عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree448Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #256  
قديم 07-25-2016, 01:07 AM
 
اكثر من رائع
صَاعِقَةٌ likes this.
رد مع اقتباس
  #257  
قديم 08-07-2016, 07:22 PM
 
تاخرتي
صَاعِقَةٌ likes this.
رد مع اقتباس
  #258  
قديم 08-08-2016, 03:58 PM
 
ال
بارت العشرون..
"صدمة..مشاعر متأججة""الجزء الأول"..
****

لم أكن أظن بأن هذا سيحدث..!،أن أراكِ منتصبةً أمامي ، أتعمق بضحكتك..بابتساماتك..وأذوب حينما تنظرين لي بعيناكِ..
****
بعد يومان عن أحداثنا الأخيرة،الصباح الباكر تحديدًا في الخامسة والنصف فجرًا:..
هذا يطرق باب هذا ، والآخر يتجول هناك!،الخدم مستيقظون جميعًا على الأغلب..ضربات الأقدام المزعجة تسللت صاحبةً ضجة لغرفة الشقراء..
فتحت عينيها الناعستين ثم أغلقتهما مجددًا،لترفع جزءها العلويّ ، اشتدت الأصوات في الخارج..
"ما هذا؟!"..نطقت بداخلها بتوتر،وتثاقل؛إثر نعاسها..
الجميع يكون نائمًا الآن..لمَ هذه الجلبة؟!،،وحتى لو كانوا مستيقظين فلن يأتي أحدٌ لهنا..!
توجهت لباب غرفتها الذي قد طبعت عليه ملصقًا لشخصية كرتونية بجانبها حرف r ملون ، لتفتحه وتطل برأسها منه..فترى خادمة تسارع بخطواتها،بل كانت تركض بهدوء،لتسألها مستفسرة:ماذا يحدث هنا؟!..
وجهت الخادمة نظراتها لآنستها لتقول:اليوم الذكرى السنوية آنستي..
رفعت الأخرى حاجبها الأيمن وقالت باستغراب:الذكرى السنوية..؟!
سمعت الخادمة من ينادي باسمها من أسفل لتقول:اعذريني آنستي عليّ الذهاب..
وذهبت تهرول لأسفل..
:تبًا،سأبقى من دون إجابة كالعادة..
أردفت بعدما دخلت لغرفتها:سآخذ حمامًا دافئًا..

••••
أما عمّن كانوا في الأسفل..فهذا الموقر ينظر لساعته،وجورج يقف بقربه بهدوء..بينما تتجلى ملامح الحزن على تيا التي تقف بقرب زوجها،وهذه الملامح طغت على جميع من في القصر،حتى بعض الخدم، طاعني السن بالذات..
نزلت إيفا برفقة مينا لتقول الأولى:سبقانا هذه المرة أيضًا..
قال دايفيد بهدوء:أظن أن علينا الانطلاق الآن..
الجميع هنا،دون استثناء،إلّا من ثلاثة أحدهم فوق،يرتدون الأسود بالكامل..
تكلمت تيا التي على وشك البكاء:أين روز؟؟
لتقول الخادمة ذاتها بالأعلى والتي نزلت الآن:الآنسة في الأعلى..
قال كيفين بذات نبرة هدوء دايفيد:هل أخبرها أحدكم..؟!
لم ينطق أحدٌ بشيء..ومن الواضح أن الجواب هو:"لا"،لكن الأغلب لم يصمت معبرًا عن لا،بل كي لا تنفجر البراكين بداخلهم،كي لا تلقي بحممها الساخنة،مانعين لزوابع الحزن من الاندفاع..
وضع دايفيد يده على كتف تيا بلطف ليبتسم ويقول بعد توجيه نظره للجميع:تستطيعون الذهاب قبلنا،سنحضرها ونلحق بكم..
همهم جورج،ونظر تجاه هنري والذي لأول مرةٍ تُراه مثقلًا بحق،تقدم الجميع للباب المفتوح على مشرعه،ليهمون واحدًا تلو الآخر بالخروج..
قالت جيا بينما أمسكت ببنطال والدها:أسأبقى معكما؟؟..
رفعها لأعلى ليقول:أجل عزيزتي،هيا دعيني ألبسكِ معطفكِ ريثما تحضر والدتكِ روز..
بينما توجهت تيا لأعلى..
وبعدما وصلت لغرفة المطلوبة،ضربت على بابها لتسمع ردًا يقول:تفضل..
دخلت تيا لتجد روز التي تحضر نفسها للاستحمام لتقول:صباح الخير..
ردت روز لها التحية بابتسامة مرحة،لتلحظ حزن تيا،لتقول عاقدة حاجبيها:ماذا بك؟؟..لا تبدين بخير..
نظرت لها لتقول:روز،ارتدي ملابسًا سوداء والحقي بي..
فتحت فاهها قليلًا لتقول:ملابس سوداء؟!..
همهمت تيا بينما تغادر قائلة:ستفهمين الأمر عندما نلحق بالبقية..
-بالبقية؟!
إلّا أن تيا خرجت مغلقةً الباب خلفها..
"أقسم أن لا أحد يبدو بخير اليوم..!"
****

في طريقٍ خالٍ تمامًا إلّا من سيارة وحيدة،يجلس بها كلٌ من زاك وسيدرا..
بينما الأول يقود والثانية تنظر للنافذة بشرود..
اختلس زاك نظرة لها ليقول:تبدين كئية كثيرًا اليوم..
أجابته بينما أغمضت عينيها:قلت هذا الأعوام الفائتة أيضًا..
نظر لأمامه وقال بهدوء:لا،أشك بأن الأمر هذي السنة مختلف..
أجابت سؤاله الغير مباشر والذي هو استفسارٌ عما يشغل بالها:كل ما في الأمر أن أمورًا بدت تلوح لي،صورٌ تتكون برأسي..
أبدى اهتمامه ونظر مجددًا لها ليقول بتفاجؤ:أتعنين..أن ذاكرتك بدأت تعود لك..؟!

••••
دايفيد يقود سيارته بهدوء،بينما جيا تتناول شطيرة،وتجلس في الخلف بجانب روز التي نفذت أوامر تيا،وتنتظر الإجابة،إلا أنها لا تعرف ما تقول..
بدأت تيا بسرد قليلٍ من الحقيقة المبهمة قائلةً بتوتر وحزن بدا جليًا:قبل عدة سنوات..، تزوجت عمتي ليزا بجيمس ستار،لعقد شراكة بين العائلتين،وقد اكتشفوا لاحقًا بأن جيمس عقيم،فقررا بعدها أن يتبنيا ابنًا لهما..
نظرت للخلف لتكمل:وقد تم ذلك،وأصبح لديهما ابنة.."سيدرا ستار"..
توّسعت عينا روز بشكل كبير..لتسمع تيا قد أكملت بعد توجيه عينيها للأمام:لكن هذا لم ينتهِ،ربياها وكأنها ابنتهما حقًا،لكنها كانت تدرك أنها ليست كذلك ، فقد كان عمرها حينذاك أربع سنوات،مرت بضع سنوات،بعدها قررت ليزا أن تخرج للسياحة داخل العاصمة،برفقة عمتي ميرنا التي كانت تأتِ بأوقاتٍ متقطعة من فرنسا مع زوجها توماس وابنها زاك،وبينما هو يتوجهون بسيارتهم،وفي الشارع المزدحم،حينما أرسلت الإشارة ضوءها الأحمر،أراد السائق أن يتوقف،لكنه أدرك أن المكابح معطلة..!،وهنا راح يصرخ لمن في الخلف،تقدم توماس للأمام ليرى ما الأمر ويحاول السيطرة عليه،بعد أن قال لميرنا أن تتصل بأي أحد،فما كان منها إلّا أن تتصل بأبي هنري،بينما كانت ليزا تحتضن زاك وسيدرا بخوف،رد هنري وشرح له توماس الأمر أمّا الامرأتان فانخرطتا باحتضان الطفلين والأخيرة تبكي من دون صوت؛إذ أن السيارة بدأت تتهاوى،وعندما كان هنري يريد الاتصال بفريق للانقاذ وما إلى ذلك،صرخ السائق لتوماس أن هنالك شاحنة خرجت من الطريق أمامهم،'لا يستطيعون التوقف'،لا يستطيعون فعل شيء،وهنا سمع هنري الأمر وأدلاه للشرطة في الهاتف بسرعة،ليسمع بعدها صرخات ليزا وميرنا،وانقطاع الهاتف بعدها..
بدأت روز بالبكاء بصمت،أما حالها فكان أفضل من التي تشهق بحزن،أكمل دايفيد بعدما رأى حالها:ضمّ توماس الجميع،والاثنتان قامتا بضم الطفلين،وبعدها اصطدمت سيارتهم بالشاحنة المحملة أمامهم،وانقلبت السيارة مرتين،ليحدث حريق عندها،وصلت جميع قوات الطوارئ بسرعة ، الإسعاف،الإطفاء والشرطة أيضًا،تم إيقاف الحريق ، لم ينجُ أحد إلى زاك وسيدرا مع جروح خطيرة..وقد فقدت الأخيرة ذاكرتها،أيّ أنها لا تتذكر ما حدث البتة،لا تتذكر سوى اسمها..قال الطبيب أنها أصيبت برأسها وهذا السبب..
اندهشت روز أكثر..لم تكن تتوقع هذا،صدقًا من كان يتوقع هذا..؟!!
رفعت نظرها الذي أصبح مشتتًا من الدموع التي تغطي مقلتيها.."فظيع،فظيع،فظيع!!،زاك وسيدرا اللذان كانا يحافظان على ابتسامتهما دائمًا،مرّا بهذا..!"
تداركت لأمر ما..بل لسؤال لم ترغب بسؤاله،وكأنها تعرف الإجابة لكن تشك بأمرها،أجاب دايفيد عن تساؤلاتها قائلًا بعدما أعطى منديلًا للتي بقربه:حصلنا على هذه المعلومات من زاك..وبعض الشهود الآخرين بشأن الحادث..
"تمزح صحيح..لمَ أكدت شكوكي؟؟!،،زاك؟؟،،لمَ؟؟،كيف؟؟،،زاك تعايش مع هذا سابقًا!..

أنا آسفة زاك..آسفة،لم أكن أعرف،أنا غبية..ذكرتك دائمًا بوالديك.."

••••
بعد سويعات قليلة،وصل الجميع للمكان المطلوب،"المقبرة"..
ترجل دايفيد من سيارته واضطر لحمل ابنته النائمة،إذ لا يريد تركها هنا..لاحظت روز أن هنالك سيارتان أخريتان غير خاصة دايف،وإحداها من نوع مقارب للّيموزين،تقدمت خلف الجميع واضعة يداها بجيب معطفها حالك السواد..
مشوّا لمدة قصيرة،بينما العشب تحتهم،أجل العشب،فالمقبرة كذلك،أي أنها على أرض مستوية والقبور موزعة بانتظام،أبصرت الجميع بعدما لمحتهم قبل قليل،وأول من وقع نظرها عليه،هو سماويّ العينين الذي ينفخ الهواء الساخن من بين شفتيه المائلتان للون المرجانيّ..!،،يقف بعيدًا،تقدمت كحال من معها إلى أن وصلوا للجميع..
لا يفعلون شيء،جميعهم واقفين من دون حراك،برودتهم ببرودة هذا الطقس..والتوتر حكال الحزن مسيطر..
سيدرا تجلس بجانب قبر والدتها،بينما يضم جورج مينا،كيفين وشقيقاه التوأم بقرب بعضهم بعضًا،وكذا الحال للجميع،يتجمعون قرب ثلاث أموات..!..'ميرنا في الوسط وتوماس على يسارها،وليزا على يمناها..'..
*"لمَ الجميع يبكي بصمت؟؟،ولأول مرة للآن رأيت عمي هنري يبكي،حقًا يبدو مهزوزًا،ولا أرى أن حال عمتي أو خالتي إيفا أفضل،حتى جورج..!،،لكن..زاك وسيدرا هما المحطمان فعليًا..
بذكر هذا أنا لم أرَ..."*
تمالك جورج دموعه وتقدم نحو هنري مربتًا على كتفه،تمالك الآخر نفسه،وبدأ الجميع بالنهوض ومسح دموعهم..تقدم كيفين من دايفيد وقال له محاولًا إظهار ابتسامة طفيفة:سأحملها عنك،مؤكد أنك تعب..
مدها له وقال:أنقذتني حقًا..
توجه الأغلب للسيارة،وهذا يسند ذاك،وما بقي بعد قليلٍ إلّا روز،زاك،سيدرا،دايفيد وتيا..
تقدمت الأخيرة من الأولى لتقول بهدوء:هيا بنا روز..
نبست الشقراء باستنكار:لكن زاك مازال هنا..!
-زاك وسيدرا يبقيان لوقت هنا..
-فهمت..
-هيا بنا إذن..
-اعذريني سأبقى معهما..
التفتت تيا لدايف ولم تقل شيئًا،بل غادرت بهدوء..
توجهت روز بعد برهة لهما..سيدرا مازالت تجلس بقرب قبر والدتها،بينما زاك يجلس وحيدًا بمكانٍ قريب خالٍ..
وحالما وصلت للأولى،نبست بينما نظرت لها والدموع تنهمر من عينيها كالشلالات:أنا لا أتذكرها..لا أتذكر شيئًا..لكن كلما جلست هنا أبدأ بالبكاء من دون سبب..!
لم تعرف روز بما تجيبها لذا انحنت لها،واحتضنتها بشدة،بينما دموعها أبت التوقف،وانهمرت..
بدأت الاثنتان بالبكاء بشدة،وبعد دقائق قليلة،وقد تركت روز سيدرا وجلست بجانبها،تغمض الأخيرة عينيها بألم،وتمسك رأسها بيدها اليمنى..
توارت لها صور مشوشة وغير واضحة..وأهم ما في الأمر رؤيتها لشخص يعطيها ظهره،ويبدأ بالتلاشي..!
ليقطع الأمر صوت زاك الصارخ باسمها..لترمي نفسها بعد ذلك نفسها بين أحضانه وتكمل بكاءها بصمت..
بقي الأمر هكذا لعشر دقائق تقريبًا،دون أن ينبس أحدهم بشيءٍ..
نظر زاك للتي تتشبث بقميصه الأسود بشدة،والتي تغمض عينيها بارتياح..
قال بنفسه:"كعادتها نظل ساهرة وتنام هكذا.."
حملها،وأردف للتي وقفت حالما وقف:هيا بنا..
فانصاعت لأوامره بهدوء..

"* أنا لم أرَ قط قبر والداي...!!!*"
••••
وصل الجميع للقصر،وذهبوا لغرفهم..
وها هي ذي الساعة تعلن الثامنة ليلًا..لينزل الجميع دون استثناء لتناول العشاء..
وبينما تنزل روز السلالم شاردة،تشعر بأحد يسير بقربها..
نظرت لترى كيفين الذي يمشي بهدوء،واضعًا يداه بجيبيّ بنطاله،والذي يبدو بأنه يفكر بأمر ما..
حيّته،ليلتفت لها ويرد تحيتها بمرح..
وصلا لنهاية تلك السلالم دون أن يضيف إحداهما شيئًا..
ليتوجها بعدها لغرفة الطعام،الممتلئة..وعندما جلسا بدأ توزيع الأطباق على الجميع من قبل الخادمات اللواتي كن هنا قبلًا..
نقلت روز أنظارها بين الجميع،لترى بأن الجميع لا يأكلون،بل يحركون ملاعقهم بضياع..ومع أنها كانت جائعة جدًا؛إذ أنها لم تتناول إفطارها ولا حتى غداءها، قاومت قرص معدتها وحافظت على تأنيها بصمت..
نطقت جيا بينما تشد تنورة والدتها:ماما..لم الجميع صامتون هكذا..؟!
تقدم ريو الذي كان قريبًا منها،ليمد يده ويقول:ما رأيكِ أن نلعب بألعاب الفيديو؟؟
وافقته حالًا،وأمسكت بيده لتتوجه معه للخارج..وبعدما خرجا ببضع لحظات،يقف زاك تحت أنظار الجميع ويقول بهدوء،عكس زوابع مشاعره، بينما يمنع شعره روز من رؤية عيناه:المعذرة لا أشعر بالجوع..
وبعدها خرج بينما عيناها تلاحقانه بخطواته الغير متزنة..
عاد الصمت ليسيطر على القاعة،هم يعرفون أن لا أحد منهم سيتناول لقمة واحدة مما أمامه..!
قاطع ذلك الصمت مرة أخرى وقوف روز لتقول بينما توجه نظراتِ حادة للجميع:هذا لن يفيد بأي شيء..
توجهت نظارت الجميع لها وخاصةً كيفين ، أمّا سيدرا فهي بعالم آخر تمامًا..
أردفت بينما لاحت دمعة في عينيها:أحقًا تفعلون هذا كل عام..تسيطرون على الوضع بصمتكم..!
هذا أمرٌ لا طائل منه..
فتحت مينا عينيها على مصرعيهما لتتخيل شخصًا ما بشعرٍ حالكٍ وعينان زمرديتان براقتان يقول بنفس لهجة ونظرات روز:تحاولون فقط عدم مواجهة الأمر..
لتغادر روز بعدها بسرعة ويختفي الطيف كذلك..
وحالما غادرت روز،صرخت تلك الأخيرة بينما عيونها تنهمر:مهلًا..لا ترحل آرثر..!
توجهت نظرات الجميع لها هذه المرة،بينما صدى تحرك كرسيٍّ وخطوات أحدهم قد ترددت في هذا السكون..
وهنا كانت سيدرا التي لربما كانت تستمع لما قالته روز،والتي لربما بدأ أمر بالرجوع لها..
خرجت من القاعة،لتتجه بأقصى خطواتها لأعلى،وتفتح باب غرفتها وترمي بنفسها خلفه من الداخل..
بدأ جسدها بالانزلاق ببطء،بينما الظلام يسيطر عليها..
أمسكت برأسها،وغاصت لداخل ذكرياتها..جمل تريد الخروج،ذكريات تأبى أن تظل سجينة المجهول..
"ابقي دائمًا قوية وتذكري بأني سأبقى دائمًا بقربك عزيزتي"..
"سيدرا..فلتعيشي.."
وآخر الجمل التي كانت مفهومة لديها هو صوت بدا طفوليًا لشخص يعيرها ظهره:''لا أحد يعرفني،فمن يعرفني لا يعرفني''..!
تلاشت كل الصور من رأسها،لتعود للظلام..ودموعها تتسابق على وجنتيها المحمرتان..بينما شيءٌ ما يجبرها على إمساك قلادتها..


••••
طرقت الباب مراتٍ متتالية،استمرت بالطرق حتى فتحه لها بتثاقل كبير،حتى أنه لم يكلف نفسه عناء السؤال عن هوية الطارق،لم تترك له مجالًا للدهشة أو حتى النطق بشيء،بل عانقته بسرعة مما جعله يرجع خطوتين للوراء..
تدارك أمرها عندما قالت:غــــبــــي..تستطيع البكاء..
لحظة..لحظتين..ثلاث..
ليطلق صرخة دوت بأرجاء الغرفة كلها بل أستطيع أن أقول أنه لربما الجميع سمعها،فبعض الخدم الذين يتجولون هنا وهناك قد فعلوا هذا حقًا..
صرخته الوحيدة قبل بكائه الحارق،صرخته بها كل أنواع الألم..الضياع..الوحدة..!
أجلسته بهدوء بينما أكمل بكاءه..لكنه أكمله بصمت مطلق..
سالت دموعها التي قد جففتها قبل قليل..
استمر وضعهما هكذا لبضع دقائق..ليبتعد عنها بهدوء..
وهنا شعر بأن قلبه قد ضخ دمه بالكامل لأعلى..وقبل أن يقول أحدهما شيئًا ينطلق صوت معدتهما..فينظران لبعضهما ويضحكان بشدة..
قال بين ضحكاته:يبدو بأن لا أحد منا تناول شيئًا اليوم..
-أنتَ محق..
ابتسم بهدوء ليردف:إذن سنتناول الطعام الآن..
بادلته ابتسامته بهدوء،لتقف مثله ويتجهان لأسفل..
وبينما يخرجان لأسفل يقول زاك بهمس:شكرًا لكِ..
-هل قلتَ شيئًا؟؟
-أبدًا..
"استطعت أن أخفف عنه ، هذا جيد جدًا.."
حينما داست قدمها الدرجة الأولى للسلالم يفتح خادم باب القصر الداخلي..
ليدخل منه مجموعة أشخاص بلغ عددهم ستة،مع طفل لا يتجاوز السابعة ربيعًا..
رجلٌ يبدو عليه البرود ، عيناه سوداوان كحال بعض خصل شعره التي تخللتها صبغة بلون أشقر ، تقف بجانبه امرأة بدت بسن الأربعين مثله ، شعرها الذي نافس خيوط الشمس بسطوعه يصل لأذنيها،بينما عينيها الخضراوتان ناسبتا فستاننها الرسمي الذي بذات اللون،والذي بان حالما خلعت معطفها الناصع البياض..
تقدمت مينا معانقةً الرجل بينما بادلها العناق بحنان كبير ، بينما اكتفت بمصافحة الشقراء بقربه..
بينما تقدمت سيدرا التي كانت هنا من شابٍ أسود الشعر والعينين ، وفتاة بجانبه ترتدي نظارات طبية سميكة بيضاء،تغطي عينيها العسليتان،وتربط شعرها الذي بذات لون عينيها ،على شكل ضفيرة على كتفها الأيمن..تمسك بيدها اليمنى حقيبةً يدٍ كبيرة بعض الشيء وبقربها فتًى بنفس عينيها وشعر والده الكثيف..
نبست بمرح لهم:اشتقت لكم حقًا..
بينما يقف شاب بدا في بداية العشرينات بجانب امرأة بدت في أوساطها ، تشبه الشقراء تلك تمامًا،أما الشاب فهو كاحل العينين بني الشعر..
تقدم هنري وإيفا مع جورج لهم،بينما ابتسم ذاك الأخير مصافحًا لمن أمامه قائلًا بمرح:مرّ زمن طويل لم أركَ مايكل..أين أنت يا رجل؟؟
قابله بذات مرحه تقريبًا:صدقًا كنت معك قبل أسبوعين يا رجل..
ضحك من كان بقربهم بشدة،بينما اقترب الشاب قائلًا بهدوء مائلٍ للبرود:مساء الخير..
ضرب جورج ظهره مردفًا:كبرت حقًا إيفان..
تألم إيفان بهدوء ليقول:هل أعتبر هذا مديحًا منك..؟!
-اعتبره ما شئت..
تقدمت الأخرى والتي تمتلك جسد عارضات الأزياء،وقالت بانزعاج:أمي أنا متعبة..
نظرت تيا نحوها وقالت بهدوء محاولةً إخفاء سخطها:أوووه أظن أن عليكِ أخذ قسطٍ من الراحة سمانثا..
حركت خصلة من شعرها لتقول بهدوء،بذات نبرة هدوء تيا:أظن أنك محقة تيا..
أجابتها هذه المرة إيفا والتي تعلم بأن ابنتها الكبرى لا تطيق هذه الفتاة أبدًا:اذهبي لتدلك الخادمة على غرفتك عزيزتي..
ابتسمت ابتسامةً بدت حقًا جذابة وخبيثة لتقول:أشكركِ سيدتي..
لتتقدم بعدها مع الخادمة تلك..
أكمل الجميع كلامهم بينما يتمشون نحو قاعة الضيوف الكبيرة..
تكلم زاك الذي فوق مع نفسه بسخرية بصوت تستطيع روز سماعه:يبدو بأن كيفين سيستغل العمل الآن..
وهاته الكلمات كانت كفيلة بجعل من تتمشى بتفاخر على السلالم تغتاظ..
أكمل بذات السخرية بينما روز تنظر له بعدم فهم:هه،للمرة الأولى سأشفق على ذلك الكيفين..
ليخطي خطواته نحو الأسفل مانعًا لمشكلة كبيرة من الوقوع ، بينما المدعوة سمانثا تنظر له بحقد..
قالت روز بينما تمشي معه:من هؤلاء..؟!
نظر نحوها وقال بزفير:اذهبي لتشبعي قضولكِ روزي..
رمشت مرتين لتقول ببلاهة:أهم..
ضحك بهدوء بينما تخطاهى قاصدًا الباب ، نظر لها بينما لم تتحرك من مكانها،وابتسم لتبان أسنانه اللؤلؤية مردفًا:أعتذر،يبدو بأننا لن نتناول الطعام الآن..عليّ القيام بأمرٍ ما..
ليخرج بهدوء بعدها..أمّا روز توجهت نحو الجميع..
وبينما تمشي تجاههم ترى رينا قادمة من الجهة المقابلة لها،تكلمت ببرود حالما وصلتها:الجميع يريدونك..
همهمت إيجابيًا وأكملت سيرها معها بتوتر وارتباك..
وصلتا للغرفة أخيرًا،بينما أصوات نقاشٍ حاد وصراخ يتعالى..
لتسمع صوت هنري يقول بعدها قاطعًا كلامهم غير المفهوم:هذا يكفي،ليس هذا وقت النقاش..سيأتي أبي قريبًا..
فتحت روز عيناها قائلةً بنفسها:"جدي..أليس برحلة عمل؟!.."
فتحت رينا الباب ، لينظر الجميع لسبب فتحه، وحالما دخلت روز ورآها المدعو مايكل وتلك السيدة بقربه،توسعت عيناهما على مصراعيها..
لتقول الأخيرة بغير تصديق:فيكتوريا..!!
أطلقت روز صوتًا غير مسموع ، بينما قال مايكل بعدما بدى طبيعيًا أكثر:كلا..تمتلك عينا آرثر..
وهنا تدخلت إيفا جاعلةً الجميع يحدق بها باستغراب،وجاعلةً هنري ينظر لها بحدة،إذ قالت:من يمتلك عينا آرثر حقًا هو جـايـ..
وقبل أن تكمل نبهها هنري على لسانها السليط مناديًا باسمها..لتبلع باقي كلامها بهدوء..
وعندها كان مايكل يتقدم تجاه روز بهدوء،ليقول عندها:إيفا محقة،لكن روز هي المفضلة..
أمالت المعنية برأسها ، بينما سعل هنري لينظر له أخاه الأصغر،انتصب أمام الجميع ليوجه حديثه لروز قائلًا بابتسامة عريضة:احم احم..من هو أمامك الآن هو مايكل أكيتسكي،أخي الأصغر أو بمعنًى آخر عمك الثاني..والتي بقرب إيفا هناك هي زوجته جوليانورا،وجهت روز مظرها نحو التي كان البرود والغرور يشع منها تمامًا كالتي التقتها فوق،مرر هنري سبابته للمدعو إيفان الذي كان يضع سماعات بيضاء بأذنيه ليردف:وهذا الشاب هناك يدعى إيفان الابن الثاني لهما،أما ابنتهما الأولى فهي فوق وتدعى سمانثا،أما تلك الفتاة التي ترتدي نظارة طبية فهي زوجة ابني الأكبر العزيزة وتدعى ماريا والذي بقربها هو ابنها بيير المشابه لاسم والده بيتر..
نبست من دون وعي:عائلتك حقًا كبيرة..
ضحك البعض بينما انتبهت لنفسها لتخجل ممّا قالت،وهنا قال بيتر بمرح:إنها عائلتكِ أيضًا..
ابتسمت بهدوء،لينتلق صوت معدتها مما جعلها تخجل أكثر وأكثر ، ومما زاد من ضحك الجميع..
••••



"أبرقي أبرقي يا نجمتي الصغيرة"

-تبًا،دائمًا ما أنسى هذه الأغنية..
على سطح أحد الفنادق الضخمة،تتمشى تلك الفتاة على سور هذا السطح غير آبهة بأن أي زلةٍ صغيرة ستودي بحياتها..
بينما رجل يصيح من الخلف والذي يبدو بأنه مدير الفندق الضخم..يحيط به مجموعة من رجال الآمن وموظفي الفندق..
نظرت له بهدوء لتقول مدعيةً الانزعاج:يا للإزعاج..!،ثم أكملت بينما توازن نفسها بقدم واحدة وتضع الأخرى في الهواء ، وعلى وجهها ترتسم ابتسامة جميلة هادئة:لا تقلق،لم يحن موعد موتي بعد..!
رمقها بهدوء وتوتر،بينما تقدمت منها موظفة راجيةً منها النزول..
إن ماتت هذه الفتاة فهذا يعني موت جميع الموجودين هنا ، فهي إحدى أشهر الشخصيات..
"أليكس ميغز" ابنة أشهر صاحب شركات تجارية بأمريكا ، وابنة ممثلة محبوبة من قبل الجميع..
نظر نحو تلك الانتحارية بنظره والتي، يتنافس بريق عينيها الفاتحتان، مع لمعان النجوم في السماء السوداء..
بينما شعرها المحمر يتطاير بعشوائية..

••••



السلام عليكم يا متابعي روايتي..
أظن أن هذا أطول بارت أكتبه ، لكن للأسف فأنا لم أعد السطور..
لكم حرية التعليق على هذا البارت..
مع اعتذاراتي لأن الشبكة لا تسمح لي ببعث الروابط حاليًا..
رد مع اقتباس
  #259  
قديم 08-12-2016, 04:59 PM
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حالك
اول رد لي يا سلام
البارات رووووووعة فقد بدأت بعض الأمور توضح لروز حقا
والكثير من الألغاز تنحل

لا داعي للاعتذار أقدر ظروفك
دمتي في رعاية الله وحفظه ⚘😍
صَاعِقَةٌ likes this.
رد مع اقتباس
  #260  
قديم 08-12-2016, 05:05 PM
 
رواية رائعة
وبارت مذهل سلمت يداك حبيبتي ودمت بود الرحمن عزيزتي
صَاعِقَةٌ likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايتي الأولي:"كسرت برودي وكبريائي..فأحببتها" Aella.Cullens روايات و قصص الانمي 31 02-07-2017 11:01 AM
روايتي الأولى هنا " عائلتي مرجوجةة و افتخرر " عبير الندى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 37 01-14-2014 11:03 AM
روايتي الأولى " سأنتظرك رغم الظروف القاسيه فربما تكون من نصيبي " " سأرحــل أعتـذر لكم " روايات و قصص بالعاميه 13 10-20-2013 04:28 AM
روايتي الأولى بعنوان " أكره الشمس " ɱiss.Loɳɛly• أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 206 09-28-2013 04:22 AM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 08:21 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011