السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته كيف حالك يا عزيزتي وكيف هي أخبارك
حسنا أتمنى أن تكون بخير و في تمام الصحة العافية و قبل كل شيء أود الاعتذار
مسبقا لدخولي لروايتك بدون دعوة منك ههه إن هذا موقف محرج نوعا ما و هذا شيء
أحاول التعود عليه فلطالما أوقعني كل من فضولي و حماسي الزائد عن حده في مواقف لا احسد
عليها أبدا هكذا قد عرفت قصتي فانا كاتبة هاوية و طائشة كانت قد انضمت مؤخرا إلى
نادي محبي الغموض و الدموية و علي أن اعترف لك يا صديقتي أن روايتك جعلت الأدرنالين
يتدفق في عروقي و هذه حالة تحصل لي عندما يتم وضعي أمام أشياء فائقة الروعة و روايتك
هذه هي إحداها عنوانها كفيل بجعلي أحبها فلقد لفت و بكل بساطة و من دون أي عناء انتباهي
" تطلع نطيل مدلهم " لا اخف عليك انه قد اخذ القليل من الوقت مني كي افهمه فكما سبق و قلت أنا
مجرد كاتبة هاوية و مبتدئة ههههه كما سبق و قلت لقد سلب العنوان كل مشاعري مع أنني لا
امتلكها فلقد محاها حبي للأشياء المخيفة و المرعبة فأصبحت أكثر شيء يستهويني في الروايات
و لقد أضفى التصميم الخرافي جوا خاصا على محتوى الرواية التي لا تقل روعة عنه و عن
التنسيق إلا أن مشكلتي الوحيدة تكمن في نوعية الخط فانا للأسف لم أحببه على الإطلاق و أنا اعتذر
على صراحتي الفظة
تصنيف الرواية لم يبق في شيء فانا من محبي الغموض كما سبق و قلت و لعل القصص البوليسية
التي اقرءاها حاليا هي التي جعلتني أتحمس بمجرد قراءتي أن الرواية تحتوي على الألغاز و لقد قمت
بتشغيلي الخلايا الرمادية الخاصة بي فورا
رومانسية امممممممممم مع أنني كنت من محبيها إلا أن مشاعري
تجاهها قد انعدمت ولكن حمدا لله أنها ضئيلة
اااااااااااااااااه المقدمة كانت تحفة كلما قراءتها اندب حظي اللعين فانا ولو قمت بعصر دماغي فلن
أنتج شيئا يكاد يضاهي نصف جمال ما ينتجه الخاص بك السجع الموجود في آخر الجمل جعل
جمال المقدمة تكتمل و كان السطر الثالث منها قد ذكرني بدرس كنا قد درسناه مسبقا في السنة
الماضية و كان موضوع الدرس حينها هو الإنسانية و كان ينص ( الموضوع ) على أن البشر
يجب يبحثوا عن أعذار لبعضهم البعض و على هذه الحال لن تراق الدماء اعني لا بد من أن
هناك لن يأبهوا بذلك و سيستمرون في إزهاق الأرواح و لكن ربما سيتضاءل عدد الضحايا
" مجزرة الأحد الدامي " يا لها من مجزرة و يا له من عنوان مهيب لفصل أكثر هيبة كلامك في
البداية عن الحق و الباطل جعلني أتذكر جملة من رواية لي كنت قد بدأت كتابتها سلفا و كانت
الجملة هي " علي أن أتعود منذ الآن فصاعدا على أن الحياة لا تكون منصفة دائما إلا أن ذلك قد
يكون في صالحنا أحيانا " و هذا جعلني أفكر في إمكانية أن يكون موت والد صوفي شيء
مفيدا إليها رغم انك كنت قد وصفته سابقا في الفصل الثاني بأنه كيان يؤنسها و كنت أفكر أيضا
في إمكانية أن يكون شبح الموت الصامت كما سبق و سمته صوفي شبحا جيدا و يريد حمايتها رغم
أن تلك الابتسامة المستفزة التي لطالما ارتسمت على ثغره تجعلني انفي اعتقادي هذا
اخخخخخخخخخخ إنني استبق دوما الأحداث دخلت مباشرة في صلب الرواية و لم أتريث قليلا
إلا أن هذه هي عادتي فانا أطلق العنان لهواجسي و لا استطيع كبحها هههههههه و الآن كفاني
هراءا لا فائدة منه و سأتحدث بجدية كان وصفك في بداية الفصل الأول جميلا ياسر القارئ و كان
من الواضح أن كلماتك منتقاة بعناية إلا أنني لاحظت شيئا ما وذلك حين قلت " انصرم لعمله
في أنحاء الكنيسة يتأكد من سلامة هيكل كنيسته " لا حظِ تكرار كلمة الكنيسة وهو ما أزعجني و كان
من الأفضل لو استبدلتها ب " يتأكد من سلامة هيكلها " إلا انه لا باس بذلك أرجح بأنكِ لم تنتبه
إلى ذلك فقط بالمناسبة جريمتك اقصد قصتك هذه ذكرتني بكتاب كنت قد أنهيته منذ مدة وجيزة
انه لآغاثا كريستي و يدعى " جريمة في القرية " حيث تقع جريمة في مكتب الكاهن كليمنت انه
كتاب جميل ورائع بالمناسبة
احمممم عودة لقصتك مرة أخرى كما سبق وقلت أو ربما لم اقل ذلك
لم اقل أن وصفك مذهل كلماتك التي تستخدمينها رائعة جدا يا صديقتي و لقد أعجبني جدا
وصفك لأعين صوفي باللازوردية لديك رصيد لغوي كبير
و أنا مثلك فهوايتي دخول المعجم وتعلم المفردات رغم أنني لا املك الكثير منها ههه سيكون شيئا رائعا
إن قمت بإعطائي بعضا من الدروس الخصوصية هذا إن لم يكن لديك مانع
يا لها من مسكينة صوفي هذه فلو كنت مكانها لما كنت
سأتحمل رؤية موعد موت أحبابي إلا أن والدها
محق عليها أن لا تخاف من هذه الهبة بل عليها أن تفهمها
و لكن ماذا عساها تفعل هذه الصغيرة ابنة الأحد
عشر عاما فالقول أسهل من الفعل و قد صدمني والدها
عندما قال و " كأني سأموت فقط لقيامي
ببعض التظاهرات السلمية " عندها عرفت انه ميت لا محالة فكما يقول المثل " ذكر المصيبة يدنيها "
إلا أن جملته الأخرى كانت قد أمدتني أنا أيضا ببصيص من الأمل الزائف و فكرت في انه قد لا يموت
و لكن الشبح كان محقا عندما همس لها ( لصوفي ) بان الكل ملاق حتفه
الفصل الثاني " الانغماس بالخطيئة " ذكرتني كلمة خطيئة بمحادثة بين الكاهن كليمنت و الدكتور هيدوك
في كتاب " جريمة في القرية " حيث قال الدكتور انه يفضل ممارسة مهنته على ممارسة مهنة الكاهن
لان الخاصة بالكاهن تتعامل إلى حد بعيد مع ما يسمى الصواب و الخطأ و لم يكن الدكتور واثقا من وجود شيء كهذا و هو يعترف بأنه لا يظن انه يوجد ما يسمى فنيا " الخطيئة " فالمسالة على حسب
رأيه لا تعدو أن تكون مجرد مسالة إفرازات غددية فزيادة إفراز في غدة معينة ونقص إفراز في أخرى
ينتج عنه قاتل أو سارق أو مجرم مزمن
و لقد كانت مقدمة الفصل رائعة و أفضل جزء فيها هو الأخير بالضبط حين قلت " لحب لوم البشر
على أمور اختص بها القدر " يا لها من جملة فخمة و رائعة ذات معنى منطقي
في الفصل الثاني لاحظت شيئا ما وهو عندما اقتربت تلك الطفلة صاحبة الخصل الكستنائية من
صوفي و أخبرتها أنها هي ( صوفي ) التي قتلت والدها ( الطفلة ) لأنها
لم تشأ ( صوفي ) منه أن يجلب لها أزهارها ( الطفلة ) ثم قلتِ
" سبقها هو لذلك رأت صديقتها المقربة تسقط بلا أي حركة " فاحترت في أمر تلك الفتاة من هي
أهي أخت صوفي أم صديقتها المقربة
ماريا تلك الراهبة العجوز خائنة الوصايا أهذا ما فعلته بعد أن ائتمنها الأب جيورجي على ابنته
و لكن حمدا لله أنها ماتت تستحق ما حصل لها فكيف لها أن تسلب براءة طفلة صغيرة وهي التي
لم يمض وقت على تلقيها لخبر وفاة لوالدها
وهذا جعلني أفكر كل من اقترب من صوفي وحاول إيذاءها معنويا لقي حتفه أليس هذا مؤشرا
على أن الشبح ربما يقف في جانب صوفي وتلك الابتسامة المستفزة ربما تلك تكون مجرد خيال
رأته لاعتقادها بان الشبح شرير و لكن ما هي خطيئة الأب جيورجي إذا كان كل من " أختها "
و الراهبة قد توفيتا لأنهما امممم فلنقل قد اضمرا لها الشر في تلك اللحظة فماذا فعل لها والدها
رغم أنها لم تكن لتستطيع العيش لساعة بدونه سؤال يتراود في ذهني و لابد أنني ساجد
إجابته في الفصول القادمة
انتهت مناقشتي لمحتوى روايتك وكل ما أردت قوله قد قلته بقي شيئان إضافيان الشيء الأول يتعلق
بإحداث القصة فانا اشعر بأنها سريعة و يجب عليك التمهل قليلا في سردها أما الشيء
الثاني فهو متعلق بالأخطاء الصرفية مثل
افتحي و الأصح افتح بدون ياء لان الفعل هنا أمر
لا تخافي و الأصح لا تخاف بدون ياء لأنه يوجد لام نفي
لن تعيشي و الأصح لن تعيش بدون ياء لأنه يوجد حرف نصب
اسمعي و الأصح اسمع لان الفعل أمر
و أخطاء أخرى من هذا الصنف أتمنى أن تنتبهِ إليها المرة القادمة
و قبل أن أودعك يا عزيزتي أريد أن أشكرك على مجهوداتك المبذولة
في طرح هذه الرواية سلمت أناملك على
هذه الكلمات الجميلة و حظا موفقا في الفعالية أتمنى لك التوفيق
من كل قلبي جار كل ما هو جميل لك دمتِ
في رعاية الله و حفظه و إلى اللقاء