عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree149Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #96  
قديم 05-19-2017, 11:39 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بينك | pink مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركـآته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كيفك زيزي تشان أحبك > براءة أطفال
وعليكم السلام
الحمدلله وانت كيفك


أخيرا ثم أخيرا الفصل جاء يا فتاة
أنا أنتظرت الفصل سنوات هل أرفس الفصل ليأتي ؟
أول رد قبل لولو هيييييي هديك المرة ضحكتي
بس اليوم ضحكتي ياي0 سوف أبدا ردي المتواضع
هههه مبروك الرد الاول الي قبل لولو

ليو يا وقح ما هذه الوقاحة تترك أنتاشيا مدة 9 شهور
تتعذب من الولادة العار عليك > دخلت عن الموضوع بزيادة
:nop: الخق عليها
هي طردته


لوكنت مكان أنتاشيا هل كنت ستتركني ؟ كنت سوف أرفسك للمريخ
لو عملتي نفس عملة انتاشيا يب
كان عمل فيكي ما هو اسوأ


ذاك الأمير وقح
"اقترب الامير اليها مدمع العينين ليعانقها ويقول:
"لما يجب على خالة الامير ان تكون بهذه البشاعة..."

لو كنت مكانها لقتلتك أنا أجمل فتاة "ضححكة شيطانية"
طفلة أنتاشيا مصصاصة دمآء :مصدوم:
ستقتل أمهآ هكذآ
البنات قلبهم طيب
ما بيقتلو :nop:


فين فصل فريق الأصفار ؟
بكرآ لازم يكون موجود أوكي
صعبة شوي
هنا حاليا موضوع طويل عن ماضي ليو
لما ينتهي منبلش بفريق الاصفار



أتمنى لك التوفيق
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
شكرا على تمنيك ^^
الله يسمع منك
شكرا على ردك الجميل حب9
__________________













رد مع اقتباس
  #97  
قديم 05-19-2017, 11:41 AM
 









الفصل السابع~ الظلم (B)





جثى ليونارد امام قبر ليضع عليه بعض الورود الاحمر، نظر للاسم المحفور على القبر بحزن ثم ابتسم بالم ليقول:
"لقد اصبح لك حفيدة جديدة...
وهي مصاصة دماء مثلك...
اتمنى ان ترفع رأسك كما انا فعلت
كما اتمنى ان تعيد مجد عائلتنا بعد
ان خذلتك بتحولي الى ساحر بالكامل...
وربما خذلتك من هذه الجهة قبل تحولي...
فلم اكن يوما المصاص الدماء الذي ترغب برؤيتي على هيئته...
وازداد الامر سوءا بعدما انقذتني والدتي من الموت
ولم اعد لي ما يربطتني بمصاصي الدماء الا طفلتي
بالتفكير بالامر...
امي انقذتني مرات عدة مسبقا
ولكنها لسبب لا ادري ما هو لم تخبرني بهويتها "

اخذ يتذكر ماضيه مع والدته، اول يوم التقى بها يوم كان بالسجن ينتظر حكم الاعدام، متقوقع على الارض الباردة في زنزانة شبه مظلمة، وقد كسحته الكئآبة لاقصى الحدود، رغم انه كان في عمر الخمسون الا انه بدا كأنه في الخامسة عشر بحكم طول اعمار السحرة،

فجأة ظهرت امامه امرأة ترتدي كالفلاحين، شعرها الرملي المجعد انسدل الى اخر ظهرها وعيناها البنفسجية تشتعلان بالحقد، رفع رأسه اليها شاردا، بخطى سريعة غاضبة أسرعت اليه لتصفعه دون سابق انذار

اتسعت عيناه من فعلتها لتجتاح كم هائل من الاحتمالات على رأسه في آن معا، اخفض رأسه بحرج ليقول:
" لا بد انك احدى اقارب ضحيتي... "

اخذته من سترته تعاتبه:
"تبا الا يمكنك ان تكبح جماحك قليلا...
المرة الاولى فتحت طريقك للهرب والمرة الثانية كذلك والثالثة لكن الى متى؟...

ابعد وجهه عنها بيأس يقول لها:
"ولما ساعدتني؟...
لما لم تقتليني منذ المرة الاولى وتركتني اقاصي ما اعانيه؟...
اتظنينني سعيد بما يحصل معي؟

- ليس الامر انك سعيد او لا
لكن حاول ان تكف عن ذلك
سيطر على نفسك

- لا استطيع
انا فجأة اجد الجثة امامي مقتولة...
لا ادري لما يحدث لي ذلك...

نهضت ام ليونارد مبتعدة عنه غاضبة ثم قالت:
"انت لا يمكنك ان تعيش مع السحرة...
الامل الوحيد الذي علقته عليك اختفى...
سأعيدك الى قرية مصاصي الدماء..."

نظر اليها ليونارد بصدمة ولم يكد يعترض حتى وجد نفسه امام بيت من رباه في طفولته، تراجع خطوات مصدوما ينظر الى والدته غاضبا:
"لن اعود الى هنا ما حييت...
لن اعود الى حياتي المقيتة مع ذلك المتوحش..."

امسكته من ذراعه لتجذبه الى بيت صديق والده وهي تقول له:
"انه الوحيد الذي يمكنك ان تعيش معه بأمان...
على الاقل سيؤمن لك الحماية من بقية مصاصي الدماء..."

"لا تدرين شيئا عن الامان الذي يمنحني اياه...
لقد كان يتغذى على دمي يوميا
كما انه كما باقتلاع اجنحتي
لن اعود اليه مهما حدث..."

افتلت منها واسرع يجوب في ازقة القرية يرتطم بهذا ويتخبط بذاك حتى اصبح العديد منهم خلفه، اصابوه بأبر منومة فاستغربوا حين نزعها عنه واكمل طريقه راكضا، طاروا عن الارض وحاوطوه مشكلين دائرة حوله واخذوا يقتربون منه وانهالوا عليه ليتغذوا على دمه حتى تعالت صرخاته، اسرعت الام تتبع الصوت حتى وجدت ذلك التجمع الكبير من مصاصي الدماء، اخرجت خنجرها واخذت تطعنهم وهي تشق طريقها حتى وصلت اليه وما ان تمسكت به وقبل ان تتلو تعويذة الانتقال اصيبت بأبر منومة وسقطت ارضا امام عينا ليونارد، ارتجف ليونارد خوفا وما ان رأى مصاصو الدماء عادو ليهجمو اخذ الخنجر من يد والدته وبدأ يدافع به عن نفسه وعنها حتى قتلهم جميعا، توقف يسترجع انفاسه متهيئا لاي هجوم مفاجئ وحين اطمئن انه ما من مزيد جثى على الارض بعد ان اعياه التعب وفقر الدم...
---
فتح عيناه ليسمع صوت تحاور بين تلك السيدة ورجل اخر، نهض مستعجلا بخوف ليرى انه عاد الى بيت ذلك الرجل النصف بشري، سك على اسنانه غاضبا، نهض عن السرير متجها اليها يصيح:
"لما احضرتني الى هنا؟...
اخبرتك اني لا اريد العودة..."

توجه للباب ليفتحه فيجده مقفلا، بدأ يبحث عن دبوس في اي مكان ليفتح القفل حتى وجد احدهم، عاد للباب ليفتح القفل فنهض الرجل يصرخ غاضبا:
"اياك ان تفسد قفل بابي فلا املك ثمن غيره..."

عاد ليونارد الى والدته ليأخذ منها الخنجر دون سؤالها فوجهه الى الرجل قائلا بنبرة حازمة:
" افتح الباب والا قتلك كما قتلتهم..."

نظر اليه الاخر ببرود ليقول له:
- اتريد ان تقتلني بالخنجر الذي صنعته بنفسي
خصيصا لحمايتك انت وتلك الغبية...
يكفي انه قتل به اعز صديق لي...

- لا تهمني حياتك الشخصية
كما لا يهمني تاريخ هذا الخنجر...
فقط افتح لي الباب ودعني اذهب

- انت لن تعيش في الخارج لاكثر من ساعة
نصفك كساحر سيجذب مصاصي الدماء اليك...
الافضل ان تعود لمملكة السحرة الى عائلة والدتك
تتعلم من كتبها كيف يمكنك الدمج بين اصليك
لا تملك الا ذلك...

- الام:
لا تحلم بذلك الخيار فهم لن يتقبلوه...
وانت تعلم السبب...

نظر ليونارد باهتمام الى صديق والده:
- من هي عائلة والدتي؟...
لم تخبرني ان لي عائلة مسبقا...

- الغبية امك لم ترضى ان اخبرك...

- امازالت والدتي حية

ارتجت ضحكة صديق والده في الغرفة لفترة حتى مسح دموعه وهو يردد نظره بين ليونارد الذي يقتله الحماس ليسمع منه الجواب وبين والدته التي تنظر اليه محذرا من اخباره باي شيء فقال:

- انت بالفعل بائس
وكنت اظن ان حياتي بائسة
صدق المقولة الذي تقول: تهون مصيبتك
حين ترى مصائب الاخرين
على كل حال لا شيء عندي لاخبرك به...

- هجم عليه ليونارد ليمسكه من ياقة قميصه مهددا:
اخبرني عن امي وعائلتها بسرعة قبل ان اقتلك...

- حين لم تشأ والدتك ان تعرف شيئا عنها فذلك لحمايتك...
لا ينتظرك شيئا جميلا بينهم فلا تقربهم...

- لما؟...

- ان كنت مصرا...
والدتك قتلت والدك لذلك...

بتر جملته حين وجدهما اختفيا من امامه، نظر الى حيث كانت تقبع الوالدة بحقد ليقول:
" حرمتني من اعز صديق لي والان تحاولين
تدمير حياة ابنه بسبب حقدك على والده...
وذنب والده الوحيد هو انه احبك..."

---

ظهرا امام قصر كبير مقارنة مع بيوت قرية مصاصي الدماء البسيطة، طرقت الباب ليفتح لها عجوز طاعن في السن لم يخلو مظهره من الهيبة، فبدا كأنه شخصية مرموقة، نظر الى والدة ليو ثم نقل بصره الى ليو فشرد به قليلا ثم دعاهما للدخول

دخلو الى غرفة الجلوس، وجه نظره الى ليو الذي كان منذهلا بهيبة القصر، حين رأى اوصافه استطاع ان يميزه رغم الاوساخ التي على وجهه وشعره الاشعث المربوط للخلف بإهمال فسألها:
- اظنه ابنكما؟

زمت الام شفتاها بغضب لتنهض من جانب ابنها وتذهب الى جانب العجوز وبدؤا التهامس بينما جمال القصر الهاه عن الاستماع اليهما حتى ناداه العجوز:
" ايها الفتى... تعال الي..."

نهض ليونارد وسار اليه بمشيته المستهترة يشحط بنعليه على الارض، وقف امام العجوز مقطب الحاجبين مستعدا لاي هجوم، لم يعجب ذلك العجوز فنظر للمرأة باحتقار قائلا:
"لم تعلمي حفيدي على الاصول...
كيف اظهره للعالم واجعله يحمل
اسمي وهو بهذه الحالة..."

"اسفة... لقد اخبرتك بقصته..
لم يتسنى لي ان اعلمه شيئا..."

- ذلك النص البشري الاخرق...
لطالما كرهت ان يصادق ابني...
بغض النظر انه افسد اخلاقه
فهو عرفه عليك وبسببك خسرته

ربت بفخر على كتفي ليونارد ليقول:
" على الاقل تسنى لي ان اراك...
سأعتني بك واعلمك ما لم
يتعنى غيري ليعلمك اياه..."

اخفضت الام رأسها بانزعاج لتستأذن للإنصراف، امسكها ليونارد بعجل قائلا بخوف:
" لا تتركيني وحدي معه..."

ملست على رأسه بحنان لتقول:
"لا تقلق فهو يحبك...
قد يقسو عليك احيانا لكن ذلك سيكون لاجل مصلحتك...
طع اوامره بكل حذافيرها وستجده دائما مبتسما لك..."

ابتعدت عنه بينما هم ليعانقها فاختفت، عانق نفسه بعدما دمعت عيناه حتى اتاه صوت من خلفه يناديه، استدار ليجد ذلك العجوز ينظر اليه بحزم سرعان ما عقد حاجباه قائلا:
"امسح دموعك فانت رجلا...
البكاء ليست من سمة الرجال..."

مسح ليونارد دموعه بكمه فقال له الرجل:
"هيا امامك الكثير لتفعله...
دعنا اولا نهتم بمظهرك..."

سار الرجل ومشى ليونارد خلفه حتى وصل الى غرفة راقية وقف امام مرآة كبيرة، توسعت ابتسامة ليونارد عند رؤيته لنفسه بذاك الحجم حتى اتاه صوت جده...
" اخفي تلك الملامح البلهاء من وجهك...
انت لم تعد ذلك المتشردا بعد الان...
انت ابن عائلة مرموقة فارجو ان تتصرف على هذا النحو..."

اخفى ليو بهجته ليخفض رأسه بحزن مبديا تأسفه، امر الجد الخياط الخاص به ان يأخذ مقاسات ليونارد ليخيط له طقما فاخرا ثم ارسل ليو الى الحمام...

لبس ليونارد الجديد، نسق شعره الخادم وسرحه على هيئة النبلاء، حتى اضحى خارجيا كنبيل فعلا...

كان الجد ينتظره امام سفرة الطعام، اقبل ليونارد فأشار له الجد ليجلس على المائدة امامه، سرعان ما جلس ليونارد وبدأ الطعام دون استئذان فهو لم يذق الطعام منذ الامس، وما اكله في السجن بالكاد كان يكفيه، امسك قطعة اللحم بيديه وبدأ ينهش منها ثم يشرب من كوب العصير بشراهة ليستطيع ان يبتلع لقمته الكبيرة ثم يكمل نهش المزيد من اللحم، نظر اليه الجد مذهولا من تصرفه المتوحش حتى استيقظ من صدمته فضرب بيده على الطاولة غاضبا، نهض صارخا:
"هذا يكفي... هذه البربرية غير مقبولة في قصري..."

نظر اليه ليونارد مستغربا فقال له الجد:
"لما وضع امامك الشوكة والسكين؟
استعملهما للاكل..."

ابتعد ليونارد عن الطعام بحرج لينظر الى الشوكة والسكين مستغربا، طلب الجد من الخادم ان يرافق ليو الى المغسلة ليغسل يديه، نهض ليونارد ليذهب مع الخادم وما ان اختفى عن اعين العجوز حتى تعالت صرخة ليونارد، استغرب العجوز الامر فتوجه اليه ليجد الخادم يعضه ليمتص دمه، مجرد ان رأى الخادم الجد ترك ليونارد وابتعد معتذرا طالبا المغفرة، نظر الجد اليه فقال محذرا:
"ان عدتها اعتبر نفسك في عداد الموتى..."

انحنى له الخادم باحترام شاكرا مسامحته ثم انصرف، اخذ الجد حفيده بنفسه الى المغسلة واخذ يغسل يديه، نظر الجد الى جرحه الذي لم يشفى بسرعة كما مصاصي الدماء العاديين، تنهد بانزعاج ثم اخذ يطبب حرجه، عادا الى غرفة الطعام مجددا وجلس كل في مكانه، حمل ليو الشوكة والسكين ثم نظر الى قطعة اللحم امامه مستغربا، نظر الى جده عسى ان يقلد حركته لكن يده لم تكن تطاوعه بسهولة، ترك الشوكة جانبا ليمد يده الى اللحم وقبل ان يمسك بها سحب الجد طبقه، نظر ليو الى جده بقهر فقال له الجد:
"لن تأكلها الا بأدب وتهذيب كما كل النبلاء"

اصدرت معدة ليو كركعة فسك ليو على اسنانه غاضبا، عاد ليمسك السكينة مع الشوكة فاعاد الجد الطبق لليو، اخذ ليونارد يحاول ويحاول حتى اضحى الوقت ليلا، والجد امامه يراقبه، قبل ان يكمل طعامه سحب منه ووضعوا امامه العشاء، نظر ليو بحسرة الى طعام العشاء، انه طعام خفيف جدا، بالكاد سيكفيه، لكنه افضل من ان يبقى جائعا، اكل ساندوشة بسرعة ثم توجه الى كوب العصير، قربه الى انفه ليشتمه وسرعان ما تلونت عيناه بالاحمر، شربه كله دفعة واحدة ثم وضعه على الطاولة بحماس:

"اريد المزيد!..."


نظر اليه الجد باحتقار ليقول له:
"لا تظن ان ذلك يباع في الدكاكين
الحصول عليه ليس بالامر الهين لذلك
ستشرب منه كأس واحدا كل مساء"

نظر ليونارد الى الكأس بحسرة قائلا:
"لقد كان لذيذا..."

نظر اليه الجد مبتسما ليقول:
" اذا... من الجيد انك اخذت شيئا من مصاصو الدماء..."

نظر اليه ليو مستغربا فقال له جده:
"لا تقل انك لم تكن تعلم ان ما شربته توا كان دما للسحرة؟..."

برز الذهول على وجه ليو حتى اصفر لونه ثم راجع كل ما شربه، نظر اليه الجد بحقد:
"هكذا اذا...
انت لن تتنكر لاصلك..."

نظر للخادم:
"احضر لي كأسا اخرا...
لا يهمني كم سأصرف من الدم
على ان يتقبل حقيقته..."

وضع الخادم كأس جديد على الطاولة فامر الجد ليو ان يشربه، نظر ليو الى الكأس باشمزاز ثم قال:
" لن افعل ذلك...
لن اكون مثيرا لتقزز مثلكم..."

نهض الجد اليه بحقد فصفعه، انتفض ليو لكرامته فامسكاه الحارسان، امرهما الجد ان يثبتاه على الكرسي ففعلا، وضع الكأس امامه ليشتعل عيناه بالاحمر، هم الى الكوب ليشرب ثم تذكر ماهية ما في الكأس فأبعد وجهه لاتجاه اخر، امسك الجد وجهه ليواجهه فعاد ليو ليبعد وجهه، طلب من احدى الحارسان ان يثبت راسه تجاهه ثم قام بغلق انفه حتى انقطع نفسه، فتح ليونارد احدى طرفي فمه ليتنفس كي لا يتسنى للعجوز ان يجعله يشرب رغما عنه، ابتعد حينها العجوز بانزعاج فامر ان يؤخذ ليو الى غرفة فارغة ويمنع عنه الطعام والشراب الا الدماء

رموه في غرفة واقفلو عليه الباب، وفي وقت الطعام يوضع له كأس من الدماء كان يلقي بها ارضا ما ان تصله، عندما انتصف الليل ونام الجميع، اخذ يبحث عن دبوس حوله ليفتح القفل لكنه لم يجد حتى اخيرا سيطر عليه الجوع في اليوم القادم، ما ان وضعت امامه حتى اسرع الى الكأس دون تفكير، شربها لاخر نقطة ثم نظر الى الكوب الفارغة رماها ليهجم على الخادم ويغرس انيابه في عنقه، ابتعد باصقا مشمئزا حتى وجد جده يحمل كوبا اخرا يلوح له به، اراد الذهاب اليه ليشرب المزيد لكنه تذكر انه كان مع جده في تحد، نظر الى الكوب في يد جده، الدماء حمراء سائلة جذابة، معدته تعتصر جوعا، لكن كرامته على المحك، احتار في تقدمه ام تراجعه فبقي في مكانه حتى اقبل اليه جده ليهون عليه الامر، وما ان استقرت الكأس امامه حتى اخذها من جده وجرعها على نفس واحد، ربت الجد على كتف حفيده ليقول له:
"تهانينا... لقد لصبحت واحدا مننا..."

نظر اليه ليونارد باحتقار فاسرع ليضع يده في فمه كي يتقيئ ما شربه فامسكاه الحارسان ليمنعاه، اشر لهما الجد ليفلتاه قائلا:
" اتركاه...
حتى لو راجعهم...
يكفي انه شربهم بملئ ارادته وهو
يعلم ما هم ليعترف باصله..."

انصرف الجد وتبعه الحارسان، جثى ليونارد على الارض يسك على اسنانه بحقد، اخذ يضرب الارض بقبضته بغضب لتدمع عيناه حيث اضطر ان يرضخ اخيرا للعجوز، وهذا ما لم يفعله احدا مسبقا الا ذلك النصف بشري البغيض، ومن هنا اكتشف شيئا واحدا، مصاصو الدماء كلهم عبارة عن متوحشين لا مشاعر لديهم، مسح دموعه حين تذكر كلام جده
"لقد اصبحت رجلا الان وليس للرجل ان يبكي..."

عن اي رجولة يتحدث حين يجبره عجوز على ما لا يرغب... قطب حاجبيه بحقد ليعود الى غرفته المعزولة حتى سكن المنزل من الحركة، خرج من غرفته بحذر وتوجه مباشرة الى المطبخ، اخرج من البراد ما طاب له من لحوم وشحوم، اخرج طبقا بدا له لذيذا وما ان استدار حتى وجد خادمة جميلة تبتسم له، قالت:
"عجبا...
السيد الصغير يدخل المطبخ ليلا
كاللصوص ليأكل طبقا من الطعام..."

اخذت الطبق منه قائلا:
"دعني اسخنه لك"
جلس على الكرسي امام الطاولة وقالت:
"الا تظن انه من الظلم ان يكون نصف ساحر وريث هذا القصر بعظمته
بينما نحن الفامبيرز الاصليين نكون الخدم..."

اخفض رأسه بحرج بينما باغتته من الخلف لتنقض عليه تعضه، حاول ابعادها لكن كلما تحرك ازدادت تشبثا، وبين انقطاعه عن الطعام لفترة وبين امتصاص دمه من قبل الخادمة سقط ليو فاقدا الوعي، نظرت اليه بشفقة لتقول:
" لم يكن دمك لذيذا ولا اصيلا...
لكنه افضل من لا شيء..."

اسرعت لخارج المطبخ قبل ان يجدها احدهم ويكتشف جريمتها...
---
طرق الخادم باب غرفة سيده على عجل قبل سطوع الشمس محاولا ايقاظه بنبرة فزعة، سمح الجد للخادم بالدخول فاسرع اليه قائلا:
"انه حفيدك...
وجدناه على ارض المطبخ فاقدا الوعي"

نهض العجوز بعجل ليتوجه الى المطبخ فيرى طبيب العائلة يداويه، سأله عن حاله فأجابه انه بخير، مجرد فقر دم...
ارتاح الجد لسماع كلام الطبيب ثم رأى علامات انياب جديدة على رقبة حفيده، نظر للجميع بغضب فاختبأت خادمة امس خلف حشود الخدم، اشر اليها الجد قائلا:
"اجلدوها مئة جلدة..."

امسكوها واخذوها بينما تصرخ طالبة المغفرة، جلس الجد قرب ليونارد وهو ينظر الى ملامحه الهادئة، انه نسخة عن ابنه الراحل، والذي قتل ابنه انها نفسها ام هذا الفتى الذي امامه...

كيف يجمع ببن الحب والكراهية في قلب واحد تجاه الشخص نفسه؟... حرك ليو جفناه ثم فتح عيناه ليجد جده بالقرب منه، ابتعد عنه فزعا، اخذ يتراجع خطوات للخلف بينما ينظر الى المتواجدون في الغرفة بفزع، ما ان اقترب منه جده حتى اوقفه صارخا:
"لا تقترب مني...
كلكم تدعون اللطف وحين ادير لكم
ظهري تهاجمونني..."

- الجد:
ليو...
انا جدك... لن اؤذيك...
انت الشيء الوحيد الذي تبقى لي من ولدي...
انت بالنسبة الي اغلى من حياتي...

- كاذب!... كاذب تقولها لاثق بك وتهاجمني على غفلة

بسرعة مباغتة هاجمه العجوز ليلكمه على معدته الفارغة فيسقط ارضا متألما...
اقترب منه العجوز ليهمس له:
"لست بحاجة لاكسب ثقتك لأهاجمك...
ايها النصف الساحر النتن..."

توجه للخدم ليقول لهم:
" جهزوا لنا طعام الفطور...
لدينا يوم حافل لتعليمه الاكل بطريقة متحضرة..."
---
القى ليونارد نفسه على السرير ليلا منهكا وغفت عيناه دون شعور، فجأة يشعر بشيء لثم فاهه ويشعر بألم رهيب اعتاده هذه الايام الاخيرة في منزل هذا العجوز، حاول التفلت لكن المهاجمين هذه المرة كانو كثر، احدهم يغلق فمه والبعض يثبته والبعض يمتص دمه وهو يحاول التفلت والصراخ دون جدوى حتى عاد ليفقد وعيه مجددا، ابتعدو عنه الخدم خائبين حيث دمه لم يكن بالجودة التي يصبون اليها كساحر اصيل، ولكن مع ذلك يبقى افضل من دماء البشر...
---
فتح عينيه صباحا ليجد الطبيب بالقرب منه مجددا، نظر حوله لا احد بالقرب منه كما البارحة، انتهى الطبيب من معالجته فتركه وانصرف، نظر الى يديه ذراعيه حتى رقبته، كلها مليئة بالجروح، الى متى سيستمر على هذا الحال؟... الافضل له ان يهرب الى عالم السحرة مجددا، ولكن ماذا لو حدث معه ما حدث سابقا؟...
دخل الجد ليلقى التحية على حفيده، عبس الاخر وادار ظهره له، اخبره الجد انه عاقب كل الخدم لان الفاعلين رفضوا الاعتراف لكن ليو ظل يعطيه ظهره صامتا، عاد الجد ليتخلى عن نبرته الرخيمة ليتخذ نبرة حازمة ويقول:
"لديك نصف ساعة لتتهيء كي نبدا الطعام، انا انتظرك عند المائدة"

خرج من الغرفة وجلس ليو يفكر بالامر مليا، الطعام لا يتواجد في مملكة السحرة والشعور بالجوع حينها كان رفيقه المخلص فلم يفارقه لثانية، علم ان الافضل له ان يبقى، مهما كانت الصعوبات سيتعلم كيف يواجهها كما تعلم مواجهة سابقاتها

توجه الى مائدة الطعام وبدأت المعاناة مع الشوكة والسكين، بعد شهر اصبح قادرا على التعامل معهم بكل سهولة بينما كان يقضي اوقات فراغه في ممارسة الرياضة لزيادة قوته كي يستطيع الدفاع عن نفسه امام تلك الخفافيش، سهل عليه اللامر حين كان الهجوم من فرد او فردين لكن يبقى الامر صعب حين يكونون جماعة، حتى قرر ان يستعيد حقه من والدته، اخبره ذلك النصف بشري يوما ما ان امه كانت من اعظم السحرة، علما انه ابنها لا بد له ان يبدع في هذا المجال، وقد يجد طريقة للدفاع عن نفسه، انتظر حتى خيم الليل ولجئ الجميع الى النوم فهرب من النافذة ثم توجه الى ذلك النصف بشري، فتح له لينظر اليه باستهتار ثم قال:
"هربت من قصرك ولجأت الي كما فعل والدك...
لكن بين والدك وبيني كانت صداقة بعكس الذي بيني وبينك..."

- لم اتي لابيت عندك...
فقط اريد ان اعرف عنوان منزل والدتي...

- لا تعذب نفسك...
هم لن يتقبلوك...
امك تمردت عليهم ثم الحقت العار
بالعائلة حين قتلت والدك

- اخفض ليونارد بصره بانزعاج ثم قال:
انا لن اذهب للمبيت عندهم ايضا...
فقط اريد الحصول على بعد كتب العائلة لاستفيد منها...

نظر نصف البشري الى الجروح التي ملئت جسم ليونارد ليضحك شامتا ثم يقول:
"هربت من عضات شخص واحد لتلوذ الى عضات اشخاص كثر..."

بحقد نظر ليو الى نص البشري ثم قال بحزم:
"لذلك احتاج كتب امي...
لاستطيع الدفاع عن نفسي..."

سكت نصف البشري يفكر بالامر قليلا، افرج عن ابتسامة جانبية قائلا:
"قد تكون فكرة رائعة...
لطالما نبذوني مصاصو الدماء
واعتبروني لست منهم
ان الاوان لانتقم الان...
تعال وادخل معي..."

التفت ليدخل فقال له ليو
- لا اثق بك

التفت لينظر لليو بازدراء ثم قال:
- لا بأس اذا...
انتظر في الخارج...

غاب نصف البشري نصف ساعة ثم عاد وهو يحمل عباءة سوداء مطرزة فاخرة، اخرج من جيبها ورقة وقال:
"يفترض ان يكون هذا العنوان..."

اخذ ليونارد يتأمله بابتسامة ثم ناوله الاخر العباءة قائلا:
"لقد كانت لوالدك...
اجرى عليها بعد التجارب والابحاث كي ينخرط بين السحرة دون ان يكشفوا امره...
ارتديها قبل دخولك لمملكة السحرة قد تفيدك كما افادته...

تناول ليونارد العباءة ثم انحنى شاكرا لنصف البشري، تأمله الاخر بإعجاب ليقول له:
"لقد تغيرت كثيرا في مدة قصيرة..."

ابتسم ليو فرد عليه:
- لقد احسن جدي تعليمي

اجاب بابتسامة ساخرة:
- وجعل منك مخلوقا نتنا مثله...

نظر اليه ليونارد بإحتقار ليقول:
"وهل انت افضل منه حيث تعيش على السرقة؟...
احاول ان احسن في حياتي وانسى العادات
السيئة التي علمتني عليها
فاتمنى ان تحترم ذلك... "

ارتدى العباءة وهو ينظر الى نصف البشري نظرة احتقار ثم استدار وانصرف...
---
دخل مملكة السحرة خلسة يختبئ في الظلمات والازقة، يراقب عناوين المنازل حتى وقف امام قصر شاهق، فغر فاهه بصدمة ليقول ساخرا:
"لا اصدق اني نبيل من جهة الام والاب
وكنت اعيش تلك الحياة المقيتة...
حسنا...
آن لتلك الايام ان تنتهي..."

اقترب من الباب وأخرج دبوسا فك به القفل، اعاد غرزه الدبوس بثوبه وهو يراقب الاوضاع حوله خشية ان يراه احد، فتح الباب ببطىء ودخل بحذر ليرى الاوضاع مطمئنة، النور كان شبه معدوم، وردهة المنزل خالية من ساكنيها، اسرع يمشي بحذر يدخل غرفة غرفة حتى اخيرا وصل الى مكتبة صغيرة، دخلها ليجد فيها الكثير من الكتب، صار ينظر الى عناوينهم ويتخير اكثر ما قد يحتاجه، فاختار عدة كتب واسرع بها للخارج...
---
ارتمى على سريره واخذ اول كتاب ليقرأه وصار يحاول تنفيذ التعاويذ، البعد نجح بتنفيذها والبعد الاخر احتاج لاكثر من يوم في تفكيك طلاسمها، وظل على حاله للصباح، سمع خطوات تقترب من غرفته ثم طرق على الباب، اخفى الكتب بسرعة تحت الوسادة والبطانية، اخذ نفسا ليخفي حماسه وتوتره ثم سمح للطارق بالدخول، دخل الجد بوجه مشرق يصبح حفيده بالخير، توقف لوهلة ينظر اليه متأثرا لتدمعه عيناه ثم قال:
- من اين لك تلك العباءة؟....

نظر ليو الى عباءته واحتار بما يخبر جده خوفا من ان يعلم ان زار مملكة السحرة البارحة، لكن الجد فاجئه بعناق حار ثم ابتعد عنه وهو يقول له:
"انت تشبهه كثيرا...
لوهلة ظننتك هو..."

مسح دموعه واخذ بعض الوقت ليعود الى حالته الطبيعية ثم قال بلهجة متعالية:
"هيا تهيء فامامك الكثير لتتعلمه عن حياة النبلاء..."

خرج الجد من الغرفة دون انتظار جواب ليونارد، نهض ليو ليقف امام المرآة، احقا يشبهه الى ذلك الحد؟ هو لا يعرف والده اصلا، لكن على ما يبدو انه اصبح الان يعرف شكله على الاقل، ابتسم بسعادة وما لبث ان اخفى ابتسامته ليلازم الجدية وينطلق خلف جده...

يتبع...


ديورين likes this.
__________________













رد مع اقتباس
  #98  
قديم 05-19-2017, 01:58 PM
 
حجز
__________________
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 05-22-2017, 02:22 AM
 









الفصل السابع~ الظلم (C)





حضر من مملكة السحرة بعد ان سرق من احدى حقولهم بعض الحاجات، بسطها على الارض لينظر الى الكتاب ويبدأ بالتخطيط لصنع حاجزا في غرفته يمنع مصاصي الدماء من دخولها، رتب الاشيا التي سرقها على مدار الغرفة، وقف وسط الغرفة والقى التعويذة، قرأ في الكتاب ليبتسم بحماس ويعود ليلقي التعويذة مرة اخرى فاخرى واخرى وفجأة بدأ يشعر بالضيق، وضع يديه على صدره فتوجه مباشرة الى الحلقة التي صنعها من الاشيا التي سرقها من مملكة السحرة ليفكها ويرمي ببعضهم لخارج الغرفة، الضيق الذي شعر به فجأة اختفى فالقى بنفسه على الارض يتنفس بتعب ثم نظر الى الكتاب بانزعاج:
"تبا... اكان يجب ان اكون نصف مصاص دماء...
يحب علي ان اكون اكثر حذرا في استخدامي للتعاويذ ضد الفامبيرز..."

نهض ليأخذ الكتاب وينظر اليه متفكرا، حين القى التعويذة اول مرة لم يشعر بشيء، ربما لانه نصف ساحر لم يؤثر عليه لو كان الحاجز ضعيفا، لكن هل ذلك سيكون كاف لمنع بقية مصاصي الدماء من دخول غرفته؟ ليس له الا التجربة للتأكد...

اعاد الحلقة كما كانت ليلقي عليها التعويذة، شعر بالاجواء اصبحت اكثر ثقلا لكنها كانت محتملة، ابتسم بأمل ليتوجه الى السرير وينام نوم الاموات فقد سهر البارحة ليلة كاملة وها هو الان قد سهر نص ليلة اضافية

طرق الجد غرفته صباحا فسمح له ليونارد بالدخول، فتح الجد الباب ليقف امام العتبة عاقدا حاجباه، نظر الى ليونارد ليقول له:
"ما الذي جرى لغرفتك؟..."

تفكر ليونارد قليلا ثم تذكر ان جده مصاص دماء اصيل على على عكسه، لم يجد عذرا يفسر به ما يجري فنظر اليه بخوف ليعترف بما فعل:
"تردد صدى صوت الصفعة في المكان بينما ليونارد يضع يده على خده مندهشا من فعلة جده فأكمل جده:
" ايها الوقح كيف تجرؤ على ادخال
قذرات السحرة الى قصري...
لقد اويتك وهكذا تردها لي..."

قاطعه ليونارد صارخا:
" لي الحق بالدفاع عن نفسي
لا ادري الى متى ابقى حيا ان
ظلت تلك الحشرات
تقتحم غرفتي ليلا لتهاجمني...
ان الاوان لاضع حدا لها..."

اندفع اليه الجد ليمسكه من ياقة قميصه وفجأة افلته واضعا يديه على صدره بضيق، اسرع اليه ليو خائفا فحمله واخرجه للخارج، اخذ الجد يستعيد انفاسه وهو ينظر الى ليو بحقد ثم قال:
"ذلك الشيء لن يستمر في قصري...
اخرجه حالا..."

نظر ليونارد الى جده بحزم ليقول:
"في هذه الحالة سأضطر ان اخرج انا من هنا...
لست مستعدا ان اهاجم يوميا من مجموعة من مصاصي الدماء
وكل ما يصدر منك هو عقاب لا يؤثر فيهم فأراهم في الليلة المقبلة يعودون الى مهاجمتي..."

سكت الجد متفكرا في كلام ليو ليقول له:
"افعل ما شئت
لكن السحر لن يدخل بيتي ابدا...
بيننا وبين السحرة عداوة
يكفي اني تقبلتك رغما عني نصفك
كساحر فقط لانك حفيدي..."

اخفض ليونارد بصره بغضب، تفكر بالامر مليا ثم تنهد بيأس، نهض باحترام قائلا:
"اشكر حسن معاملتك لي في فترة اقامتي عندك
وعدم استغلالك لي كنصف ساحر كما البقية...
يؤسفني ان اضطر ان اتخلى عن عائلتي الوحيدة
لعداوة ناشبة بين قبيتلين لا شأن لي فيها"

انحنى باحترام ليدخل غرفته كي يأخذ كتبته فأوقفه الجد قائلا:
"اتظن حقا انه لا علاقة لك
بالعداوة الناشبة بين قبيلتينا؟...
انك من اساسيات هذه العداوة
لقد كان الامر سابقا مجرد كراهية بسبب الاعراق
لكن قتل والدتك لابني أوقد نارا في
قلبي لا يمكن اطفائه ابدا...
وبسببها هاجمنا مملكة السحرة مرات
عدة وقضينا على نصفهم
وبذلك زادت عداوتهم لنا
لكن البشر البغضاء يقفون الى جانبهم دوما...
ويساعدونهم باسلحتهم العجيبة..."

التفت ليونارد الى جده ليقول:
"ولما لا تهاجم السحرة قريتكم؟..."

خر الجد ضاحكا ليقول:
"السحرة تهاجمنا؟!
انهم زمرة جبناء
لا يملكون لنفسهم نفعا ولا ضرا..."

اعطاه ليونارد ظهره ليقول:
"ما زلت لا ارى نفسي مذنبا بما حصل...
ان كانت والدتي هي التي قتلته فما ذنبي انا؟"

" ذنبك انها قتلته لاجلك...
الساحرة حين تحمل لا يملك
مصاص الدماء ان يقاوم دمها...
وذلك البشري الخائن صنع لوالدتك
خنجرا قاتل لمصاصي الدماء دون رحمة..."

لسماع كلامه تذكر ليونارد ضحاياه الخمس في مملكة السحرة، كلهن كن حوامل، هل لذلك السبب فقد السيطرة على نفسه، شتم اصله الذي اخذه من والده ثم استدار لجده مصدوما ليقول له:
"اتقصد!... لو تزوجت من ساحرة...؟"

"لا تقل انك تريد ان تتبع نهج والدك؟...
يكفيني فقده هو...
لست مضطرا لفقدك انت ايضا..."

- لا تقلق فلن اكون في بيتك حين اموت
قد لا تعلم بموتي حتى..."

- لذلك سوف تفجع قلبي مرتين
الاولى بتركك لي وحيدا بعد ان وجدتك...
والثانية بموتك...
اتظن ان والدك حين مات كان يسكن معي؟
لقد هرب بمجرد ان تعرف على والدتك
سحرته ليقع في حبها ثم قتلته...
وتركتني اعيش مرارة فقده لخمسين عام
وبدخولك الى حياتي اعدت الي ما اخذته مني
الامل... السعادة... الهناء..."

اخفض ليونارد بصره بحزن ليتوجه الى غرفته فيفك الحلقة السحرية حول غرفته وبذلك فك الحاجز، توجه الى جده قائلا:
"اسف لعدم مراعاتي لمشاعرك...
لن اعود الى مثلها مجددا..."

نظر له الجد بازدراء ليقول:
"هذا جيد...
اتمنى ان تحفظ وعدك...
والان هيا...
امامك الكثير لتتعلمه..."

سبقه الجد فاستند هو الى الجدار وغطى وجهه بكفه، حياته لن تكون سهلة ابدا كما يبدو...

---


--- بعد مئة عام ---

حول مائدة مليئة باشهى الاطعمة، جلس عدة من النبلاء يتكلمون ويضحكون، نظرت احداهن الى ليو بعد ان القت نكتة سخيفة لتراه يمضغ طعامه ببرود دون ان يعطي اي قيمة لنكتتها على غرار الاخرين الذين ضحكوا مستمتعين، نظرت الى الجد لتقول له:
" الا يضحك حفيدك ابدا؟..."

ربت الجد على كتف ليو قائلا:
"يظن ان الضحك يذهب بهيبته، لذلك يفضل ان يلزم البرود"

- توجهت الشابة لليو بالكلام بدلال قائلة:
انت بين اصدقائك الان...
لا داعي للهيبة...

نظر اليها ليو بانزعاج ليقول لها:
- احيانا كثيرة تظن نفسك بين اصدقائك
فيترائ لك انهم اعداء
الخيانة لا تأتي من الاعداء بل من الاقرباء
لذا لا تثق باقرب الناس اليك

- سكتت مستغربة من جواب ليونارد لتنظر الى الجد الذي ينظر لحفيده بحقد بينما حاول ليونارد ان يتظاهر بعدم ملاحظة نظرات جده باستمراره بالاكل...

عادا الى المنزل ليخلع لهما الخادم عبائتهما ما ان دخلا، اخذ العجوز يؤنب ليونارد على تصرفه بينما اكمل ليونارد طريقه محاولا تجاهل عتاب جده، تبعه الجد ليوقفه بحزم:
"ليونارد احترمني واستمع الي حين اكلمك..."

توقف حينها ليونارد ليقول:
"جدي...
جدالنا سيكون عقيما...
تريدني ان انخرط في مجتمع لا يروقني
كل تلك الضحكات امامي تبدو لي مجرد نفاق..."

"اذا تفضل صديق والدك البغيض ذاك..."

- بل اكرهه ايضا

- اذا تريد ان تعود الى عالم السحرة
الى عالم امك التي قتلت اباك ثم تخلت عنك

- تجلى الحقد في عينا ليو ليقول:
"لا احد يستحق الثقة..."

- ما الذي فعلته لك كي تقول انني لا استحق ثقتك؟...

اخفض ليونارد بصره بحزن ليقول:
- انت الوحيد الذي تستحقتها بين الذين عرفتهم طوال حياتي...
لكن اتمنى ان لا تعيد طلبك ان ارافقك الى تلك الحفلات السخيفة
اذهب معك لانجاز الاعمال والصفقات بكل سرور
بل واذهب عنك وحدي لا اهتم
اما الحفلات فلا...

- ولما لا؟
كيف ستقع في الحب ان لم تخرج لمقابلة الفتيات النبيلات؟..."

- جدي!
تعلم انني لن اتزوج من مصاصة دماء مهما حدث
اتزوجها اليوم واليوم الذي بعده اجد نفسي ميتا...
يستحيل لي ان اثق بمصاص دماء...

- اذا تفضل الزواج من بشرية؟
اعرف بعض البشريات النبيلات...
لكن اولادك سيكونون منبوذين بين النبلاء كما صديق والدك...

- بل زوجتي ستكون منبوذة من قبلي...
اني ابغض البشر بشكل لا يطاق...

- لما لا تقولها منذ البداية؟
انت تريد ان تسلك نهج والدك وتتزوج من ساحرة...

اخفض ليونارد بصره بانزعاج ليردف الجد:
"لا يمكن للسحرة ان يتعايشو مع مصاصي الدماء...
لن تستطيع مقاومة دمها ما ان تحمل
فإما قاتل وإما مقتول..."

صرخ ليو غاضبا:
"وهل يجب ان اتزوج؟...
دعني انهي حياتي دون ان ارث مقتها لاولادي..."

- انت لا تعيش حياة مقيتة
غيرك يتمنى حياتك

- وما ادراك انت ما اعيشه
انت ترى فقط نجحاتي
لكنك لا ترى تدهور نفستي في كل حفلة احضرها

- واين المشكلة في الحفلات التي تحضرها؟

- تلك الغبية...
لقد اطلقت نكتة عن السحرة
وتريدني ان اضحك معهم على نكتتها السخيفة

غطى العجوز وجهه بكفه ليقول بانزعاج:
- هل هذا ما ضايقك؟...
انت لست ساحرا بعد كل شي
السحرة نبذتك بينما اويتك ومنحتك اسمي
ثروتي، مكانتي الاجتماعية
منحتك كل شيء متجاهلا انك كنت السبب في مقتل ابني
فلما لا تستطيع النسيان ان فيك جزء من ساحر؟

نظر ليو للخدم حوله ليشير عليهم قائلا:
"هل يمكنك ان تضمن الا اتعرض لهجوم
احدهم رغبة بدمي ذات اصول ساحر؟
طالما لا يمكنك ان تمنع ذلك فانا سابقى ان انتمى للسحرة رغما عني وعنك...
اتمنى ان لا تلزمني على حضور المزيد من
الحفلات السخيفة ولا تكلمني مجددا بموضوع الزواج...
لانه سيكون ككل مرة، مجرد نقاش عقيم..."

- لكن مصاصو الدماء مؤخرا لم يكونوا يهاجمونك...

- هذا لاني كنت امارس عليهم تعاويذ لابعادهم...

صمت ليو فجاة حين انتبه انه فضح نفسه ففضل الانسحاب قبل ان يزداد النقاش سوءا لكن الجد لم يهن عليه ما سمعه، فتبع ليونارد غاضبا:
"لقد وعدتني ان لا تعود لمثلها..."

- لقد وعدتك ان لا اقيم حاجزا مجددا
او اي شيء يضرك انت فقط...
اما بقية مصاصي الدماء فلم اتحدث عنهم...

- ليونارد انا منعتك من ممارسة السحر في بيتي...

صرخ ليونارد بغضب:
"وكيف تظنني استطيع ان ابعد تلك
الخفافيش اللعينة عني دون السحر!....
انت لا تريد موتي وفي الوقت نفسه
لا تريدني ان ادافع عن نفسي...
اذا ما الذي تريده بالضبط؟

ترك جده وسط كومة غضبه ليسرع الى غرفته ويصفق الباب خلفه، فجأة وضع الجد يده في قلبه متألما، اسرع اليه خادمه ليعطيه دواءه ثم اجلسه على اريكة ليرتاح

---

بينما كان ليونارد ليلا جالسا على سريره يقلب بصفحات احدى كتبه طرق الخادم الباب، اسرع ليخفي كتابه تحت الوسادة ويرتمى على السرير مدثرا البطانية عليه ليأتيه صوت الخادم:
"سيدي في غرفته يتنظرك لمحادثة خاصة..."

استغرب ليو طلب الخادم فقلة ما يطلبه جده ليحدثه ليلا وخاصة في غرفته، جلس على السرير ليرتدي خفه وينهض، فتح الباب وذهب الى غرقة جده يتبعه الخادم...

طرق الباب ليسمح له جده بالدخول، دخل، القى التحية فطلب منه جده الجلوس في اريكة مقاربة لسريره ففعل، نظر الجد الى حفيده بجدية ليقول له:
" اعلم انك تكره ان اكلمك عن الزواج ولكن هذه استمع الي لاخر كلامي...
تعلم اني اصبو لان ارى اولادك يلعبون في المنزل
لكن كما يبدو ان ذلك لن يحدث
فكما ترى اني اصبحت باخر عمري...
لكن اقتناعك بالزواج قد يدعني اموت مرتاح البال...
من الواضح انك لن تتزوج مصاصة دماء فانت كما كل السحرة تخافهم"

- لست اخافهم...

- اصمت ودعني اكمل كلامي...
والبشر تبغضهم لكن قد تغيير نظرتك اليهم يوما ما...
اتمنى لكن في حال لم يحدث ذلك...
لم يبق لك خيار الا الزواج من ساحرة
وتعلم ان مشكلتك مع الساحرة هي الحمل
لذلك لا تملك خيار الزواج الا من فتاة
واحدة ضمن كل فتيات السحرة...
وهي المختارة لرفع الخطايا عن البشر
ستكون الخيار الانسب لك لانها لا يجب ان
تقابل احد حتى تنجب طفلة تاخذ عنها مهمتها
بالتالي كل ما عليك هو ان تتزوجها وتحمل منك وتختفي من حياتها الى ان تضع مولودتها
وهكذا تنقضي مرحلة الحمل بسلام
تبقى المرحلة الاصعب
سيكون عليك ان تكون المتواجد الوحيد
في الغرفة معها اثناء الولادة
اقنعهم باي طريقة
تأخذ الطفلة ما ان تلد وتلفها بخرقة
لتخفي اجنحتها ثم تطعمها من دمك مباشرة
بعد الولادة كي تنام وتخفي انيابها
فلو عرفو انها مصاصة دماء سيقتلونها
كما سيقتلوك انت ايضا
ثم تقومون بمراسم نقل المهمة من الوالدة الى الطفلة
بعدعا تأخذها منهم وتربيها بنفسك لاعوام حتى
تتعلم السيطرة على نفسها
كما سيكون عليك ان تقلع اجنحتها في عمره
السادسة عشر لان السحرة لا اجنحة لهم
وعندما تجدها اصبحت جاهزة تعيدها لاهلها
كي تكمل حياتها كما كل المختارات قبلها
بيد انه سيتوجب عليك ان تحضر لها كل ليلة
بعض الدماء كي لا تفترس امها
ان اشتد حاجتها للدماء
ستكون حياتك وحياة طفلتك مليئة بالمخاطر
لكن ان كان الحل الوحيد لتتزوج فانا لن اقف في طريقك
حتى لو كان خيارك ساحرة
لا اريد لذريتي ان تنتهي عندك"

- هه

ضحكة ساخرة صدرت من ليونارد ليتبعها كلامه:
"احقا تظنني لم اتزوج لاني اريد الزواج من ساحرة...
سبق ان اخبرتك اني لا اريد ان ارث حياتي المقيتة لاولادي...
وكما هو واضح من كلامك ان ابنتي ستعاني اكثر مني...
لا شكرا لا اريد لها تلك الحياة
افضل ان اتزوج من بشرية بغيضة..."

- حسنا...
في هذه الحالة اظن بإمكاني ان اموت مرتاح البال...
فانا ايضا افل البشر على السحرة...

ابتسم ليغمض عيناه ونام بطمئنينة، خاف ليونارد من كلامه وتصرفه فاقترب ليضع يده امام انفه فيشعر بنفسه الدافئ، تنهد بارتياح ثم خرج من غرفة جده

---

استيقظ صباحا ليجد مصاص دماء يعضه في عضده، امسكه من رقبته ليبعده ويرميه بعيدا، نهض بسرعة ليجد الخدم كلهم في غرفته بارزين كامل اناقتهم كمصاصي دماء، تلا تعويذة الانتقال ليختفي من امامهم، اسرعوا كلهم لخارج غرفته

يبحثون عنه في ارجاء القصر، بينما ظهر هو امام غرفة جده ليطرق الباب فيفتح له الخادم، تنحى له فدخل ليرى جده مستلق على السرير قد دثر بدثار ابيض لفوق رأسه، اقترب منه بعجل ليكشف عن وجهه فيجده مغمضا عينيه راكدا بسلام، نظر الى الخادم مصدوما ليقول له الخادم:
"انا اسف...
حينما اتيت اليه صباحا لاوقظه
لم اسمع له جواب، وحينما دخل الغرفة
وجدته قد توقف نبضه..."

ادمعت عيناه لسماع كلام الخادم وفجأة يدخل احد مصاصي الدماء ليصرخ للجميع عن مكان وجوده، بلمحة عين وجد الجيمع قد حاوطنه مجددا، نظر اليهم بسخط قائلا:
"على الاقل انتظروا ليدفن جدي...
الا تخجلون ان تهاجموني بوجوده!..."

اقترب منه مايكل احد حارسي العجوز قائلا:
- نحن ننتقم لسيدنا فحسب
فقد كنت انت سبب وفاته
حين تشاجرت معه البارحة تعب كثيرا
ووصلت معه الى ان مات..."

عقد ليونارد حاجبيه اذ بدى جده البارحة كأنه يوصيه وصيته الاخيرة، أيعقل انه شعر بقرب المنية لذلك اوصاه؟...

لم يكمل تفكيره بسبب مصاصي الدماء الذي هاجموه كلهم دفعة واحدة، اسرع بتنفيذ تعويذة التجميد حتى غدا الجميع جامد الحركة ومن كان يطير سقط ارضا الا خادم جده المخلص بدا انه لم يتخلى عن عقله كما البقية، نظر اليه ليونارد ليقول له:
" سأقوم بتشيع جنازة جدي ودفنه...
اتحب ان تشاركني في الامر ام تفضل ان تنضم للبقية؟..."

- بالتأكيد سأساعد في دفن سيدي...

توجه الخادم الى خزانة ضيقة ليخرج منها تابوتا، نظر اليه ليو مصدوما
"اكان جدي يتوقع موته قريبا؟..."

- لقد كان يعاني المرض منذ فترة...

ليو بأسى:
- لم يخبرني بذلك...

- لم يحبب ان يقلقك

وضع جده في التابوت بمساعدة الخادم، قبل جبهته ثم اغلق التابوت، وضعا التابوت على عربة ذو احصنة ليجر التابوت وما ان رأوه مصاصو دماء القرية حتى اسرعوا اليهم، اراد ليو ان يجمدهم لكن اخبره الخادم ان يتكرهم، استغرب ليو الامر لكن ما ان وطئت مصاصة الدماء الارض حولهم حتى ركضوا الى العربة ليودعوا جده، نظر ليونارد الى الخادم ليقول له:
"لقد كان جدي محبوبا من قبل كل مصاصي الدماء...
لا اظنني استطيع ان اكون مثله يوما ما..."

"انت لديك ظروفك...
لو انك كنت مصاص دماء بالكامل لاحبوك...
هم بالفعل يحبونك الان ولكن ليس لشخصك
بل لاجل دمك، تغاضو عن الامر حاليا لاجل جدك"

- لم يفعلوا الخدم الامر نفسه رغم انه اواهم في بيته...

- الخدم حين غادر والدك المنزل اعتبرو
انهم الاحق من بعده ليرثو القصر وكل ما فيه
لكن بعد عودتك انت علموا انهم سيبقون مجرد خدم
لذلك كرهوك وحاولو القضاء عليك
بينما هولاء امامك الان مجرد مساكين فقراء
احسن اليهم جدك لمرات عديدة
لم يطمعوا يوما في بيت جدك وارثه...
لذاك اخلاصهم له دائم...

مشت العربة ومشى الجميع خلفه حتى وصلوا الى المقبرة، دفنوه وعاد كل واحد الى منزله الا ليو، توجه الى مملكة السحرة ليشتري منها ما يحتاجه من اشيا لمقاومة مصاصي الدماء، توجه الى صور الحديقة وصنع حلقة جديدة داخل صور الحديقة ليختفى من مكانه ويظهر وسط البيت، نادى بنبرة عالية ليسمعه جميع الخدم، تجمعوا حوله فقال لهم:
" لديكم ساعة لتخلو المنزل وبعدها سأشغل الحاجز
ولست مسؤول عن حياة اي احد يبقى هنا في الداخل..."

بدأت البلبلة تنتشر بين مصاصي الدماء البعض يصدقه والبعض الاخر يكذبه بينما هو توجه الى الخادم الاكبر ليقول له:
"انا اسف لكنه الخيار الوحيد لي...
لم يتركو لي خيارا اخر"

- انت الوريث الشرعي لهذا المنزل فافعل ما تراه مناسبا...

اجمع مصاصو الدماء على ان يقتلوا ليو وبذلك يحصلون على القصر ويمنعونه من تشغيل الحاجز، اسرعو اليه فأختفى، نظروا حولهم يبحثون عنه فقال لهم الخادم الاكبر:

"لن تجدوه قبل ساعة
فقد توجه الى مملكة السحرة
من يريد ان يبقى حيا فليخرج من القصر حالا..."


ذهب الخادم ليجهز حقيبته، نظروا بعضهم لبعض فيتفرق الاغلبية ليوضبو اغراضهم، بينما وقف مايك احد الحارسين ينظر للبقية قائلا:

"انا لن اذهب...
ذلك الساحر اصغر مني بقرون
لن ادعه يسخر مني
لطالما كانت السحرة تخشى الفامبيرز
لما على الاية ان تنقلب اليوم؟..."


نظر اليه البعض خائفا واكملوا ليجمعوا حقائبهم والبعض الاخر تردد حتى قرروا ان يقفوا الى جانبه، خرج الخادم الاكبر حاملا حقيبته في يده ليقول:

"لا تستخفوا بهذا الساحر الصغير..."
فسبق ان آذى سيدي خطأ بسحره منذ مئة عام
قبل ان يمرض حيث كان بأوج قوته
فكيف لو اراد ان يفعلها عمدا ومعكم انتم شراذم القوم..."


تجاهل ردود افعالهم وخرج من القصر ليعود الى بيته البسيط حيث فارق عائلته لاعوام في خدمة سيده ليلا ونهارا بعد ان اعياه المرض

نظر نصف من قرر البقاء الى جانب مايكل الى الخادم مرتعبين حيث كانو يعلمون مدى قوة سيدهم، تلاش من حوله ليذهب كل منهم ليوضب اغراضهم الا قليلا ابنته والحارس الاخر

عاد ليونارد بعد ساعة ليجد البيت خاليا، وقف امام حلقة الثوم وتوابعها ليلقي التعويذة لكن مايكل هاجمه من الخلف ليمسك ذراعيه ويثبته بينما همت ابنته لتعضه لامتصاص دمه، وهذه المرة تلى اخر نقطة، ضرب ليونار مايكل برأسه للخلف فافلته متألنا فأتبعها بلكمة من مرفقه على اسفل معدته اردته ارضا ثم امسك بحلق ابنته يمنعها من ابتلاع الدماء التي امتصتهم، نظر اليها بسخط قائلا:

"ابصقي ما امتصصته من دمي الان
لا يدخل دمي معدة قذرة متل معدتك..."

وجهت الفتاة نظرها لوالدها الذي يتلوى في الارض من الالم ثم الى ليو خائفة، فجأة انقلبت ملامحها وهي تنظر خلف ليونارد فادرك ان احدهم سيهاجمه من الخلف، استدار لينظر الى عيني الحارس الاخر فتتجمد حركته، عاد الى الشابة ليقول لها:
" ابصقيهم بسرعة قبل ان اقتلع رقبتك..."

حين وجدت انه لا امل لها بصقتهم على وجهه، اغمض ليونارد عيناه محاولا كظم غيظه حتى هدأ، نظر اليها ليقول:
"هذا جيد..."

رماها جانبا ثم مسح وجهه بثوبه وقال لهم:
"انتم اخترتم البقاء فلا تلوموني
على ما يحدث معكم..."

اخذت الفتاة تسترجع انفاسها بينما القى ليونارد التعويذة، سحب تعويذة التجميد من الحاريس الاخر ثم فتح باب سور الحديقة قائلا:
"سأكون لطيفا معكم لاخر مرة...
من يريد الخروج فليفعل حالا..."

حاولت الشابة النهوض بصعوبة لتمشي للخارج فينظر اليها والدها بحقد، عزم الحارس الاخر على البقاء مع مايك لكنه حين رأى ان ليو لا يمزح قرر الانسحاب، لكنه في نصف الطريق فقد توازنه فسقط ارضا، جلست الشابة تناديه من الخارج لينهض وتشجعه لكن يبدو انه استسلم، القى ليو عليه تعويذة الانتقال ليجد نفسه خارجا

نظر ليونارد الى مايكل بازدراء ليتركه ملقى ارضا ليموت وحيدا ويدخل للقصر، حين رأت الشابة فعلته صرخت له كي يعود ويساعد والدها، التفت اليها ببرود ليقول:
"هو من اختار ان يموت هنا..."

"لا تتركه يموت هكذا...
لا اريد ان افارق والدي من الان..."

نظر اليها باستسخاف ثم الى والدها فقال لها:
"ادخلي واخرجيه بنفسك..."

"لا استطيع ذلك...
بالكاد استطعت ان اخرج انا لوحدي..."

"هذا ليس ذنبي... "

تركها تصرخ خلفه ليدخل الى القصر ويسكب كأسا من الدماء، جلس على اريكة ينظر للكأس غاضبا، انحاز عينيه الى النافذة بفضول ليرى الشابة تدخل سور الحديقة بخوف، تجاهلها ليرتشف من الكأس رشفة فاغمض عينيه يتحسس عذوبتها التي تشري في داخله، اطلق نفسا عميقا ليقول وهو ينظر بأسى الى الكأس في يده:

"لكم هو شعور مقيت ان يمنحني شرب دماء قومي كل هذه السعادة..."

عاد لينظر من النافذة فيرى الشابة تجاهد بصعوبة لتسحب والدها خارجا حتى ارتمت ارضا بعد ان اعياها التعب، توجه اليهما ليقف امامهما، رفعت رأسها اليه لتراه ينظر اليهما باحتقار ثم تلى تعويذة ليختفيا من امامه، اراد ان يعود للداخل لكنه سمع صرختها تنوح وتنادي والدها ليستيقظ، التفت اليها بملل وقال:
"ماذا الان؟..."

تجاهلت سؤاله كأنها تخبره انها ليست بحاجة الى مساعدته بينما تقوم بالضغط على قلبه مرارا وتكرارا، تشوشت الرؤية لدموع اجتمعت في عيناها وهي تحاول وتحاول وتجد ان كل مجهودها بلا نفع لكنها لا تريد ان تفقد الامل، ابعدها ليونارد ليشحن يداه بالطاقة وما ان وضعهما على قلب مايكل حتى شهق وانكمشت اطرافه، نظر مايكل لليونارد امامه ليدرك انه الذي انقذه، ابعده عنه بحقد ثم نهض، نظر الى ابنته التي كانت تنظر اليه بدهشة ثم انصرف، عادت لتنظر لليو مذهولة ثم قالت:
"ما انت بالضبط!..."

ببرود نهض عن الارض منفضا ملابسه ثم قال:
"مجرد نصف ساحر تعلم لمئة عام...
والحياة امامه لتزيده عظمة..."

تركها تراقبه منذهلة بينما دخل القصر ليرتمي على سريره، رغم انه من الان فصاعدا لن يتواجد الخدم في القصر الا ان ذلك لن يغير الكثير في حياته، بل سيريحه اكثر، فقد اعتاد ان يعد طعامه بنفسه خوفا من الاشيا الغريبة التي يأكلها مصاصو الدماء كالشاي واضرابه...


يتبع...


__________________













رد مع اقتباس
  #100  
قديم 05-22-2017, 03:20 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركـآته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أهليين غلاتي كيفك اليوم ؟
تف الرد اللي كتبته أنا طار xd والحجز أنتهت مدة التعديل

الفصلين جميلين جدا ورائعين ^_^
حزنت جدا لماضي ليو الحزين :/
جدك الشرير أود لو أقتلـه الآن تف

الرواية أصبحت فتيات ورجال وما ننسى عجائز
خيالك رائع زيزي تشان ممكن تعلميني ؟
سردك و و طريقة وصفك ممتازة لو تكوني معلمةة ؟؟

أنبهك أنتبهي على الأخطاء الأملائية

ما أنسى فصل فريـق الأصفـار يكون موجود
مين هي العضو\ة التي ستظهر خطيئتها في فصل فريق الأصفار ؟
هل أنا هي لو لا ؟

باي باي
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة Mihaf- ; 05-23-2017 الساعة 02:16 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فريق الاصفار العجوزة زوزو قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم 356 07-08-2018 12:13 AM
مشاهدة مواجهة اسلام الشهابى امام بطل اسرائيل بث مباشر فى الجودو اليوم الجمعه ..و مواجهة مصر واسرائيل فى دورة الالعاب الاولمبيه 2016 adamsalah رياضة و شباب 0 08-12-2016 04:20 PM
مَجموعَة صُور أإألأنمِي رابونزل رَوعَه rooore أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 01-22-2012 03:58 PM
حصري لعيون السياحة و الاسفار desert-eagle أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 05-31-2007 01:41 AM
فوز فريق رونالدينهو علي فريق شفشنكو MiDo رياضة و شباب 2 06-27-2005 07:29 AM


الساعة الآن 04:56 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011