عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree187Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #66  
قديم 11-09-2017, 02:02 AM
 



الفصل الثـامن عشر: عنوانٌ ولقـاء

في منزل مــاري :


"أمي لقد عدت"

" أهلا بكِ عزيزتي .. تبدين مفعمة بالحيويـة على


غير العادة .. أتساءل عن السبب ؟"

"أترغبين بكــآبتي إذن ؟"


"كلا البتـه ! لم أقصد ذلك عزيزتي"

"أعلم .. أنـا سعيدة لأنني تعرفت بصورة أكبر على أحدهم"

" حقـاً .. ترى من هو ؟"

"ليــث"

لاحظت جين انكماش والدتها فور سماع اسم ليث


ولكنها سرعان ما تظاهرت باللامبالاة وشرعت

بتقطيع الخضروات التي أمامها لتحضير طبق

السلطه ..

" أمي لا تبدين سعيدة بالخبـر .. لمــاذا ؟"

"لست واثقـة مـا إن كان علي حثكِ على ما تفعلين أم لـا

على كلٍ هل قابلته ؟"

"كـلا ، للأسف "

أطلقت ماري زفرة ارتياح وهمست بصوت خــافت:

"جيــــــد"

"هل قلتِ شيئاً أمي ؟"

" آه .. نعم ، كنت أتساءل من أين لكي المعرفة

وأنتِ لم تقابليه ؟"

" لقد حصلت على عنـوانه "

نظرت مـاري لابنتها بارتيــاب غير قادرة

على التصديق فأردفت:

" ألا تصدقينني ؟ انظري هـا هو العنوان ..

سأضعه لك على هذه المـائدة في

حال رغبتِ بالتأكد"

" لا أريده .. وما علاقتي به ؟! ،

سأمزقهُ إن لم تحمليه معك الآن "

"حسنـا افعلي ما شئتِ به .. لقد حفظته مُسبـقاً ، وداعاً

أنـا ذاهبة لأنام، تصبحين على خير "

" جيــــــــن ! عودي إلـى هنـا لم أنهي حديثي بعد"

إلا أن جين كانت قد صعدت لغرفتها في الأعلـى ..

فعبرت ماري عن استيائهـا

"آه ، هذه الفتـاة مثيرة للمتـاعب بالفعل ..

كيف توصلت لعنوان ليث ؟!،

لا أصدق أنه عنوانه ، مستحيــــل !

إلــام تنوي هذه الشقيــة؟"

عندما حلّ الصباح وبــعد أن غـادرت جين لمدرسته ،


رتبت ماري المنزل كمـا أنجزت فروضها المنزلية اليومية

ثم توجهت للخارج .. من المفترض أن تتوجه للعمل

ولكنها بكّرت عن موعدها بساعه .. وعلمها لا يبعد سوى

بضع أمتـارٍ عن المنزل لـذلك قصدت التوجه

للعنوان الذي تركته جين لها للتـأكـد من مصداقيته ..

حتى وصلت للمحـل ..

تفقدت العنوان بعنــاية مجدداً آمله أن تكون جين

قد أخطأت ، لأن هذا المحل بالـذات شاهدته سابقـاً

عندما كانت تتردد بالجوار بحثا عن ليث ولم تتوقع

وجوده به ، فشجعت نفسها على الدخول ..

ونهض الرجل المسن فور ملاحظتهِ لها مقدماً لها

كرسياً للجلوس ، كما سألها مـا إن كانت راغبة

أو تبحث عن شيء ما ..

"آسفه للإزعـاج في مثل هذا الصبـاح المبكر"

"كلا .. إنني معتاد على استقبال الزبــائن في

مثل هذا الوقت .. كيف أستطيع مساعدتك ؟"

" آه .. كنت أتساءل .. هل تذكر شـابة صغيره

ذو عينان زرقـاوان وشعر بني قصير مرتديه زي

مدرسي تشبهني ربما .. قد أتت البارحة لهنـا ؟"

" أجل أعتقد أن هنـالك فتاة بهذه المواصفــات "

"و سألت تلك الفتاة عن فتىً يدعى ليــث ؟"

" ذلك صحيح .. هل تعرفينها ؟

هل أنت أحد أقربــائهـا ؟"

"أجل .. إنـها ابنتي تدعـى جين "

"أوه .. سعيداً بلقـائك ، كنت مستمتعـاً برفقتها البارحة ،

إنها لطيفة جـداً"

" بل مشــاكسة جـداً .. آه .. بخصوص ليث هل تعرفه

معرفة وثيقه ؟"

"نعم يمكنك قول ذلك ؟ ولكن مـا زلت أعتقد

أن معرفتي به لا تزال ضحلـه "

" لماذا ؟ ..ألا تعرفه منذ زمـن ؟"

"بلى ولكنه كتومٌ بعض الشيء خاصةً فيما يتعلق

بماضيه قبل أن أكفله ولا أحب أن أبدوا متطفلاً عليه ،

على كلٍ ألديكم سابق معرفةٍ به ..تبدين أنتِ

وابنتكِ مهتمتان بشأنه؟ "

" ابنتي أعتقد أن لديها الحق في ذلك ..

أمـا أنـا وإن كنت لا أستطيع الكفّ

عن التفكير به لحظةٍ واحده .. فلم يعد لدي حق عليه "

بــانت علامات الدهشة على العجوز فسارعت للتفسير :

"مـا سأقوله لك الآن آمل أن يظل سراً بيننا خاصةً


عن جين "

" بالتـأكيد"

"أنــا .. إن ليث في الحقيقه هو ابني .."

"ابنك ؟! "


"أجل .. ذلك غريب صحيح ؟ يبدوا كما لو كان والداهُ قد

فارقا الحياة أليس كذلك ؟ ، أن أبيه فارقها بالفعل

كما فارقتها بدوري أيضاً فقط جسدي لا يزال هنا "

"لماذا تقولين أشياء كهذه .. لابد لمشكلتك من حـل "

" إلا مشكلتي .. لقد هجرته ! هل يسامح ابناً أمـه

لأنها تخلت عنـه ؟"

صمت ماركو مفكراً بأن من يجلس أمـامه الآن

لا شك بأنه نفس الشخص الذي طرح ليث عليه ذاك

السؤال بأن يمنحه فرصه أخرى أم لــا :

" أرأيت ؟ لا حـل .. إنه يكرهني بالفعل وأنـا

لا ألومهُ على ذلك"

"غير صحيح ، مـازال يكن لك المحبة ..

إلا أن جرحِه لا يزال حديث"

" وما الذي يجعلك واثقـاً من شعورهِ تجاهي ؟"

"بالرغم من أنه غـامض وكتوم إلا أن قلبه صافٍ

وحساس .. عليك أن تمنحيه بعض الوقت وأنا متأكد

بأنه سيعود لك يومـاً ما"

" أتمنى ذلك .. ليت أبيه على قيد الحيــاة لطلبت

منه أن يصفح عني أيضـاً "

"لما ؟ .. هل هجرتهما معاً ؟! "

" أجـل .. لا أعلم بماذا كنت أفكر حينها عندما

اتخذت قراري بالفرار، ظننت أنه سيكون في أيدٍ أمينة مع والده "

" إذن ما الذي حـدث ؟"


"توالت الأحداث بسرعة البرق .. أذكر أنه عندما

بلغني خبر وفــاته .. كنت برفقة والـد جين الذي توطدت

علاقتي به خلال الأربعة سنوات منذ هجري لهما ..

وكنا قد أصبحنا صديقين مقربين "

" وكيف وصلك خبر وفــاته ؟"


" بمحض الصدفة .. ذهبت صديقةٍ لي لمركز

الشرطة لـإبداء رأيها بخصوص تحقيقات لقريبٍ لهـا ..

فسمعت اسم زوجي السابق من ضمن لستة الوفيات ..

كانت صديقتي الوحيدة التي تعلم بجميع أسراري ولم

يعد لها وجود الآن "

" يؤسفني سماع ذلك .. ومـاذا فعلت حينها ؟"

"مـاذا فعلت ؟! "

نظرت ماري للعم بحزن وواصلت حديثها بمراره:

" لم يكن بيدي مـا أستطيع فعله .. شعرت بالعجز

والحـزن وظللت أيام أرفض الـأكل والشرب المنتظم

حتى زاد قلق والد جين .. فطلب مني الاهتمام

بنفـسي أكثر .. لأن الحياة مستمرة ولا بد لي من الاستمرار "

" أكـان زوجك على علم بوجود رجـلاً آخر بحياتك مُسبقاً ؟"

"أجـل .. لقد أخبرته بكل شيء عني ..

ولكنه لم يتخلى عني يومـاً بالرغم من

معرفته أنني لم أحب في حيـاتي سوى رجلـاً واحداً

وهو رينو والـد ليث "

" لمـاذا تركته إذن ؟"


"كـانت لحظة انهيـار وضعـف .. رينو لم يكن

رجـلاً عاديــاً "

" مـاذا تعنين ؟"


" لقد كـان رجل عصـابات محترف وخطير

قبل أن يصبح رجلـاً محترم ومـسالم"

" وكيف التقيتما ببعض ؟!"

" الصدف تصنع العجــائب ! مـا زلت أتذكر

ذلك اليوم ، أول لقـاء لي معه حيث كنت أعمل نـادلة بمطعم

بينما كـان هو وصديقـاً له زبونـان دائمان للمطعم،

إلا أنني مررت بظروفٍ سيئة فلم أكن أداوم في الوقت

الذي أصبحا فيه زبونان للمطعم ..

حتى عدت في يومٍ ما للمداومة في العمل فطُلب مني

أن أُلبيّ طلبهما ، كـان انطباعي الأول عنه أنه رجلٌ

لا يطاق وغير محترم، كلما التقت عيناي بعيناه نظر

للاتجاه المعاكس .. وعندما أقبل على مكانٍ بالقرب

منه كـان يبعد مـئات الأمتار عني وكأنني شيء كريه !

وهكذا أصبحت أكرهه وأحتقره"

"هه ! أمر غريب أن تتحول الكراهية لمحبه،


و الانطباع الآخر "

"على النقيض تماما"

"أكـاد لا أفهمك يــا سيده ؟! "

" لقد بدأت أحترمه وزاد تقديري له ذات يوم عندمـا

أنقذني من رجـالٍ هاويين للتسلية ..

وقتها خرجت في ساعةٍ متأخرة من عملي وكانت الطرقات

هادئة وكأنما هُجرت .. كنت في طريقي للمنزل عندما

أقبلت نحوي مجموعه من الرجال ..

لولاه لضـاع شرفي حقــاً "

نظرت ماري إلى رِسغها بشرود .. ثم تذكرت

عملها وأن الوقت يمضي فسارعت تعتذر ..

" أوه .. لقد تأخرت ، آسفه علي الذهاب لعملي ليت


باستطاعتي أن أطيل البقـاء"

"لماذا تعتذرين ؟ أنا من عرقلتكِ عن عملك

بأسئلتي .. أعتذر منكِ"

"ولكنني من قدم بالزيـارة .. على العموم كـانت

فرصةٍ سعيدة ، إنني أشكرك على تساؤلاتك فقد

جعلتني أرتـاح قليلاً"

مدت يدها تصافحه بحراره :

"ذلك من دواعي سروري .. أنـا متواجدٌ هنـا دومـاً

عليك بزيــارةٍ أخرى لقد جعلتني متشوقاً "

"سأعود إذن لإكمال ما بدأته .. وداعــاً"





رد مع اقتباس
  #67  
قديم 11-09-2017, 03:53 PM
 



الفصل التاسع عشر : أملي الأخير !

توجهت ماري لعملها وشكرت حظها لخروجها المبكر ووصولها في الوقت
المناسب .. وعندما حل المساء وانتهت من دوامها قصدت منزلها وفي
طريقها لهناك شاهدت جين خارجة من متجر للملابس التنكرية ثم رأتها
تسير باتجاه المنزل فتبعتها ماري أيضاً ، إلا أنها تعمدت التأخر لبضع
دقائق بالخارج قبل أن تدخل إليه ..
"أمي .. مرحباً أتيت باكراً اليوم"
"دائماً ما أحضر في المساء"


ثم نظرت لوجه ابنتها متفحصة مطالبة بتفسير :


" أمي .. ماذا هناك، لماذا تنظرين إلي هكذا ؟"
"أنتظر إدانتك!"
" عن إي إدانة تتحدثين ؟! "
"ماذا كنت تفعلين بمتجر للملابس التنكرية ؟"


صمتت جين قليلاً ثم أجابت بثقه :


" كنت أحاول الشراء"
" لمــا ؟"
" لأجل الحفل التنكري المدرسي "
" و لماذا لم تخبريني به ؟"
" كنت أنتظر اللحظة المناسبة .. هل كنت تراقبينني ؟"
"كـلا ، رأيتك صدفه ؟"
" يال الصدف.. "


أكملت ماري البقية:


"تصنع العجــائب ! "
نظرت جين للمائدة ثم تذكرت شيئاَ آمله في تغيير مسار الحديث
" بالمناسبة لم أعد أرى ذلك العنوان ؟"
"عنوان ؟ أوه .. ألم أخبرك بأنني قد أمزقه ؟"
" هه ! ولكنكِ لم تفعلي"
"ما الذي يجعلك واثقه ؟"
"مجرد حدس أنثوي"
"حسناً ربحتِ .. لقد تأكدت من العنوان"
"ومـاذا أيضا ؟"
"جلست مع رجلٍ مسن وأكد لي أن العنوان لليث بالفعـل"
" ومـاذا بعد ؟"
" لا شيء آخر .. ما الذي ترغبين بحدوثه غير ذلك ؟"
" أن تتوطد العلاقات"
"وهل يحدث ذلك من مقابلةٍ واحده ؟! "
" لا .. ولكنني كنت آمل ذلك"
" لمـاذا ؟"
"هكذا فقط ! "


نظرت ماري لتعابير ابنتها قبل أن تطرح سؤالها التالي :


"هل تحبين ليث .. جين ؟"
أحنت جين رأسها قليلاً ثم عبثت بلياقة قميصها المدرسي


فاستطردت ماري :

"لن ألومك على مشاعرك فهي طبيعية ولدى كل أنثى"
"إنها ليست كما تفكرين .. إنها أقرب ما يكون لمشاعر المودة "
" يسعدني سمـاع ذلك.. يفترض ألا تتعدى ذلك ! "
بعدها انصرفت ماري تاركة جين في حيرتها تردد عبارة والدتها الأخيرة ..
شعرت بأنها تخفي سراً غامضا تعمدت أمها إخفاءه ، ولكن ما هو ؟ ..
في اليوم التالي بعد انتهاء دوامها المدرسي ذهبت لزيارة العم ماركو مجدداً
"مرحبا أيها العم .. آمل ألا أزعجك بتطفلي"
"كـلا عزيزتي تفضلي .. أشعر بالوحدة هذه الأيام"
" ألا يزورك ليث ؟"
"بلى .. ولكنه أصبح مشغولٌ جداً"
" همم ! هل زارتك أمي البارحة ؟"
" أجل .. كان لقاءاً طيباً"
"وهل تحدثتما كثيراً ؟"
"ليس تماماً"
"عن ... ليث ؟"


سكت العم مفكراً في اجابةٍ مناسبه فأردفت :



"لا تقلق لن أضعك بموقف حرج .. أعلم بأن أمي أجبرتك على أن تبقي الأمور
سراً عني"


نظر العم نظرة حزن لجين فواصلت حديثها :


"عمي لا بأس ، لا أريدك أن تشعر بالذنب لأجلي .. إنني معتادة على هذه
الأمور لذلك أنا عازمة على معرفة ما تخفيه بنفسي دون مساعدة
من أحد "
" أتمنى لك التوفيق إذن "
"حسنا أنا ذاهبة الآن .. أراك عما قريب"
كانت تعلم أن العم لن يساعدها كثيراً بشأن ما ترجوه ..
لأنه حتماً بوضعٍ صعب خاصةٍ بعد زيارة والدتها له فبات لديها أمل
واحد لا غير .. تنكرت واستبدلت ردائها المدرسي بزي العصابات ثم سارت
نحو الملجـأ .. شعرت بالسعادة لوجود ليث هذه المرة ..
وعندما لاحظها أقبل بدوره عليها
"لقد أتيتِ .. آه ألا تنسين البته ؟"


لم تجب عليه بينما ظلت تنظر إليه في صمــت :



"مـاذا ؟ تبدين هادئـة .. وكئيبة على غير العادة ؟! "
"سعيدة لأنك تلاحظ بالمناسبة ماذا فعلت بشأن مهمتي؟"
" بذلت جهدي إلا أنني لا أفهم سبب طلبك.. فهي سيدةٍ عاديه تخرج
للعمل وعندما تنتهي تعود للمنزل .. ببساطة لم أر دافعاً لمراقبتها
عن قرب ؟"


أجابت جين بصوتٍ بائس و مخنوق :


"كـارلوس .. لم يعد باستطاعتي الاستمرار أكثر من ذلك! "
"مــاذا تعنين ؟! "
"أرجو أن ترافقني دون اعتراض أو طرحاً لأسئلة "
ثم سحبته من يده وسارت به إلى مكـانٍ منعزل وفجأة تركت



يده وأدارت ظهرها له :


"ما الأمر .. لماذا أحضرتني لهنـا ؟! "
" لأنني تعبت"
" ممْ ؟"
"من محاولتي لمعرفة الحقيقة .. الحقيقة يا لــيث ! "


تفاجأ ليث لأنها تعرف هويته الأصلية فاستفسر :


"من أنتِ ؟"


لم تجبه جين على سؤاله فواصل حديثه :


"حسنا لا يهم .. ما الحقيقة التي تتحدثين عنها ؟"
" الحقيقة التي تخفيانها أنت وماري جيسون عني"
"أنـا وماري جيسون ؟! "
ردد العبارة الأخيرة باندهاش واضح .. وما لبث أن فهم ما ترمي إليـه ..
"هل يعقل أنكِ .. جين ؟"
"نعم أنـا هي .. ولكنك لم تجب على سؤالي بعد ؟"
"لست أنـا من يفترض بك سؤاله "
"و لكنك أملي الأخيــر .. أرجوك ! "
ثم نظرت إليه بحزم وعينيها مغرورقتان بالدموع وهي تحاول كبحهما عن
السيلان .. شعر ليث بضيق وتوترٍ حاد إذ لم يسبق أن رآهـا بذلك الكـم من
البؤس وعلم أنه مُلام على ذلك، فما ذنبها لتعاني ، ألـأنها أخته أم ابنة
ماري جيسون ؟
وعلمت جين بدورها أنها وضعته في موقفٍ لا يحسد عليه ..


فتقدمت نحوه


"ليث .. لم أقصد إزعاجك .. على كل أريد أن أطلب منك شيئاً .. أن تعتني بأمي ..
قد تبدو غامضةٍ إلـى حدٍ لا يطاق .. وصارمة في حين إلا أنها حنونة
وعطوفة جداً من الداخل .. فليتك تراها كما أراها أنا وليتك تعلم كم تكترث
لأمرك وتتعمد إخفاء ذلك عني بالتحديد .. لا أعلم ما صلتكما ببعض ولكن
يمكنني الشعور بوجد رابطةٍ قوية بينكما ..كما أريدك أن تعلم أنك لست
وحيداً ولن تكون .. لأنني سأقف أساندك دومـاً ولو عن بعد .. كـأخت ..
لأنني أهتم لأمرك"






رد مع اقتباس
  #68  
قديم 11-09-2017, 04:23 PM
 


الفصل العشرين : حقائق تتكشّف


عادت جين للمنزل وفوراً صعدت إلـى غرفتها .. حتى لم تلقي التحية كعادتها ،
الأمر الذي زاد من قلق أمها فتبعتها ..إلا أن جين أغلقت الباب على
نفسها طلباً للعزلة ..
"جين .. دعيني أدخل ما بـك ؟"
"أنـا بخير أريد أن أنـام فقط"
" ولماذا أوصدت الباب إذن .. أنتِ تكذبين ! "
"كـلا"
"بلـى ! "
"أمي أرجوك .. دعيني وحدي أحتاج للراحة"
احتارت ماري في أمرها ولكن سرعان ما لبت طلبها مستسلمة .. بينما
استلقت جين في فراشها واضعة وسادتها بين ذراعيها ورأسها في
جوفها .. وأجهشت بالبكـاء لساعات إلى أن تحول الحال إلـى فواقٍ و انتحاب ..
كما نامت نوماً متقطعاً .. أصبحت ملامحها مرعبة في اليوم التالي عندما
كانت تستعد للذهاب إلـى المدرسة فلم تتمكن والدتها


من تجاوز الأمر :

" مـا الذي حل بكِ يا جيــن ؟! ، عيناكِ متورمتان وحمراوان كالغربـان ، وشعرك
كما لو أصـابكِ تيـار كهربائي ! "


أجابت جين ببرود :


"تصفين جيداً .. لماذا لم تصبحي شاعره ؟ ..

حسنا أفسحي لي المجال أرجوك
يجب ألا أتــأخر"
"قطعـاً! "
"ولكن أمي.. "
"لن تذهبي اليوم بحالتكِ هذه إلا على جثتي ! "
"غريب .. في العادة الأمهات يشجعن أبنائهم على الذهاب

أما أنتِ فالعكس"
"وضعكِ مختلف الآن، بالمناسبة أمـا زلتِ ترفضين التحدث ؟"
"إنه أمر سخيف ! "
"لا أعتقد بأنه كذلك الذي جعلكِ بائسة إلى حد الموت"
" أمي أنـا فقط متعبة لا غير"
"إذن اصعدي و استريحي في غرفتك ..

لا أزال بإجـازتي و لا أنوي مفارقة
المنزل لحظةٍ واحده ! "
"حسنـاً لكي ما شئتِ"
بقيت جين بغرفتها ما يقارب ساعتين وهي تحدق عبر نافذتها ثم للغرفة ،
وكأنها لم تعد تطيق البقاء بها أكثر .. حتى سمعت صوت رنين الهاتف
في الأسفل .. فزحفت حتى الدرج تسترق السمع وتوصلت إلـى أن والدتها
ستضطر للخروج لأمرٍ طارئ بخصوص عملها لبعض الوقت .. انتظرت رحيلها
وبعدها خرجت هي الأخرى حتى لم تبدل ثيابها إنما توجهت للمدرسة
وفكرت لاحقاً أن تزور العم و تبوح له بهمومها ..


في مكانٍ آخر حيث الملجـأ :

جعل كارلا يقرع غرفته ذاهباً و إياباً حتى ثار غضب ويـل
"هـلّا توقفت عن فعل ذلك! "
" آسف .. إنها عادتي في ترتيب الأفكار"
"لما لا تدع كارلوس في سبيله وبذلك تستريح"
" لا أستطيع .. أنـا مولعٌ بالغموض و الأسرار والمفاجآت .. و كارلوس كتلة
متحركة مليئة بهم"
"في ذلك أصبت"
" إذن ؟"
"مـاذا ؟! "
"ألن تخبرني بآخـر التطورات ؟"
"لا جديد أضيفه على ما أخبرتك به سلفاً"
" حقــاً ؟"
"سوى أن تلك الفتاة ذهبت لذلك العم مجدداً"
"ومـاذا غير ذلك ؟"
"دار بينها وبين كارلوس حديثاً مؤثراً إلا أنني لم أتمكن من استراق السمع
لمعرفة محتواه"
" اللعنــة ! لـــــما ؟"
"لأنني كنت بعيداً ولو اقتربت أكثر لكشف أمري ..

إلى جانب أنك طلبت مني المراقبة لا استراقاً للسمع"
" تبــاً تنفذ الأوامر كجندي ! ..إذن ما الذي جعلك تعتقد

أن الحديث بينهما كان مؤثراً ؟"
"لم يسبق لي أن رأيت كارلوس عاطفياً من قبل"
" أقلت عاطفي ؟! "
"نعم .. لم أكن لأصدق ذلك أيضاً لو لم أراه بعينيّ"


صمت كارلا يفكر برهة ثم قال:


"ويل لقد حان الوقت لمقابلته"
"منْ ؟"
" ستتعرف عليه بنفسك"


في مكان آخر حيث ماري:


بعدما أنجزت ماري عملها وكانت في طريقها للمنزل رأت محل النحّات في
وجهتها فتذكرت وعدها له فقررت زيارته..
"مرحباً .. هل بإمكاني الدخول ؟"
" أجل بالتأكيد .. أهلا بكِ من جديد"
"كنت في طريقي للمنزل وتذكرت وعدي لك .. فقررت إلقاء التحية"
"سعيداً بقرارك .. ولكن آمل ألا أكون شاغلاً"
"كـلا أبداً .. بل أنـا متفرغة لليوم وفي عطلة"
"هنالك شيء أريد إعلامكِ به"
"تفضل .. ما هو ؟"
" هل أخبرتك ابنتكِ أنـها زارتني البارحة ؟"
"لا .. هل حقاً كانت هنـا ؟"
" أجل "
"ولمـا ؟"
"أظنكِ تعرفين السبب ؟"


ترددت ماري في الاجابة ثم سألت بقلق :


"هل أخبرتها ؟"
" كلا"
" أنـا آسفة لأنني جعلتك تتورط معي بالأمر ..

كنت بحاجة لأبوح لأحدهم ..
إلا أنني ما زلت غير مستعدة للبوح لها "
"لا بأس كنت سعيداً بمساعدتكِ يمكنكِ أن تعتمدي علي ..

ولكن لابد لكِ من أخبارها قبل فوات الأوان"
"أجل سأفعل ذلك في القريب العاجل ، شكرا لتفهمك

للوضع .. أمم والآن
أأكمـل ما بدأناه ؟"
"أجل من فضلك .. إنني متحمس للبقيه"
"ولكن لا أذكر أين توقفت بالتحديد.. "
"أمم، ربما عندما أخبرتني أن والد ليث أنقذكِ صحيح ؟"
" آه صحيح .. في ذلك اليوم تغيرت نظرتي كلياً واكتشفت كم كنت ظالمة
بحقه .. ولكنني تعجبت من وجوده آنذاك فسألته مـا إن كان الأمر صدفه"
"و مـاذا كانت إجابته ؟"
"في البدء تردد بالإجابة .. ثم بعدها أخبرني أنه كان يراقبني .. وعندما سألته
عن السبب أحمر وجهه ثم تمتم شيئا لم أفهمه وبعدها رحل"
"وترككِ وحدك ؟! "
ضحكت ماري وكذلك العم بدوره .. وبدا له أنها أصبحت أكثر حيوية عمْ كانت
عليه فأكمل يحثها على الاستمرار
" حسناً و ما حدث بعد ذلك ؟"
" بعد ذلك اليوم بدأ عقلي يفكر به وكيف أنه بدا من الخارج على النقيض
تماماً عمْ بداخله ومع مرور الأيام بدأت أنجذب إليه إلى أن أتى ذلك اليوم
الذي صارحني فيه بحقيقة مشاعره كما عرض علي الزواج"
" وبـالطبع وافقتي"
" نعم .. إلا أنه طلب مني التريث قليلاً ريثما يصلح

من نفسه ويصبح سيداً محترم ولكن .. "
" ماذا ؟"
" بعد ذلك اليوم اختفى لمدة ثلاث أسابيع حتى أنه لم يأتي لمكان
عملي ، ظننت وقتها أنه نسي بأمري أو أصابه مكروه، وبعد انقضاء شهر
بدأ يأتي للمكان كزبون لا أكثر وأغضبني أنه لم يقدم شرحاً على غيابه
الطويل، فكرت ربما كان نادمـاً على ذلك العرض ؟ ، إلا أنني لاحظت أنه
أصبح وحيداً .. الرفيق الذي كان لا يفارقه لحظة كفّ عن المجيء بينما
هو فحسب .. فسألت نفسي .. ما الذي حدث بينهما ؟ "


رد مع اقتباس
  #69  
قديم 01-05-2018, 11:13 PM
 


الفصل الحادي والعشرين : قد يكون القاتل !


"وهل اكتشفتِ شيئاً ؟"
"بالطبع ، بالرغم من أنني لم أكن مُتأكدة منه .. لذلك

عزمت على مواجهة رينو لتفسيرٍ واضح ..
ولكن قبل محاولتي لمقابلته زارنا صديقهُ .. ذات مساءٍ

بمفرده ، تساءلت عن سبب غيابه وقدومه فجأة دون مرافقه
المعتاد ..فذهبت إحدى رفيقتاي بالعمل لتلبية طلبه ،
وعندما انتهينا أخيراً وكنت
في طريقي للمنزل رأيته ينتظرني بالخارج "
" وماذا حدث حينها ؟"
" ماذا يمكن أن يكون ؟ غير أنه توعدني بالنذير المشؤوم

متهماً إيـاي بالمرأة البغيضة ! التي عملها أن تفرّق بين
أصدقاء الطفولة ..
كما هددني بالقتل في حال اقتربت من صديقه و أن

أبحث عن مكانٍ آخر في أقرب وقت ، وبعدها وكأنه
لم يعد يطيق النظر في وجهي أكثر .. فرحل"
"ذلك شيء فظيع ! وماذا فعلتي ؟"
"طلبت إجازة لمدة يوم ، وأقبلت أفكر بقرار جيد ،

شعرت بالذنب لأنني كنت
سبباً في فراقهما .. ثم فكرت أنني لا أستطيع ترك العمل

لحاجتي الماسة إليه ولكن بإمكاني تجاهل رينو تماماً
لمصلحتهما "
"وهل هددكِ صديقه مجدداً بعد ذلك اليوم ؟"
"كلا ولكن الأمور تأزمت وتعقدت كثيراً بعد ذلك ،

كنت أجد والد ليث دائم الحضور مساء كل يوم في
عملي ، حتى بات أمر تجاهلي له
صعب ، فغيرت مواعيد مناوباتي لوقتٍ أكثر تأخُراً

وفشلت محاولتي عندما انتظرني ذات يوم بالخارج بعد
منتصف الليل ، حينها نظرت لوجهه بصمت
بدا شاحباً وحزيناً وتلك الهالات السوداء تحيط بعيناه

العسليتان التي فقدت ذلك البريق سر جاذبيتهما ..
تساءلت بأسى أهو على هذه الحال
بسببي أم صديقه أم لحيرته من كيفية جمعهِ لنا سوياً ؟

وقتها لم أتحمل تعذيبه أكثر فأخبرته بكل شيء ..
غدا غاضباً في آن و متفهماً في حين
بينما حزيناً في الغالبية "
" وهل توصلتما إلى حل ؟"
"نعم .. طلبت منه أن يعود لحياته ويتخلى عني وأنني

لن أنساه .. إلا أنه رفض ذلك وعزم على الزواج لأنه
بـات جاهزاً ، و أمل في أن يتفهم صديقه سبب تعلقه
بي في يومٍ مـا"
"جيد أنـا سعيد لقراره الحكيم "
"لم يكن قراراً حكيماً ، إنما في ذلك الوقت اعتقدنا

نحن ذلك ..حيث شعرت بالسعادة في الأشهر الأولى
بالرغم من محاولات صديقه للإفساد علينا ..
خاصةً وأن رينو لم يعد برجل عصابات بل رجلٍ له

مكانته وسمعته ، مع مرور الوقت لم أعد أطيق الحال من
تهديدات صديقه المستمرة لنا ،
إلى أن غدوت حاملاً بليث .. وكم كنت قلقة عليه ،

جاهد والده بدوره ليجعل الأمور تسير على ما يرام ..
حتى أتى ذلك اليوم الذي كنت فيه
قد اتخذت قراري .. وقتها كان ليث بالرابعة من

عمره .. أتذكر أنني ذات
مساء سرت حتى غرفته ثم طبعت قبلة على جبينه

وكدت أرحل إلا أنه شعر بي فـمنعني من الرحيل ،
جلست بجانبه وقرأت له بعض القصص
حتى غطّ في سباتٍ عميق ، خرجت بعدها من غرفته وفي

طريقي ألقيت نظرة عابرة على غرفة رينو وتمنيت
أن يسامحني ويفهم سبب
رحيلي المفاجئ "
" كان عليك شرح الأمر لوالد ليث قبل ذلك ؟"
" لو فعلت لمنعني من الرحيل فأنا أعرفه جيداً ،

أردت أن يكونا بأمـانٍ
مع بعضهما لأنني كنت أعلم برغبة صديقه .. أنه يكرهني

أنـا وليس هو"
"ولكن ألم تفكري أنك منحتي ليث فكرة سيئة عنك ؟"
"بلى ، إلا أنني شجعت نفسي أن خطوتي خيراً من

رؤيتهما يتعذبان لاحقاً
بسببي"
"ولكنكِ عذبتهما بالفعل ! أحدهما لقي حتفه أمـا الآخر

لا يزال معذباً"
" لم أكن أتوقع أن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس "
" غلطتكِ الوحيدة كانت أن نظرتي للأمور من

صوبٍ واحد .. على كلٍ من الجيد
أن كان موتاً طبيعياً لرينو"
"بل متعمّد"
" أتعنين مقتول ؟! "
" لست واثقة من الأمر .. ولكن حسب ما ذكرته

لي صديقتي أنها سمعت من الشرطة أن موته كان
بفعل فاعل"
" ولكن لمـاذا ؟ ألديه أعداء ؟"
" لا ، باستثناء أتباع صديقه لأنهم رهن إشارته ولكنهم

جبناء لا يفعلون سوى ما يأمرهم به رئيسهم"
" أتشكين بأحدهم ؟"
"نعم"
" منْ ؟"
" كـــــــــارلا"
"كارلا ؟ ، ومنْ هو ؟"
" صديق طفولته ؟"
" أمر غريب ! ولماذا يفعل صديقه ذلك ؟"
"لأنه يكرهني ! "
"ولكن ألا يحب صديقه ؟! "
" بلى ، بعض الأصدقاء يعتقدون أن في قتل منْ يحبون

قد يسببون ضرراً أخف لأنفسهم "
"لم أفهمك .. هل كان رينو يضايقه ؟"
"في البداية لم يكن .. حتى تعْرّف ووقع في

حبي أصبح كـارلا يكرهني باعتباري قد سلبته
صديقه الوحيد "
"ولكن ما زال الأمر غريباً .. ما دام يكرهكِ لماذا لم يفكر

بقتلكِ أنتِ ؟! "
" فكر بذلك مراتٍ عدة .. إلا أن رينو كان عقبةٍ

في طريقه "
"فهمت .. ليصل إليك كان لابد له من إزالة العقبة

صحيح ؟"
"أجل .. ولكن "
"مـاذا ؟"
"لقد هجرت ليث ووالده لأنني كنت خائفةٍ عليهما

ولابد أنه قد علم بطريقةٍ مـا بهجري لهما .. وما دمت
أنـا دافعهِ للقتل .. لا أفهم لماذا إذن
قتل رينو بدلاً عنــــــــي ؟! "
" ذلك ما يحيرني أيضاً .. لعله فعل ذلك ليعذبك "
" مستحيل ! إن فعل ذلك فهو مختلٌ عقلياً .. أيقتـل صديق

طفولته ليعذبني ؟! ، لست متأكدة من الأمر ربما كارلا
ذو صلةٍ بمقتل رينو إلا أنه ليس بالقاتل "
" وقد يكون القـاتل ! "
فكرت ماري بابنتها وأنها وحيدة بالمنزل .. فهْمّـت بالرحيل
" أيها العم .. لا تعلم بمدى راحتي لوجود منْ يستمع إلي

.. ها قد علمت بقصتي الآن ، وعلي العودة فجين وحدها
بالمنزل ولاشك أنها ستتساءل عن غيابي الطويل ..
فوداعاً أراك قريباً "
" وداعاً سيدتي .. سعدت بمساعدتك و زيارتك ،

أتمنى أن تحل مشاكلك ويعود ليث إليك في يوما ما ..
بالتوفيق"




رد مع اقتباس
  #70  
قديم 04-06-2018, 07:15 PM
 



الفصل الثاني والعشرين : مفاجأة !


في مكان آخر :

" كارلا إلى أين تقودني ؟"

" اهدأ يا ويل .. فالصور أبلغ من الكلام"

سارا إلى طريق مختصر يقود لذات المكان الذي أراده كارلا ..

ثم وقف فجأة ونظر لويل فاستفسر ويل :

" ماذا ؟ .. هل وصلنا ؟"

"أجل"

" وأين ذلك المكان والرجل الذي تقصده ؟! "

" إنه نصب عينيك مباشرةً "

"هذا المحل ؟! ..محلٍ لنحت الأخشاب ؟! "

فكر قليلا ثم تذكر شيئاً آخر مهم فأردف :

" أوليس هذا نفسه هو عنوان ليث الذي منحته لي سابقاً "

" بالضبط ! ذاكرتك قوية .. هيا سِر للداخل ! "

" لا لن أدخل ،لاشك أنها إحدى مُزْحك السخيفة! "

رد كارلا بصوتٍ حازم وجاد :

"وهل أبدو لك كذلك الآن .. هيا ؟"

"مهلاً.. ما الذي تريده من ناحت ؟"

"ويل ! لماذا تطرح الكثير من الأسئلة اليوم ؟

سِـر للداخل وستعرف كل شيء بنفسك! "

كان كارلا على النقيض منذ آخر مرة قدم فيها لماركو .. في مظهره الحقيقي

إلى جانب تلك الرفقة السيئة الملتفة حوله ورهن إشارته ، جعلت

العم يرتاب بشأنهم ، إلا أنه تصرف معهم كزبائن بلطف

"مرحبا هل أساعدكم بشيء ؟"

رد كارلا بحمــاس :

"بالطبع ماركو .. ستساعدنا كثيراً جداً"

جفل ماركو وقطب جبينه فعلم كارلا ما يدور في ذهنه فأردف :

" أنـا أعرفك ماركو ، ولكنك لا تعرفني"

" و كيف ذلك ؟ ، أنـا دائماً ما أتذكر زبائني "

" عجباً ! إلا أنك لا تذكرني .. هذا الوجه "

وأشار بيده لوجهه .. إلا أن العم لم يتمكن من التعرف إليه وألتزم

الصمت فاستمر في محاولاته :

"حسنا .. لقد خيبت ظني لا شك أن تنكري كان مميزاً ..

لينسيك هذاال وجه الجذاب"

" تنكــر ؟! "

" لقد مللت من اللهو! ، فلنوضح الأمور ماركو ، أنا ذلك الرجل

المحترم الذي قابلته منذ فترة قصيره ، إذ طلبت منك صنع تمثالٍ

صغير على شكل ذئب .. أتذكر؟ "

لم يتعرف العم عليه بالرغم من محاولاته ، إلا أنه حسب لكل مشكلةٍ

حلاً فأخرج ورقتهِ الأخيرة التي تميّزه

"لا بأس .. عل هذا التذكار يكون أكثر نفعاً مني "

فطلب من أحد رفاقه أن يسلمه التمثال ..

"ها هو ذا أمامك .. هل تذكرت الآن ؟"

بدت الدهشة على ماركو وهو يقول :

"لا أصدق ذلك ! أنت .. ولكن لماذا ؟! "

"بل صدق فكل شيء ممكن ، أمـا عن السبب، ببساطة من أجل معرفة
معلومة عن شخص ما ..تعرفه أنت معرفة قويـــه "

"ما زلت أسألك لماذا تفعل كل هذا ومنْ أنت ؟"

"أكره هذان السؤالان فلا تطرحهما! .. وأجب على أسئلتي

فحسب دون التساؤل، على كل حال ما علاقتك بالسيدة للتو ؟"

"مجرد زبونه"

" ولكنني لم أر إي تمثال منحوت لديها .. فهل كل زبائنك هكذا ؟"

"إلام تلْمّح سيــد .. "

"كــارلا "

" سيد كارلا"

انتبه ماركو أن الاسم مألوف ..وسرعان ما تذكره

"سؤالي واضح .. ما علاقتك بتلك السيدة ؟"

"ولماذا يشغلك أمرها ؟"

"ماركو إنك تختبر صبري! .. وله حدود كما تعلم"

"إن أجبت على سؤالي .. أجبتك "

" همم ! تعجبني شجاعتك .. فلنقل إذن أن لديّ ذكرى سيئة معها "

قاطعه العم مكملاً حديثه :

"بسبب صديقٍ عزيز"

حدق كارلا مطولاً بالعم قبل أن يجيب :

"شيئاً من هذا القبيل .. والآن أجبني على سؤالي ؟"

"إنها زبونة فحسب.. تعرفت عليها حديثاً وذلك كل ما في الأمر"

"ما علاقتها بليــث ؟"

" ليث ؟! "

"أجل لا تقل بأنك لا تعرفه .. لأنني حينها سأفرغ هذا

المسدس في مقدمة رأسك"

"هل تعتقد أنني أخاف الموت ؟"

" لا .. تبدوا شجاعاً ولكن ليث يهمك بالطبع صحيح؟ "

تدخل ويل بينهما كعقبه :

"كارلا ما الذي تفعله ؟ .. فلتخفـض سلاحك ودعهُ في سبيله"

" إنه المفتاح الأخير .. لن أفرّط فيه"

" لن أدعك تفعلها ! "

"حاول منعي إذن ؟ .. رفاق"

أحاط بويل رفاقه من كل صوب حتى غدا غير قادر على التصرف ..

فانهال عليهم بالضرب عشوائياً ففعلوا الشيء ذاته دفعةٍ واحدة ،

وأستمر الحال إلى أن خارقت قواه للنصف حيث سقط على الأرض

غير قادرٍ على الحركة ، نظر إليه كارلا ساخراً :

" أرأيت .. دائما ما تعصي أوامري في أوقات أكره فيها

المقاطعة .. فهل عدت إلى رشدك ؟"

أجابه ويل وهو يحاول الإفلات من رفاقه :

"ما زلت على قراري لن أسامحك إن قتلته! "

" لأنني قتلت أخاك الآخر من قبل ؟"

ثم وضع الطلقات بالسلاح وأصبح جاهز للإطلاق فصرخ ويل عاجزاً :

"كــــارلـا ... لا! "

حاول ويل التملص من رفاقه ولكن دون فائدة ، كانوا ست ينهالون

عليه بالضرب في آن واحد ،مما صعّب على ويل فرصةٍ للدفاع حتى عن

نفسه جيداً.. بينما صوب كارلا المسدس في وجه ماركو

"إنني أمنحك الفرصة الأخيرة .. أخبرني فقط ما علاقة ليث بتلك المرأة

وأجعلك حُراً طليقاً "

" كأنك ستفي بوعدك ، أعرف أمثالكم ، توعدون ثم تخلفون

وهل يؤتمن خائن قد قتل أعز صديقٍ له من قبل ؟"

بان طيف ابتسامة ساخرة على كارلا وهو يقول :

"أخبرتك بقصتي إذن ، رائع ، عبقريه!، دائما ما تجيد تلفيق التهم "

" لم تقل لي أنك قتلته ، فهي لا تتوقع أنك الفاعل رغم كل

شيء فعلته له ما "

"ولمـاذا تعتقد أنت ذلك ؟"

"لأنك رجلٌ حقود وغيور وأنـاني، أردت أن تكون الوحيد له

في حياته فقتله عندما انشغل عنـك بحياته الخاصة "

وضع كارلا مسدسه تحت ابطه ليصفق للعم مظهراً أعجابه له ،

ثم أعاده إلى يده مرةً أخرى :

"أحسنت .. أنت مثير للاهتمام فوحدك من أجاد وصفي وبدقه"

"وصفك ليس بصعب التخمين"

"سأقول لك وداعاً على ما يبدوا .. صديقي "

"سيبدأ العد التنازلي لموتك .. فور قتلي ! "

"هه! فليتمكن من لمسي منْ تقصده ذلك إن علم بخبرك "

وأطلق كارلا النار غير آبهاً باعتراضات ويل .. وسقط العم ماركو جثةٍ

هامدة على الأرض وتلك الابتسامة لا تفارق وجهه وكأنها تخبره بأنه

سيلاقي حتفه عن قريب ، إلا أنها لم تدهشه بقدر تلك الشهقة التي

خرجت رغماً عن صاحبها خلفه ، فأدار رأسه حباً للاستطلاع فكانت

المفاجأة بانتظاره




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:02 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011