|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 12!! سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 12 سيرة سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام مِنْ دروسٍ لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ . مدلولات القرآن ومراميه : فنحنُ أحياناً ، نقرأ القصة ، ونظن أنَّها قصة ، لكنَّها في القرآن كلّها دلالات ، منذ أيام : تلوْنا آية قرآنية واحدة : فيها خمسة آداب للضيافة , قال تعالى : ﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾( سورة الذاريات الآية : 26 ). إنَّ كلمةَ : ( راغَ ) تعني : انسل خُفية ، فإذا جاء لك ضيف ، فالمفروض ألاّ تقول له : أنصنع لك عشاء ؟ كلمَّا سألته بصوت عالٍ ، تجده قد استحيا ، ويقول لك : شكراً , قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾ ( سورة هود الآية : 69 ). لم يغب طويلاً : بل أحضره سريعاً ، وعجل حنيذ ، أيْ سمين , قال تعالى : ﴿فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾( سورة الذاريات الآية : 27 ). أيْ عليك ، أنْ تنسلّ خُفيةً ، وأنْ تأتي بالطعام سريعاً ، وأنْ يكون الطعام طيباً ، وأنْ تقدمه للضيف ، وأنْ تدعوه للأكل ، هذه هي آداب الضيافة ، وهي آية تحكي قصة ، فلو وقفت عند آيات القرآن ، آية آية ، بل كلمة كلمة ، بل حرفاً حرفاً ، بل حركة حركة , لوجدتَ فيه العجب العجاب . هنيئاً لك أبا الحسن هذه الرَّاية : هناك موقف لسيدّنا عليّ ، وهو الحقيقة ، شهادة كبيرة ، من رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، لهذا الصَّحابي الجليل ، إلا أنني كما قلتُ ، في الدرس السَّابق : المزية : لا توجب الأفضلية . فما ، من صحابيٍ ، اتصل به النَّبيُّ الكريم ، وتعامل معه ، واقترب منه ، إلا وظن هذا الصَّحابي : أنه أقرب الناس إليه ؟ وهذه من روائع عظمة النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، ومنْ حكمته ، فسيدّنا عليّ ، حينما كان يوم خيبر ، أمام حصنها المنيع ، ارتدتْ : أول يومٍ ـ كتيبةٌ قوية يقودها أبو بكر ، ثمَّ ارتدتْ ، في اليوم الثاني كتيبةٌ أُخرى ، يقودها عمر بن الخطاب ، فلمْ يجزع النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ, وإنّما ألقى على الصفوف الحافلة ، بأصحابه ، وبجيشه ، نظرةً متفائلة , وقال : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَبَاتَ النَّاسُ : لَيْلَتَهُمْ ، أَيُّهُمْ يُعْطَى؟؟؟؟ فَغَدَوْا كُلُّهُمْ ، يَرْجُوهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ عَلِيٌّ ؟ فَقِيلَ : يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ــ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ ـ وَدَعَا لَهُ ـ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ ، فَأَعْطَاهُ ، فَقَالَ : أُقَاتِلُهُمْ ، حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ فَقَالَ : انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ ، حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَاللَّهِ : لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ " . ( أخرجه البخاري في الصحيح ). حمل هذه الرَّاية : سيدّنا عليّ ، وتقدَّم الكتيبة : يهرول هرولةً , وأمام باب الحصن نادى : أنا عليٌّ بن أبي طالب ، وقال : " والله ، والذي نفسي بيده ، لأذوقنَّ ، ما ذاق حمزة ، أو ليفتحنّ الله عليّ " , أي إما النصر وإما الشَّهادة ، وأجرى الله جلَّ جلاله ، على يد هذا الإمام النصر ، وفتح باب الحصن ، واقتحمه المسلمون , وتمت نبوة النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام , وهتف المؤمنون : الله أكبر : خربتْ خيبر . وهذه أكبر شهادة ، ولقد كنت مرَّةً ، في عقد قران ، فقام أحد الخطباء ليتكلم ، فذكر نصاً أعرفه ، خاطب النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : سيدّنا معاذ بن جبل , قال : " والله يا معاذ إني أحبك " ( ورد في الأثر). صدقوني : ما رأيتُ ، في الدنيا ، شيئاً أثمن منْ هذا المقام : أنْ يحبك رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فإذا أحبك رسول الله : أحبَّك الله ، لذلك النَّبيّ الكريم يقول : " ابتغوا الرفعة عند الله " . ( ورد في الأثر). قد يكون حجمك ، في المجتمع ، حجمًا صغيرًا جداً ، يعني إنسانًا بسيطًا ، موظف صغير ، معلم في مدرسة ، تاجر صغير ، ولك حجم اجتماعي متواضع جداً ، فلستَ منْ أصحاب ، الحول والطول ، ولا منْ أصحاب ، الأوسمة والرُّتب ، ولا منْ أصحاب ، الأموال الطائلة , ولا مِمَنْ ينظر إليهم ، ويشار إليهم بالبنان ، إنسان عادي جداً , ولكنْ ، إذا كان الله ورسوله يُحبك , وأنتَ على منهج الله , فأنتَ ورب الكعبة ، في مقام الملوك يوم القيامة ، ودائماً يغيب عنْ أذهاننا ، المقياس الرَّباني ، الذي يقيس به عباده. في القرآن الكريم ، قال : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾( سورة الحجرات الآية : 13 ). سيدّنا : سعد بن معاذ , له قول شهير : " يا رسول الله : امض لمَا أردت ، خذْ مِنْ أموالنا ، ما شئت ، ودَعْ منها ما شئت ، صلْ حبال مَنْ شئت ، واقطع حبال مَنْ شئت ، سالمْ مَنْ شئت ، وعادِ مَنْ شئت ، فو الله : إنّ الذي تأخذه منا ، أحب إلينا ، مِنْ الذي تدعُه لنا " المال الذي تأخذه منا : أحبّ إلينا ، من الذي تدعه لنا ، هكذا كان أصحاب النَّبيّ ، أما اليهود : ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ ( سورة المائدة الآية : 24 ). فالإنسان ، حجمه عند الله ـــ بحجم عمله ، وإياكم ، أنْ تتوهموا ، أنَّه لا يمكن في هذا الزَّمان ، أنْ تكون بطولات ، فكلّ زمان له بطولاته ، كلّ زمان له خصائصه ، فمِنَ المُمكنْ أنْ تصل ، إلى أعلى أهدافك ، في أي زمن ، والبطولة مبذولة ، وأسبابها متوافرة ، والتقرب مِنْ اللهِ عزَّ وجلَّ مُمكنْ ، وربّ الصَّحابة هو ربّنا ، فالمُشكلة مُشكلة هِمَم ، مُشكلة عزائم . لماذا تجد المُؤمن في أعلى درجات القوَّة ؟ هناك أمرٌ هامٌ , إنَّ عند المؤمن قوَّة ، هذه القوَّة ـــ ما أسبابها ؟ قد ترى ، إنسانًا خائر القوَّة ، متهالكًا ـ ضعيفًا ـ خائفًا ـ جبانًا ـ خوَّارًا ـ يائسًا ، ليس عنده إمكانية ـ أنْ يتحرّك ، فلماذا تجد المؤمن ، في أعلى درجات القوَّة ؟ فالحقيقة أنَّ هناك أسبابًا : 1- أنَّ المؤمن ، آمن بالله وتوكَّل عليه ، وإذا أردتَ ، أنْ تكون : أقوى الناس ــــ فتوكل على الله , قال تعالى : ﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾( سورة هود الآية : 55 - 56 ). 2- أنَّ المؤمن ، يعلم أنَّه على حقٍّ ، فهو في خدمة هدفٍ ، قامتْ من أجله السَّموات والأرضُ ، لا يسعى لشهوةٍ ، ولا لنزوةٍ ، ولا لمالٍ ، ولا لدنيا ، ولا لمجدٍ زائفٍ ، ولا لقوَّةٍ طارئة ، بل يسعى لتحقيق هدفه , اسمعوا الآية الكريمة : ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾( سورة النمل الآية : 79). 3- أنَّه يؤمن بالخلود ، فليست الدنيا أكبر همّه ، ولا مبلغ علمه ، ولا منتهى أمله , ولا محط رجائه ، أمَّا لو آمنَ الإنسان ، في الدنيا فقط ، فيكون حينئذٍ جباناً ، لكنْ إذا آمنَ بالآخرة ، يرى أنَّ الدنيا ، عرضٌ حاضرٌ ، يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعدٌ صادقٌ ، يحكم فيه ملكٌ عادلٌ . 4- أنَّه يؤمن بالقضاء والقدر ، فعنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ ، حَتَّى يَعْلَمَ : أَنَّ مَا أَصَابَهُ ، لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ". ( أخرجه أحمد في مسنده ). 5- حينما تشعر أنَّك مؤمنٌ ، وأنَّك لكلّ المؤمنين ، وأنَّ المؤمنين لك بإمكاناتهم ، بخبراتهم ، بقدراتهم ، فأنت للكلّ ، والكلّ لك ، إذًا : لست وحدك في الحياة ، تجد إنسانًا ، في العالم الغربي يموت ، ولا يسأل أحد عنه ، قال : أغزر طريق ، في فرنسا ـــ بين باريس وليون ، هذا الطريق يقيسونه ، بعدد السيارات ، التي تقطعه في الدقيقة ، أجروا تجربة ، فجاؤوا بسيارة ، واقعة في حادث ، وجاء إنسان ــ فاضطجع أمامها ، ووضعوا حبرًا أحمر ، تمثيلاً منهم محكمًا تماماً ، وكأنَّه ، في حادث مروِّع ، هناك إنسان جريح ، انتظروا بعد عددٍ ، من السَّيارات تقف ، إحدى هذه السَّيارات لتسعف هذا المُصاب ، فلم يقف أحد , فالمجتمعات الغربية ، مُجتمعات كثيفة جداً ، لكن الوحشة ، فيها كثيرة جداً . فالمؤمن : يشعر ، أنَّه للجميع ، والجميع له ، فهذا شعور ، يبث فيه الأنس والطمأنينة ، هذه هي أسباب قوَّة المؤمن . يتبع رجاءاً جمعها مع التنسيق عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 11 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 04-07-2016 08:47 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 03-26-2016 07:35 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -9 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 7 | 03-23-2016 09:40 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 6 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 2 | 02-13-2016 06:50 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 7 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 0 | 02-13-2016 01:31 PM |