07-06-2016, 06:24 PM
|
|
قصيدة رثائية قصيدة رثائية اِن سالَت مِن العُيونِ بُحور فاعلم ان الجرح لم يندمل اِن تدفقت من القلوب دماء فاعلم ان القمر لم يكتمل ان غربت الشمس عن العراق فاعلم أن أبطال لم يعد باقية لهم أجساد لتحتمل فَالدَّهرُ مباغت وَالزَّمان مغدور فَلِكُلِّ عَين حَق مدرار دِّماء وَلكل قَلب لَوعَة وَ شقاء سَترت ضياء النجوم وَحجبت شَمسُ الضُّحى وَتَغيبت بَعد الشُروق وَمَضى الأبطال إلى العمل متعطشين لليالي الحرية والاستقلال فأساني الحزن وَجرعني الالم وَغَدَوت بِقَلبي اسيرة ملتوية بالاغلال يا لَيتَهُم يرحلون ويطوون الزمان ويضعونه في طيات النسيان وليتهم كانو الكابوس الذي ما ان انهض حتى يختفي كالليل فالعُيون تقاسي مِنَ الظَّلال فلَو بث حزني في الوَرى لَم يَلتَفِت لِمُصاب ليلى وَالمُصاب كَثير بالعراق الاسير طافَت كلاب الليل بِشَهر الصَومِ كاساتِ الرَّدى قتلا وَأَكوابُ الدُّموعِ في فلك تَدور فَتَناوَلَت مِنها بلادي رشفة فَصارت الدموع تسيل وَ كانت جناتُ خلد شانِها التَّغيير فَذَوَت الآن بنهرها الجميل و رَوضِها الفتان من أطلال ولَبِسَت البلاد ثيابَ السَقمِ في برهة وَهي الان تذوق شَرابَ المَوتِ وَهُوَ مَرير جاءَ الطَّبيبُ بَبشرى الشَّفاء لكنَّ الطَّبيبَ بِطِبِّهِ مَغرور وَصف الداء وهُوَ يَزعُم إِنَّهُ وجد الدواء فَتَنَفَسَّتُ لِلحُزنِ قائِلَة لَهُ عَجِّل بِشفائي حَيثُ أَنتَ خَبير وَاِحمِ شَبابي من الملل فاِن والِدَتي غَدَى حزنى يثير لَها الكروب وَاشير الى المستقبل وَاِرأَف بِعَين حَرمت طيب تَشكو السُّهاد وَفي الجُفونِ فُتور فلِما رَأَت يَأسَ الطَّبيب وَعَجزِهِ قالَت وَالدَمع غَزير أَماه قَد كان الطَّبيب وَفاتَني العلاج لَو جاءَ عراف اليَمامَةِ البيضاء يَبتَغي علاجا لِرد الطَّرف وَهُوَ حَسير عَمّا قَليل و اماه َان البلاد سَتَطير أَماه قَد عَز اللُّقا ء في نفس الضليل غَدا سَتَرينَ نَعشى كَالعَروسِ يَسير وَسَيَنتَهي المَسعى اِلى اللَّحدِ الذي هُوَ مَنزِلي وَلَهُ الجُموعُ تَصير قولى للِرب اللَّحد رفقا بِاِبنَي جاءَ صغيرا ساقَه التَّقدير وَتجلّدي بالصبر بُرهة فَتَراكَ روح راعِها المَقدور بالهمسات ان بلادي تموت وآنا سأموت والموت واحد ذو درب طويل من تأليف مجدولين |
|
|
|