||٤٠||
~ ياماتو ~
في اليوم الذي يليه كنت في المنزل بما أنها عطلة نهاية الأسبوع ، استيقظت باكراً على الرغم من أنني أشعر بالتعب بسبب حفلة الأمس ، ولكنني مضطر إلى ذلك لتناول الفطور مع أبي ..
- ياماتو ماذا تنوي أن تفعل اليوم ؟؟
نظرت إليه بإستغراب ، إنها المرة الأولى التي يبتدئ فيها حواراً بينما نحن نأكل ، أجبت بإستغراب : لا أمتلك أي مخططات لهذا االيوم ، لكن لم السؤال ؟؟
- لماذا لا تخرج مع أصدقائك هذا اليوم وتسلوا أنفسكم قليلاً ..
توسعت حدقتا عيني وأنا أنظر إليه بغير إستيعاب ، ليقول بإنزعاج : لماذا تنظر إلي هكذا ؟؟ أنا لم أقل شيئاً غريباً ..
إبتسمت ببلاهة وقلت : هاا لا لا شيء أبداً ..
- إذاً ما رأيك بالإقتراح الذي اقترحته عليك ؟؟
تمتمت بغباء : أي إقتراح تعني ..
احتدت ملامحه وصرخ بغضب : أعني ما قلته للتو عن ذهابك مع أصدقائك إلى مكان ما ..
هززت رأسي بإيجابية وأنا أقول : أهاا أنت تعني هذا ، لكنني أعتقد بأنني سأرفض ذلك ، فأنا لا أمتلك أصدقاء مقربين مني لأقضي معهم وقتي في العطلة ..
حدق فيني أبي ناطقاً بهدوء : وماذا عن جوليا وسوبارو وروز ؟؟ أليسوا من أعز أصدقائك ؟؟
تفاجأت حين قام بذكرهم أمامي ، ما الذي يحاول أبي الوصول إليه ؟؟ لم أعد أفهمه حقاً ..
قلت بضيق : أبي إلى ماذا تهدف بالضبط ؟؟
أجاب ببساطة : لقد قررت السماح لك بمقابلة أصدقائك مجدداً ، هذا كل ما في الأمر ..
همهمت بشك : أهذا كل شيء حقاً ؟؟
رمقني بنظرة حادة وقال : أتشك في صحة كلامي ؟؟ على أية حال إذا لم ترد ذلك فأنت حر ..
قاطعته بسرعة : لا لا أنا فعلاً أريد أن نعود نحن الأربعة إلى ما كنا عليه ، شكراً لك يا أبي ..
- لا داعي لشكري ، وبالمناسبة لدي رقم جوليا ، إن أردت التحدث معها فأخبرني حتى أعطيك رقمها ..
قطبت حاجباي بإستغراب : ولماذا رقمها بحوزتك ؟؟ ومتى حصلت عليه ؟؟
- لقد حصلت عليها بطريقتي الخاصة ، ألديك مانع ؟؟
لم أجب عليه وعدنا نتناول الفطور ، وأنا أشعر بشيء من الريبة والشك ، أبي يهدف لشيء ما بالتأكيد ، وإلا لما سمح لي بالتسكع مع سوبارو والبقية ..
انتهينا من تناول الغداء وعدت أنا إلى غرفتي وما هي إلا دقائق حتى طرقت إحدى الخادمات باب غرفتي وسلمتني ورقة فيها رقم هاتف محمول ، وأخبرتني أنها رقم جوليا ، ووالدي من طلب منها تسليمي هذه الورقة ..
ازداد شكي أكثر ، هو بالتأكيد يخطط لأمر ما ، لكنني لا أعرف كيف سأكتشفه ..
أخذت أقلب الورقة بين يدي ، حتى لو اتصلت عليها فلا أعلم ما يمكنني قوله ، وفجأة تذكرت أن شينا تريد مقابلة جوليا منذ مدة ، ووجدت أنها الفرصة المناسبة لأعرف جوليا على شينا ، فأنا أنوي زيارة آلبرت على أي حال ..
اتصلت عليها لترد بعد دقائق بصوتها الهادئ : مرحباً ..
قلت بإبتسامة : صباح الخير جوليا أنا ياماتو ..
- أووه ياماتو !! غريب من أين أحضرت رقم هاتفي ، لا أذكر أنني أعطيتك هو ..
- لا يهم من أين ، على أي حال هل أنت متفرغة اليوم ؟؟
- ولماذا هذا السؤال ؟؟
- ما رأيك أن ترافقيني إلى المشفى ، فهناك إمرأة تريد مقابلتك بشدة ..
قالت بإستغراب : وماذا تريده مني ؟؟ وهل أعرفها ؟؟
- لقد قالت بأنها سمعت عنك كثيراً ، ولهذا تريد مقابلتك وجهاً لوجه ..
- وما اسمها ؟؟
- شينا ..
- المعذرة لا أعرف إمرأةً بهذا الإسم ، لربما أرادت رؤيتي لإشباع فضولها ليس إلا حول قضية الإختطاف ..
كلامها كان مقنعاً ، فالنساء بطبعهن فضوليات جداً ، وهذا الإحتمال ليس مستبعداً بما أنها شينا ..
مع ذلك لم أرد أن أرفض طلب شينا المريضة ولهذا قلت بترجي : هيا يا جوليا أرجوك ، شينا مريضة بالقلب ولا أحد يأتي لزيارتها ، لربما زيارتك لها ستحسن من حالها ، لذا أرجوك يا جوليا تعالي معي ..
زفرت بملل ثم قالت : حسناً سأذهب ..
قلت بفرح : شكراً لك يا جوليا ، وبالمناسبة تحدثي مع روز أيضاً لترافقنا ..
- بالطبع سأفعل ذلك ، وأما أنت فأخبر سوبارو فأنا لا امتلك رقم هاتفه ..
صمت لثواني قبل أن أقول بهدوء : سأحاول ذلك ، حسناً قولي لروز أن تجهز نفسها الساعة العاشرة..
- حسناً إلى اللقاء ..
أقفلت جوليا الخط دون أن تنتظر ردي ، ولم أعر الأمر إهتماماً ، وبأصابع مترددة اتصلت على سوبارو ، وأنا أشعر بقليل من الإرتباك والتوتر ..
هو يكرهني لكنني أظل متشبث به ، أبدو حقاً كالعلكة الملتصقة به ، ولكنني لا أستطيع تركه ، فأنا حتى لا أعلم سبب بغضه لي ، أنا بالتأكيد سأحاول تحسين العلاقة بيننا ..
شعرت بالخيبة حين أقفل الخط في وجهي ، ولم أشأ إزعاجه بإتصال آخر ، لكنني تفاجأت حين وصلتني رسالة منه كان محتواه [ أيها الثري المغفل إياك والإتصال بي مجدداً]
عبست حين قرأت رسالته الغبية ، لا أعلم لماذا يبغضني إلى هذه الدرجة ، ولقب الثري المغفل يغضبني كثيراً ..
صرخت بغيظ وأنا أنظر إلى هاتفي المحمول وكأنني أخاطب سوبارو : أنت من أراد مصادقتي أيها الغبي ، تباً لك أيها الأحمق ..
وضعت الهاتف على المنضدة وأنا أشعر بالإنزعاج الشديد ، لقد صبرت على حركاته كثيراً ، وصبري كاد ينفد ، صحيح أنني لا أغضب من الآخرين بسهولة ، ولكن إذا استمر الشحص في إغضابي فأنا لن أظل هادئاً ..
***
~ جوليا ~
اتصلت على هاتف جودي فأنا أعلم أن روز لا تمتلك هاتفاً ، وحين أجابت طلبت منها أن تعطي الهاتف لروز ، ولكنها أخبرتني بأنها لا تزال نائمة ..
ثم أردفت بفضول : ماذا تريدين منها في مثل هذا الوقت الباكر ؟؟
- أردتها أن ترافقني إلى مكان ما ، لكن بما أنها نائمة فلا بأس ..
قالت جودي حينها : إذاً خذيني معك عوضاً عنها ..
فكرت في أنه لا مشكلة في إصطحاب جودي معنا ، لذا قلت : حسناً إذاً عليك أن تستعدي في الساعة العاشرة ، سنمر عليك بسيارة ياماتو ..
أنهيت المكالمة وأشغلت نفسي بقراءة كتابا ريثما أنتظر الساعة العاشرة ، وحين لم يتبقى إلى ربع ساعة على الوقت المحدد ، بدأت أجهز نفسي ..
ارتديت قميصاً أبيض اللون ، وبنطال أزرق وارتديت أعلاهم معطفاً باللون الأزرق بما إن الأجواء باردة ، ثم قبعة صوفية ، وحينما انتهيت أتتني الخادمة لتخبرني بأن سيارة ياماتو بإنتظاري ..
غادرت منزل جدتي بعد أن ودعتها ، ولم يخف علي نظراتها التي تنظر فيها إلي منذ أمس ، لكنني أتجاهلها عمداً ..
عندما وصلت السيارة أخبرت ياماتو بأن روز لن تأتي معنا ، وستأتي جودي عوضاً عنها وهو لم يعارض وجودها .
وحين سألته عن سوبارو تغيرت ملامحه وقال بشيء من الغضب : هو منشغل قليلاً ، ولهذا لن يستطيع المجيء ..
كان من الواضح أنه يكذب وهذا يظهر جلياً عليه ، لكنني سايرت كذبته ، فأنا أشعر بأن هناك شيئاً بينهما ، فقد كانت تصرفاتهما حين كانا في منزلنا غريب قليلاً ، ولم يكن كالمعتاد ..
اصطحبنا جودي التي لم تكف عن الثرثرة منذ دخولها إلى السيارة ، وما يشجعها أكثر هو أن ياماتو يعير لها إهتماماً ، ويصغي إلى ترهاتها ..
توقفت السيارة أمام إحدى المستشفيات ، وفتح السائق الباب لنا ، لتقول جودي بإستنكار : لحظة !! ماذا نفعل أمام المشفى ؟؟
خرج ياماتو من السيارة وقال مبتسماً : نحن هنا لزيارة مريضين ، أين ظننت أننا ذاهبون ؟؟
أخذت جودي بالتذمر بينما أنا طلبت من ياماتو تجاهلها وأنا فعلت المثل ..
سرنا خلف ياماتو بين ممرات المشفى ، ووقفنا أمام الغرفة ١٠٨ ، طرق ياماتو عدة طرقات خفيفة وفتح الباب ..
دخل أولاً لنتبعه نحن الإثنتين ، جلت ببصري نحو الغرفة التي تضم ثلاثة أسرة ، ولا يوجد سوى مريض واحد مستلقٍ على إحداها ..
بمجرد أن وقع عين الرجل علينا حتى قطب حاجبيه بإنزعاج ، بينما قال ياماتو مبتسماً : كيف حالك اليوم يا آلبرت ؟؟
ليرد ببرود عليه : من هاتين اللتان معك ؟؟ ولماذا أتيت بهما إلى هنا ؟؟
إلتفت إلينا ياماتو وقال وهو يشير إلينا : هذه جوليا التي حدثتك عنها ، والتي بجوارها هي أختها الصغرى جودي ..
ارتسمت على وجهه إبتسامة ماكرة وعيناه مثبتتان نحوي ، ثم قال بنبرة متلاعبة : أووه إذاً هذه جوليا التي رأيتها في حلمك وبكيت من أجلها ..
أصدر ياماتو شهقة قوية وقال بإحراج : ما الذي تقوله يا آلبرت ؟؟ كف عن التفوه بالترهات ..
انتابني فضول لمعرفة ما يعنيه هذا المدعوا آلبرت ، ولكن وقبل أن أسأل قال آلبرت موجهاً خطابه إلي : يبدو أنك عبثت بقلب سيدي الصغير جيداً ، أنا متفاجئ لأنك استطعت ......
أوقف ياماتو ثرثرته بعد أن أغلف فمه بيده ، ووجهه قد صبغ بالإحمرار بشكل غريب ، ثم صاح بقليل من الغضب الممزوج بالخجل : الأمر ليس كذلك يا آلبرت ، لقد أخبرتك عن السبب سابقاً لذا لا تلفق قصصاً من خيالك ..
أطلقت تنهيدة طويلة وقلت : أنا لا أهتم بالأمر الذي تتحدثان عنه ، لكن أخبرني من هذا الرجل ؟؟ وأين المرأة التي حدثتني عنها ؟؟
أجاب بربكة : آآ هذا الرجل يدعى آلبرت ، وشينا لا أعلم أين هي الآن ..
قال آلبرت : شينا ذهبت لرؤية الطبيب قليلاً وستعود قريباً ..
تقدمت جودي وقالت بفضولها المعتاد : هي ياماتو ماذا كان يعني هذا الرجل عندما قال بأنك بكيت من أجل جوليا ؟؟ هل حصل ذلك فعلاً ؟؟
قلت بحدة : جودي كفي عن التدخل في أمور لا يعنيك ..
كادت جودي أن ترد علي إلا أن صوت الباب الذي فُتح أثار فضولها وجعلها تلتفت لتنظر من الداخل ..
دخلت المرأة ذات الشعر الأسود إلى الغرفة ، وكان من الواضح أنها إحدى المرضى ..
حدقت فينا بنظرات غامضة وقالت مخاطبة ياماتو ولا تزال عيناها مثبتتان نحونا : من هاتان الفتاتان يا ياماتو ؟؟
أجاب ياماتو بإبتسامة : إنها جوليا التي رغبت برؤيتها ، وبرفقتها أختها جودي ..
تمتمت ببطء : أي منهما هي جوليا بالضبط ؟؟
تقدمت للأمام خطوتين ثم قلت : أنا هي جوليا أيتها الآنسة ..
بمجرد أن أنهيت جملتي انقضت علي فجأة كثور هائج ، ولكنني استطعت إمساك يديها بسرعة قبل أن تتمكن من توجيه ضربة نحوي ، ثم قلت بهدوء وأنا أنظر إلى وجهها المكفهر : أنت شفافة جداً لدرجة أنني استطعت معرفة ما تفكرين به من خلال نظراتك فقط ..
حاولت أن تحرر قبضتيها وهي لا تكف عن شتمي ونعتي بأقبح الصفات ، تدخل ياماتو وأمسك بها ثم رفعها عني وهي تحاول عبثاً الوصول إلي ..
أحكم ياماتو إمساكها ولهذا حررتها ، وهي لا تزال تصرخ في وجهي بغضب ، ومن شدة غضبها بدأت بالتفوه بكلمات متداخلة لم أفهمها وحتى أنها بدأت بذرف الدموع التي تدل على عجزها ..
لم أكن أقل صدمة من ياماتو الذي نظر إلي بحيرة وقلق ، لأقول له بهدوء : دعها يا ياماتو ..
- لكن ....
قاطعته : من دون لكن ، دعها أرجوك ..
بمجرد أن أفلتها ياماتو عادت لتنقض علي مجدداً ، لكنني لم أحاول مقاومتها ، أسقطتني أرضاً ويدها مغروزة في شعري واليد الأخرى تصفع به وجهي ..
لمحت ياماتو يقترب مني لمساعدتي ، ولكن شينا تملكتها قوة غريبة جعل ياماتو يعجز عن مساعدتي ..
لم تكن جودي لتقف مكتوفة اليدين وهي تراني أُضرب ، فساعدت ياماتو في إبعاد شينا عني ، وبشق الأنفس استطاعا إبعادها ..
منظرها الباكي ووجهها الغاضب جعلني أشفق على حالها ، هي لم تضربني عبثاً ، يبدو أنني فعلت شيئاً لها ..
عدلت شعري وقلت بنبرة هادئة محاولة إمتصاص غضبها : إنها المرة الأولى التي أقابلك فيها ، ما الذي يجعلك غاضبة مني إلى هذه الدرجة ؟؟
بدأت أنفاسها بالتسارع ، وصدرها يعلو ويهبط بوضوح ، إنها على وشك الإنفجار الآن ، فتحت ثغرها قليلاً وقبل أن تتفوه بكلمة غزت ملامح الألم وجهها ، وجسدها يرتعش بشكل مريب ..
سمعت حينها صرخة عالية : استدعوا الطبيب حالاً ، لقد أصابتها نوبة قلبية أخرى ..
صراخ الرجل آلبرت جعلت قدماي تتحركان مسرعة نحو الخارج ، لطلب المساعدة من إحدى الممرضات ..
وأتى الطبيب مسرعاً إليها وأخذوها إلى غرفة الإنعاش ..
كنت أنا وياماتو وجودي ننتظر خارجاً ، فهم لم يسمحوا لنا بالدخول معها ، وسط هذه الأجواء المتوترة قالت جودي : تلك المرأة المجنونة لماذا هجمت عليك فجأة ؟؟
نظرت إليها بغضب ، إنه ليس الوقت المناسب للتحدث عن أمور كهذه ، قبل أن أتمكن من الصراخ عليها تحدث ياماتو : جودي في وقت كهذا لا يجب أن نفتتح مواضيعاً لا أهمية لها ، لنتمنى فقط أن تكون بخير أولاً ..
أسلوبه في النصح جعل جودي تنصت إليه دون أي اعتراض ، ولو كنت أنا لصرخت في وجهها وزادت الأمور إشتعالاً ..
بعد دقائق اقترب منا السيد آلبرت بمقعده المتحرك وقال مخاطباً ياماتو : سيدي الصغير ماذا حصل لشينا ؟؟
قال ياماتو وهو يحرك قدمه بتوتر : لا أعلم ، لم يخبرونا بأي شيء حتى الآن ..
نداء السيد آلبرت لياماتو بالسيد الصغير جعلني أتذكر من يكون ، إنه الخادم ذاته الذي كان يعمل في منزل ياماتو بلا شك ، وأنا رأيته حين ذهبنا إلى منزله ، الآن عرفت لماذا كان وجهه مألوفاً لدي ..
مشكلتي أن ذاكرتي ضعيفة ، ودائماً أنسى الأشخاص بسرعة كبيرة ، ولهذا ربما أكون قد أخطأت في حق شينا يوماً ولكنني نسيت الأمر ، ولهذا هي حاقدة علي ..
طال إنتظارنا لساعة ونصف ، وخرج الطبيب أخيراً لنندفع جميعاً بإتجاهه ، ونمطره بإسئلتنا المتعلقة بصحة شينا ..
رفع يده أمامنا لنتوقف جميعاً ، ليقول بقليل من الغضب : ما الذي جعل حالها يسوء إلى هذه الدرجة ؟؟ ماذا قلتم لها بالضبط ؟؟ أو ما الذي حصل بالتحديد ؟؟
تبادلنا النظرات الحائرة فيما بيننا ، ليجيب ياماتو أخيراً : لا نعلم حقاً حضرة الطبيب ، بمجرد أن رأت جوليا حتى انقلبت فجأة ..