عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2016, 04:33 PM
 
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -13 !!

سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -13
سيرة
سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام
مِنْ دروسٍ
لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي
حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ .
هذا هو الرَّجل المغوار :
وقف سيدّنا عليٌّ رضي الله عنه : يوم الخندق ، أمام أحد الفرسان الأعداء ، وهو : عمرو بن عبد وُدٍّ ، فتسلل هذا المُشرك : الفارس إلى صف المسلمين ، ووقف أمام عليّ كرَّم اللهُ وجهه : وجهاً لوجه ، وقال : " يا عمرو : إنك كنتَ عاهدت الله ، أنْ لا يدعوك رجل ، مِنْ قريش ، إلى إحدى خلتين ، إلا أخذتها منه ، فأجابه عمرو : أجل ، قال عليٌّ : فإنّي أدعوك إلى اللهِ ، وإلى رسولهِ ، وإلى الإسلامِ , فقال عمرو : لا حاجة لي إلى ذلك , قال عليٌّ : أنا أدعوك ، إلى النزال , قال عمرو : لِمَ : يا ابن أخي !!! ، فو اللات ، ما أحب ، أنْ أقتلك ؟
قال عليٌّ : لكنني ، والله أحبّ ، أنْ أقتلك !!!, فغضب عمرو ، وأخذته حميَّة الجاهلية ، واقتحم عنْ فرسه وعقره ، ثُمَّ هجم على ، علِيٍّ كرَّم الله وجهه ، الذي تلقاه ، بعنفوانٍ أشد ، وخاض معه نزالاً رهيباً ، لمْ تطل لحظاته ، حتى رفع عليٌّ سيفه المنتصر ، بينما كان خصمه : عمرو بن عبد ودّ ـــ مجندلاً علـى الأرض صريعاً " .
ولقد وقف هذا الصَّحابي ، مواقف بطولية رائعة جداً ، ففي أكثر مواقفه ، كما يقول الناس : وضع روحه على كفه .
الحقيقة : يجب ، أنْ توقن ، أنَّ انتهاء الحياة ، لا يمكن أنْ يكون ، إلا إذا انتهى الأجل ، لأنَّ الشَّجاعة ــ لا تقرب أجلاً ، واقتحام المخاطر ، في سبيل الله ـــ لا ينهي حياةً ، فسيدّنا عليّ كرَّم الله وجهه ، اقتحم أخطارًا كثيرة ، وعرَّض نفسه ، لمواقف صعبة جداً ، كان في كلّ موقفٍ ، أقلّ ما فيه ، أنَّه يكاد يخسر حياته ، فلذلك ، عندما يقف المُسلم ، هذه المواقف البطولية ، يشعر : أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، راضٍ عنه .
ثقة النَّبيّ بعليٍّ وهذه المواقف دليل ذلك :
في فتح مكة ، كان الزَّعيم الأنصاري : سعد بن عبادة ، يحمل الراية ، على رأس كتيبةٍ كبيرةٍ ، مِنْ المسلمين ، ولمْ يكد ، يرى أطراف مكة ، حتى استفزته ذكرياتٌ قديمة ، وذكريات عداء قريشٍ للمسلمين ، فصاح قائلاً ، وسط النَّشوة ، التي تستخف الأحلام : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الكعبة ، وسمعه بعض أصحاب رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فروعهم هذا النّداء ، وسارع : عمر بن الخطاب ، إلى النَّبيِّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، ونقل إليه ، كلمات سعد ، وقال مُعقبّاً عليها : يا رسول الله : ما نأمن ، أنْ يكون : لسعدٍ ، في قريشٍ صولة ، فكأنهم خافوا ، أنْ يفتح سعدٌ ، مع قريشٍ قتالاً ، فما كان ، مِنْ النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، إلا أنْ نادى عليّاً كرَّم الله وجهه على الفور ، وقال :
"أدركْ سعداً , وخذ الرَّاية منه ، فكنْ أنتَ الذي تدخل بها " ، ( ورد في الأثر ).
فسيدّنا عليّ ، نفَّذ هذه المُهمّة ، وأخذ الرَّاية ، ودخل مكة ، دون ، أنْ يهرق دماً ، مراعاةً ، لتوجيهات النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام .
هناك مشهد آخر دقيق : سيدّنا خالد ، كان على رأس إحدى السّرايا ، أمره النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، أنْ يسير بأسفل تهامة ــ داعياً لا مُقاتلاً ، وعند قبيلة : بني خزيمة بن عامر ، تصرَّف أحد رجالها تصرفاً ، فتسرع تجاهه سيدّنا خالد ، فأعمل فيهم السَّيف !!! ، ووصل الخبر ، إلى النَّبيِّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فغضب وحزن ، وبَرئ ، إلى اللهِ ، مِمَّا صنع خالد ، ثُمَّ رأى عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، أنْ يبادر ، بإرسال رسول سلامٍ , وكان : ابن أبي طالب ــ ذاك الرَّجل ، دعاه النَّبيّ , وقال له :
" يا عليّ ، أخرجْ ، إلى هؤلاء القوم ، فانظرْ ، في أمرهم , واجعلْ أمر الجاهلية ، تحت قدميك " ، ( ورد في الأثر ).
المنازعات ، العصبية الجاهلية ، العنجهية ، الخصومات ، هذه سمَّاها النَّبيّ : جاهليّة ، وهكذا فعل : الإمام عليّ ، حتى إنَّ هذا الإمام الجليل ، دفع دِيَّة القتلى ، الذين قُتلوا ، في أثناء فتح مكة .
أبو سفيان ، الذي حارب النَّبيّ ـــ عشرين عاماً ، في أثناء هذه الفترة الطويلة ، بعد صلح الحديبية ، ونقض قريشٍ لهذا الصلح ، وتهيؤ النَّبيّ لقتال قريش ، خاف القرشيّون : أنْ يغزوهم النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فذهب أبو سفيان : بنفسه إلى المدينة المنورة ، ليطيِّب قلب النَّبيّ ، وليعيد العمل بوثيقة ــ صلح الحديبية ، وليجدده ، فدخل على ابنته : أم حبيبة ، وكانت إحدى زوجات النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فأبتْ ابنتُه ، أنْ تُجلسه على فراش رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، وكان مبسوطاً ، في فناء حجرتها ــ ساعة دخوله ، فطوته عنه ، ولمَّا عاتبها في صنيعها , بقوله :
" أضننتِ به عليّ ، أمْ ضننتِ عليه بي ؟
قالتْ : إنك مٌشرك ، وفراش رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، لا يطأه مُشرك " ، فهذا الانتماء العظيم .
وعاد إلى مكة ــ خائب المسعى ، جلس يحدث قريشاً ، عنْ محاولته ، فقال فيما قال : " جئت : ابن أبي قحافة ــ فلم أجد منه عوناً ، وجئت : ابن الخطاب ــ فوجدته أعدى العدو , لقد قال لي : أأنا أشفع لكم عند رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ؟ والله ، لو لمْ أجد ، إلا الذر ، لجاهدتكم به ، وجئتُ عليَّاً ــ فوجدته ألين القول " , فكلّ صحابي له مُوقف , وهذا المُوقف مبرر , وهذا المُوقف له وجهة نظر .
أذكر ، مرَّة : أنَّ سيدّنا عثمان بن عفَّان رضي الله عنه ، كان في حضرته رجل ، فدخل إنسان إليه , وسأله حاجة ، أعطاه إياها ، فبكى هذا الرَّجل ، قال : " ما يبكيك ؟ قال : الله الله ، تغير الزَّمان !! ، كنتُ في عهد عمر ، وسألته هذه الحاجة ، فأبى ، أنْ يعطيها ، فسيدّنا عثمان : غضب , وقال : أنا أعطيت لله , وعمر منع لله " , يعني اجتهادات .
فنحنُ ، إذا وجدنا خلافاً طفيفاً ، في مواقف الصَّحابة ، فعلينا ، أنْ ــ نأوّل هذا الاختلاف باجتهاد ، وكلّ مُجتهد ، له منْ اجتهاده نصيب ، والمُجتهد : إذا أصاب فله أجران ، وإذا أخطأ له أجر !!! ، وأنتَ دائماً ، إذا رأيت موقفاً ، مِنْ أخيك ، لمْ تجد له تفسيراً مقبولاً , قل : لقدْ اجتهد ، لعلّه اجتهد ، فلمْ يصب ، برئ نيتك من السُّوء .
مَنْ لوازم إيمان المُؤمن محبة هذا الصَّحابي :
وللنَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، قولٌ شهير ، خاطب به ، هذا الإمام الجليل ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ, قَالَ النَّبِيُّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِعَلِيٍّ :
" أَمَا تَرْضَى ، أَنْ تَكُونَ مِنِّي ، بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى "
، ( أخرجهما البخاري ومسلم : عن سعد بن أبي وقاص ، في الصحيح ).
أي : كان يده اليُمنى ، وكان وزير النَّبيّ , وحسبكم قول النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام: " أنا مدينة العلم ، وعليٌّ بابها " ، ( ورد في الأثر).
ومحبه هذا الإمام الجليل : مِنْ ، لوازم إيمان المؤمن ، لأنَّه ـــ لا يبغض أصحاب رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام : إلا المُنافق ، هم أصحابه ، الذين اختارهم الله له , والذين كانوا عونه ـ في حروبه , وفي دعوته , وفي كلّ أحواله ، لا ينتقص مِنْ قدر أصحاب النَّبيّ : إلا جاهلٌ أو منافقٌ , وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ ، فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ ــ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي ــ فَقَدْ آذَى الله ، وَمَنْ آذَى الله ، يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ " ، ( أخرجه الترمذي ، في سننه ، وأحمد ، في مسنده ).
وأجمل ما قيل : " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " , يعني حادثة لا تُعرَف أبعادها ، ولم تَكتشِف حكمتها ، ظاهرها لا يرضيك ، عن أصحاب رسول الله عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، فالأكمل والأَولى ، أنْ تطوي عنها الصفح ، لأنّه ، كما قلتُ قبل قليل ، هناك في التاريخ شيءٌ ، يعد عبئاً علينا ، وهناك شيءٌ ، يعد حافزاً لنا ، فاختر مِنْ التاريخ ، ما يُحفزّك إلى البطولة , ودع منه ما يكون عبئاً عليك ، ويثبِّط عزيمتك
خاتمة الدرس :
آخر كلمة : أُذكركم بها , أنَّ الخلفاء الأربعة الرَّاشدين ، نعلِّق أهميةً كبرى على مواقفهم ، وعلى بطولاتهم ، لأنّه ُشرع لنا ، أنْ نقتديَ بهم , وببطولاتهم , وبتواضعهم ، وبزهدهم ، وبورعهم ، وبعلمهم ، وبجرأتهم ، وبشجاعتهم ، هؤلاء الأربعة .
فعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ , يَقُولُ : " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَاتَ يَوْمٍ ، فَوَعَظَنَا ، مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ : عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " ، ( أخرجه الترمذي ، في سننه ، وأحمد ، في مسنده ).
يتبع رجاءاً
جمعها مع التنسيق
عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 11 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 6 04-07-2016 08:47 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 12!! abdulsattar58 نور الإسلام - 0 03-31-2016 09:32 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 8 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 6 03-26-2016 07:35 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -9 !! abdulsattar58 نور الإسلام - 7 03-23-2016 09:40 PM
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 1!! abdulsattar58 نور الإسلام - 2 03-23-2016 09:21 PM


الساعة الآن 11:00 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011