لَحظـآتٌ تَمضي بِبُطئ .. الوَقتُ يَتهآدى بِثِقلٍ عَميـق ..
وَأشِعه الشَمسِ تَنعكسُ بِشدة عَلى كُل شَيئٍ يَلمَـع وَيضيئ .. فَقط بِهدوءٍ يَلفُظُ أنفآسهُ المُتتآليـة وَعينآهُ مُغلقتآن ..
وَترى بَصيرتهُ البآطنية غَآرقةٌ فِي أحلآمٍ طَويـلة .. جَسدهُ مُرتَخي عَلى بِسآطٍ مِن أرضٍ خَضرآء ..
وَدآسَت تِلكَ الحَمقـآءُ عَلى يَدهِ عِندَمـآ ذَهبت تَسلل اليه دون أدنى شُعور .. مضى عليهمآ الوقتُ وَهُمآ يُحدقان ببعضِهما بغرآبة
كِين المصدوم الذي لَآ يَجدُ تَفسيراً لِهذا الموقف .. وَتلكَ الفتاه الَتي تَكـآدُ تَفقِدُ رَبآطةَ جأشِهآ مِنَ الخَوف
وَفجأة وبحركـةٍ بَلهآء ألقَت عُلبَة غَدائه عَلى وَجهه لِتطلِقَ ساقَيهآ للريح برعبٍ شَديد
لآ تَدري مَن هُوَ وَلكنـهُ يُشَكِلُ خطراً كبيراً على كُلِ شَيئ ..
رَفعَ كين تِلكَ العُلبة مِن على وَجهه مُتأوهاً وَقد تَركت عَلآماتٍ حَمراء على أنفِه !
أخذَ يُحَدِقُ في الفَرآغ عِدةَ دقآئق مُحآولاً استيعآبَ ما حَدثَ .. فتمتم بفمهِ قآئِلاً
" لمآ أستَيقِظُ كُلَ مَرة عَلى رُؤية مَجآنين " ..
لَكنهُ قد لفتَ نظرهُ شَيئٌ صَغير مُلقىً عَلـى الأرض .. فاقتَربَ مِنهُ مُمسكاً بِهِ بيده ..
لَقد كَآنت بِطاقة ذَهبيِة الَلون مَكتوبُ عَليها بِضعةَ كَلِمآتٍ بِخطٍ صَغيــر ..
لَفظَ ذَلكَ الإسمُ بِحيرَةٍ مُقَلباً تِلكَ البِطآقة .. ليَتفآجئَ أنهآ لتلكَ الفَتآه التي ضَربَتهُ .. وَهي في المُتَوسطة !
لَقد كآنَت مُرتديةً الزي ذآته .. لَكن لِمآ هِي خَآرج المَدرسة .. وَمآ المُهم فِي غَدآئه
تَنهد بيأسٍ شَديد لِيَرتَمي مُجدداً عَلَى الأرض .. آخذاً عِدةَ أنفآسٍ عَميقة .. فَرفعَ سَآعَةَ يَدهُ لِيُحآوَل مَعرِفةِ الوَقت ..
" يآل المُصيبَة إنهآ التآسِعةُ والنِصف "
نَهَضَ مِن مَكآنِهِ كَالمَجنون سآحِباً كُلَّ مِآ كآنَ عَلى الأرض .. يَتلفتُ حَــولَهُ بسرعة وَ قَلق
لِيبدأَ فِي العَدوِ تِجآهَ مَدرستهِ عَبرَ ذلكَ الطَريقِ الطَويـل ..
فَتَحَ البَآبَ بِعُنفٍ وَهو يَلهَثُ مِن شِدةِ التَعب .. فالتَفتَ اليه الجَميعَ في صَدمةٍ مُتسآئِلينَ عَن حَآلتهِ ِتِلكَ
تَقدم كِين بخطوآتٍ عجولةٍ مُتَجآهِلاً حَتى شَرحَ الأستَآذ الوآقِفِ فِي مُنتصفِ الحُجرة !
ليجلِسَ عَلى مِقعدهِ بِجآنِبِ النآفِذة .. حَدقَ بِه المُعلِمُ للحظآتٍ حَتى تَجآهلهُ هُوَ الآخرَ مُكملاً حَديثَهُ
" إنهُ غَآضِبٌ مِنكَ ! .. أينَ كُنت " ؟ قآلهآ أوسآي أحمرُ الشَعرِ
التَفتَ لَهُ كِين بَينَمآ كآن يُخرِجُ كُتبًه التي بدت أنهآ لِلكيميآء .. رَمَقهُ بتلك بِنظرةٍ المُرتَبكـة مُلتزماً هدوئهُ
فَبادره اوسآي النَظره ليَتنهدَ بقلَةِ حيلة .. مُخرِجاً وَرقَة صَغيرَة مِن نوتته المزركشة
كَتبَ عَليــهآ بِضعَة كَلِمآتٍ لِيُمررهآ الى كِين .. وآكِزاً إيآهُ فِي كَتِفهِ لكي يَنتَبِهَ لَهآ ويَقرأهآ
( أيهُآ المؤَدبُ عَديمُ الكَلآم .. أنظُر خَلفَك مُبآشَرة لَقد إنضَمت إلينآ فَتآهُ جَديدة فِي غِيآبِك .. وَهي لطيفة تيهي )
كآنَ كين يُحَدِقُ في وَرقة أوسآي تِلكَ بِغرآبَه .. حَتى تَنآوَلَ قَلمهُ ليَكتُب له رَداً .." مُعيداً الوَرقة اليه
(خَطُكَ بَشِعُ جداً وَلم أستطع قِرآئته )! ..
وأخذهآ أوسآي مُتحآمِلاً عَلى قَلبهُ الذي انفَطر وَعينآهُ تَدمعُ بِشَكلٍ أبله
مَضى عَليهِمـآ الوَقتُ دَآخِلَ دَوآمة الكِيمياء الطويلة .. كُلُّ مِنهمآ عَليهِمآ نَظرآتٌ مُتعآكسة
كين الذي يُدعو كُل مَن يشَتت تَركيزَه بالحَشرآت .. وأوسآي فآتِحاً فَمهُ وَعينآهُ نِصفَ مُغلَقه.. يَبدو وأنهُ قَد نسي كَيفَ يتنفس
وَمِنَ نآحِية أخرى فَتآه صَغيرَةُ الحَجم .. شَقرآءُ الشَعر .. يَغلَبُ عَلى مَلآمحهآ السَّعآدةُ وَالحَمآس
تُدَوِنُ كَل مآ يَصِلُ الى أذنآها فِي كِتآبٍ وَردي كبير .. تَبتَسِم باستِمرآر وكأنهآ تَحملُ رُكناً مُبتَهجاً
أخذَت تَرفَعُ نَفسهآ بيدآها مُحآولةً رؤيَة اللوحِ البَعيد .. لَقد كآن ذاكَ الفَتى بُني الشعر يُغَطي كُلَّ شيئ عنهآ
" هَل أطلُبُ مِنهُ الإبتِعآد قَليلاً ..
همم أنآ لآ أعرِفهُ قَد يَنزَعجَ .. أليسَ ذآكَ هُوَ المُتأخر؟
لآ .. يَجِبُ أن أترُكَ انطِبآعاً جَيداً عَني ..
مَدت يَدهآ اليهِ فِي تَردد مُحآوِلةً مُنآداتهُ .. فَقط القَليل وَتُلآمِسَ ظَهره !
وفجأة إنطَلقَ رَنينُ الجَرسِ الذي قَطعَ كُلَّ ذَلك .. أخيراً انتهت تِلكَ الحِصَّة الموجِعة
أبَعدت يَدهآاَ عنهُ بِسرعة وارتِبآكٍ .. لِتَنتَبهِ الى بَقية الصف حِين نَهضو مِن أمكنتهم يُثرثرون ويلهون
لَم يَعُد أمرُ الدَرسِ مُهماً الآن فَهي لَديـهآ بَعض الأمور عَليـهآ إنجازُهآ أولاً ..
نَهضت مِن مَكآنِهآ لتتسآرَع خطوآتها الى مَكـآنٍ آخر .. وَقد مَرت بكين وأوسآي دونَ كَلِمـة
تَمدد أوسآي بِشدهٍ وَهو يَتثآئب .. مآداً ذِرآعاه فِي الهَوآء حتى ارتَطمت بِجَبهة الذي يُجآوِره ..
"كين لِم تَشِعُ حَرارة هكذا ؟ " قآلها اوسآي وَهو يَلتَفت اليهِ بِتعجبٍ
" نَعَم جَبهَتُكَ سآخِنةٌ بَعض الشَيئ .. هَل أنتَ بِخير "
لآامسَ كين جَبينَهُ المُختَبئَ خَلفَ خصلآت شَعره .. قآئلاً بهدوءٍ " رُبمآ .. أحتَآجُ فَقط لهوآءٍ نَقي "
فأومأ أوساي برأسه مُوآفقاً .. وَهُوَ يَنظُرُ لسآعةِ يَدهِ بتمللٍ .. آملاً أن يَنتهي هذآا اليوم المُمتلئ بِسرعة !
يَومٌ آخر مَضى دون أية أحدآثٍ تُذكر .. أيـآمُ الدِرآسةِ مُتشآبِهةٌ جِداً
لَآ طَعمَ لهآ ولا ألوان .. فقط يتمنى الجَميع إنتهائها .. ولا شكَ أن المعلمين لَديهم نَفسُ الرَغبة
وَقد تُفآجئ الأيآم هؤلاء الطلبة البآئِسون بحدثٍ يُحي روحَهم المَعنوية .. ولَكن !
وهآ هُم مُجدداً يَتسآبَقونَ الى مَنآزلهم .. النَشآطُ يَعتريهم بَعضُ الشيئ فَالعُطلةُ ققد اقتربت
كُل شَخصٍ يُخَططُ لأمرٍ مُختلف يَقضيهآ بها .. والبَعضُ الآخر كَعآدته يَمشي وَحيداً وآضِعاً ذِراعيه خَلف رأسه
يُحَدِقُ في نِهآيـة الطريق على أمل أن تَظهرَ تِلكَ الفتآه طَويلةُ الشَعر كَمآ تَوآعدا أن يلتَقيا في آخرِ اليومِ ..
لَكـنهُ قَد انتَظرَ طَويلاً في مَكـآنه .. وَلم تأتي .. هَل سَبقتهُ في طَريقِ العَودة ؟!"
تَنهدَ بِقلهِ حيلَة ليُواصل سَيرَهُ الى مَنزله .. وَعقلُهُ شآرِدُ الذهنِ في أمر مآ ..
" يآ تُرى هَل تَعتني يو بهآرو جيداً " ..
" كَم أرجو فقط قَليلاً مِن الحَظِ لألعَبَ مَعـهآ كَالبَقيـة "
رَكلَ تِلكَ العُلبَةَ الفَآرِغةَ بقدمه بتمللٍ أثنآءَ سَيره .. مآطاً شَفتآهُ بيأسٍ ..
لَقد اعتَآدَ على هَذا الروتين المتكرر.. عَجزٌ يُسآبِقهُ عَجز .. حَتى أن حيآتهُ قد شآبهت برنآمجاً يوميٌ يُذآعُ الى مَسآمعِ النآس..
الحَلقةُ السآبِقة اخت القآدمة .. فَقط بِتفآصيلَ بسيطة تُميزهآ عن اختهآ .. كالتآريخِ مَثلاً !! ..
تَتآلت دقآئق اليوم السآبِق حَتى أعلَن نهآيته .. مُنغلقاً على أسرآره التي لَم نَكتشفهآ بَعد
وأتت شَمسُ الغَد مُشرقةً لِتعلِنَ عَن صبآحِ يومٍ جَديد .. وَفي احدَى الزوآيا الهآدئة التي مَررنآ عليها سابقاً
يَقعُ ذلكَ المنزلُ المُلتَفِ بأزهآرٍ كَبيرةٍ من دَوآرِ الشَمس .. لَقد بَدى ملوناً أكثرَ مِن أي مَنزلٍ آخر..
تَمكث بِدآخلِ احدى غُرفهِ تِلكَ الفتآه المُبتهجة .. كآنت تُصففُ شَعرهآ المُنسدل مُرتَدية زيهآ كطآلبة ثانوية
وحالما انتهت نَهضت مِن مَكآنها برويـةٍ مُدندنة لَحناً لَطآلما أحبته .. فَتنآولت حَقيبتهآ المدرسية في يدها
لتنزل دَرجآتِ السُلمِ بِهدوءٍ حَتى لآ توقِظَ وآلدتهآ النآئمة ..
وَفي ذآت اللحظة .. كآن ذآك الفتى صآحِب المِشية المُترنحة يَحُكُ شَعرهُ الذي بَدى فَوضوياً ..
لقد كآن على استعدآدٍ لأن يَخرُجَ من منزلهِ غَيرَ مُبآلٍ لكلآمِ النآسِ .. فهو قد عآنى مِن الأرقِ طَوآلَ الليل !
لآ يَدري أأصآبتهُ الحُمى أم ان أمراً يَشغلُ بآلهُ ..
أغلَقآ البَآبَ بِهدوءٍ لِيتنهدَ كُلٍ منهمآ برآحة .. مُلتَفِتآن الى السَمآءِ الَتي بَدت مُزرقة يَتخللهآ الغَيمُ الكَثيف
فارتَسمت عَلى وَجهيهمآ ابتسآمة تَنُمُ عن الأملِ بأنهُ يَومٌ مُختَلِف .. يَومٌ لآ يُشبهُ مآ في جعبتهم
وهكذآ انطَلقا الى طَريقَهمآ بروحٍ جديدة .. وَكيفَ لآ يتمنيان نَهآراً سَعيداً بعد أيآمٍ مُرهقة !
وَلكن أيُدرِكــآن أنهمآ يَمشيآن في الطريقِ ذآتهُ منذُ فترة "!
وَ مِن نآحيـة أخرى .. تَتبختر تِلكَ المُتمردة فِي طَريقِ هَربهآ .. وآضعةً في فَمهآ عودٌ مِن الحَلوى
أيآمُ حضورهآ في المدرسة يَكآدُ يُعدُّ عَلى الأصآبع .. لآ تَكترثُ لأي شَيئ .. والأغرَبُ مِن ذلكَ .. إنهآ في المُتوسطة !!
أخذت بِخطوآتها تَلعَبُ وتقفزُ في كُل مكـآن كمن هَربَ من السِجن ..
حَتى انتهى بِهآ المَطآفُ الى المكآنِ الذي التَقت فيه بِكين .. حَدقت فِيهِ عِدةَ ثَوآنٍ ببرودٍ وَكأنهآ تَسترجعُ الأحدآث
حَتى قَهقهت ببلآهة مُمكلة طَريقهآ .. مآذا سَتمنَحُه سِوى التَجآهُل ! .. هِيَ لآ تَعرفُ مَعنى الإعتذآر
وفي مُنتصفِ سَيرهآ تَوقت فجأةً وَهي تَتنهد بضيقٍ .. عِندمآ رأت ذلك الفَتى يَقِفُ في آخر الطريق مُلَوحاً لهآ بيده
فَتى طَويلُ القَآمة .. أسوَدُ الشَعر بعينينِ بُنيتين .. تَتقلبُ بَشرَتهُ ما بين السَمآرِ الحِنطي والبرونزي
مُرتدياً زِيً مُختلفاً وَقد بدى وكأنهُ في رحلة هُروبٍ مُشآبهة لهآ .. فاقتربَ مِنهآ مُبتَسماً ..
" لِمَ الجَميـلةُ مُنزعجة ؟ "
رَمقتهُ -هيوري- بِحدةٍ وهيَ تُكملُ طَريقَهآ مُتجآهلةً سؤاله
لَكنهُ فَجأة أمسَكَ بيدهآ بشدة وقآمَ بِسَحبهآ نَحوه لكي تَتوقف .. نَظرَ الى عَينهآ بإبتسآمة مصتنعة مُعيداً كَلآمهُ
" هَل مآزلتي غآضِبةً بسببِ مآ حَدثَ بالأَمسِ " ؟
" لآ .. شين أنتَ لَآ يُمكنَ اغضآبي " قآلَتهآ بينمآ أشآحت بِوجههآ عنهُ
" لَقد تأخرتي فَقط سآعتينِ عن وَقتِ عودتك .. لكننآ كُنآ نَمرحُ صَحيح " ؟
أمسَكت هيوري بكفيهِ لِتُبعِدهُ عَنهآ .. نآفخةً خَدآها بِتذمرٍ لِتجيبهُ
" فَقط تَجآهلِ الأمر .. لَقد عآقَبني وآلدآيَ وكآدا أن يَكتَشفآنِ أني لآ أحضرُ في تلكَ المَدرسةِ الحَمقآءُ "
" اذاً تعآلِ وانتَقلي الى مَدرستي .. لَن تضطري حينهآ للهرب " قآلَهآ بإبتسآمةٍ خَبيثة
فَضحكت هِيوري مِن رَدةِ فِعلهِ مُمسكةً بمعطفهِ بكلتا يَدآها .. لِتَنزِعهُ عَنه بسرعةٍ
لَبستهُ فنظرت نحوهُ بِغمزَة بينمآ مَدت لِسآنهآ بطفولية " اذا اعتَبرني مِنكُمُ مُنذُ الآن "
ابتَسمَ قَليلاً كي يَتَجِهَ الى الأمآم بسيره .. حتى تبعتهُ هيَ بخطوآتِ قصيرة
عَطَسَ عَطسةً قَوية جَعلت سَآئِرَ جسدهِ يرتجفُ فجأة ..
فوضعَ كفآ يديهِ على فَمهِ بضيقِ نآظراً الى آوسآي الذي ابتعدَ عَنه عِدةَ أمتآرٍ قآئلاً
" ايآك وأن تَنقلَ العدوى الي .. سأبدو قَبيحاً وأنآ مَريض "
ضَحِكَ كين بعفوية مُجيباً على بلآهته " لآ تَقلق سأحرِصُ على أن تَكونَ بخير "
" كُن أنت بِخيرٍ أولاً ! .. هَل رَآجعتَ طبيباً أو مآ شابه .. حَرآرتكُ لآ تَبدو طَبيعية مَنذُ الأمس "
" لآ أعلم .. أنتَ تُبآلِغُ بَعضَ الشيئ " قآلَهآ بينمآ يُتآبِعُ سَيرهُ
فتَنهدَ أوسآي بِقلةِ حيلة ليُسآبِقَ خطوآتِ كين بعدمِ اكتِرآث ..
لَكنهُ قد تَوَقفَ فجأةً بصدمةٍ عِندمآ رأت عَينآهُ مآ رأت
فَقط لَآ يُدرِكُ مآ قد جَرى لَهُ الآن .. هَل فَآرَقت روحَهُ جَسده .. أهو يَتنَفسُ بشكلٍ طَبيعي ..
تَوَقفَ العآلَمُ مِن حــولهِ عِندمآ تَلآقَت أعيُنهمآ .. أصبَحَ الهوآءُ ثَقيلاً وَضربآتُ قَلبه تعآنِفهُ بوحشية
هَل مآ رأآه مَلآكاً !! .. تَزحزح كِين من جآنِب أوسآي بسببِ شِدة البَريقِ الذي سَطعَ مِن عَينيهِ
وَأصبَح قلبهُ يُرَفرِفُ سَعآدة .. ذآبَ العآلَم من حَولهِ وَبقيت هِي أمآمهُ ..
بِشعرِ حَريري أسود .. وعَينآن خضرآوتان مُكحلتآن .. مَلآمحُ جذآبةٍ جآئت مِن أرضِ العَجآئب ..
بمشيتهآا الهآدئة التي أسرت كُل مَن كآن في المَكآنِ ذآتهُ .. فَقط كُلَ مآ رآهُ تِلكَ الحَسنآءُ التي أخذتهُ بعيداً ..
مُتسمرٌ في مَكآنُ كالأبله يُحدقُ فيهآ من بعيد
قَد رَحلَ عَنهُ كين عِندمآ لاحظَ أنه يُسبب الإحرآج لكليهمآ .. بِحقٍ مآذا دهآه
ومن النآحية المُقآبلة تِلكَ الفتآه التي بدأت تُحآولُ الهُروب عندمآ لاحظت نظرآت أوسآي المريبة نحوهآ
" تش مآ خطبُ أبلهُ السنة الثآنية هذآا" قآلَتهآ احدى صَديقآتها المُنزعجآتِ
" انظُروا لُعآبهُ يَسيل .. " قآلت أخرى
وَمن بَينِهم تِلكَ الفَتآه الشقرآءُ التي قَابلنآها سآبِقاً .. تُحآوِلَ تذكر أينَ رأت وَجهَ أوسآي هذآ من قبل
حَكت ذَقنهآ بِحَيرة وَهيَ تَدقق في مَلآمِحه .. فقآلت بِهدوءٍ " شَعرٌ أحمر .."
نَظرت لَهآ الحَسنآءُ بِتعجبٍ .. فاقتربت منهآ لِتَهمس قآئلةً " مآ الأمرُ .. هآنا !؟ "
التَفتت المدعوةُ هآنا اليهآ لِتُلوحَ لَهآ بإرتِبآكٍ مجيبة " لآ لآ شي .. فقط اعتقدتُ أني أعرِفه لكني أخطأت النَظر "
فابتَسمت إليهَآ بلطآفَةٍ لِتُحيطًهآ بِذرآعيهآ بمرحٍ .. فبآدلتهآ هآنا الابتسآمة لِتَكمِلَ قآئلة
" نيسو شآان أردتُ اهدآئَكِ شَيئٌ مآ .. فَلتُذكريني بِهِ لآحِقاً "
لَكِنَّ ذلكَ الجَرس المدرسي قَد ضربَ بصخبٍ مُجدداً لِيقطَعَ حديثَهمآ .. فابتعدت نسيو عن هآنآ بعجلةٍ مُتنآولةً مِعطفهآ
قآئلةً وَهي تُلوحُ الى هآنا بينما بدأت بالجَري ..
" سَأُقآبلكِ بعد إنتهآء الدَرس .. آسفة عَليَ تسليمُ أورآقَ مَشروعي "
فأومأت لهآ هآنا مُوآفِقة بإبتسآمة بَسيطة .. لِتسحبَ حقيبتهآ هِيَ الأخرى بتعآبير مُشتتة .. مُتجهةَ الى حَيثُ فَصلهآ الجديد
" لَقد .. لَقد كآنتَ سآحِرة "
" لَم أَشُعر بأطرآفِي من شدة جَمآلِهآ .. لَو تدري فَقط كم تَمنيتُ أن أقتَرب منهآ .. "
" نَعم كُنت فَقط تَقف في مَكآنكَ فآتِحاً فمك كالعآدة" قآلَهآ كين بِسُخرية
التَفتَ اليه اوسآي بعينآنِ بآكِيتآن ليكملَ " يآ رَجُل لَم أستَطع حَتى أن أُلقي التَحيـة عَليـها "
" لِمَ لآ تأخذُ الأمرَ بِبسآطة .. أنآ أرآها عادية جِداً "
" هذآا لأنكَ لَآ تَنجذبُ لأي فَتآه وإن كآنَت لَطيفة " ردهُ أوسآي بِتذمرٍ
حَدقَ فيهِ كين بعينآه الرَمآديتآن بتعجبٍ قآئلا " مَن قآلَ لَكَ هذا .. قَد أفعَلُ فقط عندمآ أرغب بهِ "
" لآ تَقُل لِي أنَكَ لَم تَقع في الحُب من قَبل .. أنتَ حَتى لآ تُلآحظُ أحداً لكي تُعجبَ به ..
أحيآناً أشعرُ بأن رؤيتكَ مُقتصرة على النومِ والأكل "
تَنهد كين بقلةِ حيلة مُجيباً " لآ أعلَمُ الغَرضَ من هذا النِقآش .. فَقط اعلم أن لِكلٍ اهتمآماتهُ الخآصة .."
" لِمَ لآ تستغلُ وَسآمتك .. فَقط جَرِب أن تَكونَ مِثلي "
وَضعَ أوسآي يدآاهُ على كَتفي كِين ليُكملَ بِلمعآن
" دَع الحَكيمَ أوسآي يُعلمك فُنون الحُب .. هُنآ عآلَم أن تَكونَ مَحبوباً هو أهم شَيئ "
نَظرَ له كين بِبلآهةٍ .. نآهِضاً مِن جآنِبه ليجلِسَ في مَكآنِ آخر .. تآرِكاً رأسَ التُفآحَةَ ذاك يُكمِلُ أحلآمُ الورديةَ وَحيداً
أمسَكَ بإحدى كُرآتِ الأرز التي كآنت فِي عُلبةِ غَدآئه .. ليبدأ بتنآولهآ بهدوءٍ وَهوَ يسترجِعُ ذآكرتهُ حين لِقآئهِ بالفتآه الشآردة
أَخذَ يفكر بحيرة عَن سَبب فِعلتهآ تِلكَ .. وَقد خَطرَ في بآلهِ أن يذهبَ اليهآ ليسألهآ .. أو أن يُعيدَ اليهآ بِطآقتها وحسب
لَقد كَآنت فَزعةً جداً عندما أوقفهآ .. وفرت هآرِبـة دونَ أن تَتركَ حتى أيةَ مَجآلٍ للتَفآهم
تَزحزحَ كين من مجلِسهِ على مِقعده ليستَند الى النآفِذه التي كآن يُحدقُ فيهآ غالب الوَقت ..
هُوَ لَم يرى أولئك الأشخآص مُجتعين في الحَديقة منذُ فَترة .. يآ تُرى مَن هُم .. وَلمَ تجتآحُهُ الرَغبة دآئماً في مشآركتهم ؟!
أهم يُذكرونهُ بأحدٍ مآ ..
قَطعَ حَبلُ أفكـآرِ كين الجلجلةَ الَتي حَدثت بِجآنِبه .. مُلتَفتاً الى حيثُ مصدره
لِيجدَ تِلكَ الفتآه ضئيلة الحجم قَد أتت لتجلِسَ خَلفهُ مُبآشرة في مَكـآنهآ .. حدق فيهآ بِتعجبٍ عِدةَ لحظآتٍ
وعندما انتَبهتَ الى نَظرآتِه تِلكَ تَسمرت خَجلاً .. فأنزلت بَصرهآ الى الأسفل بِتوترِ مُتسآئلةً عن سبب تَحديقهِ
لِمَ ينظرُ اليهآا هكذا !! ..
وَقبل أن يهم كين بالكلَآم .. انقَضَ عَليـهِ أوسآي فجأة بخصبٍ وبلآهة ..
جاعلاً هانآ تنتَفِضُ ذعراً عندما تَذكرت أنه ذاتُ الفَتى أحمر الشعر الذي كآنَ يُلآحقُ صديقَتهآ نيسو ! ..
إبتَسم أوسآي بحمآسٍ ليَقولَ موجهاً كلآمهُ لكين ..
" لَقد خَطرت في بآالي فكرةٌ رآئعة .. سأخرِجك بهآ من حآلَتكَ البآئسة هذه "
" نَعم ! .. سَنذهبُ للكآريوكي في نهآيةِ الإسبوع "
" وَكيفَ للكآريوكي أن يخرجني من حآلتي البآئسة " قآلها بتعجبٍ
"فَقط دعِ الأمر بكآملهِ للحكيم أوسآي "
انسَحبت هآنا مِن بَينهمآ لٍتبتعدَ قَليلاً الى زآويةٍ أخرى .. فَلآحظهآ كين الذي بدأت تروآدهُ أسئلةٌ عنهآ
نظرَ حينهآ الى أوسآي قَبل أن يُكمِلَ ثرثرتهُ ليقول له
" اسمُهآ هآنا .. كونيكو هآنا حسبما أذكُر " قآلها مُلتفتاً نآحيتهآ
" لَقد انضَمت الينآ بالأمسِ عندما كُنتَ مُتغيباً "
وأكمَلَ حديثَهُ بغمزٍ اليهِ .. " هي .. ألا تَعتَقدُ بأنهآ لطيفة " ؟
تَنهد كين بإنزعآجٍ ليُزيحَ وجه أوسآي الذي كآن يغطي رؤيَتهُ .. فأجآبهُ قآئلاً
" جَميعُ الفَتيآتِ لطيفآتٌ في عقلكَ المُنحرف هذا .. سيبدأُ الجميعُ بالتَهربِ مِنك كالصَبآح "
فمطَ أوسآي شفتآهُ بتذمرٍ مُحدقاً في عيني كين بإصرآرٍ .. لَكنهُ ابتَعدَ عَنهُ عِندمآ دَخلَ أستآذُ الحِصةِ التاليةه
الذي بَدى غآضِباً مِن الفَوضى التي رآها في صفه .. حينهآ عاد كِليهمآ الى حَيثُ يجلسآن مُلتزمين الصمت ..
وإذا بتلكَ الفتآهُ تعودُ مجددا الى مَكآنهآ .. استمعَ كين بهدوءٍ الى تَحركآتهآ خلفهُ .. مٌتنهداً بهدوء آملاً أن يَمٌر بآقي اليومَ بسلام
وَفي نِهآيَـةِ اليَومِ ..
انطَلق زِمآامُ كُلَ أمرٍ الى أفقٍ بعيد المدى .. وآسع الهَيئة .. تَحررت قُلوبُ المَسآجينِ أخيراً .. لأنهُ مَوعِدُ الرحيل !
تَقدمَ ذلكَ الفَتى بخطوآتهِ وَصدره مُنشرحُ بَعض الشي .. فَقط لآ يريدُ سِوى رؤية " هآرو " .. القِطة الصغيرة التي خَبأهآ عند يو
لَآشك أنه قد عَزم على المكوثِ عندها حَتى وقتٍ المغيب .. كُلُ ذلك لأجلِ مَحبوبتهِ السودآء
تَوقفَ فجأة عِندمآ التَقى بـ يو أخيراً .. لِيتقدَم اليهآ بِحمآسٍ كَبير وعلى وجهه إبتسامة واسعة
فَضحكت بخفة لتقول عندما افتربت مِنهُ
" لَم أرى شَخصاً يُحبُ القِطط الى هذهِ الدَرجة في حيآتيَ"
بادل كين كَلمآتُهآ بإبتِسآمةٍ مَرحةٍ رآداً .. " لَقد أخبرتُ أمي أنني سأظَلُ أدرُسُ عِندَ صديقي لوقتٍ مُتأخر "
" لآا لم أفعل ! .. عندمآ أنتهي سأعودُ الى المَكتبة وأستكملَ درآستي فيهآ " قآلهآ بنظرةٍ بَريئة
فتنهدت يو بقلةِ حيله مومئة برأسها ليمشيآنِ بجآنِب بعضيهما الى المنزلِ حيثُ هآرو
" وآاااهه كَم هِيَ لطيفة "
قآلَتهآ نيسو وهي تُعآنِقُ هَانآ بسعآدةٍ غآمرة .. فبآدلتهآ العِنآقُ بضحكة جَميلة
" آنآ سَعيدةٌ جِدا لأنهآ قد أعجبتكِ .. " قآلَتهآ بإبتسآمة
" كَيفَ لآ تُعجبني لَقد أردُتهآ مُنذُ وَقتٍ طويل .. "
لَقد أحضَرت هآنا الى صديقتهآا دُبٌ مُخملي بنيُ اللونِ مُرتدياً زِياً مُزخرفاً بعدةِ أنمآطٍ هآدئة ..
مَضى وَقتٌ طَويلٌ عليهمآ منذ أن تَبآدلا الهدايآ آخرَ مرة .. تَنآولتهُ نيسو من يدهآ لتحتضنهُ بمرحٍ قآئلةً
" أنآا لا أعلم سبب حبي للدمى المحشوة .. يبدو وكأنني أصبَحتُ مِثلكِ "
فمآالت عليهآ هآنا بضحكةٍ لتقول " كُلُ مَن يُصآدِق هآنا تنتَقلُ اليه العَدوى "
فبآدلتهآا نيسو الضحكآات المُعتآدة ,,
الحَنينُ يَجتاحهما دائماً الى أيآمهما السآبقة التي كآنا يقضيآن بهآ الوقت .. فقط يُشآرِكآن كلَ مآ تُحبآنِهِ
مُنذ أن افترقتآ الى وِجهآت لا تتشآبهُ في شيئ .. تُحآول هآنا دآئما المُكوثَ بجآنبهآ قدر ما استطآعت .. فَهنآك أمرُ بإنتظآرها
وَهو أمرٌ لن يُعجبهآ أبداً ..
هُنآكَ حيثُ تقطن صديقتنا يو .. دآخل مَنزلٍ كبير لَهُ مِن الفخآمة مآ يُميزه عن بآقي المَنآزل الأخرى
تلتَف حَوله حديقة كبيرةٌ خضرآءُ مُشرقة .. وَتطل منهُ عدة نوآفذَ كبيرةٍ على كُلِ جآنب .. وفي احدآها !
كين الذي مَلأ المَكآن بضحكآته الغير مُعتآدة .. وتلَ القطة التي قَفزت اليه بحمآسَةٍ فورَ التقآئهمآ من جديد
وبالفِعلِ قضى اليومَ بأكملِه يَلعبُ مَعهآ .. غَيرَ مُكترثٍ لِنوبآتِ السُعآلِ الشديدة التي رآودتهُ مِن حينٍ لآخر
فَقط كُل مآ كآن يراهُ ذلكَ الشي كَثيفُ الشعر كبيرُ العَينين .. بِموآئه اللطيف
جَلست يو بِجآنبهمآ وبيدها كُوبٌ مِن الشوكولآته السآخِنة .. مُلتَفة بغطآئِهآ المُلون لبرودَةِ الجَو ..
كآنَت تُرآقِبهمآ بهدوء مُتعجبةً لأمر كِين مُتقلب الشخصية .. بِمجرد إعطآئه شيئٌ يُحبه .. يتحولُ الى طفلٍ يلهو في بدآية حياته
" مَآ الأمر يو ؟" قآلَهآ كين لَهـآ عندمآ لآحَظ هدوئهآ
فانتَبهت اليهِ لتُجيبَ بإرتِبآك
" لقد كُنتُ أتسآئَلُ فقط .. هَل حَدثَ لَكَ أيُ شيئٌ مُؤخراً ؟ .. أعني .. هَل أنتَ بِخيرٍ "
نَظرَ لَهآ كِين عِدةَ لَحظآتٍ ليُعيدَ بَصرهُ الى هآرو بإبتسآمة مُجيباً .. " لآ تَقلقي .. آنا ألتَزِمُ أدويتي كُلهآ "
وأكمَلَ بإبتِسآمة عَريضة .. " لَم أوآجِه أي شَيئ مُنذ شَهرٍ وَنِصف "
" وَمآذا عن طَبيبكَ الجديد .. هَل تَتأقلمُ مَعهُ جَيدا ؟"
فأجآبَهآ .. " لَقد بَدى لِي بَغيضاً مُنذ الوَهلِة الأولى .. لكنني لَم أضطر حَتى الآن للتعآمُلِ معه ..
ولقد أخبرني أنهُ قَد يَتوآجدُ في عِيآدةِ المَدرسة مِن حِيــن لآخر .. لذآ فانآ بخير "
إبتَسمت يُو بِخفةٍ مُحركةً الكوب الذي بيدهآ .. لتتنهدَ بإرتيآحٍ كبير ..
لَكنهآ ارتَعبَت فجأة عِندمآ انقَضت تِلكَ القِطة الصَغيرةُ عليهآ وَهي تلعب .. فلحقهآ كين بِبلاهةٍ مُحآولاً الامسآك بها
أخذآ يجريانِ في أنحآءِ الغُرفة مُحدثين ضَجةً كبيرة وفوضى .. لتنهضَ يو مِن مكآنهآ بِغضبٍ قآئِلةً لهمآ
" سأقتلكما ان اكتَشف وآلدآي الأمر "
إنتَهى ذلكَ اليَوم المُمتلئ في سآعَة مُتأخرةٍ مِنَ الليل ..
ليَعُم الصمتُ أرجآءَ الحَي الكَبير .. قَنآديلِهِ الليلة تُضيئهُ بخفوتٍ ورقة .. لآ يًحيطُ بطرقآتِهِ الخآلية سوى همسآتٌ تَكآد لا تُسمع
وَهنآكَ حيث عآد أخيراً كين مِن رحلتهِ المُشوقة .. بخطوآت هآدئة يأملُ بهآ أن يعود الى مَنزلهِ بسرعة
فالنُعآسُ قد بدأ يُدَغدِغُ عَينآهُ الرَمآديتآن .. وَسُلطآن النوم يُنآدي فِرآشه لكي يستلقي عَليهِ
لآ يَسمعُ سوى خطوآتُ قدميهِ وَهي تتآلى بهدوءٍ .. وَحركة شَخصٌ آخر بدأت في الإختِلآط معهُ !!
تَوقفَ فجأة عِندمآ لاحظَ أن أحداً مآ يمشي في ذآتِ وجهتهِ في هذا الوَقتِ المُتأخرِ
استَمعَ بهدوءٍ الى مَصدرهُ الذي كآنَ يأتي من خَلفهُ مُبآشرةً .. أخذَ يُحآولَ رؤيته في عَتمة الليل
فَقط مَن هذآا الشخص الذي بَدت خطوآتُهُ سريعةٌ وَمُضطربة ! .. انهُ يَقتربُ شيئاً فشيئا
لَقد أصبَحَ الصوتُ عآلٍ جِداً .. وكين لآ يَزآلُ يُوآجِه صُعوبةٌ في الرؤية
نَظرَ بصعوبةٍ الى الأعلى بعينيهِ .. لَقد وَجدَ نفسَهُ مُمدداً على الأرض دونَ أدنى تَفسير ..!!
وآضعاً يدهُ بتأوهٍ على رأسهُ الذي ارتَطمَ بالأرضِ فَورَ سقوطهِ .. شَيئٌ قآسٍ قَد ضربهُ بسرعة ليوقعهُ أرضاً
أنفآسٌ مُتسآرعةٌ جداً أخذت تَجري من أحدٍ قريب .. تبدو خآئفة وكأن صآحبهآ قد أوشَكَ على البُكآء
حآولَ رفع جسدهُ من على الأرضِ لَكنهُ فوجئَ بشخصٍ آخرَ مُمدداً فوقهُ ! .. نَظرَ اليهآ بصدمةٍ عندمآ وجدهآ فتآهُ صغيرة
لَكنهآ قد نَهضت بسرعة مِن فَوقه بإرتِبآكٍ شَديد وَقد بَدى لَهُ أنهآ تُكفف دموعهآ
فَتحدثَ اليهآ كين بصوتٍ مسموعٍ قآئِلاً
أومأت بإرتبآكٍ لهُ برأسهآ الذي خَبأتهُ خوفاً وخجلاً مِنهُ .. ليَنهض هُوَ الآخر مِن مكآنِه قآئلاً مُهدئاً اياها
" لآ بَأس لَن أقومَ بإيذآئك .. هل ضَللتي الطَريـق " ؟ قآلَهآ بِحيرة
حِينَهآ رَفعت تِلكَ الفتآهُ رأسهُآ اليه مُحآولةً رؤيةَ وجهه .. وَعِندمآ تَلآقت أعينهمآ
صَمت كِين عِدة لَحظآت مُحآوِلاً استِدرآكَ الآمر .. انعَقد لِسآنهُ عَنِ الكلآم مِن صدمته .. وَقد اتَسعت حدقة عينآهُ على آخرِ مدآها
كَيفَ لَهمآ أن يَتلقيآنِ مُجدداً وفي هذه الحآلَة .. انظُرو أينَ وَصل القَدر بِتلكَ الشقيةُ الهآرِبةُ
انتَفضَ كين عِندمآ استَوعَبَ موقِفهُ ليُطلِقَ حروفَه بصرآخٍ قآئلاً
السَلآامُ عَليــكُم وَرحمة الله وبركآته
كيفكمم يَ جمآاعة .. أخبآركم عسآاها كلهآ زينةه .. لكم وَحشة والله hug1
ممم .. ف البدآايَـة أعتِذر عن تأخير الفَصل الثآالث .. مَهو تَكآسُل هالمرة وربي بس انه صآرت ظروف ..
كإن آخر جُزء مِنهه ضآاع وكذا وقدرت أرجعه الحَمدلله ! ..
أمآ بالنسبة للأحدآاث .. شوي شوي بدأت توضح مَع ان مُتآبعتهآ صارو أقل عن الأول
وين الحَمآاس حق زمان .. كآن تشجيع منكم اني أشوف اهتمآام فيهآ بس
.. بَحآول أتحسن في المرة الجآاية
والحين آانا مآ بين أوقفهآ وأكملها .. أدري ان اسلوبي صعب الفِهم أحيآنا لكني دآيما أحاول اتخلص من دآ الشي
ودآايما انتظر انتِقآداتكم بس للأسف أغلب الردود مُختصرة ومو مفهموة تقريبا
وَشكرأ لكل مَن تآابعني وللحين مُهتم ف الروآاية ..
تَحيآاتي :" class="inlineimg" />