مرحبا البارت الجديد....أرجو لكم قراءة ممتعة...
~~~~~~~
البارت الخامس عشر
وفي الصباح الباكر قبل أن تشرق الشمس، الساعة الرابعة يستيقظ الملك ويذهب ليشرب الماء، وعندما ينتهي وفي طريق عودته إلى الخيمة يسمع صوتا غريبا، فيذهب باتجاه الصوت بهدوء وعلى رؤوس أصابعه فيرى أحدا يفتش في حقائبهم، يذهب بسرعة ويضربه فيبعده قليلا، يقف اللص ويخرج سكينا وقبل أن ينتبه الملك لها يجري اللص باتجاه الملك ويصوب السكين اتجاهه ولكن السكين لم تصب الملك بل أصابت موهيت الذي وقف أمام الملك ليحميه عندما رأى اللص يصوب السكين نحوه، يترك اللص السكين في معدة موهيت ويهرب فيسقط موهيت على الأرض، ويقف الملك مصدوما بما حدث لا يدري ما يفعله، في ذلك الحين تخرج لورا التي استيقظت للتو...وفور رؤيتها موهيت في هذا الحال تجري وتسحب السكين من معدته وتصرخ: ماذا بك؟ لماذا لم تخرج السكين فورا؟ من الممكن أن تكون مسمومة.
الملك بارتباك: لا تصرخي في وجهي هكذا.
لورا بخوف: أنا آسفة زوجي العزيز أعدك بأني لن أعيدها، والآن هيا احمله بسرعة لنأخذه إلى أقرب طبيب.
الملك: كلا لا نستطيع.
لورا وهي تبكي: لماذا؟.
الملك: لأننا لا نعلم أين هو أقرب طبيب ويمكن أن يكون بعيد عن هنا أمتار.
لورا: وهل ستتركه يموت هكذا؟.
الملك بتوتر: سأحاول أن أضمد جرحه.
لورا: ستحاول! هذه ليست لعبة إنها قصة حياة أو موت.
الملك بانزعاج: وماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك؟.
لورا بلهحة تدل على الرجاء: لنبحث عن أي أحد في الجوار ربما يساعدنا.
الملك في حزم: كلا، سنضيع المزيد من الوقت هكذا ومن دون فائدة،يجب أن نذهب إلى الهند الآن وإلا تأخرنا، ومن الممكن أن نقابل أحدا في الطريق ليساعدنا.
لورا وما زالت تبكي: ألا تهمك حياة صديقك؟...ثم تبدأ بالصراخ: أنت حقا إنسان منحط ووغد وأنا متأكدة أنك لست زوجي لأنني من المستحيل أن أتزوج شخص مثلك.
تمسح لورا دموعها وتحاول حمل موهيت على ظهرها فيبعدها الملك ويقول: ما الذي تفعلينه؟ هل جننت؟ لن تسطيعي حمله وحدك.
تصرخ لورا وهي تبكي: ابتعد عني ولا تلمسني مرة أخرى.
يخرج بيس من الخيمة حيث أنه استيقظ على صوت صراخهم.
بيس: ما الذي يحدث؟ لماذا تتشاجران؟.
تصرخ لورا: هيا تعال واحمله بسرعة.
بيس الذي ما زال نصف نائم: ماذا؟.
تصرخ لورا: أسرع سيموت....هيا.
يجري بيس نحوها: ماذا يحصل؟ وماذا به موهيت؟ ولماذا هو ينزف؟.
لورا: أخبرك في الطريق هيا أحمله بسرعة.
يحمله ويقول: هيا بنا.
يمشيان قليلا ثم يتوقف بيس فجأة وينظر إلى الوراء ويقول: وأنت ألن تأتي معنا؟.
لورا: دعك من هذا الوغد، هيا بسرعة.
يرفع بيس حاجبيه في دهشة ويقول: ولكن.....
تصرخ لورا: هيا....ماذا بك؟.
يتابع بيس طريقه بسرعة وهو يقول في نفسه: (ما الذي حصل لها؟....لماذا تتكلم عنه هكذا...هل استرجعت ذاكرتها؟...ااااااااااه هذا لا يهم...المهم الآن هو موهيت).
يضرب الملك قدمه على الأرض بقوة ويقول بغضب: تبا...إلى أين سيذهبان في هذا الوقت؟..سيموت وهما يبحثان عن طبيب....ألا يعلمان بأنه لا يوجد أحد في هذا المكان.
وفي الطريق بعدما أخبرت لورا بيس بما رأته وبالحوار الذي دار بينها وبين الملك:
بيس بدهشة: لم أتوقع أن يتصرف بهذا الشكل أبدا.
لورا بغضب وهي تحاول منع دموعها من أن تغرق عينيها: إنه عديم الإنسانية، هل تعرف أية قرية قريبة من هنا؟.
يفكر بيس قليلا ثم يقول فجأة: نعم هناك قرية على بعد خمسين متر.
لورا وهي تسرع أكثر فأكثر: جيد لنذهب إليها حالا.
وبعد وصولهما إلى القرية يسألان طفلا عن مكان إقامة الطبيب فيأخذهم إلى منزل قديم صغير الحجم في نهاية القرية، تطرق لورا الباب فيفتح رجل عجوز أصاب الشيب رأسه وأجعد الوجه..يرتدي ثياب رثة تدل على فقره فيقول: من تريد؟.
لورا: هل أنت الطبيب فتحي سيدي؟.
الرجل: نعم، هل هناك أية مشكلة؟.
لورا: كلا ولكن لقد أصيب صديقي قبل قليل بسكين في معدته فهل تستطيع معالجته؟.
العجوز: هل أنت غبي؟.
لورا بصدمة من غرابة السؤال: ماذا؟.
العجوز بغضب: هل أنت غبي؟ هناك شخص مجروح وأنت تتكلم بهذه البرودة وأيضا تطلب الإذن مني لكي أعالجه.
لورا: ما الذي كان علي أن أفعله؟.
يصرخ العجوز: أدخله بسرعة.
يدخله بيس إلى المنزل المكون
من غرفتين ومطبخ بينما تبقى لورا مكانها وتقول: أنا فتاة ولست فتى.
يصرخ بيس من الداخل: ادخلي لورا.
لورا: ولكنه يظنني فتى.
بيس: هذا بسبب ما ترتدينه...ااااااااه هذا ليس وقت الكلام الفارغ..ادخلي بسرعة.
تزفر لورا بغضب وتدخل إلى المنزل، أحد الغرف كانت تبدو كغرفة خاصة بالمرضى حيث أدخل بيس موهيت إلى هناك ووضعه على سرير في وسط الغرفة، تدخل لورا إلى تلك الغرفة فترى العجوز وهو يتفقد جرح موهيت ثم يقول: إنه عميق جدا......ثم يصرخ قائلا: ساسكي ساسكي تعال إلى هنا حالا.
وبعد عدة ثوان يدخل طفل صغير أشقر الشعر وأزرق العينين ومعه كرة ويقول: ماذا تريد جدي؟.
العجوز: اذهب ونادي ألينا بسرعة.
ساسكي في ملل: ولكني بحثت عنها مطولا ولم أجدها.
يقول العجوز بسرعة: أظن أنها في المكتبة، هيا اذهب وأخبرها أن تحضر معها نبتة الزهراء و أنه أمر خطير.
يرمي الطفل الكرة من يده و يجري خارجا من المنزل، ثم يذهب العجوز ويحضر بعض القطن والأدوات والمعقمات ثم يبدأ بتنظيف الجرح، تقترب لورا منه وتقول: سيدي.
العجوز: ماذا تريد؟.
لورا: فقط أردت أن أخبرك بأنني فتاة.
العجوز: نعم، ابتعدي ودعيني أقوم بعملي.
لورا: أريد أن أسألك سؤال؟.
العجوز بضيق: ماذا؟.
لورا: هل أبدو كالفتيان حقا؟.
يصرخ العجوز: ألا ترين ما الذي أفعله؟..هل هذا وقت هذه الأسئلة الغبية؟.
تفتح لورا فمها لتجيبه ولكنها تتفاجئ ببيس وهو يمسكها من يدها ويشدها لتجلس بجانبه على الكنبة التي في زاوية الغرفة.
بيس: ولا حرف.
تتكتف لورا وتجلس مكانها بغضب، وبعد خمس دقائق تأتي فتاة جميلة في العشرين من عمرها طويلة القامة ورشيقة ذات شعر أشقر وعينان زرقاوان.
العجوز دون أن يلتفت إليها: لماذا تأخرت؟.
ألينا: أنا آسفة أبي كنت أبحث عن النبتة.
يقف العجوز ويقول وهو يغسل يديه: أعطني إياها لأصنع الدواء، لقد نظفت الجرح وأنت ابدأي بتعقيمه.
ألينا بانفعال: حاضر أبي.
يأخذ العجوز النبتة منها ويدخل إلى غرفة صغيرة هناك، تجلس الفتاة أمام موهيت وتقول: هل ما زال حيا؟.
لورا بخوف: هل مات؟.
ألينا بحيرة: لا أعلم، لماذا أبي غطى وجهه إذا؟.
تقترب ألينا من صدره لتتحقق من نبض قلبه وما إن تسمع أول نبضة حتى تشعر بشعور غريب جدا.
ألينا: (ما هذا الشعور؟ إنه غريب جدا ولكنه جميل، من هو هذا الشاب يا ترى؟ سأفتح وجهه لأراه).
لورا: هل هو حي؟.
ألينا: نعم لا تقلقي.
تتنهد لورا في ارتياح وتقول: جيد، ماذا تفعلين؟.
وفجأة يأتي صوت الرجل العجوز: ألينا ألم تعقمي الجرح بعد؟.
تترك ألينا الغطاء على وجه موهيت دون أن تراه وتبدأ بتعقيم الجرح، وبعد انتهاءها يعطيها والدها الدواء الذي أعده لتدهنه على الجرح ثم تلف الجرح بالضماد.
العجوز فتحي: لا تقلقوا سيكون بخير.
لورا: شكرا لك سيدي.
العجوز: لا تشكريني بل اشكريها هي لأنها التي قامت بكل شيء، فأنا قد تقدمت بالعمر ولم أعد أقوى على شيء بسبب ضعف نظري ونسياني الدائم.
تلتفت لورا نحو ألينا وتقول مبتسمة: شكرا لك ألينا.
تبتسم ألينا بدورها: لا شكر على واجب.
فتحي: أنا سأذهب إلى الدكان، اعتني بالضيوف جيدا ولا تنسي أن تخيطي الجرح بعد نصف ساعة.
ألينا: حسنا أبي لا تتأخر على العشاء.
يخرج فتحي من الباب متجاهلا كلام ابنته ويذهب إلى دكانه الصغير الذي يقع في وسظ السوق، يستعمله كعيادة أيضا لبيع الأدوية التي يصنعها ومعاينة المرضى، أما في البيت الصغير تجلس لورا أمام مائدة الطعام التي حضرتها ألينا وتبدأ بالأكل.
بيس: جميلتي، هل تستطيعين التمهل قليلا في الأكل؟ وتنتظرين البقية.
لورا: أنا لا أمنع أحدا من الأكل، و لماذا تناديني جميلتي؟ ألا تخجل من نفسك أنا زوجة أخيك...تتوقف فجأة عن الأكل عند وصولها إلى هذه النقطة...لقد تذكرته...تذكرت ذلك الشاب الوسيم...يقاطع أفكارها صوت ألينا وهي تقول: لا بأس دعها تأكل كما تشاء، هل يمكنك مساعدتي في خياطة جرح......ما هو اسمه؟.
بيس: موهيت.
ألينا: هل تساعدني في خياطة جرح موهيت؟.
يقف بيس ويقول: بالطبع، ما الذي علي فعله؟.
تشير له ألينا وتقول: اتبعني أولا.
يدخلان إلى الغرفة التي يوجد موهيت فيها ثم تصرخ لورا والطعام في فمها: إن احتجتما مساعدتي فأنا جاهزة.
يضحك بيس ثم يقول بسخرية: أنت تابعي أكلك.
تطلب ألينا من بيس أن يزيل الغطاء عن وجه موهيت وتدخل إلى تلك الغرفة الصغيرة
لتحضر الدواء وأدوات الخياطة، بعد أن فتح بيس وجه موهيت تأتي ألينا وتراه للمرة الأولى فتوقع الأغراض من يدها وتبدو على وجهها علامة الدهشة والخوف والحزن في آن واحد.
بيس: ماذا حصل؟هل أنت بخير؟.
تلتفت ألينا للجهة الأخرى وتقول بطريقة
تشبه الصراخ: غطي وجهه بسرعة...أرجوك هيا.
يغطي بيس وجه موهيت بسرعة وهو في صدمة من ردة فعلها.
في دكان العم فتحي:
فتحي
أظن أنها قد رأته الآن، أرجو ألا تنصدم كثيرا و تفقد أعصابها، آسف عزيزتي لقد كنت مضطرا لفعل هذا، فلقد كنت ستريه عاجلا أم آجلا).
لنعود إلى أصدقائنا في المنزل:
بيس: ماذا حصل؟ هيا أخبريني؟.
تدخل لورا فجأة ثم تقول: هل أنتم بخير؟.
ألينا: (مستحيل إنه هو......إنه هو.....أنا لا أصدق هذا...ولكنه مات.....ما الذي يحدث معي......يجب أن أهدأ).
تقترب لورا من ألينا وتهزها وهي تقول: ألينا ماذا بك؟.
تبعد ألينا لورا عنها وتقول: لا شيء، أنا آسفة.....
ثم تبدأ ألينا بجمع الأعراض من الأرض وتساعدها لورا.
بيس: هل أنت متأكدة أنك بخير؟.
ألينا: نعم شكرا لك، هيا لنبدأ ولكن أرجوك لا تفتح وجهه.
بيس: حسنا (ماذا حصل لها فجأة يا ترى؟ وجه موهيت جميل جدا وليس مخيف، هل يمكن أن تكون صدمت من شدة وسامته؟......كلا مستحيل فأنا أوسم منه وقد رأتني ولم يحصل لها شيء من المؤكد أنه هناك سبب آخر).
تبدأ ألينا بخياطة الجرح بمساعدة بيس وتعود لورا لتناول طعامها، وبعد انتهائها من خياطة الجرح تلفه بالضمادات ثم تخرج من المنزل مسرعة، وبعد خروجها بخمس دقائق يدخل العجوز فتحي فيرى لورا تغسل أطباق الطعام وبيس جالس بجانب موهيت فيقترب من موهيت ويتفحصه قليلا ثم يقول: لا تقلقا إنه بخير.
بيس: ولكن هل ألينا بخير؟.
العجوز: نعم لا تقلق عليها.
بيس وما زالت آثار الدهشة بادية عليه: لقد تصرفت بشكل غريب عندما رأت وجه موهيت.
يقول العجوز متجاهلا كلام بيس: عليه أن يرتاح أسبوعا واحدا على الأقل.
بيس بدهشة: ماذا؟ أسبوعا كاملا؟ أين سنبقى كل هذه الفترة؟ إنها مشكلة.
لورا التي انتهت للتو من غسل الأطباق: هل يمكننا أن نبقى عندك هنا؟ ولا تقلق سندفع لك ثمن إقامتنا.
العجوز: لا بأس إن كنتم ستتدفعون،ولكن كما ترون المنزل صغير جدا، ستنامون جميعكم على الأرض...طبعا باستثناء موهيت.
لورا: لا بأس نحن موافقون.
العجوز: أنا سأذهب لأحضر ألينا.
يهمس بيس في أذن لورا: نحن لا نملك أية نقود.
تصرخ لورا: ماذا؟.
بيس: نعم فجميع نقودنا بقيت مع الحمار الأخرس.
تقطب لورا حاجبيها وتقول: من هو الحمار الأخرس؟.
بيس: ( لقد تذكرت لقد فقدت ذاكرتها).
العجوز: هل هناك أية مشكلة؟.
بيس: نعم، لقد فقدت لورا ذاكرتها قبل يوم أو يومين.
العجوز باهتمام: وكيف حصل هذا؟.
يضحك بيس ضحكة خفيفة ويقول: لقد ضربها أحد الأغبياء على رأسها.
يومئ العجوز برأسه دلالة على الفهم ويقول: حسنا لا بأس، إن الموضوع بسيط جدا.
لورا: عن ماذا تتحدث بيس؟ ومن هذا الذي ضربني على رأسي؟.
يقترب العجوز فتحي من لورا فيمسك من يدها و يوقفها أمام الحائط، ثم وبحركة سريعة يمسك رأسها ويضربه بقوة بالحائط فيغمى عليها.
يفتح بيس فمه ببلاهة ويقول: ماذا فعلت؟.
العجوز وهو ينفض يديه: لا تقلق ستكون بخير عندما تستيقظ.
بيس: هل هكذا تعالج مرضاك؟ .
العجوز: إن حصل لها شيء أنا سأتكفل بعلاجها وأيضا ستبقون هنا مجانا.
بيس: سأضعها على السرير.
العجوز: افعل ما تشاء، أنا ذاهب وداعا.
يحمل بيس لورا ويضعها على سرير في نفس غرفة موهيت، وبعد نصف ساعة تستيقظ لورا فيقف بيس أمامها فجأة ويقول: لورا هل تتذكرينني؟.
لورا وهي تمسك برأسها في ألم: نعم لماذا تسأل؟.
بيس: جيد وهل تتذكرينن الملك؟.
تبتسم لورا على الرغم منها وتقول: هل تقصد الحمار الأخرس؟، بالطبع أتذكره وكيف أستطيع أن أنساه، ولكن لماذا تسأل هذه الأسئلة الغبية وأين أنا؟.
بيس: وهل تعرفين لماذا نحن خارجون في هذه الرحلة؟.
لورا: كلا.
بيس: هل يعقل أنها استعادت نصف ذاكرتها فقط؟.
لورا: ما الذي تقوله؟، أنا لا أعلم لأن الحمار الأخرس لم يخبرنا.
بيس: صحيح.
لورا: أين نحن؟.
بيس: إنها قصة طويلة، أعتقد أن آخر شئ تتذكرينه هو عندما عدنا ورأينا موهيت والحمار الأخرس يتبارزان.
لورا: ااااه نعم.
بيس: بعد أن وصلنا ضربك الحمار الأخرس على رأسك وضربني ذلك الغبي موهيت وأنت حينها فقدت ذاكرتك...وعندما استيقظت في اليوم التالي رأيتك بجانب موهيت الذي ينزف، فحملته وأخضرته إلى هذه القرية وذهبنا إلى منزل الطبيب،وهكذا نحن هنا.
لورا: والملك أين هو؟ هل حصل له شيء؟.
بيس: لقد قرر البقاء هناك...وقال بأنه لا يريد أن يأخذ موهيت للطبيب...وأشياء أخرى لا أتذكرها.
لورا بغضب: أين ذلك الحمار الأخرس الغبي عديم الإحساس؟، كيف يفعل هذا بصديقي؟.
بيس: اهدأي قليلا جميلتي، فأنا لا أعلم أين هو، ونحن الآن نحتاج النقود التي معه لكي نستطيع البقاء هنا لحين يتعالج موهيت.
تذهب لورا نحو موهيت فتجلس بقربه وتمسك بيده ثم تقول: لا تقلق صديقي أنا لن أسمح لأحد بأن يؤذيك.
ثم تقف وتتجه نحو الباب وهي تقول: بيس أنا ذاهبة لكي أبحث عنه وأحضر النقود، وداعا.
تفتح الباب وتخرج منه لكنها تصطدم بالشخص الذي كان واقفا أمام الباب مباشرة فتسقط على الأرض وفجأة تقف لتعتذر منه ولكنها ترى الملك أمامها فتتراجع بضع خطوات إلى الوراء في دهشة فتصطدم بالطاولة الموجودة في المنزل، يدخل الملك إلى المنزل ويغلق الباب خلفه مبتسما ثم يقول: مرحبا زوجتي العزيزة هل اشتقتي لي كثيرا؟.
ترفع لورا حاجبيها في دهشة وتقول: زوجتك؟.
الملك بلطف لم تعهده من قبل: هل ما زلت غاضبة مني؟.
لورا: عن ماذا تتكلم أيها الأخرق؟.
الملك: هل موهيت بخير؟.
لورا بغضب: لا دخل لك، اذهب من هنا.
ينحني الملك نحوها ويقترب من وجهها ويقول: ماذا تريدين لكي تسامحيني زوجتي؟.
لورا: هل أنت ثمل؟ أنا لست زوجتك أو ما شابه...ثم تلتفت نحو بيس وتقول: بيس هل حصل شيء لهذا الفتى؟.
الملك: ( هل من الممكن أن تكون قد استرجعت ذاكرتها؟).
يبتعد الملك فجأة عن لورا ويقول: بيس هل.....
بيس بسخرية: نعم لقد استرجعت ذاكرتها بفضل الطبيب فتحي.
ترفع لورا حاجبيها في دهشة ثم تقول: الآن فهمت لم تكن تعلم أنني قد استرجعت ذاكرتي وكنت تخدعني أليس كذلك؟.
الملك في توتر واضح: الأمر ليس هكذا...
تقاطعه لورا بغضب: بل هو هكذا، وقد أخبرني بيس ما الذي فعلته بموهيت وأنا لن اسامحك ابدا، وأيضا لن أتابع الرحلة معك و......
يقاطعها موهيت الذي استيقظ للتو: هذا يكفي لورا الأمر لا يستحق أن تحدثي كل هذه الفوضى من أجله.
تجري لورا نحوه في سعادة ثم تعانقه قائلة: حمدا لله على سلامتك صديقي.
يتأوه موهيت في ألم ويقول: أنت تؤلمينني.
تبتعد عنه ثم تعتذر وتقول مبتسمة: كيف تشعر الآن؟.
موهيت: بخير شكرا لك.
يدخل الملك إلى الغرفة بهدوء ويقول: كيف حالك صديقي؟.
موهيت: بخير أخي.
لورا بغضب: هل ما زلت تناديه بأخي بعد كل الذي فعله بك؟.
موهيت: وما الذي فعله أخي؟.
لورا: كان يريد أن يتركك مصاب دون أن.......
يقاطعها موهيت: انا متأكد أنه فعل هذا لأسباب، وليس لأنه يريد قتلي وأنا واثق به أكثر من نفسي لذلك لا تفتحي هذا الموضوع مرة أخرى.
لورا: ولكن...
الملك: هل يمكنك أن تخرجي وتدعيني اتكلم مع أخي قليلا؟.
لورا: هل تطردني؟.
الملك: افهميها كما تريدين.
لورا: سأبقي عيني عليك.
تخرج لورا من الغرفة ويجلس الملك بجانب موهيت على السرير وكان سيقول شيئا إلا أن موهيت قال: لا تلوم نفسك على شيء أخي فأنت لا ذنب لك فيما حدث لي.
الملك: أنا فقط أريد أن أعتذر لأنني لم أستطع حمايتك ولأنني.....
يقاطعه موهيت: هذا يكفي أخي أنا لا أريد اعتذارك لذا أرجوك توقف.
يعانقه الملك عناقا طويلا، ثم يتجه نحو الباب ويقول: حسنا، هيا ارتح قليلا.
موهيت: شكرا لك.
يبتسم الملك ثم يخرج من الغرفة فيرى لورا وبيس جالسان فوق الأريكة فيجلس بجانبهما ثم يقول: أين هو الطبييب؟.
لورا بغضب: لا نعلم.
بيس بغضب أكبر: لقد قال الطبيب بأنه يجب على موهيت ان يرتاح لأسبوع كامل.
لورا: نعم ونحن قررنا بأن نبقى هنا وقد سمح لنا العم فتحي بالبقاء هنا.
بيس: وأيضا نريد منك أن تعطينا سبعين قطعة نقدية.
لورا: وبعدها افعل ما تشاء.
بيس: ان أردت ابقى هنا أو ارحل.
لورا: وأنا أفضل أن ترحل.
يضحك الملك بسخرية ثم يقول: وما رأيكم أن اذهب الآن وألا اعطيكم اي شي.
لورا: لن تفعل هذا.
الملك: ولماذا انت متأكدة لهذا الحد؟.
لورا: لا أعلم ولكني واثقة بأنك لن ترحل وتتركنا.
بيس: حسنا انا سأحل المشكلة.
يقف بيس ويتجه نحو الباب ثم يقول: أنا أعلم بأن الملك لن يرحل لأنه يحتاج لورا للذهاب إلى الهند وأعلم أيضا بأن لورا لن تسمح للملك بالرحيل لأنها تحتاجه أو بالمعنى الحرفي تحتاج إلى نقوده لذلك لن يرحل أحد وسنبقى هنا جميعنا إلى أن يشفى موهيت ثم سنكمل رحلتنا إلى الهند، هل هذا واضح؟.
لورا: نعم.
خارج القرية وفي الغابة التي ليست ببعيدة بجانب النهر وأسفل شجرة البلوط الكبيرة جلست ألينا وقد بدا عليها الحزن الشديد وهي تجمع الأحجار الصغيرة ثم ترميها على النهر، وفجأة تسمع صوت عجوز ليس بغريب عنها يقول: كنت أعلم أنك ستكونين هنا.
أجابت ألينا في برود: ماذا تريد أبي؟.
فتحي: هيا تعالي لنعود للمنزل فليس من الأدب أن نترك ضيوفنا لوحدهم.
ألينا بضيق: لا أريد، اذهب أنت.
يجلس فتحي بجانبها ويقول: هل هذا بسبب موهيت؟.
تقاوم ألينا دموعها بصعوبة: ومن هو هذا؟.
فتحي: ذلك الشاب الذي أنت في هذه الحالة بسببه.
تمتلئ عينها بالدموع😢 وتقول: لماذا فعلت هذا؟.
فتحي: أعلم أنك مضطربة الآن لذلك تعالي لنعود وسنتكلم فيما بعد.
تقف ألينا وتصرخ في حدة: لماذا؟ لماذا فعلت هذا؟.
يقف فتحي بدوره ويقول: ألينا اهدئي قليلا.
تندفع نحوه قائلة في حدة: لا أريد أن أهدأ.
يمسكها من كتفيها قائلا في صرامة: اسمعيني جيدا ألينا، أنا لم أفعل أي شيء خاطئ فإن كنت قد أريتك وجهه من البداية لما كنت قد ساعدتني في علاجه وأنت تعلمين هذا، فما ذنبه إن كان يشبهه إلى هذا الحد ،عليك تقبل الحقيقة عزيزتي سمير قد مات ولن يعود وهذا شاب آخر ولا أريد منك أن تكرهيه وأن تعامليه بطريقة سيئة هل هذا واضح؟.
مع آخر كلماته تتساقط الدموع من عينيها بغزارة فترمي نفسها بين ذراعي والدها وتجهش بالبكاء.
يعود العجوز فتحي إلى منزله مع ابنته و يتعرفان على الملك فيعطي الملك المال للعجوز، وبعد ثلاثة أيام الساعة التاسعة صباحا:
تهتف لورا أثناء ارتدائها لحذائها: أنا ذاهبة لأتجول في القرية.
ألينا: إلى اللقاء عزيزتي.
بيس: لا تتأخري في العودة جميلتي لأن العشاء اليوم هو اللحم المشوي.
تضحك لورا وتقول: من المستحيل أن أتأخر ولكن أين هو موهيت؟.
الملك: أظنه بجانب النهر أسفل شجرة البلوط، إنه يقضي معظم وقته هناك.
لورا: حسنا وداعا.
تخرج لورا وتتمشى في أسواق القرية.
لورا: هناك العديد من الأشياء الجميلة والأطعمة الشهية.
وفجأة تقع عينيها على فاكهة......الفاكهة التي حلمت بها طوال عمرها.......الفاكهة التي تمنت تذوقها بأي ثمن.....نعم إنها هي....إنها الليتشي، تذهب نحو البائع مسرعة وتسأله عن سعرها فيقول ببرود: الواحدة بمئتين قطعة نقدية.
تفتح عينيها بدهشة وتقول: ماذا؟ مئتين؟ هل تمزح معي؟ إن هذا سعر منزل كامل.
البائع بغضب: ان كنت تريدين إن تشتري فبسرعة وإن كنت لا تريدين أن تشتري فارحلي.
لورا: ليس معي هذا المبلغ ولكن أريد أن أتذوقها بشدة، أرجوك أعطني واحدة فقط.
يقول البائع في حدة: ما الذي تقولينه أيتها الحمقاء؟ هل تعلمين كم عانيت لكي أحصل على هذه السلة فقط؟.
لورا برجاء: واحدة فقط.
البائع: ستذهبين أم أنادي الشرطة؟.
لورا بحزن: حسنا حسنا سأذهب( لماذا هو هكذا؟ ألا يوجد معي أي شيء يصلح للمبادلة....لحظة واحدة أظن أن هذا سيكفي)، ما رأيك أن تعطيني واحدة مقابل هذه.
ينظر البائع ببرود إلى الكرة الزرقاء التي تحملها ثم يفتح فمه في دهشة كبيرة ويقول: هل....هل تقولين الحقيقة؟.
لورا: بالطبع يمكنك أخذها ولكن أعطني واحدة فقط.
البائع بلهفة: بل سأعطيك السلة كلها( هل حقا لا تعرف ما هي هذه، يا لها من حمقاء إن هذه الكرة تساوي الآلاف من هذه الفاكهة).
لورا: حقا؟😀.
البائع: بالطبع ولكن أخبريني أولا من أين حصلت عليها؟.
لورا: وجدتها في النهر.
يأخذ البائع الكرة منها بسرعة ويعطيها السلة قائلا: حسنا حسنا يمكنك الذهاب الآن وداعا.
تبتسم لورا وتقول: شكرا لك سيدي إلى اللقاء.
تتقدم بضع خطوات ثم تعود أدراجها قائلة: ولكن أن كان سعرها غالي لهذه الدرجة فلماذا تعطيني السلة كلها مقابل هذه الكرة؟.
البائع في توتر لم يستطع اخفاؤه: لأن....لأن.... ﻷن ابني الصغير رأى مثل هذه الكرة في مكان ما وقد أحبها كثيرا لذلك فعلت هذا.
تربت لورا على كتفه وتقول: أنت أب جيد، وداعا.
في المنزل:
الملك بصدمة: ماذا فعلت؟.
لورا: لقد أخذت هذه السلة مقابل تلك الكرة التي وجدتها في النهر.
الملك: هل جننت؟.
لورا: نعم، ابتعد من أمامي فأنا لم أتذوقها بعد.
يأخذ الملك السلة من يدها ويقول: ولن أدعك تتذوقينها في حياتك.
لورا: ماذا بك؟ ماذا كنت ستفعل بكرة؟ هل أنت طفل؟.
الملك: لا ولكن ماذا إن كانت.........
تقاطعه لورا: إنها لذيذة حقا تذوقها، هل تصدق أن سعر الواحدة منها مئتين قطعة.
الملك في دهشة: حقا؟.
لورا: نعم، أعطني لكي أغسلها.
الملك بغضب: إنك غبية حقا.
لورا: غبية؟.
الملك: نعم غبية، إن كان سعرها غالي لهذه الدرجة فلماذا يعطيك سلة كاملة من أجل كرة؟.
لورا: لأن ابنه يريد هذه الكرة.
الملك: وهل صدقت ما قاله؟، أنا متأكد أن لهذه الكرة قيمة كبيرة.
لورا: وإن يكن، هيا أعطني السلة.
يتنهد الملك باستسلام: حسنا خذيها.
تقطب لورا حاجبيها وتقول: حقا؟.
الملك في حدة: وهل أنا في وضع يسمح لي بالمزاح؟.
لورا: ألن تقاوم؟.
يضع الملك السلة فوق الطاولة في غضب ثم يخرج.
لورا: بيس أين أنت؟.
يصرخ الملك من الخارج: إنه ليس هنا.
تخرج هي أيضا فتراه جالس على كرسي قديم تتجه نحوه وتقول: أين هو إذا؟.
الملك: العجوز وبيس في الدكان وألينا ذهبت لتأخذ الطعام لموهيت.
تعود لورا إلى المنزل من دون أية كلمة وتخرج بعد عشر دقائق وبيدها قدر كبير مليئ بقطع الليتشي، تجلس على الأرض بجانب الملك وتقول: هل تريد؟.
يأخذ الملك واحدة ويتناولها ثم يقول بدهشة: إنها لذيذة حقا، يا له من طعم، لم أتذوق مثله في حياتي.
لورا بانفعال: أرأيت؟، ألم أخبرك بأنها شهية؟؟.
ينزل من الكرسي ويجلس بجانبها ويقول: ولكن هذا لا يعني بأنك فعلت الصواب.
لورا: أعلم ولكن هذا لا يعني بأنك لن تأكل منها الآن.
الملك: أعلم ولكن هذا لا يعني بأنك ستنجين من العقاب.
لورا: أعلم ولكن هذا لا يعني بأنك ستعاقبني بقسوة.
الملك: أعلم ولكن......
تضع لورا قطعة من الليتشي في فمه وتقول: هذا يكفي، إن لم تبدأ بالأكل الآن فسأتناولها كلها ولن يبقى لك شيء.
وبعد نصف ساعة:
الملك: آه...لقد تناولت الكثير...لن أستطيع أن أكمل.
لورا: ولكن ما زال هناك المزيد.
الملك: احتفظي بها ليوم آخر.
لورا: نعم هذه فكرة جيدة، لماذا لم يعد أحد بعد؟ لقد أصبحت الساعة الثانية والنصف.
الملك: أنا سأذهب لدكان العم فتحي، لا تفتعلي المشاكل.
لورا بسخرية: أنا من يجب أنا أقول هذا، لا تفتعل المشاكل.
يذهب الملك وتدهل لورا للداخل، قرب النهر وأسفل شجرة البلوط الكبيرة جلس موهيت وفجأة تأتي ألينا وتضع الطعام أمامه ثم تهم بالرحيل لولا صوت موهيت: ألينا....هذا هو اسمك صحيح؟.
تجاوب في اقتضاب: نعم، هل تريد شيئا؟.
موهيت: نعم.
ترفع حاجبيها في دهشة...لم تكن تتوقع هذه الإجابة قط....ولكن كيف ستواجهه....إنها خائفة... ما الذي ستفعله الآن؟، أيقظها من أفكارها صوت موهيت: هل يمكنك الجلوس لنتحدث قليلا؟.
لا تعلم لماذا في تلك اللحظة جلست بسرعة دون تفكير، فقال موهيت: أنا هنا منذ أربعة أيام وأنت لم تكلمينني أبدا،لماذا؟.
شعرت برجفة شديدة لسؤاله هذا ولم تعلم ما الذي ستقوله، كانت تشعر بسعادة كبيرة لأنها تتحدث معه الآن وقد زال كل الخوف والقلق من قلبها....عاد موهيت يسألها مرة أخرى: هل فعلت لك شيء أزعجك؟.
قالت بسرعة: كلا كلا أنت لم تفعل أي شيء.
تنهد موهيت وقال: لقد أرحتني وهل هذا يعني بأنك لست غاضبة مني؟.
ألينا: كلا لست غاضبة.
موهيت: والآن يمكننا التكلم براحة.
تقطب ألينا حاجبيها في تساؤل
ألم يكن هذا هو الموضوع الذي يريد أن يكلمني بشأنه؟).
موهيت: ما رأيك أن تنضمي إلينا في رحلتنا؟.
ألينا: ماذا؟.
موهيت: تعالي معنا، فنحن نحتاج إلى طبيب في هذه الرحلة.
~~~~~~~~~~
لهون وبس...انتهى البارت.
الأسئلة:
1- كيف كان البارت؟.
2- ما رأيكم بالشخصية الجديدة "ألينا" ؟.
3- وهل ستوافق ألينا بالذهاب معهم في هذه الرحلة؟.
4- أفضل جزء؟.
5- انتقادات، أسئلة، نصائح؟.
فقط أردت أن أقول بأنني سانزل بارت أول يوم العيد وثاني يوم العيد أيضا..ولكني لن أستطيع إرسال الرابط لأحد...لذلك أنا آسفة....
وكل عام وأنتم وبخير..❤