عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #56  
قديم 09-24-2016, 12:25 AM
 
>> 21 <<

~ جوليا ~
مرت ساعتان على مغادرة ساي والبقية ، وحتى الآن لم يحدث شيء ..
يبدو أنني كنت قلقة من اللا شيء ، سمعت الآنسة يومي تقول : ما بك يا جوليا تبدين شاردة الذهن ؟؟

قلت بإبتسامة باهتة : لا لاشيء ..
قالت غير مصدقة لما قلته : منذ أن استيقظت وأنت لا تبدين طبيعية ، هل حصل شيء بينما كنت نائمة ؟؟


لم أجب عليها وأنا لا أزال غير مصدقة بأن السيد كازوما متآمر مع خاطفي ، أنا الحمقاء التي ظننت أنه طيب القلب ..
أفزعني صوت الآنسة يومي وهي تصرخ في وجهي : جولياااااا أنا أتحدث إليك ..


قلت وأنا أبتسم ببلاهة : هاا ماذا قلت ؟؟
هزت رأسها بيأس قائلة : لا فائدة من التحدث معك ، يبدو أنك مشغولة البال كثيراً ، وهناك شيء ما يشغل تفكيرك ..

لم أرد عليها حين سمعت صوت صرير الباب ، ليظهر منها كل من السيد كازوما والمعلمة راي ..
تسارعت نبضات قلبي حين رأيتهم ، حدسي كان في مكانه ، هناك شيء غير سار سيحصل لي ..

تقدم الإثنان بإتجاهي ، والرعب يتسلل إلى قلبي ..
قالت الآنسة يومي وهي تشهق عالياً: هي أنت ألست معلمة الكيمياء ؟؟ ماذا تفعلين هنا ؟؟ هل أنت هنا لإنقاذنا ؟؟

أطلقت المعلمة راي ضحكة عاالية ، لتسألني الآنسة يومي : جوليا أليست هذه معلمة في مدرستك ؟؟ لقد رأيتها قبلاً ..
قلت بإبتسامة ساخرة : بلى هي معلمة في مدرستنا ، لكنها ليست هنا لإنقاذنا كما تظنين ..


تحدثت المعلمة راي بعد أن هدأت قليلاً : جوليا محقة ، فكيف لي أن أنقذك وأنا التي أمرت أخي بإختطافك ؟؟

قالت الآنسة يومي بصدمة : لكن لماذا ؟؟

لم تجب راي عليها وأخذت تفتح قفل الباب ، وبعد أن دخلت توجهت نحو الآنسة يومي ، ورفعت يدها عالياً لتصفعها على وجهها بقوة ..

وقالت بنبرة مليئة بالكراهية : هل عرفت لماذا الآن ؟؟
إندفعت نحوها بسرعة وغضب ، ووجهت نحوها لكمة على وجهها ، جعلها تسقط أرضاً..

قلت بنبرة حادة وأنا أرمقها بنظرات مرعبة : على الرغم من أنني لم أعتد على ضرب الإناث إلا أنك تستحقين ذلك ..
وأكملت بنبرة تحذيرية : إياك وأن تمسي شعرة من الآنسة يومي ، وإلا دفعت الثمن غالياً ..


وقفت الآنسة راي بمساعدة السيد كازوما ، ويبدو أنها لم تستوعب ما حصل لها ، قالت وهي تنظر إلي بصدمة : ماذا فعلتي للتو ؟؟

إبتسمت في وجهها بكل براءة ، كما لو أنني لم أفعل شيئاً ، وأنا أرمقها بنظرات غبية ، جعلها تستشيط غضباً ..
وصرخت عالياً : كيف تجرؤين على لكمي أيتها الحقيرة ؟؟

بعدها إندفعت نحوي بسرعة رغبة في الإنتقام مني ، لكنني لم أتزحزح ولو قليلاً ..
فلو أرادت ضربي فلا مانع عندي ..

أنا ضربتها لأنها آذت الآنسة يومي ، ولن أمنعها من ضربي إن أرادت ذلك ، فلا أظن أن الأمر سيكون مؤلمما ..


لكن السيد كازوما أمسكها وهو يقول : راي إهدئي قليلاً ، لا تنسي أننا هنا لإصطحابها معنا ، والسيد ساي هو من سيأخذ بثأرك ..

قالت بغضب عارم وهي تحاول الإفلاات من قبضة السيد كازوما : دعني لن أتركها وشأنها ، كيف تجرؤ على لكم وجهي الجميل ؟؟


قال السيد كازوما بحزم : يكفي يا راي ، فالسيد ساي سيغضب حقاً ، وأنت تعلمين ما سيحصل إذا ما غضب ..

هدأت الآنسة راي قليلاً لكنها لم تقل شيئاً ، ويبدو أن كلاهما يخشيان ذلك المدعو ساي ..
بينما نظر إلي السيد كازوما وقال : تعالي معنا يا جوليا ..

بلعت ريقي بخوف ، وسرت معهما على الرغم من معارضة الآنسة يومي،. لكنني وعدتها بأني سأحاول أن أعود إليها سالمة ، وغادرنا المكان تاركين الآنسة يومي غارقة في دموعها ..


كنت أسير معهما ووجهي مكسو بالبرود ، وتصرفاتي هادئة كثيراً ، على الرغم من أنني أكاد أموت خوفاً ، ولكنني لا إحب إبراز الجانب الضعيف مني ..

صرخت المعلمة راي فجأة : لماذا أنت صامتة ؟؟ هل تظنين أننا قد استدعيناك لنحررك ؟؟ توسلي إلينا واطلبي الرحمة والعفو ..
وقفت فجأة ، والتفت إلى الخلف حيث السيد كازوما والآنسة راي يسيران خلفي ..

شبكت أصابعي ببعضها ووضعتها أسفل ذقني وقلت وأنا أسبل عيني برقة ، وأقول بصوت ناعم : أرجوكما حرراني أتوسل إليكما ..

دفعتني المعلمة راي وقالت بغضب : هل تحاولين السخرية أم ماذا ؟؟

وقفت وأنا أقول ضاحكة : لا لم أقصد السخرية أبداً ، لكنني كنت ألبي رغبتك ، لماذا أنت غاضبة ؟؟

إلتفتت المعلمة راي إلى السيد كازوم وقالت وهي تشير إلي : هذه الفتاة لا تطاق ، إنها تدفعني للجنون ..

رمقني السيد كازوما بنظرة غاضبة وقال بحزم : جوليا لا تتصرفي بطريقة مزعجة ، والتزمي الهدوء ..

قلت بصوت خافت لكن مسموع : تباً عندما كنت هادئة لا يعجبهم الأمر ، وعندما أتذمر لا يعجبهم كذلك ..
أتاني صوت السيد كازوما من الخلف : كفاك تذمراً أيتها المزعجة ..



إلتزمت الصمت بعدها ، ودهشا كثيراً حين قادوني خارج القبو ، لأجد نفسي في منزل كبير أشبه ما يكون بقصر ياماتو ..
سرت وأنا أنظر إلى الخدم الذين ينظفون المكان ، وهم ينظرون إلي بإستغراب ..

توقفنا أمام باب غرفة بنية اللون ، فتحها لنا رجل مسن وانحنى لندخل إليها ..
وجدت أمامي منضدة طعام طويلة ، مليئة بكل ما لذ وطاب من الطعام ، وفي رأس الطاولة كان يجلس هناك ساي الذي ينظر إلي مبتسماً بغرابة ..


وقف ساي حين رآني وقال وهو يشير إلى المقعد المجاور له برأسه : مرحباً جوليا ، تعالي هنا وكلي ما شئت من الطعام ..

لم أرتح إطلاقاً ، وشعرت كما لو أن هناك فخاً أو خدعة ما ..
قلت مبتسمة : لا شكراً ، أنا لست جائعة أبداً ..

عندما أنهيت عبارتي تغيرت ملامح وجهه ، وانمحت تلك الإبتسامة التي كان يرسمها على وجهه ..

وقال بنبرة آمرة : قلت تعالي يا جوليا ، ولا مجال للرفض وإلا أرغمتك على ذلك ..

قررت مجاراته فيما يقوله ، لأرى مايهدف إليه ..
جلست حيث أشار ليعود هو بالجلوس في مكانه وتلك الإبتسامة الغريبة قد عادت إليه ..

قال لي مبتسماً : هيا تفضلي بتناول الطعام ، لقد أعددت كل هذا لك ..

إلتفت إليه وقلت مبتسمة : هل أنت من أعدها حقاً ؟؟ يبدو أنك بارع في الطبخ ، ولكن كيف فعلتها وأنت لا تستطيع تحريكهما بسبب أني خلعت كتفيك ؟؟.

أجابني : لا لم أقصد بأنني من أعددتها ، أقصد أنني أمرت الخدم بذلك ..

هززت رأسي بإيجابية وإنا أتمتم : هكذاً إذا ..



ثم وجهت ببصري نحو المعلمة راي والسيد كازوما وقلت : لماذا أنتما واقفان ؟؟ تفضلا بالجلوس وكُلا معي ، فالطعام يكفينا جميعاً إلا إذا ..
ثم صمت لثواني وأكملت بعدها بمكر : وضعتم شيئاً في الطعام ..


قال ساي لي : لا تقلقي فنحن لا نرغب بقتلك الآن ..
تمتمت ساخرة : إذا ستقتلونني لاحقاً ..

قال ساي بنفاذ صبر : جوليا كلي بسرعة وإلا حشوت الطعام في فمك بالقوة ..

نظرت إلى الطعام بتردد ، وأمسكت بعود الطعام ، والجميع ينظرون إلي بترقب ..

إلتقطت قطعة من السوشي وأخذت أتأمله ، أخشى أن يكون الطعام مسموماً ..
إرتعبت حين سمعته يصرخ بغضب : تناوليه بسرعة ..

إبتسمت بتوتر وأنا أقول : حسناً حسناً لا تغضب ..

وضعت قطعة السوشي في فمي ، وبدأت أمضغه ببطء ، ويبدو أنه لم يحتوي على السم كما كنت أظن ..

تناولت نوع آخر من الطعام ، ولم يكن هناك شيء غريب في الطعام ..
مع كل لقمة أتناولها تتسع إبتسامة ساي أكثر فأكثر ، والآنسة راي تنظر إلي بحدة وهي عاقدة الحاجبين ، أما السيد كازوما فكان ينظر إلي بجمود ..


لم أرتح للوضع أبداً ، لذا تركت ما في يدي وقلت : لقد شبعت ..
حينها قال ساي : يجب أن تتناولي الطعام كله ، فلن أدعك تذهبين قبل أن تنهيه ..

قلت له : لكن الفتيات يتناولن كمية قليلة من الطعام للحفاظ على رشاقتهن ، لذا لا أستطيع تناول الطعام أكثر من هذا ..

فجأة إنقض علي ساي ، وركلني بقدمه لأسقط أرضاً وقال والشرر يتطاير من عينيه : لماذا تحبين إستفزازي ؟؟ أنظنين أنني لا أعلم أنك تماطلينني دائماً بردودك السخيفة هذه ، ثم أن الإبتسامة السخيفة التي ترسمينها على وجهك دائماً تهدفين بها إلى إغضابي ، أليس كذلك ؟؟ أنت إنسانة لا تطاق أبداً ، لقد بدأت تثيرين أعصابي كثيراً بحركاتك هذه ..


قفزت جالسة بكل رشاقة ، وبما أن كلتا ذراعيه مصابتان ، أمسكت رأسه بكلتا يداي ، وضربت وجهه بركبتي عدة مرات حتى نزف أنفه ..


شعرت بأحدهم يجذبني إلى الوراء وهو يطوق كلتا يداي إلى الخلف ، ولم يكن ذلك سوى السيد كازوما ..
بينما هرعت المعلمة راي إلى أخيها الذي كان ينزف من أنفه جراء ضربي له ..

شعرت أنه الوقت المناسب للفرار ، أعدت بجسدي إلى الوراء حيث إقترب جسدي منه حتى كدت ألتصق به ، وبعدها ضربت معدته بمرفقي ، واستطعت الفرار منه ..
وبعدها أمسكته من ياقة قميصه وقلبته أرضاً بإحدى حركات الكاراتيه التي أتقنها ..

ركضت نحو الباب بسرعة وأنا أسمع الآنسة راي تقول بغضب : توقفي مكانك أيتها اللعينة ، لن نسمح لك بالفرار ..

لم أعرها أي إهتمام ، فهي لا تشكل خطراً علي ، وعندما خرجت من غرفة المائدة قابلت رجلاً عجوزاً أمامي ، يرتدي الزي الرسمي للخدم ..
وبين يديه قنينة زجاجية صغيرة كالعطر ، وجهها نحوي ، وبعدها رش القليل من السائل في وجهي جعلني أصاب بالدوار وأسقط أرضاً غارقة في الظلام ، مدركة أنه لم يكن سوى مخدر ..



=========================================

~ ياماتو ~

كنت مستلقياً على الأرض ، وبصري معلق بالسقف ، وأنا أشعر بالأرق ..
أنا خائف كثيراً مما سيحصل في الغد ، بعد أن فشلنا في تنفيذ أوامر الخاطف ..

صحيح أننا رسمنا خطة أخرى بعد فشلي ، لكننا لم نفلح في ذلك أيضاً ..

وقد كانت الخطة التي وضعناها تنص على أن نقوم بفعلها حين نراها في نهاية الدوام المدرسي ..

انشغلت أنا وسوبارو في رسم خطة محكمة ، ولم ننتبه إلى تلك السيارة التي أتت لتصطحب هانا بعد أن إتصلت هانا بوالدتها ..

وفي نهاية الدوام كنا عند البوابة نراقب الخارجين منها ، ولكننا لم نجدها ، وبعدها سألنا روز التي أخبرتنا بأنها غادرت مسبقاً ..
وبهذا فشلنا في الخطة وسوبارو كان غاضباً كثيراً ، وروز بدأت بالبكاء خوفاً على جوليا ..

وأنا كنت أحاول تهدئتهما وأنا أشعر بالخزي الشديد ..
وإذا ما حصل لجوليا أي شيء فأنا المسؤول عن هذا ، لأنني لم أستغل الفرصة الأولى ..

سحبت شعري بغيظ ، لماذا لم أقم بها ؟؟ لماذا لم أستجمع شجاعتي قليلاً ؟؟
شعرت حقاً برغبة في البكاء من شدة الغيظ ، فجأة سمعت صوت طفولي يقول : سيدي لماذا تسحب شعرك ؟؟


إلتفت إلى فيفي ابنة أخ آلبرت التي تنظر إلي بإستغراب ، قلت بإبتسامة باهتة : لا لا شيء كل ما هناك أنني غاضب قليلاً ..
تقدمت ناحيتي لتقف أمامي مباشرة وقالت بتساؤل : ولماذا أنت غاضب ؟؟

إبتسمت بألم وجذبتها بإتجاهي ، وأنا أشد من إحتضاني لها ، لتنزلق دمعة متمردة تعبر عن ما في داخلي من ألم وقهر ..
مسحت تلك الدمعة سريعاً ..

رأيت والدة آلبرت تدخل إلى الغرفة وتقول بإستغراب : مابك يا ياماتو تحتضن حفيدتي بقوة هكذا ؟؟ أترغب في خنقها ؟؟

انتبهت إلى أنني كنت أشد على الطفلة كثيراً ، لذا أبعدتها بسرعة وقلت بقلق : أنا آسف ، لم أنتبه لها ..

قالت لي والدة آلبرت بحنان : هيا تعال يا بني لتناول العشاء ..


على الرغم من أنه لا شهية عندي ، إلا أنني لم أحب أن أكسر بخاطر هذه السيدة اللطيفة ..
حنانها التي تغرقني فيها يجعلني حقاً أغبط آلبرت ، فأنا لم أذق طعم الحنان في حياتي ..
وتربيت بين أيدي الخدم ، لأن والدتي توفيت في يوم ولادتي كما قال لي أبي ..
ووالدي فهو لم يكن يعيرني. أي إهتمام ، وكنت لا أراه سوى في أوقات الوجبات ، وهو جاف جداً في تعامله معي ..


لذا فأنا لا أعرف حنان الوالدين ، لا أعرف سوى عطف الخدم ..

=========================================

~ جودي ~

على طاولة العشاء ، كان الصمت هو الجو السائد في المكان ،
كنت أنقل ببصري بين أمي التي يبدو على وجهها الشحوب ، وبين أبي الذي يبدو على وجهه الإرهاق حتى ولو حاول إخفاء هذا عنا ، والقاسم المشترك بيننا هي لمعة الحزن الموجودة في أعيننا جميعاً ..

أمي المسكينة لم تأكل سوى لقمة واحدة وهاهي تسرح بعيداً ، ويبدو أنها تفكر في جوليا ، لأنني لمحت طيف الدموع في عينيها الذابلتين ..

أما أبي فعلى الرغم من أنه يتناول الطعام إلا أنني واثقة من أنه لا يعرف ماذا يضع في فمه بالضبط ، فهو جالس معنا بجسده فقط ، وعقله في مكان آخر ..


أطلقت زفيراً عاالياً جعل أبي وأمي ينظران إلي بإستغراب ، تركت عيدان الطعام ووقفت قائلة : لقد شبعت ..


نظر أبي إلى صحني ووجدني لم آكل سوى القليل ، لذا قال بحزم : لن تغدري حتى تنهي طعامك ، أم أنك تريدين أن تفقدي وعيك كما حصل اليوم في المدرسة ..




كنت سأرد عليه ،لكن صوت جرس الباب أسعفني ، توجهت نحو الباب مهرولة ، وفتحت الباب من دون أن أعرف الطارق من شدة الحماسة ..
لكن حين رأيت وجه الزائر سارعت في غلق الباب ، لأسمع أبي يقول : من في الباب يا جودي ؟؟

أجبت عليه كاذبة : أمم إنه أحد المتسولين ..

لكن الجرس لم يسكت ، وظل الطارق مصر على الدخول ، حتى أن أبي وقف متوجهاً نحو الباب ..
لكنني اعترضت طريقه وقلت بتوتر : دعه يا أبي ، فهو سيمل إذا لم نرد عليه ..

لكن أبي أبعدني بخفة وهو يقول : سأرى إن كان يريد شيئاً ..

كنت سأمنعه ، لكن الوقت قد فات ، فقد وصلت يده إلى مقبض الباب وأدارها ، ليندفع الباب بقوة ، وتدخل جدتي المنزل كالإعصار وهي تقول بغضب وعينيها محمرتان : أيتها اللعينة ، كيف تجرؤين على إغلاق الباب في وجهي بهذا الشكل ؟؟

قال أبي بتفاجؤ : أمي !! ما الذي أتى بك ؟؟

إلتفتت إليه جدتي وقالت بحدة : هل تعني أنني ضيفة غير مرغوبة ؟؟

قال أبي بسرعة متداركاً الوضع : لا أبداً ، لم أقصد ذلك ، كل ما هنالك أنني متفاجئ قليلاً من زيارتك لنا ، بعد انقطاعك الطويل ..

قالت جدتي بسخرية : بعد إنقطاع طويل ؟؟ ألم تخبرك ابنتك عديمة التربية أنني أتيت قبل عدة أيام إلى المنزل ، ومن ثم قامت بطردي ..


نظر إلي أبي بسرعة وقال : هل هذا صحيح ياجودي ؟؟
صمت دون أن أجيب عليه ، فهو سيغضب مني كثيراً ..

وبالفعل هذا ما حصل فقد هتف أبي بغضب حين رآى صمتي : لماذا لم تخبريني يا جودي ؟؟ ولماذا تصرفتي بهذه الطريقة الشنيعة مع جدتك ؟؟

حينها قالت جدتي بسخرية : روك لاداعي لأن تغضب على ابنتك ، ففي النهاية سبب تصرفها هذا أنها غير متربية جيداً بما أنك والدها وتلك البغيضة هي والدتها ..

لم يرد عليها أبي ، ومن الواضح أنه لا يريد أن يدخل في جدال مع جدتي العنيدة ..

لتردف جدتي بعدها : وجودي لم تكن الدليل الوحيد على سوء تربيتكم ، فقصة هروب جوليا دليل آخر على ذلك ، كنت واثقة أنه لا شيء جيد يأتي من زواجك بتلك المرأة ، وها أنا أثبت كلامي بعدة دلائل قاطعة ..

لم أستطع إلتزام الصمت أكثر من هذا ، إن كان أبي بوسعه أن يتمالك نفسه فأنا لست مثله ، لذا قلت لجدتي بفظاظة دون أن أحسب حساباً لكلامي : إن كنت تتهمين أمي بسوء التربية فأنت تُعتبرين أحد الأمهات السيئات ، فلو كنت جيدة كما تظنين ماكان أبي سيتمرد عليك ويتزوج بأمي ، لذا أنت آخر من يتحدث عن التربية أيتها العجوز الساحرة ..


أنهيت كلمتي الأخيرة لأتفاجأ بصفعتين أتت من كلتا الجهتين على كلتا خداي ، وكانت واحدة من أبي وواحدة أخرى من جدتي ..

نقلت ببصري بينهما متفاجئة كثيراً ، ولساني انعقد من شدة التفاجؤ ، وبعدها بثواني ترقرقت الدموع في عيني ..
وضعت يدي على كلتا خداي وقلت وأنا أثبت ببصري على أبي : لماذا ضربتني يا أبي ؟؟ كل ما أردت فعله هو الدفاع عن أمي ، أنا لم أخطئ في شيء ..

قال أبي بحزم : دفاعك عن أمك لا يعني التطاول على جدتك هل فهمت ؟؟

لم بعجبني ماقاله أبي ، لذا قلت معترضة : لكن يا أبي هي من ......
قاطعني أبي بصرامة : لقد قلت هل فهمت ؟؟

لم أجب عليه ، ليقول أبي بهدوء : جودي ما تفعلينه لا يُعتبر دفاعاً عن والدتك ، فأنت بفعلتك هذا تبرهنين أن أمك لم تعرف تحسن تربيتك جيداً ، لذا تصرفي جيداً لتبرهني عكس هذا الكلام ..


أدركت أن ما يقوله أبي هو عين الصواب ، لذا رفعت ببصري نحو جدتي التي تنظر إلي بترقب ، وقلت مُكرهة : أنا آسفة على ما قلته ..

أطلقت جدتي ضحكة ساخرة وقصيرة ، وقالت بعدها : لا يهمني أمرك يا جودي، وأنا لا أهتم لما تقولينه ، لكنني هنا لأستفسر عن صحة الإشاعات التي انتشرت عن جوليا حول هروبها من المنزل ..



فجأة سمعنا صوت شهقة صادرة من الخلف، إلتفتنا جميعاً إلى أمي التي وقفت وقالت بصوت ضعيف : عن أي إشاعة ؟؟ وماذا تعنين بقولك إن جوليا قد هربت ؟؟ أليست جوليا مختطفة ؟؟



تذكرت أن أمي لا تعرف بعد عن تلك الإشاعة ، فهي منذ إختطاف جوليا لم تغادر المنزل قط ، ولم نسمح لأحد بزيارتها ..

نظرت إلى أبي الذي حذرني مسبقاً من إخبارها ، وكنت أنتظر ما سيفعله ..

حينها قال أبي بإبتسامة متوترة : جودي خذي والدتك إلى الغرفة ..
توجهت نحو والدتي لأخذها بعيداً ، لكن حين اقتربت منها دفعتني وقالت بغضب : روك أخبرني بما يحصل حالاً ، لا أريد أن أكون الحمقاء الوحيدة هنا ..

قال أبي : كينور إنها مجرد إشاعة كاذبة لا يستحق أن نلقي لها بالاً ..

تدخلت جدتي وقالت : إن كنت مصرة كثيراً على معرفة الحقيقة فأنا سأخبرك ، ابنتك جوليا قد هربت من المنزل بسبب أنها قد حملت بطفل غير شرعي ، ولم يتم إختطافها كما تظنين ..


تصلبت أمي في مكانها ، في حين أنني غضبت كثيراً من جدتي المتطفلة ، كنت سأصرخ في وجهها ، لكن سقوط أمي على الأرض أوقفني ..

امسكتها بسرعة قبل أن تصل إلى الأرض ، وأنا أحاول إيقاظها ، وقف أبي بجانبي وحملها بين ذراعيه متوجهاً بها إلى خارج المنزل ..
أدركت أنه سيأخذها للمستشفى لذا لحقته ، وحين مررت بجدتي رمقتها بنظرة نارية وتوجهت إلى السيارة ..


وضعها أبي في الخلف ، وأنا ركبت بجانبها واضعة رأسها على حجري ، وانطلقنا سريعاً نحو أقرب مستشفى .


عندما وصلنا وضعوها على السرير وبقيت أنا وابي خارجاً ، فجأة لمحت أحدهم قادم نحونا ، ولم تكن سوى جدتي الشمطاء ..
وقفت من مكاني وصرخت غاضبة : ماذا تفعلين هنا أيتها العجوز ؟؟ ألا يكفيك ما فعلته بأمي ؟؟
أمسكني أبي من يدي وجرني للأسفل قائلا بهدوء : هذا ليس الوقت المناسب للشجار ، نحن في المستشفى لذا إلتزمي الهدوء ..

توجهت جدتي نحو أبي وقالت : روك لدي سؤال واحد أتيت من أجله ..
أبي : وما هو ؟؟

صمتت جدتي لثواني ، لتقول بعدها بصوت مرتفع يدل على شدة غضبها وهي تشد على عكازتها : لماذا فعلت جوليا هذا ؟؟ تلك الحمقاء لماذا ولت هاربة ؟؟ حتى لو لم تقبلوا بها فأنا كنت سأحميها لو طردتها ، ثم لماذا لم تنتبه لها جيداً ؟؟ أليست جوليا إبنتك ؟؟

صراخ جدتي أفزعني ، وكلماتها فاجأني كثيراً ، أحسست في هذه اللحظة أن جدتي مهتمة بجوليا كثيراً ..
كيف لا وجوليا الوحيدة التي كانت تزور جدتي وقت مرضها ، وترسل لها الهدايا من وقت لآخر ..

سمعت أبي يقول بهدوء : أمي أنا واثق كل الثقة في جوليا ، وكل ما سمعناه هو مجرد إشاعات كاذبة ..
هتفت جدتي بإنفعال : وهل لديك الدليل على ذلك ؟؟ هل هاتفك الخاطف أو أرسل رسالة يطلب فيها الفدية ؟؟

حينها صمت أبي ولم يكن يمتلك الجواب ، لأتدخل مسعفة الموقف : صحيح أننا لا نمتك دليلاً مادياً ، لكننا جميعاً نعلم أن جوليا تهتم بالآخرين قبل نفسها ، ومن غير المعقول أن تسبب الحزن لأي شخص كان ، حتى لك أنت يا جدتي فعلى الرغم من أنك كنت دائما ما تصرخين في وجهها وتحرجينها أمام الجميع بطلباتك المستحيلة إلا أنها كانت تبتسم في وجهك دائماً ، وتنفذ كل ما ترغبين به حتى تصلح العلاقة بيننا ..

ثم صمت قليلاً والدموع بدأت تتجمع في عيني ، وأصبحت لا أستطيع رؤية ملامح جدتي جيداً ، لكنني أكملت ودموعي بدأت بالتساقط واحدة تلو الأخرى : حتى لو غيرت شخصيتها بسبب تلك الحادثة إلا أنها لازالت جوليا الطيبة واللطيفة ..


شعرت بيدي أبي وهو يحتضنني ، لأسمع جدتي تقول : حسناً يا روك أنا سأحاول جاهدة البحث عن دليل يقودني إليها ، وأنت يجب عليك العمل بالمثل ، وإذا ما طرأ أي جديد فيجب أن تخبرني هل فهمت ؟؟
أجاب أبي : كما تشائين يا أمي ، سأفعل ذلك حتماً ..
بعدها سمعت صوت خطوات جدتي تبعتد عنا ..

ابتعدت عن أبي قليلاً بعد أن هدأت ، لقد أصبحت حساسة مؤخراً ، لاحظت الطبيب وهو يخرج من الغرفة التي فيها أمي ، لذا هرعت إليه مسرعة وأبي بجانبي وقلت بلهفة : أيها الطبيب ماذا حصل لأمي ؟؟

نظر الطبيب نحو والدي وقال : لقد أصيبت بإنهيار عصبي ، كما أن جسدها ضعيف للغاية ويبدو أنها لم تأكل منذ أيام ، لذا قمنا بوضع المغذي لها ، وتستطيعون أخذها بعد إنتهاء المغذي ..

أنهى جملته وغادر المكان ، لندخل نحن إلى الغرفة لنطمئن على أمي الغالية ..


=========================================
=========================================


~ جوليا ~

فتحت عيني ببطء ليزعجني ذلك الضوء الذي اخترق عيني ، أغمضت عيناي مجدداً لثواني ، وعدت لأفتحها ، لتتضح الرؤية عندي ، وأجد ثلاثة أزواج من الأعين تنظر إلي بترقب ..

حاولت الحراك لكنني اكتشفت أنني مربطة على الكرسي ، وقد عدت إلى غرفة المائدة الذي حاولت الفرار منه ..

رأيت ساي وهو يقترب مني ببطء وعلى شفتيه إبتسامة غامضة ، خفت كثيراً مما سيفعله بي ، لكنني بادلته بإبتسامة غبية رسمتها على وجهي ..


قال ساي : أنت فتاة قوية ومميزة حقاً ، لو لم آخذ حذري لوليت هاربة ..
قلت مستفسرة : هل هذا مديح أم ماذا ؟؟

فاجأني حين ضرب رأسي برأسه وقال : بالطبع لا ، فكيف لفتاة مثلك أن تضرب وجهي الجميل ؟؟
ثم قرب وجهه مني وأنفاسه تلفح وجهي : أطفال هذه الأيام وقحون جداً ..


لكم كنت أرغب في أن أبصق في وجهه ، لكن أبي دائماً ما يحذرني من التصرف بتهور ..
فبوضعي الحالي لن أستطيع الفرار منه إذا رغب في قتلي ، لذا يجب أن أحسن التصرف وإلا دفعت حياتي ثمناً لتهوري ..

ابتعد عني أخيراً وهو يقول مخاطباً المعلمة راي : راي قومي بحشو الطعام في فمها حتى تمتلئ معدتها ..
نظرت إليه المعلمة راي قائلة بإستنكار : ماذا !! ولماذا أنا ؟؟
أتاها صوت ساي الحازم : راي إفعلي ما قلته من دون جدال ..


توجهت ناحيتي ويبدو عدم الرضى على وجهها ، وأخذت تطعمني اللقمة تلو الأخرى ، دون أن تترك لي فرصة للمضغ ..


أبعدت وجهي عن الملعقة الممدودة نحوي قائلة بفم مليء بالطعام : دعيني أبلع مافي فمي أولاً ..
حينها صرخت المعلمة راي غاضبة : وهل تظنينني خادمة لديك حتى انتظرك ، كلي بسرعة ..

قلت وأنا أبلع ما في فمي : فكي وثاقي ولن تكوني مضطرة لإطعامي، وسأخدم نفسي بنفسي ..


أفزعني ساي الذي صرخ بغضب : إبلعي لسانك أيتها الفتاة الخبيثة ، وإياك والتفوه بكلمة واحدة وإلا قطعت لسانك ..

قررت حينها إلتزام الصمت ، فهو يبدو غاضباً كثيراً ، وقد ينفذ تهديده ..
بعدها بدأت آكل وآكل دون توقف ، وبطني أوشك على الإنفجار ، لكني كنت أغصب نفسي على الأكل ..
لكن حين شعرت أنه لا مكان في معدتي للقمة أخرى قلت بهدوء : يكفي أرجوكم ، لقد امتلأ بطني ، وأشعر بالغثيان بسبب كثرة الطعام ..

ارتسمت إبتسامة خبيثة على وجهه ، جعلني أخاف منه ومن ما سيفعله الآن ، يبدو أنه يفكر في شيء ما حالياً ..

توجه نحو الباب وتحدث مع الخادم قليلاً ، وسمعته حين طلب من الخادم دلو متوسط الحجم ، وثلاث أقنعة وعبائات ..
استغربت من طلبه ، وكلي فضول لما سيفعله ..


بعد لحظات أحضر الخادم الطلبات ، إلتفت ساي إلى كل من المعلمة راي و السيد الخائن كازوما ولاحظت أن كلاهما ينظران إليه بترقب ، إذاً فلا أحد يعرف مايدور في رأسه الآن ..

قال وهو يأمر الخادم بإعطاء كل من الأقنعة والعباءة للمعلمة راي والسيد كازوما قائلاً : هيا ارتدوا هذا ولا تُظهروا أي شيء يدل على هويتكم ..

اردتى الجميع الأقنعة والعباءات التي غطوا بها رأسهم وجسدهم ، ولم يظهر منهم سوى أطراف يدهم وقدمهم ..


وقف ساي آمامي مباشرة وهو يقول بعد أن ارتدى العباءة والقناع بمساعدة الخادم : لقد قلت أنك شبعت حتى أنك تشعرين بأنك ستتقيئين أليس كذلك ..
أجبت بحذر : نعم ، لكن لماذا تسأل ؟؟

إبتسم في وجهي دون أن يجيبني ، وقال بنبرة آمرة للسيد كازوما : كازوما قم بفك الحبل الذي يربطها بالكرسي ، لكن أبقي يدها مقيداً للخلف ودعها تقف ، لكن كن حذراً فهي كمت تعلم تتقن فنون الدفاع عن النفس ..

فعل السيد كازوما ما طلبه منه ساي ، وأبقاني واقفة وكلتا يداي مقيدتان في الخلف ..


بعدها نظر ساي إلى المعلمة راي قائلاً : وأنت يا راي أمسكي بهذا الدلو قريباً منها ، ومهما حدث لا تُسقطيه أرضاً وإلا أسقطت رأسك عن جسدك ..
اقتربت المعلمة راي وهي تقول بتذمر : حسناً سأفعل لكن لم يكن هناك داعي لتهديدي ..


وقف بالقرب من المعلمة راي بعد أن سلم الدلو لها ، وقال بهدوء : راي قربي الدلو من فمها ، وأنت يا كازوما أمسكها جيداً ..


أدركت ما سيفعله بي ، ولكني ادركت ذلك متأخرة ، فقد سدد لكمة قوية في بطني بقدمه جعلني أُخرج كل ما أكلته ..

بعدما توقفت عن التقيؤ رفعت رأسي بقهر نحو ساي الذي صدحت ضحكاته عالياً ..
سمعت المعلمة راي تقول بغضب ، وقد وضعت الدلو أرضاً : ساي أيها اللعين لن أسامحك على هذا أبداً ، كيف تجرؤ على جعلي قريبة من القيء ؟؟

قلت محاولة كتم غضبي : أريد منديلاً لأمسح فمي ..
قال لي ساي : حسناً سنعطيك لكن أولاً يجب عليك بلع ما أخرجتيه ..
رمشت قليلاً غير مستوعبة لما يقوله ، قلت بإستغراب : ماذا تقصد ؟؟

أجابني بهدوء : كلامي واضح جداً ، يجب عليك شرب هذا القيء ..
قلت بسرعة : أفضل الموت على أن أفعل هذا ..
كنت أعلم أنك ستفضلين الموت على هذا ، لكن وبما أنك تهتمين بالآخرين قبل نفسك فلا أظن أنك ستوافقين على تعذيب السجينة التي معك أليس كذلك ؟؟


عضضت شفتي السفلي بقهر ، إنه يستغل طبيعتي التي تجبرني على التضحية بنفسي لإنقاذ الآخرين ..
لكنني لن أستطيع شرب هذا قطعاً ، حتى لو كان قيئي ، لا أعلم أي عقل قذر يمتلكه ..
حتى أشر الناس على وجه الأرض لن يخطر في باله مثل هذا النوع من القذارة ..


أنظرت إلى الأسفل حيث الدلو الممتلئ بقذارتي ، وشعرت بالإشمئزاز بمجرد التفكير في أنني سأشرب هذا الشيء ..

لم أستطع أن أفعلها مهما كان السبب ، لذا ركلت الدلو بقدمي ليُسكب أرضاً ..
ليصرخ ساي بغضب : ماذا فعلتي أيتها المعتوهة ؟؟
قلت بغضب : من المستحيل أن أشربه ، فحتى الحيوانات لن تقرب منه فكيف بإنسانة ؟؟
أجابني بغيظ : وهل تظنين أنك مخيرة ؟؟ إسمعيني بما أنك سكبته فيجب عليك لعقه كالكلاب ..

أشحت بوجهي بعيداً دلالة أنني لن أصغي لكلامه ، بعدها رأيته يبتعد عني ثانية متوجهاً نحو الخادم ، همس في أذنه ببضع كلمات ليغادر الخادم ..

بعد دقائق سمعت صوت صراخ قادم من الباب ، ركزت في الصوت لأدرك أنها صوت الأنسة يومي ..
دخلت الآنسة يومي خلفها ذلك الحارس الأصلع ، ما إن رأتني يومي حتى هرعت نحوي مسرعة ، لكن الحارس الأصلع أمسكها من شعرها قائلاً : إبقي قريبة مني إن أردت الحفاظ على سلامتك ..


نظرت إلى وجه الآنسة يومي المتورم من كثرة البكاء ، بينما سمعت ساي يقول : إذا هل ستغيرين رأيك أم تدعين هذه السيدة تتحمل عنادك ؟؟

صمت دون أن أجيب عليه ، ليكمل ساي كلامه :فكري ملياً ، نحن لن نعاقبك جسدياً ، لكن لو رفضتي تنظيف المكان بلسانك فالآنسة يومي ستتأذى جسدياً ، ولا أظن أنها ستتحمل التعذيب ..


أغمضا عيناي بقهر وأنا أهمس بضعف : حسناً سأفعل ما تأمره ، لكن دعوا الآنسة يومي وشأنها ..
ضحك ساي ضحكة قذرة وهو يقول : فتاة جيدة هيا إبدئي اللعق أيتها الكلبة المسعورة ..


جثوت على ركبتي بكل ذل ، وأنا أسمع المعلمة راي وهي تشمت بي وتسخر مني ، ونداء الآنسة يومي ، وضحكات ساي ، لم أظن أنني سأمر في موقف كهذا ..

رفعت رأسي فجأة وأنا أقول : أريد أن أعرف لماذا تفعلون هذا بي ؟؟
أجابني ساي وهو يتنهد : ها أنت تماطلين ثانية ..
صرخت بغضب : لست أماطل لكنني أريد أن أعرف الجواب بصورة واضحة ، لماذا يجب أن أتحمل كل هذا ؟؟ من هو الشخص الذي تنتقمون منه من خلالي ؟؟

لم يجبني على تساؤلاتي وإنما قال ببرود : لست مضطراً للإجابة عليك ، نفذي ما أمرتك به فقط دون مماطلة ، إلا إذا أردتي أن أعذب يومي عوضاً عنك ..


أشعر بنار تشتعل في جوفي من شدة الغضب ، صحيح أنني أتظاهر بالضعف دائماً وأسمح للآخرين بإذلالي ، لكن هذا يحصل عن رضى مني، لكن الآن كل شيء مختلف ، فكل شيء يحصل رغماً عن أنفي ..

لو كنت وحدي لاستطعت الفرار ، لكن المشكلة أن الآنسة يومي معي ، وهي تُعتبر نقطة ضعفي ..




=============================================

=============================================


في اليوم التالي

~ سوبارو ~

ركبت تلك السيارة السوداء الفاخرة على الرغم من أنني رفضت صعوده ، إلا أن السيد روكاوا أصر على إيصالي ..


قلت بغيظ : لم يكن هناك داعي لإيصالي ، فأنا أستطيع المشي ..
إبتسم السيد روكاوا لي قائلاً : يجب أن تسعد بذلك ، فأنت قد عدت إلى حياتك الهانئة ..
تمتمت بهدوء : لولا الحاجة لما عدت إليكم ..

ضربني السيد روكاوا على ظهري وهو يقول : أنت فعلاً غريب ، الكثيرون حول العالم يتمنون العيش مثلك ..

تأففت بصوت عالي دون أن أقول شيئاً ، ما فائدة هذه الحياة إذا كان الشخص الذي أريد منه أن يلتفت إلي لا يبالي ؟؟

ساد الصمت على المكان ، ليكسره السيد روكاوا : هل ستعود إلى عملك الآخر ؟؟
أجبت ببرود : ربما نعم وربما لا ، كل شيء وارد ..


صمت السيد روكاوا بعد أن شعر بعدم رغبتي في الثرثرة ، فبالي مشغول كثيراً بما سيرسله الخاطف لهذا اليوم ..
فنحن لم ننفذ ما طلبه الخاطف منا ، لذا أنا قلق على جوليا كثيراً ..

لاحظت أننا قد اقتربنا من المدرسة ، لذا قلت للسائق : أوقف السيارة هنا ..
نظر السيد روكاوا إلي بإستغراب قائلاً : لكننا لم نصل إلى المدرسة بعد ..
- صحيح فأنا لا أريد أن يراني أحد أخرج من هذه السيارة الفاخرة ..

نزلت من السيارة وركضت مسرعاً نحولمدرسة،. نظرت إلى ساعتي ، لقد قاربوا على الإنصراف ..

وصلت إلى المدرسة وأنا ألهث ، منتظراً خروج روز ، ولابد أن ياماتو في طريقه إلينا ..
بعد دقائق قليلة ، رأيت روز تخرج من المدرسة وهي تتلفت يميناً وشمالاً ..
توجهت إليها وأنا أبقول بلهفة : ماذا وجدتي اليوم يا روز ؟؟
قالت روز بشفتان ترتعشان : لقد أرسل قرصاً مدمجاً كما في المرة السابقة ، هل من الممكن أن الخاطف قد عذبها مجدداً ؟؟
- لن نعلم الجواب حتى نشاهد مافيه ..

بقينا ننتظر قدوم ياماتو الذي أتى بعد عشر دقائق ، لكن الغريب أنه أتى بسيارة أجره على غير العادة ..

سألت روز بفضول : لماذا لم تأتي بسيارتك الفاخرة ؟؟
إبتسم ياماتو قائلاً : أممم السيارة معطلة لذا أتيت بسيارة الأجرة ..


شككت في صحة كلامه ، لكن هذا ليس بالموضوع المهم ، فمحتوى القرص أهم الآن ..
إلتفت إلى روز وأنا أقول : روز لنذهب إلى منزلك ونتابع القرص على الحاسوب ..
تغيرت ملامح وجهها وهي تقول بتردد : أمم حاسوبي معطل ..

أدركت أنها لا تمتلك حاسوباً ، ولكنها تكره الإعتراف بهذا ..
نقلت ببصري نحو ياماتو الذي فهمني وقال : حتى أنا حاسوبي معطل ..

أيقنت هنا أن هناك ياماتو يخفي سراً ما ، لكن المشكلة أنه لم يتبقى غيري ، وروز وياماتو ينظران إلي بترقب ..
أنا لم أرد أن أدلهم على مكان منزلي ،لكن لاخيار آخر ..

زفرت بضيق قائلاً : حسناً تعاليا معي ..

سرت أمامهما وهما يلحقان بي ، حتى وصلنا إلى شارع فقير بمنازل مهترئة ..

وقفت أمام بوابة حديدية صدئة ، وفتحت الباب ليصدر صريراً مزعجاً ، وقلت ببرود : تفضلا ..

لم يغب عن ناظري نظرات الإشمئزاز والإستغراب الذي ظهرت على وجه روز ، ونظرات الشفقة التي كان ينظر بها ياماتو لي ..


منزلي كان عبارة عن غرفة واحدة فقط وحمام صغير ومطبخ ضيق ، يتوسط الغرفة طاولة خشبية مربعة الشكل ..
قلت لهما : تفضلا لماذا أنتما واقفان ؟؟

جلس الإثنان ، بينما توجهت نحو دولاب خشبي موجود في زاوية الغرفة ، والذي كنت أضع فيه ملابسي وبعض أغراضي ..
أخرجت حقيبة الحاسوب ، وجلست بين روز وياماتو ، وفتحت الحاسوب ووضعتها فوق الطاولة ..

مددت يدي نحو روز قائلاً : أعطيني القرص ..
أعطتني القرص وأثناء إنتظارنا سألني ياماتو : أين والديك يا سوبارو ؟؟
أجبت عليه : لقد توفيا ، وأنا أعيش هنا لوحدي ..

قطب ياماتو جبينه بإستغراب وهو يقول : لوحدك !! ألم تقل أن لديك أخاً يكبرك بعام ، أين هو ؟؟
نسيت أنني أخبرته بإمتلاكي لأخ ، لذا قلت : لقد توفي مع والداي أيضاً ..

نظرت إلي روز بحزن وهي تقول : هذا محزن للغاية ، لقد رحل الجميع تاركينك وحيداً ..
انظروا من يتكلم ، الفتاة التي تُعامل بقسوة من قبل والدتها وأخاها تقول ذلك ، هذا مضحك حقاً ..


نظرت إلى الحاسوب الذي فُتح أخيراً ، لكنني نقلت ببصري نحو روز قائلاً : روز مارأيك أن تعدي لنا بعض الشاي ..
صرخت روز غاضبة : وهل هذا هو الوقت المناسب لشرب الشاي ؟؟ إفتح الفيديو بسرعة ..

قلت متجاهلاً طلبها : إذا ما رأيك أن تعدي لنا بعض الطعام ؟؟
جذبني ياماتو بالقرب منه وهمس في أذني : سوبارو إلى ماذا تسعى بالضبط ؟؟
لأجيب عليه بذات النبرة الهامسة : روز فتاة وأنا أخشى عليها من أن تشاهد شيئاً لن تتحمله ، خصوصاً وأننا نعلم أن جوليا صديقتها وهي التي ستتعرض للتعذيب بلا شك ، يجب أن لا ندعها تشاهد ..
تمتم ياماتو : أنت محق ..

بعدها إلتفت كلينا إلى روز التي تنظر إلينا بغضب ، وصرخت قائلة حين أفرغنا من حديثنا : لماذا تتهامسان كما لو أنكما تخفيان عني شيئاً ؟؟
قال ياماتو : في الواقع نحن لا نريدك أن تشاهدي القرص معنا ..
- ولماذا ؟؟ >> قالتها روز بإستنكار ممزوج بالغضب ..


أجاب ياماتو وهو يشتت بأنظاره هنا وهناك : لأنك فتاة ، ولا أظن أنك ستتحملين مشاهدة ........
قاطعته روز بغضب وقد احتقن وجهها : جوليا صديقتي ومن واجبي أن أرى ما يحصل لها ، ولن تمنعني مهما قلت أو فعلت ..

لا جدوى من منعها فروز عنيدة ، لذا لم يكن هناك خيار سوى أن نبقيها معنا ..
قلت بهدوء : إلتزموا الهدوء حالاً ..

صمت الإثنان حين ضغطت على الفيديو الموجود داخل القرص ، ليظهر أمامنا ثلاثة أشخاص يغطون وجوههم بأقنعة وملابسهم بعباءة سوداء ..
وجوليا مربطة من الخلف وبجانبها أحد ما ممسك بها ، أمامها شخص آخر ممسك بدلو مقرب منها ، والثلاث يبدو مصاباً فكلتا ذراعيه معلقتان على رقبته بقطعة قماش بيضاء ..

اقترب الرجل المصاب من جوليا وأنا أنظر بترقب ، لأرى ما يمكن أن يصنعوه بها ، ركلها الرجل على بطنها لتصرخ روز فزعة ، حينها تقيأت جوليا كثيراً ، ويبدو أن معدتها كان ممتلأً بسبب كثرة ما أخرجته..

بعدها بدى وكأنهما يتجاذبان أطراف الحديث ، لكن المشكلة أن الفيديو لم يكن يحتوي على صوت ، لذا لا يمكننا سماع شيء ..


كنت أتأمل ملامح وجهها ، لأولة مرة أراها تُظهر تعبيراً غاضباً ، فأنا دائما ما أراها مبتسمة وأحيانا مرتبكة ، لكني لم أرى وجهها الغاضب أبداً ..

فجأة انقلبت ملامحها كثيراً وأظهرت تعبيراً يعبر عن مدى إشمئزازها ، وأنا كلي فضول لعرفة ما يمكن أن يدور بينهما ..
سمعت روز التي صرخت غاضبة : أريد أعرف عن ماذا يتحدثون لماذا لا ترفع الصوت ؟؟
أجبت بهدوء : الفيديو بلا صوت لذا ليس بيدي حيلة ، لنتابع علنا نفهم ..


بعد دقائق ركلت جوليا الدلو ليُسكب ما فيها ، وعلى وجهها علامات تحدي ، شعرت بأنني فهمت الأمر قليلاً ، لكنني انتظرت لأقطع الشك باليقين ..

بعدها دخل شخص يلف وجهه بالضمادات ومعه امرأة رأيتها قبلاً ، لكنني لا أتذكر أين ..
لكن روز قفزت قائلة : أنظرو إنها الممرضة يومي ..
قال ياماتو : إذا فهم خلف إختطافها أيضاً ..

كانت الممرضة يومي تبكي بشدة ، ولا أعلم لماذا ، لكنها بدت مختلفة تماماً عن جوليا القوية والمتماسكة ، والفارق بين شخصيتهما كبير جداً ..

فجأة جثت جوليا على ركبتيها وقربت وجهها من القيء ، لتشهق روز عالياً وتقول : مالذي تنوي جوليا فعله ؟؟
صرخت بغضب : تابعي بصمت أيتها المزعجة ..

لكنها رفعت رأسها قبل أن تفعل شيئاً لذا تنهدت بإرتياح ، لكن بعد دقائق أنزلت رأسها مجدداً ، ولمحتها تُخرج طرف لسانها للخارج وتقوم بلعق الأرضية ..


لم أصدق ما أراه ، جوليا تقوم بلعق القيء ؟؟ أي قذارة هذه ؟؟
إنتبهت إلى روز التي أمسكت بالشاشة وهي تقول وقد بدأت بالبكاء : جوليا أيتها الغبية لا تلعقي شيئاً قذراً كهذا ، إرفعي رأسك أيتها الحمقاء ، جوليا جوليا ..


كراهيتي نحو الخاطف تزداد أكثر فأكثر ، ما هذا التصرف الحقير الذي يعاملون بها جوليا ؟؟
أن الرحمة والإنسانية ؟؟ أي جنون هذا ، أي مجنون هذا الذي قد يطلب من فتاة أن تقوم بشيء كهذا ؟؟

ضربت بقبضتي الطاولة وأنا أتمتم بغضب : لن أسامحهم لن أسامحهم أبداً ..

سمعت ياماتو يقول بصوت مرتعش : ما حدث كان بسببي ، أنا الأحمق الذي جبنت ولم أنفذ الخطة ، أنا أسف يا جوليا ..
حينها إنقضت عليه روز وأخذت تضرب صدره بقبضتها الضعيفة وهي تقول والدموع قد بلل وجهها : بماذا سيفيدنا الأسف ؟؟ إضطرت جوليا للقيام بشيء قذر كهذا بسببك ، لن أسامحك يا ياماتو ، تباً لك تباً لك ..

كلاهما كانا منهارين ، وياماتو قد بدأ بالبكاء وهو يُحمل نفسه الذنب ، وروز تزيد عليه بكلماتها الجارحة ..

أمسكت روز وأبعدتها وأنا أقول بحزم : روز لست في موقف يسمح لك بإلقاء اللوم على ياماتو ، فأنت كان أمامك عدة فرص للقيام بذلك ، لكنك ترددت كما حصل لياماتو ، لكني لا أعني بكلامي هذا أن ألومك ، فالملام الوحيد هو الخاطف الذي لا يعرف معنى للرحمة ..

^^ نهاية الجزء ^^
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 10-01-2016, 12:03 AM
 
.. 22 ..

~ ياماتو ~

واقف في مكان أجهله ولا أرى شيئاً سوى الظلمة ، فجأة ظهرت جوليا التي تبدو في حالة رثة وسط الظلام، وهي مطأطأة رأسها نحو الأسفل ..

بدأت أناديها لكنها لم تجبني ، إقتربت منها بخطوات مترددة ، وحين وصلت إليها ممداً يدي لأمسكها ، رفعت رأسها فجأة ، وأمسكت بيدي الممدودة بكلتا يديها ..

حينها تمتمت بخوف : جوليا ما بك ؟؟
رفعت رأسها لترمقني بنظرة حادة ، جعلتني أقشعر خوفاً ..

ضغطت على يدي بقوة وهي تغرز أظافرها في يدي ، قلت وأنا أحاول أن أجذب يدي بألم : جوليا أتركيني أنت تؤلمينني ..

حينها ردت جوليا : ألمك هذا لا يقارن بما شعرت به أبداً ، أنت من عليه أن يتعذب أيها الجبان ..

قلت بصوت مرتعش : أنا آسف يا جوليا ، لم أقصد أن أضعف ، لكن كان الطلب صعباً قليلاً ..
حينها صاحت جوليا بغضب : وتسمي نفسك صديقاً ؟؟ ألم يكن عليك أن تفكر بي قبل هانا ؟؟
ثم صمتت قليلاً لتقول بعدها بإبتسامة ساخرة : أوه صحيح أنا لست صديقتك ، أنا لست سوى خادمة لديك تعد لك علبة الغداء ..

بعدها تركتني وهي تبتسم بألم ، ويدي الذي كانت تمسك به ينزف دماً ..
لم أعر ذلك الجرح أي إهتمام حينما رأيت جوليا تدير ظهرها راحلة ..
كنت ألحق بها وأنا أقول بصراخ : جوليا لاتذهبي ، أقسم أنني أعتبرك صديقة ثمينة ، حينما طلبت منك أن تكوني خادمة لي كنت أهدف للتقرب منك فقط ، لذا أرجوكِ يا جوليا عودي ..

على الرغم من أنني كنت أركض خلفها بأقصى قوتي إلا أنها كانت تختفي وسط الظلام شيئاً فشيئاً حتى أنني لم أعد إستطيع رؤيتها ..

أطلقت صرخة عااالية : جوليااااااااااااااااااااااااا



جلست بفزع وأنا أتصبب عرقاً وألهث بتعب ، إلتفت يمنة ويسرة لأدرك إنه لم يكن سوى حلم مزعج ..

إنتبهت لوجود آلبرت الجالس في زاوية الغرفة وينظر إلي بهدوء ..
تحدث آلبرت : يبدو أنك كنت تحلم بكابوس مزعج حتى أن دموعك تنهمر وأنت نائم ..
رفعت يدي على خدي لأدرك أنني كنت أبكي كما قال آلبرت ، مسحت دموعي بسرعة وأنا أقول : منذ متى وأنت هنا ؟؟

تجاهل آلبرت سؤالي وهو يقول : بماذا حلمت يا سيدي الصغير ؟؟ ومن هي جوليا التي كنت تناديها في حلمك ؟؟
أجبت وأنا أشد على قبضتي الممسكة بالفراش وأهمس بنبرة ضعيفة : إنها صديقتي .... وأنا تسببت في إيذائها كثيراً .... بسبب جبني ..

تذكرت فجأة منظرها وهي تلعق القيء المسكوب على الأرض ، بكل ذل وإنكسار ، لينتشلني صوت آلبرت البارد وهو يقول : أووه يالك من شخص سيء يا سيدي الصغير ، وأنا الذي كنت أظن أنك لا تؤذي الفتيات أبداً ..


هه يالسخرية !! آلبرت الخادم البارد يناديني بالشخص السيء ..
قلت بهدوء : آلبرت لماذا أنت هنا ؟؟
وقف من مكانه قائلاً : اليوم هو يوم الأحد إنها إجازتي الأسبوعية أم أنك نسيت ..
أومأت رأسي دون أن أقول شيئاً ، لأسرح بعدها في أحداث الأسبوع الفائت ، لقد حدثت الكثير من الأمور ، وكل يوم يمر كأنها سنة مثقلة بالهموم ، طوال الأسبوع كنا نعيش في خوف وتوتر ، هذا ونحن فقط ننفذ أوامر الخاطف ولانزال أحراراً ، فكيف الحال مع جوليا ؟؟
لا بد أنها محبوسة في زنزانة ضيقة والأشرار لا يطعمونها جيداً ، وهي وحيدة الآن لا أحد حولها من عائلتها أو أصدقائها ، وفوق هذا تتعرض للتعذيب ، آه يا جوليا ما أصعب وضعك ..


إنتفضت حين شعرت بيد صغيرة وضعت على كتفي ، جعلني أعود إلى الواقع ، لأدرك أنها لم تكن سوى يد الصغيرة فيفي إبنة أخ آلبرت ..

قالت بنبرتها البريئة : سيدي لدي طلب وأرجو ألا ترفض ..
إبتسمت لها بحنية وأنا أقول : وما هو طلبك ؟؟

كانت تفرك كفيها ببعضهما بتوتر ، وعينيها كلما وقع في عيني أرخته بخجل ، وأنا أنظر إليها بترقب منتظر ما ستطلبه فيفي ..

لكنها لم تنطق بأي كلمة ، أتاني صوت آلبرت وهو يقول : هي تريد أن تذهب معك للتنزه قليلاً ..
رفعت بصري إليها وأنا أقول : هل هذا ماتريدينه يا فيفي ؟؟
أومأت برأسها بخجل لأبتسم لها بحنان ، على الرغم من أنني لا أشعر برغبة في التنزه إلا أنني لا أستطيع رفض طلبها ..

إلتفت إلى آلبرت قائلاً : أيمكنك إصطحابها عوضاً عني ، فأنا أشعر بتوعك ..
أدار ظهره قائلاً : هي طلبت منك هذا ، أنا لا شأن لي ..

زفرت بضيق ووقفت لأجهز نفسي ، إرتديت قميص أحمر ولففت حول عنقي وشاح أسود وبنطال أسود وقبعة سوداء اللون ..
توجهت نحو الباب وأنا أنادي بملل : فيفي تعالي بسرعة سنغادر حالاً ..

سمعت وقع أقدامها السريع، والتي تدل على أنها كانت تركض ، وعندما اقتربت مني تعثرت وسقطت أرضاً على وجهها ..
هرعت إليها مسرعاً وقلت بقلق وأنا أساعدها على النهوض : فيفي هل أنت بخير ..

نظرت إلي والدموع قد ترقرقت في عينيها ، ويبدو أنها على وشك البكاء ، قلت بسرعة : فيفي أنت فتاة قوية لن تبكي لسبب كهذا أليس كذلك ؟؟
قالت فيفي بتماسك : نعم أنا قوية ..

ساعدتها على النهوض وأنا أعدل لها فستانها الوردي قائلاً : تبدين جميلة جداً يا فيفي بفستانك هذا ..
إبتسمت بخجل وهي تقول : حقاً !!

قاطعنا صوت آلبرت : هي أنت لا تتغزل في إبنة أخي ..
ضحكت وأنا أقف ، لكنني تفاجأت حين رأيت آلبرت يرتدي قميصاً أصفر اللون أعلاه معطف أسود ، ومن الأسفل بنطال جينز، ويبدو أنه ينوي مغادرة المنزل ..
قلت بتساؤل : إلى أين ستذهب ؟؟
أجابني ببرود : سأرافقكما بالتأكيد لأحمي عزيزتي فيفي منك ..
تمتمت ساخراً : مالذي يظنني سأفعله بهذه الطفلة ، أحمق ..


خرجنا سوياً من المنزل ، وسرنا في صف واحد وفيفي بيننا ممسكة بي وبآلبرت ..
قلت بتساؤل : آلبرت أين والدتك لم أراها هذا الصباح ..
أجابني : هي قد ذهبت إلى المستشفى .....
قاطعته بذعر : هل هي مريضة أم ماذا ؟؟
نطق بهدوء : أيها الأحمق لا تقاطعني حين أتكلم ، ثم أن أمي بخير ، كل ماهنالك أنها تزور صديقتها ..

هززت رأسي بتفهم ، لكنني توقفت فجأة وأنا أحاول إستيعاب ماقاله للتو ..
سمعت آلبرت يقول : لماذا توقفت فجأة ؟؟
قلت وأنا أرمش غير مستوعب الأمر : أنت يا آلبرت قد نعتني بالأحمق ..
- وماذا في ذلك ؟؟ >> قالها ببرود ..
قلت بحماس وأنا أقف أمامه مباشرة : هل تعلم ماذا يعني هذا ؟؟ يعني أننا أصبحنا مقربين والحاجز الذي بيننا قد تلاشى ، يسعدني أننا أصبحنا أصدقاء ..

دفعني بخفة بأنامله وهو يقول مكملاً طريقه : أنت حقاً شخص غريب ، إذا كان مناداتي لك بالأحمق يسعدك فلا تقلق سأغرقك بكل أنواع الإهانات والشتائم ..

ضحكت بخفة وهرولت إليه قائلااً : لقد فهمتني خطأً ، أقصد أنك حين دعوتني بالأحمق شعرت أننا صديقين عاديان ، فأنت في السابق كنت فقط تناديني بسيدي الصغير وكنت أتضايق من هذا كثيراً ..

لم يرد علي آلبرت ، وظللنا نسير بصمت ، حتى وصلنا إلى متنزه مليء بالأطفال ..
جلس آلبرت على أحد المقاعد وقال لي بنبرة آمرة : إذهب مع فيفي وقم بمراقبتها ، و الويل لك إن تأذت ، وأنا سأبقى هنا أنتظركما ..

شعرت بالغيظ قليلاً لأنه يحملني مسؤولية إبنة أخيه ، لكنني لم يتسنى لي الوقت لأرفض حين ركضت فيفي نحو الأراجيح ، واضطررت إلى ملاحقتها ..

كنت أقوم بدفع الأرجوحة التي جلست عليه فيفي ، وصوت ضحكات الأطفال من حولي تدخل السرور إلي ، والهواء العليل ينعشني ، ولأكون صريحاً لست نادماً على الخروج ..

أيقظني صوت فيفي الطفولي وهي تقول : سيدي هل أنت سعيد ؟؟
قلت بإستغراب : ولماذا تسألين ؟؟

نزلت فيفي من على الأرجوحة وهي تقول : عمي هو من طلب مني أن أطلب منك الخروج معي لأنك بدوت حزيناً كثيراً ..

مشاعر إجتاحني حين سمعت كلمات فيفي ،إنها مشاعر الإمتنان ، على الرغم من أن آلبرت يتصنع البرود إلا أنه يمتلك قلباً رقيقاً للغاية ..
ركضت وأنا أقول عالياً : فيفي إبقي مكانك سأعود حالاً ..

توجهت نحو المكان الذي كان يجلس فيه آلبرت ، وحين وصلت إليه إحتضنته بقوة ، وقلت وعيناي تدمعان بتأثر : آلبرت شكراً لك على إهتمامك بي ، أنت صديق رائع حقاً ..

دفعني آلبرت بقوة عاقداً حاجبيه وهو يقول : أيها الغبي ماذا تفعل ؟؟
رسمت إبتسامة عريضة على وجهي وأنا أقول بخبث : لقد أخبرتني فيفي عن سبب خروجنا إلى هنا ..
قال بلامبالاة : وماذا قالت ؟؟
- لقد قالت أنك أنت من طلب منها أن تعرض علي الخروج إلى التنزه بعد أن رأيتني حزيناً ، هل هذا صحيح ؟؟

أجاب ببرود وهو يعيد ناظريه إلى شاشة هاتفه : لا أعلم شيئاً مما تقوله ..
إبتسمت قائلاً : متى ستنزع قناع البرود هذا ؟؟ أعلم أنك شخص طيب ..
رفع ببصره إلي قائلاً : هي أنت ألم تلاحظ أنك نسيت شيئاً ؟؟

فكرت قليلاً لأشهق عالياً بعدها وأنا أقول : يا إلهي نسيت فيفي ..
بعدها هرعت إلى حيث تركت فيفي ، وقلبي يرفرف سعادة ..

بقيت فيفي تلعب لساعتين وبعدما أنهكها التعب قررنا العودة إلى المنزل ، كنا نسير معاً وأنا أمازح آلبرت الذي كان يتجاهلني ، وفي الطريق رأيت سيارة سوداء لا تقل فخامة عن سيارتنا ، وحين مرت بمحاذاتنا كانت النافذة الخلفية مفتوحة ، وحين لمحت من في الداخل تجمدت مكاني ، وتابعت السيارة بنظراتي حتى اختفت ..

سمعت صوت آلبرت المستغرب يقول : لماذا توقفت فجأة ؟؟
إلتفت إليه وأنا أبتسم قائلاً : لا لا لشيء ..
أمال شفتيه قليلاً وهو يقول : يبدو أن تلك السيارة قد ذكرتك بالسيارة التي كانت تقلك دائماً ..

تمتمت وأنا شارد : لا ليس الأمر كذلك ، لكن ...
صمت وأنا لا زلت غير مصدق لما رأيته ، هل كان هو حقاً ؟؟

هززت رأسي نافياً وأنا أقول بإبتسامة : مستحيل أن يكون هو ، ثم سوبارو ليس الوحيد الذي يلف وجهه بالضمادات ..


====================================


~ سوبارو ~
- أقفل النافذة حالاً أيها الغبي ..

هذا ما صرخت به حين تلاقت عيني بياماتو صدفة ، وأنا الآن في دوامة من التفكير ..
هل لاحظ ياماتو أنه أنا ؟؟ حتماً بلا شك حتى أنه أخذ يتتبعنا بعينيه ، أخشى أن يكتشف أمري وأنا لا أريد ذلك ..
ماذا سأقول له لو سألني ؟؟ أي كذبة يمكن أن أقولها له ؟؟

قاطع أفكاري صوت السيد روكاوا يقول : ما بك يا سوبارو ؟؟
أجبت محاولاً المحافظة على هدوئي : لا شيء لكن عدوي الأبدي رآني للتو ..
علت الدهشة ملامح السيد روكاوا وقال : هل تقصد ياماتو ؟؟
أجبت بغيظ : نعم هو ..

فجأة إنفلتت من السيد روكاوا ضحكة قصيرة سرعان ما أخفاها ، لألتفت إليه غاضباً وأنا أقول : لماذا تضحك ؟؟
تنحنح قائلاً : لأكون صريحاً وضعكما الحالي مضحك كثيراً ، فعلى الرغم من أنك تبغضه إلا أنه يعتبرك صديقاً مقرباً له ، وأنت تتصرف معه بودية عكس ما في قلبك ..

إلفتت نحو النافذة وأخذت أتأمل الطريق وأنا أقول بهدوء : لو أنني عرفته سابقاً لما كنت سأحقد عليه ، لكن هذه الكراهية زُرعت في داخلي مذ أن كنت صغيراً ، لذا لا أستطيع محو هذه المشاعر بسهولة ..

وأردفت بهمس خافت : على الرغم من أنه ليس الملام ..
بعدها أطلقت زفيراً عاالياً ، وأسندت برأسي إلى الوراء مغمضاً عيني ..
لأغوص بعدها في ذكريات طفولتي ومراهقتي التي كانت مملوءة بالأحزان والقليل من اللحظات السعيدة ..

الأشخاص الذين كنت أحبهم رحلوا بعيداً تاركينني خلفهم ، والوحيدة التي بقيت عندي لا تهتم لأمري ، وجل تفكيرها ينصب نحو ذلك الشخص ..


فجأة إنتشلني من ذكرياتي صوت السيد روكاوا : سوبارو أجبني بصراحة ، لماذا عدت للعمل ؟؟ لا تقل لي أنك تحتاج للمال ولهذا عملت ، فأنا أعلم أن لديك من النقود ما يكفي حاجتك ، فأنت بطبعك مقتصد ..

فتحت عيني ببطء ، لأنظر إلى السيد ببرود قائلاً : وهل هذا يهمك ؟؟ أظن أنه لا شأن لك بحياتي ..
علت على ملامحه الإنزعاج وهو يقول : سوبارو تحدث معي بإحترام ، فلا تنسى أنك لم تصل إلى ما أنت عليه إلا بفضلي ..
تمتمت بملل : تتحدث كما لو أنك لم تربح شيئاً من خلفي ..


قال السيد روكاوا مبتسماً : هل تتذكر ذلك اليوم الذي أتيتني فيه وبحوزتك خبر غير سار ، وأعلمتني أنك ستتوقف عن العمل ، كنت متيقناً أن إعتزالك سيدوم فترة قصيرة إلى أن تنساها ، وبالفعل ها أنت تعود أخيراً ..
إلتفت إليه وقلت وقد إنتابني نوبة غضب عارم : أيها اللعين هل تقصد بقولك هذا أنني نسيت نانا ؟؟ كفاك حماقة أنا لم ولن أنساها أبداً ، مشاعري نحوها كانت صادقة لذا لا يمكن أن أمحوها ، هل فهمت ؟؟


قطب السيد روكاوا حاجبيه قائلاً : لكنك توقفت عن العمل لتأثرك بموتها ، وقطعت لنفسك وعداً أنك ستترك العمل من أجلها ، لكن مر على هذا سنة كاملة لابد أنك قد اشتقت للعمل خصوصاً وأنك تحبه كثيراً ، وأصبحت غير مبالي بذلك الوعد ..

ضربت بقبضتي باب السيارة وأنا أنظر إليه بحدة ، من هو حتى يقول أنني نسيت حب حياتي ؟؟
قلت بصراخ عالي لم أعتد التحدث هكذا قبلاً : إسمعني يا سيد روكاوا أنا لم أعد إلى العمل إلا لسبب مهم ، ولولا حاجتي للمال لما رأيتني معك هل تفهم ؟؟ ووعدي لنانا لن أنساه أبداً ، ومشاعري نحو نانا لن تتغير مهما طال الزمن أو قصر ..

حرك يديه محاولاً تهدئتي وهو يقول : حسناً حسناً أنا آسف ، الأمر لم يكن يستدعي كل هذا الغضب ..

تنهدت طويلاً محاولاً أن أتمتلك أعصابي ، وقلت وأنا أعود لتأمل الطريق : أنت تعلم أن موضوع نانا حساس للغاية ، لذا لا تفتح سيرتها مجدداً ..


=====================================

~ روز ~

منذ الأمس ودموعي لم تجف ، فالأمر يثقلني يوماً بعد يوم ، كم أرغب في أن أخبر السيد روك بما يحدث لإبنته وبموضوع الرسائل التي تصلنا ، لكنني أخشى أن يراني الخاطف ، ويحدث لجوليا أمر أفظع من سابقيها ..

رفعت بصري نحو الساعة البيضاء المعلقة على جدار غرفتي الصفراء ، لأراها تشير إلى الرابعة عصراً ..
لقد نمت اليوم طويلاً ولم أستيقظ إلا في الساعة الثانية ، وبقيت ماكثة في غرفتي لساعتين ، وحتى الآن لم أتناول شيئاً ..

وقفت ناهضة من على سريري الأبيض المزخرف بالأصفر ، واستعددت للنزول لأتناول شيئاً ..
أمي لا تهتم ما إذا استيقظت أو لا ، أو ما إذا تناولت شيئاً أو لا ، كل ما يهمها هو أن تبحث عن زوج جديد يوفر لها المال ، هه يالسخرية !!

نزلت من على السلم الخشبي ، وعلى آخر عتبة لمحت شخصاً غريباً واقف مع أخي ..
تجمدت في مكاني ، يبدو رجل كبير في العمر ، وقد يكون في الخمسين من العمر ، لذا من المستحيل أن يكون صديقاً لأخي ..

تحدثت بصوت مرتعش لألفت إنتباههما : ماركو من هذا الذي معك ؟؟
إلتفت الإثنان إلي ، وأجاب ماركو مبتسماً وهو يشير إلى الرجل : مرحباً روز ، دعيني أعرفك بالسيد كيداي ( وبخبث : زوج والدتنا الجديد ..

الصدمة ألجمتني ، حتى أنني لم أستطع سماع ما قاله لي ذلك الكيداي ، كل ما رأيته هو شفتاه اللتان تتحركان ، لقد إنشغلت بموضوع جوليا حتى أنني نسيت موضوع زواج أمي ..


عدت إلى الواقع حين رأيت ماركو يجرني بعيداً عن السيد كيداي ، وحين اختفينا عن ناظريه قال بنبرة تهديدية : روز أيتها الحمقاء رحبي بالسيد كيداي وإلا غضبت منك والدتنا ، وأنت تعلمين ما سيحصل حين تغضب ..
إنتشلت يدي من بين أصابع ماركو وقلت غاضبة : أنا لن أرضى بزواجها أبداً هل تفهم ؟؟ أنا سأسعى جاهدة لطرده ..

رفع يده عالياً وطبع أصابعه على وجهي وقال وهو يجر شعري : أيتها الحمقاء فكري قليلاً ، والدتنا لم تتزوج إلا لمصلحتنا ، فإذا لم تتزوج فمن سيوفر لنا النقود ؟؟ ومن أين ستأتين بالمال لتكملي دراستك ؟؟ فكري جيداً أيتها البلهاء ..


أنهى كلماته الأخيرة وألقاني أرضاً ، وأدار ظهره ناحيتي ليغادر المكان ، لكن بعد أن سار خطوتين إلى الأمام توقف قليلاً والتفت إلي مجدداً قائلاً : إذا لم تكوني راضية بزواج أمي فلا ترينا رقعة وجهك ..

وبعدها غادر المكان ، وأنا لازلت ملقاة على الأرض ..
نهضت بصعوبة و قلبي يشتعل غيظاً ، كيف بإمكانها أن تتزوج دون أن تعلمني ؟؟
سرت بغضب متوجهة إلى المطبخ ، بعد أن أملأ بطني سأتحدث إلى أمي ..

أعددت لنفسي وجبة خفيفة ، وبقيت أتناوله مع عصير البرتقال ، وأثناء تناولي للطعام ، دخل أخي المطبخ ، وتجاهل وجودي متوجهاً نحو الثلاجة ..

كنت حينها قد إنهيت طعامي ، لذا وقفت قائلة : إسمعني يا ماركو لا تظنوا أنني سأظل هادئة في ظل وجوده ، سأفعل المستحيل ليطلق أمي ..

زفر ماركو ورمقني بنظرة باردة وقال : ألا زلت تتفوهين بهذه الترهات ؟؟ أنت تعلمين ونحن نعلم أنك لست سوى فتاة ضعيفة ليس بوسعك عمل شيء ..
وأردف بأبتسامة ساخرة : لا تنسي ماكان يصنعه بك أبي ولم يكن بوسعك سوى البكاء أيتها الجبانة ..


عضضت شفتي من شدة الغيظ ، كلماته لامست الوتر الحساس ، وقد أصاب في كل كلمة قالها ..
صرخت غاضبة ودموعي قد أوشك على الهطول : اللعنة عليك أيها الأخ الحقير ..


بعدها ركضت مسرعة خارج المنزل ، ولست أرى الطريق جيداً بسبب دموعي ، لم أعلم إلى أين سأتوجه ، فجأة تذكرت منزل سوبارو ، وتابعت طريقي نحو منزله بسرعة ..


عندما وصلت بدأت بطرق الباب لكن لم يجبني أحد ، استمريت بطرقه دون جدوى ، فما كان مني إلا أن أبقى هنا حتى يعود سوبارو ..
جلست أمام الباب وأسندت ظهري إليه ، وبقيت أراقب المارة حتى غطيت في النوم دون أن أشعر ..



صوت قادم من البعيد يناديني ، وأخذ يقترب شيئاً فشيئاً ، لأدرك في النهاية أنه صوت سوبارو ..
فتحت عيني ببطء لأجد سوبارو جاثياً على ركبتيه ويهزني بخفة ، وما إن فتحت عيني حتى قال سوبارو مستفسراً : روز ماذا تفعلين أمام منزلي ؟؟

تحركت بصعوبة وأنا أشعر بألم في عضلات رقبتي ، وأدركت أن الشمس قد غابت ، قلت وأنا أفرك عيني : كم الساعة الآن ؟؟

رفع سوبارو يده ينظر إلى ساعته وأجابني : إنها الثامنة والربع ..
شهقت فزعة وأنا أقول : هل نمت طوال هذا الوقت ؟؟ يا إلهي !!
ساعدني سوبارو على الوقوف وهو يقول : أدخلي إلى المنزل لنتحدث ، لا أظن أنك أتيت هنا من دون سبب ..


دخلت إلى منزله الصغير والضيق ، وجلست حول تلك الطاولة الخشبية ، بينما ذهب سوبارو ليحضر لي كأس عصير ..
وضع العصير أمامي ، وجلس قائلاً : ما الذي أتى بك يا روز ؟؟ ومنذ متى وأنت كنت تنتظرينني ؟؟


رفعت كأس العصير وأخذت رشفة من عصير البرتقال ، وقلت : في الواقع لقد أتيت لزيارتك فقط ..
قطب حاجبيه غير مصدق : هل هذا هو سبب مجيئك حقاً ؟؟ لماذا إذاً بقيتي تنتظرينني حتى نمت أمام الباب ؟؟ إذا كان الأمر غير مهم لما كنت ستنتظرين عودتي بعد أن لاحظتي أنني غير موجود في المنزل ..

لأتهرب من سؤاله قلت : أين كنت يا سوبارو عصر اليوم ؟؟
أجابني ببرود : وما شأنك ؟؟

تأففت عالياً دون أن أنطق بشيء ، ولازلت ألاحظ نظرات سوبارو الموجهة إلي ، لكنني كنت أتجاهله ، فهو يريد مني أن أخبره عن سبب مجيئي إلى هنا ، وأنا لا أستطيع إخباره أنني هربت من المنزل إلى هنا ..

بقينا صاميتين دون أن نقول شيء لفترة من الزمن ، ليكسر هذا الصمت صوت سوبارو : روز ألن تعودي إلى منزلك ؟؟ لقد تأخر الوقت وقد تقلق عليك والدتك ..


أمي تقلق علي !!! هه هذا مضحك ، لاشك أنها منشغلة بقضاء الوقت مع زوجها الجديد ..
قلت متصنعة الإبتسامة : لا بأس ، لقد أخبرتها أنني سأتأخر ..
ثم إلتفت إليه بحماس وأنا أقول : سوبارو أخبرني بما أننا أصبحنا مقربين من بعضنا ، لماذا تضع الضمادات على وجهك ..
رد سوبارو : وما شأنك ؟؟
- مجرد فضول ، أخبرني هيا ..
- لا أريد أن أجيب ..


زممت شفتاي قائلة : تباً إذا لازلت لا تعدني صديقة ..
نظر إلي بإندهاش قائلاً : منذ متى وأنت تعتبرينني صديقاً ؟؟ كما أذكر أنت تستحقرين الصبية جميعاً ..

حككت رأسي وأنا أقول بإحراج : في الواقع أنا لازلت أكرههم ، لكنك أنت وياماتو حالة إستثنائية ، لذا أعتبركما صديقاي ..
وضع سوبارو يده على رأسي وهو يقول : حسناً لقد تأخرت كثيراً يجب أن تعودي ، أنا سؤصلك إلى منزلك ..

لم يكن هناك مجال للرفض ، لذا خرجنا من منزله ، مع أن لا رغبة لي في العودة ..
في طريقنا مررنا بالقرب من متجر صغير ، قلت حينها : لندخل قليلاً فأنا أرغب في شراء بعض الأشياء ..

هز سوبارو رأسه ودخلنا معاً ، اخترت بعض الحلويات والشوكولاتات المتنوعة ، وبينما كنت أسير لمحاسبة مشترياتي سمعت أحدهم يقول : أوه إنها أنت يا روز ، مضى زمن طويل على آخر مرة رأيتك فيه ..


إلتفت ببطء وحين رأيت المتحدث تهلل وجهي وقلت : معلم أكيرا !! يالها من مصادفة ..
إبتسم معلمي في وجهي وهو يقول : كيف حالك الآن ؟؟ وكيف حال درجاتك ؟؟
ضحكت بإحراج قائلة : أنا بخير ودرجاتي كما هي ..


عبث بشعري وهو يقول : أيتها الكسولة يجب أن تجتهدي وتكوني مثل جوليا ، اوه على ذكر فتاة العدالة كيف حالها الآن ؟؟ وهل لازالت تسبب المشكلات كالعادة ؟؟..
اصفر وجهي من ذكره لها ، وقلت بصوت حزين : ألم تعلم ماحصل لها ؟؟
إختفت تلك الإبتسامة الذي كان يرسمها على شفتيه وقال : لا لم أسمع شيئاً عنها ، أخبريني هل حصل لها أي مكروه ؟؟

قلت متألمة : لقد تم إختطاف جوليا ، وقد نُشر هذا الخبر في الأخبار والصحف ..
قال المعلم أكيرا : أنا لا أتابع الأخبار كما تعلمين ، لذا لم أسمع عن هذا ، لكن ألا زالت مختطفة ومتى حصل هذا ؟؟


بدأت أشعر بالإختناق ، ولم أقوى على التحدث أكثر لينقذني سوبارو حين قال : روز هيا تعالي بسرعة ..
بعدها جرني من معصبي وقمنا بمحاسبة مشترياتنا وخرجنا من المحل ..


سألني سوبارو : من ذلك الرجل يا روز ؟؟
أجبت بهدوء : إنه معلم التاريخ في المدرسة الإعدادية التي كنت أدرس فيها ..

صمتنا بعدها بدقائق ليعاود سوبارو السؤال : لقد سمعت مادار بينكما ، لكن ماذا كان يقصد بفتاة العدالة ؟؟
إبتسمت بشحوب وأنا أقول : إنها قصة قديمة تتعلق بجوليا ..

إستدار حينها سوبارو بجسده كاملاً وهو يقول : ما رأيك بأن نتحدث قليلاً هنا عن هذا الموضوع ، فكلي فضول لمعرفته ..
بعدها أشار على متنزه كان بها أرجوحتان وقال : لنجلس هناك ..

إومأت برأسي وجلسنا على الأرجوحتين لينظر إلي سوبارو بكل لهفة ، قلت متسائلة : لماذا أنت فضولي كثيراً بهذا الشأن ؟؟ الفضول ليست من سماتك ..
أجابني : لقد ذكر المدير ذات مرة موضوع فتاة العدالة حينها تغير ملامح جوليا ، وها هو الآن يذكر مجدداً ، لذا لا أستطيع منع نفسي من السؤال ، كما أنه قد يفيدنا ..


بدأت أتأرجح قليلاً وأنا أنظر إلى السماء السوداء المزينة بتلك النجوم اللامعة وأقول : جوليا في الماضي لم تكن هكذا أبداً ، منذ صغرها وهي فتاة قوية لا ترضى بالخطأ أبداً ، في الروضة كانت دائماً تدافع عن المظلومين وتحمي الضعاف من أمثالي ، وفي الرحلة الإبتدائية كانت دائماً ما تلقن الفتيان المشاكسين درساً لا ينسى ، وعلى الرغم من أنها كانت تتأذى إلا أنها لم تكن تبكي أبداً ، ذاع صيتها في المدرسة بإكملها ، فأصبح الجانحين يتحدونها دائماً لكنها تكون المنتصرة دوماً ..

صمت قليلاً وأنا أتذكر تلك الأيام التي كانت من أجمل المراحل ، ثم إبتسمت وأنا أكمل : بسبب تلك المشاجرات كانت دائماً تزور مكتب المدير وهو كان يوبخها دائماً ، لكن الجميع يعلمون أنها لا تبدأ الشجار إلا حين يُخطئ أحد ما ، لذا الجميع أسموها فتاة العدالة ، وعندما إنتقلنا إلى المرحلة الإعدادية ذاع صيتها في أول أسبوع لها ، وأصبحنا نحن الفتيات نلجأ إليها وقت الشدة ، والشيء الوحيد الذي يشفع لها عند المدير هو أنها كانت فتاة جيدة وجميع المعلمين يشهدون لها بذكائها ..

ثم أكملت بهدوء وحزن : لكن في السنة الأخيرة إنتقلت إلى مدينة أخرى ، وعند عودتها كانت قد تغيرت تماماً ، وبدت كما لو أنهم استبدلوا جوليا فتاة العدالة بواحدة أخرى ، كنت دائماً ما أسألها عن السبب الذي غيرها ، لكنها لم تكن تجيب علي ..


سمعت سوبارو يقول بإندهاش : لا أصدق أن جوليا كانت هكذا ، كل ما رأيته هو ضعفها وكثرة إعتذاراتها ..
ضحكت بخفة وأنا أقول : لا تنخدع بقناع الضعف الذي ترتديه ، وياماتو قد جرب قوتها ذات مرة ..
قطب سوبارو حاجبيه بتساؤل : ياماتو ؟؟ ما الذي حصل حينها ؟؟
أجبت عليه : قبل أن تنتقل إلى مدرستنا ، كان ياماتو يزعجنا كثيراً ، وأنا كنت أكرهه بشدة ، ذات مرة غضبت على جوليا بسبب ياماتو حينها كادت جوليا أن تخنقه حتى الموت ، لكنني تدخلت لإنقاذه ..


وقفت سوبارو من على الأرجوحة وهو يقول بعد أن نظر لساعته : لقد تحدثنا طويلاً حان الوقت للعودة ..


=====================================


~ يومي ~

رفعت بصري نحو جوليا الماكثة بسكون في الجهة المقابلة لي ، والتعب بادٍ عليها ..
بعد أن عدنا إلى الزنزانة لم أجرؤ على التحدث إليها ، وأشعر بخجل شديد من نفسي ..

إستجمعت قوتي وقلت بتردد : جوليا هل أنت بخير ؟؟ تبدين شاحبة كثيراً ..
رفعت رأسها بعد أن كانت مطأطأة ونظرت إلي قليلاً لتشيح بوجهها بعيداً ، شعرت حينها أنها غاضبة مني ، ولها كل الأحقية في ذلك ..
فأنا حين أكون في مأزق تضحي جوليا بنفسها من أجلي ، أما أنا فلست بارعة سوى في البكاء ..


و على الرغم من أنني أشعر بالخزي من نفسي ، إلا أنني لا أستطيع تغيير نفسي ، آه ياللعار ..


فجأة رأيت رأس جوليا يتدلى بشكل غريب ، ويتهاوى جسدها على تلك الأرض الباردة لأصرخ فزعة : جولياااااا ..



نهاية الفصل ..
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 10-01-2016, 12:05 AM
 


.. 23 ..

هرعت إليها مسرعة ، وقلبي ينبض سريعاً من شدة الخوف ، تحسست نبضها لأتأكد من أنها لا تزال على قيد الحياة ، والحمد لله أنها كذلك ..

تحسست جبينها لأتفاجأ بأنه يشتعل كالجمر ، قمت بتعديل جسدها وأبقيتها مستلقاة على الأرض بإستقامة ، ثم نظرت إلى الحارس الجديد وقلت بنبرة متوسلة : أرجوك أيها السيد هذه الفتاة مصابة بحمى شديدة ، أحضر لي الدواء من فضلك ..

نظر إلي الحارس قائلاً من دون إهتمام : ليس من شأني معالجتها ، أنا هنا فقط لحراستكما ..
صحت بغضب : لكن جوليا مريضة وتحتاج إلى الدواء ..


حينها احتدت ملامح الحارس وصاح غاضبا : لا تصرخي في وجهي وإلا أنهيت حياتك ، أنت لست مهمة لدى سيدنا لذا لا أظن أنه سيفعل بي شيئاً إذا ما قتلتك ..

خفت كثيراً من ما قاله ، لذا قررت إلتزام الصمت ، وعدت ببصري نحو جوليا التي احتقن وجهها إحمراراً ، والعرق يتصبب منها بغزارة ، وهي تهمهم بكلمات خافتة لم أفهمها ..

وقفت متوجهة نحو دورة المياه ، ومزقت كم قميصي الآخر ، وطويته بعد أن بللته بالماء الفاتر ، وبعدها عدت إلى جوليا ووضعت القماش على جبينها ..
بدأت تلملم جسدها كالجنين لتدفئ جسدها الساخن ، نظرت إليها نظرة شفقة ، لقد عانت جوليا الكثيير ، ياللمسكينة ..
أمسكت بقطعة القماء الذي وضعتها على جبين جوليا لألاحظ أنه قد اشتعل من الحرارة ، لذا عدت إلى دورة المياه وأعدت تبليل قطعة القماش ..


أدرك أن ما أفعله قد لا يكون ذو فائدة ، لكنني لا أستطيع تركها هكذا ، لو استطعت فقط فعل شيء من أجلها ..
نظرت إلى الحارس مجدداً ودموعي أوشكت على النزول حزناً على جوليا ، وقلت بصوت مرتعش وقد تهدج صوتي : أرجوك أيها السيد إجلب الدواء لجوليا ، هي مريضة كثيراً أتوسل إليك أيها السيد المحترم ..


أنهيت عبارتي ودموعي اللعينة بدأت بالهطول كما العادة ، كم أتمنى أن أكون قوية ولو قليلاً ..
ذعرت حين سمعت صوتاً عالياً أصدره الحارس، ولم يكن سوى صوت قبضته التي ضربها بالطاولة وتبعها صوته الغاضب : وما شأني أنا إذا ماكانت مريضة ؟؟ نحن لم نخطفكما لنعتني بكما ، لذا كفاك إزعاجاً ، يكفي أن مهمة مراقبتكما مضجرة للغاية ..

قلت وأنا أحاول أن أتماسك قليلاً وأظهر بعض القوة : سأفعل أي شيء تطلبونه مني ،لكن أحضروا الدواء لجوليا أرجوكم ..
على الرغم من أنني كنت أحاول التظاهر بالقوة إلا أن صوتي المرتعش قد عكس ما في داخلي ..
أعدت ببصري نحو جوليا التي ترتعش من شدة البرد ، لأنظر إلى الحارس مجدداً وقد ترقرق عيني بالدموع مجدداً قائلة بضعف : أرجوك أيها السيد ، قد تموت جوليا في هذه الحالة ..

زفر الحارس بملل وقال : وما شأنك أنت سواءً توفيت أم لا ؟؟
على الرغم من أنني استغربت سؤاله إلا أنني أجبت بإنفعال : تسألني ما شأني ؟؟ هل أنا عديمة الإنسانية مثلك حتى لا أبالي ؟؟ جوليا أنقذتني عدة مرات وحان الوقت لأرد لها الجميل ..

قال بنبرة باردة : هذا لأنها ليست سوى غبية ، لذا لا يجب أن تكوني مثلها ..
نظرت إليه بإستنكار ليتابع حديثه : في مواطن الخطر لا يجب على المرء الإهتمام بالآخرين قبل نفسه ، فحياة المرء ثمينة للغاية ولا يمكن أن تعوض ، والحمقى فقط من يضحون بأنفسهم من أجل الغير ..


لا أعرف كيف يمكن أن أجيب عليه ، فأنا أوافقه في بعض ما قاله ، فحياتي لا يمكن أن تعوض إذا ما فقدتها ، لكنني لا أستطيع ترك جوليا هكذا ، لقد قامت بالكثير من أجلي ، فكيف لي أن أخونها وقت مرضها ؟؟
كلمات الحارس جعلني في صراع مع ذاتي ، وأوقعني في حيرة من أمري ..

أنقذني من دوامة التفكير صوت رجولي : أنت فعلاً إمرأة أنانية ، تلك الجوليا الحمقاء عانت لحمايتك وأنت تترددين في مساعدتها ، هه ياللحماقة ..
إلتفت إلى مصدر الصوت لأكتشف أنه ذلك المدعو ساي ، الذي دخل الغرفة لتوه ، كلماته جعلتني أستحقر نفسي أكثر من قبل ..

إقترب من الزنزانة وفتح الحارس الباب ليدخل هو ، وأنا أتتبعه ببصري بترقب وخوف ، لكن حين رأيته يتوجه نحو جوليا المستلقاة على الأرض شعرت بالإرتياح قليلاً ، لكنني قلقة على ما سيفعله هذا المجرم بجوليا ..

جثى على ركبتيه أمامها وأخذ يتأملها بصمت ، لم أستطع معرفة ما يجول في خاطره ، فقد كان يدير ظهره إلي ..
ظل على هذا الحال لعدة دقائق ونطق أخيراً وهو يقف : لو كنت مكانها أيتها الأنانية لما كنت سأشفق عليك ..

لم أفهم جيداً ما يقصده ، لكنني قلت : أيها السيد أرجوك أحضر الدواء لها ، فهي ستموت على هذا الحال ..
تجاهلني وهو يخرج من الزنزانة وقد قام الحارس بإغلاق الباب بعد خروجه ، إنهرت على الأرض بضعف ، ظننت أنه سيرحمها قليلاً ، لكن يبدو أنه لا يعرف معنى الرحمة ..

===================================


في صباح يوم جديد


~ سوبارو ~


وأخيراً انقضى أسبوع الفصل ، وأستطيع الآن العودة إلى المدرسة ، لا أعلم ماذا يمكن أن يطلب الخاطف منا اليوم ..

كنت أظن أن الأمور ستكون طبيعية عند عودتي ، لكن ظني قد خاب ، فكلما مررت من أحد الطلبة أخذوا يهمسون عني ، ويبدو أنهم لم ينسوا ذلك اليوم الذي اضطررت إلى السرقة ..



عندما نظرت إلى طاولتي كانت مليئة بالقاذورات ، وعليها أنواع الشتائم والإهانة ..

علمت أن هذا من عمل هؤلاء الطلبة الجبناء ، لكنني لم أتفوه بكلمة.

جلست في مكاني بعد أن نظفتها من القاذورات متجاهلاً نظرات الجميع و روز لم تأتِ بعد ، بحثت في درج الطاولة عن رسالة للخاطف ، لكنني لم أجد شيئاً سوى القمائم، انحنيت قليلاً لأتفحص درج روز لكن النتيجة واحدة ..



سعدت كثيراً من هذا الأمر ، إذاً لن نكون مضطرين إلى تنفيذ أوامر الخاطف المجنونة ..

أثناء انتظاري لروز كنت أقرأ كتاباً أقتل بها وقت الفراغ ، ولازلت أشعر بنظراتهم الحارقة ، لكني لا أظن أن أحداً سيجرؤ على الإقتراب مني أبداً ..


بعد دقائق أتت روز أخيراً وحين رأتني تهلل وجهها سعادة قائلة : أهلا بعودتك يا سوبارو ..

إكتفيت بأن ابتسمت لها إبتسامة طفيفة ، بينما هي بدأت بتفحص درج الطاولة ،و لم تجد شيئاً ..


قلت بهدوء : يبدو أنه لا مهمة لهذا اليوم هذا جيد حقاً ..

جلست روز قائلة : أنت محق ..


عدت لأقرأ كتابي بينما روز كانت واضعة يدها على خدها وقد أسندت مرفقها على الطاولة وتستمع بإنصات لمجموعة من الفتيات يتحدثن حول موضوع ما ..


قلت منادياً لها : روز لماذا تنظرين إليهن بهذا الإهتمام ..

إلتفتت روز إلي قائلة بحماس : لقد سمعت منهن للتو أن المغني المشهور ورابوس قد أصدر أغنية جديدة ، أنا متلهفة لسماعها حقاً ..

قلت بهدوء : المغني ورابوس ؟؟ لم أسمع عنه قط ..


نظرت إلي روز بتفاجؤ قائلة : ألا تعرفه ؟؟ إنه مغني مشهور جداً وصاحب صوت رائع ، ظننت أن جوليا الوحيدة التي لا تعرفه ، لكن يبدو أنك مثلها لا تهتم سوى بالكتب المملة ..

ثم أردفت وقد بدأ صوتها بالتغير شيئاً فشيئاً : لقد كنت دائما أسخر منها وألقبها بفتاة الكهف لجهلها بما يحصل حولها ، لقد اشتقت إليها كثيراً ..


قلت مغيراً الموضوع : من سيكون علينا في الحصة الأولى ؟؟

أجابت روز بكراهية : إنها المشعوذة راي ، كم أكره حصة الكيمياء بسببها ..

قلت مبتسماً : وهل كنت تحبين الكيمياء قبلاً ؟؟

أجابت ضاحكة : بصراحة لا ..

هززت كتفاي قائلاً : إذاً الأمر لن يشكل فرقاً بالنسبة لك ..



بقينا نتحدث بأمور عادية حتى رن الجرس معلناً ابتداء الحصة الأولى ..

دخلت المعلمة راي كعادتها بتلك الملابس الفاضحة ، وابتدت بشرح الدرس وهي تنظر إلي بين حين وآخر ، في البداية كنت أظن أنني متوهم ، لكنها كانت تنظر إلي حقاً بنظرات غامضة .


بعد أن أنهت درسها قالت وهي تنظر إلينا جميعاً : لدي شيء اقوله لكم ، هذا الأسبوع سيكون الأسبوع الأخير لي هنا ، وسيعود بعدها معلمكم القديم ..

أبدى الكل إستياءهم بهذا الخبر ، وأخذوا يلحون عليها بالبقاء ..


أما روز فقد إلتفتت إلي قائلة بهمس : وأخيراً سنتخلص منها يالسعادتي ..

قلت بذات النبرة الهامسة وعلى ثغري إبتسامة طفيفة : لا تُظهري سعادتك بشأن هذا الخبر وإلا غضب الجميع منك ..


استدارت روز وجلست بإعتدال حينما سمعنا صوت المعلمة التي تقول بغنج : إسمعوني جميعاً لقد كنت أرغب حقاً بالبقاء معكم فأنتم رائعون حقاً ، لكن ...


قال الطلبة بفضول وبصوت متفاوت : لكن ماذا ؟؟ .. أكملي كلامك .. أخبرينا عن السبب ..


رفعت بصرها نحوي وقالت بنبرة هادئة مبطنة بالخبث : لكن يبدو أن هناك طلبة سيئون قد عادوا بعد فصل دام لأسبوع، لذا لا يمكن أن أبقى هنا ، فكما تعلمون الملاك يستحيل لهم البقاء مع شياطين ..


أنهت عبارتها ليستدير الجميع وينظرون إلي ، وقد علموا بمقصدها ، كيف لا وهي كانت تنظر إلي بينما كانت تتحدث ، كانت نظرات الجميع مليء بالكراهية والإستحقار ..

لم أكن لأسكت عنها لذا رددت عليها : أنت محقة أيتها المعلمة ، فملاك مثلي قد يفسد في حال وجود شيطان مثلك ..


افجرت المعلمة راي بالضحك عالياً قاصدة السخرية مني ، بينما قال أحدهم : سوبارو لقد تعديت حدودك أيها اللعين ، شخص مثلك لا يجب أن يتحدث مع المعلمة راي بهذه الطريقة ..

وقالت أخرى : هذا صحيح ، قد نتقبلها من شخص آخر غيرك أما أنت فعليك إلتزام الصمت ..


قلت ببرود وأنا أتكتف مسنداً ظهري إلى الوراء : وهل ينقصني شيء عن الآخرين ؟؟

أجاب أحدهم ساخراً : أنظر إلى نفسك في المرآة أيها المومياء المشوه وستعرف ماذا ينقصك ، لا مجال للمقارنة بيننا ..



صاحت روز مرتعش : كفاكم سخرية من سوبارو ، فعلى الرغم من مظهره إلا أنه لطيف ..

هذه الغبية ، على الرغم من أنها تتظاهر بالقوة إلا أن خوفها بادٍ كالشمس ..


أما الطلبة فقد أخذوا بالسخرية منها ، لتطأطئ رأسها بضعف دون أن تستطيع الإجابة عليهم ..


رفعت بصري نحو المعلمة راي التي تنظر إلينا بكل إستمتاع ، لأقول بصوت عالي موجهاً خطابي إليها : أليس على المعلم الجيد أن يوقف الشجار ، لا أن يشاهد بإستمتاع ..


نظر الجميع إليها لتقول هي بسرعة وبنبرة يتخللها الغضب : ماذا تقصد بقولك يا سوبارو ؟؟ هل تظنني أستمتع برؤية طلبتي يتشاجرون ، الأمر ليس كذلك ، كل ما هنالك أنني انثى لا أستطيع عمل شيء ، فأنا رقيقة كما تعلمون جميعاً ..

بدأ الجميع بالدفاع عنها ، فقد سحرت الجميع بأسلوبها وخبثها ، آه كم أبغضها بشدة ..


انتهى الشجار حين رن الجرس معلنا إنتهاء الحصة الأولى ، وأكملنا بقية الحصص بشكل عادي ..


انتهى الدوام المدرسي وحين انتهيت من جمع أغراضي قلت مخاطباً روز : هيا لنذهب ..

قالت روز : اسبقني أولاً ، فهناك عمل علي القيام به ..

سألت بإستغراب : وماذا ستفعلين ؟؟

قالت بنبرة غاضبة : لقد تم معاقبتي لشهر كامل بتنظيف صفنا والصف المجاور ..


تركت حقيبتي قائلاً : حسناً سأساعدك ..

قالت متفاجئة : لا ، لا داعي لذلك ، أستطيع القيام بها وحدي ..

قلت وأنا أرفع أكمام قميصي : كفاك ثرثرة ولنبدأ بالتنظيف فنحن هكذا سننتهي سريعاً ..

إبتسمت روز لي بإمتنان ، وبدأنا بالتنظيف وقد انتهينا سريعاً كما توقعت ..



خرجنا من الصف المجاور بعد انتهائنا ، وعدنا لصفنا لنأخذ حقائبنا ، أثناء سيرنا في الرواق قابلنا المدير أمامنا ، لكنني تجاهلته وسرت بمحاذاته ، لكنه همس لي بصوت خافت : لا أصدق أنك قد عدت لعملك ..


تيبست في مكاني لثواني ، بينما هو أكمل طريقه بهدوء ، حينها صحت وأنا أنظر إلى ظهره : وما شأنك أنت ؟؟ كفاك تطفلاً على حياتي وماضيّ ..

لم يرد علي ، ولم يكلف نفسه عناء النظر إلي ، بينما سمعت روز تقول بإستغراب : ما بك يا سوبارو ؟؟

أجبت محاولاً كبت غيظي : لا ، لا شيء ..



خرجنا من المدرسة لنجد ياماتو في انتظارنا ، وما إن رآنا حتى هرول إلينا وملامح القلق على وجهه قائلاً : لماذا تأخرتما ؟؟ هل حصل أمر ما ؟؟

أجابت روز : لم تأتنا أوامر لهذا اليوم ..


دار حوار بسيط بين الإثنين وأنا أنظر لياماتو بترقب ، هل سيسألني عن وجودي في تلك السيارة ؟؟ أو هل عرفني في الأصل ؟؟


بعد انتهاء حوارهما إلتفت إلي ياماتو لأجفل في مكاني لثواني لكنني سرعان ما ارتحت حين نطق : لماذا أنت صامت يا سوبارو ..

إبتسمت بهدوء قائلاً : أنا دائماً هادئ ، لذا الأمر ليس بغريب ..

ضحكت روز قائلة : هذا صحيح فهو لا يتحدث إلا في الأمور الضرورية ..

قلت بهدوء : حسناً سأذهب الآن وداعاً ..


ابتعدت عنهم متوجهاً نحو تلك الزقاقة التي اتفقت مع ماركو ليكون مكان مقابلتنا ..

حينها رأيته سانداً ظهراً إلى الجدار ويعبث بهاتفه المحمول ، وحين لاحظ وجودي نظر إلي بإستحقار وهو يقول : لماذا تأخرت ؟؟ هل تظني متفرغ لك ؟؟


حدقت فيه ببرود شديد ، يتحدث إلي بفظاظة كما لو أنني بعمره ولست بأكبر منه ، ياله من فتى وقح حقاً ..


قلت بهدوء : إسمعني ماركو لدي سؤال ..

تمتم الفتى المتغطرس : ماذا ستسأل ؟؟


قلت وأنا أرمقه بنظرات ثاقبة : يوم أمس هل حصل شيء ما لروز ؟؟

لمحت في عينيه الإرتباك على الرغم من أن نبرة صوته عادية : ولماذا تسأل ؟؟

قلت بإبتسامة ساخرة : إذاً فقد حصل أمر ما كما توقعت ..

ثم أردفت بنبرة حادة : أخبرني ما حصل بسرعة ، ألم تعدني أنك ستكون في صف روز وتحميها ؟؟ ماذا فعلت لها أنت ووالدتك ..



أجابني بثقة مطلقة : لم نفعل شيئاً لها ، كل ما هنالك أن أمي قد تزوجت في الأمس وهي ترفض فكرة زواجها ..

على الرغم من أنني أشعر بأن هناك شيء آخر قد حدث إلا أنني فضلت الصمت ، وسأحاول معرفة ما حصل من روز نفسها ..


مد ماركو يده قائلاً : والآن أعطني المال ..

أخرجت محفظة النقود وقلت : كم تريد في الأسبوع ؟؟

قال بطمع : أريد //// ..

نظرت إليه بإستنكار وأنا أقول : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟ اطلب مبلغاً بسيطاً أستطيع توفيره مرة كل أسبوع ..


قال بنبرة شممت فيها رائحة تهديد : أنت لست مجبراً على إعطائي هذا المبلغ من المال ، فحتى لو لم أحصل عليه منك أستطيع أن أطلب من روز العمل من أجلي ..

نظرت إليه بحدة ، هذا الفتى قد يفعلها حقاً ويجبر روز على العمل الشاق ، وأنا لن أسمح له أبداً ..



أخرجت المبلغ الذي طلبه وسلمته في يده بقوة ، وقلت بتهديد مغلف بالهدوء : هذا هو المبلغ الذي تريده ، سأوفره لك أسبوعياً ، لكن مقابل هذا يجب أن تهتم بروز ، ولو علمت أنك تفعل العكس سيكون الإتفاق ملغياً ..


وضع النقود في جيبه وهو يبتسم بقذارة قائلاً : لا تقلق سنعتني بها جيداً ، إلى اللقاء أيها المومياء ههههههه ..

غادر المكان ولايزال صدى ضحكاته يتردد على مسامعي ، هذا القذر اللعين كم أرغب في القضاء عليه ، فبسببه أنا مضطر إلى العودة للعمل الذي أقسمت على تركه ..

=======================================



~ ساي ~


جالس في مكتبي على كرسيِّ البني منتظراً قدوم كازوما وراي ، وماهي إلا دقائق قليلة حتى طُرق الباب ودخلا منها ..

جلس الإثنان على الكرسي الموجود أمام مكتبي وتفصل بينهما طاولة زجاجية صغيرة ، تزينها مفرش أبيض ..


قالت راي : لماذا طلبت رؤيتنا يا ساي ؟؟

قلت وأنا أنظر إليها : لقد سمعت أنك قررت الإنتقال من المدرسة ، هل هذا صحيح ؟؟

أجابت بصراحة : نعم ، فلا معنى لبقائي في تلك المدرسة القذرة ..


تنحنح كازوما وهو يقول : هي أنت مدير تلك المدرسة القذرة أمامك كما تعلمين ..

قالت راي بلامبالاة : وماذا في ذلك ؟؟


قاطعتهما موجهاً خطابي إلى راي : راي يجب أن تبقي في تلك المدرسة ، صحيح أنني قد ثبت كاميرات مختلفة لمراقبة أولئك الحمقى ، لكنني لازلت بحاجة إلى مساعدتك في إرسال الرسائل ..

قالت بإنزعاج : ساي لا تجبرني على شيء لا اريده ، لقد انتقلت إلى المدرسة سابقاً لأن عزيزي ياماتو هناك ، أما الآن فلا معنى لوجودي ، كما أنني أرسلت أوراقي إلى المدرسة التي بها ياماتو لأشبع من رؤية وجهه الرائع ، و أكون قريبة منه ..


إبتسمت بإستخفاف وأنا أقول : تتحدثين كما لو أنك لا تقابلين وجهه إطلاقاً ، لتشبعي منه في المنزل ..

زمت شفتاها المطليتان بأحمر الشفاه وقالت بنبرة طفولية : ذلك العجوز اللعين قام بطرد ابنه من المنزل كعقاب على مخالفته لأوامره ، لذا لم أره منذ أيام ..



قلت بإبتسامة ماكرة : راي كوني ذكية وحاولي أن تجعليه يعود في قراره إن أردت رؤية ياماتو ، كودو لن يستطيع أن يرفض طلبك أبداً ..

ردت راي بإحباط : وهل تظن أنني بقيت مكتوفة اليدين !! لا أبداً ، لقد حاولت أن أغير رأيه وفكرت بالطريقة التي ذكرتها للتو ، لكن حين يتعلق الأمر بياماتو فهو لا يصغي إلي إطلاقاً ، ليس من السهل العبث به كما تظن ..


علق كازوما ساخراً : ربما أنت لست بتلك الجاذبية لذا هو لا يهتم لما تقولينه ..

صاحت حينها راي غاضبة : وما شأنك أنت يا غريب الأطوار ؟؟ أبقي لسانك الكريه داخل فمك ..


ظل الأثنان يتشاجران مع بعضهما وأنا أراقبهما بصمت ، يبدوان مناسبين لبعضهما حقاً ، لذا قلت مبتسماً : يبدو هذا كشجار عشاق ..

إلتفت الإثنان نحوي وصاحا في آن واحد : مستحيل ..

ثم عاودا النظر إلى بعضهما لتصيح راي وقد احتقن وجهها احمراراً من شدة الغيظ : لا تقلدني يا هذا ، ثم أنني من المستحيل أن أحب شخصاً يرتدي نظارة أكبر من وجهه ، ولا يمتلك المال الكافي لإسعادي ..


إبتسم كازوما وهو يقول : ولماذا قد تظنين أنني سأحب امرأة مثلك لا تهتم سوى بالمال ؟؟ هذا مستحيل ..



تحدثت مقاطعاً شجارهما مجدداً ، فأنا أدرك أنني إذا لم أتدخل فهما لن يتوقفا ، لذا قلت بجدية : لنعد إلى موضوعنا الأصلي يا راي ، أنت لا يجب عليك الإنتقال ..

قالت راي بإنزعاج واضح : أنا لست مضطرة إلى الإنصات لأوامرك يا أخي ، وأنا لا شأن لي بموضوع إنتقامك هذا ..



احتدت معالمي ، وصحت غاضباً وأنا أضرب الطاولة بقبضتي : لست مهتمة !! هل أنت راضية بما فعلاه هذان الإثنان ؟؟ حتى لو لم تكني الكراهية لروز فلا زال هناك حساب يجب تسويته مع سوبارو ، أم أنك نسيتي ما فعله ؟؟

ضيقت راي عينيها وقالت : لم أنسى لكنني أشعر بشيء سيء حيال هذا الأمر ، فلا تنسى أننا قد نسجن إذا ما كُشف أمرنا لدى رجال الشرطة ..



قلت محاولاً إقناعها بالوقوف في صفي : لا تقلقي بهذا الشأن يا راي ، فتوأمك ليس برجل سهل ، خطواتي مدروسة بإحكام ، ولقد أخذت جميع إحتياطاتي ..

سكتت راي والحيرة بادية على وجهها ، لأكمل بخبث : الأشخاص الذين يعلمون بسرنا هم قلة ، وأي شخص يحاول خيانتنا وطعننا في الظهر فالموت سيكون مصيره ، لذا لن يُكشف أمرنا ، وروز وسوبارو وياماتو ليسوا سوى لعبة بين أيدينا نعبث بها كما نشاء ، وحين نمل سننهي على حياتهم ..


حينها قالت بذعر : هل ترغب في قتل ياماتو أيضاً ؟؟

- لا أبداً كنت أقصد روز وسوبارو فقط ..



نظرت إلي راي غير مصدقة وقالت بشك : ما الذي سيؤكد لي أن ياماتو ليس هدفاً لك ؟؟ وأنك لن تضره بشيء ؟؟

- أنا لا أكن له أي نوع من الكراهية أو الحقد ..

ثم أكملت بنبرة مليئة بالحقد : ليس كروز وسوبارو اللذان تسببا لي بالكثير من الألم ..


سألت راي مستفسرة : إذاً لماذا أرسلت لياماتو تلك الرسالة أول مرة ؟؟

أجبت بدهاء : لأنني إذا فعلت هذا فسيبدو أنه متورط في الموضوع وسيحس بالخطر إذا فكر في إبلاغ رجال الشرطة ، فهو مقرب من سوبارو روز كما تعلمين ، وإذا لم أفعل ذلك فربما قد يخبرانه بالأمر ويتصرف ياماتو بحرية ويتم القبض علينا ، وأنا فعلت هذا لأوهمه بأنه مراقب من قبلنا ، مع أننا لسنا كذلك ..

هزت راي رأسها بتفهم قائلة : هكذا إذاً ..


بعدها وجهت ببصري نحو كازوما وقلت : كازوما لقد استدعيتك لأمر مهم ، هل تعلم ما هو ؟؟

كازوما : لا ، لا أعلم ..

قلت بهدوء : أولاً انزع نظارتك الغبية هذه ..


أطاعني كازوما وخلع نظارته لأركز ببصري إلى وجهه لأراقب ردة فعله حين قلت : لأختبر مدى ولاءك لي ..



.. نهاية الجزء ..

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 10-04-2016, 08:44 PM
 
Talking







بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك ؟؟؟؟
وانا بخير شكرا للسوأل .....

مرت عشرة أيام لم أدخل فيها للمنتدي ...
بسب الضروف ....

المهم ندخل في صلب الموضوع .....
كل بارت أحلي من الآخر ......


تذكير :
سبق ان وضعت تخمين ان سوبارو شاب وسيم يخفي وجهه عن الاخرين لسبب ....
وانه شقيق ياماتو .....
سجلي ...
الآن قد وضح الآمر اكثر وبات واضح انه كان صحيح ......


بعد غياب طويل .....
سعيدة اني قرأت ثلاثة بارتات متواليه .....


كنت فد نسيت امرا ....
في المرة السابقه رددت بدون قرأت البارت و كنت سأرد ثانيتةبعد القرائه ....
لاكنني لم ادخل بعد ذلك .... بسبب الضروف ......


سأتحدث برأيي صريح حول روايتك .....
روايه ذات حبكه قويه ...... تستحق المتابعه ..... يؤسفني أن الأخريات لم يجربن قرءتها باعض ..... لديكي اسلوب متميز في كتابت الاحداث .... و احداثها بحاجه لقلم جريء و شجاع ..... السرد رائع .....
لديكي مشكله في التواصل و هو سبب قلة المتابعين ..... كما اني لاحضت انكي لاتدخلين المنتدي إلا اثناء تنزيل البارت ..... جربي التعرف علي الفتيات و الفتيان في المنتدي فهم راااااائعون و يدخلون القلب بكلمه ..... باعض الأعضاء يجلسون ساعات ليرسلوا الدعوات الي اصدقائهم و متابعيهم ..... جربي ذلك .... ارجو ان لا اثقل عليكي بثرثرتي و ان لا تنزعجي مني .....


انتظر التتمه بفارق الصير ..... و ارجو ان يعجبكي ردي الصغير و اعتذر اذا تأخرت .... و ارجو ءن لا تتأخري ......
تحياتي


رد مع اقتباس
  #60  
قديم 10-12-2016, 09:40 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة FREEAL






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك ؟؟؟؟
وانا بخير شكرا للسوأل .....

مرت عشرة أيام لم أدخل فيها للمنتدي ...
بسب الضروف ....

المهم ندخل في صلب الموضوع .....
كل بارت أحلي من الآخر ......


تذكير :
سبق ان وضعت تخمين ان سوبارو شاب وسيم يخفي وجهه عن الاخرين لسبب ....
وانه شقيق ياماتو .....
سجلي ...
الآن قد وضح الآمر اكثر وبات واضح انه كان صحيح ......


بعد غياب طويل .....
سعيدة اني قرأت ثلاثة بارتات متواليه .....


كنت فد نسيت امرا ....
في المرة السابقه رددت بدون قرأت البارت و كنت سأرد ثانيتةبعد القرائه ....
لاكنني لم ادخل بعد ذلك .... بسبب الضروف ......


سأتحدث برأيي صريح حول روايتك .....
روايه ذات حبكه قويه ...... تستحق المتابعه ..... يؤسفني أن الأخريات لم يجربن قرءتها باعض ..... لديكي اسلوب متميز في كتابت الاحداث .... و احداثها بحاجه لقلم جريء و شجاع ..... السرد رائع .....
لديكي مشكله في التواصل و هو سبب قلة المتابعين ..... كما اني لاحضت انكي لاتدخلين المنتدي إلا اثناء تنزيل البارت ..... جربي التعرف علي الفتيات و الفتيان في المنتدي فهم راااااائعون و يدخلون القلب بكلمه ..... باعض الأعضاء يجلسون ساعات ليرسلوا الدعوات الي اصدقائهم و متابعيهم ..... جربي ذلك .... ارجو ان لا اثقل عليكي بثرثرتي و ان لا تنزعجي مني .....


انتظر التتمه بفارق الصير ..... و ارجو ان يعجبكي ردي الصغير و اعتذر اذا تأخرت .... و ارجو ءن لا تتأخري ......
تحياتي




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كلنا تواجههنا ظروف تعيقنا الله يعين الجميع

تركيزك على هذه النقطتين غريب فعلا
أقصد إيش الدليل إلي يثبت تخمينك هذا ؟؟ أنا ما آخذ التخمينات العشوائية
لازم دليل وسبب مقنع

أخجلتيني فعلا بكلامك وأنا سعيدة جدا جدا جدا بتواجدك حب8
وجودك يغنيني عن ألف قارئ الله يسعدك

شكرا لتواجدك
وإن شاء الله ما أتأخر ورح ينزل دفعة من البارتات الجديدة ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 02:25 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011