عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree70Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 07-18-2017, 09:28 PM
 




~تم تعديل البارتات السابقة~

يرجى إعادة قراءتها قبل قراءة الفصل







سيان أوتو دينلاس ~الكاهنة~



هي العالمة بأحوال الناس، مختارة الملوك وحامية الاستقرار

ابتسامة لطيفة ومعالم طفولية زينت بشاعة التصرفات، هي سادية محبة

لنشر الرعب وسماع الآهات







الفصل الأول: سيان كاهنة أركلاهال



نائما هو. يراوده حلم عجيب.. عن أشخاص لم يتبين ملامحهم وان كانت أصواتهم تبدو له

مألوفة بغرابة أدهشته. في ذلك الحلم تواجد ثلاثة أشخاص، ظلين في شاكلة رجلين لا يبوحان بشيء

وفتاة بشعر سماوي باهت جذبت انتباهه، كانت أصواتهم بعيدة، خاملة وغير مفهومة..

لكنه يقسم أن حديثهم ليس بالسار أو المفرح، وجوههم قد باحت باتهامات تدور في الفراغ بينهم..

شجار حول مسألة حساسة وان كانت غير واضحة. فهنا حيث يقبع الضلال ولا شيء غيره

من الصعب ادراك السيء من الصواب.. حاول الاقتراب منهم بدافع الفضول، لكن.. مع كل خطوة يخطوها

تكبر المسافة بينهم، حتى لو زاد من سرعته، حتى لو ركض فلا شيء يجدي..

توقف بعد مدة لا يدري فحواها وقد غرق في الظلام تماما.. يسبح في الأسود حيث تقبع الشياطين وأشباهها.

حيث يوجد الشر العظيم الذي تسبب في كوارث جمة، موت إيثر كان أولها وبداية حياته هو مجملها..

الأن هو بطل الرواية.. ليس إيثر، ولا لاسكيريا.. زيوس قد زالت والسدم تبعثرت، هو الوحيد الذي

سيعيد كتابة القصة من البداية راوي جديد وأسلوب مجهول سيصعب اتباعه.

تأمل التموجات الرمادية في السطح شاردا.. ربما هو اعتاد الوحدة والحياد لكنه قطعا ليس بكاره لرفقة.

راقب الظلال القرمزية الطويلة تتلوى أمامه في مجموعات.. كانت مشكلة من ذكريات..

ذكريات غريبة لا تمد له بصلة، عن إيثر، لاسكيريا، زيوس والباقين الذين لم يعرفهم..

رآها وهي تلتهم ببطء من قبل حلكة المكان.. ليظهر شخص شبه شفاف أمامه.. شبح أشقر بعيون

خزامية أخرجته بلطف من البحر الأدجن الراكد.. طفى على صفحة ليلكية متمايلا بسبب لطمات تموجات

الرمال السوداء التي تراقص عاصفة المشاعر المكبوتة.. بصمت راقب تسابق الأحداث أمامه..

أمور حصلت قبل قرون من وجوده هو، عن أشخاص قد زالوا الآن.. تحولت تلك الأطياف المجهولة

إلى سرب ذهبي من الأسماك الصغيرة، كثيرة العدد ومرتعبة تسبح في كل الاتجاهات.. راقبها أجيس بتمعن

وابتسامة متفاجئة قد اعتلت ثغره.. لامست انامله بخفة احداها فاختفت جميعها في هياج، لتظهر لاسكيريا..

كانت متبلدة المشاعر مكفهرة الوجه كما إعتادها.. وقفت هناك لثوان ثم اختفت سرابا

وسط المجهول.. وهنا في هذا السبسب الأسود تذكر ما رمي عليه من حجارة وثقلها..

ارتعابه، بكائه والدمار الحاصل بسبب خطأ اللا أحد. ربما هذا سبب شعوره بالخوف الآن

لكن لا وقت للنواح.. سيبكي حين تظلم عليه الدنيا. ومن هذا المنطلق اخترق الستار فانقشعت الأوهام

كاشفة عن بؤرة الضياء التي بدأت تكبر شيئا فشيئا.. ليزول الظلام وتنصهر رهبته.

من الصفر! سيبدأ كل شيء من البداية. هذا ما قرره وهذا ما سيعمل لأجله

سيتعلم ليصبح أقوى وأحكم، فإعادة جمع السدم لها الأولوية، هذه مهمته وهذا ما سيقوم به.

مالت شفته مظهرة نصف ابتسامة عندما مرت عليه لاسكيريا كخاطر في ليلة صيفية..

حرك رأسه بخفة ثم تنهد بهدوء ليبدأ سباحته

لعله يجد نهاية هذا النفق الأعمى الشبه أبدي. ثلم من الضوء يقوده إلى الواقع المرير.

ومن هذا العمق المظلم تفجرت بتلات دامية صحبها صوت أنثوي متململ (أجيس كريتوس ثيوفانس أفق!)

فتح أجيس أجفانه متأوهً، فقابله نور شمس اخترق فجوات الأوراق الخضراء المنتعشة التي غطت السماء.

عدل من جلسته بتعب وكل خلية في جسده تصرخ مشتكية من الألم

جال بنظره في هذا المكان المليء بالحياة.. الجالب لنوع من السكينة إلى الروح المتعبة

وهناك فوق أكبر شجرة كانت مفسدة نومه، جالسة بعيون ابتسمت مستمتعة وجسم صغير بدى له هشا للغاية

-على الرغم من كونها أطول منه وأكبر أيضا-

ذكره شعرها السماوي بالأميرة في حلمه فبقي صامتا واجما.. يخشى من كونه داخل حلم يقظة أخر
-لقد استيقظت أخيرا، بعد ان تسرب الملل إلى خلايا جسدي

لم يجب بل قابلها بصمت جعلها تقطب حاجبيها بتعجب بعد أن أمالت رأسها، ثم بخفة قفزت إلى الأسفل

كقرد صغير مشاكس. كانت عينا أجيس تتبعان كل حركة تصدر منها، غريبة الأطوار هذه التي لم يرتح

لها.. راقبها وهي تقترب منه بخطوات خرقاء غريبة أدخلت الرهبة إلى قلبه.. امتلأت جبهته بالعرق

وفكر: أيهرب؟ لكن إلى أين وإلى متى، من الواضح انها تعرف هذا المكان أحسن منه.

احتبست أنفاسه. وتبع بؤبؤ عينيه اليد التي تقترب منه. فجأة. توقفت عن الحركة حين بلغت

أقرب مسافة من وجهه. أغيرت رأيها؟ ربما من يدري، لا أحد هنا يعرف ما تفكر فيه..

فتح الأشقر الجاهل للحياة فمه إلا أنّ كلماته أبت الخروج، صفعة مفاجئة تركت أثر لاحمرار

خفيف على وجنته البيضاء. ومن دون سابق انذار وجد أجيس نفسه مستلقيا على

الأرض تعلوه هي، بشموخ تعدى عنجهية الملوك، ورقة ازهار الربيع المتوردة.

هي حطمته! لم يقدر على تصديق ذلك بالرغم من الحرارة التي تتسرب من وجنته لكفه

الذي يتحسس مكان الصفعة.. بادرت الفتاة بالحديث متهمة إياه بالغباء والجهل
-أيها الحيوان المتشرد أتجرأ؟ أي غباء بشري هذا؟ أيجب علّي التورط مع الغافلين الجهلة دائما؟
-عفوا؟
-يا وليد الدماء أفق.. فوقتي ثمين، وأنت كائن لا يستحق الكثير

عدل أجيس من جلسته.. ثم سأل وهو يبعد بارتعاش خصلاته الهائجة كقلبه الذي يقرع بجنون

داخل جسده الواهن
-أما آن أوان البوح بالحقيقة؟ فكما قالت حضرتك أنا جاهل لما يعتمر صدرك الآن

صفقت سيان بفرحة غامرة وضحكت بصخب، ثم ابتعدت عنه وهي تشبك يديها خلف ظهرها.

ابتسمت بخفة لتسعل بهدوء كمن يستعد لإلقاء خطاب على العامة، انحنت بنبل

كانت تفتقده قبل برهة ثم ابدعت في الحديث
-سيان هو اسمي وأنا هي قديسة هذا العالم.. أما أنت يا أجيس كريتوس ثيوفانس فستكون تلميذي
اللطيف، تصرفاتك، أمنياتك، طموحاتك وكل ما ترغبه أنا من ستحدده

راقب بتوجس الاصبع المرفوع أمام وجهه ثم قال وهو يبعده بنوع من الاشمئزاز
-قديسة أم لا.. ما شأن هذا بي؟
-الأيام هي من ستجيبك على هذا.. فهذا العالم بدأ يتداعى، وكارثة الألف عام ستحل من جديد
-كارثة الألف عام؟

كانت لمحة من الحزن قد طفت على وجهها، باردة قاسية وغير رحيمة بالفؤاد المفطور

أحس أجيس أنه أخطئ السؤال، فشتت نظره في أرجاء المكان منتظرا انقشاع ضباب

غريبة الاطوار الذي تخيفه. وهناك خلف احدى أشجار أبواق الملاك الموجود هنا لاحظ جسما صغيرا

يراقبه بتمعن.. قط ظريف بعيون عسلية مرتعبة تماما.. تبادل هو والفتى المختبئ نظرات استفهام لمدة

طويلة. وفجأة. من غير إحساس ولا شفقة ضربته سيان على رأسه.. ساخطا صرخ وقد أمسك موقع الألم
-أيجب عليك ضربي؟ أيتها الشيء غريب الأطوار

اغتصبت ابتسامة بصعوبة -وان كانت مرعبة قبيحة لا تفي بالغرض- ازدرد أجيس ريقه برهبة

ثم خطى بضع خطوات إلى الخلف. حساسات الخطر أشارت إلى كارثة قادمة فمن الحكمة تلطيف الأجواء.

أجفل برهبة حين لمح كتلة اللهب التي أحاطت طفولية المعالم. تقهقر إلى الخلف ثم تكلم بضعف،

بصوت مرتجف تضرع - بعيون قط مرتعب-
-سيدتي إذا قتلتني فمن ستدربين؟ أرجوكِ اصفحِ عن هذا البشري المسكين.

همهمت سيان في مكانها. فكرت بصمت لتستكين نوبة غضبها تدريجيا. طفت في الهواء ثم أوجدت بسمة

حانية اثارت ارتياعه. وبنبرة متعالية امتزجت في طياتها طفولية بريئة خاطبته
-نادني بالشيء مرة أخرى وسترى نفسك تتعفن في أرض الجحيم المستعرة
-حسنا إذن سيدتي أيمكن أن تخبريني من هو هذا؟

سألها هامسا وهو ينظر إليه بطرف عينيه.. وبنفس طريقته المثيرة للجدل اجابت
-ذاك زاسلير شريك تدريباتك.. وهو أحد الملوك
-ماذا؟

تهلل وجهها فظهر صف من الاسنان اللؤلؤية. جمال رباني ينسي الهموم ويثير الوجدان

إلا أنّ هذه المعالم سببت الرعب لأجيس المشكك. ومن دون رغبة في السؤال استفسر
-أيمكنك الشرح بالتفصيل.. فتلميذك المسكين غبي بطبعه
-هه على الأقل انت عالم بجهلك.. انك ادمي فريد من نوعك، فمنذ ولاتك وانت تملك
دماء ملوك أغارثا.. الدماء النقية لعائلة كريتوس ثيوفانس..
-أبسبب كوني وُجِدت من إيثر؟
-ذاك المتفاني بعيد عن الأسباب.. منذ مئة وسبعين سنة أقيمت طقوس الدم الخارجة عن المألوف.
تلك الحادثة التي أدت إلى بداية الزوال. أنصت لي.. زاسلير هو رفيقك ومستقبلكما لن يكون باليسير
-أنا لا أفهم ما تعنينه.. سيان، أخبريني ما الحاصل في العالم؟

اثارت طبيعته المتسائلة سخطها. وبرعد ثور الهادر صرخت
-بأي طريقة تنوي انقاذ العالم؟ وما انت إلا دودة بكاءة غبية لا تملك من المقدرات الكثير؟
عقدين.. سيكونان كافيين لكي تغدو قويا.

تنهد أجيس بقلة حيلة.. فكر. فيما تقوله، وما قد يحصل.. في هذه التفاهات التي تلتوي حول الماضي

مغلفة إياه وحاجبة المستقبل الملعون الذي ينتظرهم. نظرت سيان بشزر فأحست منه عدم الاقتناع

تمتمت بسخط ثم أردفت مكملة بهدوء مغتصب من جمرة غضب خامدة
-لديك عشرون سنة.. أما المكان فها هنا على هذه الجزيرة المنسية
وكل ما عليك فعله هو البقاء حيا.. زاسلير صغير لكنه يعلم الكثير فلتتعلما الاستفادة مما حولكما
-حسنا.. حسنا أيا يكن.. المهم أن يضمحل هذا الجهل الذي يصلبني على عمود مدبب

باقتناع وتفهم نادت سيان على فتى الأوبال المرتعب الذي لم يجب ندائها

حركت نفسها بخفة في الهواء. وقفت أمامه، ثم تمتمت في أذنه كلمات

جعلته يحرك رأسه بنوع من التوتر. راقبه أجيس يقترب منه ببطئ في حين اختفت سيان

على شكل ندى بعد ان ودعتهما بإحدى ابتساماتها المخيفة.

تأملا بعضهما.. بصمت كأبلهين لا يجيدان فنون الحديث.. كل واحد يترقب مبادرة الأخر

مل أجيس الانتظار فذاك القزم الذي اكتسى بالأبيض والسماوي.. ابتداء من الحذاء إلى العباءة

الطويلة التي اخفت نصف جسده وصولا إلى قبعته غريبة الهيئة لم يكن بالفريد

وبغتة. حين كان متلهيا بتأمله لزهور الأشجار الخضراء، أتاه قول زاسلير هادئا خفيضا

كخرير جدول في يوم ربيعي مشمس
-لقد أخبرتني سيان عنك.. وأرى أنه دوري في التعريف، أنا زاسلير أه شي جرايجور
ملك الإكريتيور وحامي حجر الفلاسفة
أحس أجيس بالألفة معه، كأن لقائهما قد حصل منذ امد بعيد..

احاديث عادية دارت بينهما، شملت العمر والبعد والنسب على الرغم من أن أجيس كان المبادر

في كل الاسئلة وإجابات زاسلير كانت مقتضبة لا تروي ظمأ معرفته إلا أنه تقبلها كبداية

فلديه ألاف الأسئلة.. عن هذا الإكريتيور وعن حكامه السابقين ، سكانه وخاصة عن حجر الفلاسفة

الذي سمع عنه من إيثر مرة.. الحجر جالب الشر والظلمات، من يغوي سائر الكائنات العاقلة..

من يبتغيه كل مشتهٍ للحياة الأبدية.

سارا في أغرب جزيرة منسية -كما سمتها سيان- تباين فيها الزمان والمكان.. وانقلبت الأحوال

والاحجام، بهية الطلة غزيرة العطاء.. اختلفت أنواع الأشجار الموجودة فيها، منها من عرفها

أجيس وأخرى أخبره عنها زاسلير في حين بقيت بعض الأنواع مجهولة لم يتبينا اسماءها أو استعمالاتها.

لم تترك لهما غريبة الأطوار إلا خنجر صغير أخذه أجيس وخريطة احتفظ زاسلير بها.. كنقاط إضافية في لعبة

الحياة والموت التي سيخوضانها. تنهد عسلي العينين. تلمس الجذر الأملس للشجرة المتفرعة التي استظل تحتها

حين أضناه التعب، نظر إلى الأشقر الذي ملأه العرق.. حاله أسوء من زاسلير، فهو لم يعتد السير الكثير وهذه

الكيلومترات العشر كانت كفيلة بامتصاص كل قوة تحمله.

بان التعجب وعدم الفهم واضحين في عيني زاسلير الواسعتين.. ففتى الادغال هذا لم يعتد على

ضعاف الجسد عديمي الاحتمال. كوّر أجيس قبضة يده بهوان ثم قال بتعب وانهاك
-توقف عن النظر بهذه الطريقة، أنا اموت هاهنا كما ترى
-أسف.. لكن تبدو مثيرا للشفقة على نحو ما، أخشى عليك الموت فعلا لا قولا هنا
-هه لست هزيلا بهذا القدر القبيح.. أسبوع لا غير وسأعتاد الأمر

ولأول مرة منذ التقائهما ظهرت معالم السخرية على وجه زاسلير.. ففي نظره أسبوع

كفيل بجعل أجيس يختفي كضباب الخريف.
*بعد خمس سنوات*

| الجزيرة المنسية ~شلال نيغورا الأعظم~ |

صرخة كتمت سريعا بعد ان سقط زاسلير في البحيرة أسفل الشلال من فوق الطائر العملاق الذي امتطاه

الخمس سنوات مرت عليهما معا، تعلما فيها كيفية الاستفادة مما حولهما.. جربا ما جهلاه وتعاونا

على حماية بعضهما من الوحوش التي أحاطتهما.. عملاقة مهشمة كانت أو ضئيلة سامة

فلمرات يعجزان عن عدها قاربا على الهلاك، إما بسبب نبتة أكلة للحياة أو فراشة منذرة

بالعذاب.. جرحا، وكسرت العظام لكنهما لم يستسلما قط، هما هنا معا وقد أصبحا أكثر قوة.

استلقى أجيس على طائر العندليب الأشهب خاصته وقد أتاه ضحك هستيري عجز عن كبحه

فها هي ذي فرصته السانحة قد أتت.. الفرصة التي منحه إياها الاله ليثأر من زاسلير على سخرياته الدائمة.

فهو لا ذنب له إذا بقي قصيرا لا يتعدى طوله المئة وثمانية وستين سنتميتر..

مسح على عنق طائره بنعومة فنزل متفهما رغبة سيده.. بخفة وبراعة وقف على ضفة البحيرة

التي اهتاجت مياهها الراكدة بسبب الشلال المندفع للأسفل ورفيقه الساخط الذي يصرخ بغضب وهو

يضرب المياه بقبضته.. صوت أثار اهتياج الغابة الساكنة من خلفهما

وتسبب في فرار الضعيف من الحيوانات.. ترجل أجيس بخفة فتراقصت خصلات الذهب التي طالت لنهاية

ظهره.. أطلق صوتا ساخرا مستفزا ثم قال وهو يعدل واقية يده السوداء التي صنعها من جلد

مدرع عملاق قاما باصطياده
-كانت سقطة موفقة أليس كذلك يا كاره المياه؟

تمتم الأخير بسخط من بين أسنانه. خرج من البحيرة ثم عصر شعره المصاغ من الأوبال المتخِلل بخصلات بلاتينية

والذي طال على نحو جذاب أبرز لون عينيه الفيروزية التي غدت حادة متقدة كجمرة ملتهبة.. ابتسم بانزعاج

وهو يقول بسخرية
-ما كنت لأقول غير ذلك يا شبيه الفتيات. صمت لبرهة ثم أكمل بنوع من الجدية: أجيس أنخيم هنا؟

ضرب أجيس بقدمه الأرض الطينية بانزعاج ثم قال بقلة حيلة وهو يراقب السماء التي

بدأ نصفها يكتسي بحمرة الغسق الليلكية
-أجل فالظلام قد حل والطائرين قد تعبا، ولا تنسى أنّ الليلة المقمرة قد اقتربت..
أصحيح ما أقوله؟

اخرج زاسلير من حقيبته الحريرية التي صنعها من بقايا العباءة الثمينة البيضاء ورقة مسطحة عريضة

من شجرة الأريك خُط عليها تواقيت ورموز غريبة، معلومات عن النجوم وحركة الكواكب.. لكن ما منحه

جل اهتمامه هو القمر والمعطيات التي كتبت بجانب رسمته
-أجل ما تقوله عين الصواب.. فقد مضى بالفعل ستون يوما على أخر ليلة مقمرة وتغير للخريطة
لننتظر هنا حتى تغير هذه الجزيرة الملعونة تضاريسها مرة أخرى

أعطاه أجيس علامة الموافقة ثم بدئا يجهزان مخيمهما.. النار التي ستدفئهما في الليل

الجليدي والأكل الذي سيملأ معدتهما الخاوية

افترشا الأرض العشبية على مقربة من البحيرة التي ركدت مياهها أخيرا بعد توقف الشلال..

راقبا السماء الجرداء الحالكة، والنجوم المعدودة الباهتة تزينها وحدها من غير رفقة القمر الضئيل الفضي

الذي اختفى خلف السحاب الرمادي
-زاسلير؟
-هممم
-أخبرني كيف تبدو الإكريتيور
-أنا جاهل مثلك لها.. قد تكون بنيتي الجسدية صنوان لجسد اعتاد التعب والحياة
لكني كنت في أيام حياتي الأولى عندما التقينا.. مجرد جاهل ضعيف فاقد لذاكرته

كانت أصواتهما هادئة.. فبعد ما تجرعاه هنا ما عاد المستحيل والغرابة يتوفران

ضمن مفرداتهما المتداولة.. فضلا طرح الأسئلة لعل النوم يقرر الرحيل عن هذه الجفون المثقلة

فهذه الليلة هي الليلة المقمرة حيث تتجانس التضاريس ويمتزج الواقع بالخيال..

إن غفلا للحظة التغير الجيولوجي الذي يصاحب ظهور قمر الستين يوم ستكون أيامهما

القادمة رعبا مريعا لن يتحملا خوضه ثانية.. استطرد زاسلير هذه المرة مكملا سلسلة التساؤلات
-أخبرني كيف كان والدك
-إيثر شخص يصعب التنبأ بتصرفاته.. فتارة تجده غريب أطوار متباه وتارة أخرى يكون نقيض ما ذكر
لكنه حنون.. معاشرته تضفي السرور وكل يوم أحصد معلومات لا تحصى
-أتحبه؟
-هه بالرغم أنني لست ابنه الحقيقي إلا أني أحبه كثيرا حقا.. دوري في السؤال: كم من ملك مر على
الإكريتيور
-من وجهة نظرك كم تظن؟
-من يدري.. في أغارثا إيثر كان الملك الرابع
-همم الملك الحديث الرابع.. هه في الإكريتيور الوضع مختلف
سيان لا تختار الملك بل تدربه.. نحن على خلاف بقية الملوك لا عرافة حياة لنا
-ما قصدك؟
-أتعرف العنقاء أجيس؟
-ومن ذا الذي يجهل طائر اللهب الذي يتفحم بعد موته ليعاد بعثه من الرماد
-بالضبط.. إنّ دماء الـ آه شي جرايجور هي دماء العنقاء.. نحن كائنات نموت لنغدوا رمادا
ثم من الرماد يولد الملك.. ظاهريا كل 100 سنة يظهر ملك جديد لكننا في الأصل واحد
يختلف شكلنا لكن ذكرياتنا ذاتها
-إذن: من الرماد إلى الرماد؟
-بالضبط
-لقد قلت آنفا أنك لا تتذكر شيئا.. فأين ذكريات الملوك السابقين.
-في أبعد جزء من ذاكرتي.. تنتظر حتى تحين الفرصة على ما اعتقد
كيف نسيت أو ماذا حصل أنا جاهل له تماما.. لكني أكيد أنّ في الأمر مؤامرة.

أنهى جملته وعم الصمت ثقيلا كئيبا يجلب النعاس والأرق في آن.. وفيما هما هكذا

لمعت أول نجمة، بضوء شديد ثم صدح صوت انشطارها صاما تجفل له الأبدان. تبعتها الأخريات في سنفونية

كئيبة اعتادا عليها تماما كمستوطني الجزيرة. ترقبا بصمت.. بانتباه شديد وتلك الخريطة قد تعلقت بين يدي زاسلير

ومع أخر نجمة تنفجر ظهر أول شعاع منذ 60 يوما.. هناك في الفضاء حيث الشرخ

المضيء قد كبر وتجمعت فيه النجوم المنفجرة معا.. انصهرت وفق نظام معين واحدة

بواحدة حتى غذوا كتلة عملاقة فضية اللون.. أو ما يطلق عليه قمر الليلة الستين

في حين مال القمر الأصلي للون الذهب الشبحي

بدأت الجزيرة تتفكك لقطع، الجبال لوحدها والبحيرة التي افترشاها قد طفت

تماما كالغابة التي تنقلت من مكانها لتعاود التموضع في منقطة ما.. فتح زاسلير الخريطة

وقابلها للضوء الفضي المنبعث من قمر النجوم المنشطرة فبدأت هي الأخرى تتغير تدريجيا

مع تغير موقع كل قطعة.. كالبزل كانت، دقيقة ومتكاملة لكنها تستغرق من الوقت الكثير.

استمر الأمر طوال الليل ومع ظهور حمرة الفجر في الأفق بدأ القمران يبهتان إلى أن اختفيا

تماما وقد تبدل شكل الجزيرة.. محال التجول هنا من دون خريطة، فمهما كانت الذاكرة قوية

فهي لن تتذكر المتغيرات غير الثابتة.

تثاءب أجيس وعيونه شبه مغلقة.. فأي جنون هذا، الطيران وهو لا يبصر أبعد من أنفه.

كثيرا ما أحس أنّ زاسلير غير بشري ربما أحد المتحولين. في النهاية دم العنقاء يمنحه من الميزات

ما لا يملكه هو.. فبحق خالق الكون كيف لا يتعب؟ أعرض عن سؤاله بعد أن شعر بتفاهة الإجابة

التي سيحصل عليها وما كان منه إلا أن تعلق على الطائر.. اقترب أجيس من رأسها ثم همس
-سأعتمد عليك في القيادة.. كوني حذرة حسنا؟

حرك العندليب رأسه بخفة.. ثم خفق جناحاه بقوة ليبدأ الارتفاع عن الأرض في حين

خلد أجيس إلى النوم

وتحت نفس السماء الزرقاء على مقربة منهما كانتا جالستين على غصن شجرة

طافتا في الهواء.. تراقبان كل حرك تصدر منهما، تنهدت فضية الشعر لمرات

وقد أخد الملل مأخذه منها.. وبشزر راقبتها سيان لتسأل بعد مدة
-أرفقتي مملة لهذه الدرجة؟ أم أنّ صبر الأميرة قد نفذ؟
-كلاهما على ما يبدو.. أنا هنا منذ سنة ولم أفعل شيء إلا المراقبة

حركت سيان رأسها كمن فهم للتو ما يعتمر صدر رفيقه.. لكنها أجابت

بغير اكتراث رغم ذلك
-مهمة عرافات الحياة هي المراقبة.. فلتعتادي الأمر يا سنو دي كريتوفيا
-يا الهي.. ما يجعلني أتمسك بهذه المهجة هو أجيس، لولاه لكنت اخترت مفارقة الحياة
-لا تلعنِ قدرك أو تنوحي.. فحتى أنا لم أختر أن أكون ملاكا

كان الجوع ينخر معدتها قبل برهة لكن بعد هذا الحديث الصغير فقدت كل شهيتها.. خصوصا شطره الأخير

فدائما ما اعتقدت أنّ سيان شيطان، لأنّ تصرفاتها الهمجية الجامدة بعيدة كل البعد لتتشبه بالملاك..

تنهدت بقلة حيلة ثم قربت المنظار الكلاسيكي -الذي أحضرته معها من أكويلا- إلى وجهها وتابعت مراقبتها

بصمت.. خيل لها صوت تكتكة الساعة العملاقة في بهو منزلها.. تلك الأصوات التي تسبب لها

التوجس والرهبة منذ أن كانت رضيعة.. وقفت بانزعاج وقد حسمت أمرها

وبوجه ما عرف التضرع قبلا نطقت كلماتها أوامرا.. هي من لم تعتد الرجاء
-سيان سأراقب أجيس عن قرب خذيني إليه
-أوتحسبين أنك قادرة على الحياة هناك؟ ستموتين مع أول خطوة تخطينها
-اسمعيني أنا زوجة أجيس المستقبلية.. ان مت فأفضل الموت بجواره

استغرقت سيان مدة من الوقت حتى تلقت الرسالة الواضحة.. وباندهاش صادق قلما أظهرته استفسرت
-زوجة أجيس المستقبلية؟
-طبعا.. لقد قررت هذا عندما رأيته أول مرة..
-حب من أول نظرة هاه.. لنذهب سمو الأميرة
ابتسامة خبيثة علت ثغرها وهي تمد يدها لسنو التي لم ترتح لها.. فهذه الفتاة

لا يؤمن جانبها كما لاحظت في كل يوم يمر، لكن.. ما من طريق أخر للنزول غير الأخذ بهذه الكف الممدودة أمامها

ومن غير اقتناع أرغمت نفسها على الثقة.. وتماما كما خشيت فثقتها هذه لم تكن في محلها

فها هي ذي سيان قد تركتها تسقط.. إلى الهاوية السحيقة، شاهدت الجبال الطائفة تُسَير بسرعة

صعودا إلى الأعلى بينما هي تتدرج بجنون إلى الأسفل.. اخترقت صرخاتها موار الحيتان الخضراء الطائرة

وتغلغلت قطرات انبثقت من النهر الهائم بين ثنايا ملابسها البيضاء المحاصرة بخطوط بنفسجية

راقبتها سيان من الأعلى.. باستمتاع وهي تضحك بصوت مرتفع، مسحت الدموع التي تجمعت

في عينها اليمنى ثم قفزت بخفة في الهواء مراد أن تمسكها.. إلا انّ الشلخ الذي ظهر

من العدم قد منعها.. فجوة أفقية دبقة ماجت بلون فيروزي ابتلعت سنو وصراخها في ثوان لتختفي

بعدها كأنها لم توجد.. ظهر التوتر واضحا على معالم سيان التي التفت بسرعة تبحث عن أجيس وزاسلير

لتجد أنهما لقيا نفس المصير.. اختفيا من دون أثر واضح، تاركين طائريهما في هياج ماثل هيجان مشاعرها

المرتعبة.




اوهايو مينا سان

كيفكم؟ أخباركم؟ ان شاء الله تكونوا بخير

طبعا بعد سنة تقريبا رجعت مشان أكمل القصة مع بعض الاضافات على الفصول السابقة

المهم الفصل ذا مشان سنو لأنها عن جد عن جد عن جد كانت رح تقتلني مشان

أنزلوا مع انها قراتوا مرتين 0.0

المهم اتمنى يكون فالمستوى وكدة

استنوني فالفصل نمبر 2


دمتم بود




*Alex, ×××, Snow. and 2 others like this.
__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07-18-2017, 09:37 PM
 






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك فيو ؟ أخبارك و أحوالك ؟

عساك بخير و ما تشكين من هم

^

أحس حالي مفهية لما أسئلك أنت بالذات ذا السؤال

و أخيرا ي أخي عام و أنا أنتظر ، عام و أنت حارقتي بذيك المقاطع الصغيرة يلي ما تشبع حدى و بتقولي الي اصبري

تف عليك لازملك حرق مقابل ما حرقتي قلبي ببعدي عن أجيس زوجي


رغم أني أعدت ذا الفصل مئات المرات بس لسى عم أعيد أقرئه و أتحمس بنفس الطريقة

أجيس جميلي رااائع ، رااائع ، ي أخي بكل حالاته رائعة خصوصا ردوده مع زاسلير ذاك الغبي ، < نايس ماي فيوتر هازبند

زاسلير هممممم رغم اني شفت شكله و هو وسيم بس ي أخي ما دخل لقلبي ، مو قضية أكرهه بس أحسه بيشبهني و يلي يشبهني معناتها يعاندني و يلي يعاندني ما أتفق معه :" class="inlineimg" />


سيان رغم ما عملت فيني في الفصل و ما رح تعمل فيني مستقبلا حبيتها

أحسها فخمة بطريقة عجيبة ذي السيان ، تصرفاتها الشيطانية يلي تخفيها وراء وجهها البريء ، لا أخفي عنك أنها تشبهني واقعيا

و أناااااااااااااااااا " class="inlineimg" /> " class="inlineimg" /> أروع ما حدث في هذا الفصل

وااه ي أخي ، وقعت بحبك ي أنا ، شخصية جميلة و فخمة و تصرفاتها غير متوقعة بتاتا ، مثلي تماما

عاد لسى سيان ينتظرها فجعات و صدمات أخرى مني

-اسمعيني أنا زوجة أجيس المستقبلية.. ان مت فأفضل الموت بجواره

^
فطست ضحك من ذي الجملة ، كلما أقرئها كلما أضحك أكثر

أسلوب رااائع ، فذ فتاك ، ي أختي مدري ايش أوصفه بس ترا خبرتك قبل في الخاص عن رأيي فيه

أممم لا أخطاء إملائية و طبعا ذا بفضلي - تمجد نفسها -

الأحداث جميلة ، أولا لقاء عزيزي بسيان و زاسلير و بعدها قفزة معنوية نحو بعد 5 سنوات و تعود الرفيقين على جزيرة سيان المدهشة و المحفوفة بالمخاطر و بعدها ظهوري الفخم و اختفائي يلي أكيد بيصيب سيان بجلطة

متحمسة جدا للفصل الجاي

التنسيق جميلة و التصميم الجديد رغم أني شفته قبل بس لما شفته هلأ وقعت بحبه أكثر ، أصلا مين ذا يلي فيه ي بنت

ع كل التغيرات يلي طرأت على روايتك جد جميلة ، لا أخفي عنك أحس ذا العنوان أكثر فخامة من سابقه و الفصول المعدلة صارت أجمل ربما لأن سابقتها كتبت تحت ضغط مسابقتي

و أيضا حتى الأسلوب تطور < نتاج فراغ البكالوريا خ

ماذا أيضا ؟ ماذا أيضا ؟ ما عندي ايش اتكلم أكثر ، ربما لأني ثرثرت عن ذا الفصل كتير في الخاص لهيك هون ما رح تلقي رد طويل جدا

ربما في الفصول القادمة

في انتظارك
××× likes this.
__________________




رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07-24-2017, 11:11 PM
 









أجيس كريتوس ثيوفانس ~نيو لوك~
بعد تدربه لخمس سنوات، غدى الولد الخجول حكيما، قويا
وسريعة البديهة عالما بنقاط ضعف خصومه ومستفيدا منها بكل خبث



زاسلير أه شي جرايجور

بمزاجه المتقلب هو صعب المعاشرة
إلا أنّه وككل ملوك سلالته ملك من الشهامة الكثير
قوي، وسليط اللسان، مغرور لكنه لم يتباهى يوما بوسامته
لكن وأكثر ما يثير الغرابة فيه هي وقاحته مع النساء




سنو دي كريتوفيا

عنجهية تفردت بها، فضول جارف وغرور ظاهري
كانت أميرة ارتدت ثقل التاج.. إلا أنها ما كانت يوما مهتمة
بالذات. هي عرافة الملك الجديد وحاملة لعنة الأقدمين





الفصل الثاني: ضياع، رفقة وانقلاب


بهت صراخها وخبا ارتياع غلف وجهها حين اصطدمت بلطف تنافى وسرعة سقوطها. رفعت نفسها عن الأرض
السكرية المائعة وشحوب موتى استوطن وجهها فتفنن برسم اعيائها. فتحت عينها اليسرى وأبقت على الأخرى
منسدلة لتخفيف الألم الذي التمع مباغتة وسط جمود الفكر والأحاسيس، محاولة بائسة لم تجلب لها الكثير من الراحة.
وقفت باعتدال. حركت ذراعيها بشكل دائري تختبر سلامتهما، فبانت الدهشة مبطنة تنبعث من القرصين الخزاميين..
كيف لا وهي سقطت من علو شاهق، من النادر ألا تصاب بأي خدش.. وفي خضم شرودها وعجز عقلها
لم تفلح في ترجمة ما يحصل معها.. معانقتها لرياح السماء، طيرانها الساقط نحو مركز الجزيرة الجاذبوالآن هذا..
هذه الأرضية اللينة التي تمنع الأذى عمن أضاع طريقه من أمثالها. همهمت وهي تقف ببطئ مشككة في
سلامة عقلها، لتقفز بعدها بخفة. وما ان لمست قدماها السطح حتى ارتدت إلى الأعلى كرد
فعل معاكس للقوة التي طبقتها عليه.
سقطت لاختلال توازنها ثم بدأت بالضحك.. قهقهة هيستيرية عَنْوَنَةْ بداية جنون الأميرة
الفضية التي تورطت مع شخص أسوء من شياطين تايفوس أنفسهم.
توقفت فجأة عن الضحك، حين لمحت اللافندر الذي اكتسى مكانًا بعيدا خلف ربوة جبلية عملاقة
فكرت فجأة، لتتنهد بأسى وهي تتجه إلى حافة الهضبة المائعة، مشتتة ومستعدة للدخول في اليأس.
زفرت بحنق وهي تلمح اللا شيء أمامها.. لا أجيس، لا سيان وقطعا لا حياة أو كائن يؤنس
الوحدة التي سترافقها طويلا الآن. من تلعن؟ قدرها؟ أم قدرها؟ ربما تلك الشيطان وربما نفسها ما الفرق؟
لا فرق حقا سيخلفه بقاؤها هنا، الأمر لا يعتمد على من سيستشعر غيابها.. هذا أمر لا تحس بالحزن
بسببه، الأمر الوحيد الذي يثير حنقها، هو لا وجودها الذي يعيق السعادة عنها. اقتربت أكثر من النهاية ثم
نزلت بانتباه الهضبة الملساء لتجد أن جيولوجية الأرض قد تغيرت، أصبحت أكثر صلابة وخضرة مما كانت عليه
في القمة، هناك في الأعلى.. لكن من هنا هي لا تستطيع لمح كائن من كان وان كان على
بعد عشر خطوات منها.. نفخت شفتيها بغضب وهي تبعد العشب العملاق الذي اخفتها عن الأنظار
ومنعتها من الرؤية السليمة.. سارت وهي تجهل الهدف، هذا قطعا ليس المكان الذي كانت
فيه.. أهي خدعة من سيان؟ ربما، من يدري.. لكن هذه المرة لا يبدو أنها ستنال مساعدة ان احتاجتها
بحذر، خطوة بخطوة، تمعنت في كل ما يحيطها، وأنصتت لما يختبئ أسفل التراب أو خلف الحشائش الكبيرة.
نصفت الشمس السماء، تلك الكرة النارية التي كانت في أقصى الشرق حين وصلت هي.. مدة طويلة
مرت وهي تسير بخطوات وئيدة تجرعت اليأس، تبحث لعلها تجد الخلاص هنا.
جلست منهكة القوى، على أقرب صخرة رملية منها.. أضنتها أشعة الشمس، فسال العرق يغسل الجسد.
مسحت جبهتها بكم فستانها الأبيض ذي الأهداب البنفسجية ثم ارتمت إلى الخلف تراقب السماء الزرقاء
وسرب من الطيور الغريبة المحلقة..
طيور لم تر مثلها قبلا في كل العوالم، وجوهها الزرقاء مستمدة من الببغاوات وأجسادها
كيانات ممشوقة بأرجل طويلة كالنعامة، بل أصغر منها بكثير.. أما ذيولها فقد كانت طويلة
لامعة، وأشد جمالا من ذيل الطاووس الملونة.
هامت سنو في التشكيلات التي يصنعونها في الفضاء، معين تتمركز فيه دمعة وطائر عملاق اشتعل
ليسلب من الشمس جبروتها.. فبالرغم من الأزرق المغتصب لبقية الألوان، إلا أن بياض الغيوم الشاحب
الذي يظهر بين الفنية والأخرى قد أضفى سحرا جذابا عليها.. جمالا يجلب النعاس للأجفان المثقلة بالهموم
والتي استسلمت من دون مقاومة لرمل النوم السحري.

فتح عيناه. فألتمع العسل المصفى عاكسا نغمات الشمس التي عزفتها على أوتاره
نظر إلى جانبه الأيمن الذي اشتعلت نيران الحمم فيه.. راقب الغصن الأسود الذي امتد يخترق جسده
أين استفحل به الألم.. وتتبعت عيناه الدماء التي قطرت إلى الأسفل بغزارة.
اصفر وجه زاسلير، وانعقد حاجباه في تكشيرة واهنة بينت مدى الألم الذي يعانيه.
حاول النزول من فوق الشجرة المتفحمة ذات الأوراق البيضاء الغريبة ببطء
إلا أنه انزلق. سقط على الأرض بقسوة، فانفتح جرحه الدامي أكثر وتشوشت الرؤية أمامه
-هل أنت بخير؟
سمع استفسارها. وأثارت نبرتها الجافة غير المهتمة تحفظه إلا أنه سقط فريس الحمى والألم
عاجزا عن الكلام أو الابصار حتى متمنيا أن تكون منقذة له لا أسوء كوابيسه.. استسلم لقيود القدر فكانت
الغيبوبة هي المنتصرة. تنهدت الشهباء وعدلت نظارتها السوداء.. اقتربت منه ثم امسكت بذراعه وسحبته
داخل الكوخ الخشبي الذي تعمق في جوف جذع الشجرة السوداء العملاقة الميتة.
وضعته بصعوبة على سرير من القش بجانب نافدة الدائرية، ثم اتجهت إلى الرف الذي ملأته علب الأعشاب
ومركبات غريبة الألوان.. أخرجت وعاء من الطين ثم رمت داخله وريقات صغيرة يابسة بهت أخضرها
وأضافت فوقها مياه سوداء لزجة.. أحضرت لوح حطب صغير مكورة نهايته ثم بدأت بهرس الأوراق وخلط
المكونين.. تصاعدت رائحة كريهة وتغير لون المزيج من الأسود للبني، ابتسمت بخفة و هي تعدل نظارتها
ثم اتجهت إلى خزانة صغيرة بجانب الفرن الحجري وأخرجت منها زهور ليلكية بثلاث بتلات
رمت خمسة منها في الوعاء ثم عادت إلى الهرس.. وذلك الصوت الركيك يتكرر في كل مرة.
وفيما هي مشغولة بصنع علاج للزائر غير المتوقع فتح الباب بقوة ودلف هو إلى الداخل.
مثيل ذكوري لها.. تتوسط جبهته ثلاثة قرون سوداء أكبرها المركزي.. رمى مجموعة
من الفواكه غريبة الشكل فوق طاولة صغيرة بجانب الفرن الحجري، وسأل باستفسار
مغتصب ونبرة عدم الاهتمام تتجلى فيه بوضوح: من يكون زائرنا الفريد أريان؟
ردت بسرعة من دون الالتفاف له: كأنك لا تعرف أرون.. ألست من أخبرني بقدوم
هذا الثقل المزعج؟
ابتسم بغباء ثم اتجه إلى الدرج الموجود داخل فراغ في الشجرة. صعده بخفة ثم اختفى تاركا لطقطقة
حذائه حرية الصدوح وازعاج راحة أريان المحبة للهدوء.
وقفت فجأة وقد نالت كفايتها من ازعاجات شقيقها الأكبر.. سارت نحو زاسلير ونزعت
عنه السترة المفتوحة المصنوعة من جلد التمساح. التمعت عيناها بانزعاج وهي
تلمح مدى عمق الجرح الذي أصابه.. غطست يدها في المزيج ثم دلكت مكان الجرح
من دون ان تتعب نفسها بتنظيفه. أطلق زاسلير أهات متألمة، ثم تحرك فوق القش بفوضوية
بسبب الألم الذي أُسفِر عنه الدواء.. لم تهتم بألمه، بل تابعت عملها بكل خفة واحتراف.
وقفت ثم اتجهت إلى الطاولة ووضعت عليها الاناء.. واجهت بعدها الفرن الحجري مخرجة بواسطة
قطعة حديدية معقوفةٍ نهايتها إناءً حديديا كبيرًا.. أمسكت بشوكة كبيرة ذات سنين ثم ادخلتها
في الماء المغلي وأخرجت الأوراق الخضراء الكبيرة الذي ذبلت بفعل الحرارة
نشرتها على خيط قد ظفر من اغصان رقيقة.. لتمسك بعدها بأخرى قديمة
قد جف منها الماء. عادت إلى حيث زاسلير الذي احمرت وجنتاه بفعل الحمى
وضعتها على جرحه ثم أحضرت قطعة قطن مبتلة وبدأت بمسح دماء لطخت
ظهره بكل عناية. متأملة وجها لم يكن بالغريب عنها، وجها تتمنى لو لم يوجد.. لا تدري
لما، لكنها لا تشعر بأي ودِّ ناحيته.. وضعت القطن على الأرض ثم عرجت إلى الأعلى إلى حيث
ذهب شقيقها، متأملة ضيفهم هذا بنظرات بائسة.

أفاق هنا.. حيث ابتلع الغيهب الضوء الآتي من الشمس المتجبرة فوق وسط نقاوة السماء..
حاجز شفاف لا يسمح للفوتونات الضوئية بالمرور عبره هو ما اصطدم به نظره. تأمل أجيس الكريستال
الليلكي –الملتصق على الأشجار- والذي لمع يضيء ظلمة استفحلت في هذه الغابة الراكدة التي امتدت أشجارها الباسقة
تخترق الحاجز، فتلون أسفلها بظلال سوداء باهتة في حين التمعت أعلاها بنداوة بفضل الأشعة
التي خاطبتها بكل لباقة شاكية تجبر الحاجر المغتصب.
سار يتفحص النباتات التي اعتادت بيئة الحلكة والسواء، غريبة أشكالها وكئيبة ألوانها
أنصت بعد توقفه، يبحث عن إشارة لوجود حياة هنا.. لكن السكون
قد اكتنف كل ربوع هذه الغابة الملعونة، لا شيء غيره. همهم وهو يتذكر طيرانه مع زاسلير في الجزيرة المنسية
ثم ذلك الشلخ العملاق الذي بان من الفراغ.. تنهد وأبعد ورقة بيضاوية زرقاء عملاقة
نقشت عليها مثلثات قرمزية. زاسلير اختفى.. وهذا المكان قطعا ليس الجزيرة الطافية
إنّ أول خاطر جال في باله.. سيان هي السبب! لكنه لا يدري.. أهي حقا السبب؟ أم أنّ حساباتها
كانت خاطئة متأخرة بخمس عشرة سنة.
لم يكن هناك من مجيب عن استفساره.. في النهاية الفراغ يعبر عن الأبدية، ان أراد المعرفة عليه أن يكشف
الحقائق الغائرة بنفسه. أكمح رأسه إلى الأعلى، وراقب الطيور الكبيرة.. طيور المويا نفسها
التي رأتها سنو.. كان غناءها غريبا.. فريدا وكأن مواء القطط مزج بتغريد العندليب.. ثم ومن
غمرة الانسجام يأتي زئير أشد قوة من صراخ الأسود يصم الأذان.
أغلق أجيس أذنيه، ورأسه ينبض بقوة.. موشك على الانفجار، بدا له أنها صاحت حين لمحته
من تحت هذا الحاجر، زئير ينذر باقتراب خطر جسده هو.. لقد جرب سابقا تسلق الأشجار
لكن قوة اللعنة الموضوعة على الغابة سحبته إلى الأسفل دافعة إياه بعيدا عن الحاجر..
كأنها تخشى على سر قديم من الظهور!
توقف الصياح ومعه بدأت حركة غريبة.. حفيف قد صدر عن الحشائش المحتكة، زاد التوتر
فرفع أجيس يده بحذر وهو يلتف في كل الاتجاهات.. تلمس الخنجر المرتاح على فخذه
ثم قبض عليه بقوة حتى ابيضت مفاصله، بقي هكذا.. في هذا الجو المتوتر ينتظر
ظهور الحيوان المتوحش أو أي كان من يحيطه هنا. فجأة. وفيما هو متجمد في مكانه
مقشعر البدن، خبى ضوء الكريستال وعم الظلام.. رفع رأسه إلى الأعلى وأبصر النهار
وكم تمنى أن يكون في ذلك الجانب، بعيدا عن حلكة الديجور التي بدأت باغتصاب بعض
من شجاعته.. هو وحيد هنا، من دون سلاح، فقط خنجر واحد فحتى الرزمة الحريرية التي يخفي
فيها الأسلحة البدائية التي صنعوها قد تركها هناك، على ظهر عندليبه.. تحسست كفاه المكان..
ثم بدأ بالمسير مقررا الخوض في المجهول، فالبقاء هنا هكذا هو ضرب من الجنون، استشعر
قساوة الأشجار ونعومة الكريستال.. ثخانة بعض النباتات وحرارة بعضها الأخر. توقف
مجفلا، حين تسربت برودة الحديد إلى يده، فابتعد بضع خطوات إلى الخلف. لكن الشوكة
المدببة التي تستعد لاختراق ظهره صدته.
ازدرد ريقه. الظلام حكم المكان، لكن هو يستطيع بوضوح معرفة أنه محاصر.
قام أحد الستة الذين ظهروا من المجهول بحثه على المسير.. في ظلام دامس ومن دون
التفوه بكلمة، سار ببطئ وقد أوشك على السقوط لمرات، أحس بتلك اليد التي قبضت على معصمه
فسحب يده بقوة ثم سأل بتهكم وهو يمسح السائل اللزج الذي علق على ملابسه حين
اصطدم بزهرة عملاقة آكلة للطيور: أنا لست اعمى.. ان أردتم فلتشعلوا هذه البلورات المضيئة.
لم يجيبوه وان كانوا يتبادلون الاحاديث.. بلغة غريبة لم يفهمها، كانت قريبة إلى كلمات تعويذة
أو لعنة.. مقتضبة لكن وقعها له هيبة في النفوس، وهنا وسط الظلام، محاط بظلال غريبة..
فهم معنى قبح الضلال.. ألا يكفيه الجهل الذي كان فيه ليجد نفسه وسط بؤرة الكفن عاجزا عن تتبع
سير الأحداث الذي يتسارع بوتيرة مزعجة.
-أيها البشري لقد خرقت المعلوم.. لتطلب الغفران، أنت يا من دنست عهد شاجيدوج، لعل
الرحمة تنزل عليك.
بجهورية صدح.. صوت لا يتقبل الرفض، إما طلب المغفرة أو الموت.. ومع أخر كلمة التمعت
الكريستالات الليلكية.. منعكسة على الشعر الأبيض، تراقص الكهرمان المتبلور ثم تغوص
وتمتزج في البؤبؤ المستدير مع الغيهب.. لم تثر ملابسهم البيضاء الفضفاضة التي زينت
حوافها بالحرير الأخضر الفاتح والسيوف ذات المقابض السوداء التي تعلقت بين أيديهم
اهتمامه بقدر القرنان اللذان يتوسطان جبهاتهم.
همهم بخفوت وقد غاص في ذاكرته يبحث عن هذ الجنس غير المألوف: أين أنا.. بحق خالق السماوات السبع؟
نظر له الغريموريل الأفصح باندهاش. سمعه. ربما.. من يهتم فهو لم ينوي قط إخفاء الأمر عنهم.
خبى الاستغراب عن الوجه الشاب، سرعان ما حل محله غضب طفيف.
أشار بسيفه الطويل إلى وجه أجيس ثم قال معيدا كلامه: فلتطلب الغفران.. يا من
دنست عهد شاجيدوج.
عهد شاجيدوج.. كم مرة كرر هذا القول، ثلاث أربع؟ أجيس حتى لا يدري موقعه من الاعراب
وهو قطعا لن يعتذر عما لم يقترفه. أبعد السيف عن وجهه ثم قال بعنجهية فقدها لمدة سنوات
-من أنت أيها البربري؟ وما هذا المكان الملعون بحق الاله؟
أتجرأ على التكلم معي بهكذا طريقك؟ أجب على أسئلتي لا بل اشرح لي كل شيء.
رفع المحارب البربري سيفه ببساطة ثم ضرب رأس أجيس بخفة بالجهة الأخرى للنصل.. تألم الأخير بصمت
ثم لمح نهاية هذه الغابة، حيث اخترق الضوء ضعفا في الحاجر، فامتزج مع الليلك المتلألئ
والأغصان العملاقة.. خلاصه، هذا ما فكر فيه وهو يعاين مواقف محتجزيه الغرباء
كانت أقربهم له هي فتاة، طويلة ولا تختلف عنهم في شيء إلا ملابس إذ التف حول جزئها
العلوي ضمادات بيضاء في حين كانت صدور الأخرين عارية.
ليس من النبل مهاجمة فتاة، لكن.. ما هو فاعل في هكذا موقف. تنهد ثم استدار بخفة وبحركة
مباغتة أخذ الرمح.. هو لم يستعمل غير السيوف، وكم يتمنى أن يكون من أولئك العباقرة الذي
يتمكنون من اتقان كل ما يوضع بين أيديهم. ابتسم بتوتر وهو يراقب تجمعهم نحوه
وبسرعة لمحها، الفتاة.. التي من المفترض أن تكون نقطة ضعفهم ثم وبسرعة انطلق نحوها ملوحا
بالرمح عاليا. هوى به على السيف الذي تعلق بين يدها لتقوم بصد هجومه ورد الصاع له
حركت يديها بطريقة غريبة، مرددة تعويذة غريبة بسرعة حتى عجز عن تتبع ما تردده
شاهد الحلقات السوداء التي التفت حول نصل السيف وأسفل قدميها.. لم يشعر بالراحة فابتعد عنها
بضع خطوات حتى اصطدم بجذع شجرة، وفيما هو يبحث عن مهرب.. راقبها، متجهة نحوه بسرعة جنونية
رفع -في أخر لحظة- الرمح وصد ضربتها بهيكله، ارتد أجيس إلى الخلف بمسافة كبيرة بعد أن تهشم الجذع
وسقطت الشجرة محدثة ضررا بالغا.. وقف بارتعاش يتكئ على ما تبقى من الرمح المهشم، وكم كان شاكرا
لبراعة صنعه، فلولاه لأصبح قطعا مشرحة لا فائدة منها.
أجفل، وهو يستمع إلى صوت الأغصان التي تتكسر تحت أقدامهم.. حاول الركض والاختفاء إلا
أن قدماه ما عادتا قادرتين على الحركة، وجرح ذراعه قد زاد من سوء الوضع
تنهد ثم ارتمى إلى الخلف مفترشا الأرض المحطمة. أغمض عيناه بتعاسة ونكد حين رأى الابتسامات
الساخرة التي ماجت بها وجوههم المحيطة به.

أرجح قدميه على الحافة، يحاول ابصار ما خلف السماء الوردية.. اشتاقت عيناه
تنسم ذاك العالم الأزرق البهي الذي افترشته خضرة الربيع على الأرجح الآن.. كم مضى عليهم هنا؟
هو لا يتذكر، لقد توقف الوقت بالنسبة لهم منذ سنوات لا بل قرون، أبقي لهم من ذكرى في العقول أم أنّ
نهاية وقتهم قد جلبت الركود تماما كما وفقدوا هم كل الأحاسيس والرغبات.. همهم بانزعاج
وأنزل رأسه ثم ضرب بقبضته الأرض الصخرية مرارا حتى خدشت، فبدأت رقصة قطرات القرمز المعتاد
والتي سرعان ما توقفت ليندمل الجرح مختفيا كاندثار ندى الصيف. عقد حاجبيه بانزعاج ثم قال فور لمحه
لرفيقه المستهتر الذي تقدم منه بخطوات واثبة رفقة نمره الأبيض.
-أما من جديد؟ لقد سئم هذا الشخص هدوء الأحوال.. وأني لواثق أنّ موت أحدكم لن يكون بكرب بل
متعة شاذة تبهج هذا القلب المقفر.
تمايلت الكلمات في فمه، بين الرغب في تأكيد ما يقول رفيقه وبين طموح نفي الجنون الذي نطقه
الأبدية الموحشة قد أثقلت المشاعر، فغدوا كلهم بلا استثناء مجرد عرابيد ثملين لا يعون الخطأ من الصواب.
مسح من استفحل الجليد خصلاته على النار المتأججة، ثم ابتسم بتلك الطريقة التي أثارت حنق
الأخير فوقف جبلا يعلو على الآخر بأربعة أصابع. فتح كفه وضرب رأس صديقه بخفة. ثم رحل. متجاهلا
ما سيقوله مربي النمور العاقل هذا.
سار وسط مجزرة الزمن والأبدية، بين الشجر الأجرب والغربان الطافية في السماء
مصاحبا لنعيق اعتادته اذناه ومركزا نظره إلى الأعلى، حيث تواجد جسد أقسم له الولاء.
ضرب الأرض بقوة، فتشققت تحت ثقل قدمه. وابتعدت الغربان، ليزيد صراخها، جازره ازعاجه
غير المرغوب.
-توقف عن ازعاجك يا كومة العضلات.
انفرجت ابتسامته، كاشفة عن استخفافه البغيض. نظر إليه. هو من افترش أرضا
سوداء أفصحت عن مكنونات هلاكها الهياكل العظمية الغريبة التي انتشرت في كل بقعة.
استنشق كمية كبير من الهواء، ثم زنخ في ضحكة أثارت الجزيرة الطافية ككل.
وقف منزعجا، بغضب يوشك على افساد وجه اللعوب التي يستفزه بكل استمتاع. كان مستعدا
للانقضاض عليه، إلا أنّ اليد الرقيقة التي تجذب نهاية معطفه بكل هدوء قد أوقفته
تمتم شيئا بحدة، ثم قال وهو يلقف الكلمات باهتياج
-لو لا سيريس لكنت ميتا الآن دروجو، لتحمد الرب على نجاتك بلا خدش.
-هاه؟ بجدية أَريس لنلعب معا يا صغيري.. فأنا قد ثملت من هدوء اكتنف المكان دهرا
هو قريب من الجنون وهذا ليس بخاف على أحد.. لكن، ما بيدهم هم وقد منعت عنهم كل
قوة منحتها لهم ستيلا. تخلل شعره البندقي بيده، ثم قال بهدوء وهو ينظر إلى أعلى
هناك في نفس النقطة التي كان دروجو يتأملها
-ما كنت بالوحيد يا فتى، فقط اصبر. فما نعانيه لا يقدر بما يعانيه زعيمنا هناك
في الأعلى، مكبل بأغلال الزمان.
نظر بعدها إلى قصير القامة الذي استمر في جذب معطفه
ليردف: واثق من نهاية الكرب، قليلا من الصبر لن يقتل أحدا.. فقط قليلا وستأتينا الشيطان
راكعة طالبة المعونة، وهناك سيكون ميلاد السيد من جديد. هذا ما يقوله سيريس.
أطل دروجو بزهو، يتأمل رفيقهم الذي منع الكلام والتذوق، سيريس الذي دائما ما كان هادئا
يخفي وجهه تحت خصلات الخزامى الشبحية ويحتضن حزما من الأزهار العذبة.
ضحك وهو يجلس في مكانه على الأرض الصلبة، بطريقة غبية أظهرت طابعه البريء. كتف
ذراعيه ثم أغمض عينيه وسط السكون، نائما كالأربعة الأخرين منتظرا زيارة قد تكهن بها من
ملك أسرار الكون أجمعين.







اوهايو مينا سان
وبكدة خلص الفصل استنولي فالفصول الجاية
دمتم بود






__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس
  #24  
قديم 07-24-2017, 11:20 PM
 





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك باكا فيو ؟ أخبارك و أحوالك ؟

عساك بخير دوم و ما تشتكين من هم يا رب

و أخيرا نزل الفصل الثاني يلي كنت أنتظره على أحر من الجمر

رغم أني قرأته من قبل لما حررته خ

صحيح قرأته مرة وحدة مو متل الأول عشرات المرات بس ظليت متحمسة اله

و طلع سووقووي ، فاتن ، فتاك ، رائع

الفصل الثاني يبدأ بي ، تعلمت كيف تستهلي بشي جميل - تربت على رأسك -

هههههههههههههه أحسن شي و أنا عم أقفز ي أخي ، شي أعمله في الواقع بالفعل لو كنت في موقف هيك

عاد حظي أنا أحسن من البقية ، نومة العوافي خ

زاسلير يستاهل ذاك الولد يلي جراله ، بس مع هاد أشفقت عليه شويتين :/

أتسائل مين أريان و أرون ذول و هل يمكن يكون عندهم دور كبير في الرواية ، أو ع الأقل في الفصول القادمة ؟

أريان جذبت انتباهي ، هل يعقل أنها تعرف زاسلير ؟ تم ذكر انه الوجه مو غريب عنها

و أخيرااا زوجي العزيز أجيس ، المسكين ما عنده ذرة حظ واحدة

ما يكفي المكان السيء يلي علق فيهم ليلقى نفسه محوط من طرف قبيلة ما فتئت تردد عهد شاجيدوج

و لا الأسوء الفتاة يلي ظنها ضعيفة طلعت وحشية القوة و أردته صريعا

أعرف انه المفروض ما أضحك ع شخص أحبه بس سوء حظه فاق توقعاتي خ

ترا سوء حظه حتى أسوء من سوء حظ زاسلير ، ع الأقل الأخير لقى شخص يداوي جراحه

أحلى شي و هو يأمر أفراد القبيلة و كأنه يملك كل العالم ، أخ ي بطني

آخر مقطع سوقوووي ، الأحسن على الإطلاق

دروجو الجميل الوسيم ، صديقي الرائع ظهر أخيرا حب0

ي أخي كلماته عسل مصفى رغم أنها كلها عن ملله و طوقه لفعل شي مختلف خ

لا تقلق أيها العزيز متل ما قال سيريس سيأتيك الكثير لتفعله

لم نتعرف إلا على أريس و سيريس و دروجو

دروجو لا يشق له غبار و لا داعي أصلا للكلام عنه فهو مثل القمر معروف - تتغزل -

أريس راق لي نوعا ما ، أحب من لديهم دائما ردود و أما سيريس فلم نعرف عنه الكثير إلا أنه ملتصق بأريس و لا يتحدث كثيرا

بالنسبة لصور الشخصيات ، طبعا ما في داعي أتكلم عن أجيسي الرائع ، كيف صار وسيم ، كل يلي قالوا ورع في الردود السابقة بيندموا هلأ لما يشوفوه

زاسلير ما أنكر أنه وسيم ، حتى أنه خلى قلبي يرتعش ، لكن لا للخيانات أنا أعدك :" class="inlineimg" />
ثم هو أحمق و كذا

و أنا و جمالي الفاتن ، رغم أني ما كنت راضية عن الصورة تماما لأنه لون الشعر مو ثلجي تماما و ضارب للفضي إلى البنفسجي و بشرتي سمراء رغم اني فضلت تكون حنطية متل الواقع بس رغم هاذ هلأ صرت أحس الصورة مبينتني فخمة بطريقة ما و أظهر كأميرة على أي حال

على كل هاد بس يلي كنت بدي أقوله

في انتظار القادم
[/quote]
__________________




رد مع اقتباس
  #25  
قديم 07-25-2017, 12:00 AM
 
شريرة تحجز و توزع دعوات
م اضمن ارد قريب^^
بس قلت عن فيو كاتبة متمرسة و قسم كتاباتك جميلة و فخمة مثلي xD
××× likes this.
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
Golden|The melody of death Florisa معرض تصاميم الاعضاء 24 11-30-2017 08:37 PM
Contrary Velvet | الَمخمل المُناقض - 2 - سبسر# روايات و قصص الانمي 12 10-08-2016 08:04 PM
صور Death Note , تقرير Death Note , صور Death Note2010 اهداء الى l_kareem_l Utchiha itachi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-11-2011 07:27 PM
Even In Death بقايا جروح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-29-2007 09:26 PM


الساعة الآن 07:22 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011