عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree166Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 04-19-2016, 08:16 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~Karla~ مشاهدة المشاركة
مرحبا عزيزتي كيفك شو اخبارك كش1
ماهذا البارت راااااائع ماذا حل بهم
ايرما في الجامعة وجوليان هل هو الذي كان معها بالحفلة التنكرية.
مسكين اين اوقع نفسه وفي اي مشكلة لكنه فضولي فقد اخذ دفتر مذكرات ايرما
دون اذا منها
وايرل في باريس اه احسده ولكن هذا الفتى يجعله يفقد اعصابه ولكن
اين بطلتنا لوسيانا وماذا حل بها واين اختفى والدها اختفائهم سبب تغير حياة ايرما المسكينة ووالدها ترى هل هي في باريس
ومن هذا الرجل المريض هل يعقل ان يكون هارولد
لا اعلللم ولكن اريد ان اعلم
وكم تغيرت شخصية ويلبرت بعد اختفاء اخوه المسكين
ترى من وراء ذلك الحادث هذا البارت رائع
وانتي اسلوبك اروع ةاستغرب حقيقة لما لم تحصل الرواية على الكثير
من المتابعين رغم روعتها
يافتاة اود ان اقدم لك نصيحة ستعتبريني مجنونة ولكن حاولي
رغم اني قلت لك هذا للمرة الالف
لكن مثل هذه الرواية ومثل هذه الموهبة لايجب ان تضيع سدا
اكمليها وانشريها اخاف عليكي من لصوص الروايات
فمثل هذا الابداع يجب ان يقدر له للنجاح
ولكن اذا اردتي نشرها فحولي المناطق من نيويورك ولندن الى البلاد العربية فمثل
موهبتك يجب ان تلقى الدعم وان تحظى بجماهرية وبعد نشرها
عودي واكمليها هنا وانت ابرع كاتبة قرأت لها رواية في المنتدى
اسفة على ثرثرتي ورجاء تقبلي مروري

أهلا بك ، بخير والحمدلله ..
تعجبني كلماتك دائمًا ..

أجل " جوليان " هو ذاته الذي كان في الحفلة التنكرية
فضوله قد يجر المنفعة لها أيضا ، أظن أي2

ربما ليست في باريس وربما .. ليست في باريس ..
هل ذلك الرجل " هاورلد " ؟ لماذا اعتقدتِ ذلك !

شكرا لكلماتك ، تخجلني دائما ..
عدد المشاهدات يكشف كل شيء ، لا بأس رغم أنه محبط قليلا ..

شكرا بحجم السماء كارلا ..
أقدر كلماتك كثيرا وأعتز بها شكرا لك مرة ثانية
وقد أفكر بها بشكل جدي هذه المرة ..
أحب وتعجبني ثرثرتك ، أنا ثرثارة أيضا حب6

سلمتِ عزيزتيْ ..

دمتِ بخير وبأفضل حالْ
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 04-19-2016, 08:21 PM
 
مرحبًا جميعًا ..

أعتذر ولكننيْ سأضع الفصل في نهاية الأسبوع - بإذن الله - !
بدأت أرى النور أخير وقد أنتهي من مشاغليْ في وقت قريب ..

بالمناسبة أعتقد بأن روايتي الأمل تجذب الزوار أكثر من الأعضاء
شكرا ع 2000 مشاهدة - حيث ستصبح قريبا - ..



دمتمْ بخير وبأفضل ْحالْ ..
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 04-21-2016, 09:17 PM
 

يُحتجز بين أربعة جدران مظلمة خاوية من أي قطعة أثَاثْ حتى السجَّاد الذيْ حمد الله على كونه موجودَّا لمْ يساعد فيْ تدفئة جسده المرتجف من بين أسنان اللياليْ الباردة ، يتقلبُ يمينا وشمالا يشعر بأن أجزاءه تتقطعْ من الداخل ، يضربُ ظهره فيْ الحائط خلفه بينما يضيقُ الخناقَ على قدميه بذراعيه علَّها تخترقُ معدته الفارغة وتمنعها عن إيلامه ، من سيُصدقْ بأنه بقيَّ بلا طعامْ لأربعة وثمانين ساعة ، يُخرسُ عطشه بعدة قطراتِّ من الماء عدا ذلك لم يستشعر جوفُه شيئا ، التقط العديد من الأنفاسْ الضائعة وأغلقَ عينيه لثوانِ صامتة ، يستطيعُ سماع صوتِ العصافير في الخارجْ فيعلمُ بأن الشمسَ لم تغادر السماءَ بعد ، لقد كابد ضوءها كثيرا للوصول إلى مكان عزلته لكن لا وجود لأيَّ فتحة أو حتى نافذة على الأقل ، هل لهذا معنى ؟! حتى المساجين يحظون بفرصة للخروج لبعضِ الوقتْ ، خففَّ من ثقل جفنيه قليلا ليفتح عينيه على صوتِ خطواتِ بدت خلفَ باب هذه الغرفة ، هل سيستطيع الخروج اليومْ أم أنه سيظل حبيس هذه الزنزانة إلى يومه المشؤوم !







هكذا راح يسأل نفسه عندما لم يعد يسمع صوتَّا ، شعر برعشة خفيفة تسيطر على جسده تساءل إن كان من البرد أم بسبب حالة القيء التي تهاجمه على حين بغتة ، لقد فقد حتى الإحساس بجسده المرتجف ، ارتفعت زاوية فمه لأعلى قليلا بعدها نالت حالة غريبة منه جعلته يبدأ بالضحك بشكل غريبْ ، يتعالى صوته تارة ويختنق تارة أخرى فهكذا وكأنه بذلك يحاولُ التخفيف عن دماغه الذيْ عمِلَ طوال تلك الساعاتْ بدون توقف يسترجع ذكرياتَ الإحدى وعشرين سنة التيْ مرَّ بها حتى استطاع أن يصل بتفوق إلى مرحلة استطاع بها حماية نفسه مَن أن يُصابَ بالجنونْ ، لكنه أعلن استسلامه فيْ هذه اللحظة ، لا بأسَ إن أًصبح مجنونا أو مُختلَّا فلا أحد سيقوم بالسؤال عنه على أيَّة حال ، تهادى صوتُ ضحكاته قليلا حتى استحال إلى عدة شهقات صامتة ، استقبلها جسده بحفاوة فلمْ يكن منه إلا أنْ شعر بعدة نغزات من الألم ، لمْ تعدْ رؤية الظلامْ واضحة بالنسبة له ، فالماءُ الذي احتشد في عينيه جعله غير قادرِّ على فتح عينيه أصلا ، لقد كابد كثيرَّا حتى لا تنزل هذه القطرات المالحة من عينيه حتى فيْ أشدِّ مواقفه الحاسمة لمْ تنزل هذه الدموع حينَما قرر إنهاء حياته ، يرتجفُ كتفيه بخفة فيمَ يُطبق على شفتيه بقوةْ محيلا تلك الصرخاتِ المتألمة إلى أنينِّ متوجعْ ، هوَّ يعلمُ بأنه لمْ يخدع نفسه بادعائه القوة لكل هذا الوقتْ .. من الطبيعي أن يبكي الإنسان عندما يشعر بالخوفِ ، بالألمْ ، بالضيقِ والانزعاج ..


استحالت تلك الشهقاتِ إلى أنفاسِّ متخبطة متهدجة فور ما التقطت أذنيه صوتِ خربشة بالقربِ من الباب ، ليست خطواتِّ هوَّ متأكدُّ من هذا يبدو وكأنه صوتُ القفلْ .. قفلُ الباب لزنزانته المعتمة والباردة ، قبَّلت ركبته الأرضَ فرحا بينما لم يستطع جسده مفارقه الجدار فهو لا يستطيع الجلوسَ باعتدال حتى ..
ضوءٌ خافت .. بسيط .. لكن ذلك يم يدم طويلَّا سرعانَ ما فُتح البابَ أخيرا وبدت الرؤية أكثر تشوشا لديه الآن ، عينيه قد اعتادتا على الظلامِ طوال هذه المدة فكان استقباله للضوء مؤلما لحد إغلاقهما دقائقْ ، عاد يفتحهما ببطءِ هذه المرة فيمَ بدت له هيئة رجلِّ يقفُ بالقربِ من الباب وسطَ الضوءِ .. هزيلُ البنيَّة .. أصلع .. هذا كل ما استطاع أن يراه ، ابتعدت قدمي ذلك الرجلِ عن البابْ واقتربت من " جوليان " خائر القوى ، اقتحمَ صوته المكان مهددا الصمت بالرحيل وهتفَ ب ذلك الشابِ المسكين أمامه : خلتُ بأنيْ سأرى جسدكَ معلقا بالسقف أو رؤيَّتكِ مضطرجا بالدماءِ في دورة المياه ، أنتَ مثيرٌ للإعجابْ لبقائكَ متحملا طوال تلك المدة ! ..


انفلتت عدة شهقاتِ أخيرا من بين شفتيْه أخيرا واستطاع ن يستجمع قليلا من القوة التيْ جعله يرفع كفيه ببطءْ يُحيطَ بأصابعه ساق هذا الرجل فيمَ يتوسله بقليل من الألمْ ، ذلك الثقل فيْ لسانه جعله عاجزَّا على النطقْ بالرغم من أنه لم يجدْ مشكلة فيْ توسله بعض الطعام ، لماذا لا يستطيعُ النطقْ ؟! هل غادرت الكلمات لسانه بلا رجعة .. لن يكون ذلك مستغربا إن لم يحدث إنسيا طوال تلك المدة ، أغمض عينيه بقوة وضيق جبينه بعجز فور أن التقطت أذنيه ضحكات الرجل الذي تنهد بشيء من القوة ، تراجع للخلف بشيء من القوة بينما سقطت ذراعي " جوليان " للأسفل بذات العجز والذل ، مثير للشفقة ، أين كبرياؤه الذي اعتاد على إظهاره دائما ؟ كلماته السليطة التي اعتاد قذفها للأشخاص من حوله نسيها كلها .. مالذي يفترض به أن يفعل الآن ؟ ما كان على ذلك الشاب المزعج ردعه لو أنه تركه يلقى حتفه لما شعر بهذا الخزي ولا مر بكل هذا الألم ؟ إن كان ينوي حقا تركه هنا وإذلاله فلماذا قام بعرض مساعدته له ؟! ، عادت تلك الغصة تهاجمُ حلقه مرة أخرى إلا أنها لم تدمْ طويلا ، تابعت أذنيه ذلك الرجلَ الذي حركَ قدميه مبتعدا إلى حيثُ الباب متجاهلا إيَّاه ، بقيَّ " جوليان " غيرَ مصدقِّ لما حصل ، لقد دخل وخرجْ لعدد من الدقائقْ غير مبديا مقدارا بسيطا من الرحمة ، بقيت أنفاس " جوليان " تتجدد وهو ينظر إلى الباب المفتوح ولكم شعر بالتوق لاحتضان الضوء لجسده ، هل سيستطيع الشعور بتلك النعمة مجددا ؟ ..


حاولَ تحريك قدميه المتصلبتين فيمَ تطلبَ الأمر منه قليلا من الوقت ليستطيعَ الوقوف ، لم يستطعْ فعل ذلك فالدوار يعودُ لمهاجمته بقوة أكبر هذه المرة ، التقط " جوليان " أنفاسه ولمْ يجد مشكلة فيْ استخدام ذراعيه بدلا من قدميه ، إن كان سيخرج من هذه العتمة فيْ النهاية فلا بأسَ بأن يُجرح جسده أو أن تعانق قطرات الغبار أنفه ! ..
لمْ يكنْ الأمر مستغربا جدَّا بالنسبة إليه بل كان مفاجئا وللغاية ، لقد سُجنَ بغرفة خانقة ومعدمة أيضا تفوح منها روائح عجز عن تحديد ماهيتها ، لمْ يتوقع بأن تكونَ تلك الغرفة جزءَّا منْ هذا المنزلِ : أرضية المنزلُ خشبية ، هنالكَ مطبخ و ردهة وسلالمْ تؤديْ إلى الطابقِ العلويْ وأخرى إلى الطابقِ السفلي – القبو – حيثُ أمضى ساعاته الخانقة مسجونا هناك .





صحنٌ من الحساءْ و آخرٌ يحتويْ بعضِّ من الخبزِ المحشوِّ وأخيرَّا كوبٌ من الماءْ ، بقيَّ يتطلعُ إلى الطعامِ أمامه على الطاولة بينما يريح جسده على أحد الأرائكِ فيْ الردهة ، جزَّ على أسنانه لوهلة بينما لمْ يستطعْ إبعاد عينيه عن طبقِ الحساءِ أمامه ، لم يقمْ بتناوله منذ وفاة والدته لأنه لايريد أن ينسى طعمه الذيْ بقي عالقا فيْ ذاكرته ، هذا بالفعل لا يطاقْ أبدا ! ..
حاول تجاهل ذلك الأصلع الذيْ جلس بقربه على أحد الأرائك هاتفا بينما لم تفارق عينيه ملامح الشابِ الكسير أمامه : هيا كلْ ، لا تعتقد بأنك ستأكل طعاما أفضل من هذا مدة إقامتك هنا !..
رفع " جوليان " بصره نحوه يرميه بالقليل من النظراتِ المتسائلة المحتارة ، كيف له أن يصل إلى هذا المكان ؟ ماذا حصل لذلك الشابْ ؟ أين اختفى ؟ هل قامَ بالكذبِ عليه وتخلى عن فكرة مساعدته ؟! لكن لماذا قام بمساعدته ومنعه من أن يقضي على أنفاسه ؟ يحتاج تفسيرا لكل هذا ، تنهد ذلك الأصلع بشيء من العمق قبل أنْ يعودَ يتكلمْ بشيءِّ من الهدوءْ والحذر : سأجيبك على جميع تساؤلاتك ، ولن أكون نزقا في الحديث إذا لم تقاطعني ! ..


هو لن يجرؤ على الحديثِ حتى ، يجبُ أن يفهمَ كل شيءِ وأيَّ شيء ، لم يُجبْ فشرع ذلك الرجلُ الغريب يشرحُ له كل شيءْ : اسمع بقلبك لا بأذنك لأني لن أعيد كلامي ثانية فكما تعلم للجدران آذان .. أتبع بشيء من الصرامة هذه المرة : لقد أحضرك " ويليام " إلى هنا قبل يومين وفي المساء ، لقد قال بأنك كنت ضحية أحد أفراد العصابات ، بعد ذلك كما ترى أمضيت ساعاتك هناك إلى حين نهوضك الآن ، قد تظن بنا أي شيء .. أشرار أو حتى عديموا الرحمة .. لكن لو كنا ننويْ بك الشر لكنا تخلصنا منك ولمْ نقم بالاحتفاظ بكْ حتى الآن ..


لمْ يحرك ساكنا ينظر إلى ذلك الرجلْ بشيءِّ من الهدوءْ ولمْ ينفعل بشأنِ معاملته كإحدى الجثث المرمية بالقربِ من مزبلة ربما ، هذا أول ما خطر فيْ عقله ، بقيت عينيه متعلقتين بذلك الأصلع الذي لم يجد بدا سوى من إكمال حديثه المؤلم بالنسبة إلى " جوليان " : أنت لا تملك أحدا ولا شخصا يهتم أو يأبه لغيابك .. طُردت من منزل عمتك وتوفيت والدتكَ قبل عدة سنوات أما عن والدكْ فقد تخلى عنكَ منذ مدة طويلة .. استطعت الحصول على هذه المعلومات بسهولة لذلك لا تسأل ، أنت يا سيد سوف تكون مفيدا لنا بل وكثيرا ، أنت وحدك تستطيع القيام بالكثير من الأمور التي قد يعجز عن فعلها الآخرون ! ..


استطرد بشيء من الحرص والانفعال هذه المرة ينظر إلى الشاب أمامه غير آبه بأثر كلماته على مسامعه : اسمعني جيدا ، نحن بحاجة إليك بحاجة إلى شخص مثلك يتصرف دون التفكير بالعواقب ، نحتاج لشخص فقد أحباءه وأصدقاءه و لن يهمه إلحاق الأذى بالآخرين ، أن يفعل أي شيء حتى ولو كان بتلك الفظاعة ، نريد شخصا لن يهمه إراقة الدماء أو الرصاصات ، لن يقرع قلبه بمجرد سماع صوت سيارات الشرطة ، يختفي كالشبح دون أن يخلف أثرا خلفه ، فكر جيدا ! ، ببساطة نحن نفعل ما يطلب منا وذلك لغرض واحد فقط وهو المال ، نفعل ما يطلب حتى وإن كان في ذلك خطورة ! ..


شعر بالدماء تغلي في عروقه لذلك فضل أنْ يهدأ قليلا ، لقد فوجئَ حقا بنظراتِ هذا الشابِ الذي لم تتغير منذ جلوسه و حتى الآن ، لا يبدو منفعلا لما قاله ولمْ يقاطعه للاستفسار عن أيَّة نقطة ، هل صدَّقت مسامعه ما قال بهذه البساطة ؟ ، هل تبدو كلماته سهلة فعلا ليبقى هادئا غير مهتم بمَ قال ، أم أنه لا يستطيع التعبير فقط ، نهض ذلك الرجل من مكانه ورمى بآخر كلماته له عندما هتف به قائلا :تلك الغرفة احتضنت الكثير من الأشخاص أمثالك .. أشخاص فقدوا الحب والرغبة في الحياة ، كلُ ما أرادوه الموتْ فقط ، لذا فكرة شنقِ أعناقهمْ أو قطعِ معاصمهمْ لم تكن خطوة صعبة للقيامِ بها بالنسبة إليهمْ ، أعتقد بأن مقصدنا قد توضح بالنسبة إليك ولو قليلا لذا فأنا في انتظار إجابتكْ ! ..


عوضا من أن يجيبْ ويقطع الصمتَ الذي غرق فيه هذين الاثنين شرع فيْ التقاطِ بعضِّ من الخبز وتناوله بشيءِّ من الهدوءْ ،عاد يلتقط كأس الماء ليشرب ما فيه ، سرعان ما تحولت طريقته في الأكل إلى نهمِّ شديد متناسيا ذلك الرجل الذي ظلَّ يرقبه بصمتْ قبل أن يبستم بشيءِّ من الخفوتْ ويردف : أحسنت الاختيار ! ..

__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 04-21-2016, 09:28 PM
 



تنسابُ العجينة بين أصابعه بسلاسة تامة فيمَّ تتمايل تارة وأخرى إثر حركاتِ كفيه المتناغمة وبدراسة دقيقة وتفصيلية من عينيه يستطيع أنْ يعرف بأنها ستكونُ شكلِّ مذهلِّ في النهاية ، على الشكلِ الذي هي ستصير عليه ، لطالما اعتقد بأن الأشكال تُخلقُ من تلقاء نفسها بين أصابعه ، ذهنه لمْ يتعبْ في التفكير والاعتقاد عن كيفية تصويرها فبمجرد أنْ يبدأ بالعملْ وتباشر هذه العجلة بالدورانْ تبدأ الرقصة بين العجينة وأًصابعه ، وبتناغمِّ وانسجامِ تبدأَ بأخذِ شكلِّ غريبْ لمْ يفكر فيْه من قبلِ ، حالما يعملْ لا يشعر بمَ يحصل حوله ، لا يشعر بسخونة الطقسِ أو برودته ، لا يهتمُ إن كان هنالكَ ما يحادثه ، كل ما يهمه هوَّ أنْ يعمل وينتهيْ بشكلِّ يرضاه في نهاية المطاف ! ..


حاجبيه الكثيفين منعا عرقه منْ الوصولِ لعينيه الضيقتين لإعاقة عمله ، أنفه الطويل يعملُ بجدِ هذه المرة فهو يجذبُ كمياتِّ كبيرة من الهواء إلى داخل جسده ، تنطلقَ عدة دندناتِّ خافتة من بين شفتيه لتمتع بذلك أذنيه المتمركزتين أسْفلَ خصلات شعره القصيرة المصففة وبمزاحمة الشيبِ لها اتضح بأنَّ عمره كبير فعلا ، لمْ يكدْ يعقد حاجبيه لبرهة حتى توقفت كفيه عن العملْ ، أدار رأسه صوبَ اليمين حيثُ تقفُ حسناء معتدلة الطول بالقرب منه فيم تعانق أصابعها النحيلة كتفه برفقْ ، تتلألأ خصلات شعرها الأشقر أسفل خيوط الشمس المنبعثة من بين ثغرات جدران الورشة الخشبية ، بادل ملامحها المرهقة بابتسامة حالما تأمل عينيها العشبيتين الساخطتين فهو بدأ يفهمْ بأن يومها مُتْعِبٌ من بدايته ، لوتْ شفتيها الصغيرتين قبل أن تردف بانزعاجِ تجلى فيْ كلماتها : أنتَ لمْ تحضر الحفل مرة ثانية ، أعتقدُ بأنك تتهربُ من الإعلامِ وحسبْ ، ذلك غير عادلِّ أبيْ ! ..


لم يستطيع منع ضحكته أكثر من ذلك لقد أظهرت تلك العقدة بين حاجبيها الرفيعين هذه المرة ، ارتفعت أصابعه المتشحة بثوب متسخ من الطين والعجين ثم قرر مداعبة أنفها الصغير إلا أنها انتفضت من مكانها سريعا بغية إنقاذ ما بقي نظيفا من ملامحها الفرنسية ، عانقت أصابع السيد " آلبرتين " المنشفة على طرف الطاولة وعاد يهتف بشيء من السعادة : قطعة السكر تبدو منزعجة فعلا هذا اليوم .. أتبع إنما بقليل من الجدية : لا أحب تلك الحفلات صدقيني ، تملق و أحاديث فارغة لأستيقظ في الصباح على صورتي بالجريدة ، هذا شيء أعجز عن تحمله ! ..
لمْ يكد يُطبقُ شفتيه عن آخر كلمه حتى اقتحمَّ صوتٌ مُخمليُّ غريبْ المكان موافقا بكلماته عبارة السيد " آلبرتين " الماضية : لست الوحيدَ الذيْ يعانيْ ، صدقني ! ..





بقيت عينيه متعلقين بفتاته الجميلة لثوان فمن المستحيل أن يكون هذا صوتها وأن تكون نبرتها متعالية إلى هذه الدرجة ، و من غير المعقول أن تكون تلك الكائنات المزعجة قد لحقت به حتى المنزل مقتحمة ورشة عمله ، لم تستطع " فانتين " تحمل الملامح التي رسمها والدها على وجهه قبل لحظات فقد بدى مضحكا فعلا ، بعد أن أطربت مسامعه بضحكتها المفعمَّةِ بالحياة حتى تبسمت بقليل من السعادة وهتفت : تبدو فزعَّا ، لا تقلق إنه ليس من الصحافة ، بل هو الشخصُ الذيْ اشترى " أوديت " في المعرض البارحة ! ..


يتدثر ذلك الجسدِ بمعطفِّ صيفيْ فيمَ يُخبئ أسفله قميصا وسروالا بلونِ السماءِ فيْ شدة لياليها ، لمْ يُصدقْ السيد " آلبرتين " بأن قطعة " أوديت " الثمينة تستقر على أحد مناضد هذا الشابِ في منزله ، هذا غير معقولْ فبالرغم من أنه يبدو ثريَّا فعلا إلا أنه لا يزال صغيرَّا في السن ليشتري القطعة التيْ تعبَ فيْ صنعها ، أراح ذلك الشابُ كتفيه بينما يدُس كفيه فيْ جيوبِ معطفه ولمْ يلقِ بالا لتصرفِ السيد " آلبرتين " ذاك الذي عدَّه يفتقر إلى اللباقة ، أوَليسَ من المفترضِ أن تكونَ أصابعُ أكفِهِمَّا متعانقتين فيْ المصافحة الآن ! ..


أجزاءُ من الزجاج الحاد مهشمَّة على الأرضِ وعلى الجدرانِ تستلقيْ مجموعة من الأوانيْ قد تشابه بعضها فيْ الطولْ وبالقربِ منْ الطاولة التيْ يعمل عليها ذلك الرجل يوجد قليلٌ منْ أوانيْ الفخار التيْ قد كُسرت إلى نصفينْ ، يبدو وبأنه فشل فيْ إتمامها ، بقيَّ يتطلعْ إلى إحدى الأوانيْ برفقْ فمظهرها لا يبدو غريبَّا عليه يبدو تماما كقطعة " أوديت " التيْ فكر في اقتنائها ، لا بد وبأن هذا الرجلْ وجد صعوبة فيْ صنعها ، لمْ يغفل " إيرل " عن تقييم السيد " آلبرتين " له بعينيه ، فعدمُ حديثه معه إلى الآن .. هل هذا يعنيْ بأنه لمْ يحصل على إعجابه ربما ، لمْ يدمْ تساؤله طويلا فسرعانَ ما طرقت كلمات السيدُ " آلبرتين " مسامعه هاتفا به بقليل من الجديَّة و العجبْ : تبدو صغيرا لتحفلَ بهذه الأشياء المملة ، مالذي يجعلكَ مهتمَّا فيْ الأوانيْ الخزفيَّة ؟! ..


كما توقع ، هوَّ لمْ يرقه بعد ، يبدو وبأنَّ السيد " آلبرتين " تفاجأ برؤية شابَ بدلا من رجلِّ فيْ نهاية الأربعين ، تنهدَّ " إيرل " بقليل من الهدوءْ قبلَ أنْ يستطرد بكلماته غير آبهِ بمعناها الذيْ قد يُفهمُ بطريقة خاطئة : الملل ، أشعر بالرتابة مؤخرا لذا قررت أن أبدأ في الاهتمام بشيء غريب ! ..
لاحظَ " إيرل " العُقدة بين حاجبيْ السيد فمن غير المعقولِ أن تقولَ بأنك تهتمُ بالخزف كيْ لا تشعر بالملل ومن غير المعقولِ أيضا أن تطرقَ هذه الكلماتِ مسامع رجلِّ عاشَ أغلبِ عمره بين الطينِ والماء لصناعتها ، ظهر صوتُ السيد " آلبرتين " حانقا وفيْ تساؤل مستعجبْ ل " إيرل " عديمِ التهذيبِ – كما اعتقد - أمامه : هل تقولُ بأنكَ قمتَ باقتناء " أوديت " القطعة التيْ تعبتُ في صناعتها لمجردِ أنكَ تشعر بالملل ؟! ..


هل هو غاضبٌ منه الآن ؟! ، لكنه لم يقل شيئا يستحقُ كلَّ هذا ، كلُّ مافعله هوَّ أنه قال ما يشعر به ، صحيح إن الكبار فيْ السنْ يُثار جنونهمْ لأتفه شيءْ ، يجبُ عليه أن ينتقيَّ كلماته بعنايَّة أمامَّ السيد وإلا فإنه لنْ يحصل على ما يريد ، تبسم "إيرل " رغم ملامح وجهه الجامدة وتحدثِ بطريقة أقربُ ما تكونَ إلى الاعتذار فقط ليحرصَ على تغيير انطباعه لدى هذا السيد المنفعل : أعتذر إن كان فيْ كلاميْ شيءُ اعتبرته من الوقاحةْ ، ثقْ بأننيْ لم أكن أقصدُ شيئا يمسَّكَ فعلا ، بالفعلْ بدأت أهتمُ بالخزفِ منذ مدة قريبة ولنْ أجاملك إنْ أخبرتكَ بأن اسمكَ هوَّ أولُ اسمِّ عرفتُه فيْ ذلك العالمِ لذا أردتُ أنْ ألتقيكَ وأعرف الكثير منكْ ! ..
لانتْ ملامح السيد " آلبرتين " قليلا ، فبالرغمِ منه أنه لم يلقى استحسانه بالكامل إلا أنه يجيد الاعتذار فعلا ، ويعرفُ كيفَ يقلبُ الوضع لصالحه ، كيف لا وهو يتعامل مع أشخاصِّ لا يهمهمْ سوى المال و الثروة وتوقيع الصفقاتِ المُربحَة ، تبسَّمَ بشيءِّ من العمقْ قبلَ أن ينهضَّ من مقعده هاتفا بنوعِّ من الترحيبْ : إن كان الأمر كذلك فَلابأسْ .. أتبع برفق : مرحبَّا بكَ فيْ منزليْ المتواضعْ سيدْ " براسيت " ! ..


تنفسَّ " إيرل " بشيءِّ من العمقْ فيمَ يرمق ملامح السيد التيْ تلوحُ له بالخير والقبول ، ف للتو كاد يجزمُ بأنه سيعتذر عن استقباله فيْ منزله لكن لا بأسَ مادامَ قد أفلحَ فيْ تغيير سلوكه ، من المستحيلِ أنْ يفرِّطَ بذلك الشعور الذيْ دبَّ فيه لحظة إمساكه لتلك القطعة بين أصابعه ، ذلك الشعور يخبره بأن مقدمه إلى هنا سيعود إليه بالكثير ، بالرغم من أنه لمْ يكن مهتما فعلا بشراء تلك القطعة وليس قلقا بشأنِ السيدة " لورينز " تلكَ التيْ لم تعلمْ بعدْ بعدد الملايين التيْ أنفقها ! ..





ما هيٍّ إلا قليل من الثواني الصامتة حتى استطاع الثلاثة سماع خطوات متعثرة بدت وكأنها في طريقها إليهم ، التفت "إيرل " صوب الباب ينظر نحوَ خيال رجل يركض تجاههم وللحظة فقط استطاع معرفة أنه ليس سوى عامل في هذا المنزل ، بستاني ربما ، ثيابه تتخللها التراب ، قميص مهترئ بالإضافة إلى خصلات شعره الشعثاء ، التقط العديد من أنفاسه الضائعة فيم يُسندُ ذراعه على طرف الباب محاولا التحدث بنبرة مرتجفة : سيدي ، " لايت " .. " لايت "! ..
مالذي يحدث ؟! ، سؤال من كلمتين أصبح يجول في ذهن " إيرل " فبمجرد أن نطق ذلك الرجل بالاسم حتى تهافت ذلكما الاثنين صوب الباب بسرعة ، لن يستفيد شيئا بوقوفه هنا ، تلاحقت خطواته قاصدا الخروج من الورشة وبالتفاتة بسيطة نحو اليسار استطاع رؤية تلك الجلبة ..


إسطبل على الجهة اليسرى من المنزل فيم تقف تلك الفتاة بالقرب من البستاني الشاب بشيء من القلق ، وعلى بعد أربع خطوات تتخبط ذراعي السيد " آلبرتين " عاليا في الهواء في محاولة بائسة من أصابعه للإمساك بلجام حصان حالك السواد فيم تكثر تلك البقع البيضاء عل قوائمه الأربع ، هو بالفعل يبدو هائجا كما وصفه الرجل قبل قليل ، وفكرة إيقافه تبدو مستعصية على السيد نوعا ما ، ترتفع قائمتيه عاليا ثم يعود يهبط بكامل جسده للأسفل وصوت صهيله يدويْ في المكانْ ، استطاع سماع صوتَ السيد " أليرتين " ذاك الذيْ بدأ ينطق بعدة كلماتِ علَّها تهدئ من روع هذا الحيوانِ أمامه ، وبالفعل ما هيَّ إلا ثوانِّ قليلة حتى هدأت حركتُه بالتدريجْ واستكانَ أخيرا مستسلمًا للمسات السيد " آلبرتين " على عنقه الطويلة ، زفرت " فانتين " بشيءِّ من القلق فيم راحت أصابع كفها تضغط على أطراف عنقها كعادتها دائما حين شعورها بالاضطراب ، التفتت صوب ذلك العامل وهتفت بتساؤل مستغرب : مالذي حصل له ؟ لقد كان هادئا قبل لحظاتْ ! ..
جاءها الردُّ بشكلِّ فوريْ حيْثُ استطاعتْ " فانتين " سماع أنفاسِه المتهدجَّة : لستُ أدريْ ، لقد أصبحَ هائجا بشكلِّ مفاجئْ ! ..


رفعتْ " فانتين " أحدُ حاجبيها باستغراب فليسَ من عادة " لايت " أنْ يهيجَ ويثور هكذا إلا في حالِ حدوثِ شيءِّ له ، تنهد السيدُ " ألبرتين " بشيءِّ من الهدوءْ بينما بدأ ينفضُ كلا كفيه فلتوه أعاد " لايت " إلى الاصطبل بعد أنْ أحكم رباطه بإحدى العواميد الخشبية ، رفع بصره صوب الشاب مرة أخرى وطرح سؤاله متعجبا : طعامه متناثر على الأرض أيضا ، ليس من عادته أن يثور بجنون هكذا ويخرج من الاصطبل ! ..


ابتلع ذلك الشابُ ريقه بصعوبة فيمَ بدأت عينيه تتحركان بشكل غير ثابت : لست أدري سيديْ ، لقد جئت إلى هنا كالمعتاد .. أعني .. كما تعرفْ فهذا هو الوقتُ الذي يتناول فيه " لايت " طعامه .. ثمَّ .. وفجأة وجدته هائجا ولمْ أستطع التحكمَ به حتى خرجَ من الاصطبل ثائرا ! ..





تنهد " آلبرتين " بشيءِّ من العمقْ فيمَ راح يفكر في الحالة التيْ أصابت خيله المسكين فليس من عادته أنْ يحدث هذه الفوضى بدونِ مسبب ، ظهرت تلك العقدة في حاجبيه حينما التقطت مسامعه صوت ضحكاتِ خافتة بالقرب منهما ، دسَّ " إيْرل " كلا كفيْهِ بجيبيه فيمَ اقتربَ من مكانِ وقوفهم يلمح على وجوههم علائم الاستغراب والضيق و لربما استطاع ملاحظة انزعاج السيد " آلبرتين " وعدم استلطافه لفعلته الغريبة تلك ، تنفسَ بشيءِّ من العمقْ محاولا بذلك تهدئة صدره الذيْ باتت فيه أنفاسه متخبطة من كثرة استمتاعه بمَ يحصلُ هنا ، تحدثَ معتذرا : أعتذر ، لمْ أكنْ أقصدُ ذلك حقيقَة ! ..


تبسَّم وأتبع بقليل من اللامبالاة : لستُ أدريْ إن كنتَ تعملُ هنا منذ مدة طويلة لكنْ ألا يجدرُ بكَ أنْ تعرفَ بأن هؤلاء الأشخاصْ على علمِّ بحالة الحصانِ قبل قدومكْ ، يجدرُ بك أن تبتكر كذبة تكونُ سهلة التصديقْ ، كذبتك الصغيرة هذه ليست بيضاء حتى .. أتبع بسخرية : لا ، إنها لا تعد كذبة بالأصل ..
لمْ يكد يُنهيْ كلامه حتى استدار ذلك الشابُ نحوه وفي انزعاج واضح ، فصاح بوجه " إيرل " مضطربا : مالذي تقوله ؟..
أخرسه " إيرل " حال استدارته نحوهِ ، لم يبدو منفعلا أو حتى مضطربا كحال الواقف أمامه ، كل ما في الأمر هوَّ أنه تجاهل عيني السيد " آلبرتين " تلك التي عادت ترمقه بذات النظراتِ التيْ لمْ يعرفْ تفسيرا لها حتى الآن ، عاد يشرحُ بشيءِّ من البرود : كذبت لأنك تعرفُ بأن أنفكَ لن يطولْ لكنْك فُضحت في النهاية ، عليكَ أن تنتبه لحركاتِ عينيك وعثراتُ لسانكِ فلابد وبأنك واجهت وقتا عصيبا في ترتيبِ كلمات لأحداث لم تحصل ، إنك تضغط على أطرافك بقوة أيضا ، أظن بأن هذه علامات لا بأس بها لتعرف بأن الشخص أمامك يكذبْ ! ..


عاد يستطردُ لينظر صوبَ ذلك الشيءِ القابع بالقربِ من الباب بسكونْ : يبدو وبأنه تلقى ضرباتِّ من ذلك السوطْ ولأنكَ فشلت فيْ التحكم به جئتَ لاهثا طالبَّا للمساعدة ! ..
بقيَّ ذلك الشابُ يتطلع إلى " إيرل " بعينين جاحظتين قبلَ أن يشعر بتلك الرجفة التيْ احتلت جسده من أعلى رأسه مرورا بقدميه ، التقط أنفاسه مستديرا صوبَ السيد " آلبرتين " الذي طالبه بقولِ الحقيقة وأن يكف عن اختلاقِ الأعذار ، تنفسَ بعمق قبلَ أن يستطرد بأسفِّ تجلى في صوته : أنا أعتذر منك سيد " آلبرتين " ، كل ما فيْ الأمر هوَّ أننيْ فكرتُ فيْ امتطائه لقليل منْ الوقتْ إلا أنه واجهنيْ بالرفضْ ، لمْ أكن أقصد اللجوء إلى السوطِ صدقني لكن اعتقدتُ بأنه سيرضخ إليْ إذا ما استعملتُ الشدَّة معه ، أطلبُ السماح سيدي ! ..


ضيقت " فانتين " جبينها بحنقْ قبلَ أن تستطرد مؤنبة لذلك الشابِ الذي لم يجرؤ على رفع بصره عاليا : ألم أخبرك بأن " لايت " يرفضُ بأن يتم امتطائه إلا من قِبَل والديْ فهوَّ مرَوَّضُ على ذلك .. استطردت بانزعاج واضح : يبدو وبأنك كنتَ متحمسَّا للعمل متجاهلا تلك النصائحَ التيْ أطلعتكَ عليها في البدايَّة ! ..
لم يبدو السيد " آلبرتين " سعيدا بمَ حصل ، لا تزال تلك التجاعيد ظاهرة على جبنيه الضيقة فيمَ زفرَّ بشيءِّ من العمقْ فلا فائدة من اللومِ الآن ، [ أرجوكَ ، سيديْ اسمحْ ليْ بالعملِ هنا ، والديْ توفي منذ سنة لذا فأنا المسؤول الوحيد عن عائلتيْ أميْ وإخوتيْ الصغار لا مقدرة لهمْ على العملِ تحتَ أشعة الشمسْ أو تحملِ وطأة برودة الليل ، أعدكَ بأننيْ سأكونُ مطيعا لك ولن أخذلك أبدًا ] ، عاد السيدُ ينظر صوبَ ذلك الشابِ الذيْ اصفرَّ لونه وبهُت وكأنه بانتظار قرار إقصائه بعد قليْل ، قضى السيد " آلبرتين " على تلك الدقائقْ التيْ كانت بمثابة سنوات عليه إذ أنه هتف بشيءِّ من الضجر والضيقْ : لن تكونَ قادرا على العناية ب " لايت " فهو لنْ يقومَ بطاعتكَ بعد الآن .. أتبع مقترحا : لا بأسَ إن استلطفكَ زرع الحديقة فأظنُ بأنك لست قاسِّ إلى هذه الدرجة ! ..


يعرضُ عليه العمل مرة أخرى ، بقيَّ ذلك الشابُ واقفا في مكانه غير مصدقا لمسامعه ، سابقا إن أخطأ خطأ بسيطا تافها يُطردُ من العملِ فورَّا ولكنه الآن يُمنحُ فرصة أخرى بكل سهولة فكيفَ له أن يرفضها ، راقبَ " إيرل " ذلك الشابِ الذي كاد يرقصُ من شدة فرحه ولمْ تفته نظرة الحقدِ التيْ حدجه بها قبيل رحيله ، تبسم الأول بشيءِّ من الهدوءْ فلطالما اعتاد هذه النظراتِ الناقمة في الآونة الأخيرة ، تنهدت " فانتين " بتضجر قبل أن تستدير صوبَ " إيرل " هاتفة بابتسامة لطيفة : يجبُ أن نشكركَ بطريقة لائقَة ، تفضلْ معيْ إلى المنزلْ أرجوكْ ! ..
قبلَ دعوتها بلباقة وتبعها نحوَ المنزلْ متجاهلا وخزاتِ الإبر فيْ ظهره ، وكأن أحدهمْ يستمتع بإيلامه بفعله ذلك ، ليت ذلك السيد يكفُ عن النظر إليهِ بتلك الطريقة المزعجة ، فهو لمْ يرتكبْ جريمة فيْ حقِ أحدهمْ وليستْ لديه المقدرة لتغيير طباعه ! ..



__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 04-21-2016, 09:39 PM
 



أوقف سيارته قريبا من أحد الأحياء البسيطة وخمَّن بأنه سيستطيعُ إكمال الطريق بنفسه فالمنازل متلاصقة وقريبة من بعضها ، لم تنفك عبارة " جيرارد " ترنُ فيْ مسامعه ، فبعد مرور نصفِ ساعةِ من طلبه ذاك عاد يتصل عليه قائلا بأنه استطاع إيجاد المنزل ، قطع مسافة لا بأس بها متجولا بين تلك المنازل البسيطة والمعدمة حتى أن الصدأ بدأ يتآكل أبوابها ، يبدو هذا الحي خاليا من الأهالي بالرغم من أنك تستطيع رؤية بعض الأطفال الذين كرسوا هذا الوقت من اليوم للعب في الأزقة القريبة ، ولأنه يبدو غريبا – بالنسبة إليهم – تجدهم يتوقفون بين الفينة والأخرى ينظرون إلى قامته الطويلة و ملابسه النظيفة بعدها ينظرون إلى قطع ملابسهم الرثة والمتربة ،ولأنه ليس من النوع الذي يفضِّلْ محادثة الأطفال يجد نفسه مرغما على النظر بتململ إلى ما حوله ويتمنى بقلبه أن يجد ذلك المنزل بسرعة لينتهي هذا الأمر على خير ، لمَ أقحمَ نفسه في البحثِ عن عائلة مريضه الصغير ؟! ، ربمَا لأنه شعر بالشفقة حيال الصبيْ الذي لم يمس الماء فمه الجافْ ليُمسيَ جسده يعانيْ من القحط و التوجعْ ، يعلمُ بأن ذلك صعبٌ عليه فأن يفقد صبيُ الخامسة بصره وفي اليومِ التالي يفقد الإحساس بوالدته قربَه لهوَ شيءٌ كافِ لترويعه ربما ! ..


قبل أيام جاءه ذلك الصبي برفقة والديه اللذين أخبراه بأن طفلهما يشكو من علة في عينيه ، قادته قدميه إلى حيثُ منزلِّ صغير حاله كحال المنازل المنعدمة بجواره ، فتحاتٌ أشبه بالنوافذ والصدأ يأكل الأبواب بتلهفْ شديد ، بقيَّ يتطلع إليه لثوانِّ معدودات وراح يفكر في ذلك الأمر الذي غفل عنه تماما ، ماذا لو قام بمواجهة ذلك الرجل ، يبدو وبأنه لم يستلطفه على الإطلاق تلك النظرات التي كان يتطلع بها إليه كانت مغتاظة فعلا ، لا يستطيعْ أنْ يضمنْ أعصابه من أن تفلت و لربما يخطئُ في حق ذلك الرجلِ المتحاذقْ ، فكرة قدومه إلى هنا ربما كانت خطأ من الأساس ، لمْ يسمح لتلك الأفكار أن تثنيه وترجعه أدراجه فقد خرج من ساعات عمله وقطع مسافة لا بأسَ بها للبحثِ عنه ولن يتراجع لسبب كهذا ثمَّ قد يتغير كل شيءْ إن قابلته تلك السيدة ، راح يضربُ الباب بأطراف أًصابعه ، إلا أن تلك الطرقات البسيطة تحولت إلى سيل من الضربات المتتالية لذلك الباب ، لن يسعه احتمال حرارة الشمسِ أكثر من ذلك كما أن بعضا من الدقائق قد ولت على وقوفه هنا ، زفر بشيءِّ من الضيقْ قبلَ أن يرجع عدة خطواتِّ إلى الخلفْ ، لمْ يكد يكمل شتائمه التيْ بدأ يطلقها في رأسه حتى قاطع أفكاره صوتُ امرأة عجوز مرت بجانبه حينها و أردفت باستياء واضح : لقد غادر ذلك الرجلْ المنزلَ أما عن السيدة فهيَ لم تخرج أبدَّا ..





أتبعت بتضجر وهي تدلف إلى المنزل المجاور : لا نرغبُ بدخيلِّ يقلق نومنا أو يجلبُ المصائب إلينا لذا عد من حيثُ أتيتْ ، مدللون ! ..
بقيَّ يتطلع بشيءِّ من التفاجؤ صوب الباب الذيْ أُغلقَ بقسوة قبل قليل ، لقد مرت بجانبه واختفت بعدها بثوان ، تلك العجوز كالشبحِ فعلا ، حتى أنها نزقة الطباع ، رسمَ بسمة ساخرة على شفتيه حينما لاح ذلك اللقب يداعبُ مسامعه [ مدللون ] بالرغم من أنها همست به همسا إلا أنه استطاع سماعها بوضوح ، تلك المرأة لا تزال في المنزلِ إذا لماذا لا تفتح له الباب ما دامت قادرة على سماعه إلا إن كان هنالك ما يمنعها فعلا ،عمل جاهدا على إبعاد تلك الأفكار من رأسه حينما باشر يضربُ الباب مرة أخرى وصوته يعلو ببن فينة وأخرى يناديْ على تلك السيدة أن تفتح له الباب ولكن ما من فائدة ، فمن ينظر إلى المنزل للوهلة الأولى يرى بأن كلَّ مظاهر الحياة قد هجرته فعلا ، التقط أنفاسا قبل أن يعمل ذهنه على جلب فكرة طائشة أخرى له واستمع إلى تحليله ببساطة .. الباب صدئ .. وفيه ثغرات كثيرة .. ربما لن يكون بحاجة إلى إتلاف معطفه إن دفعه بكتفه فقط ، كما أن ذلك الرجل ليس هنا والآخرون في منازلهم لذا لن يعتقد أحد أنه لص ناهيك من أنه سيشرح الأمر للسيدة وستتفهم خوفه وقلقه عليها ، تراجع عدة خطوات إلى الخلف وتمنى أن تسمح له قوته في الولوج إلى المنزل ، ربما لم يفلح في المرة الأولى ولكن في المرة الثانية استطاع الدخول فعلا ، لم يكن الباب سهلا فعلا ! ..


قطب جبينه باستياء قبل أن يخرج من جيبه قطعة منديل ليحجب عن أنفه وفمه تلك الرائحة الفظيعة التي استقبلته فور دخوله ، راحتْ أصابع كفيه تتلمس الجدار بتهادي بحثا عن مكبس الضوء فالظلام يغطي كامل المنزل ، وأخيرا ، استطاع الوصول إليه ، لم يهتم إلى قطع الأثاث المستعملة أو إلى الجدران التيْ تبدو وكأنها متهالكة وستقع في أيِّ وقتِّ قريب ، استرعى انتباهه تلك الرائحة العفنة والتيْ لم يستطع معرفة مصدرها حتى الآن لو كان بوسعه التقدم والبحثْ لفعل إلا أنه يشعر وكأنه سيفقد الوعيَّ عمَّ قريبْ ، راحت أصابعه تتحرك بدوائر مغلقة على جيبه بحثا عن هاتفه ، وبحركة متوقعة ومعروفة من أصابعه ضغط على عدة من الأرقام ولم يلبث أن انتظر طويلا حتى جاءه الرد سريعا ، استجمع طاقته قبل أن يستند على الجدر خلفه ويعمل جاهدا على النطق بحروف بدت صعبة اللفظ عليه : من فضلك أنا بحاجة إلى المساعدة ، ثمَّة جثة في المكانْ ! ..





لم يعتقد بأنه سيشعر بكل هذا الفراغ الذي يعصف به الآن ، ذهنه المثقل بالأفكار وصدره كلاهما فارغان الآن ، لا أحاسيس تزعجه ولا أمور تشغل تفكيره ، جُل ما كان يراه داخل رأسه هو البياضُ فقط ، لم يعتقد يوما بأنه سيوضع في موقف كهذا ، لقد سبق له وأن رأى جثثا في المشفى ذلك غير مفاجئ لكنه لم يتوقع بأن يكتشف وجود هذا الجسد مفارق للحياة بالرغم من أنه كان يحدثه فقط قبل أيام ، ذلك غير مقبول ! ..


حفلة على شرف بلوغ ابنه العاشرة تقام في منزله لكنه لم يحظى فقط سوى بفرصة تهنئته حتى أنه لم يسلمه الهدية التي ابتاعها له ، لقد تلقى اتصالا من العمل بعد بداية الحفل بقليل يخبرونه فيه بأنه تم الإبلاغ عن حصول حادث ، تنفس بشيء من العمق قبل أن يشد على طرف معطفه ذاك الذي طُبع عليه شعار الشرطة ذاته الذي طُبع على ملابسِ الرجال المنتشرين في أرجاء هذا المنزل ، بدت عينيه ذي الزاويتين الحادتين بالنظر إلى كل ركن في هذا المنزل وكأنه واثق بأنه سيستطيع فهم كل شيء إن رمى قطع الأثاث بنظراته الثاقبة تلك ، تقلصت ملامح وجهه كما الجميع فيم امتدت تلك الأذرع ممسكة بذلك الجسد وبحذر تم وضعه على الناقل ليتم تشريحه في المشفى بعد أن تتم التحقيقات اللازمة لذلك ، تراجع للخلف ملتفتا صوبَ من يقف بالقربِ من أحد الجدران يرقبُ إلى ما يحدثُ هنا بصمتْ ، الانزواء بعيدا ، لكن ذلك لن يحدثْ فهو الوحيد الذي اكتشف وجود جثة هنا وعليه أن يخضع للاستجوابْ ، ملامحه الشاحبة تلكْ وعينيه المغيبتان كفيلتان لجعلهِ يبدو مستبعدا عنْ الاشتباه لكن ما عساه يفعل بحدسه الذي يجعله يشكُ بكل من يراه ، أدخل كفه بجيبِ معطفه بعدها أخرج الرخصة وأشهرها أمام عيني ذلك الشابْ وهتف : أنا المحقق " آدولف " ، لست مخولا للكذبِ وإلا فستدخل في مشاكل لا طائل لها .. أردف بانزعاج : هل تسمعني ؟! ..


من عادته أن يرى الارتباك والتوتر على وجه من يحدثهم ويوجه إليهم الاشتباه إلا أن ذلك لمْ يحدثَ ، فالشابُ الواقف أمامه يبدو ذهنه مشغولا في شيءِّ آخر بالرغمِ من أنه ينظر إليه بعينيه ، زفر " آدولف " بشيءِّ من العمقْ قبل أن يهتفْ : لماذا جئت إلى هذا المنزلْ ؟ هل تجمعك صلة قرابة مع قاطنيه أم أنهم يدينون بشيءِّ لكْ ؟! ..
أتبع باستفزاز : أجل ذلكَ صحيح ، لربما تأخروا في دفع المال وردِّه إليك لذلك فكرت بمثل هذه الطرق الخسيسة أليس كذلك ؟ القتل لا يحل المشاكل دائما ..
بدت ملامح ذلك الشابْ تلين فجأة إذ أنه التقط العديد من الأنفاس واتضح الانزعاج في صوته حالما نطق مدافعًا : أنتَ محقق والشكُ يجبُ أن يكونَ من أولوياتك دائما ، لذا سأتجاهل ما قلته قبل قليل .. أتبع غير آبه بالعقدة التيْ ظهرت في حاجبيْ من يواجهه وهتف : أنا طبيبْ وتستطيع أنْ تتحقق من ذلكْ إن راجعت المشفى المدوَّن على بطاقة عملي ، لديَّ مريضٌ فقد بصره وقد جئت للتأكد من حال والديه اللذين لم يعودا لزيارته منذ تسليمه لنا ، لا تجمعني صلة قرابة بهم و لا يدينون ليْ بأيِّ شيءْ ، همْ عائلة مريضيْ لا أكثر ! ..


لمْ تعجب طريقته في الحديثْ ذلك المحقق الذي لمْ يغير من موقفه الهجوميْ فتلك العينين الثاقبتين لا تزالان ترمقان هذا الشاب بشيء من الشك والريبة ، وكلامه ذاك لم يفلح في إقناعه أبدا ، أدار عنقه صوب اليمين حيث يقف كلا من رجل الشرطة وامرأة عجوز استطاع الشاب التعرف عليها بكل سهولة فهي ذاتها التي التقاها قبل لحظات من اكتشافه للجثة ، هتف الشرطي باحترام واضح : سيدي إنها من الجيران لهذا المنزل وتقول بأنها تعرف هذه العائله حق المعرفة ! ..
تجاهل ذلك المحقق الشاب " إريك " واقترب من المرأة العجوز التي لم تتضح علامات الجزع على وجهها ولم تظهر تلك الارتعاشات على جسدها برغم رؤيتها للجثة ممددة أمامها ، عاد ذلك المحقق للحديث مخاطبا إياها بتساؤل : من أنت ؟..
جاءه صوتها المبحوح برد واضح : أنا من معارف هذه العائلة سيدي وأدعى " آندريا " ، أعرف هذه العائلة منذ زمن طويل كما أعرف هذه السيدة الطيبة قبل أن تتزوج حتى ، لقد كانت متفائلة ومحبَّة للجميع رغم حال عائلتها المدقع ، تزوجت من ذلك الرجل الشرير بعدها انقلب حالها من سيءِ لأسوأ ، لقد منعها من الخروج من المنزل والتحدث مع الآخرين ، أخبرناها دائما بضرورة وضع حدِّ لهذا لكنها كانت ضعيفة من أن تقدر على مواجهة ذلك الرجلْ ! ..
تساءل المحقق " آدولف " باستغراب : إذا ماذا حلَّ بذلك الرجل الآن ؟! ..





زفرت المرأة العجوز بعمق قبل أن تسترسل في الحديث مرة أخرى : لقد ترك المنزلْ منذ ما يقاربْ اليومين ، إنه يفعل ذلك دائما ، يغيب لفترة من الوقت ثم يعود بعد مدة ، لم أجرؤ على المجيء إلى هنا خشية أن ألتقيه صدفه إن تصرفاته سيئة فعلا ! ..
بقي ذلك المحقق صامتا يفكر في إمكانية صحة ما قالته هذه العجوزْ فقد تكون اختلقت هذه الأكاذيبْ ، أشار نحوَّ ذلك الشابْ بطرف اصبعه و تساءل بشيءِّ من الانفعال : ماذا عن هذا الشابْ ؟ ألم يسبقْ لكِ وأن رأيته يحومُ في المكانِ قبل اليومْ ؟! ربما رأيته يطرق باب هذا المنزلْ يومَّا لكنكِ نسيتِ ..
زفر " إريْك " بشيء من الاستخفاف فيبدو وبأن هذا المحقق يحمل ضغينة ضده ويرغب في زجِّه إلى السجن مهما كلفه ذلك من ثمن ، بقيت تلك المرأة العجوز تنظر إلى الشابِ بتفحصْ قبل أن تحيل بصرها صوب المحقق و تردفْ : لا ، أمثال هؤلاء الأشخاصْ لا نراهم هنا وأؤكد لك بأنني لم يسبق وأن رأيت هذا الشابْ قبل الآن .. أتبعت بشيءِّ من السخرية : سيديْ المحقق ، كنتُ أعتقد بأنك تملكُ من الوعيِّ ما يكفيْ لتعلمَ بأنَّ المرفَّهين لا يملكون الوقتْ لتضييعه في التعامل مع أشخاصِّ مثلنا ! ..


شعر المحقق " آدولف " بشيءِّ من الإحراجْ قبلَ أن يسعل بخفة محاولا بذلك إبعاد ذلك الشيءِّ العالقِ في حنجرته ، عاد يهتف بعدها بشيء من الثقة : أنا شاكر لتعاونك معنا سيدتي وكلي ثقة بأنك لا تملكين شيئا سيجعلك تمثلين أمام القضاء كمخادعة ..
استدار صوبَ ذلك الشابْ بسرعة وهتفَ بشيءِّ من الضجر : أما أنت ، فانتظر منا اتصالا قريبا قد نطلبكَ للاستجوابِ في أيَّة لحظة ، ستكونُ ممنوعا من مغادرة البلادِ إلى أن يتمَّ حلُّ هذه الحادثة تذكر بأنك ستكونُ مراقبا ، عدْ من حيثُ جئت الآن ! ..
ألا يبدو كلَّ شيءِّ كضوء الشمسِ في كبد السماء أمامه فالجريمة مسَّلَّمٌ بها والجانيْ بعيد كل البعد عنه كما أن تلك المرأة شهدت لصالحه لماذا هوَّ مُصرٌ على إقحامه في هذا الأمر ؟ ، لم يشغل باله بذلك الآن ، فكل ما يهم أن يعرفه الآن هوَّ ماذا ستكونُ حال ذلك الصبيُّ بعد الآن فبحسبِ ما سمعه من الشرطة هوَّ لا يملك أقرباء ، وبهذا يكونُ وحيدَّا بموت والدته وهروب والده الذيْ سيُحاكم قريبَّا ، عليهِ أولا أن يفكر بطريقة يُرجع بها بصره بعدها ستكونُ هنالكَ آلاف من الحلولِ أمامه ! ..




تمَّ البارت السابعْ ..

إنْ كان لهذا البارت هفوات إملائية أو نحوية فاعذرونيْ
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag

التعديل الأخير تم بواسطة غسَقْ | ; 04-22-2016 الساعة 11:07 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنصت لترانيم الأمل و انسجم مع صيحات الألم ترانيم الأمل | Corsica مدونات الأعضاء 48 12-04-2015 12:04 PM
سيبقى الأمل .. لننسى الألم رنا حسن نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 0 06-14-2012 05:16 PM
قبل أن تيأس ..الأمل الأخير حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-02-2007 10:52 PM


الساعة الآن 10:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011