|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -13 !! سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -13 سيرة سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام مِنْ دروسٍ لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ . هذا هو الرَّجل المغوار : وقف سيدّنا عليٌّ رضي الله عنه : يوم الخندق ، أمام أحد الفرسان الأعداء ، وهو : عمرو بن عبد وُدٍّ ، فتسلل هذا المُشرك : الفارس إلى صف المسلمين ، ووقف أمام عليّ كرَّم اللهُ وجهه : وجهاً لوجه ، وقال : " يا عمرو : إنك كنتَ عاهدت الله ، أنْ لا يدعوك رجل ، مِنْ قريش ، إلى إحدى خلتين ، إلا أخذتها منه ، فأجابه عمرو : أجل ، قال عليٌّ : فإنّي أدعوك إلى اللهِ ، وإلى رسولهِ ، وإلى الإسلامِ , فقال عمرو : لا حاجة لي إلى ذلك , قال عليٌّ : أنا أدعوك ، إلى النزال , قال عمرو : لِمَ : يا ابن أخي !!! ، فو اللات ، ما أحب ، أنْ أقتلك ؟ قال عليٌّ : لكنني ، والله أحبّ ، أنْ أقتلك !!!, فغضب عمرو ، وأخذته حميَّة الجاهلية ، واقتحم عنْ فرسه وعقره ، ثُمَّ هجم على ، علِيٍّ كرَّم الله وجهه ، الذي تلقاه ، بعنفوانٍ أشد ، وخاض معه نزالاً رهيباً ، لمْ تطل لحظاته ، حتى رفع عليٌّ سيفه المنتصر ، بينما كان خصمه : عمرو بن عبد ودّ ـــ مجندلاً علـى الأرض صريعاً " . ولقد وقف هذا الصَّحابي ، مواقف بطولية رائعة جداً ، ففي أكثر مواقفه ، كما يقول الناس : وضع روحه على كفه . الحقيقة : يجب ، أنْ توقن ، أنَّ انتهاء الحياة ، لا يمكن أنْ يكون ، إلا إذا انتهى الأجل ، لأنَّ الشَّجاعة ــ لا تقرب أجلاً ، واقتحام المخاطر ، في سبيل الله ـــ لا ينهي حياةً ، فسيدّنا عليّ كرَّم الله وجهه ، اقتحم أخطارًا كثيرة ، وعرَّض نفسه ، لمواقف صعبة جداً ، كان في كلّ موقفٍ ، أقلّ ما فيه ، أنَّه يكاد يخسر حياته ، فلذلك ، عندما يقف المُسلم ، هذه المواقف البطولية ، يشعر : أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، راضٍ عنه . ثقة النَّبيّ بعليٍّ وهذه المواقف دليل ذلك : في فتح مكة ، كان الزَّعيم الأنصاري : سعد بن عبادة ، يحمل الراية ، على رأس كتيبةٍ كبيرةٍ ، مِنْ المسلمين ، ولمْ يكد ، يرى أطراف مكة ، حتى استفزته ذكرياتٌ قديمة ، وذكريات عداء قريشٍ للمسلمين ، فصاح قائلاً ، وسط النَّشوة ، التي تستخف الأحلام : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الكعبة ، وسمعه بعض أصحاب رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فروعهم هذا النّداء ، وسارع : عمر بن الخطاب ، إلى النَّبيِّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، ونقل إليه ، كلمات سعد ، وقال مُعقبّاً عليها : يا رسول الله : ما نأمن ، أنْ يكون : لسعدٍ ، في قريشٍ صولة ، فكأنهم خافوا ، أنْ يفتح سعدٌ ، مع قريشٍ قتالاً ، فما كان ، مِنْ النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، إلا أنْ نادى عليّاً كرَّم الله وجهه على الفور ، وقال : "أدركْ سعداً , وخذ الرَّاية منه ، فكنْ أنتَ الذي تدخل بها " ، ( ورد في الأثر ). فسيدّنا عليّ ، نفَّذ هذه المُهمّة ، وأخذ الرَّاية ، ودخل مكة ، دون ، أنْ يهرق دماً ، مراعاةً ، لتوجيهات النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام . هناك مشهد آخر دقيق : سيدّنا خالد ، كان على رأس إحدى السّرايا ، أمره النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، أنْ يسير بأسفل تهامة ــ داعياً لا مُقاتلاً ، وعند قبيلة : بني خزيمة بن عامر ، تصرَّف أحد رجالها تصرفاً ، فتسرع تجاهه سيدّنا خالد ، فأعمل فيهم السَّيف !!! ، ووصل الخبر ، إلى النَّبيِّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فغضب وحزن ، وبَرئ ، إلى اللهِ ، مِمَّا صنع خالد ، ثُمَّ رأى عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، أنْ يبادر ، بإرسال رسول سلامٍ , وكان : ابن أبي طالب ــ ذاك الرَّجل ، دعاه النَّبيّ , وقال له : " يا عليّ ، أخرجْ ، إلى هؤلاء القوم ، فانظرْ ، في أمرهم , واجعلْ أمر الجاهلية ، تحت قدميك " ، ( ورد في الأثر ). المنازعات ، العصبية الجاهلية ، العنجهية ، الخصومات ، هذه سمَّاها النَّبيّ : جاهليّة ، وهكذا فعل : الإمام عليّ ، حتى إنَّ هذا الإمام الجليل ، دفع دِيَّة القتلى ، الذين قُتلوا ، في أثناء فتح مكة . أبو سفيان ، الذي حارب النَّبيّ ـــ عشرين عاماً ، في أثناء هذه الفترة الطويلة ، بعد صلح الحديبية ، ونقض قريشٍ لهذا الصلح ، وتهيؤ النَّبيّ لقتال قريش ، خاف القرشيّون : أنْ يغزوهم النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فذهب أبو سفيان : بنفسه إلى المدينة المنورة ، ليطيِّب قلب النَّبيّ ، وليعيد العمل بوثيقة ــ صلح الحديبية ، وليجدده ، فدخل على ابنته : أم حبيبة ، وكانت إحدى زوجات النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فأبتْ ابنتُه ، أنْ تُجلسه على فراش رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، وكان مبسوطاً ، في فناء حجرتها ــ ساعة دخوله ، فطوته عنه ، ولمَّا عاتبها في صنيعها , بقوله : " أضننتِ به عليّ ، أمْ ضننتِ عليه بي ؟ قالتْ : إنك مٌشرك ، وفراش رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، لا يطأه مُشرك " ، فهذا الانتماء العظيم . وعاد إلى مكة ــ خائب المسعى ، جلس يحدث قريشاً ، عنْ محاولته ، فقال فيما قال : " جئت : ابن أبي قحافة ــ فلم أجد منه عوناً ، وجئت : ابن الخطاب ــ فوجدته أعدى العدو , لقد قال لي : أأنا أشفع لكم عند رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ؟ والله ، لو لمْ أجد ، إلا الذر ، لجاهدتكم به ، وجئتُ عليَّاً ــ فوجدته ألين القول " , فكلّ صحابي له مُوقف , وهذا المُوقف مبرر , وهذا المُوقف له وجهة نظر . أذكر ، مرَّة : أنَّ سيدّنا عثمان بن عفَّان رضي الله عنه ، كان في حضرته رجل ، فدخل إنسان إليه , وسأله حاجة ، أعطاه إياها ، فبكى هذا الرَّجل ، قال : " ما يبكيك ؟ قال : الله الله ، تغير الزَّمان !! ، كنتُ في عهد عمر ، وسألته هذه الحاجة ، فأبى ، أنْ يعطيها ، فسيدّنا عثمان : غضب , وقال : أنا أعطيت لله , وعمر منع لله " , يعني اجتهادات . فنحنُ ، إذا وجدنا خلافاً طفيفاً ، في مواقف الصَّحابة ، فعلينا ، أنْ ــ نأوّل هذا الاختلاف باجتهاد ، وكلّ مُجتهد ، له منْ اجتهاده نصيب ، والمُجتهد : إذا أصاب فله أجران ، وإذا أخطأ له أجر !!! ، وأنتَ دائماً ، إذا رأيت موقفاً ، مِنْ أخيك ، لمْ تجد له تفسيراً مقبولاً , قل : لقدْ اجتهد ، لعلّه اجتهد ، فلمْ يصب ، برئ نيتك من السُّوء . مَنْ لوازم إيمان المُؤمن محبة هذا الصَّحابي : وللنَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، قولٌ شهير ، خاطب به ، هذا الإمام الجليل ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ, قَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِعَلِيٍّ : " أَمَا تَرْضَى ، أَنْ تَكُونَ مِنِّي ، بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى " ، ( أخرجهما البخاري ومسلم : عن سعد بن أبي وقاص ، في الصحيح ). أي : كان يده اليُمنى ، وكان وزير النَّبيّ , وحسبكم قول النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام: " أنا مدينة العلم ، وعليٌّ بابها " ، ( ورد في الأثر). ومحبه هذا الإمام الجليل : مِنْ ، لوازم إيمان المؤمن ، لأنَّه ـــ لا يبغض أصحاب رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام : إلا المُنافق ، هم أصحابه ، الذين اختارهم الله له , والذين كانوا عونه ـ في حروبه , وفي دعوته , وفي كلّ أحواله ، لا ينتقص مِنْ قدر أصحاب النَّبيّ : إلا جاهلٌ أو منافقٌ , وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ ، فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ ــ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي ــ فَقَدْ آذَى الله ، وَمَنْ آذَى الله ، يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ " ، ( أخرجه الترمذي ، في سننه ، وأحمد ، في مسنده ). وأجمل ما قيل : " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " , يعني حادثة لا تُعرَف أبعادها ، ولم تَكتشِف حكمتها ، ظاهرها لا يرضيك ، عن أصحاب رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فالأكمل والأَولى ، أنْ تطوي عنها الصفح ، لأنّه ، كما قلتُ قبل قليل ، هناك في التاريخ شيءٌ ، يعد عبئاً علينا ، وهناك شيءٌ ، يعد حافزاً لنا ، فاختر مِنْ التاريخ ، ما يُحفزّك إلى البطولة , ودع منه ما يكون عبئاً عليك ، ويثبِّط عزيمتك خاتمة الدرس : آخر كلمة : أُذكركم بها , أنَّ الخلفاء الأربعة الرَّاشدين ، نعلِّق أهميةً كبرى على مواقفهم ، وعلى بطولاتهم ، لأنّه ُشرع لنا ، أنْ نقتديَ بهم , وببطولاتهم , وبتواضعهم ، وبزهدهم ، وبورعهم ، وبعلمهم ، وبجرأتهم ، وبشجاعتهم ، هؤلاء الأربعة . فعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ , يَقُولُ : " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَاتَ يَوْمٍ ، فَوَعَظَنَا ، مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ : عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " ، ( أخرجه الترمذي ، في سننه ، وأحمد ، في مسنده ). يتبع رجاءاً جمعها مع التنسيق عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 11 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 04-07-2016 08:47 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 12!! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 0 | 03-31-2016 09:32 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 6 | 03-26-2016 07:35 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -9 !! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 7 | 03-23-2016 09:40 PM |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 1!! | abdulsattar58 | نور الإسلام - | 2 | 03-23-2016 09:21 PM |