06-27-2016, 08:19 AM
|
|
~`سـوهـاكـي .. سوهاكي .. ليتني أعود بالزمن للوراء حيث ذلك اليوم .. عنوان القصه : سوهاكي بالإنجليزي : Suhaki النوع : شريحة من الحياة ، مأساة ، رومانسي ، القليل من الخيال الشخصيات : سولا ، سوهاكي ، مولان ، بارفيو ، ري التصنيف : مناسبة لكل الأعمار . الاثنين 12\9\2014 (سوهاكي) كيف حالك ؟ .. أتساءل ما إن كنت بخير ، و أنك سعيد أم .. ، لابد أن تكون كذلك لأجلي ! حقاً أتمنى رؤية خيالك ولو بنظرةٍ عابرة في أحلامي .. علّك تضيء عالمي الكئيب بلمسات يدك الحنينة أتعلم بأن في قلبي فوهة سوداء يزداد توسعها كل يوم ، ألماً بذكراك وندماً لتهوري الأخرق ! أكنت تعلم بذلك ؟ .. أو أتعلم أيضاً بأنني مُسافرة للمدينة التي اختطفتك من بين ذراعاي بقسوة ! لا علم لدي حتى بامتلاكي الشجاعة الكافية لإعادتك .. ولكن سأحاول أن أكون قويه .. طرق خفيف على الباب نشلني وشتت تركيزي فأذنت لصاحبه بالدخول " سولا ، عزيزتي ألم تنتهي بعد ؟ .. يجب أن نسرع ، ستقلع الطائرة بعد ساعتين " " حسناً أمي ، سألحق بكم بعد قليل ، اسبقيني للسيارة " خرجت وأغلقت الباب خلفها فتابعت كتابتي في مفكرتي ما زلت أتذكر مقولتك التحذيرية .. السرعة والندم شقيقان ، فاحذري التعرض لهما ! مع ذلك تجاهلتها والنتيجة حالتي الآن .. حتى لو جف نهر مُقلتـاي .. هل سينفعني الندم ؟ ليتك هنا الآن بجانبي .. ليتك هنا ! ألا يمكنك أن تعود لأجلي .. سوهاكي ؟ عُد إلي أرجوك ! .. أغلقت مذكرتي واستجمعت شجاعتي ، سأواجه عدوتي رغماً عني فعلي أن أتحلى ببعض الإيمان والقوة بنفسي استغرقت رحلتي 12 ساعة للوصول لمطار لوس أنجلوس الدولي و قد استقبلني المساء الآن بالترحاب والسرور ، وكذلك فعلت جدتي ، تجمعت أكتال دموعٍ فرِحه وحزينة في آن عند باب بؤبؤتيها السوداوان ، ربما كنت قاسية قليلاً بعدم زيارتها وقد اعتدت البقاء معها هنا فيما مضى .. ولكن خمس سنوات ليس بالكثير .. أليس كذلك ؟ تعذرت بتعبي فأذنتهم للراحة وحالما وصلت لغرفتي رن هاتفي الخلوي وخرق سكون راحتي ، بحثت في جيبي اقتطع رناته المزعجة " مرحبا .. منْ .. " " سولا ! ، حبيبتي اهلا بكِ في الولايات المتحدة " " أنـا في لوس أنجلوس " " أو ليست لوس أنجلوس من ضمن الولايات المتحدة ؟ ، أم تحاولين إثارة أعصابي ؟! ، على كلٍ لدي الكثير لأخبرك به ولكن للأسف ليس باستطاعتي زيارتك اليوم " " كنتِ تزعجِنني كل يوم لآتي لهنا .. والآن تتهربين ؟ " " آسفه ، تعلمين الظروف لا ترحم ، أمم غداً سنذهب لمكانٍ جميل سأرسل لك العنوان بعد قليل لذا نامي مبكراً واياك أن تتعذري في الغد " "حسنـاً سأفعل ، والآن دعيني أرتاح " " لن تغيري طريقتك الفظه في الحديث ؟.. حسنا ، طابت ليلتك " " وليلتك .. غداً نلتقي " أغلقت سماعة الهاتف وبالكاد أقاوم التعب والإرهاق وماهي إلا بسويعات قليله حتى انتقلت للعالم الوردي الحالم لتيقظني يدان ذهبيتان ووجه أصفر مضيء في اليوم التالي مُخبره بحلول صباحٍ نشط ، قفزت من فراشي بكسل ثم نزلت الدرج لأسفل لألقي التحية على الجميع وأنـا بين الخيال والواقع حتى شعرت بحضنٍ ساحق كاد يهشم ضلوعي أعادني للوعي ، هتفت صاحبته بسعادة عارمة قائله : " سولا ! .. واخيراً أنتِ هنا " وقفت لبرهه أحاول أن التقط أنفاسي فور أن انتهت عملية السحق بنجاح ، هدرت غاضبه بوجه متهورة لن تتغير طباعها : " مولان ! أترغبين بقتلي ؟ ، ثم لماذا لم تخبريني بأنكِ ستأتين بدلاً من ارسالك للمعلومات الناقصة " "معلومات ناقصه ؟ .. آه تعنين العنوان ، آسفه اردت ازعاجكِ قليلاً .. تعالي فسنتأخر " " مهلاً انتظري .. اهدئي و دعيني ابدل ثيابي واهذب نفسي قليلا ، فيم استعجالكِ ؟" "ستعرفين هناك .. حسنا لا تتأخري " بعد ساعة وصلنا للمكان المنشود .. مطعم راقي عم أرجائه السكينة والهدوء وموسيقى كلاسيكيه أضافت سحراً للمكان ، اتخذنا ركناً منسياً وجلسنا فيه ، ثم تجاذبنا أطراف الاحاديث بينما يجهز طلبنا حتى لمحت شخصاً آخر غير متوقع يقترب أفزعني تواجده في الأنحاء ، حينها أدركت بخبث سبب التعجل الزائد للقابع أمامي ، صوبت نظرة ساخطه نحوه فقال مبرراً :" لم أكن أعني مفاجأتك ولكن لم تريا بعضكما منذ ثلاث سنوات صحيح ؟.. منذ أن رميت بعرضه للزواج بعرض الحائط ! " ما إن كنت أجيبها حتى أصبح واقفاً أمامي ، أو ربما قد وصل لمكاننا أخيرا فبلعت لساني ولزمت مقعدي ألقى تحيه سريعة لأخته ثم التفت ناحيتي و لمعان عينيه الخضراوان لم يخبو، قال بلهفه يستفسر عن أحوالي : " سولا .. كيف حالك ؟ مر وقت طويل لم أرك " " ثلاث سنوات ليست بالكثيرة ! " " آه فهمت .. ما لم يتخطى الغياب لعشر سنوات لن يكون طويلا بنظرك ! " منحته ابتسامه فاترة اخبره فيها بأنه لم يتغير .. ما زال لئيماً كما عهدته ! جلس في مقعده بجواري وغير مسار حديثه لأخته
:" هل طلبتم شيئاً ؟" " بالتأكيد .. أكان علينا انتظارك ؟ " ثم فجأة رن هاتف مولان ، تهلل وجهها فرحاً فتناولت السماعة وانصتت باهتمام وبعدها أغلقت الخط ونظرت لكلينا نظرة مريبة ، شعرت أنها تحمل معناً شقياً لم أتبين محتواه حتى قررت الإفصاح عنه بنبرة مترددة :" أمم ، آمل ألا تغضبا ولكن لدي أمر طارئ الآن لذا سأضطر لترككما بمفردكما حسناً .. اعتنينا بنفسكما لأجلي .. وداعاً " ولم تمنح كلينا فرصة للاعتراض فوراً اختفت عن الأنظار ، أطلقت شتائم متعددة في سري .. أتمزحين ؟؟ كيف انحدر الأمر لهذه النقطة ؟ .. رفعت عيناي رغماً عني أنظر للشخص الآخر .. بدا مسترخياً في كرسيه وملامحه هادئة مستكينه لا شائبه من شوائب الضيق تتجول بوجه وبطريقة ما لم انتبه لعبوسي التام الملحوظ حتى رأيت بريق أساريره ، قال يخاطبني :" لما كل هذا الانزعاج .. أكل هذا لأنني هنا ؟" فتحت فمي لأعترض فحضر النادل ومعه الطلبات فأردف قائلا :" لا عليكِ ، سنخرج في نزهة خفيفة بعد أن نتناول هذه الاطباق الشهية .. لربما قد تكرميني بابتسامتك " بعد أن أنهينا وجبتنا السريعة .. تجولنا في الطرقات نستمتع بهواء الطلق المريح للأعصاب وبطقسها البارد ، حاولت أن أكون سعيدة حتى لا أخيب توقعات ري شقيق مولان إلا أن بعض الأماكن والأزقة بدت مألوفة لدي بالرغم من خذلان ذاكرتي فعكْرت مزاجي حتى وقع بصري على أحدهم ، اقشعر سائر بدني لمنظره وأعاد فتح جروح كادت تلتئم ، وددت لو تنشق الأرض وتبتلعني في هذه اللحظة .. حاولت بيأس الهرب ولكن قدماي لم تنصت إلي كأن إرشادات عقلي لم تصلها بعد ، وقفت أحدق برعب في هوية القادم نحونا من ابتسامته اعلمني بتعرفه عليّ من النظرة الأولى ، والآن وقد بات شبراً واحد يفصلنا عن بعض ، هل لي بالفرار ؟ أوضح حنجرته وقال بعجرفة يخاطبني :" ماذا أرى هنا .. محبوبتي سولا " وقف يتأملني بوقاحه ثم أردف " لا أراك تشتكين من شيء بعكس ما أريتني أياه في ذلك اليوم ، وبرفقتك شاب جديد .. عجباً هل أغويته بوجهك البريء كما فعلتِ معي ! " لم يتحمل ري تماديه أكثر فأوسعه ضرباً مفتعلاً مشهداً درامياً و ما إن لاحظ رفاقه أن صديقهم تم التعدي عليه حتى تحركوا باتجاهنا للمساعدة عندها أخرجت بسرعه من حقيبتي فتيل عِطر واندفعت لناحية ري و دفعته للخلف ثم رششت رذاذ الفتيل في وجه مفتعل المشاكل ثم سحبت رفيقي من يده وهربنا . اختبأنا عن الأنظار في أحدى الأزقة حالما تهدأ الاوضاع قليلا وهنا كانت الفرصة لأحدهم ليطرح أسئلته المتوقعة :" سولا ما الذي يجري ؟ ، ما كان هؤلاء وكيف تعرفينهم ؟ " " ري ، إنه ليس الوقت المناسب الآن لأجيب عليك ! " " ولكن .. " " ري ارجوك ! .. أنـا متعبه بالفعل وأحاول السيطرة على أعصابي ، لذا أَجْل لي فضولك لوقتٍ آخر " بعد ساعات عُدت للمنزل بسيارة ري .. شكرته لتوصيلي ثم صعدت فوراً لغرفتي فتحت درج مكتبتي واخرج مفكرتي وبحثت عن قلمي استعد للكتابة .. إن لم أورغ ما بجوفي فسأجن حتما ً ! شرعت بالكتابة الأربعاء 14\9\2014 (قدر أم صدفة) أكان ما حدث اليوم صدفةً أم قدر ؟ .. أكانت تلك إشارة لأستعد لمواجهة المجهول ! ذلك اللعين المدعو بارفيو .. من أين ظهر لي ؟ كدت أفقد شبيه تصرفاتك اليوم يـا سوهاكي تماما كما فقدت في ذلك اليوم ! لو أنني فقدته هو الآخر ما كان باستطاعتي التحمّل .. فهو الوحيد من تمكن بنجاح مساعدتي على تخطي أزمتي التي لم يعرف بها يوماً وذلك السر الذي لا يعرفه أحد .. سوى أنا وأنت ومولان .. ما زلت غير قادره للبوح له بمشاعري أو حتى عن ذلك السر ! ولكن هناك حلاً واحد لمشكلتي الحالية .. سأعود لطوكيو لموطني لن أقبع بمدينة سرقتك مني ! لن أتجول في طرقات تواسيني لرحيلك! لن أكرر نفس الخطأ مرتين ! لن أفكر بأن أعيش حياة هنيئة وقد سُلِبت سعادتك بسببي ! قد دفعت ثمني وسأدفع ثمنك بالمقابل .. أغلقت مفركتي وتسلسلت خلف أغطيتي البيضاء أناشد نداء النوم وفي صباح اليوم التالي أعلمت جدتي وأمي وأبي برغبتي في العودة لطوكيو لأعمالٍ طارئه في عملي تتطلب حضوري تقبل والدايّ العذر على مضض بينما جدتي شعرت بالحزن في بادئ الأمر ولكنها سرعان ما وافقت في الأخير . وفي صباح الغد أقلعت طائرتي لموطني حيث ملاذي الآمن ، وفي المساء حضر ري لزيارة جدتي حيث تفاجأ بوجود الجميع ما عداي ، فسحب أخته لركنٍ هادئ وقال : " مولان .. أين سولا أنني لا أراها ؟" قالت مولان منزعجة :" قد سافرت اليوم صباحاً لطوكيو " " ماذا ؟! " التفتت رؤوس العائلة باتجاههم متعجبة لانفعاله فاردف يتعذر :" آه آسف كنت أحادث مولان فانفعلت قليلا " ثم تابع حديثه مع أخته بصوتٍ أخفض " مولا أشرحي لي ، كيف قد سافرت اليوم ولم تخبريني ؟" " من الواضح أنني لم أكن أعلم بذلك ! .. حتى أنا لم تخبرني .. لا أعلم لما عادت بهذه السرعة" " ربما بسبب ما حدث " قال ري كلامه بشرود فانتبهت مولان لقوله :" ماذا تعني بعبارة ، ربما بسبب ما حدث " " لم تخبركِ إذن " " تخبرني بماذا ؟ .. أسرع وتحدث " قص ري كل قصته وتلك الاحداث التي شاهدها في يومهم ذاك ، وبعد أن أنهى حديثه قررت مولان أن تطرح سؤالا اختباري : " أما زلت مهتماً بسولا بعد كل ما رأيته ؟ " " لا أعتقد أن مشاعر تعمّقت منذ الطفولة ستتغير الآن .. ينقصني حل لغز لم تفصح عنه بعد " " آه أعتقد بأنه قد حان الوقت لكشف السر " " أي سر " " سر سولا وسوهاكي " " سوهاكي؟! .. أكان يُخفي سوهاكي شيئاً قبل وفاته ؟ " " لا ، ولكن سولا ، وقد ساعدتها في ذلك ، قبل خمس سنوات قد أتت للوس أنجلوس بغرض الدراسة الجامعية ولأن والديها كانا قلقين بشأنها قررا ارسال سوهاكي أخيها التوأم برفقتها ليدرسا معاً " " أعلم بكل ذلك ؟ أين السر هنا " " لم أنتهي بعد تحلى بالصبر ، في يومٍ ما اصطحبت سولا برفقتي لحفلة عند أصدقائي وهناك تعرّفت بشاب أعتقد بأنها أعجبته فبدأ يتقرب منها وكانت ترفضه بالرغم من اعجابها به حتى أتى ذلك اليوم الذي دبر فيه حفله في منزله وعزم جميع معارفه بما فيهم سولا وأنـا ، وقتها اتصلت بي سولا فتعذرت بعدم قدرتي للذهاب بسبب رفيقتي في السكن كانت مريضه وأما اخيها فكان لديه بعض المشاغل في الجامعة فلم يذهب فذهبت وحدها وتفاجأت هناك بمعرفتها بأنها الوحيدة في منزله بجانب أصدقائه الشُبان وبطبيعة الحال لم تتمكن من الهرب .. هناك قد اختبرت تجارب الرعب ، فقدت وعيها وتم ضربها وكبْلت يديها حتى تأذى معصميها ، اتصل بي أخيها عندما لم تجب على هاتفها يستفسر عنها فمنحته العنوان ولم أكن أعلم بما حدث وعندما ذهب لهناك شاهد المنظر ، تمكن من انقاذها قبل فوات الأوان ولكن بمفرده كان الأمر خطيراً أطلق أحدهم النار عليه مصيباً بثلاث طلقات رئته ومعدته وقدمه اليسرى ، فتهاوى على الأرض يتلوى من الألم ثم لاذوا بالهرب بعيداً اتصلت بسيارة الإسعاف ثم بي لتخبرني بالأحداث وعندما وصلت إليها في المستشفى كانت في حالة هستيرية ولو لم اكن بجانبها لربما لارتكبت حماقه ولحقت بأخيها ، لذا تصرفت وحدي واتصلت بعائلتها واخبرتهم بأنه كان حادث شغب دون أن أخبرهم بالقصة الحقيقية " وضع ري يديه على رأسه مُتأثراً ": أكاد لا أصدق أنكِ قد أخفيت كل هذا عني ؟" " آسفه ري كنت قد وعدتها بأنني لن أخبر أحدا " " ولكنك فعلتِ الآن " " ذلك لأنني أخبرتها حينها بأنه يوما ما أحدنا سيكشف السر لشخصٍ موثوق للضرورة .. وما كنت لأخبرك الآن لولا اعتقادي بأنه قد حان الأوان " " الآن قد اكتملت لدي الصورة وبت أعرف سبب رفضها لي .. سأرتب أموري هنا بينما أنتِ تلطفين
الأجواء هناك " " عفوا .. ماذا أفعل ؟ " " أحتاج مساعدتك فهي عنيدة وحتما سترفضني للمرة الثانية ! لذا أرغب بحديث سويٍ هادئ للتفاهم قبل أن أقدم عرضي " " أتساءل ما إن كانت ستوافق " " سَتَمْنحني الضوء الأخضر هذه المرة ! .. لأنني سأدعها تقبل بي ! " " قد لا تفعل ، فبعد كل شيء .. سوهاكي هو عالمها الوحيد ! " |
|