09-01-2016, 10:41 PM
|
|
الفصل الثاني ج1~ الفصل الثاني:: |الإثنىَ عشر -1-| ‘ *# صوت كعبها العالي يصدح برواق الطابق الثاني لمقر المنظمة، خرجت من مكتبها واستهلت دربها إلى غرفة الاجتماع قبل الوقت بنصف ساعة مُنظمةً كانت... وهي من بعثر القدر بِسخريةٍ عُمره! وجعله يهوي مُنكباً بأعماق لامُتناهية يبْتغي النفاد منها!؟ بلغت عقدها الثالث ولم تيأس كلياً بل ولم تنل منها الحياة ما نالته من غيرها تمضي الحسناء (ماريا) بخطى وئيدة، منتصبة القامة ولا تعرف للمستحيل معنىَ في طريقها شدت يدها على حزمة الأوراق وعدلت بالأخرى ياقة سترتها الرمادية -كأغلب الموظفين بالمكان-، أكثر ما يُميزها هو صعوبة تقيُدها بالقواعد بسهولة إنها الوحيدة على الأرجح التي لا ترتدي وشاحاً من الرؤساء وحينها يتعذر تمييزها عن باقي العمال بالمقر. ألقت خصلها الحنطية المتمردة خلف كتفها وبصوت يملئه الكبرياء دون الالتفات حتى، استعْلمت: "(ميمي)، هل كل الأوراق بحوزتي!؟" "أجل أيتها الرئيسة، لقد قمت بمراجعتها للتو قبل تسليمها لكِ!" استوقفها جواب مُساعدتها فرفعت ماريا يدها وشقت ابتسامة متلألئة شفتيها المطليتين بالقرمزي وغَرقتْ عيناها الواسعتان برقة لم تُعهد منها من قبل عدا مع فتاتها زهرية الخصل أراحت كفها المبسوطة على كتف ميمي "حبيبتي، كوني بخير... لا تختلطي بمساعد القصيرة أو مساعدة الرجل الشتوي، وكذلك مساعد تايغر والأخرى مساعدة المعقد الثرثارة وصـ..." كانت ستكمل القاء محاضرتها مثل كل مرة عندما يكون لديها اجتماع بألا تتحدث مساعدتها مع أي كان فماريا تَخشى تناقل العدوى فيما بينهم وتعتبر الجميع غريبي أطوار وغير ناضجين لا يليق بقيادية مثلها أن تتصف يدها الُيمنى بالرعونة ترغب بأن تُكوِنَها شيئاً مثالياً وجزافاً تمنياتها غدت! قاطعتها ميمي تحملق بها بعينيها العُشبيتين بشكل مرتبك وحاجبيها شديدا الانعقاد غير راضية البتة بهذا التصنيف المُجحف: "صاحب دب الباندا سكوتي، ونصف الآلي!؟، وذاك آكل المسامير... أظن بأنه عليك حبسي داخل زجاجة ولننهي الأمر أيتها الرئيسة!" كزت الأخرى أسنانها وتلفتت عنها بضجر لتكمل طريقها وهي تتمتم بحدة ساخطة ماريا تمقت أن يرتد طبعها المتسلط عليها، ومساعدتها ميمي ودودة مع الجميع وتستلطفهم أو بالأحرى اجتماعية وسهلة الاندماج في أية بيئة وأشد ما يقلق رئيستها هو انتقال عدوى غرابة الأطوار رغم اعترافها بكفاءة الجميع يركبها النفور من سحابة الحُمق المنتشرة بين المساعدين مؤخراً. أخرجت نفساً ضجراً منطلقاً من جوف حنجرتها وتوارت مبتعدة عن أنظار الزهرية المتسائلة حيالها إلى حيث قاعة الاجتماع أدركتها وأدارت المقبض، دلفت المكان وعادت لإغلاق الباب الخشبي خلفها أطلقت خطواتها وتوجهت ناحية مقعدها حجرة الاجتماعات واسعة ومقوسة الشكل وهذا يساعد من فيها على رؤية ملامح كل فرد سواء بشأن نقاش أو استفسار أو أي شيء وبالأخص أن المكتب الكبير الذي سيجلسون حوله شبه دائري ويترأسه مقعد الزعيم سميث. وضعت ملفاتها على الجزء المخصص لها ورصفت أوراقها بترتيب كما صفت حقيبتها معهم وبدا ذلك قمة المثالية استدارت ماريا لتواجه النافذة الزجاجية الكبيرة فمدت يدها وسحبت درفتها كي ينتشر هواء الصباح المنعش بالداخل فهو وحده كفيل بنزع غضبها على آخر حركة لمساعدتها وارداءه بعيداً أسندت مرفقيها على حافتها وأراحت وجنتيها الزهريتين على كفيها تنظر لمباني المدينة الصغيرة من مكانها وكلما مدت نطاق رؤيتها تعالت العمران أكثر إلى حد تسابقها لمعانقة السماء. مدينة [تالزيلني] ليست بذاك المكان المُتحضر أو الضخم ذو المكانة العالية بالنسبة للمناطق الأخرى بالمملكة... لطالما كانت أشهر منطقة زراعية وأكثر اقليم نشطٍ في هذا المجال وبذات الوقت تحتل المركز الثالث بالفقر والتشرد والرابع بالجرائم رغم تكاتف الكُل دون استثناء لجعلها أكثر أمناً. طرفت بصرها فجأةً، رؤية غير واضحة أم أن نظرها خانها!؟؟ بدا الصوت مُبهجاً لنفس ماريا نوعاً ما مع لمحةٍ سريعة وخفية، رنة واحدة ما يُسمع منه لدى مجيئه بغتةً كما يفعل أشبه بنغمة رياح ساكنة حركت خصلها المديدة فرفعت حدقتيها بذات الثانية كأسرع لفتة لها ورأته كالسحر جالساً على الحافة بنصف ساق ويمسك حاشيتها بيده المغلفة بقفازه الأسود كما وجهه المكمم بوشاحه الرمادي الذي تطايرت أطرافه الطويلة بين عينيها وهي تحملق بهذا الملثم المتوقف كتوقف لحظاتهما لم يلبث أن فتح عينيه ببطء مستدركاً لوصوله للمقر بتلك السرعة أدار حدقتيها ببطء مُنتبهاً لماريا يمينه فبرق لونها الذهبي لامعاً وفاتناً "(هيرو)!" نطقت اسمه ولم تبدُ مذهولة من جلوسه هكذا ودون سابق إنذار ظهر للعيان كأنه يعتمر رداءً بإمكانه اخفاءه ولولا علمها بأصوله كنينجا لتوجه ذهنها تلقائياً للفكرة الأولى! علق عينيه بعينيها لثوان معدودة يسحب أنفاسه وعاد لإشاحة بصره لما أمامه لا مشاعر تُخالجه البتة، تجاه أية أنثى! أو حتى وإن فعل فهو يُسارع بقتلها داخله والمكابرة دوناً عن الخوض بها. قفز هيرو واعتدل بوقفته بينما تمردت قبضته وأزاحت الوشاح عن ملامحه الثابتة جاعلة من جرح عفا عنه الزمن يظهر جلياً على قسماته الهادئة لم تعتبره ماريا عيباً فيه، فقد استنتجت بفطرتها العملية أنه ندبة تُخلد بطولته وعكسها ارتأى فيه انكساراً للثقة وتمزقاً لأواصر المحبة بينه وبين ذاته. بمياسة قده جابهها وأهداها نظرة غامضة وهو يصارع الحروف داخله مجبراً إياها على الانصياع والتلاحم على شاكلة جملة تُخرجه من قوقعة انطواءه التي طالت لم تظن المجابهة لطوله بأنه سيتحدث كما سائر المرات فسارعت للانسحاب وسحب كرسيها والجلوس ماريا تشتم نفسها لأنها قامت بالتكلم مع المعقد قبالتها ولم تعطِ كبرياءها أية أهمية... تكره الخذلان من الرجال!؟ "ماريا!، أهـ...!؟" "مرحباً يا جماعة، أو صباح الخير إن صح القول!" تمت مقاطعته بنجاح وفُتح الباب على مصرعيه وولجت شابة صبيانية المظهر، بشعرها القسطلي المبعثر القصير وعينيها الواسعتين وكذلك ثيابها الغريبة انطلاقاً من بنطال جينز ممزق جهة الركبتين تلتف حوله الكثير من السلاسل الصغيرة إلىَ قميص أبيض عليه رسم لجمجمة كبيرة خُتم مهرجان ثيابها المزركشة بسترة المنظمة هي الأخرىَ ووشاحها المتدلي بين كتفيها مُعطياً لمن يراها للمرة الاولى نظرةً خاطئة كلياً حول كينونتها كطبيبة ذاع صيتها بالقطاع "أوه، صباح الخير (آسونا)!" أجابتها ماريا رافعة ليدها تُحييها أخذت آسونا مقعدها على يمين سميث بحسب الترتيب الأبجدي للحروف فكل منهم يأخذ رقماً آسونا كانت رقم واحدة، وهيرو رقم ثلاثة أما ماريا فما يفصل بينها والنينجا هو مقعد واحد أي أنها احتلت المقعد الخامس "كيف كانت مهمتك!!" سألت ماريا فأجابت آسونا وتعب التفكير يخنقها: "المستمتع الوحيد كان (تاكيمو)، بمهمة كهذه!" أخذت ترتب أوراقها وأكملت ممتعضة القسمات والنبرة: "لو تعرفين كم مسماراً أكله، عليَّ فعلاً معالجة مشكلة هذا الشاب قبل أن يصبح بطنه كتلة من الحديد... عجزت خبرتي الطبية أمامه!" انكمشت ملامح ماريا وأوجست خيفة عنها، التصرفات أشد ما تتعلق به الحسناء وتكره الخارج عن النطاق منها بالأخص إن صدر من مساعد كما حذرت مرافقتها منذ قليل ويبدو أن آسونا ومع سنيها الطوال بدراسة وامتهان الطب لم تسعفها اللحظة ضد نظاراتها المُستفزة "الأجدر بك فعلها!" تعمدت ماريا قولها بازدراء وأراحت ظهرها على المسند مشبكة ليديها أسفل صدرها النينجا الحاضر الغائب لم يأخذ كفايته من النوم على ما يبدو فدفن وجهه بوشاحه مجدداً وأغمض عينيه أو هذا ما يدعيه كي لا يتحدثا معه آسونا لم تكن تفكر مطلقاً بفتح حوار مع شخص لديه اضطرابات فيما يتعلق بالجنس اللطيف واحتفظت بوجهة نظرها لنفسها كعادتها حذت حذو زميلتها وانشغلت بمراجعة أوراقها حتى دلف رجلين بعد بضعة دقائق، أحدهما كان طويلاً يحجب عينيه بنظارة شمسية سوداء والآخر قصير ممتلئ البدن كانا يتحدثان حول ما نُشر بجريدة اليوم عن مباريات الكرة ونشاطات الرياضة حتى جذبت آسونا نظرهما ولوحت بيدها هاتفةً: "(دان)، (كينجي)!! صباح الخير" رد ضخم الجثة كينجي مبتسماً بمرح لا يليق بعمره ولا بهيئته وبصوت أجش أجابها: "صباح الخير آسونا!، متى عدتِ من مهمتك" اكتفى القصير دان بالإشارة بيده كدليل على اجابته عند استرسالها بالإجابة: "قبل ثلاث ساعات" رماها دان بتساؤل يستفهم سير الأمور وهو يسحب مقعده على يسارها: "أخال أن المسافة بين اقليم [جوفآ] وبـ[تالزيلني] ليست بذاك البعد!" "آه، عزيزي دان تعرف عندما تكون الطبيعة مُعارضة للدقة التي تعيشها، حينها قد لا تعلم كيفية ترتيب أمورك فيما بعد؟" علا حاجبيه الأشقرين اللذين خالطهما بعض الشيب حيرة لطالما كسته لدى محادثته للشابة المتقدة -كما الظاهر- بجواره وكأنها تدرس كل حركة يقوم بها على غير علم منه! دان وكما هو دوماً دقيق بتعاملاته وبما يتعلق بالوقت، يسير بمثل ابتدعه ومضى على نهجه بحيث ينص أن القطعة المناسبة بالمكان المناسب ويشمل هذا الوقت والحجم بما يدخل بمقتضى حديثه وماضيه وبدا أن الوقت الذي استغرقته آسونا للعودة فاق توقعاته الدقيقة جلس الآخر بين زميليه الحسناء والنينجا راح يسحب جزءاً من سترته البنية اللامعة أسفل سترة المنظمة يشيد بها وكأنه يخبرهما بأنها جديدة ولعل ماريا ترتجل معه الحديث بفعلته ولكنها لم تكن تلقي له بالاً كينجي ضخم الهيئة وصغير عقل كما يتظاهر دوماً كان المُتبجح بثيابه الجديدة ومجاراته للموضة وآخر الصرعات الشبابية ولكن ماريا والتي ينعتها بالفولاذية لا تهتم لهذه الأمور ولطالما نادته بالباندا هي الأخرى لم يفهمها، أهي فعلاً تتغزل به عبر تشبيهه بكائن ظريف أو تقوم بصرفه كما البقية!!؟ "فولاذية حقاً." قالها بصوت خفيض بعد أن ألقى ذراعيه خلف الكرسي وحدق بالسقف معدلاً لنظارته التي يعتبر من المحظور عليه خلعها اللغز المحير بكينجي يكمن تحتها لا أحد رأى عينيه من قبل حتى مساعده (سكوت) والجميع بات ينشر الاشاعات حوله وبأنه إما أحول العينين أو أن عينيه ضيقتين ودميمتين كما تصف ضخامته بعد فترة من الصمت وأصوات الأوراق ما ملئ المكان سل أبصارهم جميعاً وفود شابة ذات قوام متناسق وشعر أحمر طويل مدرج بتسريحته تساقطت خصله مع انحناءها ووضعها ليدها على قلبها تستجمع أنفاسها الفارة بصوت خالجه الخوف والارتباك جاثمةً بمدخل القاعة سألتهم: "هـ...هل تأخرت؟" رفعت عينيها القرمزيتين بهلع وصمت الحاضرين جعلها تتيقن جدياً بأنها فعلت فإرتسمت ابتسامة عابثة على شفتي ماريا ودعتها للجلوس: "(فيشآل) لا تكفين عن عادتك الخرقاء!" تجاوزت المقاعد ورفعت ساعدها وبصوت عذب رقيق يُخالف قوتها الهائلة أجابت: "تعطلت الساعة وظننتني انجرفت بالعمل بالمخبز؟" وضعت ملفاتها على المكتب وجلست مسندة لرأسها عليه تحاول أخذ قسط من الراحة قبل إلتحاق الآخرين، فيشآل الفتاة المسؤولة بمخبز عائلتها والجادة بعملها عفوية التصرفات ورعناء للغاية مهما حاولت التغيير من نفسها فتعود لنقطة الصفر، أشد ما يميزها هو تفانيها بالعمل وكرهها الشديد لشيء يدعى الإنتظار تعتبره وعوداً كاذبةً بالعودة، كما أنها أصغر الرئيسات. ‘ *# |
__________________ س3 Jiharu+Tama
=
حب0 |