10-29-2016, 10:15 PM
|
|
27
~سوبارو~ كنت أنصت إلى شرح المعلم بإهتمام ، فأنا لا أحب إهمال دروسي مهما كانت الظروف ، ودائماً يجب أن أكون الأول .. ألقيت نظرة على روز القابعة بجواري والغارقة في النوم ، المسكينة أتت إلى المدرسة وهي لم تذق طعم النوم ، كل هذا بسبب الرسالة التي وصلت في الأمس .. كان شكلها محزناً للغاية ، فالسواد يحيط عينيها ، والإرهاق بادٍ على وجهها .. عدت أنصت إلى شرح المعلم ، ولكن التفكير في رسالة الخاطف يعيق تركيزي ، لازلت أجهل لماذا لم يحصل شيء حتى الآن ؟؟ كما أننا اليوم لم نحصل على رسالة منه .. آآه هذا مزعج حقاً ، لا أفهم إلى ماذا يرمي إليه الخاطف ، هل يرغب في التلاعب بأعصابنا قبل الإقدام على قتلنا ؟؟ أم أن هناك هدف آخر ؟؟ يا إلهي لقد أخذني التفكير بعيداً عن الدرس ، لا يهم فأنا سأفهم الدرس من دون معلم إذا ما قرأته بتركيز .. انتهت الحصة الأولى وبدأت الحصة الثانية ، دخل أحد المعلمين وقام بمناداتي أنا وطالب آخر في صفي ، وطلب منا التوجه إلى مكتب المدير .. أخذت أهز روز لأخبرها أنني مغادر قليلاً ، ولتأخذ حذرها في غيابي ، ولم أستطع المغادرة إلا بعد أن وعدتها أنني لن إطيل الغياب .. توجهت برفقة زميلي في الصف إلى مكتب المدير كما طُلب منا ، وتفاجأت عند دخولي بوجود عدد من التلاميذ غيرنا من صفوف مختلفة ، وكان عددنا يقارب العشرة ، ويبدو أن لا أحد يعرف سبب وجوده هنا ، فالحيرة تعلو وجوه الجميع .. وقف المدير الذي كان جالساً على كرسيه الموضوع خلف المكتب ، وقال بصوته الجهوري ليسكت الجميع ويلفت إنتباهنا : اسمعوني جيداً ، أدرك أن الجميع يتساءل عن سبب تواجده هنا ، أليس كذلك ؟؟
- نعم ، بالطبع ، صحيح >> كانت هذه أجوبة الطلبة المتفاوتة .. المدير كازوما : في الواقع لقد جمعت هنا أذكى عشرة طلبة في المدرسة بأكملها ، فهناك مسابقة سأقيمها بينكم لتحديد الأفضل ... رفع أحد التلامذة يده قائلاً : سيدي المدير قلت أننا العشرة الأفضل ، لكنني أرى أننا تسعة فقط ، والعاشر مجرد دخيل .. قال جملته الأخيرة وهو ينظر تجاهي ، وكأنه يعنيني بكلامه ، لكنني تجاهلته وتظاهرت بعدم إدراكي لمقصده .. قال المدير : عندما أقول عشرة فأنتم عشرة فعلاً ، ولو كان أحد منكم يشك في ذكائه فليتفضل .. قال آخر وهو يحرك نظارته : يبدو أنك لم تفهم ماقاله زميلي ، لقد كان يقصد أن هذا الشخص ليس من المفروض أن يكون بيننا .. نظرت إلى سبابته الذي كان يُشير إلي بكل استحقار ، وفضلت تجاهله هو الآخر .. بينما تحدث ثالثهم مؤيداً لكلامه : مظهر هذا الرجل لا يدل على ذكائه أبداً يا حضرة المدير ، كما أنه طالب جديد فكيف استطعت أن تعرف نسبة ذكائه .. أجاب المدير بحزم : لعلمكم جميعاً ، هذا الشخص الذي تنظرون إليه بإستصغار قد حصل على علامات كاملة طوال سنواته الدراسية السابقة ، إذا هو أفضل منكم بكثير .. ظهرت علامات الدهشة في وجوه الجميع ، بينما ابتسمت بهدوء لأغيظهم ، وقد أفلحت في ذلك حقاً .. تمتم أحدهم معترضاً : مستحيل أيها المدير ، لا يمكن لأحد أن يُحٓصِّل العلامات الكاملة في كل الإمتحانات مهما كان ذكياً .. قال مدير وهو يتوجه نحونا ببطء : ليس مستحيلاً أبداً ، فها هو سوبارو أمامك ليبرهن لك أن المستحيل يمكن أن يكون واقعاً ، كما أن هناك شخص آخر كسر المستحيل كسوبارو .. سأل حينها أحدهم : شخص آخر ؟؟ ومن هو ؟؟ هل هو معنا الآن ؟؟ هز المدير رأسه نافياً وقال : لا ، هو ليس معكم للأسف ، لكنه في هذه المدرسة .. صاح طالب في السنة الأخيرة : كفاك كذباً أيها المدير ، لقد درست هنا منذ السنة الأولى ولم أُصادف أحداً قد حصل على العلامات الكاملة ، وكان الشخص الذي يترأس المرتبة الأولى هو أماي .. تحدث المدعو بأماي قائلاً بهدوء : نعم أنا الذي كنت دائماً في المركز الأول ، ومع ذلك لم تخلو ورقة إمتحاناتي من بعض الأخطاء الطفيفة التي تسببت في نقص بعض درجاتي ، ولو كان هناك من حصل على علامات كاملة لكان قد أخذ المركز مني .. قال أحدهم ساخراً : أنت بلا شك تكذب علينا .. وقال آخر بإستهزاء : وربما النظارات الضخمة التي ترتديها تُريك أشخاصاً ليسوا حقيقيين .. صرخ حينها المدير بشكل مرعب : أتسخروني مني ؟؟ أنتم لم تعرفوه لأنه طالب انتقل إلى هنا هذه السنة فقط ، أنا لست مجنوناً لأتخيل أشخاصاً وهميين .. قال أماي بهدوء : وأين هو الآن إذاً ؟؟ لماذا لم تستدعه ؟؟ صمت المدير حينها ، لأجيب بهدوء عوضاً عنه : لأنها مختطفة .. ثم إلتفت إلى المدير وقلت : أليس كذلك ؟؟ أومأ برأسه بإيجابية ، ليقول زميلي في الصف بتفاجؤ : أتقصدون جوليا ؟؟ قال المدير : نعم إنها جوليا ، الفتاة التي حصلت على علامات كاملة طوال سنوات دراستها تماماً كسوبارو .. لأكون صريحاً فأنا متفاجئ مثلهم جداً ، أخبرتني روز سابقاً أن جوليا ذكية ، لكنها لم تخبرني أنها تحصل على علامات كاملة مثلي ، هذا مفاجئ حقاً !! لكنني استنتجت الأمر حين قال المدير أنها طالبة متنقلة .. استيقظت من شرودي على صوت المدير الذي قال : دعونا الآن نعود إلى موضوعنا الأصلي الذي كان عن المسابقة التي سأقيمها بينكم .. سار إلى مكتبه وأمسك بمجموعة من الأوراق وأخذ يوزعها لنا ، عندما وصلتني الورقة أخذت أقرأ مافيها .. وكان مكتوب فيها
.
.
(( يا عباقرة مدرستي ماذا سأصنع غداً في حياتي ؟؟ توافقوا مع أفكاري وابقوا معي غير أني أخاف عليكم مستقبلاً مرافقكم إلى الأبد دائماً قبل أن تندموا وتبكوا دماً مديركم الذي يعرفكم جيداً : كازوما ٢/٢/٢٣٣٢)) أخذت أعيد قراءة ماهو مكتوب لأفهم المقصود من هذا الكلام ، لكنه لم يكن ذات معنى كما أرى .. رفعت رأسي لأرى البقية ويبدو أنهم مثلي تماماً ، لم يفهموا شيئاً .. تحدث صاحب النظارات : حضرة المدير ماذا تعني بتوزيعك هذه الأوراق لنا ؟؟ ابتسم السيد كازوما ابتسامة عريضة وقال : في الواقع هذه أبيات شعرية من تأليفي مارأيكم بها ؟؟ تكلم زميلي في الصف بنبرة ساخرة : أتسمي هذه الترهات شعراً ؟؟ أنا لا أرى سوى حروف وكلمات مبعثرة لا معنى لها .. قال المدير وهو يحرك نظارته الضخمة بسبابته : هذه الأبيات الشعرية لا يُمكن لعامة الناس فهمها بسهولة ، والعباقرة وحدهم من يستطيعون فهم المغزى ، ويستفيدو من كل ما هو مكتوب في الورقة .. ألقى أحدهم الورقة أرضاً وقال بغرور : هل تظن أننا سنصدق مثل هذه الترهات ؟؟ لسنا حمقى لنظن ذلك .. قال آخر : هل تعلم أيها المدير منذ أن رأيتك وأنا أشك في عقلك ، لكنني الآن أيقنت أن هناك خللاً فيه ، الأبيات الشعرية لابد لها أن تكون على وزن وقافية ، وبجمل مفهومة .. بعدها انفجر الجميع ساخرين منه ، لكننا توقفنا جميعاً حين ضرب الطاولة بقبضته وأفزعنا بالصوت الذي صدر أثر ذلك قال بنبرة حازمة ممزوجة بالغضب : ألا تعلمون أنكم تخاطبون مديركم ؟؟ أرى أنكم تقللون من شأني جميعاً .. ثم أردف بنبرة تهديدية : أستطيع فصلكم جميعاً في دقيقة واحدة ، فأنا المدير وأنا من يضع القوانين ولن يردعني أحد .. ظهرت علامات التوتر على البعض بينما البعض الآخر لم يتأثر بما قاله المدير .. قلت بهدوء : سيدي المدير هل هذه الورقة مهمة ؟؟ نظر إلي مجيباً : نعم هي مهمة جداً ، ولن تدخلوا الإختبار الذي سيكون بعد يومين إلا بها .. قال شخص ما : وما فائدة الإختبار ؟؟ أجاب المدير على سؤاله : كما قلت في البداية إنه اختبار مهم ستخضعون له أنتم العشرة لتحديد نسب ذكائكم ، ولن تدخلوا الإختبار إلا بهذه الورقة ، وحاولوا أن تركزوا فيما كُتب فيها ، فهي بالنسبة لي مهمة جداً .. لا أعلم لماذا لكنني أشعر أن المدير يُلمح إلى شيء ما ، وهو يحاول الوصول إلى هدف معين ، لكن ما هو ياترى ؟؟عدت إلى تلك السطور وأمعن النظر فيها جيداً ، الجمل فعلاً لم تكن ذات معنى واضح كما قال الجميع ، لكن لماذا يقول المدير أنها مهمة ؟؟ لفت نظري عبارة (( مديركم الذي يعرفكم جيداً )) أشعر أن هذه العبارة تعني الكثير ، هو فعلاً يعرف بأسرارنا ، وأكبر دليل على هذا هو سري الذي يعرفه المدير ، السر الذي أخفيته عن الجميع بإستثناء السيد روكاوا ونانا .. لازلت أجهل حتى الآن كيف كشف سري ؟؟لحظة !! بالحديث عن الأسرار هل يعرف قصة الرسائل التي تصلنا من الخاطف ؟؟ولما لا ، ربما يعرف بالأمر ، لا .. لا .. لا أظن ذلك ، الخاطف لابد أن يكون حريصاً على أن يرسل رسالته بشكل سري جداً .. انتشلني من أفكاري صوت السيد كازوما وهو يقول : تستطيعون المغادرة الآن جميعاً ، وعودوا إلى صفوفكم .. إلتفت نحو الباب لأكون أول المغادرين لكني سمعت أحدهم يقول : أيها المدير لقد أخطأت في كتابة التاريخ ، ركز جيداً المرة القادمة .. أجاب المدير ببرود : أنا كتبت التاريخ بهذا الشكل لأنني أردته أن يكون هكذا ، وليس الأمر أنني أخطأت في كتابته .. أصدر الطالب ضحكة قصيرة ساخرة وقال : هه أنت غريب .. غادرنا المكتب جميعاً ، وكل منا عاد إلى صفه ، دخلنا الصف وكانت المعلمة راي هي من علينا .. سرت في مكاني وأنا أتجاهل نظراتها المثبتة نحوي .. أنا حقاً لا أعلم لماذا تنظر إلي بهذا الشكل الغريب ، الشيء الوحيد الذي أظنه هو أنها تستحقرني بسبب مظهري ، فهي من النساء اللواتي يهتممن بالشكل الخارجي وهذا واضح عليها .. جلست في مكاني الذي هو مكان جوليا في الأصل ،و سمعت روز تهمس بفضول : ماذا كان يريد المدير منك ؟؟ أجبت بصوت خافت : سأخبرك لاحقاً .. وضعت الورقة التي أعطانا إياها السيد كازوما على الطاولة ، وأخذت أتأملها مجدداً ، شيء في داخلي يُجبرني على قراءتها مراراً وتكراراً ، وكلمات المدير عالقة في ذهني .. أنا على يقين أن المدير لم يكن ليطلب منا التركيز فيما هو مكتوب إلا لسبب ما ، لكن ما هو ياترى ؟؟ وضعت كفي على وجهي بيأس ، مهما أعدت قراءة الورقة فلا زلت عاجزاً عن فهمها، ماهذا الهراء المكتوب يا ترى ؟؟ شعرت بوكزة في الجهة التي تجلس فيها روز ، لذا أبعدت يدي عن وجهي ونظرت إليها بغضب ، لتهمس لي روز وهي تشير إلى الأمام : سوبارو المعلمة اللعينة تناديك .. رفعت رأسي لأرى وجه المعلمة راي التي ترمقني بنظرة غاضبة ، وقفت بهدوء في مكاني وقلت : آسف لقد شردت قليلاً ، ماذا تريدين مني ؟؟ صكت على أسنانها من شدة الغيظ ، و ضربت الطاولة بتلك العصا الخشبية التي تمسك بها وقالت بنبرة غاضبة حاولت إخفائه قدر الإمكان : أليس من الوقاحة أن تسرح في الحصة وأنا واقفة أمامك أشرح الدرس ؟؟ قلت بنبرة مستفزة ، لأغيظها أكثر مما هي مغتاظة : آسف للغاية ، فعلى الرغم من أنني لم أعتد الشرود وقت الحصص إلا أنني لم أستطع منع نفسي هذا اليوم ، فشرحكِ ممل للغاية على غير العادة ، لربما يعود السبب إلى أنك قد كبرت في العمر ، وأصبحت مسنة لا تقوين على الشرح جيداً .. تغيرت ملامح المعلمة راي تماماً ، وأصبح مظهرها مضحكاً للغاية ، فهي لأول مرة تُظهر هذا التعبير الغريب .. قلت وقد انفلتت مني ضحكة قصيرة لم أستطع كبحها : لا تُظهري مثل هذه التعابير أيتها المعلمة راي ، فهو يزيد من بشاعة وجهك .. فجأة انقض علي الطالب الجالس أمامي ،وكاد أن يوجه إلي لكمة في وجهي ، لكنني أعدت وجهي إلى الوراء وأمسكت بقبضته في آخر لحظة .. ثم قلت بصوت أشبه بفحيح الأفعى : إياك وتكرار هذا أيها الغِر ، لا تتدخل فيما لا يعنيك .. ظهرت علامات الغضب على وجهه ، وقال وهو يحاول إنتزاع يده : أنت شخص وقح يا سوبارو ، كيف تقول كلاماً جارحاً للمعلمة راي ؟؟ من تظن نفسك ؟؟ دفعته بيدي بخفة وقلت ببرود : لماذا أنت غاضب هكذا ؟؟ أنا لم أخطئ في حقك يا هذا ، ثم من وكلك محامياً للمعلمة راي ؟صرخ حينها الفتى : وهل تظنني سأبقى هادئاً في حين أنك تستفزها أيها المشوه ؟؟ إلتفت يميناً وشمالاً وقلت بعدها متظاهراً بالغباء : من الذي تدعوه بالمشوه ؟؟ أهو شخص لا أراه أم ماذا ؟؟أمسكتني روز من معصمي وقالت وهي تجرني نحو الأسفل : سوبارو مابك تحاول افتعال الشجار ؟؟ تبدو على غير عادتك ؟؟ قررت الجلوس بهدوء فأنا لا أريد للأمر أن يتفاقم ، كل ما أردته هو إثارة غيظ المعلمة قليلاً ، وأتلاعب بأعصابها لتُظهر وجهها الحقيقي .. تقدمت المعلمة راي ، ووقفت بالقرب مني ، وقالت بصوت حاولت جعله ناعماً قدر الإمكان : سوبارو ستندم على كل حرف تفوهت به .. قلت ساخراً : إذا كنت غاضبة فلا بأس بأن تصرخي ، كفي عن التصرف بشكل يثير الإشمئزاز .. وكزتني روز في خصري بمرفقها وقالت : سوبارو يكفي أرجوك ، إلتزم الصمت .. نظرت إليها متفاجئة ، هذه الكلمات تخرج من شفتي روز التي لا تعرف سوى إفتعال الشجار ؟؟ ماذا حصل للعالم ؟؟ انتبهت إلى المعلمة راي التي احتقن وجهها من شدة الغيظ ، وقالت وهي تٰشير إلى الباب : أخرج حالاً أيها الوقح ، لا أريد رؤية وجهك القبيح في حصتي من الآن وصاعداً .. منظرها هذا ، وارتعاش يدها أكد لي مدى هي غاضبة ، وشعرت أنني تصرفت بحماقة فعلاً وبالغت في تصرفاتي كثيراً .. لم أفعل هذا إلا لأنها أخت ساي اللعين ، الشخص الذي كان يُعذب نانا دائماً ، وكان السبب الرئسي لحزنها .. أطلقت زفيراً عالياً ، ونهضت من مكاني ، وقبل أن أغادر إلتفت إليها وقلت ببرود : أنا آسف حقاً .. صاحت المعلمة راي بغضب : وهل تظن أن كلمة آسف ستكفي ؟؟أجبت بذات النبرة الباردة : لا لن تكفي ، لكن هذا ما أستطيع قوله عندما أخطأ .. بعدها غادرت الصف بضمير مرتاح ، فقد اعتذرت إليها ، وهذا هو المهم حتى لو لم تقبل اعتذاري ..
*** ~ ياماتو ~ بعد انتهاء الدوام خرجت من المدرسة لأجد سيارتي بإنتظاري ، والسائق قد فتح لي الباب لأدخله .. ركبت السيارة بهدوء ، وانطلقنا عائدين إلى المنزل .. كنت أسند رأسي إلى النافذة وعيناي مغمضتان ، لازالت كلمات سوبارو تتردد في ذهني ، بسببه لم أستطع النوم ليلة البارحة .. لماذا سوبارو يكرهني ؟؟لماذا قال أنه لا يعتبرني صديقاً له ؟؟أليس هو من طلب مني أن أكون صديقه ؟؟ ما الذي تغير يا ترى ؟؟ وهل يعني سوبارو كل حرف مما قاله ؟؟ ماذا فعلت له شيئاً ليكرهني ؟؟ هل أخطأت في حقه دون أن أعلم ؟؟ كل هذه الأسئلة تراودني منذ البارحة ، ولم أجد جواباً حتى الآن .. أيمكن أن يكون ما فعله ليس إلا تنفيذاً لأوامر الخاطف ؟؟ لكن سوبارو نفى هذا الإحتمال ، والجدية كانت واضحة في صوته .. قلت وأنا أعبث بشعري بإنزعاج : أوووووووه إذا ظللت أفكر هكذا طويلاً فسأجن ، تباً لك يا سوبارو أنت السبب في ما أنا عليه الآن .. نظر إلي السائق من المرآة الأمامية وقال : سيدي مابك ؟؟ هل أنت بخير .. قلت بغيظ : لا لست بخير ، والفضل يعود إلى سوبارو الوغد ..
- وماذا فعل بك المدعو سوبارو ؟؟ اعتدلت في جلستي ، لأستعد للإنفجار الذي سأُحدثه، وقلت بإنفعال وأنا أحرك يدي بعشوائية في الهواء : رغم الأيام الذي قضيناها سوياً وتلك اللحظات السعيدة والتعيسة التي مررنا بها ، أخبرني بالأمس أنه يبغضني ، ولا يعتبرني سوى عدوه اللدود الذي كره ذكراه مذ أن كان صغيراً ، كيف يمكن لذلك أن يحصل ؟؟ الغبي لم نتقابل سوى هذه السنة فكيف سيكرهني وهو لم يعرفني بعد ؟؟ أوصلت كراهيته لي بأن يكرهني قبل أن يقابلني ؟؟ ولا حتى قبل أن يعرفني ؟؟ كم أغضبني بكلامه ، من يظن نفسه ؟؟ تفاجأت حين سمعت صوت قهقهة السائق تملأ المكان ، حتى أنه فقد السيطرة على السيارة لثواني لكنه تدارك الأمر بسرعة .. قلت وأنا عابس الوجه : ما الذي يُضحك إلى هذه الدرجة ؟؟ أجاب وهو يكبح نفسه الضحك : أعتذر إليك سيدي الصغير ، لكنني لأول مرة أراك منفعلاً هكذا بسبب صديق لك ، لقد بدوت مضحكاً فعلاً .. أسندت ظهري إلى الوراء وعقدت يدي على صدري ، وقلت بأنزعاج : لكن الأمر مُغضب للغاية ، فأنا لا أتذكر أنني قد أخطأت في حقه يوماً .. قال السائق : سيدي الصغير لا تُبالي بما قاله ، وإذا كان لا يرغب في مُصادقتك فهو الطرف الخاسر هنا ، فأنت شخص وفي وطيب ومن النادر جداً وجود أشخاص مثلك .. قلت وعلى ثغري شبح ابتسامة : أعلم أن ما تقوله ليس سوى مجاملة .. رد السائق بسرعة : لا أبداً يا سيدي الصغير ، الأمر ليس كذلك ، أنا لا أعرف المجاملة أبداً ، وما قلته كان الحقيقة وجميع الخدم يشهدون على هذا ، فعلا أنت فتى نادر الوجود ، ولا يمكن أن نجد شخصاً بمثل تواضعك .. لأكون صريحاً ، كلمات السائق أسعدتني كثيراً ، فقد شعرت بأن هذه المشاعر خرجت نابعة من قلبه لا يشوبها أي مجاملة أو تملق .. ابتسمت له بإمتنان وأنا أقول : شكراً لك على إدخال البهجة إلى نفسي بكلماتك الصادقة ، أنتم الرائعون هنا لا أنا . قد تتسائلون عن سبب سعادتي هذه ، على الرغم من أنه إطراء بسيط ، لكنني متأثر للغاية فأنا طوال حياتي لم أسمع أحداً يمتدحني بصدق ، فمثلاً أبناء رجال الأعمال البارزين الذين هم في سني كانوا دائماً حولي ويطربونني بكلامهم المنمق ، والذي لم يكن يهدف إلا إلى مصلحة .. فجأة قفز إلى ذهني صوت سوبارو حين ناداني بالثري المغفل ، هنا شعرت بنار الغضب يشتعل من جديد في جوفي .. هل أنا فعلاً ثري مغفل ؟؟ لحظة !! هو سماني بالثري ، إذاً أيمكن أنه يحقد علي لأنني ثري ؟؟ وهو يشعر بالغيرة مني ؟؟ في النهاية هو فقير وحالته المادية معاكسة لي تماماً .. كيف لي ألا أنتبه لذلك ؟؟ أنا فعلاً غبي .. بينما أنا أعيش برفاهية هو يعاني من الجوع والفقر ، وحياته صعبة للغاية ، كيف لي أن أغفل عن هذه النقطة ؟؟ الآن أشعر أنني فهمت الأمر قليلاً .. سوبارو عاش حياة قاسية مذ أن كان صغيراً ، وكان يبغض الأثرياء أمثالي ، عندما انتقل إلى المدرسة لم يكن يعلم في البداية أنني شاب ثري ، لكن عندما أدرك هذا بدأ يشعر بالغيرة مني ، وهذه الغيرة ولدت الكراهية والحقد .. كان يجب أن ألاحظ هذا من البداية ، فهو كلما خرجنا كان يرفض أن أقوم بإيصاله إلى منزله ، فهو يظن أنني سأستحقره بسبب فقره ، مع أن هذا لا يهمني البتة .. قلت فجأة وبنبرة آمرة موجهاً خطابي إلى السائق : توجه إلى مدرستي القديمة أرجوك .. رد السائق بتردد : لكن ..... قاطعته بثقة : لا تقلق لن أتأخر ، ووالدي لن يعلم بالأمر .. هز السائق رأسه وسار في الطريق الذي يقودنا إلى المدرسة القديمة .. أنا متلهف جداً لمقابلة سوبارو ، لدي الكثير لأقوله له ، وأنا واثق من أن ما سأقوله سيعيد علاقتنا السابقة ، ولهذا يجب أن أتحدث معه اليوم .. *** ~ روز ~ انهينا تنظيف الصف أنا وسوبارو ، وضعت أدوات التنظيف في الخزانة وقلت مبتسمة : شكراً لك سوبارو على مساعدتي .. رد سوبارو بجمود : العفو .. سرنا حيث وضعنا حقائبنا المدرسية ، وحملناها مغادرين الصف ، وكان الشمس آن ذاك قد قارب على الغروب ، فقد تأخرنا بسبب المشكلة التي أحدثتها المعلمة راي .. فقد اضطر سوبارو إلى زيارة مكتب المدير بسبب سلوكه وتعامله الفظ مع المعلمة راي ، ولم يتمكن من مغادرة مكتب المدير إلا بصعوبة بالغة بعد أن تعهد بعدم تكرار ما فعله .. وبعدها اضطررنا إلى تنظيف صفنا والصف المجاور وكل هذا أخذ من وقتنا الكثير ، حتى أن المدرسة أصبحت خالية من التلامذة .. خرجنا من بوابة المدرسة الرئيسية ، ولم ينبس أحدنا ببنت شفة ، وأنا أخجل من أن أتحدث فينزعج سوبارو مني .. فسوبارو بطبعه هادئ ولا يحب الكلام إلا في الأمور المهمة .. استجمعت شجاعتي ونطقت بصعوبة : سوبارو ماذا تقول عن رسالة الخاطف التي تلقيناها في الأمس ؟؟ هذا هو اليوم الثاني ولم يحصل شيء حتى الآن ، أتظن إنه يتلاعب بنا فقط ؟؟ قال وهو يضع يده أسفل ذقنه بتفكير : لا أعلم حقاً يا روز ، لكن شيئاً ما في داخلي يقول أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، والرسالة لم تكن الغرض منها هو التلاعب بنا ، لا شك أن .......... توقف سوبارو فجأة عن الكلام ، حتى أنني استغربت سكوته ، لكن بعد ثواني عاد ليقول : أنتي محقة لا بد أن الرسالة للتلاعب فقط ، لا أظن أنه سيقتل أحدنا فعلاً .. بعدها وضع يده على رأسي وأكمل وهو يبعثر شعري : لا داعي للقلق يا روز ، فلتنامي مطمئنة البال .. أبتسمت براحة وقلت : الحمد لله ، أول شيء سأقوم به عند عودتي إلى المنزل هو النوم ، فقد زال الخطر ..
- نعم ، أنت بحاجة لأن تأخذي قسطاً كاملاً من الراحة ، حتى لا تنامي عن الحصص مجدداً .. كنت لأكمل حوارنا ، لكنني لمحت سيارة ياماتو من بعيد ، لذا صحت بحماس : أنظر لقد أتى ياماتو .. تقوست شفتا سوبارو للأسفل ، ولم تخفى علي عبوسه ، لكنني لم أسأله عن السبب فهو لن يجيب علي .. توقفت سيارة ياماتو أمامنا ، ليخرج منها ياماتو بسرعة وهو يقول بلهفة : من الجيد أنكما لم تغادرا باكراً .. قلت بإستغراب : وماذا كنت تريد منا ؟؟ قال ياماتو وهو ينظر إلى سوبارو الذي لم يلتفت إليه حتى : أمم في الواقع أريد أن أتحدث مع سوبارو عن أمر مهم ، لكن قبلاً هل حصل شيء اليوم ؟؟ أجبت نافية : لا لم يحصل شيء ، ولم تصلنا رسالة حتى ، على الرغم من أن في الأمس وصلتنا رسالة أشبه برسالة تهديد ، لكن الأمور بخير والحمد لله .. ابتسم ياماتو براحة وقال : هذا جيد ، لكن ماذا كان يوجد في رسالة الأمس ؟؟
- شيء غير ضروري ، لا تلقي بالاً عليه >> قلتها بلا مبالاة . قال ياماتو موجهاً خطابه إلى سوبارو : سوبارو هلّا تحدثنا قليلاً .. قال سوبارو بهدوء دون أن ينظر إلى ياماتو مباشرة : تحدث فأنا لم أمنعك من الحديث .. قال ياماتو بتوتر واضح وهو ينقل ببصره بيني وبين سوبارو : أريد أن أتحدث معك بموضوع مهم ، وعلى انفراد .. هنا اشتعل الفضول في داخلي ، وقلت وأنا أضع كلتا يداي على خاصرتي : على انفراد ؟؟ إذاً لا تريدني أن أسمع ما ستقوله ، تحدث ما هو الشيء الذي تحاول إخفاءه عني ؟؟ لن أترككما وحيدين ، وسأعرف ما تحاولان إخفاءه .. قال ياماتو وهو يخلخل أصابعه في شعره : روز ليس الأمر وكأننا نخفي شيئاً عنك ، لكن ما سنتحدث عنه هو أمور رجالية لا شأن للفتيات به .. قلت بسرعة : كاذب ، لن تخدعني بهذا التبرير السخيف .. نطق سوبارو حينها : إن كان لديك شيء تقوله لي فقله الآن ، فأنا لن أبتعد عن روز شبراً واحداً .. زم ياماتو شفتيه وبدى على وجهه الغيظ ، لكن مظهره كان لطيفاً للغاية ، وقال بعدها وهو مقطب الجبين : سوبارو لماذا أنت هكذا ؟؟ ما سأقوله شيء مهم للغاية .. عندما قال أنه أمر مهم ، شعرت مباشرة أن الأمر متعلق بجوليا ، لذا قلت بقلق : هل حدث مكروه لجوليا وأنت تحاول إخفاء الأمر عني ؟؟ تحدث يا ياماتو .. هز ياماتو رأسه بسرعة وقال : لا لا أبداً ، الأمر لا يتعلق بها إطلاقاً ، لا تقلقي .. زفرت براحة وقلت : هذا جيد ، فقد ظننت أن الخاطف قد أرسل لك شيئاً يتعلق بجوليا وأنت لا تريد إخباري بذلك.. قال ياماتو : لا أظن أن الخاطف سيُرسل إلي شيئاً دون أن يرسله إليكما ، في النهاية الخاطف لا يُرسل أوامره إلا لكما وأنا لم أتلقى شيئاً إلا المرة الأولى .. قاطع حوارنا سوبارو الذي قال بهدوء : أنا سأغادر الآن ، وداعاً جميعاً ، وأرجو يا ياماتو أن توصل روز إلى المنزل .. أمسكه ياماتو من كتفه وقال : لكنني لم أقل لك ما أريد قوله .. نفض سوبارو يد ياماتو الموضوعة على كتفه وقال : ليس هناك شيء نتحدث بشأنه دون روز .. صمت ياماتو لثواني وقال بعدها : حسناً لن أخفي عن روز شيئاً ، وسأُسمعك ما لدي أمامها ,,فجأة إلتفت سوبارو الذي كان يتحدث مع ياماتو دون أن ينظر إليه ، واستدار حتى أصبح وجهه مقابلاً لوجه ياماتو ، وقال وهو يرمقه بنظرة مرعبة أقشعر له جسدي : أنسيت ما قلته أم أنك غبي لا تفهم ؟؟ تراجع ياماتو بضع خطوات إلى الخلف وقال بتوتر واضح في صوته : أنت من أجبرتني على هذا ، تعال معي إن أردت ألا تسمع روز ما بيننا .. الفضول يقتلني ، لا أفهم حقاً ما يدور بينهما ، ما الشيء الذي يخفيانه عني ؟؟ لماذا يتصرفان على غير العادة ؟؟ ماذا حصل بينهما يا ترى ؟؟ دفع سوبارو ياماتو بخفة وقال بنبرة تهديد واضحة : إياك والتفوه بكلمة واحدة .. ثم استدار مجدداً لمغادرة المكان ، لكن ياماتو قال صارخاً قبل أن يبتعد سوبارو : سوبارو فهمت لماذا قلت لي ما قلته ليلة أمس ، لقد عرفت ما تقصده بكلامك هذا ، لكن صدقني يا سوبارو أنا لست كالأثرياء الذين ينظرون بإستحقار إلى من هم أقل منهم .. ثم صمت لثواني ليردف برقة : صدقني يا سوبارو أنا لا أهتم إن كنت ثرياً أو فقراً ، وأنا حقاً فخور بمصادقتك ، ولا يهمني ما يقوله الآخرون عنك ، أو عن نظرتهم إليك ، فأنا أراك شخصاً طيباً ولطيفاً ، وصديق وفي حقاً ، أحببتك حقاً يا سوبارو وأحببت اللحظات التي كنا فيها معاً ، فعلاً أنا سعيد لأننا تقابلنا معاً وأصبحنا صديقين ، وإن كنت تكرهني فثق أنني أحبك.. كنت متفاجئة كثيراً من تلك الكلمات التي خرجت من ياماتو ، ما سر هذا الإعتراف الغريب ؟؟ قلت وأنا أرمش بغباء : هل أنت شاذ يا ياماتو أم ماذا ؟؟ لم أظن أبداً أنني سأشهد على لحظة إعتراف بين شابين .. احمر وجه ياماتو خجلاً ، وقال بسرعة وهو يحرك يديه بسرعة : ليس الأمر كذلك أيتها الحمقاء ، أقصد أنني أحبه كصديق وليس كما تظنين يا صاحبة الأفكار المنحرفة .. نظرت إلى وجه ياماتو الخجول واللطيف ، يبدو رائعاً هكذا ، واحمرار وجهه زاده جمالاً فوق جماله ، فعلاً إنه يأسر الأنظار ويخطف القلوب ، ويستحق الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بين الفتيات .. نقلت ببصري نحو سوبارو الواقف في مكانه دون حراك ، ولم أستطع رؤية وجهه لأنه يدير ظهره بإتجاهنا .. كنت متلهفة إلى معرفة ما سيكون ردة فعله ، لكنني للأسف لن أستطيع رؤية وجهه حتى لو استدار بسبب الضمادات ، لكنني على الأقل أريد سماع ما سيقوله .. شعرت بإحباط شديد حين رأيته يكمل طريقه متجاهلاً ما قاله ياماتو ، ولست الوحيدة التي شعرت بذلك ، فقد ظهرت علامات الإحباط على وجه ياماتو ، وبدى عليه الحزن كذلك .. كنت أستغرب سر هذا الحزن الذي ظهر عليه ، حين انتبه ياماتو إلى أنني أنظر إليه قال وهو يبتسم بصعوبة : ما رأيك أن أوصلك إلى المنزل بسيارتي ؟؟ نظرت إليه بشفقة ، على الرغم من أنه حزين إلا أنه يتصنع التبسم في وجهي .. قلت بهدوء : حسناً لنذهب .. صعدنا السيارة ، والأجواء من حولي كئيبة ، نظرت إلى ياماتو الذي يبدو شارداً .. قلت محاولة تلطيف الأجواء قليلاً : ياماتو أنا واثقة أن سوبارو لم يقصد تجاهلك ، لكنني أشعر أنه شعر بالخجل لذا لم يستطع أن يرد عليك .. نظر إلي ياماتو وقال بإبتسامة طفيفة : حسناً أنا أظن ذلك أيضاً فسوبارو خجول حتى لو لم يُظهر هذا .. ثم أردف مخاطباً السائق : لو سمحت قم بتشغيل الأغنية الجديدة للمغني ورابوس .. قلت متفاجئة : ألديك الأغنية الجديدة لورابوس ؟؟ واو هذا رائع .. رد ياماتو بحماس : بالتأكيد لدي ، فأنا من أشد المعجبين به وبصوته ، إنه أسطورة حقاً .. قلت بسعادة : وأنا كذلك أحبه ، فعلاً إنه يمتلك صوتا رائعاً .. قاطع حوارنا صوت المغني ورابوس الذي خرج من المذياع ، كان صوته عذباً ورقيقاً ، يهدئ النفوس ويشرح الصدر .. كنت أغمض عيني وأنا أستمتع بسماعي لأغنيته الجديدة ، فعلاً هو رائع .. قاطع انسجامي التام صوت ياماتو يقول : روز أهذه المرة الأولى التي تسمعين فيها أغنيته الجديدة .. فتحت عيني وقلت : نعم ، فعلى الرغم من أنني سمعت أنه أصدر أغنية جديدة بعد انقطاعه الطويل إلا أنني لم أملك الوقت الكافي لشرائها ، واليوم حظيت أخيراً بسماعها .. قال ياماتو للسائق : أعطني الشريط لو سمحت .. قلت معترضة : لماذا ؟؟ أريد أن أستمع إلى الأغنية .. قال ياماتو وهو يأخذ الشريط من السائق ويمدها نحوي مبتسماً : خذي الشريط إن أردتي فأنا أمتلك نسخة أخر في المنزل .. قلت غير مصدقة : هل أنت جاد ؟؟
- كل الجدية ، خذيها يا روز .. لم أكن لأرفض الشريط أبداً ، لذا أخذته بسرعة وأنا أكاد أطير من شدة السعادة ، وياماتو ينظر مبتسماً .. نهاية الجزء .. |
|