10-17-2016, 09:20 PM
|
|
استيقظت على صوت بكاء صادر من غرفة المعيشة يالا هذا الصباح السيء جلست ثم نظرت نحو الساعة كان الوقت لا يزال مبكراً، الساعة الآن الخامسة والنصف صباحاً دفعت الغطاء عني لأقف كانت افكار كثيرة تزاحم
رأسي، لا أعلم لما اشعر باضطراب كبير داخل قلبي خرجت من غرفتي لأرى ان البكاء كان مصدره أمي جلست بجانبها وبدأت امسح قطرات الدمع العالقة في عينيها
بأطراف اصابعي ، تطلعت فيّ بابتئاسلأنطق وثقل كبير كان يختلج صدري
: لماذا تبكين يا أمي
ازداد ندبها وكأن خبر هلاك عزيز اجتلب ضيق صدرها،
اعلم تماماً أن ما يزعجها لا يستحق كل هذا البكاء لكن ما عساي أفعل أمام قلب الأم
الذي لا أكاد أفهمه زفرت بخنوع ثمّ اعدت الكلام
: رجاءً أمي اخبريني بالذي يزعجك
أخيراً قللت من ذرف دمعاتها بعد أن اجبرت نفسها على السكون لتستطيع اجابتي بروية
اطلقت آهة لتتبعها بحديثها عن مأساتها التي تختلج صدرها منذ الصباح
كيف تريدني أن لا أبكي وذكرى فراقنا لأختك في الأمس تعتصر قلبي من الداخل:
انسابت الدموع من عينيها مجدداً بينما الذهول قد اصابني ربتت على رأسها وابتسامة لا
أعلم من أين جاءتني صاحبت كلماتي
: بالله عليكِ أمي, أختي لم تفارقنا لتحتضن قبرها ولا نراها مجدداً ، كل ما حدث أنها
تزوجت، سترينها متى ما اشتقتِ لها
شهقت مخرجة ثقل الهواء في قلبها : لكني مشتاقة لها منذ الآن ,منذ الآن يا لورانس
ضحكت بقلة تهذيب لم اعتادها: ولما زوجتها إذاً يا أماه
- لا يحق لي أن اقف بوجه مستقبلها يا بني
زفرت بقلة حيلة أنى لي فهم النساء, اقتربت منها أكثر واحتضنتها برفق , ولأني لم
اعرف ما اقوله لتهدئتها ختمت كلماتي بأنها ستعتاد ذلك وأن أختي لن تتركها إلا وتزورها من فترة للأخرى
بعد أن شعرت بركونها ابتعدت عنها ثم وقفت مستأذناً بالذهاب لأبدل ملابسي، قبلتها
ثم عدت لغرفتي جلست على سريري والضيق لا زال داخلي يقلقني, بدأت اراجع ما
حدث معي في الامس،
كان الحفل عادي ومستمر بشكل رائع لكن عندما جاءني ذلك الشاب الغريب ليحدثني
بأمور
مجنونة انقلب كل شيء إلى فوضى عارمة في رأسي، الحفل لم يكن مهم عندي آنذاك
كنت هائماً ضائع ,حبذا أحد ما يكُذب ما سمعته ويعيد لي حياتي الهادئة إلى مسارها،
بينما أنا شارد سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي، تشكل نغمة اعرف صاحبها تماماً
, لا أدري أأبتسم أم أعبس سمحت للطارق بالدخول فُتح الباب لتطل من خلفه فتاة
أصغر مني بثلاث أعوام ابتسمت لي ابتسامة سخرية واغلقت الباب خلفها
: ما المسلي فيّ آنسة أنيتا
ضحكت بخفة وقد وضعت يدها فوق شعري لتبعثره
: قل ما الشيء غير المسلي بك أستاذ لورانس
غمزتني ثم استطردت باستمتاع :رأيت فتاً لطيف وودود يواسي أمه منذ لحظات
وكأنه ما كان ينقصني غيرها ابعدت يدها عن رأسي بتذمر
: كفي عن تصرفاتك الحمقاء هذه انيتا
قفزت فوق السرير لتجلس جانبي : لا أظنك حزين على فراق أختك أليس كذلك
استغربت من سؤالها هذا : ماذا تقصدين
زفرت بتعب : ما لذي يزعجك بحق
ابتسمت بتسمُت : لستُ منزعج فقط ...
تلعثمت ثم وقف واتجهت نحو الطاولة لأسكب لي كأس من الماء شربته دفعة واحدة ثم
وضعته مكانه بقوة
اعادت اخر كلماتي تحفزني على الاكمال :فقط ماذا
نظرت لها بانزعاج : توقفي عن استجوابي، اموري ليست من شأنك
لاحظت عليها ملامح الانزعاج لكنها قفزت مع ابتسامة سريعة : اجل لما ازعج نفسي
بأمور شخص احمق مثلك
فتحت باب الغرفة والتفتت لتكمل : أنا ذاهبة الآن لا تنسى أن تأتي لحفلة داي الأسبوع
القادم
ثم خرجت دون انتظار الإجابة مني, لما أتت منذ البداية بحق
تنفست بعمق ثم اغلقت الباب خلفها عدت لفعل ما كنت مقبلاً على فعله قبل دخولها
اخرجت ملابس من خزانتي وبدأت بارتدائها بملل بعد دقائق كنت منتهي توجهت
لسيارتي وقدتها نحو اللامكان
فتحت النافذة بجانبي كان النسيم عليل مما هدء اعصابي وانساني بعض التوتر الذي صاحبني منذ حفل الأمس، فجأة سمعت صوت رنين معلن عن رسالة قد وصلت امسكت
بالهاتف ونقرت بعض النقرات على الشاشة ليظهر لي رقم مرسل الرسالة كان الرقم
جديد عندها تذكرت الشاب الذي حدثني أمس كان كل ما يقوله أني واهم حياتي كلها
كذبة ولا اعلم ما تحامق به ايضاً وبينما أنا كنت مستمر بالإكار وأن
كان هو مستمر بقول الترهات قال ان عائلتي مزيفة وانيتا تشترك معي بماض ما ،
ما لذي يقصده
لما ظهر لي من العدم فجأة ثم يرحل وكأن شيء لم يحصل
فتحت الرسالة لأؤكد شكوكِ كان فحوى الرسالة كالتالي * مرحباً لورانس كيف حالك، نسيت في الأمس تعريفك بنفسي ادعى ليوس ماذا
أيضاً.. آه أجل احفظ رقمي عندك لأنه سيكون من اهم الارقام لديك,فلا تنسى المهم
الآن هو أن تأتي لمنزلي شاكراً لي عن كشف الحجاب المظلم فوق وجهك
سأخبرك كل شيء بالتفصيل أراك قريباً مع حبي ●▽●* ملاحظة مهمة : ( معلومات موقع المنزل ستأتيك برسالة مستقلة بعد أن ترد على هذه الرسالة) ^! كانت المدينة كلها مزينة بأبهى الحلل ، وكان الناس يتراقصون فريحين هنا وهناك في بقعة من هذه المدينة كان مجموعة من اناسها مجتمعين يحتفلون بالعيد مع بعضهم البعض كان مجموعهم كبير من الغني عالي المكانة إلى الفقير
محدود الدخل اقترب رجل متوسط العمر من امرأته الحامل مبتسماً, لف ذراعه حولها لتبادله الابتسام بدورها بدا العالم مع هذه الابتسامات مضيء لا يكفئ يخبو نوره إلا والضحكات تعود لتضيئه من جديد مانعة لأي سواد أن يشتت جمال هذا العالم وقفا يراقبان الناس من حولهم
انهم من الفقراء البسيطين ولكن السعادة لديهم لا تختفي بتاتاً ،خاصة بعد أن بُشرا
بمولودهما الأول, وضعت المرأة يدها على مسكن طفلها الحالي تداعبه بسعادة غامرة ، في مكان آخر ليس يبعدهم كثيراً كان يقف زوجان يتحادثَّ لكن لا يبدو أن ما كان يشغلهما أمر سعيد كالذي اشغل الزوجان السابقان مع أن الزوجة هنا حامل أيضاً لنقترب أكثر ونسترق السمع لبعض الحديث الذي يدور بينهما ,
تحدث الزوج بحروف متقطعة متلعثمة : كفي عن هذا أرجوكِ لن نستطيع قتل
طفلنا من جديد, اعيدي التفكير وتعقلي
وضعت المرأة يدها على وجهها تبكي وتمسح الدموع المتساقطة من عيناها البائسة
:لن اسمح لنفسي بولادة فتاة قبل الفتى ،يجب علينا التخلص من المولود إن كان فتاة مهما كان الثمن
:أجل لكن الامر ليس حاسم أنه سيكون فتاة - لكن قالت الطبيبة قاطعها وهو يحاول بأي طريقة إعدالها عن فكرة الإجهاض
:دائماً ما يخطأ الأطباء خاصة في هذه الأمور أوه بالله عليكِ عزيزتي
- لكن
زفر الزوج بغضب بعد أن رأى نفسه بموقف ضعيف، لن يستطيع اقناع هذه المرأة العنيدة مهما جرى
: فقط دعينا ننتظر حتى تلدي إن كان فتاة سأفعل كما تريدين
أومأت برأسها موافقة على كلامه بعدم اقتناع ، عندها اقترب منهما ذلكما الزوجان السعيدان عكسهما بمولودهما، مسحت المرأة شقراء الشعر دموعها واستقبلت زوارها بابتسامة متكلفة
:مرحباً سيدة جوليا كيف حالك
بادلتها السيدة الأخرى الابتسام : بخير وأنت
رحب الزوجان ببعضهما كذلك وبدأوا بتبادل الاحاديث إلى أن وصل كل واحد فيهما للسؤال عن
عن ما هية جنس المولودان ابتسم الزوج السعيد وافتخر بحديثه أن طفله القادم سيكون فتى
بينما الآخر تلعثم ثم قرر أن لا يبوح بالحقيقة
: في الواقع لم نعرف إلى الآن ما سيهبنا الله , لكن ذلك ليس ضروري فعطايا الله مهما كانت ستكون جميلة
وافقه الآخر معجباً بحكمته ووساعة صدره : كلامك جوهر العقل يا سيد بيتراوس، سعيد أن لدي صديق عميق الفكر مثلك تبادلا المجاملات إلى أن توادعا
ابتعد صحبة زوجته مستأذناً بأن يحادث صديق آخر له , نظر الزوج الحزين نظرة اشعلت بقلبه كم كبير من الحسد حدث نفسه بصوت منخفض : تباً كيف لرجل فقير المنشأ قليل العلم أن يرزق بطفل ذكر وأنا صاحب النفوذ الواسعة والأموال الطائلة لا تلد امرأتي كل مرة إلا فتاة ،
اشعل سيجارة ثم وضعها في فمه نفخ دخانها مفكراً باستياء كيف كل مرة تحمل بها زوجته ثم تعرف ان مولودها فتاة تقرر قتلها حتى قبل أن تلدها رما السيجارة ثم داس عليها بانزعاج تحدث بقهر وكانت عيناه معلقة بذلك الرجل الفقير: اريد أن اهنئ بطفل يناديني أبي أين يكن جنسيته
نظرت له زوجته بعد أن تنفست الصعداء: بالله عليك بيتراوس أتراني لا أريد طفل يناديني أمي أيضاً ،لكن لا يجب أن يكون الطفل الأول لعائلة رايموند فتاة
ربت الزوج على كتفي زوجته وابتسامة غريبة قد رسمت على شفاهه : لا تخافي يا عزيزتي لن يكون طفلنا هذه المرة إلا فتى
استغربت الزوجة من الثقة الكبيرة التي نطق بها زوجها كلماته : ولما أنت واثق
احاط زراعيها بيده ثم اتسعت ابتسامته
وعيناه مسمرة على بطن زوجة صديقه الحامل
ببساطة لأني متأكد أن الاطباء اخطأوا بينك وبين صديقتك هذه المرة
ولن يأتنا إلا طفل ندعوه باسم
سايمون نطقاها الاثنان معاً مما جعل اصوات ضحكهما يملأ المكان حولهما .. ^! في غرفة قد انتشرت فيها النوافذ في كل مكان وضع فوق كل نافذة منهم ستارة داكنة السواد وفي حيز ما داخلها كان ذلك الشاب يجلس فوق كرسيه العريض واضعاً قدماً فوق الأخرة مسنداً رأسه إلى الخلف, يبعثر الذكريات في عقله إلى أن رن هاتفه بنغمة مميزة عرف صاحبها مباشرة امسك الهاتف ثم مسحه
لفتح الرد على المتصل تلقائياً سمع بعدها صوت غاضب صدر خلال السماعة الموضوعة بإذنه
: تباً لك فالتمت وترسل لي موقع منزلك حالاً
قهقه مجيب على المتصل بصوت حاد: لن يصلك موقعي
إن مت سيد رايموند لورانس أم من الأفضل القول باتريك لورانس فاصل مدة أسبوع انتظروني ******************************* |
التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 10-24-2016 الساعة 09:41 PM |