عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-28-2016, 12:45 AM
 
كل بني آدم خطاءون، وخير الخطائين التوابون

الحمد لله الذي بتحميده يستفتح كل كتاب، وبذكره يصدر كل خطاب، وبحمده يتنعم أهل النعيم في دار الثواب، وباسمه يتسلى الأشقياء وإن أرخي دونهم الحجاب، وضرب بينهم وبين السعداء بسور له باب، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ونتوب إليه توبة من يوقن أنه رب الأرباب ومسبب الأسباب، ونرجوه رجاء من يعلم أنه الملك الرحيم الغفور التواب، ونمزج الخوف برجائنا مزج من لا يرتاب، أنه مع كونه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب.
ونصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه صلاة تنقذنا من هول المطلع يوم العرض والحساب. وتمهد لنا عند الله زلفى وحسن مآب. اما بعد
فإن التوبة عن الذنوب بالرجوع إلى ستار العيوب وعلام الغيوب، مبدأ طريق السالكين، ورأس مال الفائزين،
وللتوبة شروط :
إن كانت المعصية بين العبد وربه فشروط التوبة منها خمسة:
أن تكون التوبة خالصة لله.. وأن تكون في وقتها.. وأن يقلع عن المعصية.. وأن يندم على فعلها.. وأن يعزم ألا يعود إليها.
فإن فقد أحد هذه الشروط لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فتزيد مع هذه شرطاً سادساً بأن يَبرأ من حق صاحبها باستحلاله أو رد حقه.
والتوبة النصوح تتضمن ثلاثة أمور:
التوبة من جميع الذنوب والمعاصي.. إجماع العزم على التوبة.. إخلاص التوبة لله.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [8]} [التحريم:
فضائل التوبة
أخرج مسلم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : )من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه(.
وليس معنى هذا الدعوة إلى التسويف بالتوبة، بل هو إخبار عن الواقع في شأن العباد، وأن باب التوبة مفتوح حتى تظهر هذه العلامة التي لا ندري متى تظهر.
وأخرج الترمذي عن صفوان بن عسال قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم باباً من المغرب عرضه - أو مسيرة الراكب في عرضه - أربعون أو سبعون عاما قبل الشام، خلقه يوم خلق السموات والأرض مفتوحا للتوبة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها.
أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح وأخرج الترمذي وأبن ماجه بسند قوي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : )كل بني آدم خطاءون، وخير الخطائين التوابون(.
وأخرج الترمذي وابن ماجه والدارمي عن ابن عباس وأنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث، ولا يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب.
والحديث يشير إلى أن المال سبب رئيسي من أسباب فساد الإنسان، واختلال توازنه، وضلاله في الدين.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: )كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين، فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينك وبين التوبة؟ انطلق إلى مدينة كذا وكذا، فإن فيها ناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه ملك الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاءنا تائبا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاهم ملك بصورة آدمي فجعلوه بينهما حكما فقال: قيسوا ما بين الأرضيين فإلى أيهما كان أقرب فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة(.
وفي رواية: )فكان إلى الأرض الصالحة أقرب بشبر، فجعل من أهلها(.
وفي رواية: )فأوحى الله تعالى إلى هذه: أن تقربي وإلى هذه: تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، وهو معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: )سبقت رحمتي غضبي(. ودعوة من الله إلى الرجاء مع الإقلاع عن الذنب، فالرجاء هنا صحيح مستجاب.
وأخرج البغوي في شرح السنة، قال لقمان الحكيم لابنه: )عود لسانك: اللهم أغفر لي. فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلا(.
وأخرج عن زيد بن أسلم: ) يؤتى برجل يوم القيامة فيقال: انطلقوا به إلى النار. فيقول: يا رب، أين صلاتي وصيامي؟ فيقول الله عز وجل: اليوم اقنطك من رحمتي كما كنت تقنط عبادي منها(.
وعلى هذا درج كثير من الوعاظ في عصرنا الحاضر، وأهملوا الوجه المقابل، وهو: تحبيب الله إلى العباد، بذكر رحمته وسعتها مع الحث على التوبة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-28-2016, 11:39 PM
 
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-01-2016, 12:47 AM
 
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-01-2016, 01:36 AM
 
زينكم الله بالتقوى ايها الكرام وختم لكما بالسعادة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-01-2016, 05:49 AM
 
مشكور
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون عاطف الجراح نور الإسلام - 3 03-08-2010 02:17 PM
رسالة الى كل مذنب ومذنبة وأبدء بنفسي أولاً لأن كل بنوا أدم خطاء وخير الخطاؤون التوابون fares alsunna نور الإسلام - 8 01-07-2009 07:00 PM
وخير جليس في الزمان كتاب mbn أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 04-28-2007 12:12 AM
وخير جليس في الانام.........كتاب alassiya أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-14-2007 07:15 PM


الساعة الآن 06:29 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011