11-03-2018, 03:04 AM
|
|
"
سابقا بقلم لورين
تلك الحقيرة الباردة ..
لقد فعلتها ...!!!!
تفحصَّها ، شمَّها.. و من ثمَّ قبلها و هو يبكي متأسفاً..!!
و أنا أنظر له.. هل هذا هو الأسد المفترس الذي يحادثني دوماً..
لقد جرني للبكاء .. لقد تذكرت يتمي ..تذكرت أن أمي بمقبرةٍ ما تحت التراب بعيدة عني ..
رفعت كفي بتردد لاضعها فوق رأسه.. لا أعلم ما هو الصواب و ما هو الخطأ.. ما هو الذي سيجعلني أخسر التحدي و ما هو الذي سيربحني ...ما هو الذي سيستغله تاليا و ما سيكون بصالحي...
أعلم أنني في موقف إنسان.. يرى شخصاً حطمه الدهر .. يرى ضعيفاً ينادي والدته في مجسمة صنعها بكفيه..
رأيت طيبةً بعدستيه الخضراوان حتى غرقت بها .. و نبرةٌ من الصدق قد بدت تسمعني
"شكراً لك روجينا"
سقط بعدها.. مغماً عليه...!!
ملامحه الهادئة.. عينيه الباكية.. تجعلني أرغب أن أمضي ساعات بمواساته..
لقد انهك جسده و أعصابه بما يكفي حقا...
لكني لم أشأ لمسه أو ايقاضه...
هو الآن يجعلني أخشى الاستيقاظ من هذا الحلم الغريب ...
*البارت*
استيقظ هيكتور على نور أشعة الشمس بتكاسل وجلس على سريره، نظر عن يمينه وشماله فلم يجد أحداً بالغرفة معه...
فقد كانت روجينا بالمطبخ تعد الإفطار ككل صباح...
انتبه للساعة الجدارية التي تواجهه ليرى أنها السابعة والنصف، جلس في سريره الذي فرشته روجينا بلحاف أزرق محاولاً تذكر ما قد حدث لكن ذاكرته قد خانته فعلاً ،أمسك برأسه يتحسس جبينه فقد كان لديه صداع غير محتمل.....
أدار وجهه إلى أن ارتمت عيناه على كنزه الخشبي الذي شكَّله بكيفيه الصغيرتان بالماضي، مجسَّمٌ لإمرأة في الأربعين من عمرها ...
أمسك به و بسمَةٌ حنونة قد غزت وجهه الحنطي الباهت وقد احتظن المجسَّم بحنانٍ كالطفل الذي يحتضن لعبته...
جيِّد أن روجينا وهبته فرصة خلوة الضعف هذا ، فلو تواجد أحد ما كان إلا ليصمت مطيعاً كبريائه ..
لم يدم هذا طويلاً فقد ففوجئ بدخول رالف بعد سماع طرق على الباب يدل على دخول أحدهم ، ظن هيكتور أنها روجينا لوهلة ، لكن حدسه قد أخطأ هذه المرة ،،
علائم الخوف و القلق كانت باديةً على وجه رالف فقرر أن يسأل سيده ليطمئن عليه ...
-صباح الخير سيدي ،كيف حالك الآن؟
تساءل هيكتور" الآن" لما؟ مالذي حصل له ؟لا يتذكر شيئا أبداً على نحو الجزم..فقط لقطات مشوشة ،أجابه بعد دقيقتين من التحديق في الصورة محاولاً تذكر شيئ مهم ..
-رالف، أين هي روجينا ؟
-الآنسة روجينا في المطبخ سيدي
آنسة قال ، ليست سوى خادمة فقيرة ...
احمثالها لا يستحقون هذا اللقب حتى..
لكن، بصراحة هذا يناسبها..
مالذي افكر به أنا ثانيةً بحق الله ؟!
لقد بدأت تسيطر على عقلي كثيراً،بل الأسوء أني أصبحت أفكر بها بشكل هستيري ..يوماً فيوم تزداد خشيتي من أن أضعف أمامها يوما ما ، إنتهيت لرالف الذي كان ينتظر مني أن أعطيه أمرا باحضارها ربما وكأنه يشك في شيئ ما ...
أمرته بذلك حقاً، فبذلك سأستفسر منها كل شيئ قد حصل لينمحي هذا التشوش الغير محتمل ...
فروجينا مهما حاولت لن تستطيع الكذب لأني سأكشف كذبها بسهولة ..
خرج رالف مومِئاً بالإيجاب لسيده و اتجه للقبو ظنًا منه أن الكسل قد غلب روجينا و لا زالت نائمة كما تفعل أحياناً...
بالحقيقة هي ليست كسولة ، بل إنها تنسى أن لديها عمل أحيانا ًً ، لا يجب أن تُلام... فهي تتعب كثيراً بالأعمال التي يعطيها لها ذلك المتعجرف..
و فوق ذلك سهرت مدة يومين على راحته لارتفاع درجة حرارته بشكلٍ سيئ جداً ....
نزل الدرج داخلاً القبو المظلم نسبياً، لم يكن هناك حركة بالمكان أو بالاحرى كان المكان كمقبرة يسكنها الأشباح..
كل شيئ كان مبعثراً ، لم يهتم لهذا الأمر بل دخل لغرفة نومها فهي الأكثر أهمية الآن...
فلم يجدها !!
نظر لسريرها خائباً ليهمس لنفسه بعد تنهدٍ ظجِر :حتى غرفتها لم ترتبها ،لابد أنها تاخرت كعادتها .
عرف أنها ستتوجه للمطبخ لإعداد الإفطار للسيد.. فتوجه هناك مباشرة
دخل المطبخ بعد طرق في الباب كي لا يخيفها ، استدارت هيَ الأخرى بعد سماع صوت طرقات الباب..
كانت بأملٍ واهٍ بأن هيكتور قد استيقظ آتياً ليتناول إفطاره،ليزعجها ... و يوبخها .. و قد يذكرها أنها ما زالت تحت سيطرته ...
لكنها تعجبت من رالف...
ظنت أنه سيعطيها لائحةَ الأعمال لليوم لكنه فاجأها بطلبه الذي بشرها بتحقق أمنيتها الخافية بلطف : السيد يريدك بغرفته .
السيد؟!
حقا..؟!!
هل استيقظ؟... وكيف حاله الآن ؟...هل هو بخير؟
هذا ما تبادر بذهن روجينا حينها، لم تحاول سؤاله عن شيئ ، فهي تعرف الإجابة مسبقاً...
رالف شخص منضبط في العمل، ليس مثلها كسولة وتحشر أنفها في ما لا يعنيها بفضولٍ زائد عن حده.. و ما هب إلا لحظات و جميع الإجابات لديها بكل حال..
أومأت برأسها و اتجهت مباشرة لهيكتور ،طرقت الباب وفتحته قبل أن تسمع أي رد من ذلك المتسلط...
فإذا بها تصتدم به وتقع أرضا..!!!
كان خلف الباب مباشرة،
روجينا الغبية ...
كيف لا ترى أمامها وكيف لا تنتظر سماع الإذن منه، لشدة حماسها لرؤيته قد ارتكبت ما قد يكون ضدها ثانيةً..
تحدثت هي قبل سماع كلمات سيدها غير مستوعبة ما جرى قبل دقيقة:يا إلهي متى وضع هيكتور جدارا خلف باب غرفته ؟
انحنى هيكتور دون شعور منه نحوها، فقد كان قلقاً من كونها قد آذت جرحها الماثل بجبينها مما حصل مسبقاً ، نطق بهدوء غير معتادٍ منه : هل أنتي بخير روجينا ؟
تفاجأت منه كما فعل هو...!!
لم يتوقع يوما أن يصل للسؤال عنها عوض صرخة اشمئزاز لكونها لامسته...!
ما هذا الإنقلاب بالحال..؟!؟!
كان هيكتور يفكر ، كيف له أن يصلح الوضع المخزي ... و كيف لا يسأل عن حالها و قد تضررت ضررا أكبر من سابقه بسبب ساندي ...
و مع هذا التضارب ، أسعدته وقفة روجينا بعد هذا متلعثمة :
-أ..أ..أنا بخير الآن..
تنحنح مستعيداً رباطة جأشه :ماذا تفعلين هنا ؟
*روجينا*
مهلاً...
لمَ هذا السؤال ...؟؟!!!
أليس هو من طلبني للمجيئ ..؟!
لا تقل أن رالف اختلق هذا فهذا مستحيل..
رالف لن يختلق أمراً بخصوص هذا الوحش البشري ... ينظر لي ببرود و كأنه نسي فضلي عليه بمساعدتي له و هو في قمة جنونه..
تشجعت وقلت له : ألم تطلبني عندك هنا سيدي؟!
*هيكتور*
سحقاً، لقد أرسلت رالف لإحظارها...
نسيت هذا تماماً..يا للغباء
أجبتها قبل أن تلاحظ شرودي في وجهها البريئ و زرقة البحر بمحجريها الجميلاتان : نعم طلبتك، نظفي غرفتي ورتبي سريري.. وبعد ذلك أحظري إفطاري لمكتبي،أريدك في أمر مهم .
***************
مكتبه!!
" هل سيباشر العمل الآن ؟!
ألا يعي ما حصل له؟؟
و ما هو الأمر المهم ..؟!
هل معقول أن ََّّّ مدة عملي عنده انتهت عنده ؟
لا لا لا لا .... مهما وصل من الجنون لن يكافئني بهذا ...هذا غير ممكن"
بقيت روجينا ، شاردة حتى أفاقها هيكتور منه بذكر إسمها : روجينا، قومي بعملك .
لم تجد ما تقوله فانحنت قائلة بإحترام: حاضر سيدي .
نظرن روجينا لغرفته بتمعن، لم تكن المرة الأولى التي تدخلها و أيضا ليست المرة الأولى التي تُبهر بجمالها وتنسيقها لكنها هذه المرة تشعر أنها ترى هذه الزوايا لأول مرة...
فصاحب الغرفة ليس المعهود.. هي كانت تدخل غرفة من...؟!
هيكتور المتعجرف .. القاسي .. المغرور ... و الآن تقف بغرفة بها قد انحنى يسألها عن إن كانت على ما يرام ..؟!!!!
تود حقاً أن تضرب رأسها تستوعب ما يجري ...
ابتسمت بعد لحظاتٍ من التفكير ببلاهة ، هي حقاً قد استطاعت فعل الكثير... و سوف يرى كم سيتغير حتى لن يعرف ذاته القذرة هذه...
انهت عملها بعد ساعة ٍٍ تقريباً و لم يبق لها سوى ترتيب السرير بعدما نفضت الغبار الذي يتراكم بشكل جنوني بين ساعاتٍ معدودةٍ فقط...
توجهت للسرير و نظرت له نظرة عميقة،،،
فقد تذكرت عندما هيكتور كان مريضاً، و كانت هي تسهر بجانبه
كان يهذي وينادي والدته بين حينٍ و آخر ، إنه حقاً طفل..
هذا ما خطر على بالها قبل انشغالها بآخر ما بقي أمامها من ترتيب تجعدات لحاف السرير الممتثل أمامها...
توقفت يديها..!
بل عقلها عن التفكير أيضا ًً بعدما رأته..!!!
خصلات ذهبية خلف وسادته...!
أحقاًّ هذه خصلاتها أم أنها تتوهم فقط ؟!
أمسكت بها وهي تعرف بحق أنها لها، و بدأت أسئلة أخرى تتقاطر لذهنها كقطرات المطر الذي يأبى التوقف...
توجهت لمكتبه كما طلب منها و الصدمة و الحيرة يعلوان وجهها ...
و عينيها تكاد تدمع..!
لقد اصبحت عيناها كالسماء الزرقاء وهي تمطر لكنها لم تبك ...
فلا يوجد سبب لذلك من الأساس...
وصلت لباب مكتبه وأخذت نفساً عميقاً قبل أن تطرق الباب ، فإذا به يقاطع حركتها و كأنه يعلم أنها من تقف خلف الباب :ادخلي روجينا .
لقد أصبح الأمر محيِّراً ..
لم تعد تتحمل هذا التشوش الذي ينبع من عدم منطقية المجريات التي تعيشها..
سمعت صوت هيكتور يقول : روجينا أين ذهبتي بشرودك ؟! اجلسي..
انحنت معتذرة عن شرودها الوقح هذا ، وجلست بدون أن تعارض حتى ، لاحظ هيكتور شرودها وعدم تركيزها و هو يتكلم فبالأغلب لم تسمع كلمة مما قاله والدليل على ذلك هو استجابتها البطئية لسماع اسمها المتكرر منه...!
"روجينا..روجينا ...روجينا"
قبل أن ينطق إسمها لآخر مرة ضرب المكتب بقبضته دالاًّ على نفاذ صبره ، بدى في تلك اللحظة الخوف على وجه روجينا... اختلطت المشاعر كلِّها ،،،
حتى أنها لا تعرف كيف تخرج نفسها من هذا الموقف الذي أقحمت نفسها به ، وقفت معتذرة منه وقد جرت و الدموع تنزل من عينيها كاللؤلؤ المتساقط ..!!
لقد بكت و هي من كانت تمتنع عن اظهار الضعف لحظةً أمامه... رغم أن حروفه لم تكن تستدعي رد الفعل هذا ..!!
تفاجأ من ردة فعلها ، أهي حساسة لهذه الدرجة؟!؟!
ما الذي يحدث معها ؟!
ولما تتصرف هكذا..؟!
لم تكن كذلك في الصباح ..
هل معقول أنها...! |
__________________ иє ʀêνє ρɑs тɑ νɨє ʍɑɨs νɨє тღи ʀêνє au revoir
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 11-07-2018 الساعة 10:58 PM |