عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-31-2016, 09:32 PM
 
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 12!!

سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 12
سيرة
سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام
مِنْ دروسٍ
لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي
حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ .
مدلولات القرآن ومراميه :
فنحنُ أحياناً ، نقرأ القصة ، ونظن أنَّها قصة ، لكنَّها في القرآن كلّها دلالات ، منذ أيام : تلوْنا آية قرآنية واحدة : فيها خمسة آداب للضيافة , قال تعالى :
﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ( سورة الذاريات الآية : 26 ).
إنَّ كلمةَ : ( راغَ ) تعني : انسل خُفية ، فإذا جاء لك ضيف ، فالمفروض ألاّ تقول له : أنصنع لك عشاء ؟ كلمَّا سألته بصوت عالٍ ، تجده قد استحيا ، ويقول لك : شكراً , قال تعالى :
﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ( سورة هود الآية : 69 ).
لم يغب طويلاً : بل أحضره سريعاً ، وعجل حنيذ ، أيْ سمين , قال تعالى :
﴿فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ( سورة الذاريات الآية : 27 ).
أيْ عليك ، أنْ تنسلّ خُفيةً ، وأنْ تأتي بالطعام سريعاً ، وأنْ يكون الطعام طيباً ، وأنْ تقدمه للضيف ، وأنْ تدعوه للأكل ، هذه هي آداب الضيافة ، وهي آية تحكي قصة ، فلو وقفت عند آيات القرآن ، آية آية ، بل كلمة كلمة ، بل حرفاً حرفاً ، بل حركة حركة , لوجدتَ فيه العجب العجاب .
هنيئاً لك أبا الحسن هذه الرَّاية :
هناك موقف لسيدّنا عليّ ، وهو الحقيقة ، شهادة كبيرة ، من رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، لهذا الصَّحابي الجليل ، إلا أنني كما قلتُ ، في الدرس السَّابق : المزية : لا توجب الأفضلية .
فما ، من صحابيٍ ، اتصل به النَّبيُّ الكريم ، وتعامل معه ، واقترب منه ، إلا وظن هذا الصَّحابي : أنه أقرب الناس إليه ؟
وهذه من روائع عظمة النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، ومنْ حكمته ، فسيدّنا عليّ ، حينما كان يوم خيبر ، أمام حصنها المنيع ، ارتدتْ : أول يومٍ ـ كتيبةٌ قوية يقودها أبو بكر ، ثمَّ ارتدتْ ، في اليوم الثاني كتيبةٌ أُخرى ، يقودها عمر بن الخطاب ، فلمْ يجزع النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ, وإنّما ألقى على الصفوف الحافلة ، بأصحابه ، وبجيشه ، نظرةً متفائلة , وقال :
" لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَبَاتَ النَّاسُ : لَيْلَتَهُمْ ، أَيُّهُمْ يُعْطَى؟؟؟؟ فَغَدَوْا كُلُّهُمْ ، يَرْجُوهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ عَلِيٌّ ؟ فَقِيلَ : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ــ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ ـ وَدَعَا لَهُ ـ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ ، فَأَعْطَاهُ ، فَقَالَ : أُقَاتِلُهُمْ ، حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ فَقَالَ : انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَاللَّهِ : لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ " . ( أخرجه البخاري في الصحيح ).
حمل هذه الرَّاية : سيدّنا عليّ ، وتقدَّم الكتيبة : يهرول هرولةً , وأمام باب الحصن نادى : أنا عليٌّ بن أبي طالب ، وقال : " والله ، والذي نفسي بيده ، لأذوقنَّ ، ما ذاق حمزة ، أو ليفتحنّ الله عليّ " , أي إما النصر وإما الشَّهادة ، وأجرى الله جلَّ جلاله ، على يد هذا الإمام النصر ، وفتح باب الحصن ، واقتحمه المسلمون , وتمت نبوة النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام , وهتف المؤمنون : الله أكبر : خربتْ خيبر .
وهذه أكبر شهادة ، ولقد كنت مرَّةً ، في عقد قران ، فقام أحد الخطباء ليتكلم ، فذكر نصاً أعرفه ، خاطب النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : سيدّنا معاذ بن جبل , قال : " والله يا معاذ إني أحبك " ( ورد في الأثر).
صدقوني : ما رأيتُ ، في الدنيا ، شيئاً أثمن منْ هذا المقام : أنْ يحبك رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فإذا أحبك رسول الله : أحبَّك الله ، لذلك النَّبيّ الكريم يقول : " ابتغوا الرفعة عند الله " . ( ورد في الأثر).
قد يكون حجمك ، في المجتمع ، حجمًا صغيرًا جداً ، يعني إنسانًا بسيطًا ، موظف صغير ، معلم في مدرسة ، تاجر صغير ، ولك حجم اجتماعي متواضع جداً ، فلستَ منْ أصحاب ، الحول والطول ، ولا منْ أصحاب ، الأوسمة والرُّتب ، ولا منْ أصحاب ، الأموال الطائلة , ولا مِمَنْ ينظر إليهم ، ويشار إليهم بالبنان ، إنسان عادي جداً , ولكنْ ، إذا كان الله ورسوله يُحبك , وأنتَ على منهج الله , فأنتَ ورب الكعبة ، في مقام الملوك يوم القيامة ، ودائماً يغيب عنْ أذهاننا ، المقياس الرَّباني ، الذي يقيس به عباده. في القرآن الكريم ، قال :
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( سورة الحجرات الآية : 13 ).
سيدّنا : سعد بن معاذ , له قول شهير : " يا رسول الله : امض لمَا أردت ، خذْ مِنْ أموالنا ، ما شئت ، ودَعْ منها ما شئت ، صلْ حبال مَنْ شئت ، واقطع حبال مَنْ شئت ، سالمْ مَنْ شئت ، وعادِ مَنْ شئت ، فو الله : إنّ الذي تأخذه منا ، أحب إلينا ، مِنْ الذي تدعُه لنا " المال الذي تأخذه منا : أحبّ إلينا ، من الذي تدعه لنا ، هكذا كان أصحاب النَّبيّ ، أما اليهود :
﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ( سورة المائدة الآية : 24 ).
فالإنسان ، حجمه عند الله ـــ بحجم عمله ، وإياكم ، أنْ تتوهموا ، أنَّه لا يمكن في هذا الزَّمان ، أنْ تكون بطولات ، فكلّ زمان له بطولاته ، كلّ زمان له خصائصه ، فمِنَ المُمكنْ أنْ تصل ، إلى أعلى أهدافك ، في أي زمن ، والبطولة مبذولة ، وأسبابها متوافرة ، والتقرب مِنْ اللهِ عزَّ وجلَّ مُمكنْ ، وربّ الصَّحابة هو ربّنا ، فالمُشكلة مُشكلة هِمَم ، مُشكلة عزائم .
لماذا تجد المُؤمن في أعلى درجات القوَّة ؟
هناك أمرٌ هامٌ , إنَّ عند المؤمن قوَّة ، هذه القوَّة ـــ ما أسبابها ؟
قد ترى ، إنسانًا خائر القوَّة ، متهالكًا ـ ضعيفًا ـ خائفًا ـ جبانًا ـ خوَّارًا ـ يائسًا ، ليس عنده إمكانية ـ أنْ يتحرّك ، فلماذا تجد المؤمن ، في أعلى درجات القوَّة ؟
فالحقيقة أنَّ هناك أسبابًا :
1- أنَّ المؤمن ، آمن بالله وتوكَّل عليه ، وإذا أردتَ ، أنْ تكون : أقوى الناس ــــ فتوكل على الله , قال تعالى :
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( سورة هود الآية : 55 - 56 ).
2- أنَّ المؤمن ، يعلم أنَّه على حقٍّ ، فهو في خدمة هدفٍ ، قامتْ من أجله السَّموات والأرضُ ، لا يسعى لشهوةٍ ، ولا لنزوةٍ ، ولا لمالٍ ، ولا لدنيا ، ولا لمجدٍ زائفٍ ، ولا لقوَّةٍ طارئة ، بل يسعى لتحقيق هدفه , اسمعوا الآية الكريمة :
﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ( سورة النمل الآية : 79).
3- أنَّه يؤمن بالخلود ، فليست الدنيا أكبر همّه ، ولا مبلغ علمه ، ولا منتهى أمله , ولا محط رجائه ، أمَّا لو آمنَ الإنسان ، في الدنيا فقط ، فيكون حينئذٍ جباناً ، لكنْ إذا آمنَ بالآخرة ، يرى أنَّ الدنيا ، عرضٌ حاضرٌ ، يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعدٌ صادقٌ ، يحكم فيه ملكٌ عادلٌ .
4- أنَّه يؤمن بالقضاء والقدر ، فعنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ ، حَتَّى يَعْلَمَ : أَنَّ مَا أَصَابَهُ ، لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ". ( أخرجه أحمد في مسنده ).
5- حينما تشعر أنَّك مؤمنٌ ، وأنَّك لكلّ المؤمنين ، وأنَّ المؤمنين لك بإمكاناتهم ، بخبراتهم ، بقدراتهم ، فأنت للكلّ ، والكلّ لك ، إذًا : لست وحدك في الحياة ، تجد إنسانًا ، في العالم الغربي يموت ، ولا يسأل أحد عنه ، قال : أغزر طريق ، في فرنسا ـــ بين باريس وليون ، هذا الطريق يقيسونه ، بعدد السيارات ، التي تقطعه في الدقيقة ، أجروا تجربة ، فجاؤوا بسيارة ، واقعة في حادث ، وجاء إنسان ــ فاضطجع أمامها ، ووضعوا حبرًا أحمر ، تمثيلاً منهم محكمًا تماماً ، وكأنَّه ، في حادث مروِّع ، هناك إنسان جريح ، انتظروا بعد عددٍ ، من السَّيارات تقف ، إحدى هذه السَّيارات لتسعف هذا المُصاب ، فلم يقف أحد , فالمجتمعات الغربية ، مُجتمعات كثيفة جداً ، لكن الوحشة ، فيها كثيرة جداً .
فالمؤمن : يشعر ، أنَّه للجميع ، والجميع له ، فهذا شعور ، يبث فيه الأنس والطمأنينة ، هذه هي أسباب قوَّة المؤمن .
يتبع رجاءاً
جمعها مع التنسيق
عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 11 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 6 04-07-2016 08:47 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 6 03-26-2016 07:35 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -9 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 7 03-23-2016 09:40 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 6 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 2 02-13-2016 06:50 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 7 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 0 02-13-2016 01:31 PM


الساعة الآن 04:39 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011