قراءة ممتعه


البارت 11#

باغتتني حرقة البكاء وأنا أسقط من هول الصدمة ، تنفست بعدها بعمق وانا أقف قائلة برجاء
للسيدة الماثلة أمامي :" أرجوكٍ سيدتي ساعديني انا مخطوفة وأدعى استيرا ، خاطفي سيجدني في أية
لحظة وأريد الهرب من هذا المكان "
لم تكن استجابتها سريعه ، لكنها نزعت قبعتها السوداء الأنيقة و شالها الأسود الفروي
وقدمتهما لي قائلة :" هذا كل ما أستطيع فعله لك "
فهمت مغزاها فخبأت شعري داخل القبعه و لففت الشال ليخفي ما استطعت إخفاءه
من جسمي ، قامت المرأة بإحاطتي بذراعيها و قادتني خارج الحمام قائلة :
" إذهبي مباشرة للقاعة التي كنتِ فيها ثم سيري في المرر الكبير لتخرجي
إذهبي للشرطة في شارع {,,,,,} بهذه الملابس لن يشك بك أحد وأعتذر إن
لم أستطع فعل شيء آخر لك " .
شكرتها على هجل وانا أتوجه للقاعه ، لست صادقة غن قلت أن مشاعري المظطربة
سكتت قليلا ، ربما زادت ... فانا سأعبر قاعة المزاد لأصل للرواق المؤدي
للباب الرئيسي ، وسيراني خاطفي دون شك ، كنت أسير وكأني ألتحف
بملاءة صغيرة ، غريب شكلي كيف أبدو هكذا بأشياء شتائية في الصيف ؟
لكن لا احد يهتم ! ببطء خطواتي التي عوضتها سرعة دقاتي ،
وصخب حواسي ،وخوفي المزلزل لكياني -كنت اعبر القاعة -
اللحظات تمر وأنا لا أرفع عيني ، كل همي الوصول للباب المؤدي للرواق
دون أن يلمحني ديفيد ، مع تأكدي التام أنه سيراني ويمسك بي ،
ومع اجتيازي للقاعة ودخولي الرواق ، لم أملك نفسي أن سقطت على الأرض
وصوته يكيل شتما لي ، رفعت رأسي و أحلامي تنهار أمامي ، وإذ بي أجده
يجري للجهة المعاكسة ، كان يظنني شخصا آخر !
لكن جريه وإرتباكه يثبتان أنه على علم بأمر هروبي ،
هرولت نحو الباب الرئيسي ، لن يمسكني شيء هذه المره ،
حريتي أمامي وسأهرب ،




منذ وطأت قدماي الحافيتين أرضية الشارع شعرت برغبة في همر الدموع
لم أتسمر في مكاني بل واصلت الجري ، حتى إنقطعت أنفاسي ، دخلت بين الشوارع
والاحياء إلى ان وجدتني قبالة محل ملابس صغير يديره رجل عجوز من أماراته اللطف
دخلت و توجهت نحوه بهدوء قائلة :" سيدي أما استيرا ، والدي هنري داون ،
أعيش في لوس أنجلس واختطفت قبل فترة ، خاطفايّ رجلان أحدهما ضخم قوي يدعى هانك
والآخر مجهول الهوية اسمه المستعار ديفيد ، حاولت الهرب كثيرا ، لكني فشلت ،
وجنيت التعذيب ، اليوم هربت مجددا ، ليس لديّ مكان أذهب إليه مع هذه الملابس المستعارة
من إمرأة غريبة صادفتها في حمام داخل الفندق الذي احتجزت فيه ، حتى إني
لا أعرف أي مدينة هذه ، كل ما أريده منك هو ملابس أخرى و هاتفا للإتصال بالشرطة
واخي ، "

لا أعلم لم رميت له لكامل عبراتي وشهقاتي وأنا أسرد على هذا الشيخ قصتي الأليمة ،
بل لمَ أخبره في الأصل ؟ أأحتاج شفقته ؟
لكني لم أخطأ بذلك البته ، فق هدأ روعي ، اعلمني باسم المدينة و أعطاني سروال جينز و قميصا مجانا
قائلا إنهما لفتاة إشتاقت للحرية ، ومع ذلك ألححت عليه في الاحتفاظ بملابسي
و أخذ مجوهراتي التي أتى بها ديفيد لي ، أحببت كيف صدقني وكيف منحني
ثقته وأعطاني الهاتف ، ...
بدأت اولا بضغط الأرقام لأتصل براوند ، " مرحبا .. من أنت ؟"
قلت بصوت متهدج :" هذه أنا استيرا يا رواند انا في مدينة "....'' وأنا بأمان
لا تعط المال لديف فقد هربت ، ـأخذت أسرد عليه الوقائع و أتجنب التفاصيل
حتى فرغت منه بوجودي عند الرجل العجوز في المحل ، سعد كثيرا
مضيفا أنه تأخر تسليم المال في الوقت المحدد بسبب تعطل الخطة التي
أرادها للإمساك بديف وذلك بوضع متتبع داخل حقيبة المال ثم أوصاني
بالبقاء داخل المحل حتى يستطيع بالتعاون مع الشرطة من تحديد موقعي
والمجيئ لاخذي ، معإرسال الشرطة لذاك الفندق للإمساك بديف
وضعت الهاتف جانبا ، واستدرت للعجوز الطيب لأخبره بأوامر أخي
فقال إنه لا مانع لديه من ذلك ، جلست معه ساعه أتذوق القهوة العربية
ماحية فكرة الاتصال بالشرطة من رأسي ، أسمعني حكاياته التراثية
وقصته الشخصية فهو كما قال جاء من بلاد عربية ليعمل هنا منذ 20 سنه ،
بل وطلب مني الذهاب معه للبيت إن طال غياب أخي لأنام هناك و سيتكفل
أحد أبناءه بالبقاء في المحل لإعلامي متى وصل راوند لاخذي .
إستأنست به واحببت البقاء معه ،
لكن شاءت الأقدار زرع الرعب فيّ مره أخرى وأنا أرى جدس هانك يقف عند الباب
والشرر يتطاير من عينيه كـ كيف اتى ؟ كيف وجدني ؟
با بال حظي يأبى غسل رداءه الأسود ليكون نقيا جالبا للحظ كما هي بقية
الحظوظ في العالم ؟