه رغبة في إبعاد شبح السوء والكسل عنه بعدها استقبلت كفه الكوب وبدأ بارتشاف ما فيه ببطء ، وكعادته هو لن يفكر في تنظيف السجاد فهنالك من يقومُ بكل هذه الأمور عوضا عنه ، أرجع الكوبَ مكانه بجانب رقعة الشطرنج أمامه وبدى مستعدَّا للعبِ جولة أخرى ،أحاطت أصابعه إحدى القطع البيضاء ثمَّ انسابَ صوته المتسائلْ بشيءٍ من الهدوءْ والملل : " جونز " .. هل من شيءِّ مدبر ليْ اليومْ ؟ ..







استطاع " جونز " أن يضبط أعصابه فهو لا يحب أن يكون مكلفا بخدمة هذا السيد تحديدا عندما يكون لتوه قد استيقظ من النوم فعادة يكون مزاجه عكرا ولا يأبه إن قام برمي أحدهم بإحدى كلماته اللاذعة ، اعتدل واقفا مستقيما بظهره وبطريقة ما خرج صوته هادئا ، استطرد بالإيجاب : أجل سيدي ، في حلول الساعة الثالثة مساء سيكون عليك زيارة المتحف برفقة ابن عائلة " آوستن " ! ..
تقارب حاجبيْه في انزعاج واضحْ ، للحظة شعر بالسعادة لرغبته في زيارة هذا المتحف فهو أراد ذلك منذ زمن بعيد وأراد لقاء صانع الخزفيات الفرنسيِّ الشهير السيد " ألبرتين " وربما قد يحظى بفرصة للحديثِ معه ولكن بمجرد أن يتذكر بأنه سيكون مجبرَّا على مرافقة " بريسول " المزعج ذاك بدأ يشعر بإلإحباط لاسيما وبأنه لا يملك خيار الرفضْ فوالدهُ قد أصبح من الداعمين الأساسيين للشركة ، لذا وبدون أن يخوض فيْ نقاش مطولْ مع السيدة " لورينز " سيُضطَّرُ إلى الذهابْ ، حاول جزافا ألا تتضح زفراته المنزعجة لخادمه فمن يدري قد ينقل كل تصرفاته كانت كبيرة أو صغيرة للسيدة " لورينز " ، تركَ ما بيده ثمَّ نقل بصره إلى حيثُ يقف خادمه بالقرب منه وحرص على إظهار انزعاجه له إذ أنه استطرد فيم يبتسم له متهكما : بإمكانك أن تذهبَ لصيد السمكْ إن أردتْ !


تلونت ملامح " جونز " بالقليل من القلق ألم يكن في مزاج أقلَّ سوءًا قبل برهة ؟! ، كيف له أن يتعكر بهذه السرعة ، فهمَّ " جونز " بأنه يطلبُ منه الرحيلْ فوجوده بات مصدر إزعاجٍ له ، رمقه بشيءٍ من الضجر المبكوت فيم انحنى بخفة بعدها التقط صينية الشايْ وقصد المغادرة ، تصرفاته تكون مختلفة تماما عندما يكون تحت ناظري السيدة " لورينز " في البلدة ولكنه حالما يكون مسافرًا ينقلبُ كثيرا ، الآن فقط علِمَ لمَ معظم الخدمْ أظهروا له بعضَ المحبة والشفقة قبيل سفره فهمْ يعلمون بمعاملة هذا المزعجْ وتكبره لهمْ ، تنهد " إيرل " بتضجر قبل أن يهمَّ بالنهوضْ متوجها إلى خزانة ملابسه عليه أن يتعجل بتبديل ملابسه وتناول الغداء فهو لن يقبل تملق دعوة " بريسول " المعتادة ، ليكن صريحا لقد فكر بالفعل فيْ تناول الغداء خارجا لكن ليس مع الأشخاص المملين أمثاله ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 04-11-2016, 03:57 PM
 




لُندن



الظلام ! ، ليسَ كذلك ، الغرفة تبدو معتمة إلا من ضوءِ الشمسِ المنبعثِ من خلف ستائر أسدلت نفسها خشية ، الصمتُ يعمُ المكانْ ، صوتُ الأنفاسِ المنتظمة ونبضات قلبه المعتلَّة فقط ما كان يشغل تفكيره ، لمْ يفكر فيْ كيفية الخروج من هنا ، أو حتى بتلك الطريقة الغريبة التيْ يحدقٌ بها ذلك الرجل خلفه ، لقد علم منذ البداية بأن هناك خطبٌ ما به ، ولموافقته على المجيء إلى هنا بدأ يشعر بالذنبْ ، جذب نفسا عميقا لينتصبَ واقفا بعد أنْ أراح أذنيه من سماع تلك الضرباتِ المتواصلة لجسدِ العجوزِ المستلق أمامه بلا حول أو قوَّة ، من ينظر إليه سيُصاب بالدهشة لكونه يستطيعُ تحريكَ ذراعيه حتى الآن ! ، لقد تحملَه جسده إلى أن وصل إلى مرحلة جعلته يعجز فيها عن الحديثُ بشكل متواصلْ ، تطلع ذلك الشابُ إليه بخفوت ولمْ ينطق بحرفٍ واحدْ ، لانت ملامح العجوزِ قليلا قبلَ أنْ يجذبَ نفسا عميقا ثمَّ يستطردَ بخفوتْ : أعلمَ مالذيْ ستقوله بمجرد النظر إلى وجهكْ ! .. صمتَ لثوانْ فأضافَ مخاطبا ذلك الرجل الواقف بعيدا قريب الباب : لا داعيْ لذلك " كارمل " لقد انتهى الأمر ! ..


لا يستطيع أن يفعل شيئا ، إنه يقف عاجزًا أمام هذا الأمر الجلل ، معالجة هذا الرجل ليست من اختصاصه ! ، إنه حتى لا يستطيع أن يفعل أيِّ شيءِّ له ، إلا أنه لن يخيبَ أمل ذلك الرجل الذيْ تكبد عناء انتظاره وجلبه إلى هنا ، لا بأسَ بالقليل من الأملْ ، استدار نحوَ حقيبته على المنضدة قرب السرير ليجمع حاجياته فيها في ذات الوقت الذي هتف فيه بشيءِّ من الهدوءْ : ربما يجبُ عليك الخروج واستنشاق بعض الهواء بدلا من استلقائك بهذه الطريقة ! الهواء والطبيعة ستساعدانكَ بفعالية أكثر فلا دواءَ سيخلصكَ من الوهن الذي تمكن منكْ ! ..
هل انقطع الهواء فجأة ! ، لا ، إنه لا يزال يتنفسْ ، مالأمر إذَا ؟ ، تخشبت ساقيه عن الحراك حتى أن ذراعيه بقيتْ ملتصقتين في مكانها خشية من طرف شيءِّ حاد كان قد أحسَّ به يداعبُ أسفل رقبته ، حتما ليست بفوهة مسدس ، إنه شيءِّ حاد ولا يفصله عنْ بشرته سوى عدة سنتيمتراتٍ فقط ، راقبَ أنفاسه وحاول الحفاظَ على أعصابه ، التصرفٌ بتهور لن يعود عليه بالنفع أبدًا ، قبضَ على أصابعه في الوقت الذي التقطت فيه مسامعه صوتُ أثقله التعبْ والغضبْ في آن وحد : إنك عديمُ النفع ، لمْ أجلبكَ إلى هنا لتسمعنيْ مثل هذه الكلمات ، إنكَ طبيبْ قمْ بعملك وعالجه ! ..







بقيَّ على ذات حالته بينما تعالى صوتُ ذلك العجوز محذرا : " كارمل " هذا يكفيْ ! ..
شعرَ بذلك الطرف الحاد يقتربٌ أكثر إذ أنه بدأ يشعر بطرفه يلتحمُ ببشرته أكثر ، هذا خطير ، يبدو وبأن ذلك الرجل بدأ يفقد صوابه إذّ أنه بات يستمع إلى أصوات أنفاسه المتهدجَّة بوضوح ، جزَّ على أسنانه قبلَ أنْ يتحرك من مكانه ملتفتا نحوه بسُرعَة ، مبعدَّا بذلك طرف تلك السكينة الحادة عنه ، لتفاجؤ ذلك الرجل منه قامَ بإسقاطِها فوجد الشابُ هذه فرصة جيدة للكمه ، ارتدَّ على عقبيه سريعا مصطدما الجدار خلفه ، تلك اللكمة لمْ تكن قويَّة أكثر ، آلمته ولكنها ليست بتلك القوة لجعله ينهار ، لمْ يتحرك من مكانه بل بقيَّ جالسا رغم أنه يستطيع ردَّ اللكمة إليه بسهولة كبيرَة ، ظلَّ الصمت يطبقُ بأسنانه على الجميع لا أحد تملكته الجرأة ليتحرك أو يتحدثْ ، ما حصل قبل قليل صار بسرعة حتى أن ذلك الشابْ عجز عن إدراك نفسه ، منظر ذلك الرجل أثار في نفسه الريبة فعلا ، تنفس بعمقْ واعتدل فيْ وقفته أخيرا بذات الوقت الذيْ تحدثَ فيه العجوز هاتفًا : دعه وشأنه ، إنه مجرد طائشْ ، إنه يتصرفُ هكذا لأنه لا يستطيع تقبل الأمر فقط ، هوَّ لا يقصد ذلك ! ..
أماءَ ذلك الشابْ بنعمْ ولمْ يعقبْ كلمة أخرى ، إنه يبدو غير مصدقًا للأمر فقط هذا المزعج ، لقد أثار انزعاجه لا أكثر ! ، ماهيَّ إلا ثوان بسيطة حتى ارتفع صوتُ رنين الهاتفْ ، إذ بممرضة تخبره عن وصول مريض جديد ! ..








باريس




غُلفت الأرضية البرَّاقة بنوع من السجاد الأحمر المزخرفِ باللونِ الذهبيْ فيمَّ تلونت الجدران المائلة للون البنيِّ المحروقِ بالعديد من الزخارف العتيقَّة القديمة لتعطيَّ للمكان انطباعَّا من نوعِّ خاصْ ، تُعامل تلك القطعْ على أنها شيءٌ ثمين لا يفرَّطُ به بسهولة ، فكل قطعة تُحتَجزُ داخل صندوقِ زجاجيْ مرفوع بواسطة طاولة أُعدَّت لأجل ذلك ، تنتشر الطاولات المشابهة في أرجاء القاعة بخجل شديد وبمسافة متساوية بين كل واحدة وأُخرى ، لمْ تكتظَّ القاعة بمثل هذا الشكلَ من قبلْ فحتى الأشخاصُ الذين لا يهتمون بالقطعْ الخزفية موجودون في هذا المكان ، السيد " ألبرتين " ليسَ مجرد صانعِ خزفيِّ فقط بل إنَّ سمعته اكتسحتْ العالمَ اكتساحا فعوضا من أن المواد التيْ يستخدمها لصنع القطع نادرة ولا يمكن لأيِّ صانعِ آخر أنْ يفكر في استخدامها إلا أنَّ مخيلته واسعة بشكل مذهل فلا أحد يستطيع تخمين الشكل النهائيْ الذيْ سيخرجُ به ، من الغباء ألا يفكر رجل ثريْ فرنسيْ في وضع خزفية من مجموعته في قصره فبالرغمِ من أنها باهظة الثمن وتباع بملايين الدولارات ولكنْ أنْ يقتنيَّ قطعة بسيطة خرجت من بين يديْ هذا الرجلْ لهوَّ شرفٌ له يتباهى به أمام الآخرينْ ! ..


الكثير من الصحافيين موجودون في هذا المكان لتغطيَّة مثل هذا الحدثِ المهمْ كما أنهمْ يعتقدون بظهور السيد " ألبرتين " بشكلِّ مفاجئ وفيْ أيَّة لحظة ، لم يستطع " إيرل " إلقاء نظرة على جميع التحف فعدد الأجساد في هذا المكان تجعل من الصعبِ عليه التنقلْ إضافة إلى أنه يتحاشى الظهور أمام الصحافة خشية أن يُفاجأ بظهور مقال في الجريدة يحملُ اسمه ويجُّر معه الكثير من الشائعاتِ التيْ لن تعود عليه بالنفع ، ارتشف القليل من العصير في كأسه بينما يختلس النظر إلى كل شيء وهو يقف في مكانه متجاهلا تماما بأنه قد حضر إلى هنا برفقة شخص آخر ، استطاع سماع همهمات " بريسول " الضجرة خلفه عن كثرة وجود الأشخاص هنا وعوضا من ذلك أبدى انزعاجه الشديد من الصحافة التي استطاعت وبنجاح أخذ معلومات جيدة عن حالة والده التي تدهورت في الآونة الأخيرة ، أدار " إيرل " عنقه صوب شاب يتدثر بملابس غالية الثمن تتناسب ألوانها تماما مع بشرته القمحيَّة فيم تهطل خصلات شعره المائلة للاحمرار على ملامح وجهه الحادة بكياسة شديدة ، تبسم " إيرل " في وجهه بشيء من السخرية قبل أن يحادث " بريسول " بلغته الفرنسية السليمة : توقف عن تمتمتك المزعجة هذه وإلا فإنك ستجد مقالا يتحدث عنك بالسوء صباح الغد ! ..


تقدم " بريسول " منه مبديَّا استياءه الشديد منه إذ أنه هتف بقليل من الانزعاج فيمَ يدسُ كفيه بجيبي بنطاله : حقَّا ، آملُ أنْ أرى كيف ستتصرفُ لاحقا حينما تقع في مثل هذه الورطة " براسيت " ! ..
تجاهله " إيرل " تماما حينما أدار له ظهره ممَ جعل الآخر يشعر بالضيق فهو ليس الوحيد المجبر على الخروج برفقته فبسبب هذا الموعد المرَّتب اضطُر إلى إلغاءِ فكرة الخروج مع أصدقائه ، لاشك بأنهم يستمتعون دونه الآن ، رمق " إيرل " بقليل من الإحباط حينما وجده منشغلا بتأمل أحد القطع المحتجزة خلف الزجاج ، إنه ممل ، يهتم بأشياء غريبة ، أقل ما يقال عنها بأنها اهتماماتٌ شخص فيْ أواخر الخمسين ! ، قرر بدء شجار بسيط معه حينما تقدم منه مبديَّا تململه ، لا بأس بإزعاجه قليلا : أنتَ تهتم بمثل هذه القطعْ أكثر منْ كسبِ الأصدقاء ، أعلمُ بأنه من الصعبِ أن تكون من عائلة نبيلة فيصعبُ وجود من تثقُ بهمْ بسهولة ولكن هذا لا يعنيْ بأن تنزوي بنفسكَ بعيدا ، تبدو ليْ وحيدَّا " براسيت " !


لم يبدو " إيرل " مهتما له إذ أنه بلل ريقه بالقليل من العصير فيْ كأسه قبل أن يهتف به بقليل من التهكم ذلك الذي جعل " بريسول " يشعرُ بالغيظِ أكثر : الفرنسيون يحشرون أنوفهم في أِشياء لا تعنيهم ، دائمًا ! ..
أدار جسده إليه لينظر إليه حيث بقيَّ يتطلع إليه بانزعاجِّ واضحْ فيمَ يفشل فيْ ضبطِ أعصابه عن الإفلات،تبسم بوجهه قبل أن يلاحظ " بريسول " بريق عينيه المرعبْ وحينها فقط استطاع أن يعرف متأخرَّا بأن هذا الشابْ يختلف عنه كثيرَّا ، لا ، بل هوَّ لم يقابل مثله في حياته كلِّها ، قبضَّ على أصابعه بقوة قبل أن يهتفْ به وهو ينظر إليه من خلفِ قناع البرودة الذيْ حاول التدثر به : أنتَ تستخفُ بيْ !
لم يبقى " إيرل ليخوضَ جدالا ، فهو حتى لا يرغبُ في أن يكون علكة بألسن الجميع هنا ، فهو وقبل كل شيءْ قريب لتلك السيدة ، مدَّ بالكأس ل "بريسول " ذاك الذي ظلَّ ينظر إليه باستغراب كبير ، مالذي يفعله ؟ ، قرر مجاراته فتناوله من بين أصابعه في ذات الوثت الذي هتف فيه "إيرل " : أنت لا تعرفنيْ سيد " آوستن " ، لا أحد يستطيع العبثَ معيْ .. تجاوزه قليلا فيمَ عاد يهتف : لن أخبر أحدا بأنك غادرت المكان قبل الخامسة لذا فاللقاء ينتهيْ هنا ! ..


ضغط " بريسول " على الكأسِ بقوة ، كيف يجرؤ على الحديث معه بتلك الطريقة ، استدار نحوه سريعا ليهتف ساخرا : ولكنه استطاع ذلك ، أنت لا تستطيع التغلب عليه على الإطلاقْ ألا تظن ،! ..
بقي " بريسول " يحدق في " إيرل " الذي توقف عن المشي فور أن التقطت مسامعه عبارته ، لقد أصاب عين الهدف تماما ، لقد بدأ يفقد أعصابه ، لا بد وبأنه يغلي بشدة الآن ، بدأت بسمته تضمحل قليلا في الوقت الذي استدار فيه " إيرل " إليه ، لا يحمل وجهه أي ملامح محددة ، يرقبه بجمود واضح ، وكأنه ينوي قتله بدم بارد ، لم تفارق عيني " بريسول " تلك الملامح الغريبة ، وكأنه ندم على تلك الفكرة الغريبة ! ، ليته لم يتلكم ! ، لقد نطق بشيءِّ محظور فعلا ، ماهيَّ إلا ثوان فقد حتى سار " إيرل " بعيدا بعد أن سيطر على أعصابه بسهولة ، زفر " بريسول " بعمقْ ، لقد كان على وشك الدخولِ في شجار معه إلا أن ذلك لم يحدثْ ، لم يكن يجدر به إزعاجه ! ..



__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 04-11-2016, 04:08 PM
 



دسَّ كلتا كفيه في جيوبِ معطفه حينما وجد نفسه يقف خلف مجموعة من الأشخاصْ بدى تجمعهم في تلك الزاوية مثيرَّا للريبَّة ، ومن خلال استراقه للسمع استطاع معرفة بأنهم على وشكِ كشف المجموعة الجديدة التيْ وعد السيدُ " ألبرتين " بأنها ستكون مختلفة عن جميع معروضاته السابقة والكل يعرفُ بأنه إذا قال شيئا فهو يصدقُ بذلك إذ أنه ذكر فيْ أحد المقالات الخاصة به بأنه بقيَّ يعمل على تلك القطعة لأشهر متتابعة منذ أن طرأت الفكرة في عقله وأخيرَّا وُفق في الوصول إلى الشكل المطلوبْ ذاك الذي يطمحُ إليْه ، اقترب أحدُ الرجال من القطعة التيْ غُلفت بقطعة من القماشِ حيثُ لم يظهر ولو جزءٌ بسيطٌ منها ، لم تختفيْ البسمة الظاهرة من على وجه ذلك الرجل حالما نظر إلى عدد فلاشات الصحفيين التي بدأت تلتقط له العديد من الصور وحينها فقط لم يندم لأنه ارتدى الطقم غالي الثمن الذي تكبدت والدته العناء في شرائه له ، التقط العديد من الأنفاس بعدها حاول أن يظهر صوته عاليا واثقا علَّه يُفلح في جذب انتباه الجميع : متحف " بارلين" للفنون يُرحبُ بتواجدكم هنا وفيْ هذا اليوم بالذات الذيْ انتظرهُ الكثير من الأشخاصْ ..
أتبع بِحَزْمٍ أكبر : يسُّرنا فيْ مثل هذا اليومْ بتاريخ السادسُ من أكتوبر أن نعرضَ القطعة الفنيَّة النادرة والتي وعد السيد " آلبرتين " باختلافها عن الكثير من الخزفيات السابقة التي قام بصنعها ، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة ، إنَّها المجموعة الوحيدة والفريدة التيْ قام بصنعها لذا فإنَّ من سيقومُ بشرائها سيحظَى بفرصة زيارة منزلِ السيد و مقابلتِه شخصيا ! ..



ماذا عن الهدوءُ الذي كان يسكنُ القاعة قبل لحظات ؟! ..
لا ، لمْ يعدُ " إيرل " يستطيع سماع خطوات الأقدام من حوله جراء تلك الأحاديثِ المتعجبَّة والتيْ ارتفعتْ في وقتِّ واحد فقط لتشيدُ بمدى روعة هذا المقابل فصرف مثل تلك المبالغ الباذخة لا يعد شيئا إذا كان بمقدورهم مصافحة ذلك الرجُل ، لا يستطيع أن يخفي بأنه شعر بشعور من نوع خاص ، فقبل لحظات بدى لا مباليا ولم تظهر حماسته ولكنه الآن يشعر بأنه قد يفعل المستحيل فقط لشراء هذه القطعة وقبلَ رؤيتها حتى ، عليْه ألا يجعل هذه الفرصَّة تضيع من بين يديه ، عاد ذلكَ المُروِّجْ يُسهبُ فيْ حديثه مستخدما إحدى حيله ليزيد من حماسِ الأشخاصِ أمامه : يستطيعُ أيُّ شخصِّ زيَّادة السعر المقترح لهذه القطعة حتى يضمَّن الحصولَ عليها ! ..


شعرَّ بشيءَّ من الفخر حينما رأى حيلته تنطليْ على الجميع فهو يعلمُ بأن الأغبياء أمامه سيُجن جنونهم إذا لم يحصلوا على هذه القطعة ، وبحركة متوقعة من أصابعه قامَ بجذب الغطاء من فوق القطعة لتظهر محاصرة بإحدى الصناديقُ الزجاجية ، استطردَ الرجل مستمتعا بالملامحِ الظاهرة على وجوههم وقال : اسمُ الخزفيَّة هوَّ " أوديت " ! ..







لندن



ماهذه المشاعر التي تختلجُ في صدره بلا رحمة أو رأفة بحال ذهنه المشتت ، الإحساس بالشفقة تجاه مرضى الجنونْ لاشك وبأنهم يشعرونَ بمثل هذا الاضطرابْ على الدوام هكذا بدأ يحدثه ضميره ، خطواتُ أقدامه التائهة تتهادى صوب اليمين تارة ونحو اليسار تارة أخرى كمن يتخبطُ في مشيته من شدة السُّكر لكن لسانه لمْ يعانق تلك القطراتِ العفنة حتى هذه اللحظة المشؤومة ، أغمض عينيه بقوَّة حينما رنَّت تلك الكلمات القاسية على مسامعه .. كلمات أصابت عمق مشاعره وجعلته غير قادر على التظاهر أكثر من ذلكْ .. الطريفُ بالأمر بأن تظاهره المتقن ذاك وطوال تلك السنواتْ لمْ يهتزَّ أمام أشد الكلمات والضربات التيْ لا تزال آثارها تلون جسده ولكنه وبمجرد أنْ سمع كلمات عمته حتى وجَمْ [ مجردُ حثالة لا نفع منكْ ، ما زلتُ أعتقد بأن أخيْ لن يفتخر بأن يحملَ شابٌ أخرق و تافه اسمه ، هل تعرفُ لماذا تخلى عنكَ بعد وفاة أمك لأنه يعرفُ بأنه لن يجني من ورائك شيئا هو يعلمُ بأن الأصفاد ستعانق معصميك يوما ، عائلة " مورالس " ترفضُ أنْ تكون فردَّا منها ، اغربُ عن وجهي ولا تفكر بالعودة إلى هذا المنزل ثانية ، اُغرب من هنا فأنا أتخلى عنكْ ] ..
أقسى من هذا الشعور لم يسبق له وأن شعر به ، ذلك الثقل فيْ صدره لمْ يترك عينيه تغفل ليأخذ القيلولة التي اعتاد عليها ! ..


انتفضَّ جسده جرَّاء شيءِّ كان قد ارتطم بالأرض بقسوة ، صوتٌ قويْ شيءٌ ، كان قد مرَّ بجانبِ دهليز مظلمْ وقد يكونُ ذلك الصوت منبعثٌ منه ، لمْ يكن ينويْ الاقترابْ ولكنه ولمجرد فضولِّ غريب اعتراه التفت صوبَ اليمين يرقبُ بعينيه تحركاتِ أشخاصِّ في الظلامْ هناكْ ، مجرد خطواتِّ بسيطة تقدمها عندما التقطت مسامعه صوت شخصِّ يتألم ، يناشد أحدًا ، المكانُ عفنٌ تماما لتوه فقط عرف بأنه وصل إلى منطقة غريبة لمْ يسبق له وأن كان بها قبلا ، لقد قادته قدميه إلى هنا بدونِ أنْ يدريْ ، لقد كان كما الغائب عن الوعيْ ، حاول كتمَ أنفاسه من رائحة كانت قدْ تجعله يفقد الوعيْ ، نتنة حقًا ! ، ثلاثة أشخاصِّ يفتباهونَ بلا شيءْ يقفون أمام شخصِّ تملكت الكدمات جسده الموجوع ، مازالوا يرشقونه بكلماتِ غبية وذلك فقط لأجل إرضاء غرورهمْ لا أكثر! ..


لا ، لمْ يتدخلْ ، بقيَّ واقفا متصنمًا فيْ مكانه كالأبله يرقبُ ذلك المسكين الذي يتلوى في مكانه كالشريد ، لا أحد قادر على مساعدته كل ما عليه فعله هو أن يتألم فقط ، هل سيصبح مثله يا ترى ؟ هل سيلقى هذه المعاملة من الجميع ، الإساءة والتجريح ، هذا ما سيكونُ حاله بعد الآن ، لا أحد يأبه بأمره أو يريد أنْ يعرفَ ما به ، إنها وهلة فقط ، بل فيْ أقل من ثانية تنبَّه بأن سيل الضربات والشتائم تلك كانت قد وُجهت إلى جسده ، ألمٌ جسديْ لمْ يشعر بمثله من قبلْ ، مالذي حصلْ ؟ ، لقد كان يراقبُ فقط كيف صار الأمل إلى هذه الطريقة ، حاول التقاط أنفاسه إلا أنه لم يستطع لقد بقي متشبثا بذرات التراب أسفل قبضتيه ، يتحسسها ليعلم بأنه لا يزال وعيه ! ، مع آخر صرخة خرجت من حباله الصوتية توقف الضرب فجأة ، لم يسأل لماذا أو كيف ؟ ،بل ظل يلتقط أنفاسه بصعوبة كبيرة ! ..


جاهد ليفتح عينيه أخيرا ينظر إلى شخص كان قد وقف أخيرا بعد أن أوقع آخر شخص أرضا ، هل استطاع التغلب عليهم ، لا بد وبأنه قوي حقا ! ، حرك بصره ينظر إلى جسد ذلك الصبي الذيْ تعرضَ للتنمر قبل قليل ، لا يزال فاقدا للوعيْ بجانبه ولمْ يتحرك ، مادام الألمُ الذي يشعر به قد حطم جسده فكيف بوجعه الذي أفقده الوعي ، لمْ يبعد عينيه عن ذلك المنقد الذي تقدم منهم ببضع خطواتْ انحنى سريعا ليتفقد ذلك الصبيْ ، ألا يزال حيا ؟ ، ربما أراد تصديق أمر فقدانه للوعي لا أكثر ، لحظة مالذي يجري ! ، لماذا يأتيْ باتجاهه هوَّ أيضا ! ، إنه يقترب ، لم تبدو ملامح واضحة عندما انحنى نحوه ممسكا خصلات شعره بين يديه ، بقي " جوليان " يحدق في وجه ذلك الشخص بدون أن يتعرف على ملامحه ، بدون أن يراها أصلا ، لا يستطيع الرؤية بشكل جيد ، إنه يقبض على خصلات شعره بقوة حتى أنه بدأ يشعر بالألم في رأسه ، ما هي إلا بضع لحظات حتى استطاع سماع صوت غريب لم تألفه أذناه قبلا ، كلمات غريبة شقت طريقها نحو أذنه : أستطيع أن أنقذك إنما بشرط واحد ..
بطبيعة الحال لم يكن ليتكلم وهو بهذه الحال فبقي يحدق فيه كالأبله ، تتأرجح حدقتيه بشكل واضح على تلك الملامح الغير واضحة ، ثوان فقط حتى استطاع سماع ذلك الصوت مجددا ، إذ أنه تحدث هاتفا : لا تمُتْ على يد أحد غيري ! ..





نهاية البارت ..

للمتابعين أعتذر على تأخري الأمر ليس بيديْ
أمر بوقت صعب في دراستيْ ..
أنا أعتذر ..

هذا الجزءْ صحيح بأنه خال تقريبا من التشويق ..
لكنه تعريفٌ فقط بالشخصيات بعد مرور كل هذه المدة ..

دمتم بخير
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم ترانيم الأمل | Corsica مدونات الأعضاء 48 12-04-2015 12:04 PM
سيبقى الأمل .. لننسى الألم رنا حسن نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-14-2012 05:16 PM
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-02-2007 10:52 PM


الساعة الآن 11:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011