10-29-2016, 09:18 PM
|
|
الفصل السابق بقلم "الوردة البرونزية"
(6)
- لا أُصدِق كيف تحولنا من غُرباء إلي أصدِقاء بتلك السُرعة ! ذلك الشخص ، اسمُه "ماتيوس" ، إنهُ فِعلًا مَرِح ومن السهل التحدُث إليه حتي أني لم ألحظ حين توقفنا أمام المنزل المطلوب أو بالأحري .. القَصر !
-لماذا .. نحنُ هُنا ؟ أنا بعُطلة !
-ما الذي تعنينُه ؟ نحنُ هُنا من أجل المقلب !
لم أتمالَك صَرخة غبية : واه !! أنتَ تسكُن هنُا !! لا تقُل أن أخاك "فيكتور" !!
رَفَعَ حاجبيه : تَعرفين أخي الأصغَر ؟
وضعت كِلا كفيّ علي رأسي : أنا أعمل لديه ! سيقوم بذبحي أن قُمنا بذلك المقلب !
ابتسَم : أنتِ في حمايتي !
لسببٍ ما وثقت بكلماته ، ضَربت رأسي : أنا ميتة !!
*
*
مَرَ إسبوع ، مليء بالمقالب ! عليّ الاعتراف ، حياتي أصبحت مُسلية منذ ظهر "ماتيوس" ، أنهُ كالأخ الذي لم أحظ بِهِ أبدًا ! ، لكنه لا يُشبه لهيكتور علي الإطلاق ! عَدا الشَعر الأسود ، لا شيء ، كيف يُمكن لأخان أن يكونا هكذا ؟
تبقي لي يومان ، لم أنتهِ من السيوف ، لستُ حتي قريبة ، الشهر شارَف علي الانتهاء ، ماذا سأفعل ؟ ماذا بعدها ؟ إلي أين سأذهب ؟
تركت السَيف من يدي ونَفَضت غُبار اليأس عني مُتنهِدة : سأذهب للبحث عن مات !
*
*
كانَ نائِمًا علي كُرسي طويل فاتِحًا عيناه الزمُردية مُحدِقًا بالسقف ، كان أحدهم يجلس علي كُرسٍ أخر عادي أمامُه ، رجُلًا عجوز ، سأل : مازالَت تأتيك الكوابيس ؟
سَحَبَ هيكتور نَفَسًا قبل أن يُجيب : نعم ، لكنها قَلَت.
كَتَبَ العجوز شيئًا بمُفكرة بيدُه : ونوبات الذُعر ؟
اعتدل فاحم الشعر جالِسًا : مُختفية منذ شهور الآن !
تمتم مُحدِثُه وهوَ يخلع نظارتُه : عظيم !
*
*
فتحتُ البابَ بِسُرعة بلا أكتراث : سيد فيكتور هل رأيتَ ماتيوس ؟
ارتطمَ بي أحدهم ، رجُل عجوز ؟ اعتذرت بسُرعة ليتفاداني ويُكمل طريقُه ، حينها صَرَخ بي شقيق صديقي المُفَضَل الآن ! : ألم تتعلمي دَق الباب يا حقيرة ؟!
لم أتمالَك نفسي : حقيرة ؟ ما مُشكِلتَك !! نسيت أن أدُق !! وأنا التي ظننت أن علاقتنا تَحَسَنِت !!
كان الكُره يشتعِل بعيناه : عِلاقتنا لن تتحسَن أبدًا !
لقد .. أرعَبتني نظرتُه !
ما الذي فعلتُه كي أستحِق كُل ذلك الكُره ؟ ولثانية .. شعرتُ وكأنهُ لا يراني فِعلًا !!
*
*
"ماتيوس" !
أخيرًا وجدتُه ، يبدو أن وجهي قد فَضَحَني ، لأنهُ سأل : روجي ، ما بِكِ ؟!
زَفَرت ، رغم قِصَر مَعرِفتنا إلا أني لا أستطيع أن أكذب عليه ، هوَ صديقي المُفَضَل .. والوحيد بعد كُل شيء !
-أخاك!
-ماذا فَعَل ؟
-كُنت أبحث عنك ، دخلتُ مكتبُه دون أن أدُق ، أنتَ عادةً هُناك ! لكنك لم تكُن وارتطمت بعجوزٍ ما ثم صَرَخَ "فيكتور" أني حقيرة وأن علاقتنا لن تتحسن أبدًا !! ليست تلك المُشكلة .. نحنُ .. دومًا نتشاجر ! حسنًا .. هوَ يتشاجر ، أنا أغضب لكن أقول "حاضِر سيدي" عدا تلك المرة التي أنقذتني بها ..
قاطَع : تقصدين مُعظَم المرات ؟
تلاشي غضبي لابتسم وأُتابِع بهدوء أكثر : فقط .. تلك المرة بدت مُختَلِفة .. رأيتُ تجسيدًا للكُره بعيناه ، أتفهمني ؟
قَضَبَ حاجِباه : ما سأُخبِرك بِهِ ، إنهُ سِر !
لم أنطق ليُتابِع : عندما كان أخي بالعاشِرة ، تحديدًا يوم عيد ميلادُه ، خَرَجَ مع أبي ليشتري له الأخير لُعبة مُعينة أرادَها وفي طريق العودة كان المرور متوقف تقريبًا ، لِذا تَرَجلا ، قام أحدهم بسرقة حقيبة سيدة .. وأبي ..
توقف عن التحدُث ليظهر علي وجهه تعبير لم يسبق لي أن رأيتُه ، إذن "ماتيوس" أيضًا يحزَن ؟
-أبي .. رجُلٌ نبيل .. أخبَر "فيكتور" أن ينتظِر ولحِق بالسارِق ، انتهي إلي ممر مُظلِم ، طعنُه المُجرِم وَهَرب !!
توقف للمرة الثانية ، لاقترب وأضع يدًا علي كَتِفُه : وجدت الشُرطة أبي مُلقًا علي الأرض ، و"فيكتور" غارِق بالدماء يقوم بهزُه !! كانَ يُحاوِل ايقاظُه !! ثم لم ينظُر لأي رجُل فقير نفس النظرة مرة أُخري ، الفُقراء بالنسبة له مُجرَد أشخاص سيقومون بأي شيء من أجل المال ! أصبَحَ جديًا ، توقف عن الابتسام !! لن يبتسِم حتي من أجلي !! ،لطالما كانَ لدينا عِلاقة جيدة !
نطقت دون وعي : حينها تحولتَ أنتَ للمُهرِج ، لأنك أردت أضحاكُه ! كُنت دائمًا اتساءل عن سِر اختلافِكُما !
ضممتُه لثانية ليأتِ صوت فيكتور من بعيد : واو ، ما سبب هذهِ اللحظة العاطفية الجميلة ؟
لم أستطع أن أغضب عليه ، بعد كُل ما سَمِعت ، دُرت لأواجهه مُحيطة عُنقُه بذراع وبنبرة مُداعِبة نطقت : لماذا ؟ تغار ؟
أزال ذراعي وكأنها قذارة : من يُريد حُضنًا منكِ ؟!
تابع ناظِرًا لماتيوس : لا أفهم ذوقك !
هُنا أنفجر الأخير بالضَحِك : لماذا أنتَ هُنا علي أي حال ؟!
تَوَرَدَت وجتنا زمُردي العينان قليلًا ، فقط قليلًا ، لا يستطيع أن يلحظ هذا سِوي شخص قد عرفُه طوال حياتُه ك"ماتيوس" : أردت ال..أ..أع..أعت..
نطَقَ بسُرعة : آسِف روجينا !
ابتسمت : ماذا ؟ لم أسمعك ؟!
رَفَع صوتُه : تبًا لكِ ! لن أُكرِرها !!
ثم هَرَب !! حرفيًا !! ابتعد عنا عائِدًا إلي مكتبُه !!
تبعتُه بنظرتي حتي اختفي لألتفت إلي "ماتيوس" : أتعلم ، "فيكتور" ليسَ بذلك السوء .. يبدو صلبًا جِدًا ، ساديًا حتي أحيانًا لكنهُ .. ماذا أقول .. لديهِ جانِب طِفل ؟ هوَ بِسِني بعد كُل شيء وأنا لستُ بِعجوزٍ ..
توقفت عن الكلام لأنظُر ل"ماتيوس" ، كان يُحدِق بي بغرابة : ماذا ؟
-لقد أعتذَر "فيكتور" !
-وماذا بذلك ؟!
-"فيكتور" لا يعتذر أبدًا !!
أمسَك بكتفيّ ليقفز فرحًا : أعتَقِد أنكِ من ستقوم بكسر لعنتُه !
حاولت إيقافُه : مات ! مات ! اهدأ ! عن أي لعنة تتحدَث !!
*
*
كان اليوم مُتعِبًا ، غدًا يومي الأخير ، لا أُصَدِق أن الشهر انتهي بتلك السُرعة ، لقد أعتدت كُل شيء هُنا !
لن أنام اليوم !! يجب أن اُنهي ما بدأت ! وفي الوقت المُحدد !! سأُري "فيكتور" أن الفُقراء يُمكنهم أن يعملون بِجِد ، إننا لسنا جميعنا لصوصًا ! ، وكأن الفقر عُذر للسرقة !! ، المُجرم قد يظهر في أي بيئة !!
*
*
شعري فوضوي ، لم أنم جيدًا ، ظهري يؤلمني ، أشعُر وكأني أمضيتُ دهورًا بذلك القبو ، يجب أن أخرُج لأري نور الشَمس !
كُنت أسير بالحديقة ، اتساءل لماذا مازال ذلك السيف من القرن السابع عَشر بيدي ، لقد نسيت تركُه !!
ما بالُ هذه السيارة السوداء تَقِفُ هُنا ؟
أولم تُطِل بقاءها ؟
أيُمكن أن الاطارات ثُقِبت أو الوقود نَفِد ؟
رُبما يحتاج المُساعدة ؟
أتجهت للسيارة ، كانَ "فيكتور" يقف بالقُرب ، لماذا هوَ هُنا ؟ هل هوَ هُنا للتحدُث إلي صاحِبها ؟
خَرَج أحدهم من السيارة ، عِدة أشخاص ، وَجه أحدهم مُسدسًا لرأس رئيسي !!
وبيدُه الأُخري منديلًا !
عملية اختطاف ! ثم تهديد من أجل المال !
عينا "فيكتور" ، تِلكَ النظرة ، طِفل العاشِرة ، رأيتُه يستغيث !!
لم ترتجف قدمايّ ، يدايّ مُمسِكتان بالسيف بقوة ، لم أدرِ بنفسي إلا وأنا أركُض تجاهُه !!
لا ، ليسَ مرة أُخري !!
ذلك الطِفل لن يُعاني مُجددًا !!
- . يلا كدة شوية دراما ، رومانس ، شريحة من الحياة ، ولو حاجة ضحكتكم الناس أذواق xD قولوا رأيكم بصراحة في الفصل بشكل عام دُمتم بخير |
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌠
لا إله إلا الله محمد رسول الله 🌠
الله أكبر 🌠 |