حماس *^*
فقط لتصحيح جملة" فقالت: أنا آتية أيها القدر فانتظرني" تذكير: ولما أوشكت على قطع الطريق حتى سمعت مكابح سيارة وعجلات تحتك على الأرض فجأة صرخت {ليلى} قائلة: {بيرلااااااا.....
توقفت سيارة مرسيدس سوداء عند قدميها لا تبعد عنها سوى بضع سنتمترات فالتفتت بهدوء وقالت: أنا آسفة لم أرك، وأكملت سيرها، فتعجب السائق أنها لم تحرك ساكنا بينما هو يداه ترتجفان على المقود فتكلم الشخص الذي بجانبه: هيا تحرك سنتأخر {سام} ألا ترى أنها بخير؟ فانطلقت السيارة من جديد لتختفي عن الأنظار. ودخلت {بيرلا} لذلك المطعم الصغير البسيط بهدوء، فتحت فمها لتطلب فجأة فتح الباب بسرعة ويد رقيقة أمسكت ذراعها بقوة، التفتت لذلك الشخص القلق الذي لم يكن سوى {ليلى} وقطرات عرق تنزل على جبينها فقالت بعصبية: هل جننت؟ كدت تقـتلين بسبب تهورك وشرودك الدائم، فأجابت ببرودة أعصاب: لا تقلقي ليلى أنا بخير، فصدمت {ليلى} حتى أنها كادت أن تقع على الأرض وقالت في نفسها: [أي أعصاب تمتلكها هذه الفتاة؟ لو كنت مكانها لأصبت بنوبة قلبية] ثم تنفست الصعداء وقالت: أرجوك {بيرلا}احذري لا تفعلي ذلك مجددا. وسحبت الكرسي وجلست بجانب الطاولة لتجلس {بيرلا} أيضا ثم طلبتا شطائر وعصير تناولتا الطعام وعادتا للمنزل بسرعة. في المنزل دخلت السيدة {ماريا} لغرفة {ليلى} وقالت: يا بنات هل كل شيء جاهز؟ إن {ميريل} في الطريق وهو يكره التأخر، فقالت {ليلى} التي تجلس على الكرسي بجانب السرير: لا داعي للقلق أمي إن {بيرلا} هي أكثر شخص يحترم مواعيده لا أذكر أنها تأخرت يوما عن المحاضرات في الجامعة، فنظرت لها {بيرلا} التي كانت تحزم حقيبتها على السرير وابتسمت ثم أكملت عملها. وما هي إلا لحظات حتى أتى السيد{ميريل} فنزلوا ورحبوا به وصعد هو لغرفته أما هم توجهوا للمطبخ لتحضير الغداء وبعد دقائق أعدوا طاولة الغداء التي على شكل مستطيل تتكون من ستة كراسي تتوسط غرفة الطعام التي بجانب المطبخ، جلت {بيرلا} و{ليلى} بجانب بعض وتقابلهما {ماريا} كانوا يدردشون حتى سمعوا خطوات السيد {ميريل} أتية فوقفت {بيرلا} احتراما له، فقال بعد أن ابتسم: اجلسي يا ابنتي، وجلس هو الاخر وأكمل: لا تمارسي الرسمية معي في البيت لأن ذلك مربك لم أعتد على ذلك إلا في العمل، حل الصمت على المائدة فقاطعته {بيرلا}قائلة : سيدي هل المكان بعيد عن هنا لأنك قلت سنذهب بعد الغداء مباشرة؟
فأجاب : أجل يا ابنتي إذا انطلقنا الآن سنصل غدا صباحا
فدهشت من ما قال ولكنها التزمت الصمت وعادت للأكل وبعدها بنصف ساعة كانوا أمام مرآب السيارة كل من السيدة {ماريا} و {ليلى} يودعان {بيرلا} و السيد {ميريل} بعناق وابتسام. وهكذا انطلقت بطلتنا اتجاه قدرها الذي لا تعلم ما الذي يخبئه لها. وفي الغد استيقظت على صوت أحدهم يقول: استيقظي {بيرلا} لقد وصلنا، فتحت باب السيارة وترجلت منها فتوسعت عيناها من شدت الدهشة وقالت: أنا لا أصدق ما تراه عيناي سيدي أنا حقا في أشهر ثكنة عسكرية لا أصدق أنني سأعمل هنا
فضحك من مظهرها وقال: اتبعيني. كانت تسير خلفه وتنظر إلى تلك المساحة الواسعة التي تتوسطها بنايتان عاليتان تفرقهما حديقة مليئة بجميع أنواع الأشجار والورود التي منظرها و عبقها يأسر كل من يراها ويشم ريحها فتوقفت {بيرلا} تستمتع بالمنظر، فلما سمع السيد {ميريل} صوت خطواتها توقفت استدار ونظر فوجدها واقفة تنظر بكل شغف وحيرة فقال بصوت جاد
: تعالي {بيرلا} ستمكثين هنا وستشعرين بالملل وتقولين يا ليتني لم آتي، فنظرت له بنظرات جادة وقالت :لا سيدي... لن أقول أي شيء ولن أتذمر على قدري.. سأبذل قصار جهدي ولن أخذلك، وهذا وعد مني. فأمعن النظر فيها وابتسم وقال
: حسنا إذا... لكن عليك ألا تخلفي بوعدك مهما كلف الأمر وتجعليني فخورا بك.
فقامت بالتحية العسكرية له لكنها لم تكن متقنة جيدا فقال
: بداية جيدة. وأكمل سيره وهي تتبعه ودخلا أحد البنايات وصعدا في المصعد واتجها لمكتبه ولما وصل لمكتبه وجد جندي أمام الباب فتح له الباب وقال بصوت مرتفع
:أهلا بعودتك سيدي. وهنا وقفت {بيرلا} أمامه وقالت
حسنا...حسنا نحن نعلم أنه قائد الثكنة لا داعي للصراخ ثقبت طبل أذني، فتعجب الشاب منها ومن برودة أعصابها فلا أحد يجرؤ على الكلام هكذا أمام القائد فهو صارم جدا على الخلاف ما يكون في البيت. ودخل مكتبه وهي تبعده بخطوات حتى دخلت وجدته جالس وراء مكتبه الأسود ويضع يديه المتشابكة عليه، وأمام المكتب طاولة مربعة متوسطة الحجم ويلفها أربعة كراسي، وعلى يمين المكتب توجد مكتبة تحمل الكتب والملفات ،ووراءه نافذة كبيرة تطل على الحديقة التي سحرت {بيرلا} من قبل فتكلم بصوت صارم وجاد
: إذا {بيرلا} سأعينك سكرتيرتي فما رأيك؟ ظلت واقف وهي تفكر ثم تكلمت بعد حوالي دقيقة قائلة
: لا أستطيع ذلك حضرة القائد فأنا أريد ان أبدأ من الصفر، فأرجع ظهره للوراء وقال
: ما سبب قولك لكلام كهذا؟ إن الآخرين يحلمون أن أقدم لهم منصب كهذا،فردت قائلة
: لا أستطيع سلب منصب السكرتير الحالي لابد أنه عمل جاهدا كي يصل إليه، أريد أن أكون كأي شخص أخر أتدرب وأعمل بجد وأدع القدر يقرر أين سأكون، فرمقها بنظرات لم تفهمها وقال
: حسنا إذا ستذهبين الآن وتأخذين أغراضك وتتجهين للبناية المخصصة للفتيات، والتفت للهاتف الموضوع على المكتب وضغط الزر وقال: تعال إلى هنا، ثم الدرج وأخرج منه ملف وبدأ يوقع بعضا من الأوراق التي فيه، لحظات حتى دخل الجندي لم يطرق الباب لأنه كان مفتوح وألق التحية، فنظرت له {بيرلا} لتتفاجئ أنه نفس الشاب قبل قليل،فقال له السيد {ميريل}: خذ هذا الملف وخذ الآنسة واجعلها توقع على أوراق قبولها وأعطها الأغراض الخاصة بالجيش. فقال الشاب وهو يشير إلى الباب: من هنا آنستي فسارت خلفه ودخلا لمكتبه الذي كان يشبه مكتب {ميريل} يختلف فقط في بعض الألوان أحضر قلم من على المكتب وجلس على الكرسي الذي أمام المكتب ونظر إليها ما زالت واقفة فقال: اجلسي واقرئي هذه الأوراق ودوني معلوماتك الشخصية ثم وقعي عليها عندها ستنتسبين لهذه الثكنة.فعلت ما قاله لها وبدأت تقرأ الأوراق ثم وقعت بسرعة وأعطته الملف فهي معتادة على مثل هذه الأمور فتفاجأ الشاب من سرعتها فعادتً ذلك يأخذ وقتا لكنه اكتفى بالصمت، نظر قليلا للأوراق و قال
: مرحبا بك معنا آنسة {بيرلا}، ثم وقف وقال: اتبعيني. فخرجا واتجها صوب مخزن كبير أخذت أغراضها وعادا ليذهبا للبناية المخصصة للفتيات وفي الطريق لم يتكلم أي منهما على الرغم من طول الطريق، وصلا لباب البناية الكبير فتكلم هو قائلا: من هنا تنتهي مهمتي ستأخذك المسئولة، وبالمناسبة أنا اسمي {كيفن كريز}. ومد يده للمصافحة، فمدت يدها وقالت بصوت بارد تحاول أن تُظهر من نبرتها أنها قاسية: أنت تعرف اسمي مسبقا لذا تشرفت بمعرفتك سيد {كيفن}. ثم استدارت لتتبع المسئولة ابتسم {كيفن} وقال في نفسه [ لا يمكن أن تكون هذه اليد الدافئة الصوت الذي يبعث على الطمأنينة أن يختفيا وراء قناع البرودة ] ثم التف وعاد أدراجه لمكتبه. أما {بيرلا} لما أوشكت دخول الباب الكبير رفعت رأسها واستنشقت الكثير من الهواء وقال في نفسها [ حسنا من هنا يبدأ كل شيء ] ودخلت. كانت ليلة صعب جدا عليها لأن شريكاتها في الغرفة عاملوها بشكل فضيع جعلوها تنام على الأرض بدون فراش ولا ننسى السب و الشتم لأن خبر مساعدة القائد لها كي تدخل الجيش قد انتشر لكنها لم تتذمر لأن كل همها أن تساعد خالها وأن لا تخذل من مد يد العون لها. ومر شهر عليها في الجيش ولما كانت تستريح على أحد المقاعد الموضوع تحت شجرة كبيرة في تلك الحديقة شعرت بقليل من النعاس فتمددت عليه وأغمضت عينيها فجأة سمعت خطوات تقترب فانتفضت من على المقعد واقفة و ألقت التحية على القادم ذو الشعر الأسود والعينين العسلية يرتدي لباس خاص متكون من بنطلون وقميص بالون الأزرق فتكلم قائلا:.......