07-05-2016, 04:05 PM
|
|
14
~ جوليا ~
وصلنا أخيرا لمدينة الألعاب .. وسرنا نحن الأربعة باحثين عن بقية طلبة الصف .. وعندما وصلنا كان الجميع غاضبين مني كما ظننت ..
لم أعرهم أي إهتمام .. وتصرفت كما لو أنني لم ألاحظ شيئا .. لكن المعلمين الذين رافقونا أخذوا بتوبيخي في وجهي ونعتي باللامبالية ..
أخذت أعتذر منهم كما العادة .. و اختلقت أعذارا واهية .. وبعدها انطلقنا للعب معا ..
كنا قد إنقسمنا لمجموعات بالقرعة .. وكنت أنا في فريق ياماتو وسوبارو .. أما روز فقد كانت في المجموعة الأخرى .. على الرغم من أنها عارضت الأمر فهي تريد مني الذهاب معها إلا أنهم لم يسمحوا لها بتغيير المجموعة .. والشيء المثير للإشمئزاز هو أن المعلمة راي كانت برفقتنا ..
كانت طوال المدة ملتصقة بياماتو .. وهو يحاول جاهداً تجنبها لةن عبثاً ..
توقفت المجموعة أمام لعبة الأفعوانية .. والجميع متحمسون للعب .. بما أنها أشهر لعبة وأخوفها ..
وقف ياماتو أمامنا جميعا وقال : يا أصحاب لننهي رحلتنا بهذه اللعبة ..
صعد الجميع إليها .. ولم يتبقى إلا أنا .. قلت مبتسمة وأنا أنظر إليهم : فالتنطلقوا الآن ، فأنا لن ألعب معكم ..
نظر إلي ياماتو والذي كان في القاطرة الأمامية وقال : هل أنت جادة يا جوليا ؟؟ هل تخشين منها ..
ـ ربما ..
بدأ الجميع بالسخرية مني .. ونعتي بالفأرة الجبانة .. أما ياماتو فقد كان يحاول إقناعي ..لكني رفضت ذلك رفضا قاطعا .. فأنا أكره هذه الألعاب كثيرا .. حتى لو لم أكن خائفة ..
فتح سوبارو حزامه وغادر مكانه قائلا : إذا أنا الآخر لن ألعب..
نظرت إليه ببرود .. لست أفهم حقاً أيحاول هذا الأحمق تقليدي أم ماذا .. لم أقل شيئا له .. أنا لم أرغمه على ذلك إطلاقا .. هو من غير رأيه بنفسه وأنا لا شأن لي به ..
عندها سمعت صوت ياماتو الغاضب : جوليا لا تغضبيني أكثر من هذا ، إصعدي أنت وسوبارو حالا ..
إبتسمت له بهدوء وقلت : أنا آسفة لكني لن ألعب ..
خرج ياماتو هو الآخر والشرر يتطاير من عينيه .. وبدأ بالتوجه ناحيتي .. شعرت أنه من الأفضل لي الهرب بعيدا .. فهو يبدو غاضبا جدا ..
أسرعت بالركض مبتعدة عنه .. وأثناء ركضي إلتفت إلى الوراء لأجده يلاحقني هو وسوبارو.. أسرعت أكثر بحثا عن مكان أختبئ فيه .. وبعد فترة إلتفت إلى الوراء لأجد أنني قد أضعتهما ..
توقفت وأخذت ألتقط أنفاسي .. الركض بهذه الطريقة متعب حقا .. جلست على أحد المقاعد الموجودة وأنا أنظر إلى المارة ..
بعد دقائق شعرت بيد توضع على كتفي .. كردة فعل إلتفت إلى الوراء لأرى من صاحب هذا اليد .. وخشيت حقا أن يكون ياماتو أو سوبارو ..
لكن سرعان ما تلاشى قلقي عندما رأيت وجه السيد كازوما ..
قال مبتسما : كيف حالك يا جوليا ؟؟
وقفت بإحترام له قائلة : بخير يا حضرة المدير ..
ضحك قائلا : نادني بالسيد كازوما ..
قلت ببرود : كما تريد يا حضرة المدير ..
عندها تعالت صوت ضحكاته .. حتى أني خشيت أن يلفت أنظار سوبارو وياماتو .. لذلك تركته وغادرت المكان ..
لكنه قام بملاحقتي قائلا : إلى أين أنتي ذاهبة ؟؟ ثم أين بقية طلاب صفك ؟؟ هل أنت تائهة أم ماذا ؟؟
توقفت مكاني وقلت من دون أن أنظر إليه : لا أظن أنك أتيت إلى هنا بمفردك ، أين كيم وكين ؟؟
صدرت منه شهقة عالية وهو يقول : لقد نسيتهما تماما ..
إبتسمت وأنا أدير ظهري إلى الوراء .. وأنظر إليه وهو يركض متوجها إلى لعبة مخصصة للأطفال ..
يبدو أنه وضع طفليه هناك .. أحببت أن أرافقه لألتقي بكيم وكين .. وصلنا حيث يقفان معا ممسكين بأيدي بعضهم البعض .. والخوف تملأ عينيهم البريئة ..
احتضنهما السيد كازوما وهو يعتذر إليهما لأنه قد نسيهما .. وهما انهالا بالبكاء في أحضانه ..
نزلت إلى مستواهم وقلت : كيم كين تعاليا إلي ..
فردت ذراعي لينطلقا في آن واحد ويرتميا في أحضاني .. أحطتهما بذراعي وقلت مبتسمة : كيف حالكما ؟؟
قال كيم بسعادة : أنا سعيد حقا بلقائك ثانية يا فتاة الحلوى ..
تذكرت شيئا عندما دعاني بفتاة الحلوى .. وفتحت حقيبتي الصغيرة لأخرج منها قطعتين من الحلوى وأعطيتها لكل من التوأمين .. ليبتسما بسعادة وأصوات ضحكاتهم البريئة تشرح صدري ..
ـ أليس هناك قطعة حلوى إضافية لوالدهم ؟؟
كان هذا صوت السيد كازوما وهو ينظر إلي بإبتسامة ..
أجبت ببرود : لدي العديد منها في حقيبتي لكني لست مجبرة على إعطائك ..
ضحك بصوت خافت قائلا : أنت صريحة حقا أتمنى لو كنت كذلك دائماً..
لم أرد عليه وانشغلت أتحدث مع التوأم متجاهلة تواجده ..
بعد دقائق قلت وقد تذكرت أمرا : حضرة المدير ما الذي تفعله هنا ؟؟
قال ساخرا : أوه أخيرا تذكرتني ، ظننت أنك نسيت أمري ..
ثم أردف بإبتسامة : أتيت لأستمتع كما تستمتعون ..
ـ هكذا إذا ، لكن لماذا لم ترافقنا كما فعل بقية المعلمين ؟؟
ـ ولماذا أنت كثيرة الأسئلة هكذا ..
ـ لماذا تجيب على سؤالي بسؤال آخر ؟؟
ـ ولماذا يجب علي الإجابة على أسئلتك ؟
قررت عدم الرد عليه .. فقد يطول الأمر إذا ما تابعنا ما قمنا به ..
ثم قلت بعد صمت دام لثواني : أين نظاراتك أيها المدير ؟؟
أجابني مبتسما : إنها في جيبي ..
ـ ولماذا لا ترتديها ؟؟
ـ لأنني لست بحاجة إليها ..
ـ إذا فبصرك سليم مئة بالمئة ، لكن لماذا ترتديها في المدرسة ؟؟
بدإت إبتسامته تتسع شيئا فشيئا .. ويظهر خلفها أسنانه اللؤلؤية ..
كازوما : لأنني أبدو رائعاً بها ألا تظنين ..
علقت ساخرةً : رائعاً كالمشردين ..
وانفجرت ضاحكة بصوت عالي .. لأسمع صوت آتي من الخلف يقول : يبدو أنك مستمتعة كثيرا هنا ..
توقفت عن الضحك فجأة .. وبدأت أتوتر وأتصبب عرقا .. فأنا أعرف صاحب هذه النبرة الباردة .. وصاحب هذا الصوت المبحوح ..
إلتفت إليه ببطء قائلة بإبتسامة شاحبة : أهلا يا سوبارو ..
مد يديه وقام بسحب وجنتاي وهو يقول : مالذي تقصدينه بأهلا يا سوبارو أيتها الحمقاء ؟؟
قلت وأنا أمسك بيديه : أتركني أنت تؤلمني ..
تركني وهو يقول : تستحقين ذلك ..
ثم رفع بصره إلى السيد كازوما وقال مندهشا : أوه أنت المدير كازوما ، ماذا تفعل هنا ؟؟
أجابه : أنا هنا لأستمتع كما تستمتعون .
إلتف سوبارو إلي من جديد وقال : هيا دعينا نعود إلى بقية الطلبة فالجميع بإنتظارنا ..
سرت معه عائدين إلى مكان تجمع طلاب صفنا بعد أن ودعت التوأم .. وعندما وصلنا كان الجميع غاضبين مني .. وياماتو أخذ يصرخ في وجهي وقد أسعد من حولي ..
أخذت أعتذر لهم مرارا وتكرارا وهم فقط يتجاهلونني ..
صعدنا الحافلة بعد أن اجتمعنا بالمجموعة الأخرى ..
كانت روز تجلس بجواري وأنا أجلس في جهة النافذة .. كانت تروي لي ماحدث مع مجموعتها بكل حماس .. والسعادة واضحة في عينيها ..
كنت أستمع إليها وعلى شفتاي إبتسامة مريحة .. أحب أن أراها سعيدة .. أنا ممتنة لياماتو كثيرا على هذه الرحلة التي جعلت من صديقتي الغالية سعيدة بهذا الشكل .. لقد إندمجت مع مجموعتها اليوم واستمتعت معهم .. لذا أنا حقا سعيدة من أجلها..
***
~ ياماتو ~
كنت أنظر إلى النافذة وأنا شارد الذهن .. اليوم سيكون اليوم الأخير لي معهم .. ولأكون صريحا فأنا لم أستمتع كثيرا ..
وإنما الآن غاضب وأكاد أنفجر غضبا على جوليا .. تلك الفتاة الحمقاء لم تكن تلعب معنا أبدا .. وتكتفي بمشاهدتنا فقط ..
كنت أتمنى أن يكون اليوم الأخير لي ممتعا .. لكنه كان مملا جدا .. كنت أهدف فقط إلى قضاء وقت ممتع مع كل من سوبارو وجوليا وروز .. ولكن الأمور لم تسر جيدا ..
أطلقت زفيرا عاليا .. ليقول لي سوبارو : ماذا بك ؟؟
إلتفت إليه وقلت مبتسما : لا ، لا شيء ..
قال بهدوء : لماذا تبدوا محبطا جدا ؟؟
قررت أن أخبره بما في داخلي .. لعلي أرتاح قليلا .. سردت له كل شيء .. عن نقلي إلى مدرسة أخرى .. و استيائي من تصرفات جوليا .. ورغبتي في قضاء آخر يوم لي بشكل جيد .. حتى تُخلد هذه الذكريات الجميلة في ذاكرتي ..
قال سوبارو ببرود بعد أن انتهيت من حديثي : أنت شخص أحمق ..
نظرت إليه متفاجئا .. لم أظنه سيقول هذا ..
بينما أكمل حديثه : لا تتصرف وكأن اليوم سيكون آخر يوم في حياتك ، يمكنك أن تلتقي بنا في أيام العطلات ..
إبتسمت قائلا : أنت محق ..
ثم صمت لثواني لأقول بعدها بحماس : لدي فكرة ممتازة ..
توجهت أنظار الجميع إلينا .. وتقول إحدى الفتيات : فكرة !! عن ماذا تتحدث ؟؟
قلت مبتسما : هاا لا أنا أتحدث مع سوبارو لا تهتموا ..
بعدها عاد الجميع إلى ماكانوا يفعلونه ..
ليقول سوبارو : فكرة ماذا ؟؟
قلت مبتسما : حالما نصل إلى المدرسة سأخبرك ..
كانت الحافلة في طريقها إلى المدرسة .. لا إلى منازلنا .. فبعد وصولنا إلى المدرسة سيعود كل منا إلى منزله بمفرده ..
بعد أن وصلنا .. نزلنا من الحافلة والجميع كانوا يشكرونني على هذه الرحلة الممتعة .. وعندما رأيت جوليا وروز ركضت بإتجاههما وقلت : يا فتيات إنتظرا قليلا ..
إلتفت روز وقالت : ماذا تريد ؟؟ هل تظن أننا سنشكرك كما فعل البقية ؟؟ لن نفعل ذلك ، ففي النهاية أنت لم تقم سوى بإقتراح الفكرة ونحن..................
قاطعتها : لست هنا لأسمع منكما كلمة شكر ، لدي شيء أخبركما به ..
ـ وما هو >> قالتها روز بفضول ..
قلت بهمس : إنتظرا حتى يعود الجميع إلى منازلهم وبعدها سأخبركن ..
إبتعدت عنهما وجلت ببصري بحثا عنه سوبارو .. لأجده يمشي بعيدا .. ركضت ناحيته وقلت : سوبارو توقف مكانك قليلا ..
وقف سوبارو لأقول وأنا ألتقط أنفاسي : إبقى هنا قليلا ، فلدي ما أخبرك به ..
ـ أخبرني به الآن ، فأنا مستعجل للغاية ..
قلت بترجي : أرجوك يا سوبارو قليلا فقط ، وحتى لا تشعر بالملل اذهب إلى جوليا وروز فهما سينتظران كذلك ..
بعد أن فرغ المكان تماما .. توجهت إلى حيث ينتظرونني .. وقلت مبتسما : شكرا لإنتظاركم ..
روز بملل : هيا أخبرنا بما تريد قوله بسرعة ، لقد سئمت الإنتظار ..
أجبت عليها وأنا أنظر إليهم جميعا : مارأيكم أن تأتوا لمنزلي الآن ؟؟
ظهرت علامات الإستغراب على وجوههم ..
أردفت بعدها : ولن أقبل بأي رفض ..
سألتني جوليا : وما سر هذه الدعوة المفاجئة ؟؟
قلت بتفكير : أممم ليس هناك سبب معين ..
قالت روز : لا مانع لدي ..
ثم التفتت إلى جوليا وقالت : ما رأيك يا جوليا ؟؟
قالت جوليا مبتسمة : أعذورني لكني لن أستطيع الذهاب ، فأنا مضطرة للعودة إلى المنزل ..
اقتربت روز من جوليا وهمست في أذنها ببضع كلمات .. لم أسمع ما قالته ..
لكني رأيت جوليا تقول : أنت فتاة حمقاء ، إذا أردت الذهاب فلتذهبي ، أما أنا فسأعود للمنزل ..
قطبت روز حاجبيها بإنزعاج وقالت : لكني لن أستطيع الذهاب إذا لم تذهبي معي ..
هزت جوليا كتفيها ببرود وقالت : أنا لا شأن لي بك ..
نظرت إلى جوليا بغضب وقلت : لماذا أنت عنيدة هكذا ؟؟ كنت أظن أن روز عنيدة لكنك أعند منها ..
قالت جوليا بإستسلام على الرغم من أنها تبدو غير راضية : حسنا حسنا لا تغضب ، سأذهب معكم ..
إبتسمت قائلا : إذا هيا إلى السيارة ..
***
~ روز ~
كانت تنتابني فضول كبير تجاه الحياة التي يعيشها ياماتو ، لذا وافقت على الذهاب دون أي تردد ..
كنت أنظر إلى النافذة وأتأمل الشوارع والمحلات .. وبعد فترة تفاجأت بالسيارة وهي تقف أمام بوابة ضخمة .. فُتحت البوابة ودخلت السيارة ..
كنا نمشي في الوسط .. وعلى الجهة اليمنى كانت حديقة جميلة مليئة بالزهور الملونة .. إلتفت إلى الجهة اليسرى لأرى بركة سباحة واسعة وضخمة ..
توقفت السيارة فإذا بأحد يفتح الباب لنا .. عندما نزلت .. نظرت إلى القصر الذي أمامنا .. كان ضخما للغاية وفي غاية الجمال ..
لم أستطع أن أغلق فمي من قوة دهشتي .. كنت أعلم أن ياماتو من عائلة ثرية جدا .. لكني لم أتخيل شكل منزله قط ..
دخلنا إلى القصر الكبير .. لأجد الخدم مصطفين عن يميننا وشمالنا .. وفي الوسط سلم حلزوني ..
كان المكان راائعا بحق .. تلك الثريا الضخمة المعلقة بالسقف .. وتلك الأثاث التي تبدو باهضة الثمن .. وهذا البساط الناعم الذي نمشي عليه .. كل هذه الأشياء لا أستطيع وصفها إطلاقا ..
بعد ثواني سمعنا صوت خطوات آتية من السلم الحلزوني .. ليظهر شخص يرتدي زيا رسميا أسودا يقول بنبرة باردة : مرحبا بعودتك أيها السيد الصغير ، يبدو أن لدينا ضيوف هذا اليوم ..
قال ياماتو وهو يشير إلى الرجل : أعرفكم جميعا برئيس الخدم ، إنه يدعى آلبرت وهو رجل بارد رغم أنه طيب القلب ..
ثم أردف حديثه وهو يشير إلينا واحدا واحدا : دعني أعرفك يا آلبرت بأصدقائي ، هذا سوبارو وهذه روز وأخيرا هذه جوليا ..
قال لنا بهدوء : أهلاً بكم فلتتفضلوا معي من فضلكم .
قال ياماتو : لا تتعب نفسك ، أنا من سأرافقهم وآخذهم في جولة على أرجاء المنزل ..
هز الخادم آلبرت رأسه ثم غادر بهدوء .. بدأنا نلاحق ياماتو الذي أخذنا في رحلة حول قصره الكبير ..
كان القصر يحتوي على العديد من الغرف وكل غرفة أكبر من الآخرى .. في النهاية جلسنا خارج القصر .. بالقرب من بركة السباحة ..
على كراسي مريحة متحلقين حول طاولة دائرية يوجد بوسطها مزهرية فيها باقة ورد جميلة ..
بعد ثواني أتت خادمة وقدمت العصير والبسكويت .. وجلسنا نتجاذب أطراف الأحاديث ..
كنا مستمتعين حقا ونحن نسمع قصص ياماتو عن أيام طفولته ..
قلت بشيء من الغيرة : يبدو أنك يا ياماتو تعيش حياة رائعة ..
إبتسم بسخرية وقال : حياة رائعة !! أنا لا أشعر إلا وكأنني سجين لا أستطيع التصرف بحرية ..
قلت مندهشة : ألست سعيدا بأنك من عائلة ثرية ؟؟ الجميع يتمنى أن يكون مكانك ..
قال ياماتو : روز لا تغرك المظاهر ، على الرغم من أنني ثري وأستطيع فعل ما يحلو لي وجلب ما أشاء من الأشياء إلا أن الحياة مملة بالنسبة لنا ، ثم أننا مقيدون وغير قادرين على العيش بحرية ، فالأثرياء هم مركز إهتمام الناس ، والجميع يترقبون أي زلة منهم حتى ينشروها وتصبح فضيحة كبرى ، أما إذا كنت من عائلة عادية فلا أحد يهتم ..
بعدها أردف ياماتو بإبتسامة : لقد تحدثت عن طفولتي كثيرا ، آن الآوان لأن تتحدثوا أنتم كذلك ..
صمتنا جميعا .. ولا أحد يرغب في التحدث ..
قال ياماتو متسائلا : ما بكم جميعا ؟؟ أليست لديكم ذكريات عن طفولتكم ؟؟
ثم أردف وهو ينظر إلي أنا وجوليا وقال : كيف كانت حياتكما في الماضي ؟؟ أشعر أنها مليئة بالمغامرات ، هل هذا صحيح ؟؟
نظرت إلى جوليا لأرى ماذا ستقول .. فإذا هي تقول بإبتسامة باردة : حياتنا كانت عادية جدا ، ولا يستحق أن نذكرها ..
قال ياماتو مخاطبا سوبارو : وأنت يا سوبارو كيف كانت حياتك ؟؟
سوبارو بهدوء : كأي شاب عادي ..
ياماتو بضجر : أنتم مملون حقا يا رفاق ..
ثم أردف بعد صمت : أخبروني جميعا كم عدد أفراد أسرتكم ؟؟
قالت جوليا أولا : أنا لا أمتلك سوى أخت واحدة وهي جودي ..
قال ياماتو وهو ينظر إلي : وأنت يا روز ؟؟
أجبت بهدوء : لدي أخ واحد يدعى ماركو وهو في عمر جودي ، وهو أخي من أمي فقط ..
سوبارو : وأنا أمتك أخا من أمي كذلك وهو أكبر مني بسنة ..
ياماتو : رائع الجميع لديه أخ أو أخت ، إلا أنا هذا محزن حقا ، لكم تمنيت أن يكون لي واحد مثلكم ..
قال سوبارو بنبرة غامضة : قد يكون لك أخ أو أخت وأنت لا تعلم ..
ضحك ياماتو وهو يقول : مستحيل ، فوالدتي قد توفيت في يوم ولادتي ..
قلت بفضول : ياماتو أليس من المفترض أنك الآن في الصف الثالث من المرحلة الثانوية ؟؟؟
ياماتو : بلى لكني عندما كنت في الإعدادية في آخر سنة لي مرضت جدا ولم أستطع الذهاب إلى المدرسة ، واستمر المرض لعام كامل ، لذلك فأنا متأخر سنة ..
قالت جوليا مندهشة : إذا أنت أكبر منا بعام !!
ـ نعم << قالها ياماتو مبتسما ..
أكملنا بقية اليوم نتحدث في أمور متنوعة حتى أشارت الساعة إلى الحادية عشرة .. بعدها اقترح علينا ياماتو أن يوصلنا سائقه .. لم نمانع وبعدها عدنا جميعا إلى منازلنا ..
ترجلنا من السيارة أنا وجوليا .. وعندما وقفت أمام منزلي فإذا بيد شخص يغطي أنفي بمنديل .. ثم شعرت بالدوار وسقطت على الأرض ولم أشعر بعدها بشيء ..
نهاية الجزء ..
15
شعرت بأحد ما يركلني ويناديني بإسمي .. فتحت عيناي ببطء لأرى وجه أبغض شخص لدي .. إنه أخي ماركو ..
قلت بإستغراب : ماذا حصل لي ؟؟
تلفت يمينا وشمالا .. لأجد نفسي مستلقية أمام بيتنا .. قلت وأنا أنظر لماركو الواقف أمامي : ماركو هل حصل شيء ما ؟؟
قال ماركو غاضبا : كل ما حصل أنك فتاة غبية نمت أمام باب المنزل كالمتشردين ..
ثم جذبني لأقف رغما عني وهو يقول : أدخلي إلى المنزل حالا ..
ثم أردف قائلا بخبث : فوالدتي قد أعدت لك مفاجئة ستسعدك ..
سرت رعشة على جسدي بينما هو كان يسحبني إلى داخل المنزل .. رأيت أمي الواقفة أمامي وفي يدها تلك العصا الخشبية .. رفعتها عاليا وهي مستعدة لضربي ..
تراجعت إلى الخلف وقلت : أرجوك يا أمي لا تضربيني ..
قالت والدتي بغضب : كيف لي ألا أضربك وقد تأخرت في العودة كثيرا وأقلقتني عليك ، وفي النهاية أجدك مستلقية أمام المنزل وغارقة في النوم !! ألم تفكري أنني سأقلق عليك ؟؟
قلت محاولة الدفاع عن نفسي : أنا لم أتعمد التأخر وإقلاقك ، لكني عندما كنت أمام المنزل ، شعرت بأحد ما يضع منديلا على أنفي ثم استنشقته لأغط في النوم دون أن أنتبه ..
تدخل ماركو قائلا بسخرية : وهل تظنين أن عذرا سخيفا كهذا سينطلي علينا ؟؟ جدي عذرا أفضل من هذا ..
قلت وأنا أتراجع للوراء عندما رأيت أمي تقترب مني وقد عزمت على ضربي : أقسم لك هذا يا أمي ، أنا لا أكذب صدقيني ..
ماركو : لنفترض أن ما قلته صحيحا إذا قولي لنا لماذا تم تخديرك ؟؟
شتت أنظاري وأنا لا أعلم كيف أجيبه .. فحتى أنا لا أعلم إجابة لهذا السؤال ..
قلت بصوت خافت : لا أعلم ..
ماركو : لا تعلمين لأنك كاذبة ، أمي عاقبيها على كذبها ..
إقتربت أمي من جديد .. لأغمض عيناي لأستعد لتلقي ضربة مؤلمة من أمي كما تجري العادة .. لكن صوت رنين جرس المنزل قاطعنا ..
ألقت أمي العصا الخشبية بعصبية وقالت : إبقي هنا ، سأنظر من هذا المزعج ..
توجهت أمي نحو الباب .. وأنا أتسائل من سيكون الزائر يا ترى ؟؟ نظرت إلى الساعة المعلقة أعلى الحائط لأجد أنها تشير إلى الساعة 12 ..
فتحت أمي الباب لكني لم أرى الزائر .. كل ما سمعته صوت رجل يقول لأمي : أعذريني على إزعاجي لكِ في هذا الوقت المتأخر من الليل ، لكني رغبت في سؤالك شيئا مهما ..
عرفت أن هذا الصوت يعود إلى والد جوليا .. لكن مالذي يريده ؟؟ سمعته يقول لوالدتي: هل إبنتك روز عادت إلى المنزل ؟؟
أجابت عليه والدتي : نعم ، لم تسأل ؟؟
أجابها : في الواقع جوليا لم تعد إلى المنزل حتى الآن ، وهي قد غادرت المنزل برفقة إبنتك واثنين من أصدقائها ...
توجهت إليه بسرعة وأنا أقول بقلق : سيدي هل تقصد أن جوليا مفقودة ؟؟
قال والد جوليا والقلق بادٍ على محياه : لا أعلم حقا ، لكنها لا ترد على هاتفها المحمول ، ألم تكن برفقتك يا روز ؟؟
قلت له والخوف يتسرب إلى قلبي : بلى ، لقد كانت معنا ، حتى أننا عدنا معا بنفس السيارة ، وقد كان سائق ياماتو هو من أوصلنا ..
ثم أردفت وأنا أتذكر أمرا : صحيح يا سيدي عندما وصلت إلى المنزل حصل لي أمر غريب ..
ـ وما هو ؟؟
ـ لقد قام أحد ما بتخديري أمام المنزل ، ولم أستيقظ إلا الآن عندما قام ماركو بإيقاظي ..
تمتم والد جوليا بقلق : أقلت أنه قد تم تخديرك ؟؟ إذا ما كنت مع ابنتي لربما هي الأخرى قد تم تخديرها أيضاً ولكن لماذا أبقوك أمام منزلك بينما أخذوا جوليا ؟؟
قلت وقد تغرغرت الدموع في عيناي : سيد روك_ إسم والد جوليا _ أرجوك يجب أن ننقذها ، أنا خائفة عليها ..
تنهد السيد روك وقال : وأنا كذلك ، لكن ما من دليل يدل على أنها مختطفة حالياً سأذهب للبحث عنها وسأشرع بالتحقيق و ..
ثم أردف وهو ينظر إلي : هل تعرفين شخصا مشبوها عندما عدتم ؟؟ أو هل تعرفين شخصا قد يبغضها ؟؟
جوليا لم تكن محبوبة .. ولم تكن فتاة مكروهة من قبل الآخرين .. بمعنى أدق كانت فتاة لا تبرز كثيرا .. ولكنها في الآونة الأخيرة أصبحت مصب إهتمام الفتيات .. بسبب أن ياماتو دائما يتصرف معها بغرابة .. ويتعامل معها معاملة خاصة ..
لكني لا أظن أنها من فعلتهن ..
هززت رأسي نافية وقلت : لا أعرف أحدا ..
قاطعتنا أمي وهي تقول مخاطبة السيد روك : أنا أعلم أنك قلق على إبنتك ، لكن الوقت متأخر جدا ، وروز لا شأن لها بالأمر ، لذا فالتغادر من فضلك ..
قال بهدوء : حسنا وأنا آسف على الإزعاج ..
ثم حدق في عيني قائلا : إذا كان لديك شيء سيفيدنا فأرجو منك أن تخبرينا ..
أقفلت أمي الباب لأقول غاضبة : أمي لماذا قلت هذا ؟؟ جوليا صديقتي وأنا قلقة بشأنها ..
قالت أمي وهي تتوجه حيث العصا الخشبية : يبدو أنك نسيت أمرا أهم من صديقتك ..
بعدها رفعت العصا عاليا وبدأت بضربي دون أي رحمة .. ..
***
~ جوليا ~
فتحت عيناي ببطء دون أن أستوعب المكان الذي أنا فيه .. شعرت بألم شديد في ظهري .. إعتدلت جالسة .. لأدرك أن سبب ألمي هو أنني كنت نائمة على هذه الأرض الصلبة والباردة ..
بدأت أتلفت يمينا وشمالا علي أدرك مكاني الآن .. آخر ما أتذكره أن أحدا ما قد قام بتغطية أنفي بمنديل ..
كنت جالسة وسط غرفة خالية من أي قطعة أثاث .. ولا حتى فراش .. الغرفة مظلمة وخالية من المصباح .. لكن هناك فتحة صغيرة تسمح لأشعة الشمس بأن تتسلل إلى المكان لتضيئه ..
لفت نظري باب خشبي موجود في الغرفة التي أنا فيه .. توجهت إليه لأدرك أنه دورة مياه .. وكانت صغيرة للغاية .. ولا يوجد بها نافذة لكن بها مصباح صغير ..
عدت للغرفة لأتوجه إلى تلك القضبان الحديدية محاولة فتحها .. لكن هذا مستحيل .. المكان يبدو وكأنه سجن ..
نظرت من عند القضبان الحديدية لألاحظ أن زنزانتي موجودة في زاوية غرفة .. كنت أستطيع أن أرى الغرفة كاملة .. فقط كانت تحتوي على مكتب قديم بني اللون .. وكرسي أسود اللون وطاولة خشبية .. ويوجد فيه باب بني اللون في زاوية الغرفة .. وإضاءة خافتة تنير المكان ..
شعرت أنه لا فائدة من الصراخ وطلب النجدة .. فالمكان هادئ جدا ولا أظن أن هناك أحد غيري في هذا المكان .. لذلك جلست بجانب الباب بهدوء أنتظر قدوم أحد لأسأل عن ما يحصل لي الآن ..
بقيت ساكنة في مكاني لدقائق .. يبدو أنني هنا منذ ليلة أمس .. يا ترى كيف حال والداي الآن ؟؟ هل هما قلقان علي ؟؟ أنا على يقينة أن والدي الآن يبحث عني وأمي تبكي الآن خوفا علي ..
فجأة تذكرت روز .. هل حصل لها شيء ما هي كذلك ؟؟ روز فتاة ضعيفة ولن تتحمل أي شيء .. شعرت هنا بالخوف الشديد عليها .. وأنا أرغب في رؤية أحد ما حتى أسأله عن روز ..
سمعت صوت الباب الخارجي يُفتح .. أي باب الغرفة لا باب زنزانتي ..
ظهر لي رجل يرتدي ملابس سوداء .. ويبدو على ملامحه القسوة والشدة..
سارعت بالقول : أخبرني هل أنا الوحيدة التي تم إختطافها أم ماذا ؟؟
رفع حاجبه الأيمن متسائلا : ولماذا تطرحين سؤالا كهذا ؟؟ ظننت أن أول شيء ستقولينه لي هو من أنت وماذا تريد مني ؟؟
قلت بضجر : أجبني على سؤالي ، هل أخذت روز كذلك ؟؟
أسند ظهره على الجدار المقابل لي وقال : لا تقلقي لقد أُمرنا بإلقاء القبض عليك فقط ..
تنهدت بإرتياح عندما قال لي ذلك .. بينما سمعته يقول : أنت غريبة حقا ..
لم أرد عليه .. لأني لم أكن أرغب في التحدث معه .. جلست بهدوء وأنا أتأمل الفراغ .. عقلي خاو تماما من أي شيء ..
انتشلني من هذا الهدوء صوت ذلك الرجل وهو يقول : ألن تسأليني عن هويتي ؟؟ أو عن سبب إختطافي لك ؟؟ أو عن المكان الذي أنت فيه ؟؟
إبتسمت ساخرة قائلة : لنفرض أنني سألتك فهل ستجيبني ؟؟
أجاب نافيا : بالطبع لا ..
حركت كتفاي إلى الأعلى قائلة بلا مبالاة : إذا لماذا أتعب نفسي بسؤالك !!
عندها صدحت ضحكته أرجاء المكان .. ليقول بعدها : أنت فتاة غريبة حقا ، أول مرة ألتقي بفتاة قوية مثلك ..
ما إن قال كلمة قوية حتى بدأت بالصراخ متظاهرة بالبكاء .. بدأت أصيح بصوت عاااالٍ ومزعج .. علّه يلغي فكرة أنني قوية ..
وضعت كفاي على وجهي فأنا سيئة في ذرف الدموع الكاذبة .. لكني بارعة في تمثيل البكاء ..
قلت وسط بكائي الكاذب : أريد أمي آآآآه دعوني وشأني ، أنقذوني ، أكرهكم أيها الأشرار ...
سمعت صوته قائلا : أرجوك توقفي عن التمثيل ، فأنت تثيرين اشمئزازي ..
عدت إلى هدوئي وقلت وأنا أبعد كفاي عن وجهي : هل تم إختطافي بسبب أبي أم لسبب آخر ؟؟ أعني أن أبي يعمل محققاً وقد ألقى القبض على العديد من الأشخاص ..
أخرج سيجارة من جيبه وبدأ بإشعالها قائلا : قلت أنني لن أجيب على أي من سؤالك ..
قلت بهدوء : إنه سؤال واحد فقط ، لذلك أجب أرجوك ..
أجابني ببرود : لا أريد ذلك ..
أصدرت ضحكة قصيرة ساخرة وقلت : أوه صحيح لن تجيب علي ، لأنك لست إلا كلب حراسة ..
إحتدت ملامحه الباردة قائلا : ماذا قلت !!
قلت ببرود : كما سمعت تماما ..
ألقى بسيجارته أرضا وداس عليه بقدمه .. ثم بدأ بالتوجه إلى زنزانتي ببطء .. تراجعت للخلف قائلة : أعتذر إذا أثرت غضبك أرجوك اهدأ ..
توقف في منتصف الطريق وقال بإبتسامة ساخرة : أنت جبانة ..
قاطعنا صوت صرير الباب .. أطلت بفضول لمعرفة القادم .. لأرى سيدة في الأربعين من العمر قد أقبلت وفي يدها طبق طعام ..
قالت للرجل : لقد أمرني السيد أن أقدم لها هذا الحساء ..
هز رأسه بإيجابية بينما هي أقبلت نحوي ومررت الطبق من بين القضبان .. نظرت إلى ما يوجد في هذا الطبق .. عبارة عن كمية قليلة من الحساء وبجانبه كسرة خبز يابسة ..
لو لم أكن جائعة لما أكلته .. أمسكت بالملعقة وبدأت بأكله بهدوء .. طعم الحساء سيء .. لكن الجوع أرغمني على تناوله كله ..
***
~ سوبارو ~
توجهت إلى مقعدي بهدوء .. منذ اليوم سأكون وحيدا مجددا .. لأن ياماتو قد إنتقل إلى مدرسة أخرى ..
لفت نظري رسالة موضوعة في درج طاولتي .. أخرجته وبدأت أقلبه بين أصابعي بحثا عن إسم المرسل ..
مزقت الظرف لأجد رسالة في داخلها .. فتحت الورقة المطوية بعناية .. لأقرأ ما في داخله وأتفاجأ للغاية ..
نظرت إلى أمامي لألاحظ أن روز وجوليا لم تأتيا بعد .. لكني لاحظت وجود رسالة في درج طاولة روز .. بقيت أنتظرها حتى أخبرها بأمر الرسالة .. ..
بعد دقائق رأيت روز التي دخلت إلى الصف بوجهها الشاحب والهالات السوداء تحيط عينيها ..
بدت وكأنها جسد بلا روح .. جلست مكانها بهدوء لتضع رأسها على الطاولة ..
قلت هامسا : روز روز ..
إلتفتت إلي ببطء وقالت منزعجة : ماذا تريد ؟؟ دعني وشأني ..
قلت لها : يوجد رسالة في درج طاولتك ..
أخرجت الرسالة .. وفتحت الظرف .. وبعد أن قرأت مافيه .. ظهرت علامات الصدمة على وجهها ..
قلت بخوف : روز ما بك ؟؟
نظرت إلي والدموع قد ملأ عينيها .. شعرت أنها ستنفجر باكية .. لذلك قمت بسحبها إلى خارج الصف .. وتوجهنا إلى السطح ..
عند وصولنا تماما إنفجرت روز بالبكاء عااليا .. لأنظر إليها متفاجئا ..
قلت بقلق : روز ما بك ؟؟
لم ترد علي روز .. واستمرت بالبكاء والنحيب بصوت عالي .. وبما أنني لا أجيد تهدئة الفتيات فقد بقيت أنظر إليها بعجز ..
قلت بهدوء : هل هذا بسبب الرسالة التي وُضعت في درجك ؟؟
إلتفتت إلي روز متفاجئة .. ثم أكملت نحيبها مجددا ..
قلت لها بهدوء وأنا أمد يدي بالرسالة التي كانت في درجي : هل كانت هذه هي الرسالة ؟؟
سحبت روز الورقة مني وما إن نظرت إليها حتى قالت وسط شهقاتها : لماذا يحصل هذا لها ؟؟ ماذا سنفعل يا سوبارو ..
كان محتوى الرسالة كالتالي ( صديقتكم العزيزة رهينة عندي ، إن أردتم إستعادتها فأطيعوني ..
عليكم أن تقوموا بسرقة قلادة الممرضة يومي ، بالإضافة إلى الجوهرة التي مع المدير كازوما ..
وأريد لهذا أن يحصل اليوم ، وإن تم إكتشاف أمركم فالتزموا الصمت ولا تنكروا فعلتكم ..
وإياكم ثم إياكم إن أخبرتم أحدا بأمر الرسالة ، وإلا دفعت صديقتكم الثمن )
قلت لروز لأستفسر أكثر : إشرحي لي الأمر حتى أفهم الموضوع كاملا ..
شعرت أنه لا أمل في التحدث معها وهي على هذه الحالة .. لذلك تركتها تبكي وتفرغ ما في داخلها .. واستمر الحال ربع ساعة لتهدأ روز قليلا ..
سألتها بعد أن هدأت عن ما يحدث .. لتقول بحزن : لقد تم إختطاف جوليا يا سوبارو ، نعم جوليا ..
قلت بصدمة : ومتى حصل هذا وكيف ؟؟
ـ حصل هذا بعد أن عندنا من منزل ياماتو ، فعندما كنت أمام منزلي شعرت بأحد ما يخدرني ، وعندما أفقت أخرني والدها أن جوليا مفقودة ، ولازالت كذلك حتى الآن ، ماذا سنفعل يا سوبارو ؟؟
علمت الآن لم كانت تبدو حزينة عندما أتت .. وعلمت المقصد من الرسالة .. لكن الشيء الذي لم أعرفه هو .. من خلف هذا كله ؟؟ ولماذا تم إرسال الرسالة لي أنا وروز ؟؟
نظرت إلى روز التي تمسح دموعها قائلا : روز هل لديك أي فكرة عن هوية المختطف ؟؟
أجابتني روز : لا أعلم حقا ، لكن قد يكون أحد الحاقدين على والدها ، فوالدها قد ألقى القبض على العديد من المجرمين ، وربما يكون الفاعل أحد أقرباء المجرمين ..
صحيح لا أستبعد هذه الفكرة .. لكن في الوقت ذاته أشعر أنها فرضية مستحيلة .. فما شأننا إذا كان المختطف يكن الكراهية لوالدها ؟؟
قلت بهدوء : روز الحزن والبكاء لن يعيدا جوليا ولا بد لنا من تنفيذ أوامره لضمان سلامتها ..
نظرت إلي روز متفاجئة وقالت : هل أنت جاد ؟؟ هل سنسرق حقا !!
أجبت عليها : لا خيار أمامنا يا روز ، أخشى أن يقوم المختطف بتهديده ، لذلك لنفعل ما يأمر به ..
لاحظت نظراتها المترددة .. أعلم أنه ليس بالأمر السهل .. لكن هذا هو خيارنا الوحيد ..
بقينا صامتين ننظر إلى السماء الصافية .. مر الوقت بطيئا للغاية .. ولم يعكر هذا الهدوء إلا صوت رنين الجرس الذي يُعلن بدأ الحصة الثانية ..
وقفت بعد أن كنت جالسا .. وقلت وأنا أنفض الغبار عن بنطالي : هيا لنعد إلى الصف يا روز ، لا يجب أن نهرب من الحصص ..
رفعت روز رأسها وحدقت فيني قائلة : هل حقا سنسرق ؟؟ أعني أنه قد يُكشف أمرنا ، وسمعتنا ستسوء أكثر من ما هي سيئة ..
ـ أيهما الأهم الآن ؟؟ سمعتنا أم جوليا ؟؟
ـ لكني لا أريدهم أن يظنوا بي سوءا ..
زفرت بضيق قائلا : حسنا أنا سأقوم بكل شيء ، وإذا ما كُشف أمري فأنا لن أشي بك ..
ثم أردفت بإبتسامة : والآن هيا لنعد إلى الصف ..
***
~ روز ~
جوليا أعز صديقاتي .. لكن أن أقوم بالسرقة من أجل إنقاذها فهذا أمر صعب للغاية ..
أنا لم أعتد على السرقة يوما .. لذا أنا لا أستطيع فعلها حقا ..
تفاجأت كثيرا عندما أخبرني سوبارو أنه سيتحمل المسؤولية كاملة .. أنا متفاجئة حقا من أنه سيفعلها من أجل جوليا ..
هو لم يتعرف عليها إلا منذ ثلاثة أسابيع فقط .. لماذا يفعل هذا من أجلها ؟؟
كنت أسير خلفه متوجهين إلى الصف .. أتأمل ظهره بحيرة .. هذا الرجل لم ولن أفهمه أبدا ..
عدنا إلى الصف .. وفي موعد الإستراحة .. سمعت بعض الطالبات يقلن بصوت غاضب : ذلك الياماتو لماذا لم يخبرنا بأنه سينتقل ؟؟
وتقول أخرى : هذا محزن للغاية ، لقد غادر أميرنا الوسيم .
لم أنته إلا الآن على غياب ياماتو.. نظرت إلى سوبارو قائلة : سوبارو هل إنتقل ياماتو حقا ؟؟
أجابني بهدوء : نعم ..
ـ ولماذا لم يخبرنا ؟؟
ـ لم يُرد أن تشعروا بالحزن ، ثم أن الرحلة التي نظمها كان هدية وداعه لنا ..
لا أعلم لمَ .. لكني شعرت بالحزن قليلا .. فكرة أنني لن أراه مرة أخرى ولن أتشاجر معه من جديد تضايقني فعلا ..
على الرغم من أني أكرهه لكنه كان من المفترض أن يخبرنا بإنتقاله ..
أيقظني سوبارو من شرودي بصوته الهادئ : روز يجب أن نتحرك سريعا وننفذ ما طُلب منا ..
تذكرت جوليا والرسالة ليعود الحزن ليخنقني ..
رفعت عيني إليه قائلة : وكيف سنقوم بها ؟؟ لا يوجد أي طريقة لذلك ..
وقف سوبارو قائلا : تعالي معي ..
خرجنا من الصف وكنا متوجهين إلى غرفة العيادة حيث تجلس فيه الممرضة يومي ..
وقفنا أمام باب العيادة .. ليبدأ سوبارو بشرح الخطة التي وضعها لسرقة القلادة ..
كانت الخطة كالآتي .. سأدخل أنا إليها وأتحدث معها عن موضوع الكدمات التي أصبت بها في ذلك اليوم .. وأحاول أن أشغلها قليلا .. وهو سيقوم بالباقي ..
لم أستطع أن أفهم حتى الآن كيف سيسرق القلادة إذا ماكانت تضعها حول رقبتها .. لكني قررت أن أنفذ لأرى ما بوسع سوبارو أن يفعله ..
طرقت باب العيادة .. وعندما دخلت أخبرتها أني أريد التحدث معها قليلا ..
جلست في الأريكة وهي جلست على المقعد المقابل لي .. والباب كان خلفها ..
قلت بتوتر : امم في الواقع أردت أن أخبرك عن سبب الكدمات والحروق التي رأيتها سابقا ..
لاحظت نظراتها المترقبة .. قالت بنبرة تدل على إهتمامها : خطوة صائبة منك أخبريني أرجوك ..
تلك النبرة جعلتني أتردد قليلا .. من الواضح أنها قلقة علي بالإضافة إلى أنها مهتمة بالأمر .. وأنا هنا لأساعد سوبارو على سرقة قلادتها التي تبدو غالية عليها ..
فعندما أمسكت بها في الماضي بدت غاضبة فعلا .. والصورة الموجودة في داخلها تبدو عزيزة عليها حقا ..
طأطأت رأسي خجلة من نفسي .. كيف أفعل هذا بها ؟؟
رفعت بصري إلى الأعلى ببطء لأجد سوبارو يتسلل من خلفها بخفة وبعدها وضع يده خلف عنقها وفجأة سقطت الآنسة يومي مغمي عليها ..
شهقت متفاجئة وقلت بغضب : ماذا فعلت يا سوبارو ؟؟ هل قمت بقتلها أم ماذا ؟؟
قال ياماتو الذي كان ينزع القلادة من حول رقبتها : لا تقلقي لقد أغمي عليها فقط ..
إلتفت حولي بتوتر خشية أن يرانا أحد ..
سمعت سوبارو يقول : لتتظاهري أنت الأخرى بالإغماء ، وإذا ما سألك أحد عن ما حصل أخبريهم أنك رأيت أحد الفتيان ولكنك لم تري وجهه ، وأخبريهم أنك كنت ضحية لهم أيضا ..
ـ لكن ........
قاطعني سوبارو : من دون لكن نفذي ما أمرتك به بسرعة ..
تظاهرت بالإغماء كما قال ورأيته يغادر غرفة العيادة بسرعة .. بينما كنت مستلقية أتظاهر بالإغماء بدأت الكثير من التساؤلات تقفز إلى ذهني ..
ماذا يحصل لجوليا الآن ؟؟ هل هي بخير ؟؟ ومن مختطفها ؟؟ وإلام يهدف ؟؟
ماسبب إرسال الرسائل لي أنا وسوبارو ؟؟ ولماذا يطلب منا هذا الطلب الغريب ؟؟ وإلام يسعى تحديدا ؟؟
لماذا سوبارو يفعل كل هذا ؟؟ وماذا تعني له جوليا ؟؟ ولماذا أراد تحمل المسؤولية وحيدا وحمايتي ؟؟
بعد دقائق سمعت أصوات مجموعة من الطلبة يدخلون إلى العيادة .. وأسمع همساتهم القلقة ..
حاول مجموعة من الطلبة إيقاظي ظانين أنه قد أغمي علي ..
وأنا أتقنت دور الفتاة التي أفاقت للتو .. تظاهرت بأني متفاجئة مما أراه .. رأيت الآنسة يومي تنهض بعد أن ساعدها مجموعة من التلاميذ ..
سارعت بإتجاهي قائلة بقلق : هل أنت بخير يا روز ؟؟
قلت بهدوء : لا تقلقي أنا على ما يرام ..
قالت الآنسة يومي : هل تذكرين ما حدث يا روز ؟؟
قلت بتوتر : نعم ، قليلا ..
ـ هل رأيت وجه الشخص الذي كان سبب إغمائنا ؟؟
ـ لم أرى وجهه جيدا فقد كنت متفاجئة ..
هزت رأسها بإيجابية .. بعدها غادرت المكان وأنا أشعر بقلق شديد .. في طريقي قابلني مدير المدرسة السيد كازوما والذي علم بما حصل لي أنا والممرضة .. وأخذ يطرح بضعة أسئلة .. وبعد أن أفرغ مني عدت للصف لأجد سوبارو جالسا في مكانه ..
قلت له بضيق : سوبارو أنا لست مرتاحة البتة ..
أجابني بهدوء : وأنا كذلك ، لكن إن كان هذا سيُنقذ جوليا فأنا مستعد للقيام به ..
صمت لثواني .. بعدها قلت له : سوبارو لو كنت أنا من تم إختطافي هل ستقوم بهذا أيضا من أجلي ؟؟
رفع بصره نحوي وأخذ يتأملني لثواني بعدها قال مغيراً دفة الحديث : لقد سرقت جوهرة السيد كازوما ..
قلت متفاجئة : وكيف فعلتها ؟؟
ـ عندما أخبره الطلبة بما حصل لكما غادر الغرفة مسرعا لأتسلل أنا إليها وأسرق الجوهرة الموضوعة في درج مكتبه ، كان الأمر سهلا ..
ثم أردف بحيرة : الغريب أن كلا الجوهرة والقلادة ليستا ثمينتان إطلاقا ، فقلادة الممرضة ليست من الذهب ، والجوهرة التي يحملها المدير ليست ثمينة أبدا ، فهي عادية ، إذا لماذا طلب منا سرقتها ؟؟
أجبت عليه : لا أظن أن قيمتها ثمينة بالنسبة لنا ، لكن ماذا عن المدير والممرضة ؟؟ أظن أنهما يعتبرانه كنزا ..
صمتنا لثواني .. وبعدها رن الجرس معلنا إنتهاء موعد الإستراحة .. سيُكشف أمرنا لا محالة .. فحالما يُدركون ضياع الجوهرة والقلادة سيفتشون المدرسة بأكملها .. وبعدها سيجدونها مع سوبارو ..
كتبت لسوبارو ( سوبارو من الأفضل لك أن تخبئ ما سرقته بعيدا ، فأنا أخشى أن يقوموا بالتفتيش ويُفضح أمرك )
أرسلت له الورقة .. وبعد ثواني شعرت به يوخزني بقلم الرصاص .. إلتفت قليلا لأجده يمد لي ورقة أخرى ..
فتحتها لأجد فيها ( سيُكشف أمري لا محالة ، إذا لا داعي لأن أخبئها ، ثم أن المختطف هدفه أن يشوه سمعتنا ، لذلك كتب في رسالته _ وإن تم إكتشاف أمركم فالتزموا الصمت ولا تنكروا فعلتكم _ إذا لا مفر من ذلك ..
لكن وكما قلت سابقا ، إذا ما كُشف الأمر فسأكون الوحيد الذي يتحمل المسؤولية لا تقلقي )
أردت أن أرسل له رسالة أخرى .. لكنني سمعت صوتا آتي من غرفة الإذاعة يقول : يرجى من جميع طلاب المدرسة التوجه إلى قاعة الرياضة ، أكرر .. يرجى من جميع طلاب المدرسة التوجه إلى قاعة الرياضة بأمر من المدير ..
توقف المعلم عن الشرح وطلب منا تنفيذ الأوامر .. خرجنا جميعا متوجهين إلى الصف .. لكني بقيت مع سوبارو وكنا آخر من يغادر الصف ..
قلت لسوبارو : سوبارو أرجوك فلنلقه بعيدا ، أنا لا أريد أن يتم معاقبتك ..
أجابني : روز يكفي هذا ، فلنذهب ولا تزعجيني أكثر ..
إجتمعنا جميعا في قاعة الرياضة.. والكل لا يعلم ما سبب تجمعنا .. بإستثنائي أنا وسوبارو ..
كنت بين حين وآخر أسترق النظر إلى سوبارو الذي يبدو هادئا على عكسي ..
بعد ساعة كاملة .. طلبوا منا العودة إلى الصف .. جلسنا جميعا في أماكننا .. وبعد ثوان تم إستدعاء سوبارو ..
نظرت إليه بقلق .. لكنه يبدو غير مهتم .. تمتمت بصوت خافت : سوبارو أنا ... آسفة حقا ..
لم يرد علي بشيء .. ثم سار متوجها خارج الصف .. والجميع يملؤهم الفضول لمعرفة ماذا يريدون منه ..
***
~ يومي ~
أقف بجانب المدير الجالس على مكتبه .. وعيناي مثبتتان على الطالب المغطى بالضمادات والواقف أمامنا ..
عيناه تحدقان إلى المدير بهدوء .. منذ أن استدعيناه لم يتفوه بكلمة واحدة .. وكان يكتفي فقط بهز رأسه بإيجابية ..
لم أستطع أن أقرأ ما في داخله .. ولا أن أجد شيئا يدل على توتره .. على الرغم من أننا أمسكناه بالجرم المشهود ..
سمعت المدير كازوما يقول : سوبارو لا تبقى صامتا هكذا ، إن كان لديك مبررا لما فعلته فأخبرني به ..
لازال هذا الفتى صامتا .. وكأن لا مبرر لديه لفعلته هذا ..
قلت بقليل من الغضب : سوبارو قل كلمة ما لا تكن هكذا فأنت تغضبني ..
تحدث أخيرا وقال بصوت هادئ : أنا مستعد لأي عقاب تقررونه بشأني ..
ضرب المدير المكتب بقبضته قائلا : سوبارو هل تعتقد أنني سأصدق هذا بسهولة ؟؟ أنا متأكد أنك لم تفعلها إلا لسبب ، فلا أظن شخصا مثلك بحاجة إلى قلادة وجوهرة لا تساويان شيئا مقارنة بما لديك ..
تحولت النظرات الباردة إلى نظرات حادة .. ليقول بصوت باارد عكس ما في داخله : قلت لك سابقا وسأقولها مجددا لا شأن لك بي ..
المدير كازوما : لن أفضح أمرك إلا إذا أخبرتني لم سرقت ؟؟
صمت لثواني ليقول بعدها : أخبراني أولا بما أنكما ضحيتي السرقة ، ما الشيء المميز في تلك القلادة والجوهرة ؟؟
إلتفت إلى المدير لتتلاقى نظراتنا ببعض .. وكأننا مستغربين من سؤاله ..
قلت له : القلادة هي كنز ثمين بالنسبة لي ، فزوجي الراحل هو من أهداها لي ، ثم أن فيها صورتي وأنا معه يوم أعطاني إياه ..
السيد كازوما : أما أنا فالجوهرة التي في حوزتي والتي أحملها دائما هي ذكرى من زوجتي الراحلة ، والجوهرة تذكرني بها ، والآن قد أجبنا على سؤالك ، حان الوقت لكي تجيبنا ..
قال سوبارو بنبرة هادئة : أنا سرقتها بدافع الملل ، ثم أنني معتاد على السرقة دائما ..
صرخ السيد كازوما غاضبا : كفاك كذبا يا سوبارو ..
ـ وهل هناك دليل على أنني كاذب ؟؟
تدخلت لأجيب عليه : لو كنت مكانك فبعد أن يتم إستدعائي إلى قاعة الرياضة للبحث عن المسروقات كنت لأرميه في طريقي حتى لا يتم الإمساك بي متلبسة ، لكنك لم تفعل هذا ، إذا فأنت تمتلك سببا لفعلتك ..
قال وهو يضع أصبعيه السبابة والإبهام على ذقنه قائلا وكأنه يفكر : أوه صحيح كان يجب علي فعلتها ، للأسف لم تخطر ببالي هذه الفكرة ، يبدو أنني سأنفذها لاحقا ..
غضبت فعلا من كلماته .. فهو يتصرف وكأنه يسخر منا بكلامه هذا ..
سمعت السيد كازوما يقول : لا أظن أن طالبا متفوقا وعبقريا مثلك قد لا يخطر في باله فكرة كهذه ..
قلت متفاجئة : ماذا !! عبقري !! هل هو كذلك فعلا ؟؟
أجابني مبتسما : نعم هو كذلك وأكثر ..
قال سوبارو متململا : هيا قم بمعاقبتي بسرعة، فقد مللت الوقوف أمامك ..
وقف السيد كازوما وكأنه قد إتخذ قراره في طريقة عقاب سوبارو ..
وقال بنبرة صاارمة : .........
نهاية الجزء .. |
|