عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 07-07-2016, 04:56 PM
 




الفصــل الثامـن و العشـرون
*عودة الذئب الشيطاني*






مكثت ماريان تحدق بصمت غريب في خيال ذلك الشخص و هو يبتعد حتى تلاشى تماماً كالسراب ، بعد أن نفذت أشعة الشمس الذهبية بصعوبة من بين الغيوم الكثيفة و أزالت الجو الكئيب.

تنهد آوتنبورغ ثم وضع يده على السماعة في أذنه قائلاً : إنزو هل تسمعني ؟! أبلغ سيدي أن شخصاً آخر قد تولى تنفيذ مهمتنا !

زفر إنزو في ضيق : إنه يعلم ، و هو يأمركما بالعودة إلى القاعدة !

فتح آوتنبورغ عينيه على اتساعهما في ذهول : قلت يعلم ؟!

أكمل إنزو و نبرة صوته قد انخفضت جراء شعوره بالأسى : نعم .. لقد دخل قبل مدة قصيرة ، و استمع إلى كامل الحديث الذي جرى بينكم ! فتلك السماعة يمكنها التقاط العديد من الأصوات من مسافة قد تصل إلى عشرة أمتار !

التفتت ماريان نحو آوتنبورغ متسائلة بعدما انتبهت لصوته القلق : ماذا حدث ؟!

تجاهل آوتنبورغ سؤالها مستأنفا حديثه مع إنزو في عصبية : أنت تمزح بلا شك ! أوه يا إلهي ! لم يأت في الوقت الذي لا نريده أن يفعل ؟! <شاب صوته الخشن حزن كبير : ليس جيداً أبداً له أن يسمع ما قاله ذلك الشخص !

وافقه إنزو الرأي بصوت مغموم : نعم.. مع أن وجه بدا خالياً من التعابير ، لكن ذلك آلمه بلا ريب..

تنهد آوتنبورغ تنهيدة طويلة.. ثم قال مختتما حديثه مع إنزو : حسنا.. سنعود الآن للمقر ، نراك لاحقاً ! <استدار نحو ماريان قائلاً على عجل : فلنعد !

و انطلق سريعاً نحو سيارته المركونة في جانب الطريق بينما عقدت حاجبيها في استياء و هي تسير خلفه : ماذا حصل أخبرني ؟!

فتح باب السيارة وجلس أمام المقود : لا شيء ، لا تشغلي بالك !

انضمت إليه في السيارة ثم أخذت ترمقه بنظرات حادة : الكونت سمع كلام ذلك الشخص.. أليس كذلك ؟!

لم يلتفت إليها .. شغل محرك السيارة ثم شرع يقودها في الطريق بهدوء..
ألقت ماريان رأسها للخلف و اليأس ينضح من عينيها البنيتين : قل لي.. ما الذي بمقدورنا فعله ؟!

"لا شيء !"

رد آوتنبورغ ببساطة فالتفتت إليه متفاجئة في استياء : ماذا ؟!

رمى في اتجاهها نظرة خاطفة ثم تحدث بهدوء و حكمة : في البداية كنت أظن أنه باستطاعتنا مساعدة الكونت ، لكن بعد مقابلتنا ذلك الشخص.. أدركت أن علينا الوقوف جانباً ، نحن لا نعرف شيئاً عنه ، و لا ما حصل مع الكونت سابقاً ، لذلك فإن أي تدخل منا قد يزيد الأمر سوءا بينهما ! هذا الأمر يخص الكونت وحده لذا عليه أن يحله بنفسه !

فتحت فمها لتنطق.. لكنها عدلت عن ذلك في آخر لحظة و آثرت السكوت ، فلا شيء يمكن قوله بعد هذا.


إثر وصولهما للمقر والذي كان عبارة عن قصر ضخم كقلاع النبلاء في القرون الوسطى ، كان لينيكس واقفا قرب البوابة ينتظر قدومهما.

اقترب آوتنبورغ منه و على وجه تعابير استغراب : ما الأمر ؟!

أجاب لينيكس بصوته الهادئ : الكونت يريد رؤيتكما .. <ثم أضاف بشيء من الاضطراب المفاجئ : و هو غاضب جدا !

نظر آوتنبورغ و ماريان إلى بعضهما و قشعريرة الخوف تسري في جسديهما ، ليصيح آوتنبورغ فجأة موجها إليها أصابع الاتهام : إنها غلطتك أنت !

صاحت هي الأخرى بحنق : حقا ؟! أنت أيضاً وجهت له كلاما قاسياً !


تحدث لينيكس مقاطعا جدالهما : لا أهمية لمن بدأ بالأمر منكما فالكونت الآن يستدعيكما كلاكما إلى مكتبه ! <التفت إليهما ثم صار يتكلم بارتباك ملحوظ : وقد طلب مني قبل ذلك.. أن أحضر له مسدسه !


ازدرد كل منهما لعابه و الرعب يظلل وجهه .. ثم انتصب آوتنبورغ في وقفته كجندي أبيّ مخلص : أنا مستعد لتلقي أي عقوبة يفرضها الكونت مهما كانت قاسية !

فعلت ماريان المثل : و أنا كذلك مستعدة حتى للموت إن كان هذا سيرضي الكونت !

ثم سارا خلف لينيكس بجلادة و شجاعة !


وحينما بلغوا أخيراً مكتب الكونت.. طرق لينيكس على الباب طرقتين خفيفتين أتى بعدهما صوت رصين : ادخل !

حبس الاثنان أنفاسهما ثم ولجا بجسارة إلى المكتب الساكن .. وقفا أمام الكونت باستقامة و رأساهما مرفوعان بفخر : نحن جاهزان لأي عقاب سيدي !

حدق الكونت فيهما متعجبا : ما الذي تتحدثان عنه ؟!

انحنى الاثنان تعبيراً عن اعتذارهما الشديد : نحن أسفان جدا على تصرافاتنا الحمقاء سيدي ! حياتنا بين يديك افعل بها ما تشاء !

و إثر لحظة أو اثنتين من الصمت المطبق رفعا رأسيهما في دهشة مما يسمعان.. فالكونت كان يضحك !

لم يدم ذلك أكثر من خمس ثوان ، لكنه كان حدثا غير مألوف بالنسبة لهم مما جعلهم يتفاجؤون بصورة بلهاء !

تحدث الكونت بعد أن توقفت ضحكته تاركة خلفها ابتسامة جميلة : هل تريدان مني قتلكما أيها الأحمقان ؟!

سأل آوتنبورغ باستغراب شديد : ألست أنت الذي تريد ذلك سيدي ؟! أعني.. ألست غاضباً منا بسبب وقاحتنا مع ذلك الشخص ؟!

غدت ابتسامته أكثر رقة : لم يعجبني ما فعلتماه بالطبع ، لكني لست غاضباً ، ففي النهاية الغلطة كلها غلطتي لأني سمحت لمشاعري بالتحكم بي ، آسف لجعلكم تقلقون علي !

اعتصرت الدموع في عيني ماريان : سيدي الكونت.. ألا يوجد حقا أي شيء يمكننا فعله لأجلك ؟!

- أشكرك على اهتمامك يا ماريان ، لكن علي تولي هذا الموضوع وحدي ! <وزع نظراته الممتنة بينهما و أضاف : لكنكما بالفعل ساعدتماني ! شكرا !


تساءل آوتنبورغ متفاجئا : نحن ساعدناك ؟! كيف ذلك سيدي ؟!

أسند الكونت ظهره على كرسيه و أخذ يطالع بشرود كتاباً بني الغلاف يحمله بين يديه : إنه كتوم لدرجة عجيبة ، لا يفصح نهائياً عن آلامه و أحزانه لأي بشر حتى لي أنا ! لهذا.. كنت أؤجل التحدث إليه ، فلم أعرف الطريقة الصحيحة للتعامل معه ! كنت مترددا خشية أن أسيء التصرف.. و أزيد حالته سوءا !
لكن بفضلكم أنتم.. أخرج ما يختلج في صدره من ألم ، و تمكنت أخيراً من سماع صوت مشاعره و كيف يحس اتجاهي ، مما جعلني أدرك جيداً حماقة الخطأ الذي ارتكبته و الذي كنت أحسبه الخيار الأمثل لمساعدته !

قام من مكانه و عيناه تمتلئان إصرارا و إرادة صلبة :
هذه المرة.. سأواجهه ، أياً تكن النتيجة و مهما بلغ الثمن ! لن أقف ساكناً ، و سأعيد له ضحكته السعيدة حتى لو تتطلب ذلك سنين حياتي كلها !

ترك مكتبه و اتجه إلى الباب.. و أثناء مروره بهما تبسم بعطف : اذهبا لأخذ قسط من الراحة !

هتف الاثنان و شعور عميق من الاطمئنان و الراحة يملؤهما : شكراً سيدي !

و ما إن خرج الكونت.. حتى تلاشت ابتسامتهما و اشتعلت نيران الغضب في عيونهما !

صرخت ماريان ناقمة : لينيكس أيها المخادع !

التفت إليها الشاب الوقور بوجه خال من التعابير ، ليشاركها آوتنبورغ الهجوم : لقد جعلت منا أضحوكة أمام الكونت !

نطق لينيكس أخيرا : أوه بالفعل كان منظركما مضحكاً !

و العجيب أنه لم يضحك أصلا و لا أثر لأي ابتسامة على وجهه الجامد !

كز آوتنبورغ على أسنانه في غيظ : سحقاً لك منذ متى أصبحت تتصرف بهذه الطريقة ؟!

رفع المعني سبابته إلى ذقنه و فكر ( لقد رأيت الكونت مستمتعا أثناء إزعاجه لكوبرا ! كما سبق وشاهدت آليكسي يفعل ذلك مع الجميع دوماً ! لذلك أردت تجربة هذا الأمر أيضاً ! و قد اكتشفت أنه مسل أكثر مما كنت أعتقد ! )


تحدث لينيكس أخيراً بعد أن فرغ من أفكاره الغريبة : كان الكونت يشعر بالضجر لذا رغبت في تسليته !

صاح آوتنبورغ في حنق بالغ : ماذا ؟! أردت تسليته بنا ؟! هل تظننا مهرجين أم ماذا ؟!

هتفت ماريان و عيناها البنيتان أضحتا حمراوين من الغضب : يا لك من مخلص ! لم لم تفعل ذلك بنفسك إذن ؟!

أجاب لينيكس ببساطة : لا أعرف كيف أكون مضحكاً !

وضعت ماريان يدها على رأسها و زفرت بقوة : يا إلهي ! سيقودني هؤلاء المزعجون إلى الجنون يوماً ما !


تنهد آوتنبورغ بعمق .. ثم وبصورة مفاجئة.. بدأ يضحك ! التفت ماريان إليه متسائلة بتعابير باردة : لم تضحك أنت ؟!

رد آوتنبورغ بمرح : حسنا.. لنعترف ! لقد تصرفنا بغباء يثير الضحك فعلاً ، و رغم الموقف السخيف الذي وضعنا فيه هذا المزعج إلا أن أننا و أخيراً استطعنا إبهاج الكونت و سماع ضحكته .. أليس هذا رائعاً ؟!

فمطت شفتيها و خداها يصطبغان بحمرة لطيفة : حـ.. حسنا ، في هذه الناحية.. أتفق معك !


********


حالما أنهى إنزو اتصاله مع آوتنبورغ ، خلع نظارته ، أغمض عينيه ، و استرخى في كرسيه و أخذ يدلك جفونه : أه العمل لساعات متواصلة مرهق جداً !

تبسم معاونه في تعاطف : أنت تعمل بجد يستحق الثناء سيد إنزو !

اعتدل في جلسته و قد أنعش هذا المديح غروره : أوه بالطبع المنظمة بكاملها تعتمد على عبقريتي هاهاها !

حدق معاونه فيه محاولا الحفاظ على ابتسامته : هه هه طبعاً ! (لا أظنه كان في حاجة لثنائي مع مخزون الغرور الهائل عنده ! )


في تلك اللحظة.. ظهرت على الشاشة الكبيرة إشارة إنذار حمراء !

هتف المعاون مذعورا : لقد تم اختراق الجدار الأول من قاعدة بياناتنا !

شده إنزو ، لكنه أفلح في التحكم بأعصابه و تصرف بكياسة : لا تجزع ! <التفت إلى آخر يجلس على يمينه : حدد موقعه بسرعة !

تلثعم في اضطراب : لا.. أستطيع ! إنه يتحرك بسرعة كبيرة جداً !

صاح المعاون الآخر في هلع : لقد دمر الجدار الأول و سرق إحداثيات موقعنا !

"قلت دمر الجدار الأول ؟!"

كان إنزو يتحدث بهدوء عجيب لا يتناسب مع الموقف الحرج الذي هم فيه الآن !

سأل معاونه بشيء من التوجس : سيد إنزو.. هل أنت على ما يرام ؟!

استدار إنزو إليه ببطء.. لتظهر ابتسامته الناعمة : أنا ؟! بالطبع أنا كذلك ! هل من المعقول أن أفقد صوابي فقط لأن ذلك السافل الوغد الحقير الجبان أفسد إحدى تحفي التي أعتز بها و تطلب صنعها خمسا و أربعين ساعة من العمل المجهد ؟! هل هذا معقول ؟!

ازدرد المعاون ريقه و أزاح كرسيه قليلاً.. رغم كونه أحد زملائه و ليس خصما له إلا أن تلك الهالة المظلمة التي خيمت على إنزو فجأة جعلت فرائصه ترتعد !

سأل معاون آخر في جزع : سيد إنزو ما الذي علينا فعله ؟! العدو يسرق المزيد و المزيد من المعلومات و في طريقه لإختراق الجدار الثاني !

جاء رد إنزو هادئاً و بسيطاً : لا تفعلوا شيئا ! جميعكم ارفعوا أياديكم عن لوحات التحكم و تنحوا جانباً !

تلفتوا إلى بعضهم في استهجان عظيم .. فأردف إنزو مع ابتسامة غامضة : أنا من سيتولى تقديم الضيافة لزائرنا غير المهذب !


*****

على الجانب الآخ ، و في غرفة مشابهة.. عبقري آخر كان يؤدي عمله أيضاً !

يضغط على الأزرار بحماسة و سرعة مذهلة و على وجهه الآسيوي الأبيض ترتسم ابتسامة واسعة مفعمة بنشوة الانتصار و مشاعر الرضا : رائع لقد نجحت ! القائد الأعلى سيكون مسرورا للغاية و قد يعينني قائداً للحرس بدلاً من ليدر المتعجرف ! أوه بالطبع فأنا أكثر فائدة و ذكاءً من ذلك المغرور البليد ! والآن.. لنرسل هذه !


*****

وصلت إنزو رسالة من مجهول.. فتحها ، فظهرت على الشاشة و قرأها الجميع
:
«مرحباً أنا هكر -و هذا اسمي على فكرة- أحد الحراس الثمانية ! هل أعجبتكم مهاراتي ؟! لا شك أن متوسطي الذكاء من أمثالكم لم يسبق لهم أن شهدوا عبقريا يصل لمستواي ، لذلك فإنكم معذورون على هزيمتكم أمامي !»


حدق المعاون في الشاشة باستغراب : هاه ؟! هل هو يلعب معنا أم ماذا ؟!

"هه هه هه"

ضحك إنزو بصوت خافت أخذ يعلو تدريجياً : "متوسطي الذكاء" هاه ؟!

نهض فجأة و على دهشة من الجميع خرج من الغرفة ! و بعد مرور دقيقتين تقريباً عاد يحمل في يده علبة صغيرة جدا ! يمسكها بإحكام و يتطلع إليها بين الفينة و الأخرى بنظرة وله و اعتزاز !

صاح أحد المعاونين في استنكار شديد لتصرفات إنزو اللامبالية : سيد إنزو بينما نجلس نحن هنا دون فعل أي شيء يذكر العدو يواصل اختراقه لقاعدتنا ، و لعله الآن قد تمكن من إسقاط الجدار الثاني !

التفت إليه إنزو مع ابتسامة مشرقة : عدو ؟! أي عدو ؟!

حملق فيه المعاون في صدمة و لم يعد يساوره أي شك في أن إنزو قد فقد عقله تماماً !

لكن ذا العيون الأربع فاجأه بكلامه الذي أزال كل تلك الأفكار من رأسه في لحظة واحدة : ثوان فقط.. و هذا العدو لن يكون له وجود في هذا العالم !

فتح العلبة الصغيرة وأخرج منها شريحة أصغر.
عندها هتف المعاون الآخر <و كان الأقدم بين الاثنين> و عيناه تتسعان دهشة : هل يمكن.. أنك ستستخدمه ؟!

انفرجت شفتاه الرقيقتان مشكلتين تكشيرة عريضة تفيض جنوناً و هوسا ، دس الشريحة في المدخل المناسب لها من الحاسوب الكبير ثم انكب على لوحة المفاتيح يضغط أزرارها بخفة و سرعة فائقة حتى أن الناظر إليه لا يمكن أن يصدق أنه فعلاً يكبس على المكان المطلوب و لا يفعل ذلك عشوائيا !

التفت المعاون الثاني نحو رفيقه مستفسرا : ما الذي قصدته بقولك "هل ستستخدمه" ؟!

أجاب الآخر إثر لحظات من الصمت : إنه...

"هذه هي هديتي لك !"

قال إنزو و ضغط زر الإرسال و تلك البهجة الهجينة لم تغادر وجهه !


*****

في هذا الوقت ظهر على الشاشة إشعار عن وصول رد رسالته.. فأسرع هكر و فتحه في فضول :

«مهارتك جيدة ، آمل أن تعجبك هديتي المتواضعة»


عقد حاجبيه في استهجان : هاه ؟! هدية ؟!

و لم تمض ثانيتان حتى اسودت الشاشات كلها ، و توقفت لوحات المفاتيح كليا عن العمل !
و فجأة .. عادت الحواسيب للعمل مجددا.. لكن هذه المرة شيء ما احتل كل الشاشات البيضاء ! عقرب إلكتروني أسود !!

صاح هكر مذعورا : ما هذا الشيء ؟!

"أنا لاسكورب فيروس الدمار ! سأبدأ عملية المسح الآن !"

كان العقرب هو الذي تحدث ! و ما كاد ينهي عبارته حتى شرعت الحواسيب تعمل بسرعة جنونية جعلت الدخان ينبعث منها و شرارات كهربائية تتطاير من أسلاكها !

انتفض هكر و تراجع للوراء متعثرا و الرعب يتملك قلبه : ما الذي يحصل هنا ؟!


تكلم لاسكورب بصوته الآلي و للمرة الأخيرة : انتهت عملية المسح ، و ستبدأ الآن عملية التدمير الشامل !


صرخ هكر ، و انطلق بأقصى سرعته ليهرب قبل فوات الأوان ، لكن كل محاولاته لم تكن ذا فائدة .. لأن الحواسيب و كل الأجهزة الإلكترونية في المبنى.. انفجرت !!
و دبت النيران في كل مكان !!


⭐⭐⭐


"لقد قتل الحراس الثمانية كلهم !!"

هتف شوانيير في دهشة عارمة تشوبها مسحة من البهجة حاول إخفاءها جاهداً !
فغر بالينغر فاه و اتسعت عيناه : مستحيل ! بهذه السهولة و خلال هذه المدة القصيرة ؟!

تمتم دانتون و ابتسامة مريبة تلوح على حافة شفتيه : كانوا لا شيء في نهاية الأمر !

وضع أوربان ذراعيه على الطاولة و تساءل في قلق : إذن.. ماذا ترون بخصوص موقفنا الحالي ؟! ما الذي علينا فعله بعد كل هذه الأحداث التي طرأت على الساحة ؟!

سادت الجو حالة من التوتر المبطن بالخوف.. كانت هناك الكثير من الكلمات و الأحاديث تنطق بها عيونهم المترددة !

تكلم بالينغر أخيراً بعد فترة ليست بقصيرة من الارتباك و الحيرة : لا أعلم تماماً.. لكن كلام كوبرا الأخير.. أوقع في نفسي بعض الشكوك !

فتهافتت عليه نظراتهم القلقة التي تحمل في طياتها عشرات الأسئلة..


🔙 في اليوم السابق.. و أثناء اجتماعهم اليومي المعتاد دخلت عليهم كوبرا لأول مرة منذ خروجها من المشفى !
عودتها القوية غير المتوقعة بالنسبة لهم أزمت وضعهم و زادته تعقيداً و صعوبة !

لم تطل المكوث بل اكتفت بحديث قصير أجرته أثناء وقوفها !
كانت نظراتها متعالية تحمل كل أنواع السخرية و الاحتقار : سمعت أن ذلك المهرج قد قتل عشرين من موظفيكم المتفوقين لسبب أرعن دون أن يردعه أحد ! ألهذه الدرجة وصل الجبن بكم ؟! يا إلهي ! و تتساءلون بعد ذلك عن سبب هزائمكم المتكررة أمام الويس ؟!!

رفع أوربان عينيه إليها ثم عاد ليثبتهما على الأرض في انكسار : كانت .. أوامر القائد الأعلى !

صوبته بنظرة ثعبانية شرسة : عذر أقبح من ذنب ! إلى متى ستظلون أغبياء لا تحاولون حتى تشغيل أدمغتكم الصغيرة ؟! الملك بلا جنود كالفارس بلا فرس لا يستطيع فعل شيء و لا معنى لوجوده !
قوة قائدكم تتمثل فيكم أنتم أيها الحمقى و بدونكم هو لا يساوي جناح بعوضة !➡


أخذت الأفكار تتضارب في رؤوسهم .. و تعود كلمات كوبرا كل هنيهة إلى أذهانهم لتسدد صفعة عنيفة تلقي بهم في قسوة على صخور الواقع القاسية !

فتح دانتون فمه ليتكلم.. لكن الخوف منعه و الريبة بمن حوله جعلته يفكر مئة مرة قبل أن ينطق بكلمة !

قال أوربان يحفزهم على اتخاذ أي قرار : لا وقت للتردد الآن موقفنا خطير للغاية و يجب أن نقرر بسرعة !

أطرق بالينغر رأسه ، و زفر شوانيير : حسنا أنت محق ، لكن.. الأمر ليس بتلك السهولة ، إنها.. إنها.. مسألة حياة أو موت !

أطال أوربان النظر إليه و كأنه يحاول من خلاله إيصال كلمات عجز لسانه عن التلفظ بها :
( هل تخشى القائد ؟! ذلك الذي ينصب نفسه زعيما علينا هو في الواقع ليس أكثر من جبان ! تخلى عنا و اختفى دون أن يخبرنا أي شيء ، و تركنا وحدنا نواجه كل هذه الصعاب و الأخطار ، ثم يعود بعد كل هذا ليلقي علينا أوامره الوحشية بكل وقاحة ! بالله عليكم ما الذي يدفعنا لإتباع شخص مثله ؟!! )

كان شوانيير على قدر كاف من الفطنة ليدرك ما يريد أوربان قوله له عبر نظراته المعاتبة !

تنهد عميقاً.. و إتكأ إلى ذراعه كرسيه في حيرة و تشتت .. حتى و بصورة مباغتة.. اشتغلت شاشة البلازما المثبتة على الجدار الأيسر لهم ! لم تكن هناك صورة ، بل صوت فقط.. صوت حاد .. لم يكن غريبا عنهم !

"يبدو أنكم لا تزالون مواظبين على عقد اجتماعاتكم العقيمة !"

نهضوا جميعاً و قد هربت الدماء من وجوههم من وقع الصدمة العنيف !

تلعثم دانتون بعينين زائغتين : سيدي.. الـ.. قائد الأعلى !!

"أوه ! لقد أصبحت مهذباً فجأة يا دانتون على عكس ما كنت عليه قبل لحظات ! يا للعجب !"

اتسعت عيناه الصغيرتين و أخذ جبينه يتصبب عرقا ( يا إلهي ! هل كان يتنصت على أحاديثنا كل هذا الوقت ؟!! )

لم يكن دانتون وحده الذي يخالجه هذا الشعور المرعب بل كافة المجتمعين في الغرفة !

عاد القائد ليقول بصوته الهادئ المغرق في الصرامة والقسوة : "لن أطيل الكلام لذا أنصتوا جيداً و احفروا كلماتي في عقولكم لأنني لن أكررها مرة ثانية ، أنا القائد الأعلى للمنظمة و زعيمها الوحيد ! أنا فقط من يصدر الأوامر و أنا فقط من عليكم إطاعته ، و أي شخص آخر يحاول إحتلال مكاني سأمحوه من الوجود ! و ليس هو فحسب بل كل من تبعه منكم ، و هذا بكل تأكيد يعني إبادة جماعية لكم ، و لأسركم ، أحبابكم ، أصدقائكم ، و كل شخص مهم في حياتكم ! المنظمة كلها في يدي و أنتم لستم أكثر من حشرات صغيرة تتبعني ، و إن حاولتم خيانتي سأسحقكم بلا رحمة ! و هذا هو الإنذار الأخير لكم !"


هتف أوربان وقد استبد الرعب به لينسيه كل ما قاله سابقاً : نحن تحت أمرك سيدي !
هتف الآخرون بالمثل : "نعم نحن جميعاً كذلك !"

"أمر فقط ونحن سننفذ فورا سيدي القائد !"

"سننطلق حالا و نقتل كوبرا !"

قهقه القائد في سخرية واضحة : " لا أنتم لستم ندا لها إطلاقاً ، تلك الطفلة المغرورة تملك من الدهاء والمكر ما يفوقكم جميعاً ! لذا أنا الذي سيتعامل معها.. و مع ذلك الفتى المتبجح دراكولا !!"



⭐⭐⭐


أوقف بيفورت سيارته الفارهة أمام أحد المنازل ، ثم نزل و سار عبر الحديقة قاصدا باب المنزل ، وما كادت يده تلامس الجرس.. حتى فتح الباب !

تهلل وجه بيفورت الأسمر : أوه مساء الخير ، يبدو أنكم خارجون !

عقدت كوبرا حاجبيها وعلا وجهها تعبير بسيط من الانزعاج : ماذا تفعل هنا يا بيفورت ؟!

أجاب بابتسامة عريضة مرحة : جئت لزيارة كليوباترا.. هل يضايقها هذا يا ترى ؟!

تأففت كوبرا و إنزعاجها يتزايد : نعم أنت مزعج لذا كف عن مجيئك إلى منزلي.. هل فهمت ؟!

تلاشت ابتسامته المرحة لتحل محلها أخرى ماكرة : حسنا كما تشاء فخامة الملكة !

رغم قسوة كلماتها في الظاهر كان بيفورت ذكيا بما يكفي ليفهم المغزى منها.. فهو الآن يستطيع أن يفهم شخصية كوبرا بشكل جيد !

تخطته مع بيكارت متجهة نحو بوابة الحديقة.. و لحقها بيفورت بسؤاله المفاجئ : صحيح ماذا حدث لتلك الطفلة ؟! أعني مايا.. هل سمحت لها بالبقاء في منزلك أم قمت بتسليمها لإحدى دور الأيتام ؟!


رد بيكارت هذه المرة : إنها في مكان آمن و مريح و هذا ما يهم.


رقت نظرات عينيه و قال بثقة : نعم هذا أكيد !<هتف بصوت أعلى حينما أبصر كوبرا تركب السيارة : لن أقول وداعاً بل إلى لقاء قريب.. أيتها الملكة المتعجرفة !

تنهدت كوبرا : لم هو صاخب هكذا ؟! هل يريد أن يسمعه الحي كله ؟! <وضعت يدها على رأسها : تحرك بسرعة يا بيكارت !

تساءل الشاب الألماني : هل سنذهب إلى مقر المنظمة ؟!

- لا.. بل إلى قصر السيد لامارك !

التفت بيكارت إليها و على شفتيه ابتسامة ناعمة : هل اشتقت إليها ؟!

أشاحت بوجهها عنه : كف عن قول الترهات ! كل ما هنالك أني أرغب في التحدث إلى السيد لامارك بخصوص شيء ما..

هز الشاب كتفيه و حول بصره نحو عجلة القيادة : حسنا..


بعد ما يقارب الربع ساعة.. بلغت السيارة وجهتها و توقفت في مواجهة البوابة الضخمة للقصر الفخم.
فتح الحراس البوابة لتدخل السيارة و تجتاز ممرا طويلاً محاطاً من الجانبين بأزهار من مختلف الألوان نسقت باحتراف و اتقان.


"ها قد وصلنا !"

قال بيكارت و أوقف السيارة قريباً من النافورة الكبيرة ، نزل الاثنان من السيارة ، و وقف بيكارت يطالع القصر أمامه متسائلا : ترى هل تعلم الطفلة بقدومنا ؟!


لفت انتباهه صوت ما فاستدار للوراء .. ليفاجأ بكوبرا قد ركبت السيارة مجدداً و شغلت المحرك استعداداً للانطلاق مرة أخرى !

قفز بيكارت أمام السيارة و صاح مستنكرا : ماذا تفعلين ؟!

ردت بلهجة صارمة : ابتعد عن طريقي !

صاح بحدة أكبر : لن أتزحزح من مكاني ما لم تخبريني !

قالت بنفاذ صبر : لدي عمل علي إنجازه !

- و لم لا تأخذيني معك ؟!

- لأن مهمتك هنا ! الاعتناء بمايا !

اعترض الشاب فوراً على هذا الأمر المفاجئ : ماذا ؟! هي تحبك أنت و ليس أنا لذلك أنت من يتوجب عليه العناية بها !

تنهدت و أشاحت بعيينها الزرقاوين : أنا لا أستطيع و أنت تعلم ذلك !

ضرب بيكارت مقدمة السيارة بيده في إنزعاج : لكن.. لكنها فعلاً تحبك و ليس لها في الدنيا أي احد يهتم بها ، لقد ماتت أمها قبل أيام قليلة فهل يمكنك تخيل صدمتها حين تفقد شخصاً آخر ؟!

حاولت السيطرة على مشاعرها قدر استطاعتها لكن قدراً منها أفلح في الظهور : كف عن التحدث و كأنك تعرف هذا الشعور أفضل مني ! تلك الطفلة عليها أن تتعلم الاعتماد على نفسها و ألا تربط وجودها بأي إنسان ! لأنها لو فعلت ذلك ستظل تعاني الألم طيلة حياتها ! هل تعي ما أقول ؟!

طأطأ بيكارت رأسه في حزن : أنا آسف.. لم أقصد...

هدأت نفسها و قالت : ليس مهماً.. تنح عن طريقي فقط !


انزاح الشاب ببطء من أمامها.. و عيناه السوداوان تلاحقانها بنظرات أسى !

تحركت السيارة قليلا إلى الأمام.. و قبل أن ترحل .. التفت كوبرا إليه و على نحو مفاجئ قالت : أنا آسفة..< حملق بيكارت فيها مصعوقا مما يسمع فتبسمت بوهن : غادرت بلادك هربا من امرأة فظيعة لتقع أمام واحدة أفظع ! يبدو أن الحظ العاثر لا يفارقك أبدا !

لم يستطع وقتها كتم ضحكته الساخرة من نفسه : حقا ؟! لم أنتبه لهذا قبل الآن !

اتسعت ابتسامتها الممتنة التي لم يسبق لها أن أظهرتها له : شكرا لك على كل ما فعلته لأجلي .. اعتن بمايا جيداً !

فوجئ بيكارت و توالت على ذهنه الأفكار المقلقة ( لم تقول ذلك الآن ؟! هل هذا يعني... )

"انتظري ! انتظري ... كوبرا !"

كان يهتف وهو يركض خلفها محاولا إيقافها دون أن يفلح.. فقد غادرت القصر مسرعة !


تباطأت خطواته في يأس حتى توقفت تماماً : لا... أنت لست كوبرا ، و لا أي أفعى ، و من الحماقة تسميتك بذلك ! أنا أعرف جيداً من أنت .. وردة ذابلة ! هكذا أنت في الحقيقة !

"أجل .. هذا ما أقوله أنا أيضاً !"

التفت بيكارت خلفه.. ليجد السيد لامارك ينظر إليه بابتسامة ودودة !

تحدث بيكارت في ارتباك : ما الذي.. تعرفه عنها ؟!

شاب ابتسامته اللطيفة شيء من المكر : القليل ، استطعت الوصول إلى بعض الاستنتاجات من خلال التعمق في شخصيتها ! <التمعت عيناه و غدا صوته أكثر جدية من السابق : تلك الفتاة.. لم تدخل في حياتها مدرسة النجوم المضيئة !! و آنجيلينا لم يكن يوماً اسمها !! لأن صاحبة هذا الاسم على خلاف كوبرا تعاني مشاكل في النطق ، و قد ماتت منذ سنين في تلك المذبحة !!
من تكون هذه الفتاة بالضبط ؟!!


مع أن السيد لامارك كان يوجه سؤالها المحير إلى بيكارت ، لكنه في الوقت نفسه لم ينتظر جواباً منه.. لأنه يدرك تماماً مدى إخلاصه لكوبرا و تكتمه على أسرارها !

في هذه اللحظة.. أتت مايا راكضة وهي تصيح : أختي !

و حين لم تجد من تبحث عنها.. التفتت إليهما والدموع تملأ عينيها الخضراوين : أين أختي ؟! ألم تعد ترغب برؤيتي ؟! <أخذت الدموع تنهمر على وجنتيها : هل أصبحت تكرهني بعد أن عرفت بأمري ؟!

جلس بيكارت القرفصاء و ربت على رأسها بلطف : لا تقلقي إنها تحبك كما تحبينها ، كل ما في الأمر أنها مشغولة قليلاً لذلك كان عليها الذهاب بسرعة !

رفعت إليه عينيها المتوسلتين : أنت.. أنت لم تخبرها بالأمر ، صحيح ؟!

تنهد طويلاً ثم قال : بلى.. لم أعرف إن كان من الصواب إخبارها أم لا !

أخفضت رأسها في حزن : أنا أريد إخبارها ، لكني خائفة من أن تكرهني.. أنا بالفعل أحب أختي و لا أتحمل خسرانها و لست أكذب في هذا !


انضم السيد لامارك إلى حديثهما قائلا بابتسامته الحانية : أظنها تعلم بالفعل ! فهي نبيهة جدا !

أخذ بيكارت يبتسم : أجل.. أعتقد ذلك أيضاً !

وزعت مايا نظراتها المتسائلة بينهما : هل تعنيان أنها.. لا تكرهني ؟!

نقر بيكارت على جبهتها بسبابته مبتسماً بدماثة : لا يعقل أن تكرهك لسبب سخيف مثل ذاك.. أليس كذلك ؟!

مسحت الصغيرة دموعها.. ثم ابتسمت و السعادة تأخذ مجراها في قلبها الطاهر : نعم !


انتصب بيكارت واقفاً.. فسأل السيد العجوز مستغربا : لكن. ما يثير حيرتي هو.. لماذا تركتك هنا وذهبت وحدها !

وضع الشاب يديه على خصره و تذمر قائلا : تريد مني البقاء للاعتناء ب…

قاطعت كلامه فكرة مخيفة عادت إلى ذهنه مرة أخرى عندما التقت عيناه بعيني الرجل العجوز .. كان واضحاً أنه يفكر بالأمر ذاته !

هتف بيكارت فجأة و قد شحب وجهه : سيدي هل يمكنني استخدام إحدى سيارتك ؟!

أجاب السيد على الفور : بالطبع خذ أي واحدة تعجبك !

- شكراً لك.

ثم انطلق بأسرع ما يمكنه نحو موقف السيارات الخاص بالسيد لامارك و الذي كان قريباً من البوابة.
اختار أول سيارة وقعت عيناه عليها فسلمه الحارس المفتاح ، و دون لحظة انتظار ركب السيارة على عجل و غادر بها القصر !

( تبا لك كوبرا ! لم تفعلين ذلك ؟! لِمَ ؟! )


أثناء قيادته المسرعة رن هاتفه ، فتولت يده اليسرى القيادة بينما التقطت اليمنى الهاتف .. كانت رسالة قصيرة من كوبرا :

«لا تذهب للمقر مجدداً فهو لم يعد آمناً !»

وتحتها ملاحظة : «سأغلق هذا الهاتف بعد إرسال الرسالة لذا لا تحاول الإتصال به !»

عصر الهاتف بيده و الغضب يجتاحه : لم تريدين إبعادي الآن ؟!

و ما إن عاود النظر أمامه.. حتى أبصر سيارة تخرج من الجانب الأيمن و تسد طريقه !
ضغط على المكابح بقوة و حاول بكل جهده أن يحرف السيارة عن اتجاهها.. و لحسن الحظ تمكن من إيقافها في اللحظة المناسبة !

خرج من السيارة ليتأكد من عدم وجود أضرار.، سواء بسيارته أم بالسيارة أمامه.. عندها...

"لم تتغير أبداً لا تزال متهورا كما عرفتك !"

صوت أنثوي متغطرس خشن صدر من داخل السيارة !

تراجع بيكارت للوراء و قد ابتلعت المفاجأة قد صوته ! ( تلك المرأة.. ماذا تفعل هنا ؟!! )

خرج رجل من السيارة و فتح الباب .. لتخرج منه سيدة !

زادت صدمة بيكارت لرؤيتها.. أما هي فتبسمت بغرور : هل ظننت أنك قادر على الهروب مني ؟!

صاح بيكارت في وجهها : ما الذي تفعلينه هنا ؟!

رفعت أحد حاجبيها في استخفاف : ما الذي أفعله هنا ؟! جئت لإستعادة جروي الهارب !

صرخ بيكارت محتدا : لست جروا عندك هل تفهمين ؟! و لا تحاولي التدخل في شؤوني ، فأنا لم أعد أعمل لديك !

تبسمت في استمتاع واضح : اه.. لم تكن جريئا هكذا في السابق ، يبدو أن هذا الجانب فيك قد تغير عكس ما توقعت ! <تلفتت حولها : لا أظن الشارع مكانا مناسباً للحديث ، لنذهب إلى مكان آخر !

قال بيكارت بفظاظة و هو يستدير عائداً لسيارته : اذهبي لوحدك فأنا لدي عمل مهم !

كشرت السيدة بسرور غريب : لقد طال لسانك فعلاً ! لكن للأسف لست مخيرا في مجيئك معي !

و ما كاد بيكارت يفتح باب سيارته.. حتى أمسكه رجل ضخم من أتباع السيدة و حمله على كتفه كأنه كيس من الفحم !

صاح بيكارت و هو يضرب ظهر الرجل بكلتا يديه : أنزلني أيها الثور الغبي !

لكن لكماته الضعيفة كانت بلا أثر فظهر ذلك الرجل صلب كالفولاذ !

رماه داخل السيارة بجانب السيدة التي ابتدرت قائلة في تعالي : هناك شيء مهم أود إخبارك به لذا علينا الذهاب لمكان هادئ و منزلك البسيط بالطبع ليس ملائما لسيدة في مثل مكانتي ، لذلك سنذهب لقصر السيد لامارك صاحب هذه السيارة !

صاح بيكارت في دهشة : ماذا ؟!!

أرسلت السيدة أحد رجالها ليعيد سيارة السيد لامارك ، ثم تحركت خاصتها متجهة نحو قصره !


*****

في هذه اللحظات.. كان السيد لامارك يجلس مع مايا في الحديقة و يشرب باسترخاء شايا بالنعناع !

تحدثت الصغيرة و شعور بالسعادة راودها فجأة : أختي ستكون بخير. لأنه سيحميها ، أليس كذلك يا جدي ؟!

رد السيد مع ابتسامة أمل : نعم ذلك الشاب يعتمد عليه لذا اطمئني يا صغيرتي !

أشرق وجهها الصغير بابتسامة واسعة أدخلت البهجة على قلب السيد العجوز.


بعد بلحظات قليلة .. أطل أحد الخدم و انحنى في احترام : سيدي هناك سيدة تريد مقابلتك ، و السيد بيكارت برفقتها !

تعجب السيد : بيكارت ؟! ألم يذهب للإلتحاق بالانسة المخيفة ؟! <قام من مقعده و أضاف آمرا : اسمحوا لهم بالدخول ! سأكون في انتظارهم في غرفة الضيافة !

- حاضر سيدي !

نهضت مايا و أمسكت يد السيد : أريد القدوم كذلك يا جدي !

تبسم العجوز : حسنا كما تشائين يا صغيرتي !


في غرفة الضيافة..

ما إن جلس السيد لامارك على الكرسي الكبير حتى دخل كبير الخدم معلنا عن وصول السيدة !

بخطوات يملؤها الغرور و أنف يرتفع شامخاً في كبرياء دخلت السيدة الغريبة !
كانت حسب تخمينات السيد لامارك في بداية عقدها الخامس ، لكنها و رغم الشيب الذي غزا بعضا من خصلات من شعرها البني و التجاعيد التي تغطي ربع وجهها كانت جميلة رشيقة القوام !

تقدمت و جلست كالملكة على الأريكة الذهبية !

كانت أول كلمة خطرت على ذهنه حين رآها هي "كوبرا" ! هذه المرأة تشبه كوبرا إلى حد مدهش ! و كأنها كوبرا ذاتها بعد مضي ثلاثين عاماً !

أما بيكارت.. فتبعها على مضض بوجه عبوس تعلوه تقطبية حادة ، و جلس على الأريكة نفسها محاولا في الوقت ذاته أن يبتعد عنها ما أمكن !

تحدث السيد بوجه بشوش : مرحباً بك سيدتي ! لم يسبق أن التقينا من قبل لذا هل يمكنني التشرف بمعرفتك ؟!

ثنت السيدة ذراعيها متبسمة في كبر و خيلاء : أعطيك هذا الشرف ! سيدة فرانكفورت إيلينا فروتز !

هتف السيد لامارك في دهشة عارمة : فروتز ؟! الأسرة التي تسيطر على معظم عصابات فرانكفورت ؟!!

توسعت ابتسامتها المتعالية : نعم.

انحنى العجوز للأمام في اهتمام بالغ : وما الذي تريده زعيمة عصابة مني ؟!

زمت السيدة فروتز شفتيها : لا شيء عندي معك ، كل ما في الأمر أني أردت التحدث مع هذا الأحمق في مكان هادئ و مريح ! أتمنى ألا يكون في ذلك إزعاج لك !

نفى السيد بلباقة و تهذيب : بالطبع لا ! لكن.. هل يمكنني أن أعرف العلاقة التي تربطك بهذا الشاب ؟!

ضحكت السيدة بخبث ثم التفت نحو بيكارت الغاضب لتقول بنبرة مستفزة : لم لا تخبره أنت ؟!

رمقها بنظرة مشتعلة غير أنه.. استسلم في النهاية و قال مديرا وجهه بعيداً عنهم و في صوته نبرة اشمئزاز : إنها .. أمي !!

فغر السيد لامارك فاه مصعوقا ، حتى مايا الصغيرة لم تنجو من الصدمة ، و
صاحت في وجهه معنفة : هل ستتخلى عن أختي خوفاً من أمك أيها الجبان ؟!

نفى الشاب قطعا هذا الاتهام : هذا ليس صحيحاً ! أنا لن أتخلى عن كوبرا شاءت هذه المرأة أم أبت !

ضحكت السيدة فروتز ضحكة خافتة : كوبرا إذن ؟! هل هربت من فرانكفورت و تخليت عن أسرتك و مهنتها لتعمل تحت إمرة هذه الفتاة ؟! يا إلهي.. أنت لا تختلف أبداً عن أبيك الساذج !

احتد صوته و زادت العدائية فيه : لا تتجرئي على التحدث عن والدي ! لقد أحبك بصدق لكنك لم تكوني تكترثين لأحد سوى نفسك !

عقدت حاجبيها تعبيراً عن استنكارها : أحبني بصدق ؟! كيف تعرف ذلك هاه ؟! كيف يمكنك أن تميز الحب عن غيره من المشاعر ؟! هل هو الطاعة العمياء ؟! أم الدلال المفرط يا ترى ؟!
الحب.. ليس قصائد رومانسية ، أو هدايا غالية يوم الفلانتاين ، بل هو شعور معقد يصعب تفسيره و كثيراً ما يأتي متخفيا تحت جناح القسوة ! و لهذا السبب أنا لم احب والدك و لهذا السبب أيضاً تلك الفتاة لن تحبك !
فالانصياع الدائم لن يجعلك محبا بل تابعا لا أكثر !
أن تمد له يدك حين يسقط و أن تصفعه باليد نفسها حين يخطئ ، أن تكون أول من يقف في وجهه حين يحيد عن الطريق الصحيح ، و آخر من يتخلى عنه.. هذا هو الحب !


عبر السيد لامارك عن استحسانه : كلام حكيم بالفعل !

هدأ بيكارت تماماً بعد هذه الكلمات.. فقد تمكن أخيراً من معرفة الخطأ الفادح الذي واظب على ارتكابه كل هذه المدة ، كما أنه استطاع الآن. أن يفهم شيئاً عن أمه لم ينتبه له من قبل !

تنهدت السيدة و رفعت بصرها إلى السقف متسائلة : هل ستكون تلك الفتاة بخير حقا بعد أن أعلنت تحديها للقائد الأعلى ؟!


فتح بيكارت عينيه في تفاجؤ : و هل تعلمين بأمر المنظمة و القائد الأعلى ؟!

ظهرت على طرف فمها ابتسامة واثقة : بالطبع أعرف ! ذلك الرجل شيطان بكل ما للكلمة من معنى ! صديقتك لا شك مجنونة لإختياره الحرب ضده !
< طغى على صوتها شعور عميق بالذل : أنا .. بكل قوتي و دهائي هربت ، غيرت اسمي و شكلي .. فقط لأستطيع النجاة منه !

زادت تعابير الدهشة على وجهه : ماذا تقولين ؟!

وضعت السيدة فروتز ساقها فوق الأخرى و استرخت في جلستها : المنظمة ضعفت و بدأت تخسر لأن ذلك الرجل لم يكن موجوداً ! و إلا لكان من المستحيل أن يحدث كل هذا !

قطب بيكارت جبينه في استغراب شديد : كيف تعرفين ذلك ؟!

ارتسمت على شفتيها ابتسامة غريبة : كيف أعرف ذلك ؟! هذا لن يكون صعباً.. إن كان هو .. سامويل مورفان .. أخي الأكبر !!


شهق بيكارت و انقطعت أنفاسه ، و انتفض السيد لامارك و تعابير الصدمة و الدهشة تملأ وجهه المجعد : مورفان ؟!! أسرة الخائن الذي قتل الجنرال آيون و انضم للجيش الفاشي ؟!!

ضحكت السيدة فروتز باستهزاء : ليس ماضيا مشرفا أليس كذلك ؟!

نطق بيكارت أخيراً و لكن صوته ظل متقطعا من هول الصدمة : أنت... من المورفان ؟!! هذا يعني .. أن ذلك المتوحش ... خالـي ؟!!

تشكلت على جانب فمها ابتسامة ساخرة : لا أظنه خالا مثالياً ، فهو لن يتردد لحظة في قتلنا ! بل على العكس سيكون مسرورا بذلك ! لأنني خائنة في نظره !

صاح بيكارت و رأسه يكاد ينفجر من هذه المفاجآت التي تهاوت عليه فجأة : لماذا يعدك خائنة ؟! ما الذي حصل ؟! و ما هي أهدافه من كل ما يفعل ؟!


أشعلت سيجارة في فمها لتنفث بعدها سحابة من الدخان الخانق : بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية و هزيمة المحور و حلفائهم.. أضحت أسرتنا منبوذة و مكروهة من قبل جميع الناس ! كنا بالنسبة لهم مجموعة حقيرة من الخونة الأنذال ، لا أحد يقترب منا أو يتحدث إلينا ، يحدقون فينا باشمئزاز كلما مررنا بقربهم ! مما دفع أسرتي في النهاية إلى الرحيل من فرنسا و السفر إلى مكان بعيد لا يعرفنا فيه بشر !
و بالطبع لم يكن الهدف من ذلك البحث عن حياة هادئة مسلامة.. بل التخطيط لإنتقام مدمر !
كان أبي هو الذي يتزعم كل ذلك ، يفكر و يدبر ليلا ونهارا ، يجوب البلاد تلو الأخرى بلا كلل او ملل ، حتى قبضت عليه في آخر الأمر أجهزة المخابرات الأمريكية و ألقته في السجن ، و لم يخرج منه إلى أن مات !
في ذلك الوقت.. حسبت أن الأمر انتهى عند هذا الحد ، لكنني كنت مخطئة بغباء .. لأنه للتو بدأ و على يد أخي الأكبر سامويل !!
لا زلت أذكر كيف كان يصعد التلال و يجلس هناك وحيداً يراقب الناس و هم يبدون كالنمل تحت قدميه !
ذات مرة رافقته إلى إحدى الجبال العالية .. كان يعشق المرتفعات خصوصاً سفوحها الخطرة ، وقف على حافة إحداها و أنا أجلس على صخرة خلفه ، ثم أخذ يتكلم بصوت بارد معدوم العواطف :

"عمي اعتبر خائنا و تم اغتياله ، لأنه قتل ذلك الجنرال الساذج و انضم للجانب الأقوى ، المدينة ظلت سالمة و لم تدمر بفضل استسلام الحكماء من قادة الجيش في الوقت المناسب ! لكنهم مع ذلك سموا بالخونة و الجبناء ! حمقى ! الناس كلهم حمقى ! ما فائدة الكرامة و الشرف إن كنتم ستموتون ؟! و ما الجدوى من قتال عدو يفوقكم قوة حيث الهزيمة أمامه مؤكدة ؟!!
أكثر من نصف البشر أغبياء بلا قيمة أو فائدة و ينبغي إزالتهم ! هذا العالم يجب أن يعاقب ، و حرب ثالثة ستكون كفيلة بذلك !!

أثار كلامه استغرابي فسألته : لكن العالم يتطور كثيرا يا سام و لا أظن الناس سيسمحون بحرب أخرى بعد كل تلك الكوارث التي حصلت جراء الحربين الأخيرتين !

التفت إلي بعينيه الباهتين اللتين لطالما أدخلتا الخوف إلى قلبي : الآلات هي التي تتطور ، أما البشر فصدقي أنهم يزدادون غباء و تخلفا يوماً بعد آخر ! لو كانوا فعلاً يتطورون و يتعلمون من أخطائهم ما كان لتلك الحرب الهمجية أن تكرر مرتين و خلال مدة قصيرة ! <عاود النظر إلى الوادي العميق تحته : اقتلوا ! دمروا ! لا ترحموا أحداً و اسحقوا كل شيء يعترض طريقكم !
ثم احترقوا جميعاً في الجحيم !!"

إنه شخص مرعب جدا و ليس في قلبه ذرة من شعور ، كنت أعيش معه في خوف دائم و لم أشعر يوماً بالأمان أو الحرية !
و على خلافه لم أكن مهتمة بأشياء كالانتقام أو إشعال الحروب ، لذلك بعد أن بلغت العشرين من عمري .. منتهزة فرصة سفره إلى أمريكا الجنوبية .. اتخذت أهم قرار في حياتي و هربت من المنزل ! غيرت اسمي و شكلي و عشت حياة جديدة كإنسانة أخرى في فرانكفورت !
في تلك الأثناء سمعت عن خبر نجاح جوزيف آيون في إيقاف الحرب المستعرة في أمريكا الجنوبية ! فأدركت أن محاولة أخي في إشعال حرب جديدة قد باءت بالفشل !

قاطع السيد لامارك حديثها بسؤاله : لحظة ! هل أخوك هو من قام بنشر الفتن هناك ؟!

- نعم ، و بعد فشله غير خطته.. و قرر التوجه إلى حيث بدأ كل شيء .. فرنسا !! قام هنا بتأسيس منظمة قوية الهدف الوحيد لوجودها هو نشر الفساد في الأرض ! هذه المرة.. حتى الآيون الدهاة الحاذقون لم يتمكنوا من هزيمته و قتلوا جميعاً !


قال بيكارت ساخراً : لكنه الآن ليس أكثر من جرذ جبان ! انظري إليه ! مختبئ منذ سنين تاركاً أتباعه يواجهون الموت وحدهم !

قطبت جبينها في تفكير و قالت بلهجة جادة تماماً : لا تستخف به أبداً يا دان ! أنا أخته و أعرفه جيداً ، إنه ليس جبانا بل لا شيء في الدنيا يمكن أن يخفيه !
أنا واثقة أن هناك سبباً وجيها لإختفائه كل هذه الفترة.. لكن ما هو ؟!
هذا هو السؤال الذي يحيرني و لا أستطيع العثور على إجابة مقنعة له !











رد مع اقتباس
  #147  
قديم 07-07-2016, 05:50 PM
 
سلام عليكم

شكرا ثانية، كان رائعا رغم أني لم أفاجأ بشيئ لأني وضعت كل احتمالات الدهر في مصب التوقعات..

بل تفاجأت...

هل كوبرا تسلم نفسها للموت؟!

لا ، لن يكون ذلك أيتها الوردة الذابلة..هع

لكن بحق أصبحت جديرة بسطورك ..حاليا!

فقد توقعت ردة فعل الكونت الذي رأيت لقب دراكولا له بعد زمن..

لكن خدعة لينيكس على ماأظن كانت ممتعة لي أيضا،أبلغيه شكري

و جيد أننا عرفنا شخصية الشيطان مورفان، لم تتعمقي في التظليل عنه..جيد بعد طول تفكير...

حسنا، سؤالي..ماعلاقة الدم بين بيكارت و كوبرا؟!

عذرا لللإختصار..أتمنى لكوبرا السلامة، رغم أني ارى وصيتها!
Mygrace likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 07-08-2016 الساعة 12:33 AM
رد مع اقتباس
  #148  
قديم 07-09-2016, 04:01 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
سلام عليكم


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ❤

شكرا ثانية، كان رائعا رغم أني لم أفاجأ بشيئ لأني وضعت كل احتمالات الدهر في مصب التوقعات..


عفوا عزيزتي يسرني كثيييرا أنه راقك ❤❤
هههههههههههههه هذا هو الحل كيلا تصدموا cool1

بل تفاجأت...


هههههههههههههههههه هناك فخاخ لا مفر من الوقوع فيها :3

هل كوبرا تسلم نفسها للموت؟!

لا ، لن يكون ذلك أيتها الوردة الذابلة..هع


ستعرفين قريبا ماذا تنوي هذه الفتاة و ما هي أهدافها.. لا أحب أن أحرق الأحداث و لو قليلا !

لكن بحق أصبحت جديرة بسطورك ..حاليا!

فقد توقعت ردة فعل الكونت الذي رأيت لقب دراكولا له بعد زمن..


أنت جديرة منذ البداية عزيزتي تعجبني كثيرا طريقة تفكيرك التي تتطور دوما و استنتاجاتك الذكية *-*

لكن خدعة لينيكس على ماأظن كانت ممتعة لي أيضا،أبلغيه شكري


يسعدني أنها أمتعتك عزيزتي 💓 يوصل إن شاء الله :3

و جيد أننا عرفنا شخصية الشيطان مورفان، لم تتعمقي في التظليل عنه..جيد بعد طول تفكير...


ما زال هناك الكثير لم يكشف عنه !

حسنا، سؤالي..ماعلاقة الدم بين بيكارت و كوبرا؟!


ستكتشفينها بنفسك في الفصول القادمة.. إن كانت هناك صلة قرابة من الأصل :3

عذرا لللإختصار..أتمنى لكوبرا السلامة، رغم أني ارى وصيتها!



لا مشكلة مطلقا و كما أقول دوما اكتبوا كما تحبون و بالقدر الذي يريحكم فأي كلمة تخطونها مهما كانت بسيطة تساوي عندي الكثير ❤❤

شكرا جزيلا على الرد السريع غاليتي وردة




رد مع اقتباس
  #149  
قديم 07-09-2016, 04:05 PM
 



السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


أرجو من جميع المتابعين قراءة ما سيأتي لأنه مهم جدا

لن أطيل عليكم بالمقدمات العقيمة

الأمر و ما فيه أني قررت التوقف عن نشر فصول روايتي هنا

السبب ؟! أظنه أوضح ما يكون ! الإحباط !

الحقيقة أن التفاعل كان قليلا منذ البداية و الردود لا تتجاوز الثلاثة في أفضل الأحوال لكنها كانت رائعة جدا جدا لدرجة أني لم أكترث لقلتها و واصلت النشر بسعادة و لهفة !
لكن الوضع الآن لم يعد سارا.. مع كل أسف
لا أحد يرد سوى العزيزة وردة و حين تتأخر تظل الرواية مهجورة إلى أن تعود أو أنشر أنا فصلا جديدا !

أعرف ما تفكرون فيه الآن.. "هذا ليس عادلا ، ما ذنب المتابعين الأوفياء ؟!"
صحيح ، هذا ظلم بين ! و أنا لا أحب أن أظلم قرائي المخلصين المتفاعلين بسبب بعض المتكاسلين .. لذلك سأعطيكم رابط الموقع الذي نشرت فيه روايتي كاملة كي تتابعوا قراءتها !

ما رأيكم بذلك ؟! صحيح أن القرار يعود إلي في النهاية ، لكن من حقكم كقراء للرواية أن تبدوا آرائكم بهذا الخصوص و من واجبي أن أستمع إليكم !





رد مع اقتباس
  #150  
قديم 07-09-2016, 05:15 PM
 
عليكم السلام

حقا لا أعلم ما أقول، صدقيني...

فأنا كاتبة جربت هذا الشعور كثيييرا...و اضطررت أن أكمل ما كتبت لأجل قلة المتابعين...!

لكن، أن توقفي مسير روايتك ليس بالشيء المحبذ، فهناك من يقرأها خفاء كأخي...

ذاك المختبئ الماكر...هههههه

إن أعطيتني الرابط فلن أعطيه له...عقاب..


و كذا هناك من يقرأ الروايات المكتملة..

أعرف أن توقفك ليس ضعفا أو يأسا فأنت قد نشرتها بمكان آخر كما ذكرت...

و أقدر لك حقا الإهتمام بمتابعيكي لترسلي الرابط...يا أختي، طلعت كاملة و اني اتعب نفسي بالتفكير...ها!

لك الحق، فأنت لا تعرفين شيئ عن المؤتمر الخفي بيني و بين أخي..فقد شغفنا حبا بها و نعد الايام حتى وصول التالي..

حسنا، لي طبع عدم السؤال عن سبب الإطالة دوما، يؤرق الكاتب عن انشغالاته


فعلا و حقيقة، لايمكن لي تحفيزك بشيئ في هذا الحال المزعج الذي يزعجني أنا الأخرى...

حسنا، إن قررت ارسال الروابط لي فسوف أقرر ابداء ردودي على الخاص..سنكون متعادلين ...


لا أكذب أن لروايتك كفة فريدة و الروايات الأخرى كفه أخرى...

أعتذر إن لم أفدك
Mygrace likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011