عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree632Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 4.56. انواع عرض الموضوع
  #166  
قديم 07-11-2016, 11:23 PM
 
حجز
رد مع اقتباس
  #167  
قديم 07-13-2016, 01:31 PM
 
سلام عليكم

عذرا، قطع النت و لم أستطع الرد بوقت أبكر، لكني كالعادة لم أتمهل عن قراءة سطورك ما أن أنزلتها..

تعرفين ، كنت أنتظر بارت كهذا منذ زمن..حيث ظهرت بطلتنا ويندي بشكل أساسي..بعد فترة طويلة..:heee:

أخيرا عرفنا شيئا عن ليون..ههههه

صح، هنيئا لرون الوديع ما حصل، فهو يعني أنه معلم جيد...
لكن أتمنى له الشفاء من تلك الحروق من الدرجة الأولى!

و يالبرائتك ويندي...انتهيت من رون لتبدئي بكلارك..ههههه:heee:

حسنا حسنا ..عن جان و قلقه أعجبني تصرفه،مع راكورت يستحق ذلك..اسفة رانكورت أن أكون بجانب مساعد مثلك يكسر الظهر بملاحظته الدقيقة أكبر مساعدة منه
أن يرفع قدميه!...أشعر بك جان..أه..


صح، لا أنس مقطع كيف كانت ويندي تعتني برون..هههه

لابأس لرون اعصاب حديدية دوما..خخخخ

و لويندي حس التحري!
حسنا، لها حق فأنا كنت أفكر بهذا منذ عرفت الحقيقة..يرهبني بمجهولات تفكيره الشيطاني..


ماذا،ماذا بعد...أبحث عن تعليق في صفحة الخلايا المنهكة..

...

....

......

.......

إه، ذكرت..الألبوم الذي أظهر كلارك الطفل الوديع و لونا التي رحلت تاركة خلفها ذكريات احيطت بحزن و ألم خاصة لجان...ياه، احترق قلبي بحديثه عن تعليمها له الطبخ و حظورها له يوميا...لكن الماضي لايعود..ح9ح9

لايجب ان ابكي الآن..

لأنتقل بسرعة للموضوع التالي..

اه عن مشاعر ويندي، انا ايضا بدأت أشوش، هل تحب كلارك أم...دعي فكرتي لي،لا أظنها معقولة..هههه:nop:


أراك قريبا في القادم..

و أعيد امتناني ثانية لسماع رأينا و احترامه و تغيير رأيك الذي شكل كابوسا لي لفترة..:haaa:

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 07-13-2016 الساعة 02:22 PM
رد مع اقتباس
  #168  
قديم 07-14-2016, 03:22 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ❞chʚcʚℓa❝❥ مشاهدة المشاركة





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

عسى ان تكوني بخير و كل امورك تماما ان شاء الله


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
في حال طيبة و الحمد لله أرجو أن تكوني كذلك أيضاً ❤

اسعدني ردك على ردي فعلا شكرا لك اخجلتني
ايه بالنسبة لجزء القائد الاعلى في الرد السابق ، انا كتبته بالفعل ما باعرف ليش ما ظهر في الاقتباس
يمكنك الاطلاع عليه في الرد الاصلي


ردي لم يكن و لو بربع روعة ردك و جماله أنا التي أشكرك ❤❤
آه صحيح يا إلهي ! يبدو أني ارتكبت خطأ ما أثناء اقتباس ردك فلم يظهر ذلك الجزء.. اعذريني عزيزتي !

و الان الى الفصل الخوراافي
اووووووه كان جميل ، جميل جدا
خاصة و اني اشتقت لويندي فهي لم تاخذ نصيبها من الفصول السابقة خ


شكرا جزيلا لك من دواعي سروري العظيم أن ينال إعجابك ❤❤
ههههههههههه لقد قل ظهورها فعلا 🙈

عماتخيل اذا كان شادو رح يسوي نفس ما راته ويندي في الحلم ، شو رح تكون التكملة يعني >.<2


تقتله ويندي ثم تشنق نفسها ههههههههه :3

علمت انه حلم و لكن ان تنام ويندي خلال التدريب هل هي حمقاء !؟


كانت تتدرب طوال الصباح بشكل متواصل لذلك أرهقت كثيرا

بالتاكيد طريقة ايقاظ رون لها متوقعة بالنسبة لشخصيته بدون نظارات !
يا الهي انه مزدوج الشخصية بالفعل .. اظن ان النظرات تحوي سرا ما او سحرا -_-2


هههههههههه لا ليس في النظارات أي سر ، إنها فقط تذكره بعهده الذي قطعه على نفسه و هو خدمة كلارك و إطاعة أوامره ! و كلارك عندما يأمره بارتداء النظارات فإنه بذلك يأمره بتأدية دور رون الوديع ، أي أن تبدل طباعه المفاجئ ليس أكثر من تمثيل !

جااان لطيف هالولد ، لطيف جدا
خجله من المديح ، و طيبته التي يحاول اخفاءها .. انه رائع ببساطة


يس إنه كذلك فعلا *-*

رانكوت ، هاامدلل المغرور العملاق cool1
كيف يسمي ذلك بمساعدة خ ، و لكن بالنسبة لشخص لم يُعن في حياته يوما يعتبر انجازا و تقدما خ


هههههههههههههههه صحيح :3

اووه لونا مجددا ، للصراحة انا ما حبيتها لهالبنت سابقا ، بس لما ماتت بكيت عليها
يعني ما بحب الطيبة الزايدة بحب الاشرار


ههههههههههه أنت مثلي ! في الروايات و القصص غالبا ما أميل للأشرار 😁 في هاري بوتر على سبيل المثال كنت أحب فولدمورت جدا *-*

كحححح كح ، علق الماء بحنجرتي من كلام جان مع ويندي عن كلارك
لك هالولد لطيف عنجد
من وين جايب هالجرءةة !؟ و الاهم انو ويندي ما خجلت او اي شيء و جاوبت بصراحة


ههههههههههه إنه جريء في العادة ما لم يتعلق الأمر بمشاعره هو ، أما ويندي فهي من النادر أن تخجل ، كما أنها لم تعد واثقة بشأن مشاعرها و من هنا أتت صراحتها خالية من الإحراج !

ليوون يا ولد نورت البارت تعال اشتقتلك حب2
لك هالبيت هو بيته ، قلتلك كل شيء بروايتك مرتبط ببعضه البعض


ترابط الأحداث و الشخصيات عنصر أساسي لنجاح أي قصة ^^

الالبوم وجدوه و الاهم اني حبيت شوف كلارك و هو صغير

و اخيرا اتى رون ليقطع المرح ، قلتلك انا بحب الاشرار
يبدا التدريب و لكن بهدوء .. هدوء ما قبل العاصفة يعني ، نو هدوء ما قبل تفجير القنبلة


ههههههههههههه يب يب هدوء ما قبل القنبلة !

قسم طفشت ضحك لما سمعته يتكلم في الغرفةة ، بس خفت على ويندى و شعرها
و اما لما اتت بملا بس التدريب مشان تريه انجازها الذكي و تقطع السلك امامه خ
ويندي اصبحت شيطانة مثلهم كما قالت .. احسنت يا بنت اريهم ذكائك خ


هههههههههه إنها سريعة التعلم كما قالت و قد تتفوق عليهم جميعا إن استمرت على هذا المنوال :3

رانكونت .. هالرجل كارثة حلوة بلا مبالاته
عجبني لما عصر جان الصابون فوقه و حوارهم هنيك كان يجنن ، روعة يا بنت


يسعدني حقا حقا أن المقطع أعجبك لهذا الحد ❤❤❤

اووه النتيجة متوقعة ، حروق لرون و ويندي سالمة
بس ما توقعت انو رون لساته يكره كلارك، و رغم ذلك يخدمه ،، ظنيتهم اصدقاء الان


إنه يكرهه حتى الموت و مشاعره لم تتغير أبدا ههههههههههه أما عن خدمته لكلارك فذلك لأنه قطع وعدا على نفسه أن يصبح خادما عنده في حال تمكن من هزيمته و إفشال خطته !

كحم ، لكان ويندي رح تنافس كلارك خ
و الكل يعلم ، و كلارك مانه سهل ابدا

عجبني وصفك ، الاكشن عندك روعة
وووطريقة هزيمة ويندي لكلارك خورافية يا بنت ، انت الاروع


أشكرك من أعماق قلبي على الإطراء المشرف ❤❤ فخر لي أن أجده من رائعة مثلك ❤❤❤

اوكي لكان هم رح يسافروا اليوم ، اوكي ..

شكرا على البارت الخورافي ، استمتعت بجد
انتظر القادم بفارغ الصبر
و الله ما رح اقدر اصبر كل هالوقت ، بدي شادو

في امان الله


العفوووو عزيزتي و أشكرك بدوري كثيييييييرا على هذا الرد الأسطوري سلمت يداك 💓💓💓
سيعود شادو للظهور قريبا إن شاء الله 😉
إضافة إلى ذلك فالمفاجآت الكبيرة ستبدأ من فصل اليوم لذا كوني مستعدة 👍


تحياتي العطرة لك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
سلام عليكم


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

عذرا، قطع النت و لم أستطع الرد بوقت أبكر، لكني كالعادة لم أتمهل عن قراءة سطورك ما أن أنزلتها..


و هذا هو أهم شيء ^^

تعرفين ، كنت أنتظر بارت كهذا منذ زمن..حيث ظهرت بطلتنا ويندي بشكل أساسي..بعد فترة طويلة..:heee:


هههههههههههههه لم تقم بأي دور رئيسي منذ فترة ، كم هي مسكينة 😁

أخيرا عرفنا شيئا عن ليون..ههههه

صح، هنيئا لرون الوديع ما حصل، فهو يعني أنه معلم جيد...


ههههههههههه نعم انظر للجانب المشرق يا رون :3

لكن أتمنى له الشفاء من تلك الحروق من الدرجة الأولى!

و يالبرائتك ويندي...انتهيت من رون لتبدئي بكلارك..ههههه:heee:


حتى تعرفوا أن تلك الجنونة ليست هينة 😁

حسنا حسنا ..عن جان و قلقه أعجبني تصرفه،مع راكورت يستحق ذلك..اسفة رانكورت أن أكون بجانب مساعد مثلك يكسر الظهر بملاحظته الدقيقة أكبر مساعدة منه
أن يرفع قدميه!...أشعر بك جان..أه..


أوه أجل التعايش مع شخص كسول غير مبال مثل رانكورت شيء يثير الأعصاب

صح، لا أنس مقطع كيف كانت ويندي تعتني برون..هههه

لابأس لرون اعصاب حديدية دوما..خخخخ

و لويندي حس التحري!
حسنا، لها حق فأنا كنت أفكر بهذا منذ عرفت الحقيقة..يرهبني بمجهولات تفكيره الشيطاني..


ههههههههههه إنه شيطان فعلا لكن من حسن الحظ أن ويندي ليست ساذجة كي تقع في فخه :3

ماذا،ماذا بعد...أبحث عن تعليق في صفحة الخلايا المنهكة..

...

....

......

.......

إه، ذكرت..الألبوم الذي أظهر كلارك الطفل الوديع و لونا التي رحلت تاركة خلفها ذكريات احيطت بحزن و ألم خاصة لجان...ياه، احترق قلبي بحديثه عن تعليمها له الطبخ و حظورها له يوميا...لكن الماضي لايعود..ح9ح9


نعم :")

لايجب ان ابكي الآن..

لأنتقل بسرعة للموضوع التالي..

اه عن مشاعر ويندي، انا ايضا بدأت أشوش، هل تحب كلارك أم...دعي فكرتي لي،لا أظنها معقولة..هههه:nop:


ههههههههه لقد شوقتني لأعرف الاحتمال الآخر *-*


أراك قريبا في القادم..

و أعيد امتناني ثانية لسماع رأينا و احترامه و تغيير رأيك الذي شكل كابوسا لي لفترة..:haaa:



هذا ليس تكرما مني عزيزتي كان من الواجب علي أن آخذ بآرائكم ^^

أرجو أن تقضي وقتا ممتعا مع الفصل الجديد 😊

لك مني أطيب تحية


رد مع اقتباس
  #169  
قديم 07-14-2016, 03:26 PM
 




الفصل التاسع و العشرون
ج2
*لا تستخف بي فأنا بالتأكيد سأنتصر*





قبيل الظهر كانت طائرتنا قد هبطت على أرض نيس.
الجو هناك رغم برودته ذلك الوقت إلا أنه رائع و منعش يجدد الحيوية و يريح النفس.
عندما خرجنا من المطار وجدنا سيارة ليموزين فاخرة واقفة في انتظارنا ، فصعدنا إليها لتأخذنا إلى أفخم الفنادق في نيس كي نقضي فيه أيامنا القليلة هناك.

لم أكن متعبة بل على العكس في قمة نشاطي ، لذلك سلمت حقيبتي للحمال ، ثم توجهت نحو رانكورت لأطرح سؤالي المفاجئ : رانكورت هل تملك رقم آدم ريغال ؟!

رفع أحد حاجبيه في استغراب : و ما الذي ستفعلينه برقمه ؟! <هتف فجأة بتكشيرة خبيثة : لا تقولي أنك تحبينه و تريدين الإعتراف له بمشاعرك !

صحت في وجهه حانقة : لا أيها الغبي ! أريد أن أساله عن المتجر الذي صنع هذا الصندوق ! لديك رقمه أليس كذلك ؟!

أخرج هاتفه من جيبه : حسنا أيتها المزعجة ..

ثم و بصورة مفاجئة تجمد جسده بكامله حتى عيناه توقفتا عن الرمش !

فأخذت ألوح بيدي أمام عينيه : هي رانكورت ما بك ؟! هل أصابك شيء ؟!

و بعد لحظة من الجمود صرخ و وجهه قد احمر غضباً و غيظاً : أيتها الحمقاء اللعينة يا وجه النحس ! لقد نسيت مقابلتي التلفزيونية بسببك ! يا إلهي ! ماذا أفعل ؟! كيف أقابل معجبيّ بعد هذا ؟!

قلت ببرود : قل لهم أنك كنت مريضا ، متعبا ، ميتا .. أي شيء !

صاح محتدا : ماذا ؟! كيف تريدني أن أكذب على معجبي ؟!

تكلمت ببرود ساخر : أنت كاذب منذ ولادتك ! و اسمك الذي اشتهرت به هو بحد ذاته كذبة !

- ماذا ؟! كيف تجرؤين ...

كان صبري قد نفذ عندها ، فخطفت الهاتف قائلة : سأعيده لك بعد أتصل بالمخرج ريغال !

حاول الاحتجاج : هي ! مهلا ..

لكني تركته و انطلقت مسرعة نحو غرفتي ، هناك .. فتحت على سجل الأسماء ثم اخترت الجهة المطلوبة و ضغطت زر الإتصال.

جاءني الرد سريعاً : مرحبا ً!

حاولت الحديث بشكل طبيعي لكن الارتباك لا مفر منه : أوه مرحبا .. كيف حالك ؟! أنا .. أنا رومـ..

ثم انقطع صوتي ! فقد تذكرت شيئاً مهماً جدا كنت غافلة عنه لغبائي ، إذ من المفترض أن أكون أنا روميو مرافق المصمم الإيطالي آليغرا الذي قام كلارك باختطافهما ! لست خائفة على نفسي فهم لا يعلمون أن روميو هو نفسه ويندي لكني قلقة بشأن رانكورت ! لا شك أنه سيقتلني !

عاد صوته اللطيف ليقول : آه إنه أنت يا روميو ! أنا بخير كيف حالك أنت ؟! و كيف هو سيدك ؟!

يا إلهي لماذا تذكرني ؟! كنت أريد أن أغلق الخط في وجهه ، لكن الآن لم يعد في استطاعتي إلا الحديث معه !

- أوه .. أنا ... نحن بخير !

كنت متوترة للغاية و ندمت كثيرا لاتصالي ، لكن بما أني قد فعلت و انتهى الأمر علي على الأقل أن أحقق غايتي من ذلك ، لذا هدأت من روعي و سألته : في الحقيقة كنت أريد سؤالك عن ذلك المتجر الذي قلت أنه كان يبيع صناديق موسيقى كالذي أملكه أنا ! هل لا زلت تذكر مكانه ؟! أعلم أنه أغلق منذ سنوات لكن ..

هتف و قد فطن إلى مقصدي : اه تريد إذن صاحب المتجر أليس كذلك ؟!

- نعم ...

- حسنا ، لقد افتتح متجرا آخر قبل سنتين ، و لكنه يبيع المستلزمات المنزلية لا غير ! سأرسل لك عنوانه برسالة حتى لا يضيع منك.

- شكراً جزيلاً لك سيد ريغال !

- أهلا بك

ثم سارعت لإغلاق الخط خشية أن يبدأ حديثاً أو يسأل سؤالاً خطيرا ، مع أنه لا يبدو ثرثارا أو فضوليا لكن الحيطة واجبة.
بعد ثوان فقط وصلتني رسالته التي تحمل العنوان ، فقمت بتدوينه في دفتر ملاحظاتي ثم خرجت من غرفتي.

وجدت رانكورت في غرفة كلارك يشرب القهوة كعادته .. كان جان هناك أيضاً أما كلارك نفسه فما زال برفقة السيد ميلارد .
اقتربت منه ببطء ثم أخذت نفسا عميقاً و هتفت بسرعة : أنا آسفة لأني كشفت أمرك !

حدق في باستغراب : كشفت أمري ؟!

مددت له هاتفه و أنا أقول بارتباك : من المفترض .. أننا مختطفان من قبل كلارك و لكن اتصالي بآدم ريغال ينفي ذلك ! فأي مختطف هذا الذي يستخدم الهاتف ويتحدث بحرية ؟! و لا شك أن المنظمة ستعرف حقيقتك إن علمت بذلك الإتصال !

و على خلاف ما توقعت لم يغضب إطلاقاً بل ظل هادئاً : ليس مهماً .. كانوا سيكتشفون أمري عاجلاً أم آجلاً ! بالإضافة إلى ذلك فهم الآن في حالة فوضى و اضطراب و كل ما يشغلهم هو التفكير في طريقة للنجاة بحياتهم من هذه الحرب الطاحنة ! < سكت هنيهة ثم أضاف متسائلا : ألم يسألك المخرج عن سبب غيابي ؟!

قطبت جبيني باستهجان و أنا أتذكر : لا ، و كم هذا غريب !

ارتشف رانكورت من قهوته : ربما أشاعت المنظمة أني مريض و سافرت لتلقي العلاج ! لذلك لم يكن هناك داع ليكرر السؤال عليك !

- هذا ممكن < إثر ذلك هتفت بحماس وأنا استدير نحو الباب : حسنا إذن أراكم لاحقاً !

سأل جان : إلى أين ستذهبين ؟!

- أريد التحقيق في أمر هذا الصندوق ، أشعر أنه يمكن أن يقودني لكشف أسرار مهمة ! هل تريد القدوم معي ؟!

قام من مكانه وقال : حسنا ، فليس لدي شيء آخر أفعله !

خرجنا معا مشيا على أقدامنا ، فقد مكثنا أياما في تلك الفيلا دون أن نخرج منها ساعة واحدة ، لذلك أحببنا التجول قليلاً في هذه المدينة الجميلة.

كان العنوان الذي أعطاني آدم إياه دقيقاً جدا حتى أننا لم نته أبدا ، لكننا استغرقنا أكثر من عشرين دقيقة للوصول إليه بسبب بعد المسافة و تمهلنا في المشي.

هل هذا هو ؟!
تساءلت في نفسي و أنا أقف أمام المتجر المطلوب.

سبقني جان و دخل وهو يقول : ماذا تنتظرين ؟! علينا ألا نضيع الوقت !

- نعم أنا قادمة !

كان المتجر حين دخولنا فارغاً تماماً .. تجولت فيه بحثاً عن البائع : مرحباً هل يوجد أحد هنا ؟!

حينها ظهرت فتاة من خلف منضدة البائع و تبسمت قائلة : عفواً كنت ألتقط بعض النقود التي أسقطتها .. كيف يمكنني مساعدتك ؟!

أخرجت الصندوق من حقيبتي و وضعته على الطاولة أمامها : أريد سؤالك عن هذا الصندوق ، فقد سمعت أنكم كنتم تبيعون هذا النوع من صناديق الموسيقى قبل سنوات !

أمعنت الفتاة النظر في الصندوق دون إشارة على أية معرفة ثم قالت : أظنك تقصدين متجرنا السابق فنحن الآن لا نبيع هذه الأشياء ! لحظة من فضلك <تركتنا و صعدت درجتين من السلم ثم نادت : أبي هل يمكنك القدوم قليلاً ؟!

لحظات فقط و نزل رجل بدين قد تعدى الخمسين من عمره ، سألته ابنته و هي تشير للصندوق : هذه الآنسة تسأل عن هذا الصندوق !

تقدم الرجل ووقف أمامنا ثم تبسم بود : مساء الخير ! أهلا بك يا آنسة !

تبسمت بدوري : أهلا بك سيدي .. في الحقيقة أود سؤالك - إن كان هذا ممكنا - عن الشخص الذي اشتراه منك !

ارتدى الرجل نظارته ثم حمل الصندوق وأخذ يمعن النظر فيه ..
عندها قلت وأنا أشعر بإحراج كبير : أعلم أن هذا يبدو مستحيـ...

و قاطع هتافه المفاجئ كلامي : أوه أنا أتذكره جيداً !

في هذه اللحظة كنت سأطير من الفرحة : حقا ؟!

أجاب الرجل بثقة : نعم

أبديت دهشتي : و لكن كيف يمكنك تذكره بهذه السهولة ؟! هذا مدهش جدا !

- لا في الحقيقة ذاكرتي ليست بهذه الجودة ، و لكن هذا الصندوق مميز لدرجة لم أستطع معها نسيانه !

سأل جان باستغراب : و ما الذي يجعله مميزاً ؟!

رد الرجل مع ابتسامة رقيقة : أنه كان من صنع ذلك الفتى !

رددت متسائلة : فتى ؟!

استرسل الرجل في حديثه : نعم كان في الثالثة عشر من عمره وقد أتى إلي طالبا مني تعليمه طريقة صنع صندوق الموسيقى ! في البداية لم أوافق فلا وقت لدي لتدريب أحد ، لكنه عرض أن يدفع ثمن الوقت الذي سأقضيه في تعليمه لذلك قبلت ، و قد أدهشني حقا ما رأيت منه من ذكاء و سرعة في التعلم مع أنه لم يكن موهوبا كثيراً في النحت ، إلا أنه أبلى جيداً في النهاية ! أتى إلي الكثير من الأشخاص بعده لأعلمهم ، لكني لم أقبل أبدا ، فذلك سيضيع الكثير من وقتي كما أنهم لم يكونوا و لو بنصف عبقرية ذلك الفتى ! < أضاف فجأة : لكن لماذا تسألين ؟!

- في الواقع .. لقد أهدي هذا الصندوق إلي في عيد ميلادي ، لكن المرسل لم يذكر هويته.

ضحك الرجل : و ما الذي جعلك تتذكرينه بعد مرور كل هذه السنوات ؟!

ارتبكت قليلا لكني سيطرت على الموقف أخيراً : في الحقيقة أنا لست فرنسية بل إيرلندية ، و قد سألت عنه كل المتاجر التي صادفتها في بلادي ، غير أني لم أجد شيئا حتى قبل ما يقارب الأسبوع عندما أتيت لقضاء العطلة هنا في فرنسا أخبرني أحد أصدقائي الفرنسين أنه رأى صناديق مماثلة له في متجرك قبل سنوات لذلك أتيت إلى هنا لسؤالك !

هز الرجل رأسه في تفهم رغم أن بعض الشك لاح في نظراته إلي : اوه هكذا إذن < و غمز لي بعينه اليمنى : أنت محظوظة جداً !

تظاهرت بالخجل أما جان فكان يكتم ضحكته الساخرة بصعوبة !

هذه المرة سألت الابنة فقد بدت مندمجة مع هذا القصة أكثر منا : ماذا كان اسمه يا أبي ؟!

يا للغباء كيف نسيت سؤالاً مهما كهذا ؟!

عقد الرجل حاجبيه ثم قال : لم يخبرني !

سألت الابنة مجدداً بلهفة : ماذا عن شكله ؟! كيف كان يبدو ؟!

حك الرجل رأسه : لا أذكر فلست جيداً في حفظ أشكال الناس !

قالت بخيبة : اوه أبي !

للحظة شعرت أنها هي المعنية بالأمر ! يا للفتيات !

أدركت حينها أني لن أحصل على أكثر مما حصلت عليه من معلومات ، فقلت بامتنان : شكراً جزيلاً لك سيدي على إعطائنا جزءاً من وقتك الثمين <التقطت حمالة مفاتيح كانت معروضة على يميني : سأشتري هذه حتى لا أخرج خالية اليدين من متجرك الرائع !

وبعدما دفعت ثمنها ، التفت نحو جان -والذي كان طوال الوقت تقريباً يحدق في منشفة عليها صورة قرد- لأقول في سخرية : اوه جان تبدو حقا مغرما بهذه القرد هل تريد أن أشتري لك هذه المنشفة ؟! فأنا لا احتمل رؤية أحباء يفترقون !

رد جان بنبرة سخرية مماثلة : وماذا أفعل برسمة قرد إن كنت أعيش مع واحد حقيقي ؟!

مع أني لم ألتفت خلفي إلا أني استطعت سماع الضحكات الخافتة لصاحب المحل وابنته..
لا يمكنني إلا أن أقول لنفسي : لا تعبثي مع جان مرة أخرى أيتها الغبية !

بالطبع تظاهرت أن كلامه لم يوثر بي و قلت ببرود : هيا لنعد للفندق !



عندما عدنا أخيراً للفندق كان كلارك قد عاد أيضاً .. فاجتمعنا كلنا لتناول الغداء في غرفته.
كنت جائعة جدا -كما هي حالتي دوماً في الآونة الأخيرة- لذا فقد أكلت كل شيء قدم لي.

علق رونالد كالمرة السابقة لكن هذه المرة مع ابتسامة ودودة : آنسة ماكستر إن واصلت الأكل هكذا قد تسقط بنا الطائرة بسبب الوزن الزائد !

قلت بلا اهتمام : فلتسقط !

قال كلارك محاولا أن يصلح الموقف برومانسيته : ما يقصده رون أن الرجل يفضل المرأة الرشيقة !

لويت شفتي و رددت ببرود : و من قال لك أنني أهتم برأي الرجال أصلا ؟!

قال كلارك و تعابير الصدمة لم تفارق وجهه : أوه اجل .. هل تريدين صحنا آخر من السمك المشوي ؟!


بعد أن أنهيت غدائي وقد أتخمت تماماً سأل رانكورت : صحيح لم تخبريني ! ماذا وجدت بشأن هذا الصندوق ؟!

كنت أشعر بدوار شديد فأجبت ببطء : لا شيء مهم .. فصاحب المتجر .. لا يتذكر .. جـ.. يدا ..

نهض كلارك قائلا : سأذهب لرؤية .. السيد .. ميلا..

كان يتحدث بصعوبة بينما تتشبث يده بالأريكة و كأنه يوشك أن يسقط !


لا أعلم ما حدث بعد ذلك ... فقد فقدت وعيي !!


⭐⭐⭐


في الساعة الخامسة من مساء اليوم ذاته الذي سافرت فيه ويندي إلى نيس ملأ خبر مفجع القنوات الإخبارية ، و انتشر سريعاً بين الناس ، و هو انفجار إحدى المحطات التلفزيونية المشهورة في العاصمة الفرنسية مسببا مقتل أكثر من ثلاثين شخصاً و جرح ما يقارب سبعين آخرين !
كانت الفوضى تعم المدينة و المواطنون في حالة ذعر و تخبط !

*****

أطفأت كوبرا النور ثم فتحت نافذتها المطلة على الشارع لتشهد سحبا من الدخان تنبعث من مكان الانفجار الذي كان قريباً منها : يبدو أن مورفان قد بدأ انتقامه الكامل !

عاودت إغلاق النافذة و شغلت النور مجدداً.
لم تكن وحيدة بل برفقة أتباعها .. الأعضاء الجدد للخنجر المعقوف ! سألت واحدة منهم و كانت تدعى ميلاني : أتساءل ما هدف ذلك الرجل من تفجير قناة تلفزيونية ؟! إن الأمر برمته لا يبدو لي ذا معنى !

أجابت كوبرا : هذه القناة قامت بإنتاج فلم وثائقي عن الحرب العالمية الثانية أظهرت فيه قريبه الرقيب مورفان كخائن وضيع استحق المصير القاسي الذي لاقاه ! بالطبع هذا ما يريدنا سامويل مورفان أن نفكر فيه ، فمن غير الممكن أن يكتفي بتفجير قناة تلفزيونية فقط ، بل إن تدمير المدينة بأسرها قد لا يكون مرضيا تماماً له !

استفسر رجل آخر و اسمه بيدرو : إذن ما التالي ؟!

التقطت كوبرا قلما أحمر خطت به دوائر حول أماكن معينة على خريطة باريس المثبتة على الطاولة : إن كان مورفان يبغي إلحاق أضرار كارثية و قتل أكبر عدد ممكن من السكان فعليه استهداف هذه المناطق أولا ، فهي مواقع إستراتيجية مهمة جداً !
بالإضافة إلى ذلك .. فهي بانفجارها ستشكل حلقة عملاقة من اللهب تحيط بالمنطقة السياحية و التاريخية الأكثر استقطابا للناس من مواطنين و سياح !


قطب باسيانو جبينه في استهجان : لكن كيف يوافق أؤلئك الأغبياء على فعل أرعن كهذا ؟! أليس لأتباع المنظمة أسر تعيش هنا ؟! كما أن تدمير المدينة سيضر كثيرا بمصالحهم و أعمالهم التجارية !!ك

ألقت كوبرا القلم على الطاولة : نعم ، و هذا ما يجعلني أفكر في أن أوربان و رفاقه لا علم لهم بما يخطط سامويل مورفان لفعله ! و أحسب أمره لهم بمغادرة باريس كان بهدف إبقاء خطته سرا عنهم حتى تتحقق غايته !

نهض بيدرو بعد أن مل من الجلوس و سأل : إذن متى سنغادر نحن أيضاً ؟!

جاء رد كوبرا حازما و غير متوقع : نحن لن نغادر ! علينا الوقوف في وجه مورفان !

حملق الجميع فيها بدهشة .. فهذا آخر جواب كانوا يتوقعونه منها !

تحدث بيدرو في شيء من السخرية : إذن سنلعب دور الأبطال الأشاوس هذه المرة ؟!

رمقته كوبرا بنظرة صارمة : المسألة لا علاقة لها بالبطولة أو غيرها ، إنه أمر !

كشر بيدرو و قال مستسلما : حسنا حسنا لم أكن أعترض على أية حال !

أعرب باسيانو عن تعجبه و استغرابه : لكن لم نكن نتوقع منك إطلاقاً أن تأمري بشيء مثل هذا ، فحسب معرفتنا بك تصورنا أنك لن تهتمي بشأن أي شيء قد يصيب الناس !

ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة : و ما الذي تعرفونه عني ؟!

نظروا إلى بعضهم ثم ضحكوا : لا نظننا قد عرفنا شيئا !

ثنت ميلاني ذراعيها و تحدثت فيما يخالجها شعور بالإثارة : حسنا ، أظن أن الخطة هي أن ننقسم إلى مجموعات صغيرة و نتفقد هذه الأماكن التي أشرت عليها ، أليس كذلك ؟!

علق باسيانو : لكنها كثيرة و عددنا ليس كافياً !

وافقته كوبرا : هذا صحيح .. لكن قبل التحرك لإيقاف التفجيرات القادمة علينا أولا تحذير الناس ، كي يبقوا في منازلهم بعيداً عن الخطر في حال عجزنا عن إفشال خطة مورفان !

تعجبت ميلاني : لكن كيف نفعل هذا و شهادتنا غير موثوقة ، كما أن الناس لن يصدقوا أن هناك شخصا بهذا الجنون بحيث يفكر بتدمير مدينة كاملة على مرئ من الشرطة و أجهزة المخابرات فيها !

أضاف بيدرو مؤيدا : و مورفان يتحرك بسرية تامة حتى أن معظم القادة في منظمته لا يدرون عن شيء !

كانت كوبرا واقفة بصبر و هي تنتظرهم حتى ينتهوا من تعليقاتهم ثم نطقت أخيراً : هل تظنون أنني من الممكن أن أغفل عن شيء بديهي كهذا ؟! بالطبع نحن لن نذهب للشرطة و نجعل من أنفسنا أضحوكة أمامهم بقول شيء مستهجن مثل هذا ! < أضافت بعد لحظة صمت و كأنها تستعد لإلقاء قنبلة : هم لن يصدقوا أن هنالك شخص مثل مورفان ما لم يعلن هو عن نفسه !

ثم سكتت و هم ينظرون إليها ببلاهة منتظرين أن تستأنف كلامها وحينما يئسوا من ذلك قال بيدرو و تعابير غبية تعلو وجهه : لم أفهم ما ترمين إليه ! كيف لمورفان أن يعلن عن نفسه و هو أصلاً يريد خطته أن تبقى في أتم السرية ؟!

كشرت كوبرا بدهاء : أوه بالتأكيد هو لن يفعل ! لذلك..


******

في مركز شرطة باريس .. كان المحقق -الذي عين حديثا مكان السيد أوتيير- جالسا أمام مكتبه يتابع بقلق آخر الأخبار التي أعلنت على التلفاز بخصوص الانفجار الأخير و الانتقادات اللاذعة التي وجهت نحو الحكومة لعدم كفاءتها و فشلها في اتخاذ القرارات الصحيحة للتعامل مع هذه الحوادث.

فجأة اندفع أحد رجال الشرطة إلى داخل المكتب وهو يهتف : سيدي لقد وصلنا هذا التسجيل قبل قليل !

كرر المحقق مستغربا : تسجيل ؟! ممن ؟!

- إنه من المجرم الذي افتعل الانفجار سيدي !

فتح المحقق عينيه على اتساعهما : ماذا تقول ؟! شغله في الحال !


"مرحباً يا أصدقاء هل استمتعتم بلعبتنا الصغيرة ؟! نعترف أننا نشعر بخيبة أمل كبيرة ، لم نتوقع أن يكون عدد الضحايا قليلاً إلى هذه الدرجة ! لذلك ستسمر اللعبة حتى نشعر بالرضا ، ستكون هناك المزيد و المزيد من الألعاب النارية الرائعة التي تزين سماء المدينة و تجعلها أكثر إشراقاً و ضياء ! تجهزوا جيداً فالقادم أكثر إثارة !
و لن يحل فجر اليوم الجديد إلا و مدينة النور قد أضحت جبالا من النيران !

لكم أطيب تحية .. من الكف الأسود !"

انتهى التسجيل و المحقق لا يزال غارقاً في دهشته : الكف الأسود ؟! هل يعقل أن تكون هي نفسها تلك المنظمة الإجرامية السرية من القرن الماضي ؟! إذا كان كذلك فالوضع خطير جداً و علينا التعامل معه بجدية و حذر !

نهض سريعاً و قال للشرطي على عجل : سأذهب لإبلاغ رئيس الشرطة بنفسي !

انطلق بأقصى سرعته و دخل إلى مكتب الرئيس بلا استئذان فنظر إليه المدير بحدة لكن المحقق لم يأبه لذلك و شرع من فوره يقص عليه ما حدث !
عندها انتصب الرئيس واقفاً و هتف بصوته الحاد : هذا جنون ! علينا التصرف في الحال !


تم إعلان حظر التجول في المدينة و صرف الموظفين إلى منازلهم ، فغدت الشوارع مهجورة و خالية إلا من بعض رجال الشرطة !


*****

صعد بيدرو و باسيانو إلى الطابق الأعلى في مقرهم حيث تتواجد كوبرا برفقة ميلاني.

قال بيدرو بفخر : إذن هل أديت الدور جيداً ؟!

كانت الغرفة مظلمة إلا من قدر بسيط من النور يدخل عبر النافذة ليضيء وجه كوبرا و تظهر ابتسامتها الراضية : لا بأس به !

قالت فحك باسيانو رأسه عابسا : لكني أرى أن الأمر انقلب علينا. فكيف سنستطيع التحرك و هناك حظر للتجوال ؟!

تبسمت كوبرا بثقة : لا .. الأمر يسير وفق خطتي تماماً ! < أومأت لميلاني فتحركت الأخيرة و أسدلت الستائر ثم أشعلت النور .

عندها علت وجهي الرجلين تعابير دهشة و ذهول ، إذ كانت كوبرا و ميلاني ترتديان ملابس الشرطة !

تساءل باسيانو متعجبا : من أين حصلتي عليها ؟!

كشرت كوبرا بدهاء : مصادري الخاصة !

وضع بيدرو يديه حول خصره : مستعد لدفع نصف عمري لأعرف فقط من تكونين !

ردت كوبرا ساخرة : احتفظ بعمرك إذن لأنك لن تعرف أبدا !

سأل باسيانو : إذن .. فأنت ستتنكرين بزي شرطية و تشتركين معهم في إنقاذ المدينة ؟! لكن ما الذي نفعله نحن ؟! هل علينا البقاء هنا و لعب الغميضة حتى تعودين ؟!

- لا تقلق ! لقد جهزت لكم مهمة أخرى ، فمورفان بعد أن أتمت الشرطة استعداداتها و فقدت خطته سريتها سينتظر قليلاً حتى يرخوا دفاعاتهم ليشن هجومه التالي ، و نحن لا يمكننا أن نسمح بذلك ، لأن عدم حصول أي شيء سيجعل الشرطة يشكون في صحة ذلك التهديد ، لذا علينا أن نبرهن على حقيقته <التفتت للخلف مشيرة إلى مبنى قديم لا يبعد كثيرا عنهم : هذا المبنى قديم متهالك و لا أحد يسكنه <التفتت إليهما مجدداً مع ابتسامة غامضة : تعرفان ما الذي عليكما فعله أليس كذلك ؟!

كشر الاثنان باستمتاع : أكيد ، يمكنك الاعتماد علينا !


******


دوى انفجار آخر في المدينة !!

فانطلقت دراجتان ناريتان ما لبث أن تبعتهما سيارات الشرطة نحو موقع الانفجار الثاني !

نزل المحقق و أخذ ينظر إلى المبنى الذي تلتهمه النيران بشراهة : لقد بدأ أؤلئك الأوغاد إذن ؟! < ثم استدار نحو سائقي الدراجتين ليقول لهما معنفا : لماذا تحركتما قبل إصدار الأوامر ؟!

خلع أحدهما خوذته .. ليظهر أنه فتاة سوداء الشعر قالت بلهجة مهذبة : اعذرنا سيدي ، لكن خشينا أن يكون هناك مصابون فأسرعنا القدوم إلى هنا !

قال المحقق و نبرته الحادة تخف تدريجيا : حسنا ، لكن في المرة القادمة لن أكون متساهلا إن تصرفتما دون إذن !

و بينما يدير ظهره لهما..

"إرادتنا لا تموت ، و نار عزيمتنا لا تنطفئ ، مهما عانينا و أكل الحزن قلوبنا سننهض من رماد أوجاعنا لنحمل شعلة الأمل و نضيء بها سماء مستقبلنا السعيد"

التفت المحقق إليها في تفاجؤ : أنت منا إذن !

هزت رأسها بأدب : نعم سيدي .. ألم تصلك أي أوامر من القائد آيون ؟!

أطرق المحقق رأسه في هم : لا منذ أن سافر إلى نيس لم يصلنا أي خبر منه .. حاولنا الاتصال به كثيراً لكن دونما فائدة ! هذا لا يبشر بالخير أبدا .. كنت أفكر في إرسال عدد من رجالنا إلى نيس للتحقق من أمره ، لكن في وضعنا الحالي لا نستطيع فعل شيء.

أيدت الفتاة قراره : قرارك حكيم و في محله سيدي ، فحماية مدينتنا هو أولى أولوياتنا !

تنهد المحقق في ضيق شديد : ليتنا نعرف كيف نحميها ! أين أنت يا جوزيف آيون ؟! ليتك كنت هنا لتنقذ مدينتنا كما فعلت قبل ست عقود !

قالت الفتاة بصرامة مفاجئة : عفواً سيدي ، لكن لا أرى فائدة من التمني و الاستنجاد بالأموات ، علينا الاعتماد على أنفسنا و حماية مدينتنا ، ربما يكون جوزيف آيون الثاني واحد منا و نحن لا ندري !

صدم لوهلة من التحول المباغت لأسلوبها في مخاطبته لكنه تبسم لها بإعجاب : تبدين ذكية ! حسناً أخبريني بوجهة نظرك عن هذا الموضوع !

- قبل كل شيء .. هل تعتقد حقاً أن مفتعل الانفجارات هي منظمة الكف الأسود ؟!

عقد المحقق حاجبيه مفكراً : هل تعتقدين أنها خدعة ؟!

- لست اعتقد بل أنا واثقة أنها كذلك ! قامت منظمة مورفان بها لتوهمنا بوجود عدو ثالث و تنشر الخوف بين الناس !

- أوه نعم .. هذا يبدو منطقياً تماماً ، فمورفان الحاقد لديه دوافع قوية لتدمير المدينة أكثر من أي شخص في العالم ! < نظر إليها مجدداً و سأل بإهتمام أكبر : إذن ما الذي ترينه ؟! كيف يمكننا اكتشاف أهدافه التالية ؟!

- فكر سيدي ! إن كنت قاتلاً عديم الضمير تريد قتل آلاف البشر و تدمير أكبر قدر ممكن من المدينة فماذا ستفعل ؟!! <صمت المحقق محاولا التخمين فأكملت : البنية التحتية من محطات كهرباء و مخازن مياه ، المستشفيات ، مصانع الأغذية و الأدوية !

فتح المحقق عينيه في ذهول يخالطه الرعب : هل سيستهدف كل هذا ؟!

- نحن نتحدث عن المجرم العالمي سامويل مورفان يا سيدي !

- اوه بالطبع هذا التصرف الوحشي لن يكون غريباً منه ! إذن أظن أن علينا تفقد المستشفيات أولا ثم الالتفات إلى المواقع الأخرى !

- بلى يا سيدي ، لكن من الخطر جدا أن نذهب نحن الشرطة ، فلو لاحظ مورفان أننا اكتشفنا أهدافه سيباشر من فوره إلى تفجيرها !

تنهد المحقق في حيرة : إذن من سيفعل ؟!

- لنستعن بأجهزة المخابرات و تحديداً رفاقنا الموثوقين الذي يعملون فيها ، فهوياتهم و طريقة عملهم أكثر سرية منا !

هز رأسه ببطء : حسنا .. لكن ألن نفعل نحن شيئاً ؟!

علت وجهها ابتسامة غريبة : بلى فنحن من سيقوم بتوجيههم !

أدار ظهره و تحرك نحو سيارته : تعالي ستركبين السيارة معي !

استدارت كوبرا نحو ميلاني التي مكثت واقفة في مكانها في تململ : سأذهب انا مع المحقق ، ابدئي مع الآخرين تنفيذ الخطوة التالية !

ثم انضمت للمحقق في سيارته.

*****

عند وصول ميلاني إلى المبنى المجاور للذي انفجر قبل مدة قصيرة كان الجميع متجهزين.
هتف بيدرو بمرح : ها هم الأبطال في طريقهم لإنقاذ العالم !

ضحك رفاقه ملء أفواههم .. أما ميلاني فقالت ببرود : إنها مدينة واحدة فقط و ليس العالم !

علق باسيانو لاعباً دور الحكيم : بالنسبة للإنسان الوطن هو العالم كله !

تحدثت ميلاني بالبرود نفسه : منذ متى أصبحت فيلسوفا يا باسيانو ؟!

هتف بيدرو في حماس : لحظة علينا اختيار اسم لنا كباقي الأبطال !

وافقه باسيانو مشاركا إياه الحماسة : أوه اجل فالخنجر المعقوف اسم سخيف و لم يرقني أبدا !

قال بيدرو وهو يبدأ التفكير في هذا الموضوع بجدية : همم دعني أفكر .. اسم مميز ، يناسب أبطال مثلنا ..

وضعت ميلاني يدها على رأسها و تنهدت عميقاً..

حينها و على بغتة تحطم زجاج النافذة جراء شيء ثقيل قذف عليها !

فزعوا تماما ً.. لكن سرعان ما استعادوا هدوءهم ، فلم يكن ذلك الشيء أكثر من حجر ملفوف بقطعة من الورق !
تقدم بيدرو و فك الرباط الذي يثبت الورقة ثم فتحها..

"اقتلوا كوبرا و لكم ما شئتم من المال ! إنها وحيدة ، لا حيلة لها ولا قوة بدونكم ، لذا لا تشعروا بالخوف منها ! كونوا مع الجانب الأقوى !"

قرأ بيدرو هذه الكلمات بصوت عال ثم قال : ما رأيكم ؟!

ردت ميلاني و كأنها لم تسمع أي شيء من الرسالة : عليه أن يدفع ثمن الزجاج الذي كسره !

تحدث باسيانو : ستوبخنا كوبرا إن تأخرنا ! إنها مخيفة عندما تغضب !

ضحك بيدرو ثم كور الورقة و رماها من النافذة ثم تحدث بحكمة لم تعهد منه : ذلك الملك الذي بمجرد تلفظه بكلمة يجعلك تنصاع له ، و بعزة نظراته لا يترك أمامك إلا إتباعه ، و حتى حين يدير ظهره لا تجرؤ على التفكير في خيانته .. من الغبي الذي قد يقدم على الغدر به لأجل مصلحة يبتغيها من ضبع غدار ؟!

سكت و هو يبتسم بفخر ... ثم هتف بصورة مفاجئة : أوه لقد وجدته ! وجدته ! اسمنا الجديد ! "SFK" !

سأل باسيانو باهتمام : و ماذا يعني ؟!

- إنه اختصار ل "Super Faithful Knights-الفرسان الخارقون الأوفياء" !

التمعت عينا باسيانو في إعجاب : اوه جميل !

أما ميلاني فصاحت بنفاذ صبر : إن لم تتحركا في الحال سأقتلكما ! هل تسمعان أيها الاحمقان ؟!

هتف الاثنان منصاعين : حسنا حسنا !

ثم أخذا يتهامسان :

- إنها مخيفة كالغوريلا !

- نعم غوريلا شقراء !

- لا تسجل اسمها مع "SFK" !

- بالطبع لن أفعل ، لا شك أنها ستجن ثم ستتوسل إلينا لنضمها لفريقنا الرائع !

ثم أخذا يضحكان خفية ، بينما كانت ميلاني تضغط بصعوبة على أعصابها و تجبر نفسها على الصبر.

******

هتف المحقق مخاطباً كوبرا : لقد عثر أحد العملاء على ثلاث قنابل موزعة في طوابق مختلفة داخل أحد المشافي الكبيرة في المدينة ! <أضاف مصدوما : تصوري أنهم وجدوا واحدة منها مخبئة تحت سرير عجوز مريض ! ياللوضاعة !

ردت كوبرا : لا يفاجئني ذلك من رجل حقير كمورفان !

قال المحقق و القلق يستبد به : علينا الإسراع و الكشف عن القنابل الباقية قبل فوات الأوان !


واصل عملاء الاستخبارات بحثهم .. و قد نجحوا بعد جهد جهيد في إيجاد سبع قنابل في خمس أماكن أخرى و قاموا بتعطيلها !
و بذلك تم تأمين المستشفيات من الخطر.

قاربت الساعة على بلوغ العاشرة ليلاً و لا زال البحث مستمرا ... فقد انتقل العملاء لتفقد أماكن أخرى كمحطات الوقود و الكهرباء.

تمكنت ميلاني و رفاقها أيضاً من التسلل إلى مصنع للأغذية و العثور على قنبلتين ثم تفكيكهما !

******

في ذلك الحين توقفت سيارة المحقق قريباً من مركز الشرطة .. المكان الوحيد الذي ظل مزدحما يعج بالحياة في المدينة النائمة.

هم المحقق بالنزول فأوقفته كوبرا : فلنبق في السيارة سيدي !

التفت إليها مستغرباً : و لماذا ؟!

نظرت إليه بجدية : أنت تعلم أن هناك جواسيس للمنظمة داخل أجهزة الشرطة ، لذلك من الأفضل و الآمن لنا أن نبقى هنا حيث لا يستطيع أحد سماعنا !

عدل المحقق عن النزول و قال باقتناع : نعم أظنك محقة ..

في هذه اللحظات.. دوى انفجار ثالث !!
كان قريباً حتى أنه جعل سيارة المحقق تهتز !!

صاح المحقق فزعا : ما الذي حدث ؟! <و تلفت حوله : لقد أصبحت المدينة مظلمة جدا ! هل يمكن أن..

نظرت كوبرا من النافذة الخلفية ليبهت وجهها : إنها محطة الكهرباء ! لقد انفجرت !

عند قولها لذلك اتسعت عينا المحقق و هربت الدماء من وجهه حتى غدا أصفر شاحبا : العملاء ! كانوا يفتشون المحطة !

استدارت كوبرا نحو السائق لتصيح : انطلق نحو موقع الانفجار بسرعة !

نفذ السائق فوراً و قاد السيارة بأسرع ما يمكنه نحو محطة الكهرباء المحترقة..

هناك .. على الأرض الباردة ، بجوار النيران المتأججة .. ارتمى أربعة من العملاء ، ثلاثة كانوا قد ماتوا على الفور ، و شخص واحد فقط تمكن من النجاة لكن بإصابات بالغة !

وصل المحقق و كوبرا بعد أقل من ثلاث دقائق..

"هذا فظيع !"

همس المحقق و قلبه يتهشم لهذا المنظر القاسي.
أما كوبرا فلم تنطق بشيء ، و إنما انطلقت بسرعة نحو الناجي الوحيد ، رفعت رأسه عن الأرض .. ففتح عينيه ببطء .. ثم تحدث بصعوبة و الدم يسيل من فمه : هناك .. منزل .. يحتر .. ق ..

رقت نظراتها و تبسمت بلطف : لا تقلق بشأن ذلك.

ثم شقت قميصه و شدت به جرحه حتى توقف نزيفه .. و تعاونت مع المحقق على حمله إلى السيارة.

"خذه إلى المشفى بأسرع ما تستطيع !"

صاحت آمرة السائق ، ثم انطلقت مرة أخرى ، فهتف المحقق : إلى أين انت ذاهبة ؟!

اجابت و هي تركض نحو المنزل القريب من المحطة الذي دبت النيران فيه بشراسة : سأبحث عن ناجين في ذلك المنزل !

تبعها المحقق إلى هناك : أنا قادم ايضا !

كان الباب مقفلا فأخرجت كوبرا مسدسها و أطلقت رصاصة حطمت القفل ثم ركلت الباب بقوة و فتحته ، لتنقض عليها ألسنة اللهب الحارقة !

غطت فمها بيدها ثم خطت للداخل ، كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ليلا ، و يفترض أن يكون أصحاب المنزل نائمين في غرفهم في الطابق العلوي ، لذلك توجهت نحو الدرج الذي أصبح متداعيا ، و صعدت درجاته بحذر شديد .. كان المحقق قد لحق بها ، فقالت له : أنا سأتولى القسم الأيمن و أنت الأيسر.

ثم افترقا في الطابق الثاني..

في غرفة النوم التي كان من المفترض أن تكون لزوجين لم يعثر المحقق إلا على الزوج فقط .. و كان ميتا !
لذلك أسرع للانضمام لكوبرا التي وجدت طفلين مصابين بشدة !

في هذه الأثناء وصل رجال الإطفاء و شرعوا فورا في إخماد النيران ، و حينما حاول بعضهم الدخول للمنزل لم يفلحوا ، لأن جزءاً من السقف قد هوى على الأرض أمام الباب !

حينئذ أتت سيدة و اندفعت نحو المنزل في هلع لا يوصف ، غير أن رجل الإطفاء أمسك بها : هل أنت مجنونة ؟! ستحرقك النيران !

صاحت المرأة باكية : زوجي و أطفالي في الداخل !

حاول الرجل تهدئتها لكن دون فائدة ، حتى انفتحت نافذة المطبخ فجأة ، و قفزت منها كوبرا ثم ساعدت المحقق على إخراج الطفلين المصابين !

هرعت المرأة إلى طفليها و دموعها تسيل كالشلال ، فقال المحقق بأسف و حزن : آسف بشأن .. زوجك !
فاحتضنت السيدة المسكينة ابنيها تبكي بحرقة..


تراجعت كوبرا بهدوء ، و خرجت من حديقة المنزل متجهة نحو الشارع .. لتقف هناك وحيدة.
نظرت إلى يدها الملطخة بالدماء ، ثم أخرجت منديلها و مسحت عن كفيها تلك البقع الحمراء.

وقف المحقق إلى جوارها ليقول بغيظ : أؤلئك الأوغاد ! <شد على قبضته و أخذت الدموع تعتصر في عينيه : ليتنا كنا أكثر حذراً ! لو أننا فقط..

تحدثت كوبرا بحزم : "لو" ،"ليت" لن تغير شيئاً مما حدث ! و الندم الآن لن يكون إلا عائقاً في طريقنا ! لقد بذلنا جهدنا و اتخذنا كل احتياطاتنا ، لكن رغم ذلك لا يمكننا أن نمنع القدر ! هم ماتوا و نحن سنموت أيضاً ، لذلك ما الجدوى من هذا الكلام ؟! إن كنت حزيناً فوفر دموعك لوقت لاحق و لا تظهرها في المعركة أمام عدوك حتى لا تشعره بضعفك ، فهذا أكثر ما يتوق إليه !

كانت تتحدث بلهجة خالية من الاحترام و التهذيب على عكس ما كانت تفعل قبل مدة قصيرة مما جعل المحقق يحدق فيها بذهول !

سيطر على أعصابه و كبح مشاعره .. ثم نطق بعدها متسائلا : ما يحيرني هو كيف تمكن مورفان من اكتشاف عملائنا في المحطة مع أنه فشل في كشف تسللهم للمشافي والمصانع ؟!

بعد صمت مطبق دام لأقل من دقيقة أجابت كوبرا : لأنها مكشوفة !

سأل المحقق مقطب الجبين : قلت لأن محطة الكهرباء مكشوفة ! إن كان كذلك فهذا يعني..

قالت و هي تنظر أمامها بحدة : إنه يراقبنا الآن من سطح أحد هذه المباني المرتفعة !


*****

بالفعل ، على سطح المبنى الأكثر ارتفاعا في المنطقة كان شخص ما يراقب ما يجري في الخفاء ، و يحمل بيده جهاز تحكم !

"هناك ثمان أماكن أخرى علي تفجيرها !"

قال محادثا نفسه ثم ، حرك إصبعه ، و ضغط زر التفجير !

غير أن .. شيئاً لم يحدث !!

فوجئ تماماً ، و عاود الضغط على الزر مرارا و تكرارا ، لكن دون جدوى !


"ما الأمر ؟! هل تواجه مشكلة ما يا ترى ؟!"

التفت الرجل للخلف فزعا ، ليلمح شخصا ما يتحرك في الظلام نحوه !

تراجع بخطوات مرتعشة ، ثم استدار يمينا و انطلق هارباً ، لكن رصاصة أصابت ساقه فوقع على الأرض !
تمتم بخبث يشوبه الاستخفاف : لا فائدة لن أخبركم بشيء !

حينها داست قدم بقوة على ظهره و جاء صوت مستحقر : يا لك من كلب وفي !

أتى صوت من شخص آخر : إيريك ! دعه لي سأجعله يخبرنا بكل ما يعرف خلال ثوان !

اقترب الشخص الأخير من ذلك الرجل و على ضوء القمر الخافت التمع شعره الثلجي ! أخرج من جيب سترته زجاجة صغيرة تشبه زجاجات العطور ، ثم رش منه كمية كبيرة على وجه الرجل فسعل كثيرا !

نهض الشاب ذو الابتسامة القططية : هذا ما أسميه بغاز الحقيقة ! سيجعلك تخبرنا كل ما نريد بعد عشرين ثانية فقط ! أليس هذا مدهشا ؟!

صاح الرجل مصعوقا : ماذا ؟! من تكونون أنتم ؟!

تحدث صاحب الشعر الأبيض بطريقة طفولية : كابوسكم الأسوأ ! العقارب !



إثر مرور بعض الوقت وصلت كوبرا إلى مكانهم بعدما اتفقت مع المحقق على أن يعود هو لاستكمال التفتيش عن القنابل المتبقية و أن تبدأ هي البحث عن المتحكم فيها.

و بمجرد رؤية إيريك لها أخذ عقله يسترجع كلام الكونت لهم هذا الصباح :


⏳في الساعة العاشرة صباحا قام الكونت باستدعائهم إلى صالة القصر الواسعة ، و بكل تأكيد حضر الجميع على الفور.

طلب إليهم الجلوس ثم ابتدر حديثه : هناك أمر مهم أريد منكم القيام به.. و هو بخصوص كوبرا !

أصغى الجميع بانتباه شديد ، بينما هتفت ماريان بحماس : أخيراً يمكننا قتلها ؟!

ارتسمت على وجه الكونت ابتسامة صغيرة غامضة : لماذا ترغبين بقتلها إلى هذه الدرجة يا ماريان ؟!

توردت وجنتاها : لأنها عدوتنا.. و تريد قتلك سيدي !

اكتسبت ابتسامته قدرا كبيراً من السخرية : إذن.. ماذا لو قلت لك أنها ليست عدوة و لا تسعى لقتلي ؟!!

حل صمت رهيب على الجميع ، و تجمدت تعابيرهم !

كان أول من استعاد صوته منهم هو آليكسي : لكن ماذا بشأن كل ما فعلته و محاربتها لنا ؟!

إتكأ الكونت بظهره على الأريكة : كانت كلها مسرحية متقنة من إخراج كوبرا !! هدفها الحقيقي ليس أنا .. بل المنظمة !! لكنها كانت تظهر العداوة ضدي لتكسب ثقتهم ثم تبدأ بتمزيقهم من الداخل ! هي من دمر فرقة الاغتيالات الخنجر المعقوف بإرسالها إلى مهام في غاية الخطورة حتى أبادت كافة أعضائها ! ثم أنشأت فرقة جديدة من مجرمين محترفين كانت قد اختارتهم في وقت سابق ، و كانت على وشك أن تسيطر على المنظمة بكاملها لولا العودة غير المتوقعة للقائد الأعلى !

علق لينيكس بصوته الهادئ : لهذا لم أشعر بأي نوع من الكراهية في لقائك معها !

- نعم .. نحن نشترك في الهدف ذاته ، لكن لكل منا طريقته في الوصول إليه ! <وزع نظره بينهم : هل أنتم مستاؤون لأني لم أطلعكم على هذا قبلا ؟!

تحدث آوتنبورغ باسم الجميع : لا سيدي ، فلا شك أن لديك سببا وجيها لتخفي الأمر عنا و نحن نثق تماماً بحسن تدبيرك !

تبسم الكونت : يسعدني ذلك ، و كما قلت آنفا كان ذلك ضروريًا جدا ، فلأجل ضمان نجاح خطتها كان عليكم أن تبدوا كراهية حقيقية و عداوة فعلية ضدها !


أبدى آليكسي دهشته : تلك المجنونة ! كنت على بعد شبر من قتلها و مع ذلك استمرت بالتمثيل ! إنها تشبهني من هذه الناحية !

وافقه الكونت مع ابتسامة غريبة : أجل إنها تملك جنوناً رهيبا ! و هي مستعدة لفعل أي شيء مهما كان خطيرا لتحقيق أهدافها !

نهض إيريك في تأهب : إذن ما هي المهمة التي ستكلفنا بخصوصها سيدي ؟!


انحنى الكونت للأمام و اكتسى صوته بجدية كبيرة : ستتعاونون معها على حماية المدينة ! فلا شك أن مورفان يعد عدته لهجوم مدمر يشنه علينا في أية لحظة !





تقدمت كوبرا خطوات نحو الرجل الذي كان يبدو عليه أنه منوم مغناطيسياً.. فقال آليكسي ساخراً : انظروا من أتى متأخراً ؟! لقد سبقناك و تولينا الأمر !

سألت كوبرا بهدوء : ما الذي عرفتموه منه ؟!

تنهد إيريك : لم نحصل على شيء بخصوص مورفان ، فهذا الرجل لم يسبق له مقابلته ، و كان يتواصل معه عن طريق البريد الإلكتروني فقط ! أما بالنسبة للقنابل فقد قام عملاء الاستخبارات بتعطيل نصفها ، بينما تكفلنا نحن بالباقي ، و قد أكد هذا الرجل أنه لا يوجد غيرها !


تنفست الصعداء ثم نظرت إلى السماء الصافية فوقها : هذا جيد..

و قبل أن تغادر.. أخرجت من جيبها كيسا صغيراً من البسكويت ، ثم ناولته لآليكسي : خذ ، لقد أسقطته على الدرج !

أشرق وجه آليكسي و أخذ الكيس في أحضانه : أوه يا عزيزتي لا تدرين كم تألمت لفراقك ! حمدا لله على عودتك !

بعد ذلك أدارت لهما ظهرها و رحلت بصمت..

تحدث إيريك : أتدري يا آليكسي .. نحن لم نتمكن إلا الآن من رؤية وجهها الحقيقي ! و كما هو واضح.. هي ليست شخصاً سيئاً !

رد آليكسي بينما يقضم قطعة من البسكويت بسعادة : بالطبع ! كيف تكون شخصاً سيئاً و قد أعادت إلي غاليتي ؟!!

تنهد إيريك مستسلما : أنت لا تفكر إلا في معدتك !













رد مع اقتباس
  #170  
قديم 07-16-2016, 05:24 PM
 
سلام عليكم

حقا، ذهني مقفل هذه المرة...

و عذرا على التأخير كنت بصدد فعالية منهكة..خخخخ

دعينا عني ..x.x1

لا اعرف لم بدت ويندي تصبح شريرة، لكن بما أن من أثارت غضبه هو رانكورت فلابأس، ذاك المشعوذ المحاط بهالة الصدق الملكوتية ...ههههه

و برز من هذه الشقاوة سر آخر، فما خلف آدم أيضا...:heee:

و الغريب من كان لرانكورت موعد معهم..!

لحظة...الأغرب، كوبرا التي تحولت لمدافعة عن المدينة،هل يجب أن أستعيد كلماتي المهينة عنها..؟!

مازالت كالأفعى بمكرها و خبثها ...طبيعتها..cool1

بدت الشكوك تراودني عن حقيقتها،فهل هي عميلة سرية !

افتقدت بيكارت كثيرا و هو يحوم حولها..ههههه

حسنا عندما لاقت المحقق فاقته ،أكاد أجزم أنها تفوقه مرتبة..

و أخيرا...

ما أوقف نبضي لحظات لأستوعب أن الكونت و الكوبرا تعاونا...!!!

تحبين المفاجآت...

ها قد بدأت كوبرا تتصدر معركة بأجنحة مفرودة ، إحداها معونة الكونت...

و كل هذا يصبوا لإبطال أعمال الشيطان البشري مورفان..

و قريبا سينضم لهم كلارك...أقصد ويليام...

و حتى ذلك الحين،بالإنتظار

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 07-16-2016 الساعة 10:53 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011