عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree70Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 07-25-2016, 06:43 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله

فيوووووووووو
كيفك يا باكا؟
ان شاء الله بخير والحال عالي العال

لازم يكون كذا حتى تعرفي تكتبي الفصل الثاني

ترى عرق الكسل اللي عندك هو كمان عندي :7ayaty:
قرأت الفصل قبل بس مفلسة أرد وكل يوم بقول بكرة وبعده
وها أنا ذا أكتبه خ
لازم أستغل الوقت قبل ليرجع الكسل يصيبني كمان مرة >.<2

لكان أخذتي نصيحة جدتي نرجس وعملتي الفصل قصير
:n3m:
بتعرفي شو رح ساوي cool1
رح أتحد مع سنو حتى نيجي نقتلك
أنا كمان ما أحب الفصول القصيرة
لهيك عم جهز المسدس للقنص

لا وخلتيني متحمسة مع زيوس وهذا المكان العجيب سرداب ايثر ووقفتي عند هذه النقطة > سأقتلك >.<3
يعني لازم تردي على نرجس رايحة أقتلها بعدك

لك عندك طريقة جذابة للوصف والاسترسال في الكلام
عجبتني كثير الحوارات التي كانت بين أول ثلاث شخصيات ظهرت

المسكينة زيوس أو ما بعرف هي مسكينة ولا لأ بس لحد الآن هي مسكينة بنظري
حبست في قفص الطيور مدة عقدين والسبب ما زال مجهول
عجبني الوصف كثير لها عندما استيقظت ووجدت نفسها في القفص > عاجبتني شغلة القفص هذه :lolz:
خيالك واسع لدرجة رهيبة
يعني لما وصفتي الأجواء حول القفص وشكل القفص وحتى اسمه الطلاسم ووصفتي ذاك المكان اللي كانت فيه لاسكيريا وبعدين الشجرة وبعدين سرداب ايثر

شو كل هالخيال اللي عندك هو الشغلة ما وقفت على هذاك الوصف كمان اختراع الأماكن العجيبة وكمان وصف الأشخاص
كيف ظهر اجيس أمام زيوس
أعجبتني طريقة اظهارك له

وما تكلمنا كمان عن المقدمة
هو في مجال نتكلم عن كل شيء
هيك بحتاج مجلد

اجيس ذاك
ما بعرف ليش ببتسم لما أقرأ انو بحمر وبخجل وبحاول يكون قوي
حبيت شخصيته كثير س4
وكمان لاسكيريا عجبتني بغموضها :" class="inlineimg" />
شعرت انو وراءها اسرار وهذا الشيء واضح في كلامها خلال الحوارات الرائعة اللي نسجتيها

بشكل عام كل شيء في الفصل خيالي فنتازي يجنن من وصف لحوار لخيال لأحداث لشخصيات لجمل وتراكيبها الجميلة
عدا عن قصر الفصل
:noo:

ما زلت أريد زيارة أغارثا وزيارة القفص ذاك س3 وبعدين المكان اللي أخذ اجيس زيوس عليه وبعدين الشجرة وبعدين السرداب بدي أروح
> صراحة أنا تخيلت اني زرته حقيقة مع الأبطال وهذا بفضل وصفك المذهل والخيالي الفانتازي

يعني اذا ما رحت بكفي اني بروح لهناك مع الأبطال
حب8

وبالنسبة للسرداب
> كل ما أقرأ هاي الكلمة بتذكر هاري بوتر أكيد الكل بعرفه
ما بعرف ليش بس بستذكره


المهم
نيجي للفلسفة المبتكرة

أغارثا

لكان هي في بعد زمني مغاير للبشر
حب6

طيب هو البعد الزمني شو معناه؟ هع5
يعني في فرق بالتوقيت والمكان؟
يعني السنة عند البشر هي بتكون بمثابة يوم في أغارثا ؟؟؟

شجرة! لك صرت أحب كل أنواع الشجر

هاذ الشجر وراءه أسرار وفوائد كثيرة

وقفص دايدالوس

سبق وقلت حابة أزوره بس مو زي ما زارته زيوس بل كــ أجيس


اريد اكتشاف سر زيوس وهذيك الأخرى نيكس اللي معها السدم السبعة الظلامية

قلتي انو السدم الظلامية تجسد شعور البشر
طيب همي الأبطال من البشر ولا كيف؟؟ :77:
يعني في علاقة بين البشر والأغارثيين السحرة لحتى يكون السدم الظلامية تكون تجسد شعور البشر


ماني مستوعبة شيء
الفلاسة والكسل قضت على الدماغ عندي بشكل نهائي

هع5


اتركونا مني

بجد روايتك من أجمل الروايات التي قرأت happy2
وبتمنى ما تتأخري بالجديد وبتمنى يكون مروري يجلب لك الحماس س3

يلا روحي أكتبي بسرعة بدي الفصل ويكون طويل ما تسمعي من جدتي نرجس

وانا رايحة أبحث عن شجرة توصلني لأغارثا > البنت خيالية

لا تتأخري


في أمان الله





























__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-09-2016, 10:54 PM
 








اللَحْنُ الثَانِي: أَهِيَ البِدَايَة؟ أَمْ مُجَرَدُ حُلْمِ يَقَظَة؟



|بعد عقدين|



| أغارثا: قفص دايدالوس |



فتحت عينيها بتثاقل وبقيت مدة تتأمل القبة الذهبية التي شكلت سقف غرفتها

-او سجنها ان صح التعبير- عيناها كانتا خاليتين من الحياة، وأطرافها متيبسة ترفض

الاستجابة لها.. بقيت على هذه الحال لمدة لم تعرف قدرها إلى أن تمكنت أخيرا

من الوقوف على الأرضية الزجاجية التي زخرف بلاطها بالذهب الخالص.

تشبثت بحواجز القفص وسارت ببطئ محاولة التقليل من ارتعاش جسدها المتمايل في كل الاتجاهات

إلى أن وصلت إلى أبعد مكان عن فراشها.. قبضت بقوة على القضبان التي التحمت مع الزجاج

المصقول إلى أن ابيضت مفاصلها، جدران فريدة لا تراها في كل مكان.. هي

فرخٌ جاهلٌ داخل قفص مرصع بالجواهر، حريتها قد فقدت منذ يوم غابر.

كم مرّ عليه يا ترى سنة أم سنتين؟ ربما عقد كامل ركيك من دون إيثر

قد أفل. وهي غافلة داخل متاهة من الذكريات المهشمة.. متكورة على نفسها

لا تردد إلا كلمات طالما كرهتها، فقط لتأنب نفسها على ما فعلت ولم تفعل..

تأملت أغارثا بعيون مشتاقة كئيبة.. هذه الجنة التي لم تتغير بالرغم من زوال روحها

لازالت تلك الخضراء، التي يملأها ضحكات جواري سرن بغنج، كل واحدة منهن

حملت آنية فضية فوق رأسها وثبتتها بإحدى يديها، في حين اليد الطليقة قد

وضعنها فوق خصرهن قرب الحزام الأصفر الذي نقش بالفضة

والذي اضفى جمالية على الفساتين البسيطة التي انسابت تغطي أجسادهن.

ابتسمت في حين رغبت أن تبكي وضحكت بدل أن تصرخ، فتحت فمها للكلام لكن

مجرد أهات غباء هي ما استكان

جلست بتثاقل وهي ترمي بكل ثقلها وهمومها على قضبان القفص.. بالنسبة لحالتها

هذه -التي تباينت ما بين صعوبة في الحركة والكلام، إلى جانب فقدانها السيطرة على

أحاسيسها- ما كانت لتدل إلا على طول مدة سباتها

داعبت أطراف فستانها الحريري الأبيض القصير بخفة وامالت رأسها فوق رجليها

باستسلام للنوم الذي بدأ يغزو جفونها تارة أخرى.. هواء خفيف داعبها، فابتسمت من دون شعور

وهي ترفع رأسها بإعياء. أجفلت. كيف لا وصاحب الشعر الأشقر الذي يحلق بالمقلوب فوقها قد فاجأها

وجذبت نظرها عيونه الياقوتية التي بدت لوهلة كعيون إيثر. بقيت تراقبه بصمت من رأسه صعودا لقدميه.

قرب الفتى وجهه منها حتى تراءى لها أن عيونه السماوية لمعت بوهج غريب منذر بالسوء..

فتحت فمها لتسأل عن هويته -فهي لم تشهده في أغارثا ولا مرة طول المدة الماضية-

إلا أنّ صوتها لم يخرج فبدت مثل غبية أقرب للقرود من البشر..

تنهد بانزعاج ثم عدل وضعيته ونزل بخفة على الأرض ونهاية قميصه الأحمر الطويل المزينة

بنقوش ذهبية تتطاير من خلفه

-أنت عار على فصيلة القرود حتى.. زيوس أقوى السدم ماهي إلا فرخ عديم الفائدة

بقيت تحدق فيه باستغراب وهو يسخر منها بطريقة قاسية كانت لتحطم قلبها.. لو انّها تهتم حقا

لم تدري لما يتجلى لها قط اشقر بتاج أحمر مخملي بدل هيئته البشرية. إلا أنها

ضحكت بخفة على تخيلاتها لتجد أنّه ينظر لها بمزيج من الاستغراب والاشمئزاز.. رغبت في تخطي حزنها

فاقتربت بمشاكسة من الصغير الذي طغت حمرة الخجل عليه ليتراجع ببطئ وقد علا وجهه التوتر. أثارها

شكله الظريف فقفزت عليه واحتضنته بقوة في حين غفلة منه.

كثيرا ما كانت ضعيفة أمام الوجوه البريئة، ومعالم الماثل أمامها كانت تملك من البراءة

الكثير.. تركت زيوس أجيس ثم قامت بالانحناء دلالة على أسفها -وان كان اعتذارا غير صادق-

بعد أن احست الانزعاج منه، كح أجيس ليحاول إخفاء ما اعتلاه من خجل.. عدل ياقة قميصه المخملي ثم

أكمل كلامه وهو يحملق بتهديد في زيوس التي ابتسمت بتوتر

-أنا أدعى أجيس وسأمنحك بعض الإجابات.. اتبعيني!

أمسكها من يدها ثم أخرج ورقة طلسم نقشت عليها رموز سوداء عديدة ومزقها من غير اهتمام، شعت

الورقة بنور أبيض ثم تشكلت دائرة احتوى مركزها نجمة سداسية أحاطتها كتابات

غريبة.. لم تكن أول مرة تنتقل باستعمال سحر الانتقال لكنها قطعا مرتها الأولى

مع أوراق الطلسم وكم نالت اعجابها وفضولها. دفعها بتململ ثم قفز بعدها، إلا انها بقيت

متوجسة من المكان الذي وصلا إليه، فالضياء الذي يحيطهما لم يكن مجرد

نور شمس عادي، كان يموج بهالة غريبة لم تدرك ماهيتها وهذا ما سبب

لها توترا لم يسبق وأن أحسته.. غريبا كان، توتر حوى نوعا من الاطمئنان والأمان.

أدارت رأسها نحو أجيس تستفسر عن المكان الذي وكما بدى قد تشكل من ماء مجمد

أعمدة عملاقة امتدت إلى السقف الذي لم تلمحه لارتفاعه، أرضية زلقة نقش عليها

شعار إيثر الخاص والذي تمثل في شمس مكبلة بسلاسل على شكل رمز-الأبدية- نظر إليها

نظرة عنت الكثير لها فهامت في هذا المكان الذي سمعت عنه آلاف الحكايات، ورغبت منذ سنين مضت

أن تخطوه قدميها.. سرداب إيثر، الوكر الذي وجد من أصل السحر النقي

والمكان الذي يخفي مخطوطات عدة حملت من أسرار الكون الكثير

اقشعر بدن زيوس بعد أن صاحبها شعور غريب، كأنّ ثمة من يراقبها

شخص بارد قاسي لا يحمل لها من المودة الكثير.. وفجأة لمعت عيناها بحدة وهي تتفادى

بصعوبة السيوف المصقولة التي كانت تندفع نحوها، أدركت بسبب اعتيادها على المعارك

أن مهاجمها لا يريد بها الأذى، ربما هو اختبار لجدارتها لا غير.. لكن ما هي فاعلة

بالضعف الذي وصلت اليه، لم تتمكن من صد أي هجمة فأصابتها خدوش

سطحية في جميع أنحاء جسدها والتي سرعانما شفيت..

تنهدت زيوس بإعياء وهي تستلقي على الأرض، لم تستشعر الصقيع

الذي نفذ إلى جسدها الهزيل كما استشعرت طعم الهزيمة المر للمرة الثانية

فهل هذه هي الحال التي وصلت إليها؟ هي التي كانت من الثنائي الأقوى في أغارثا

قد غدت بهذا الضعف المخجل

-لا بد أن السبات لعقدين من الزمن قد أثر فيك زيوس، لقد كنت أضعف مما توقعت

هذا مثير للشفقة فنحن لم نحظ بنزال حتى.. ربما عليّ تفكيك لقطع وإعادة تشكيلك كما أبتغي

خصلات مموجة شقراء مائلة للبياض، بلاتينية ربما فقد تمازجت بتدرجات

عديدة زينها طوق أزرق مزدوج، لمعت فيه ثلاث ريشات من الكريستال

والتي تماشت والقماش الأبيض الذي التف حول صدرها وانتهى بعقدة

صغيرة في المنتصف. أقفال من الذهب قد زينت حزامين عريضين صنعا من جلد أرجوبانتس

غطيا جزء من التنورة القصيرة التي مازجت ما بين القماش الحريري الفخم الأبيض

وأخر بلون عشبي باهت ممزق عند الحواف

لكن أكثر ما جذب انتباه زيوس لمهاجمتها الغامضة هو عيونها.. فقد امتلكت الغريبة

عيون كبيرة لمعت كبحر الصيف.. إلى جانب الابتسامة المستفزة التي ما فارقت وجهها.

تنهد أجيس وهو يضرب بقدمه الأرض بعد أن استبد به الملل والانزعاج ثم قال بخيبة أمل

-لما وجب عليّ أنا أن أكون مع أشياء غير متحضرة مثلكما؟

-بالنسبة لرأس فطر مثلك.. هذا الكلام أكبر منك

احمر أجيس خجلا ثم صرخ بغضب وهو يضرب الأرض بقدمه مرات عدة

-لاسكيريا يا حثالة الماشية، كيف تجرئين؟ أولا تعلمين أن تصفيفة الشعر هذه رائجة؟

جلست زيوس القرفصاء خلف أجيس بهدوء متناه، تستمتع بالاستماع لصراخه ولاسكيريا

وهي تتأمل وجهه الخجل الذي اصطبغ بلون وردي مائل للحمرة

-أجيس أخبرني ماذا تكونان؟

تفاجئ اعتلى وجهه المحمر، تماما كزيوس التي ما اعتقدت أن صوتها سيخرج

ابتعد الصبي الذي لم تزل عنه أثار الخجل ثم سار إلى أن غاص في النور كما بدى لأول وهلة.

فعدى البقعة التي تجلس فيها زيوس ولاسكيريا باقي المكان كان شديد الوهج تعجز العين

عن التقاط أي شيء تم ابتلاعه فيه

أشارت لاس لزيوس أن تتبعهم ففعلت وهي تغطي عيونها بمرفقها، أحست بخفة لم تعلم

مصدرها.. شعور بالراحة والطمأنينة قد بدأ يتسرب بقوة إلى كيانها شيئا فشيئا

وصوت شجي قد صدح في السرداب الذي تغيرت ماهيته تماما عما كانت عليه..

صوت أشبه بغناء الحوريات.. حقل أخضر شاسع فائق الجمال ممتد لأفق متوهج كبرق العواصف

توسطه شجرة فتانة صنعت من المياه.. ربما؟

راقبت زيوس بإمعان تدفق الماء فيها، شعور لم تستطع وصفه بالكلمات قد اجتاحها ها هنا.

فكثيرا ما سمعت من إيثر عن هذا المكان، لكن قطعا لم تتوقعه على هذا النحو من الجاذبية،

دفعتها لاسكيريا بخفة فغاصت داخل الشجرة.. أحست بلزوجتها التي غطت كل جسدها

مع ذاك فجمال ما رأت كان كفيلا بقبول كل شخص لهذا الشعور غير المريح

فقاعات عديدة حملت كل واحدة منها كتابات ورموز خاصة بتعويذات الانتقال.

كانوا يطفون في الهواء لكن سرعانما تهاوت أجسادهم بعد أن عبث أجيس

بإحدى التعويذات.. اغمضت زيوس عينيها من غير إدراك لما حولها، فقط تستشعر التيارات

الهوائية التي تداعبها تارة وتلطمها تارة أخرى لمدة وجيزة ثم اختفت ليحل مكانها

لفحة هواء دافئ مع لطمة خفيفة من الغبار وألم الأرضية السميكة تحتها.

فتحت عينيها بتوتر ورهبة، فما كفاها ما نالته اليوم من مفاجآت مثيرة.. إلا أنّ فضولها لمعرفة جمال

وغرابة المكان قد خبى تماما كأملها المندثر على نحو غير مبرر.. شعرت بالخذلان من دون سبب واضح

وكأنّ هذه الغرفة الصغيرة تضيق عليها مع كل لمحة.. نفخت وجنتيها بطفولية وهي تتمعن الجدران

المبنية بالرخام الأبيض الذي عفى عليه الزمن، أرضيتها صنعت من خشب خشن قد اهترأ بعضه

في حين غطي الأخر بملفوفات واوراق عتيقة عفا عليها الزمن.. لم ينل المكان استحسانها وهذا ظهر

جليا من خلال انتقادها للمكان الذي بدى خرابا في ناظريها

-إنّه أشبه ببقايا بيت مضمحل.. حظيرة حيوانات ربما

نظر أجيس إليها بشزر ثم تقدم إلى طاولة خشبية مستطيلة اصطفت قرب النافذة وقال

بعدم مبالاة وتكبر

-ما كان إيثر سيسعد بهذا، كيف لا وأحد فرسانه قد سخر من سردابه المبجل

-أتعني أنّ هذا هو سرداب إيثر الذي طالما حدثنا عنه

ابتسم أجيس بامتعاض وهو يلمح دهشتها ثم أردف مجيبا عن تساؤلها

-إنّ سرداب إيثر مكان لا يمكنني أن أصفه، فحتى أنا لا علم لي كم غرفة فيه

وهذا الجزء ما هو إلا واحد من ألاف الغرف

انتبهت زيوس لأمر غفلته من مدة.. لم تدرك أي مصيبة وقعت عليها لتنسيها

بساطة الأمر المعروف، فأن تتبع أشخاصا لا تدرك أهدافهم لهو درب من الجنون المبكر

صفعت وجنتيها بيدها بقوة ثم اكمحت رأسها إلى السقف الأجوري الأحمر وعينيها مغمضة

لتسأل بخفوت كرضيع قد ارتكب خطئا فادحا

-ما هو مبتغاكما من كل هذا؟ ما انتما؟ وكيف تعرفان هذا المكان؟

استولت لاسكيريا على الحديث بسخرية لاذعة مقاطعة سلسلة أسئلتها غير المنتهية

-وأخيرا أتاكِ العقل حكمته، دعيني أعرفك على هذا القزم.. هو يدعى أجيس كريتوس ثيوفانس

من امتلك روح إيثر نفسها

-إن هذا لضرب من الجنون فكيف يكون لإيثر خليفة؟

-وما الغريب؟ في النهاية حاكم أغارثا الخامس من يمتلك روح ودماء واسم قد حدد من قرن مضى،

أما أنا فأنا مجرد أداة سعى إيثر للحفاظ عليها

-أي جنون تقولينه لاسكيريا؟

-ما كان كلامي يوما جنونا، ربما هو كلام يناقض الحقيقة لكنه قطعا الحقيقة

-هه؟ لنفرض تصديقي لكلامك فأخبريني هل حقا قتلت نيكس إيثر؟

ابتسمت لاسكيريا بجمود وهي تلمح نظرات زيوس نحوها وأجيس لتردف مجيبة

-نيكس هي تجسيد للخيانة وقتلها إيثر ليس بالمفاجئ.. لكنها ليست خائنة

ربما هي فقط أسوء حظا من الباقين.. لكن يا زيوس كيف تساعدين من أتُهِم بالخيانة من دون دليل معقول؟

لم تفلح محاولات زيوس في فهم كلام لاسكيريا المتناقض، كما لم تجد إجابة لأخر استفسار..

أتقول أنها لم تستطع قتل من خان بسبب ما مضى، إنّ لهذا درب من الجنون والغباء.

فما كان منها إلا ان صمتت تحت وقع نظرات الأخرين الساخرة والتي حملت من التعقيدات

الكثيرة، فكم هي راغبة بمعرفة ما أفل منذ عقدين لكنها قطعا تريد إدراك الحاصل

الآن والآتي.. راجية أن تكون هذه إشارة بداية جديدة وليس مجرد أضغاث أحلام غير واقعية



اللَحْنُ الثَالِثْ:هَلْ هُنَاكَ تَرَاكُبُ بَيْنَ قِطَعْ الأُحْجِيَة؟



|معبد نيمف الغربي~ معبد الكاهنة إيكو~ |



كالسهام اخترق الصقيع جسده فارتجف بقوة.. تكشيرة انزعاج علت وجهه

الذي ما اعتاد إلا السكون.. احتضن نفسه طالبا بعضا من الدفء الذي افتقده

هذا الكهف الجليدي.. مرته الأولى هنا لكنه قطعا ليس مهتما بالتمعن في المكان

-الآن على الأقل- فمن بداية الكهف لمنتصفه لم يقابله إلا جدارً جليدي عاكس

وكذا الأرضية والسقف.. لم يتخيل يوما أنّه سيمل من رؤية نفسه لا بل سيكره

لمح معالم وجهه الأبيض الذي كلله شعر ماثل الأديم.. لون عيونه الفريد والذي

طالما هام فيها إيثر.. كيف لا وهي قد احتكرت مشيج من البرتقالي المحاط بأصفر الذهب.

تنهد للمرة الخامسة بعد العشرين منذ دخوله.. بالرغم من وجود طريق

واحد يضيء بغرابة إلا أنه يحس بالاختناق، كأنه في متاهة مظلمة لا نهاية لها

للحظة جرأ على اليأس.. لكن ألم حاد في صدره جعله يدرك حقيقة الأمور

فإن عجز عن تنفيذ مهمته، ماذا ستكون أهميته؟.. هذا ان كانت له أهمية من الأصل.

تابع سيره وهو يدندن بنغمات طالما سمع زيوس تعزفها بصنجها الذهبي

حاول تذكر كلمات الأغنية لكن وككل مرة يعجز عن الوصول لمبتغاه

بالرغم من كونه شخصا عالقا في الزمن، إنه لمن المثير للسخرية عدم التذكر

هذا ان كان يحاول التذكر حقا. ابتسم بهدوء ثم توقف وبدأ بالشم

بالنسبة لكلب حراسة مثله فحتى الروائح التي مضت عليها عقود عدة لن يغفلها

تغير بؤبؤ عينيه من الدائري إلى بيضوي أفقي تماما كعيون الوحوش، أغمضهما بهدوء وتابع الشم

حتى بانت له صور مشوهة.. أحداث عفى عليها الزمن، ما حصل هنا قبل زوال غايته

لا بل قبلها بعقود عدة، عندما كان الحاكم شخصا أخر خلافا لإيثر..

تابع الشم على نحو مكثف وهو يقترب من الجدار.. محادثاتهم قطعا جهلها

لكن وجهته قد حددت وبدقة

فتح عينيه بسرعة ثم ابتسم بخفة وهو يحرك أصابعه التي طالت أظافرها على نحو

غير طبيعي.. أكثر حدة من السيوف المصقولة، وأشد صلابة من الألماس

لامس الجدار بخفة بشكل حرف -فاي- ليتحطم إلى شظايا بلورية صغيرة الحجم

ابتسم بانتصار وهو يلمح الدرج اللولبي الذي يقود إلى المجهول وبفخة وقف فوق

حافته وانزلق إلى الأسفل ويديه في جيبيه.. كانت ملابسه مختلفة عن الملابس

المعتادة في أغارثا.. سروال من الحرير الأسود وقميص أبيض فوقه

سترة بنفس لون السروال مزخرفة عند الحواف. اللباس الأصلي للخدم.

لم يختلف المكان الذي ينزلق فيه عما كان آنفا وهذا ما جعل الملل

يتسرب إلى كيانه مجددا. وصل إلى نهاية الدرج فقفز بخفة ظنا منه أنه سيقف فوق

أرض جليدية صلبة، إلا أنه غاص داخل بحيرة لازوردية انعكست شفقا على سقف الكهف الضمني هذا

بحث عن طريق لإكمال رحلته.. لكن المياه قد ازالت كل أثر للرائحة وغوصه من دون

فائدة فخصلات شعره تغطي كل وجهه عندها.. تنهد بانزعاج ثم خرج من البحيرة

وجلس على السلم الجليدي.. ثواني قليلة لم تصل للدقيقة الا وهو يقفز إلى المياه مرة

أخرى بجسد ينتفض بقوة.. أسنانه البيضاء أصدرت صوتا موترا وهي تصطك ببعضها البعض

بسبب الارتعاش، تسرب دفء المياه إلى جسده فتراخت أعصابه.. تنهد ثم صرح بانزعاج

-لهو درب من الجنون عودتي من هناك وأنا في هذه الحال

رفع كتفه بقلة حيلة وهو يسخر من هذا الموقف، ثم تناسى مؤقتا أمر مهمته

وبقي يسبح لاستعادة هدوئه ولقيا منفذ يخرجه مما هو فيه

| أغارثا ~سرداب إيثر~ |

ربما عجزت صلواتها عن اختراق السماء.. لكنها قطعا لن تفقد أملها

حتى لو فرض عليها القنوط أغلاله ستحطمها وليحصل ما يحصل

هذا ما قررته زيوس بعد معرفة مجمل الحاصل.. حتى لو كان كلاما

متناقضا لم تدري لما صدقته وبسهولة أيضا.. بالنسبة لشخص أصبح

يصنف من الخونة.. هي قطعا ليس لديها الكثير لتأمله، فقد شهدت بنفسها

سيف نيكس يخترق جسد إيثر قبل لحظات فقط من تلاشيه.. كانت متأكدة أنه

ليس مجرد وهم محض.. مع هذا فقد أدارت ظهرها للبقية وساعدت نيكس على الهرب

قطعا لن يسامحوها وهذا معلوم.. لكنها تأمل فقط بإصلاح ما حدث من سوء إذا وجد

وبقاؤها حية لعقدين لهو ومضة امل عليها التشبث بها.. فكثيرا ما كان مصير الخونة

الإبادة وهذا لا غبار عليه.. كانت منسجمة مع تيارات أفكارها الجارفة في ركن مغبر من

الغرفة، متناسية تماما ما حولها

فقط وحدها في بقعة من الصمت المدقع تحاول ان تلملم شتات أفكارها وخططها.

وقف أجيس أمامها بتكبره المعتاد ثم قال وهو يرجع خصلات شعره للوراء

-كفاك نحيبا على ما حصل أيتها الشيء البهيمي، لنذهب علينا التفكير في خطوتنا التالية

-لكن العثور على زاهان ليس بالهين بتاتا.. بل هو أشبه بالمستحيل، فزاهان هو حاكم

تايفوس الضائع وهذا معلوم للجميع، حتى سكان تايفوس لا يدرون مستقره

تقدمت لاسكيريا منهما وهي تحمل حقيبة حريرية قمحية جمعت العديد من

اللفافات التي احتوتها الغرفة ثم قالت وهي تفتح الباب الخشبي المهترئ

-عثورنا على ذلك الكلب يعني إيجاد زاهان بسهولة، ففي النهاية سيبيريوس

كان مرافق زاهان لقرون

تراقص قلب زيوس بمزيج من الغبطة والخوف، سيبيريوس هو خادم نيكس الأن

وإذا كانت مختفية لابد أن يتواجد معها وهذا ليس بخاف عن أحد..

تنهد أجيس بقلة حيلة مما شد انتباه زيوس التي سألته وهي تحتضنه بسرور

-ما بك أجيس؟ لا تبدو على ما يرام

استدار بسرعة وقد اعتلت الرهبة وجهه الذي بدأ يصطبغ بالأحمر.. ابتعد كالفريسة

المرعوبة عن زيوس ثم صرخ بغيض

-كفاك تفاهة أيتها الشيء قليل الأدب.. ألا ترين الأمر؟ سيبيريوس اختفى مع نيكس

نحن لا نملك أي أثر يوصلنا لهما.. فآن نعثر على زاهان، هو الوحيد الذي يجيد

سحر الموت المناقض من دونه لن يستطيع أولئك الأنذال احياء من يبتغون

أرادت أن تعبس وتنهر، هي مدركة للأمر مثله.. لكن آن لها هي من وجدت لتمنح الأمل أن تناقض حقيقتها

وبصعوبة لم تعتدها ابتسمت مشجعة ثم دفعته بخفة. وقفت باستقامة بعد ان استدارت

دورة كاملة.. احست أنها نست شيئا مهما، شيئا ما كان يجب أن تنساه لكنها

لم تتذكره إلا الآن.. صنجها! الأداة التي ما وجب أن تفارقها.. صرخت وهي تقفز في مكانها

بذعر

-الصنج خاصتي لقد نسيته

التفتت اليها لاسكيريا بسخرية ثم قالت وهي تمشي مغادرة

-لابد أنه في قفص دايدالوس الذي كنت فيه، لنعد فلا فائدة لك من غيره على أية حال

فرت من زيوس صرخة مستنكرة، عقدت حاجبيها ويديها وسارت تتبع لاسكيريا

بصمت.. هما معا منذ يوم كامل إلا أنها لم تحببها ولو قليلا، تنهدت بانزعاج

وعقلها قد ضج بمختلف الهواجس التي تؤرقها الآن

نظر إليها أجيس باستغراب وتوجس، حاول سؤالها عن سبب قلقها لكنه أعرض

فهل هو حقا في مقام يسمح له بسؤالها؟ خصوصا أنه يعلم لأي غرض أظهرت هذا الوجه..

خرجوا من الباب الصغير ليجدوا أنفسهم في المكان اللزج السابق، أمسك أجيس

بتعويذة كانت تلمع ببريق باهت.. وفي غمرة من الضوء تم ابتلاعهم ليجدوا أنفسهم

قابعين أمام الشجرة المصنوعة من المياه

أخرج أجيس تعويذة انتقال مرة أخرى، ردد بعض الكلام بجماهرية لتبدأ بالإشعاع

والتآكل -خلافا لسابقتها- وفي ثواني كانوا داخل القفص الذي كانت فيه

ركضت زيوس كالمجنونة في كل مكان تبحث عن مرادها لتجده أخيرا فوق طاولة

من الذهب المشكل مع الألماس قرب السرير الذي كانت نائمة فيه، جلست على حافته

ثم بدأت بالعزف وأصابعها تضرب الأوتار بخفة

استمع أجيس لهذا اللحن الذي اعتاد سماعه أحيانا مضت، ذكريات سارت تتدافع امامه و

عيناه لمعتا بوهج خافت فازدادت قتامتهما.. كبحر هائج وسط عاصفة رعدية

ومن دون أن يحسا اختفت لاسكيريا من الغرفة فور دخول زائر غير متوقع..

وقف أبيض الشعر أمام الباب بصمت وظل يستمع إلى عزفها.. منديله الذي لا يفارقه

قد تعلق بين يديه.. ومعالم حمقاء ما فتأت تختفي

توترت ملامح أجيس وهو يلمح قرينه في الطول يقف بجانبه بهدوء مريب

نظر إليه القادم بعيون ذهبية ما كانت لتدل إلا على استفسار -أهناك شيء على وجهي؟-

ومن دون شعور حرك أجيس رأسه نفيا.. هو يحس بالرهبة وهو يقف بجانب هذا الشخص

لم يدري اهو وليد عدم المعرفة أم أنّ توتره ناتج عن الهالة الغريب الذي يستشعره منه

استدارت زيوس فور انهائها للعزف لتصرخ بفرح ممزوج ببعض السخرية

-فانس لما عدت لأغارثا.. اولم تكن نقاهتك تستغرق خمس عقود؟

وضع المنديل في فمه ثم امسك السترة الحريرية الثخينة والتي غطت الحرير الأبيض والازرق

الذي التف حول جسده.. سار بخطوات قصيرة ناحية زيوس التي وقفت في مكانها تنتظر

ما سيحصل، لا بل تتمنى ان يحصل.. وما هي إلا ثواني حتى تعثر فانس وسقط على وجهه.

أمسكت الشقراء بطنها وبقيت تضحك إلى أن نزلت دموعها بينما رفع الأخير

رأسه عن الأرض بهدوء معتادا على أمر قد غدى بديهيا وعاديا حتى أنه لم يعد

يسبب له الانزعاج.. حك انفه الأحمر بثبات في المعالم ثم نظر بشزر إلى أجيس

الذي رفع حاجبيه بسخرية واستفسار.. أكانت توقعاته عن القادم خاطئة؟ فما يراه هو مجرد

شيء غبي قليل معرفة كزيوس.. تنهد بقلة حيلة ثم قال وهو يكتف ذراعيه

-من يكون هذا الشيء أيضا؟

جلس فانس على الأرض ثم أخذ يطوي منديله الأبيض الحريري، قال معرفا عن نفسه بصوت رزين

-سعيد للقياك أجيس كريتوس ثيوفانس.. أنا هو بروتوغونس سديم

المقدرة والفكرة.. يمكنك مناداتي فانس كما يفعل البقية.. أما عن عودتي المبكرة يا زيوس

فهو أمر لا طائل منه مع كل ما يحدث هنا بل وأني متأخر.. ألا توافقين؟

توترت معالم أجيس وبقي متوجسا يحدق في فانس الغريب، بعد ادراكه أنّ هذا

الخوف الذي اجتاحه لأول مرة في حياته ما هو الا وليد تفاهة ذاك الأمر.

وبسبب غباوة في الفكر كلماته ضاعت وجسده تشنج في صمت موتر. وما كانت

زيوس بأحسن حال منه. هذا التوتر لم يكن بخاف عن فانس الذي أردف في محاولة منه لتلطيف الجو

-لا داعي للقلق فأنا عالم بما حصل، ربما فعل نيكس مستنكر لكنه ليس خيانة

القادم أعظم من مجرد خزعبلات لا نفع لها كهذه

-إذا أنت تقول أنّ نيكس بريئة؟ فانس ما أنت مدركه؟

-ربما ادراكي أكثر من المسموح، لكن حقيقة الحاصل متعلق بما مضى قبل وجودنا نحن

-ما أدراك بذلك؟

كانت لكنته تدل على قليل من الاندهاش.. بالرغم من معرفته لمقدرة فانس إلا أنّ هذا

تعدى حدود تصوره، حتى وهو يستمع إلى إجابته

-أخبرتك.. أنا سديم المقدرة والفكرة، لست بارعا في القتال إلا أنني أملك بصيرة نافذة

قاطعت زيوس حديثهما بصراخ وهي تمسك بمعصم أجيس بقوة

-أكنت عالم بهذا؟ فانس وأجيس أخبراني بما تعرفانه

شتت أجيس نظراته في المكان ثم قال بصوت خفيض

-لم يحن الوقت لتعلمي حقيقة القصة كاملة، فحتى أنا لا اعلم إلا لمحات مقتضبة

لم يسر زيوس ما سمعت.. فهي والجهل لم يتفقا أبدا، لكن شعور بالهدوء اجتاحها

فمعرفة أنّ نيكس بريئة –ولو ضمنيا- أراحها.. لكن أكان قتلها لإيثر لزوما لتدارك ما هو أعظم؟

كيف لها أن تتصرف وهي غير مدركة للأمر

~ معبد الكاهنة إيكو~

قفز برشاقة وهو يتفادى السياط التي كانت تتجه نحوه.. كثيرا ما كره سحر الماء

فما هو فاعل إذا لم يستطع قطع الأشياء؟ تعلق في جزء مذبب كان يتدلى من الكهف

وهو يلعن نفسه لدخوله هذا المكان، أما كان أفضل له لو بقي في تلك البحيرة جالبة الراحة

لكن هيهات بين تمني وفعل، أجال نظره في المكان باحثا عن نقطة ضعف ربما..

السياط المائية تسربت بكثرة من الشقوق الموجودة في الصخور الكلسية

التي اصطبغت بأزرق معدني.. ومع تنفسه السريع أدرك كم فعله هذا

عديم النفع حتى لو تفاداها لن يتفاداها كليا . أنفا حاول قطعها مرات ومرات لكنها تعاود التشكل بلا نقصان

كثيرا ما كره المعابد خصوصا الحوريات اللواتي يحرسنها، لكن موت إيكو جعله يأمل ولو

قليلا ألا يجد نفسه في هذا الموقف بالذات

تنهد بملل ثم نزل إلى أرض الكهف الصخرية.. لم تكن حركته مفاجئة لهذا لم يجد

أي رد فعل من السياط، حك رأسه وهو يفكر بعمق.. قطعا لن يستطيع

تمزيق الماء فلا منجد له من نهاية عبثية كهذه إلا إيقاظ ألفيوس من سباته

واستنادا على حاسة شمه القوي، اندفع باتجاه السياط والتي كانت تتمركز في الأمام

تفادى بعضها في حين أصابته أخرى أضرارا لا تدرك، غير أن ملابسه قد تمزقت..

كثيرا ما أحب الأشياء مرتبة ومنظره هذا قطعا بعيد عن الترتيب بأشواط، وبمزاج معكر صرخ

-بحق الإله أين ذلك المزعج

وصل المكان المقرر لكنه قوبل بوابل من الطلقات المائية.. قواه أنهكت قبلا

بسبب السياط.. ولم يعد بمقدوره تفادي هذا الكم الهائل من المياه المندفعة

وأسوء ما حصل أن نصف جسده السفلي قد غلف بطبقة لا تزول من المياه

فمهما حاول قطعها وتحطيمها تعاود الاستكانة.. بانزعاج

راقب تمثال إيكو الحجري الذي تواجد في جهة مظلمة من الكهف، لم يحزن عليها

لا بل لم تأته أبدا لو ذرة شفقة بسبب ما آلت إليه حالها.. فهي استحقت تحولها إلى حجر

بسبب ما تفعل به الآن، في نظره هذا مجرد عقاب إلاهي سابق لأوانه..

لم يعد يستطيع التفكير.. والتنفس أيضا، كل ما يراه هو فقاعات مختلفة الأشكال تشكلت

لتحجب عنه الرؤية، ظهرت لتعلن عن بداية زواله بعد أن

ازداد مستوى المياه حتى غطى جسده كله.. وبأخر ذرة من الأوميلون المتبقية في جسده

حاول تحطيم تلك الفقاعة التي تحتجزه لكن محاولته فشلت.. أغمض عينيه باستسلام بعد

ان نفذ الاكسجين المتبقي له وقد تشوشت رؤيته.. هو أحب الماء وكرهه في الوقت ذاته

ففي النهاية هو الشيء الوحيد الذي يجعله يشعر بالراحة والقلق في آن

الشيء الوحيد الذي يجعله يحس أنّ له روحا، جسدا، لا بل أحاسيس كالباقين وأنه ليس

مجرد دمية يتم التخلي عنها في كل مرة تنتهي أهميتها.. أغمض عينيه مستسلما

للوضع، وفي جوفه قد استكان جزء من الاقتناع.. لم يؤدي مهمته ربما؟ لكنه قطعا

سعيد نوعا ما لأنه لم ينهها، فشله هذا جعله يحس بقليل من الثقة في كونه حيا، شخص

كسائر الموجودين في أغارثا





~أغارثا~

واحدة من الممالك الأربعة التي تستمد طاقة وجودها من الادوات المقدسة
وهي الأكثر أمنا وازدهارا.. تقع في بعد زمني مغاير لعالم البشر
إلا أنها ترتبط به بواسطة شجرة عملاقة تكتسح السماء

~فقص دايدالوس~

هي عبارة عن مجموعة سجون غير مترابطة، على شاكلة أقفاص الطيور
تزينها أحجام سحرية تقوم بختم قدرات كل من يدخلها
صممها دايدالوس والذي سميت عليه وهو من أفضل النحاتين والمهندسين في أغارثا


~أرجوبانتس~



فصيلة من الحيوانات التي استوطنت الممالك الأربعة.. وهي في طريقها للانقراض
تمتاز هذه الفصيلة بكونها هجينة ما بين: النسور والأسود


~سرداب إيثر~

مكان لم يدخله غير مالكه.. كثيرة هي الأساطير التي انتشرت عنه
في كل العالم.. وما كان معلوم عنه إلا أنه سرداب واحد يتفرع لآلاف
من الغرف.. كل واحدة احتضنت أسرارها الخاصة


~سدم باندورا~

هي نوعين سبعة سدم اشعاعية تترأسها زيوس وسبعة ظلامية تترأسها نيكس
أما عن تقسيمها لاشعاعية وظلامية فهذا راجع لما تجسده
فزيوس تجسد الأمل الذي يحمله الناس أما نيكس فقد تجسدت من شعور
الخيانة الموجود في كيانات البشر
بمعنى: الاشعاعية ما كانت صنوان للأحاسيس الطيبة
أما الظلامية فنقيض ذلك



~معبد نيمف~

أو معبد الفتاة العذراء، توجد أربع معابد على حدود أغارثا، وهي المعبد
الشرقي، الغربي، الشمالي والجنوبي
ولكل معبد شكل معين يختلف عن الأخر، فمعبد الكاهنة -حورية- أيكو
على شكل كهف جبلي

~الأوميلون~

هي عبارة عن طاقة روحية تختلف من سديم لأخر حسب قوته ومقدراته
وتعتبر هذه الطاقة ميزان حياة السديم، كلما قلت حانت نهاية الشخص

~ألتوس~

احدى الممالك الأربعة، تعد أقواها وأقدمها، كما تسمى أيضا بعالم الجنيات
وتماما كأغارثا فسبب وجودها يعود إلى أداة مقدسة

~تايفوس~

هي المملكة الثالثة، مملكة زاهان.. تايفوس رمز للهلاك والشرور
فكثيرا ما كان سكانها سببا في حدوث عدة اظطرابات -فيضانات، براكين...-
في المملكة الرابعة والتي تمثل عالم البشر






من ذا الذي لا يعرف كلب الجحيم، سمعته سبقته في كل الممالك الأربعة
.. عينان عقيقيتين ما كانتا يوما تدل على الحياة
تماما كروحه التي بدأت تندثر تحت مسمى~ دمية السيد~
رغباته قد طمست منذ ابداعه، فقط طاعة مالكه وتنفيد اوامره هي غايته الوحيدة
لكن.. هذا قطعا لم يكن مراده حقا، العيش كالباقين كانت رغبته منذ
زمن طويل، لكن وفاءه كان المانع الدائم أمام تحقيق رغباته





فانس
غريب الأطوار،ذو اللكنة الناعسة.. بالرغم من حجمه الصغير إلا أنه
يملك من الحكمة الكثير، ويعلم ما لا يعلمه أحد





طباعه تعاكس
شكله.. النرجسي، المتعالي، وغريب الاطوار الأول
في أغارثا.. ما كانت تصرفاته أبدا واضحة أو مفهومة للبقية
وحيد فقط من فهمه ~إيثر~ ففي النهاية هو موجده وحاكمه الذي ماثله غرابة الأطوار.
بالرغم من غبائه الزائد إلا أنه ذراع زيوس اليمنى، صندوق أسرارها، ووسيلة تسليتها





ألفيوس ثيون


من كان من الأقربين لكن وبسبب الحاقدين
غدى يصنف من الخائنين









__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-09-2016, 11:13 PM
 

[CENTER][CENTER] [CENTER]



[

حين اندثر الجسد.. بقيت ذكراه خالدة، تجسد نكران وخيانة الأقربين
عاش في جحيم احتوى متضاربات من الأسى حتى غدى لا يفرق بين البهتان والحقيقة
لم يرغب في اقترافهم لتلك الخطيئة.. لكن وساوس الشيطان كانت أقوى
وساوس زلوا على اثرها إلى الحضيض الأسفل، لا يدري هل ستغفر السماء خطاياهم
لكن همه الوحيد هو ان يغفر حاكمه ما اقترفت يداه.. تمنى الخروج من القوقعة الجليدية
التي كانت سجنه ل18 عقدا مضى، وها هو مراده يتحقق أخيرا.. تساءل كثير هل تضرعاته
وصلواته كانت مقبولة؟ هل هي مستجابة؟.. أم أنّ القدر قد كتب الحاصل على سجيته منذ ألاف القرون
الغابرة.. لم يعلم، ولم يهتم فكل رغبته لقيا حاكمه المبجل والسؤال عن أحوال رفاقه القدامى
كان صوت تشقق الجليد كترانيم عيد بالنسبة له، لفحات الهواء الحارة التي التفت تغطي
سائر جسده المتجمد، ضوء المرجان المشع المتعلق على جدران الكهف
أثقل جفونه المغمضة. بتشنج ممزوج ببعض الوهن
فتح عيناه الجليديتين.. لم يستطع التعرف على الواقفين أمامه.. ولم يهتم لأمرهما، كان في
شبه غيبوبة، بين الحياة والممات وكل ما استطاع القيام به هو تحريك فكيه
وذكر اسم -إيثر-
لم تغفل عنه الابتسامة التي علت وجه أحدهما، بالرغم من رؤيته الضبابية إلا أنه
لم يرتح لها أبدا.. بادر بتحريك اطرافه بهدوء، مخدرة كانت خصوصا بعد مضي
هذه المدة الطويلة على احتجازه..
سيبيريوس الواقف على مقربة من ألفيوس الذي يشاهد النور من جديد بعد مضي مدة
طويلة قد أحس بالغرابة، بالرغم من أنهما لم يلتقيا أبدا في الماضي إلا أنّ هذه
اللحظات الآن قد جعلته يهتم لأمره ولو قليلا.. تنهد بانزعاج
ثم استدار إلى أبولو بلاتيني الشعر ذي العيون البنفسجية، من كان السبب في خروجه من
الفقاعة المائية التي احتجزته منذ حين
لم يكن أبدا يرتاح له، فهو من النوع غير المقروء، لا أحد فهمه غير إيثر
لكن ذاك الوحيد قد اندثر الآن ولهذا فالوسواس الذي يخالج سيبيريوس دائما قد ازداد.
أحس أبولو بالجو المتوتر الذي بدأ يطغى على المكان، وفي محاولة منه لكسره قرر
أن يجعل ألفيوس الشبه حي لعبته الصغيرة لمدة
تقدم بخفة لتتحرك عباءته الخضراء المطرزة بالذهب من خلفه كأن الحياة دبت فيها فجأة
ثم قال بصوت احتوى على رنة تجذب الانتباه وتسلب الألباب
-سعيد لعودتك من عالم النسيان ألفيوس.. أنا أدعى أبولو وأنا أحد السدم الاشعاعية
المسؤولة عن حماية إيثر
باستمتاع راقب تشنجات ألفيوس التي صاحبت قوله هذا، أكمل كلامه وابتسامة ودودة
معتليه ثغره
-حسنا بما أنّ قرنا مضى على حجزك سأعطيك ملخص لكل ما حصل، بالرغم
من أنّ احتجازك هنا كان لغرض التطهير لا العقاب.. إلا أن الباقين قد محقوا من الوجود وهذا
ليس بالأمر المفاجئ، فمن يرتكب خطيئة الخيانة عليه بتلقي العقاب، صحيح
أن إيثر لم يكن ليقتلهم إلا أن سيان قديسة العالم قد كانت معه على خلاف..
في النهاية، وبعد انتهاء تلك الحرب قرر إيثر ان يقوم بصنعنا نحن، سدم باندورا
كما تعلم نحن ربما، هم بدائلكم المحسنين؟ لقد صنع أربعة عشر حارس
كل واحد منا احتضن جزء من مشاعر وتصرفات إيثر
صمت بعدها يتلذذ بالمعالم المنزعجة التي ارتسمت على وجه ألفيوس، لم تغب
الخباثة المبطنة التي يستعملها غالبا عن سيبيريوس الذي قال متململا بانزعاج
-أبولو كفاك لعبا، ما دمنا حققنا مرادنا فلا طائل من بقائنا هنا
-أنتظر قليلا سيبي.. على ألفيوس أن يعلم كل شيء لا نريد منه ان يحمل أمالا كاذبة
في لقيا إيثر، ألا توافقني؟
ازداد انزعاج سيبيريوس لكنه التزم الصمت، فهو أدرى بنهاية النقاشات مع أبولو
لكن ما لم يدركاه هو العاصفة القادمة، مشاعر من الحزن وعدم الاقتناع، غضب شديد
وخوف من الحقيقة التي سيسمعها. كان ألفيوس في وضع يرثى له، لكنه فضل الصمت
والاستماع بخشوع، فهو يريد أن يعرف كل الحاصل خلال العقود الماضية.
أستطرد أبولو حديثه بعد أن ضرب كفيه ببعضهما
حسنا سأكمل إذن.. بعد هلاك أودن ورفاقه قرر إيثر التخلي عن كماله وهكذا صنعنا نحن
حماة أغارثا الجدد.. لكن بعد كل هذه السنوات العديدة وللأسف فقط تعرض إيثر للخيانة
للمرة الثانية وقد مات على اثرها هذه المرة.. ففي النهاية الجرة لا تسلم مرتين
~مات~ ترددت هذه الكلمة التي يخشاها مطولا في ذهنه، عيناه ارتجفتا، تماما كسائر
جسده، لم يعد قادرا على إدراك أي من الأحاديث التي يتبادلها الأخرَيْن
وحده في عالم منعزل ضج بكلمات كالموت، الهلاك، الزوال والاضمحلال
لم يتخيل قط أن يموت إيثر، حتى قبل 180 عام بعد أن خانه البقية كان يعلم في قرارة نفسه
أنه ورفاقه سيهلكون بينما الأخير سينجُو، أن يسمع هذا الكلام الآن كان كالكابوس بالنسبة له
فخوفه كان يتمركز حول عدم مسامحة إيثر له بسبب ضعفه، لم يفكر قط أن السنوات الضائعة
ستضيع عليه أخر رغبة له.. لم يعلم متى تحرر أو كيف سار.. لم يعلم ماذا قال أو ماذا
أخبروه، عيناه الجليديتين قد ازدادتا برودة، عينان أغشتهما عاصفة جليدية تزيل الحياة.
ابتسم أبولو باقتناع لما حققه ثم حرك يده التي احتوت على خاتم ذهبي في الهواء فتشكل
قرص سرعان ما ملأته كتابات ذهبية توهجت بقوة، وفي ثوان معدودة كانوا هناك
أمام قفص دايدالوس الذي احتوى على أجيس ورفاقه
وبنظرات سببت الرعشة لهم تاملهم ألفيوس، الذي تقدم بهدوء وهو يردد اسم
~زيوس~ التي كان من المفترض عليها حماية إيثر، لكن لم تقم بأي شيء مفيد.
لم يوجد غيرها هي فقط واقفة أمامه على بعد خطوات قليلة من أجيس وفانس.
كانت مشدوهة إلى حد بعيد، فها هي الحياة تلطمها مجددا بمفاجئة ثقيلة الوزن
لم تكن حال أجيس بأحسن منها، فها هو بصيص أمله الصغير قد اتضح
أكثر وأكثر.. لم ينبس أحد بأي كلمة، صمت مدقع اكتنف المكان وما قطعه إلا حديث
فانس ذي النبرة النعسة
-ألديك تلخيص لما اقترفته أبولو.. مالي أراك سعيدا لهذه الدرجة؟
-لم أرك منذ مدة فانس، كما ترى لقد جلبت ألفيوس لكن.. ألا تظن أن
عقاب الخونة هو الأهم الآن، لنترك شرح الأمور لما بعد المعركة
-معركة؟
غمغم فانس بكلمته مستفسرا، لم يطل انتظاره حيث شقت صيحة أبولو الجو السائد،
استطرد وهو يفرد يديه بطريقة درامية معلنا عن بدأ ملحمته الختامية
-أجل المعركة التي ستجمع زيوس وألفيوس، معركة حتى الموت.. في النهاية
على الخونة أن يلاقوا نهايتهم على أيدي بعضهم.. ألا توافقني؟
لم تكن صدمة واحدة.. بل هي عدة ضربات على أوتار حساسة لكل من في القاعة
لم يفهموا أبدا مغزى كلامه وهذا لم يكن بجديد على الأغلبية.. لكن من الواضح
أن مراده بعيد كل البعد عن الانتقام لمقتل إيثر كما يزعم، فما الذي يرمي إليه هذا الرجل بحق الاله؟
-ما قصدك أبولو؟ أو تتخذ مثل هذا القرار لوحدك؟
لم يعر أي اهتمام للكنتها الغاضبة، فقط منحها احدى ابتساماته الساحرة، المستفزة، الدائمة
وبحركة خفيفة كانوا قد انتقلوا إلى حلبة قتال في وسط أغارثا.
تأمل ألفيوس المكان الذي وصلوه بدهشة عارمة أكدتها كلماته
-إنها جميلة بطريقة غير متوقعة
-أجل في النهاية لقد صممها دايدالوس بنفسه، وكما ترى فهو عشق الطيور على نحو
مثير للشفقة لهذا تبدوا كقفص طير كبير، أما المدرجات فهي بمثابة القضبان
-أهي قفص طيور حقا؟ تبدو كآنية فخارية بالنسبة لي
برعب درامي صرخ أبولو وهو يحتضن نفسه في حين سُمِع هزيم الرعد من خلفه
فأي شبه بين القفص والأواني بحق صانع الكون؟
كم يشعر بالحزن على دايدالوس، فمنذ عقود لم يقل أحد غير هذا الغبي كلمة مسيئة عن ابداعاته
انزعج أجيس من حديثهما غير المهم، لا بل انزعاجه انصب على أبولو الذي قرر ذاك
النزال المفاجئ وها هو الآن يخوض نقاشا غير مهم البتة
وبحركة مباغتة من الأخير تناثرت بتلات ورود حمراء قانية، تبعتها كلماته التي لا معنى لها
-والآن كفانا مزاحا ولتبدأ المعركة المصيرية، كل شيء جائز لكن لا تلكم وجهها
ستكون مشكلة ان تشوهت.. أتتخيل رفاتها وهي بذاك الشكل؟ وانتِ زيوس لا تشويه
برعدك، اتركي جثة من أجل الدفن
لم يعلق أحد على كلامه، فأي عاقل سيجادل مختلا مثله، أجيس لم يستطع
الحديث على خلاف عادته، فأبولو تماما كفانس يسبب له رعبا غير مبرر، أما
سيبيريوس فهو مجبر على طاعته بأمر من نيكس.. لم يفهم بتاتا لما أمرته بتنفيذ
أوامر أبولو، خصوصا أن زيوس هي المقربة منها
-أرغبتك السلطة أم السلطة؟
-ما كنت يوما لأطمع بأقل من ذلك، لكن رغبي بتاتا ليست السلطة وتأكيدا ليست السلطة
-ما كنت يوما أحب المقامرة أبولو، واعدك بأني سأعذبنك ان كانت غايتك من الحماقة
تحمل الكثير
بالرغم من أنه خائف إلا أنه قرر المغامرة، ربما لا يعلم نهاية الأمور لكنه يثق بحدسه
الذي لم يخنه قبلا
-فانس هل حقا سنترك تلك الشيء عديم الأخلاق تقاتل ذاك الشيء
انتبه كلا من أبولو وسيبيريوس على أجيس الذي احمر بسبب التوتر
في حين أجاب فانس بطريقته المعتادة وبنفس معالم الوجه النعسة، غير المهتمة
-أجيس ذاك الشيء بشري لهذا لا تشمله معنا، أما عن قتالهما فهو أمر لا طائل منه
لا تحاول إيقافه، بل اترك القدر يسير حسب ما هو مخطط له
-تماما!
-أنت لتصمت، فقدرك ليس بذاك المزين بالورود
-تبا، أيجب أن أكون ضحية زيوس كالعادة
وكالعادة كلما يكون أبولو مشاركا في حوار يتغير منحاه بدرجة كبيرة، وهذا ما ادخل الرعب
إلى قلب أجيس الذي قال ووجهه يوشك على الانفجار
-أتتغير المواضيع بصفة دائمة كلما شارك أبولو فيها، لا الأهم هل تلك الشيء قليل
الحياء مخيفة؟
~اجل~ هكذا جاوباه من دون التفكير مرتين، كان يتساءل عن حقيقتها فهي بالرغم
من كل ما سمعه عنها بدت مختلفة عما تخيلها، لهذا قرر المراقبة.. من يدري ربما يبصر
شيئا لا يحدث إلا تارة
انسل ألفيوس إلى الأمام بخطوات صامتة، وهو يحمل في يديه سيفا فريدا لم يرى
أجيس مثله من قبل، سيف نبض بضوء الشمس، لا بل بدى أنه صنع منه في أول وهلة
كان كسرة من البلور الرقيقة، بدى كسيف شبحي بسبب الوهج الأزرق عند الحواف
وبحكم دراساته السابقة أدرك أن هذا السيف أقوى من أي شيء رآه قبلا
لمحت زيوس عينيه، كانتا تسببان حرقا أشد من حرق الجليد، أعين أشد زرقة من أي
أعين بشرية قد رأتها من قبل، أعين قد خلت من الحياة، لا بل خلت من الإنسانية
كانت أعين وحش مفترس يرغب في إراقة الدماء
شعرت زيوس بالتوتر وهذا ما أحسه أجيس، لم يعلم السبب لكنه متيقن أن سباتها
الطويل قد سبب لها عطل في أحد الأعضاء الحيوية أو شيء من هذا القبيل
كان الوقت غسقا، الحمرة التي انعكست على سيف ألفيوس جعلته يبدو مغطى
بالدماء، دماء ألاف من الضحايا، حتى بدى لزيوس أنها تسمع صرخاتهم المعذبة
ومع كل دقيقة تمر كان ثقل الجو يزيد وتغير لون الأفق للبنفسجي، دقائق من الصمت وكل
واحد يترقب حركة الأخر، من يخطئ في خطوة واحدة سيفقد حياته أو ربما أسوء من ذلك
ومع أول خيط للظلام انطلق ألفيوس نحو زيوس التي حملت سيفا فولاذيا كان
مرميا وسط الحلبة.. طنين مدوي كنواح الشخص الجريح، هذا ما انطلق بعد التقاء
نصلا السيفين.. صدت زيوس الضربة الأولى ثم تراجعت إلى الخلف وهي تتألم
على خلاف ألفيوس الذي كان في أحسن حال، جسديا على الأقل
نفسيته كانت في حال يرثى لها، فمن استسلم للغضب حانت نهايته وهذا أمر بديهي..
تقدم مجددا ومرة أخرى اصطدم السيفان مصدران ذلك الدوي المزعج
أحس أجيس بألم في رأسه، ورغب في أن يغطي أذنيه.. لكنه امتنع، فهو بعيد
عن المتقاتلان وما يسمعه الآن لا يعد شيئا مقارنة بهما.
كانت زيوس تعبة وقد تفنن الإرهاق في رسم معالمها، بالرغم من أن حالتها كانت أحسن من ألفيوس
فعقدين لا يقارنان بقرابة القرنين.. لكن الغضب الذي اجتاح الأخير كان دافعا يزيد
من قوته.. وبأنفاس متقطعة سألت وهي تطمح في إجابة تشفي غليلها
-أخبرني ألفيوس، ما سبب قتالك هنا؟
طال صمته حتى ظنت أنه لن يجيبها، لكنها كانت مخطئة فقد قال بصوت أشبه بالهمس
-أنا فقط أرغب بأخذ ثأر ملكي
-أنى لشخص جاهل مثلك أن يفكر حتى في هذا؟
كانت منزعجة، متعبة وغير قادرة على ترتيب أفكارها.. أرادت الدخول في حديث
سلمي معه، لكنها فقدت أعصابها.. لم تستطع احتمال النبرة اللاذعة التي
تصفها بالخيانة، خصوصا من شخص مثله فشل قبلا في إتمام واجبه.
ازدادت برودة الجو، غدى لهاث زيوس يظهر على شاكلة بخار ساخن في نور القمر
أما سيف ألفيوس فقد اكتسى بصقيع أبيض.. أحكم قبضة يده على السيف ثم وجه
ضربة أخرى إلى زيوس والتي تأخرت حركتها، فأصاب نصل السيف ذراعها
تدفقت دماءها الحمراء، وازداد ارتعاش يدها فأسقطت السيف، وبكل ضعف
حاولت امساكه لمرات لكنها لم تستطع
راقبت البلورة الرقيقة تقترب منها، وكم أشفقت على حالها.. أهذه نهايتها؟
في الحقيقة.. هي كانت تفضل الموت في ميدان المعركة، لكن ليس بهذه الطريقة
الهزيلة، المثيرة للشفقة.. كم لعنت نفسها بسبب الضعف الذي غدت فيه..

[B]لكن ما النفع من ذلك الآن؟

***



كيف أحوالكم مينا سان
أي سنو وكروكرو سانكيو بحجم السماء عردودكم عن جد أسعدتوني
مثل ما تشوفوا نزلت فصلين كدة دفعة بما انو سنو تشتكي من قصر البارتات

قبل ما أنسى ~إيكو~ حورية عندها قصة طويلة عريضة
كدة وهي السبب الرئيسي فظهور النرجسية X'DD
لازم تشكروها ي نرجسيين
المهم بدي ردود حلو وكدة ترا انا اتحمس لاكتب بسبب الردود مو التهديدات : )
أي سبيريت لو ما لقيت ردك رح أدبح دنبريس




[/I]

__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-09-2016, 11:20 PM
 


تم قراءة الثاني كمان

-


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


كيفك فيو الجميلة؟

أخبارك و أحوالك يا فتاة؟

إن شاء الله تمام و ما تشكين من شي أبدا

كحح كحح شفتي كيف إجيت رديت ،ترى ما تحسبي الحجز أنا فكيتو حتى قبل ما تجي غدير

رغم أنو ما في منافسة بيننا هلأ

كياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

يا جمال زوجي أجيس بس ،أحبك يا فتى < وصلي الكلام دا إلو حماتي

بجد ما تعرفي أديش اشتقت لأجيس ،أخيرا نزل الفصل و رويت اشتياقي < دراما

لا لا بجد أنا اشتقتلو مو دراما يعني

فصلين؟ 0.0 واااااااااااااااااااااااااو قسم أحبك فيو ،أنتي أحسن صديقة شفتها بحياتي

أنتي بدي أسألك ما قلتي أنو الفصل الثالث يكون بطقم فانيتاس ؟

ما كنت أعرف أنو ألفيوس رح تخليه من صورة فانيتاس

ايه شفت مبارح صورة أبولو ،كانت القديمة تمثل غرابة الأطوار أكثر بس دي الجديدة تمثل الدرامية أكثر

أخخخ لو كان في صورة تمزح بين تنيناتهم < كففف

حبيت فانس،أحسو مرة كيوووت ،أتخيلو قطعة مارشميلو بدي ألتهمها

أقول مع أنو لسى ما توضحت قصة خيانة إيثر بس تبا لكل الخونة ،أنا بنتقم لإيثر حماي منهم

انتظروا كلكم بس تجيكم الملكة سنو بجيشها العظيمة الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا < أوت

أثارت أيكو فضولي ،بدي أعرف حقيقة تجمدها و تحولها لحجر

القتال بين زيوس و ألفيوس مرة مخيف،اقشعر له بدني يا فتاة

بس بدي قول شي،تبا لك ألفيوس ،فالتحل لعنتي عليك إلى يوم مماتك لأنك تزعج زيوس

زيوس مادري مشفقة عليها أنا الحين

لاسكيريا وين اختفت البنت ،يمكن كانت تضيف جو أجمل

بدي أعرف هو ألفيوس كان يعرف أنو أجيس ابن إيثر؟

ايه تذكرت عجبتني طريقة كلام أجيس و مخاطبة الخلق بالأشياء

في كتير خبايا برواية تثير فضولي بس أتركها للوقت أحسن

اي كمان ذاك المقطع تبع تيتانيا هو يلي أرسلتيه قبل

كنت عم أقرئوا و أعمل كأني قرأت دا المقطع بعدين تذكرت أنك أرسلتيه إلي

أوبيرون هي أخت تيتانيا مو؟ لكان ليش خانت أختها ؟ 0.0

أوبيرون دي شدت اهتمامي أحسها رح تقيم حرب كبرى

أقول بظن ردي يستوفي كل شي

علقت على يلي شد إهتمامي في الفصل

الفصل كان جميل جدا خصوصا بوجود زوجي العزيز حب0

رويت نهمي للقراءة فيو

هنيئا لي بك حب3

جاااااااااناااا ~

νισℓєт likes this.
__________________





التعديل الأخير تم بواسطة Snow. ; 08-10-2016 الساعة 12:11 AM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-16-2016, 03:03 PM
 





الفصل السادس: جَحِيمْ! طقوس فارماكوس


[
راقبت البلورة الرقيقة تقترب منها، وكم أشفقت على حالها.. أهذه نهايتها؟
في الحقيقة.. هي كانت تفضل الموت في ميدان المعركة، لكن ليس بهذه الطريقة
الهزيلة، المثيرة للشفقة.. كم لعنت نفسها بسبب الضعف الذي غدت فيه..
لكن ما النفع من ذلك الآن؟
جاثية على ركبتيها، خائرة القوى.. تنتظر فقط متى ستحين نهايتها
متى سيقطع نصل السيف رأسها.. كانت حقا ترغب في لقاء نيكس مجددا
لكنها راضية بقدرها، ففي النهاية لقد فشلت في تأدية ما وجب عليها القيام به
أمر واحد فقط، واحد لا غيره.. أمر في غاية البساطة، كان عليها فقط حماية إيثر
لكنها لم تفعل.. تتذكر حين دخلت إلى بهو البارثينون، حيث اجتمع الجميع يحيطون
بنيكس.. لم تصدق أبدا، حتى عندما رأت بعينيها لم تصدق أي فعل شنيع اقترفت رفيقتها.
هي زيوس من وجب ان تكون الحامية لم تقدم على فعل الكثير.. لا تزال رائحة
الدماء عالقة في أنفها، ومشهد الجثة المضمحلة يغزو تفكيرها
أكانت يوما بهذا الضعف؟ لا قطعا لم تكن، هي سيدة البرق، الشخص الذي كان
يزيل كل من يهدد إيثر ولو كلاما فقط.. لكن ماذا فعلت عندما حانت اللحظة التي تحدد كل
شيء.. لا شيء، فقط بقيت فاغرة الفاه كالحمقى، المغفلين، لا الأدهى من هذا وذاك
أنها ساعدت نيكس على الهرب، كان غباءا محضا حقا.. حتى وان كان ما قامت به لسبب
فكان من واجب زيوس أن توقفها، تسألها السبب ثم تحكم بالواجب لكنها لم تفعل
الآن فقط فتحت عينيها وهي تستنشق أخر ذرات الهواء، كانت غبية وهذا ما أكده
كل السدم، حتى ان كان فانس مقتنع أنّ ما فعلته لم يكن بهذا السوء، ماذا عن الأخرين؟
حتى أبولو الذي كان كظلها الذي لا يفارقها، قرر قتلها -مع انها تشك في حقيقة هذا-
لم تفق إلا على برودة النصل التي اخترقت ذراعها.. كان ألما لم تشعر بمثيله قط
جليد بارد يتحول نارا فور لمسه لبشرتها، لقد سمعت أن حروق الجليد أشد ألما
من حروق النار لكنها لم تقتنع إلا الآن
-تبا لك، أهذه هي القوة الجبارة لحماة إيثر الجدد؟ لا غرابة في هلاكه إذن
أين تعقلها المعتاد؟ قطعا لم تعد أعصابها المشدودة قادرة على الاستماع له أكثر
من هذا، احتقن وجهها بحمرة شديدة ثم صرخت هادرة وقد لمع برق ليلكي في سماء الليل
التي رصعتها نجوم متفرقة قبل قليل، نجوم اختفت تحت غطاء من الغيوم الرمادية خوفا من البرق،
برق لم ير ألفيوس مثله قط، كان كلسان عملاق يتمايل من دون توقف، لسان تفرعت
منه ألسنة ألف أصغر حجما.. كان أجيس مشدوها، جمال العاصفة التي أتت بغتة قد سلبت
لبه، فهذه أول مرة يرى شيئا كهذا، لكن صراخ زيوس أخرجه من أحلامه التي مادامت لأكثر
من برهة صغيرة.. تكلمت بغضب وهي تتحامل على نفسها لتنهض
-أنى لشخص مثلك الحكم علينا؟ أنى لضعيف فشل في رفع السيف أن يقول مثل هذا الكلام؟
أنى لمن كان الأقرب أن يتردد؟ أنت مثلي.. ما يميزك حتى تعظني؟
كانت تتمايل وهي تصرخ بكلماتها، ترنحت كثمل شرب طوال الليل، لم يكن امامها إلا الارتكاز
على السيف وسط الحلبة، كالحمل الخائف بدت أمام ألفيوس، كان الشحوب قد غزى وجهها
فلم تكن الدماء التي فقدتها بالقليلة، يكفي النظر إلى ثوبها الأبيض الذي تشرب ما يكفي لأن
يلتصق على جسدها، والبقعة الحمراء التي تشكلت تحت أقدامها
تسلل الخوف إلى أجيس من دون القدرة على منعه، صحيح لم يلتقها إلا اليوم، إلا أنه
عرفها منذ أن كان مجرد جنين في بذرته الصغيرة، كانت ألحانها هي ما يؤنس وحدته
في الظلام الذي أحاطه طويلا، موسيقى عذبة كبقعة من النور المضيء
وفي خضم هذه المعمعة حاول النزول إلى الحلبة ومساعدتها، غباء.. صحيح؟ فكيف
له هو من لم يحمل غير الكتب أن يساعدها، لكنه قرر ولن يعود عن قراره
تحرك بسرعة إلا أن يد فانس قد حالت بينه وبين تأدية ما قرره
حاول السؤال إلا أن خوفه من الأخير كان حائلا فسبقه أبيض الشعر باستفساره الناعس
-إلى أين يا فتى؟
تلعثم أجيس وقد احمر بسبب الرعب.. كانت العيون الستة تترقب إجابته، عينا فانس الناعسة
ونظرات أبولو المترقبة، كما أنه شعر بسيبيريوس ينتظر إجابته حتى ان لم يكن
يعيره أي اهتمام مطلقا
تنهد بهدوء ثم قال بخفوت وقد احمرت وجنتاه
-إذا لم نوقفهم فزيوس ستموت
-لست أقول العكس في مرئى كل هذا.. فزيوس لا تستعمل أبدا مهاراتها المعتادة
أبولو أكان هذا هو هدف هذه التمثيلية؟
-تمثيلية؟
ابتسم أبولو وهو يجيب بهدوء تام
-ليس تماما فانس، قد تكون لدي شكوك حول أمور عدة غير مترابطة
لكن للآن لم أحصل على شيء يثبت صحة شكوكي تلك
-ماذا تعني؟
-من يدري؟ أنا لم أكن يوما بشخص يُفهم.. فحتى أنا عاجز عن ادراك مدى دهائي
ضحك بعدها بصوت عال، ثم صوب نظره على زيوس التي كانت ترتجف
تماما كورقة ذابلة معرضة للسقوط فور تعرضها لهبة هواء صغيرة
أجيس قد فضل الصمت، هو حقا لا يفهمهم، ولا يعتقد أن الزمن سيغير من الأمر شيئا
ارتكز على الحاجز الرخامي بصعوبة حتى يستطيع الرؤية.. لم يدري لما كان عليهم
بنائه بهذا الطول، فقد وصل ذاك الجدار الأبيض الذي زخرف بخطوط متوازية لعنقه
مما جعل الرؤية صعبة حقا.. خصوصا مع توقف البرق الذي كان مصباحا
عملاقا يضيء الحلبة، بالرغم من هذا فقد أنارت النجوم والقمر المكان، ولم يكن
يحتاج لمنظار ليعرف ما تعانيه زيوس الآن.. ارهاق، تعب، وألم شديد في الجرح الذي
على ذراعها، كان قد سمع من إيثر أن حراسه مصنوعون من ماء، ماء مع عناصر مختلفة
لكل منهم، وهذا ما جعلهم يتعافون بسرعة في المعارك خلاف للآخرين
لكن ما يراه الآن مختلف تماما، فقد جرحت زيوس منذ وقت طويل وحتى إذا كان الجرح
بليغا لهذه الدرجة فكان من المفترض أن تظهر بعض الأمور تدل على تعافيها
ولم يرق له حقا عدم لمحه لأي إشارة، وهذا ما كانت تفكر فيه هي أيضا، كانت تعلم أن
هناك خطب ما، منذ أن أفاقت وهي تشعر به، لقد حذرها ليبرا من هذا قبلا.. ليس هي فقط
فقد حذر نيكس تماما مثلها، فهما على خلاف باقي السدم حياتهم تحدد بحالتهم النفسية
وان كانت لم تصدق هذا أنذاك.. لكنها بدأت تصدقه الآن، تصدقه ولو قليلا
خصوصا أنها غدت بهذا الضعف الكبير، وبسبب ارتعاش يدها الكثير أسقطت السيف
ليختل توازنها وتسقط هي كذلك.. صرخ أجيس برعب بينما قفز سيبيريوس إلى الحلبة.
كانت دقات قلبه تتسارع، يخشى أن يفقدها ثانية، فهي الشخص الوحيد الذي تجعله يحس
بأنه حي، وبسرعة كبيرة تحرك، حتى أن عيني أجيس لم تلمحانه إلا وهو أمامها يصد
السيف بمخالبه.. لم يتكلم احد، وساد صمت موتر في الحلبة.. كلاهما يترقب حركة من الأخر
كانت هناك مياه باردة تقطر من السيف الشبحي الخاص بألفيوس، تقطر وتقطر كسمفونية
معلنة بدأ رقصة النهاية. سيبيريوس أوشك على الانقضاض على خصمه، إلا أن صياح زيوس أوقفه.
لم تكن غاضبة هذه المرة ربما متعبة، مرهقة لكن غضبها قد زال الآن نبرتها تهدجت وقد تخللها
صوت تنفسها المرتفع حين قالت بإعياء
-أخبرني ألفيوس، اتشعر بالندم لأنك عجزت عن الوصول لمبتغَى إيثر؟
لم يتوقع أحد سؤالها، لا أحد حقا، حتى أبولو نفسه بقي مندهشا يراقب بتمعن
فزيوس التي يعرفها ما كانت لتقبل بحل وسط، إما الحياة أو الموت، الانتصار أم الخسارة
لم يكن أبدا يعي ما تحاول فعله وهذا لم ينل استحسانه كثيرا
بقي ألفيوس جامدا، كحجر الصوان، لا يدري أي أمر ترغب في معرفته.. لم يكن أبدا
مثل أريس، هو لا يهتم كثيرا بكبريائه، لكنه لا يرغب حقا في إجابتها.. فهي لم تنل
اعجابه حقا، خصوصا بعد ما سمعه من أبولو عن سماحها لقاتلة ملكه بالفرار
يعلم انه لا يحق له التكلم، لا يحق له حقا فتح فمه هذا والصراخ في وجهها لعدم قيامها
بواجبها، لكنه لا يستطيع، حقا أراد ولم يقدر، كل ما يريده هو رؤية إيثر والركوع وطلب الصفح
لكن كل شيء ذهب في مهب الريح، فملكه قد مات ولا طريقة لإعادته
-صمتك هذا يثبت شكوكي.. أعلم أنني لست في مقام لقول هذا لكن
مدت يدها بضعف تطلب مساعدة سيبيريوس، فأمسكها الأخير بخفة وجذبها بهدوء
لتقف وهي ترتكز عليه، أحس بحرارتها، وببلل الدماء على ملابسها، كان يكفيه
أن يشم ليعرف أن ما فقدته أكثر مما تبقى في جسدها، حاول منعها من الحديث
وأخذها إلى ليبرا، لكنها أشارت بالرفض بحركة ضعيفة من يدها السليمة، صوبت
نظراتها الزائغة نحو ألفيوس، كان بؤبؤ عينيها يرتعش بطريقة سببت لها ألما شديدا في رأسها
لكنها قالت بصوت حاولت قدر الإمكان جعله مسموعا للجميع
-قد أكون أصنف مع الخائنين الآن.. لكنني لازلت أثق بصحة فعلي، وبما أنني
أثق بصحة ما فعلت فلا بد أن لك سببا لعدم قتل رفاقك.. أذا أردت صفحه فساعدنا
كان وقع كلماتها غريبا، حتى على أبولو وسيبيريوس.. لكن أكثر من تأثر به هو ألفيوس الذي
أصبح محط سخريتها حسب اعتقاده، لهذا زادت رغبته في قتلها
حقا أراد أن يراها جثة هامدة بلا روح، لكن نظرات الكلب الواقف بجانبها قد جعلته
يتوقف، من يدري ربما كلماتها تحمل من الفائدة الكثير.. لمحت زيوس انه قد هدأ..
ولو قليلا لهذا تابعت بحذر وقد أضناها التعب
-هناك طريقة واحدة ووحيدة لمعرفة الحقيقة، إيجاد نيكس.. لا بل ملاقاة سيان نفسها.
لكن ذاك قطعا له ثمن غال جدا.. كل ما علينا فعله الآن هو إيجاد ليس هذا فقط بل ومنع احياء من مات..
كل ما نحتاجه هو العثور على زاهان، العثور على طريقة الموت المناقض، عندها ستستعيد رضا سيدك
-وما دليلك؟
أشارت زيوس بتعب إلى أجيس ثم قالت بخفوت وهي توشك على السقوط مغمى
عليها
-ذاك ابن إيثر، ملكنا وشمسنا.. هو الوريث وهو سيثبت صحة كلماتي
ثم غابت عن الوعي بعدها وقد أتعبتها الجراح التي حصلت عليها.. توتر أجيس
وهو يلمح النظرات التي رمقه بها ألفيوس، نظرة استهجان، دهشة واستغراب
وكالعادة فقد احمرت وجنتاه، كثيرا ما سمع عنه من والده هو ودروجو وسيرس
وآريس إلى جانب سثيليوس.. بالرغم من انهم خانوا إيثر إلا أن الأخير
كان لا يزال يحبهم، أخوته منذ أن كان صبيا.. بالرغم من أنّ إيثر غريب أطوار
إلا أنه يتغير كلما تكلم عنهم، خطيئته التي لم يسامح نفسه أبدا لارتكابها
كان يجدر به أن يكون واسع النظر، هذا ما كان يردده في كل مرة، وبالرغم من انّ
الجميع وضعوا اللوم على أولئك الأربعة إلا أنّ إيثر كان يلوم نفسه ومن دون شعور
وجد نفسه يقول لألفيوس
-إيثر لم يحقد عليكم أبدا، لا أنت ولا الباقين.. في الحقيقة هو من كان ينتظر عفوكم
عنه، لقد كان يلوم نفسه طوال القرن الذي مضى
لم تعد قدماه تحملانه، فخار على الأرض منهك القوى، وقد تسابقت دموعه تبلل
الأرض.. تردد صوت نحيب ألفيوس في المكان، فبدى في سكون الليل كترانيم هلاك
صاحبت صخب الحشرات الليلية.. كانت ليلة غريبة لم يشهد أجيس مثلها قط
ألفيوس الباكي، زيوس النائمة في حضن سيبيريوس، فانس وأبولو اللذان راقبا كل
شيء بصمت. كانت ليلة صيفية دونت مجرياتها النجوم التي أضاءت السماء
وشارك في جعلها فاتنة القمر الشاحب الذي بدى أكبر من حجمه المعتاد.
ابتسم أجيس ثم سار ناحية ألفيوس في الحلبة، لا يدري لما يشعر بالراحة وهو معه
لكن ما هو متأكد منه ان هذا الشخص ليس بالسيء
ركع على قدم واحدة بجانبه ثم مد يده وقد ابتسم بخجل، أمسك ألفيوس يده بحذر
كأنها كنز مصنوع من الجليد الرقيق الذي يخشى ان ينكسر، ثم ابتسم وقال بصوت ملأه
الندم وقطرات من الدموع عالقة في محجريه
-ليكن إذن تحالف، تحالف من بؤرة الخيانة، سيدي
-لا تنادني بالسيد أيها الدوني الباكي.. انهض فعلينا اخذ تلك الشيء عديم الأخلاق للطبيب
-شيء؟
بقي مشدوها، لثوان ربما.. لكنه انفجر بالضحك على نحو مفاجئ وهو يضرب ظهر أجيس
بعنف، وخوفه من كسره قد زال تماما. عقد أجيس حاجبيه بانزعاج ثم قال وهو ينهض بتكبر
-بالنسبة لمن كان يبكي كالرضع، ضحكك هذا حقا مزعج
-أسف لكنك مختلف تماما عن إيثر.. اعتقدت أنك ستكون مثله
-ومن المجنون الذي يرغب في ان يتشبه بشخص مثله، الله وحده يعلم غرابة أفكاره
-متأكد اننا نتكلم عن الشخص نفسه؟
كان ألفيوس قد امتلأ بالشك، فما يتذكره عن حاكمه لم يكن أبدا ما يذكر الأن
حاول جمع المزيد من المعلومات لكن أبولو قاطعه وهو يضرب ظهريهما بكفيه
-ألفيوس، الناس تتغير يا فتى.. والآن لنأخذ زيوس إلى ليبرا
-انتظر! أحققت هدفك من كل هذا أبولو؟
-بالطبع وقد كان نجاحا باهرا، من كان يتصور أن خطتي الملحمية ستنتهي هذه النهاية
الفاتنة، ولتشهد النجوم والقمر أن أبولو ليس له من الخلق مثيل
كان يتكلم بابتسامة مغرورة أزعجت أجيس، لكن خوفه من إطالة الحديث منعه من التعليق، إلا أن
ألفيوس كان بديله حيث قال بكل براءة وهو يشير على أبولو
-أنا لم أحبك منذ لمحتك اول مرة، لقد كانت تلك الشابة ستموت بسبب ملحمتك الغبية تلك
ظهر عرق الغضب على وجه أبولو مع أنه حاول الابتسام.. إلا أنها ظهرت كابتسامة
متكلفة جعلته يبدو كالبلهاء، وبوجه غطته خصلات الجبهة البلاتينية أعقب
-لم أطلب حبك، كما أن الشخص الذي كان سيقتلها هو أنت لا أنا
-من هو الشخص الذي ملأ عقلي بتلك الأفكار السوداء؟
-غباء، لا تحاول رمي تصرفاتك الهمجية على عاتقي، فأنا أرقى منك
-متى كان الرقي يمنح للأغبياء، أهو وسام شرف يوضع على صدرك يا سيد
الفتن؟
كان حوارهما البريء قد أخذ منحى مربك. فما كان من أجيس إلا أن دس نفسه
بينهما وهرب إلى جانب فانس الوحيد.. جال بعينيه في الساحة بحثا عن زيوس
لكنه لم يجدها لا هي ولا كلبها الأسود المخيف.
أعاد نظره إلى الساحة حيث عم صمت ثقيل بعد الجمل الاتهامية التي تبادلاها.
وقف متصلبا، فاغرا فاهه عاجزا عن الكلام مثلهم تماما، لم يكن يعلم ماذا يفعل.. مهما فكر
وفكر فهو جاهل لا يستطيع أن يحكم.. تعلق نظره في فانس وهو يأمل أن يبدي ردة
فعل واحدة عن معرفته.. تلك المعرفة التي يمكن أن تنقد ألفيوس الثلجي الذي بدأ بالاضمحلال
كسراب الصحراء. أخفض الضئيل رأسه بأسى.. تماما كما ابتسم أبولو في انكسار قبل
ان تختفي معالمه تحت شعر غرة.. بقي نظر أجيس معلقا في رفيق والده، هذا الرفيق
الذي لم يكد ينال حريته حتى التقى وشبح الموت المتأصل.
ابتسم ألفيوس بكل ود، ثم حرك يده مودعا إياهم وقد اختفى صدى كلماته غير المسموعة
كما تلاشى جسده في غبار أزرق سحري.
كان حزينا، مرتبكا لكن ولسبب ما عجز عن البكاء ووسط ثقل الجو قرر ان ينسل هاربا كاللص
ويبحث عن لاسكيريا التي اختفت منذ مدة طويلة.

اللَحْنُ الرَابِعْ:أَوَلُ خُطْوَة نَحْوَ التَغْيِيرْ..الوداع أغارثا!

كانت أغارثا غاية في الروعة، مكان خلاب لم يرى مثيلا له –وان كان لم يخرج لغيرها أبدا-
فضوء القمر الذي انعكس على المياه التي انطلقت كشلال من نافورة العذراء جعلته يحس
بالسكينة، أشجار الزيتون كانت تملأ المكان برائحة الطبيعة العطرة، اليراعات المضيئة
بألوان قوس المطر قد ملأت الأشجار، صوت السكون الذي انكسر بسبب غناء صراصير الليل
جعل الليلة كليالي العشاق الفاتنة، لم يكن يزور كل هذا أبدا.. فحتى عندما فقست البذرة
التي احتوته قبل عقدين لم يتحرك من غرفته في سرداب إيثر
بقي هناك ينتظر ظهور أحدهم لمساعدته، كان يتمنى أن يستمع إلى صوت الغناء الذي
اعتاده لكن امنيته لم تتحقق، كان جاهلا لكل ما حدث كما هو جاهل الآن لما يحدث
لا يدري لما اكتنفه الحزن فجأة عندما أدرك أنه وحيد، هو وحيد على الدوام هكذا كان
وهكذا سيبقى، لكنه أدرك ان غياب إيثر قد أصابه في الصميم
جلس على حافة النهر الموحلة، بصمت مع اليراعات المضيئة.. يتأمل خط النجوم المضيء
الذي انعكس على المياه الراكدة، كان يرتكز برأسه على ركبتيه محتضنا نفسه
سمع من لاسكيريا أنه الصيف مع هذا فهو يستشعر قرصات من البرد تنخر عظامه
لكنه تحامل على نفسه وبقي هناك.. لم يشعر أبدا بوقع خطواتها، كيف لا وهي لا تخطو
أبدا على الأرض، حتى ان بدى الحذاء ذو العنق الطويل الذي ترتديه يضرب الأرض
المفترشة بالأخضر
جلست القرفصاء خلفه ثم قال بصوتها الساخر المعتاد
-مالي أراك وقد استولى الحزن عليك، يالك من طفل يا أجيس
استدار بتفاجئ وقد غمرته سعادة عارمة، لم يكن يتصور أبدا أن غياب لاسكيريا
سيؤثر فيه لهذه الدرجة، في النهاية بعد تفكيره في الأمر مليا هذا ليس بالمفاجئ حقا
فهي كانت اول من أبصر، والوحيدة التي بقيت معه طوال الوقت، وبلكنته المتعالية قال
-كفاك هراء لاس، ألا يحق لمن مثلي أن يجلس مصاحبا نفسه؟ على كل حال أين
اختفيتِ كل هذا الوقت؟
-هذا ان كان لنفسك قرين يمكنك مصاحبته أجيس، البقاء وحدك ليست جريمة
لكن في وقت كهذا سيكون سخفا لا غير.. أما عن سؤالك الأخير فجوابه بسيط
لا يحتاج تذكير، أنا هي أغارثا نفسها لهذا اعلم الحاصل على ارضي وان كنت عن
الأعين غائبة
-ما قصدك؟ أتعتقدين أننا سنعثر على زاهان، فسيبيريوس في أيدينا الآن؟
-زاهان لم يعد هدفك المنشود الأن، فالعاصفة التي ستزيل العالم قد حانت..
والويل لنا إذا أعدنا الموتى إلى الحياة.. هذه كانت كلمات الملك الثاني.
كان كالأبله، لا بل أكثر من هذا.. فكثيرا ما كانت تقتبس أقوال الملوك من دون أن
تفسر له شيئا من معانيها.. بدت له غريبة أول وهلة لكنه اعتاد عليها الآن بعد الأعوام
التي قضياها معا.
كان انزعاجه الذي أبداه كاذبا سريع الزوال، فكل ما فعله هو الوقوف هناك، بثبات مع ازدياد قتامة عيونه
لم يكن يدري ما يفعل.. هل يصرخ أم يضرب أم يهرب أم كلهم مع بعض.. كان دوما يحس النقص وهاقد ازداد
احساسه هذا الآن، منذ لقائهما وهي تعيد نفس الكلمات -لقاء زاهان، امتلاك تعويذة
الاحياء، منع إعادة بعث الأموات- بحق الاله كانت تبدو سهلة حين سمعها أنفا
لكنه الأن لا يستطيع رفع رأسه حتى.. هو خائف مما قد يحصل إن فشلوا أكثر من خوفه على حياته حتى.
كم لعن مهجته هذه في قرارة نفسه، فبسببها حلمه الهادئ قد زال وتبدد في ثوان كأنه لم يوجد في الأصل.
تنهد بقوة وهو يحاول استعادة هدوءه ثم استدار ورحل، كان يعلم أنها تتبعه لكنه
لم يعلق أو يطردها، هو يحتاجها، يحتاج أي أحد الآن.. لكن في الوقت نفسه لا يريد أي
أحد، هو حتى لا يعلم ما يجب أن يفعل حتى وهو يعلم ما يجب القيام به؟ كره التناقض
هذا في مشاعره، ورغب بشدة في شكوى ألمه وحسرته له، أحس بحرقة الدموع في عينيه
فمسحها بقوة بكفه وهو ينهر نفسه مذكرا إياها بأنّ إيثر يعتمد عليه
أي ضعيف الذي يبكي بسبب شيء كهذا، هو وريث إيثر والشخص الذي تجري دماء الشمس
فيه، هو الشخص الذي لا يمكن للنيران أن تحرقه، بل هي تجري في عروقه وكل كيانه
هذا ما ردده وهو مشكك في صحته، هذا ما اخبرته به لاسكيريا وما كتب في المخطوطات
المهترئة التي قرأها، لكنه حقا عاجز عن التصديق، فهو ليس بابن إيثر الحقيقي، هو مجرد
دمية صنعها إيثر بدمائه، ربما يكون وحش لا غير، لم تكن حقيقة كونه وحشا تزعجه
فهذا الوحش قد ثبت على قرار لم يكن فيه رجعة أبدا.. قرار منع إعادة الاحياء ثم الزوال
والاضمحلال إلى الظلام الذي احتضنه طويلا، في النهاية السماء عادلة وكل يحصل على ما يستحق.
توقف فجأة، بصمت وهدوء، لعق شفتيه الجافتين ثم خاطب لاسكيريا طالبا بعض الإجابات
-حسب أقوالك أنا الملك الخامس.. لكني مجرد ضعيف لا يقوى حتى على حمل سلاح
لم تتغير نظرات لاس الساخرة وان ظهرت لمعة من الشفقة سرعان ما اضمحلت ثم قالت
بصوت متراخ وهي تتقدمه
-ما كان الضعف برفيق طيب يوما، وان ارتأيت ان نصف الحقيقة كذب.. أجيس
مهمتك كانت واضحة منذ البداية، فلا تلقي بثقل غبائك علي، افهم كلامي حرفيا
ولا تترجمه كيفما تشاء.. أنت ضعيف الآن وليس حين تبدأ مهمتك
-ماذا تعنين؟
-أتظن أنّ امتلاك القوة بالأمر الهين، ستتجرع ألم سم الدنيا بسبب تدريبات سيان
-ويحك يا لاسكيريا! ما عدت أدري القول الصائب من الملُتوِ.. أولم تكن سيان من الضائعين؟
توقفت في مكانها تتقدمه بخطوات ثم قالت بصوت لا يخلو من السخرية مع تنهيدة
طويلة جعلته يجفل في مكانه
-الرحمة! أنى لك أن تكون بمثل هذا الغباء؟ استمع أيها الوعل القزم، كلامي لن يعاد
وهذه أخر مرة سأسرد فيها القول الوزين.. سيان هي قديسة هذا العالم وحاميته، هي
مختارة الملوك ومالكة كل الأسلحة المقدسة وان لم تستخدمها
-أو ليست تلك القديسة مجرد أسطورة؟
-أنت أغبى من البهائم وان كنت بشريا مترفع المستوى، سيان لم تكن مجرد أسطورة
وان كان ما يقال عنها هو العجب العجاب
-هذا شنيع
-ما الشنيع في الأمر؟
-ولكن ما الغاية من كل هذا الحديث؟
-سيان ستخبرك بنفسها، في النهاية كل ما قلته سيكون هدفك بعد أيام
-ما الذي تعنينه بحق الاله؟
-لا تعتقد أن الملك إيثر سيرحل من دون سابق انذار او ترتيب.. كل ما يحدث وحدث كان
من تخطيطه، في النهاية هو ليس ذاك الملاك ذو الأجنحة البيضاء، إنّما شيطان من الجحيم
عودة ألفيوس، موته هو، خيانة نيكس وتصرفات أبولو البلهاء.. كلها كانت موزونة
لم يعد يدرك أي شيء حقا لهذا فضل الصمت وتبعها لحيث قررت الذهاب
وفي نفسه قد امتلأ شعور بعدم الراحة والارتياب.. لكنها حتما ستكون بداية
تغيره لشخص جديد.
لاحظ حركتها المفاجئة وهي تتقدم منه فتراجع متقهقرا إلى الخلف.. هي تخطو
نحوه وهو يهرب بطريقة مبطنة، لا يدري لما ربما الغريزة؟ لكن
ما يعلمه أنّ شيئا سيئا سيحصل له عندما تمسكه خاصة مع ابتسامتها الشريرة تلك.
لكن ما أثار ريبته أكثر من ابتسامتها هو توقفها عن الحركة.. ومن دون سابق انذار
وجد جسده يتهاوى إلى الأسفل بعد ان تلاشت الأرض التي كان يقف عليها
استغرق دماغه وقتا حتى يترجم ما يراه فأتت صرخته الخائفة متأخرة لكن قوية
جذبت انتباه الباقين في الجوار الذين أتوا مسرعين يستفسرون عن الحاصل
حدجتهم لاسكيريا بسخرية وشزر ثم قالت وهي تختفي مع أغارثا التي بدأت بالبهتان
-عقدين من الأن.. ابحثوا عن أنفسكم في هذه المدة، اكتشفوا العالم وطعم التشرد
ثم عودوا إلى هذه البقعة حيث منزلكم الأبدي أيتها السدم التي فقدت روحها.
اختفت أغارثا، تاركة ورائها كيانات ضائعة لا تعلم بداية الاحداث. لاسكيريا
اختفت بعد أن علا أمرها.. تشردوا في الأرض لتجدوا الإجابات.. هذا ما فهمته زيوس
التي ابتسمت بإشراق لأول مرة منذ زمن، واعدة من عرفتهم منذ يوم بالتغير نحو الأفضل ولحاقهم.

[/FONT][/B]
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE]

كيف أحوالكم مينا سان
سنو سانكيو بحجم السماء عردك
مثل ما تشوفواالمهلة تبع المسابقة خلصت امس وكدة فقررت أنزل
الثلاث فصول الأخيرة المهمز أنا مو راضية أبدا
عن اللي كتبتوا بالله عليكم مو كأنها خرابيط
:heee: أهم حاجة ذا هو الجزء الأول من الرواية ممكن تعتبروه كأرك أول
ناوية أعمل جزئين خلافا لذا بس الله اعلم كيف رح يطلعوا
رح ارجع بعد مدة مع فصلين إضافيين عن إيثر -هو خقة ولا وحدة توضح عينها عليه-
المهمز دمتم في حفظ الرحمن




[/I]

Snow. and Krustavia like this.
__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
Golden|The melody of death Florisa معرض تصاميم الاعضاء 24 11-30-2017 08:37 PM
Contrary Velvet | الَمخمل المُناقض - 2 - سبسر# روايات و قصص الانمي 12 10-08-2016 08:04 PM
صور Death Note , تقرير Death Note , صور Death Note2010 اهداء الى l_kareem_l Utchiha itachi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-11-2011 07:27 PM
Even In Death بقايا جروح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-29-2007 09:26 PM


الساعة الآن 03:54 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011