12-26-2016, 10:41 AM
|
|
الفصل التمهيدي في أنيلاريس
الجميع يعيش بسعادة وهناء، فلا وجود لظلم والخوف والحقد .
هاهي أشعة الشمس ترسم خطوطها في السماء، لتعلن عن بداية يوم جديد.
داخل تلك الغرفة الكبيرة كانت إحدى خدمات القصر تحاول أن توقظ الأميرة غرايس من نومها ، قبل أن تتأخر عن المدرسة ، وبعد عدة محاولات نجحت في ذلك .
نزلت الأميرة غرايس على تلك سلالم زجاجية لتتوجه إلى غرفة الطعام ، فوجدت والدها الملك يتناقش مع ساعده الأيمن وصديق طفولته وهو حاكم المقاطعة الشمالية للملكة وقد جاء إلى القصر بأمر منه للبحث في بعض الأمور الخاصة.
قامت بتحيتهم ، ثم جلست لتتناول إفطارها ، ,وبحركة طفولية صارت تعبث بأكل حتى سمعت صوتا يقول لها
بنبرة تأنيب ' غرايس عزيزتي توقفي عن اللعب '
التفت خلفها , لتجد أمها تحدق فيها بنظرات شبه غاضبة
في هذه لحظة رد عليها الملك ضاحكا " عزيزتي أوسيان ,أتركها فهي ماتزال صغيرة "
انزعجت ملكة من كلامه ثم قالت له
"عمرها 6 سنوات و تقول صغيرة لا أريد أن تكون إبتني أميرة بلهاء فعليها تعلم الأصول والآداب "
يحتدم نقاش بينهم تحت أنظار غرايس ومساعد الملك وصديق طفولته ,وكاد يستمر لولا تدخل الملكة الأم قائلة بجدية " ماذا هناك ؟؟ "
رد الملك بابتسامة مزيفة " نتناقش قليلا "
الملكة و الملك رغم تشاحنهماالدائم فهما متفاهمان في أمور المملكة
*** في المساء
قالت الملكة للملك" عزيزي متياس لاحظت أن غابريل قد تغيرت تصرفاته مؤخرا ،فهو لم يعد ينفذ ما يوكل إليه كما في السابق"
فرد الملك " أجل يا عزيزنى أوسيان ،يجب علينا توخي الحذر فأنا أشم رائحة مؤامرة في تصرفاته الأخيرة، فهي تبدو مريبة. "
الملكة" معك حق ،آه ما أخبار مملكة الظلال و هل الأميرة تحسنت صحتها؟"
الملك "حالهم لا يطمئن أبدا فالأميرة ليست مؤهلة بعد لترث العرش بعد وفاة والدتها , لقد تدنت أحوال المملكة كثيرا و صار واجبا علينا مساعدت...
فجأة انطلق صوت صافرات الإنذار في أرجاء القصر، فخرج الملك و زوجته من الغرفة و توجها إلى غرفة التحكم، حيث يتم تحكم بمصدر طاقة المملكة و إدارتها
أتى أحد الرجال إليهما ثم قال بصوت يبعث على القلق " سيدى الملك لقد فقدنا إحدى البلورات التي تغذي النظام بالطاقة "
الملك " ماذا تقول يا جريمان ؟؟ (جريمان هو أحد حراس مركز القوة, لكن يعتبر صغيرا مقارنة بالثلاثة الكبار الأسطوريين) "
الملك بقلق " و هل عرفتم كيف فقدت؟"
جريمان " لا يا سيدي فلا دليل على أن أحدهم دخل الى الغرفة الرئيسية."
الملك بتوتر " يا إلهي يجب أن نتصرف بسرعة و إلا انهارت المملكة أشعلوا المزودات الاحتياطية، وأنت أيها حارس ، أسرع وأعلم حراس طاقة ليحرروا طاقتهم ولا تنسى كذلك الأسطوريين عليهم بتصرف حالا.
دخل الملك إلى غرفة النظام بعد أن هدأت الأوضاع قليلا و هذا بفضل الأسطوريين الثلاثة و جريمان و معهم الحراس.
الملك قائلا " لا يجب أن نفرح فالبلورة أساسية لاستقرار النظام يجب استعادتها"
و ما لبث حتى عاد النظام يتراجع في أدائه و انطلقت صافرات الإنذار مجددا و عندها قرر الملك التصرف بنفسه و إطلاق طاقته كاملة و ذلك بمساعدة الملكة التي تمتلك جوهرة تدعى قلب دايموند"diamond" و هي جوهرة ورثتها من والدتها تملك طاقة كبيرة مبنية على طبع حاملها و بما أن الملكة طيبة فالقوة طيبة أيضا.
طاقة الملك و الملكة معا، تكفى لإعادة التوازن و لكن لا تدوم لفترة طويلة لأنهما بحاجة للراحة بعد كل فترة و أخرى.
بعد جهد تم تغيير إعدادات النظام لتنسجم جوهرة دايموند مع الجواهر الأخرى لتحل محل الجوهرة المفقودة إلا أن ذلك لا يكفي، كما أن الجوهرة مرتبطة بالملكة ايضا.
***
في الصباح انطلقت مجموعة من محاربي المملكة في رحلة البحث عن الجوهرة و تم تطويق المملكة بالحراس لكي لا يخرج حامل الجوهرة من المملكة.
و لكن ما أثار حيرة الملك هو أن طاقة الجوهرة يمكن تعقبها و الشعور بها من قبل أي حارس يملك طاقة عجيبة لكنهم لم يشعروا بها إطلاقا.
***
مؤكد أنكم تتساءلون أين غابريل من كل هذه الأحداث؟؟ و لماذا لم يتدخل رغم أنه يملك طاقة كبيرة؟
الحقيقة هي أن غابريل وجد مغما عليه ،أمام بوابة القصر و عندما أفاق كانت الأوضاع قد هدأت ، فلقد حاول أن يوقف السارق ،ولذلك تعرض لإصابة على رأسه ،مما أفقده وعيه
****
في صباح اليوم التالي شكر الملك كل ساهم في استعادة النظام مؤقتا ثم أضاف قائلا " يجب أن لا نفرح كثيرا فقد ينهار النظام في أية لحظة"
بعد الإفطار هم غابريل بالمغادرة، فقد حان موعد عودته إلى المقاطعة الشمالية ،لانتهاء مهلة زيارته للمملكة .فسلم عليه الملك وودعه و قال له أن يسلم على زوجته و الاولاد.
خرج غابريل من القصر، و بعد أن أصبح بعيدا كفاية عن المملكة و حدودها ،أدخل يده في جيب سترته الداخلي و أخرج البلورة و نظر إليها بنظرات جشعة و هو يضحك ضحكة شريرة ثم قال" أخيرا حصلت عليك يا جوهرتي غالية ، وبفضلك سأسيطر على مملكة أنيلاريس ، وأكون الملك ، وعندها أكون قد حققت أحلامي . "
معروف أن الملوك و حكام المقاطعات لا يمشون بدون حراس فـ غابريل كان معه مساعده روهيت ذو القوة النارية و قوته تعادل قوة جريمان.
***
بعد مرور عدة أشهر كان الملك و الملكة جالسان يشربان الشاي في حديقة القصر .
الملكة " لقد مرت ثلاثة أشهر على حادثة سرقة جوهرة الطاقة الكبرى ، يا ترى ماذا ينوي السارق أن يفعل بها ؟؟ "
الملك " لقد قلقت كثيرا يومها فلقد كانت المملكة في خطر" وقبل أن ينهي آخر كلمة شرد ذهنه في عدة أمور.
نادته الملكة عدة مرات لكن بلا جدوى حتى وضعت يدها يمنى على كتفه قائلة " فيما تفكر يا عزيزي متياس ،أخبرني ما الذي يشغل بالك ؟؟ "
أجاب بهدوء واضعا يديه تحت ذقنه " ماذا سيحدث أن استعمل طاقتها الخفية
ضدنا يجب أن نحشد قواتنا، و نستعد لأي طارئ ،فنحن لا نعلم كيف يفكر الأشرار "
...
ساعات قليلة و سمع دوى انفجار هز كل المملكة
قال الملك بقلق جامح " أين كان مصدره"
أجابه أحد الحراس "لقد كان في غرفة تحكم النظام، هناك من عبث بالنظام مجددا "
توجه الملك إلى غرفة التحكم و معه مجموعة من الحراس لمعرفة ما حصل ،ومثل ما فعل في مرة السابقة، فقد استعمل طاقته لتفادي المشكلة لكن النظام لا يستجيب لها"
كانت الملكة قلقة وخائفة قائلة " يارب وفقنا في حماية المملكة "ثم ضمت بشدة ابنها رضيع إلى صدرها . غرايس كانت تراقب ما يحدث ثم نظرت إلى أمها وسألتها بصوت طفولي برئ" هل سنكون بخير ؟؟ "
أجابت الملكة بعد أن اقتربت منها لتحضنها "أجل يا عزيزتي فأبوك يبذل قصارى جهده في سبيل تحقيق ذلك "
قالت غرايس " رائع ،أبي قوي ، أتمنى أن أكون مثله"
*** في المقاطعة الشمالية
غابريل بفرح " وأخيرا نجحت خطتنا و ستبدأ مرحلة السيطرة على مملكة أنيلاريس "
أجاب أعوانه بحقد" نعم سيدى ،و نحن سنعمل على تحقيق ذلك "
غابريل "أعرف ذلك يا ميل وبيل"
*** بعد أيام من الانفجار كان الملك و رجاله يبحثون عن طريقة ما لإعادة نظام
لوضعه طبيعي،
دخل جريمان وأحد جنود قاعة الاجتماعات و هما يقولان و بصوت متقطع فقد أنهكهما الجري و مقاومة الجنود المتسللين
"إن المملكة تتعرض للغزو سمو الملك "
الملك " ماذا ؟؟ وكيف حصل ذلك ؟؟ وهل وضعنا في...
وقبل أن يكمل دخل غابريل ومعه جنوده قائلا " لقد تأخرت في حماية مملكتك "
صرخ الملك في وجهه " لماذا ؟لماذا؟؟ ياغابريل إذن
أنت من سرق الجوهرة؟ ولكن كيف قمت بسرقتها ألم يكن مغما عليك "
سمعا صوتا من وراء غابريل مقاطعا له " لقد تلقى مساعدة صغيرة منا " وماهي لحظة حتى بان صاحب الصوت وقد كان روهيت ومعه جورجي
الملك " ماذا روهيت وجورجي ؟لماذا خنتما عهد المملكة؟" (روهيت وجورجي من الثلاثي الأسطوري)
أجاب جورجي قائلا " ألا تزال تؤمن بتلك الترهات فنحن لا يهمنا سوى القوة, القوة ليس إلا ..
الملك بغضب "أحمق تخون المملكة من أجل القوة ؟ستدفعان الثمن و اندفع لمهاجمتهما لكن غابريل أطلق عليه طاقة غريبة من يده أصابته فوقع على الأرض "
الرجال بصوت واحد" أيها الملك "
الملك بجدية " لا تتقدموا , وابقوا في أماكنكم "
جريمان " لا لن نتركك " و هم بالهجوم عليهم و لكن سرعة غابريل و هجوم معاونيه الخائنين عليه قام بشل حركته
وأصبحوا جميعا تحت سيطرته وقبل أن يقوم بقضاء عليهم
أتت طاقة غريبة من الخلف وأصابت كل من غابريل وروهيت وجوجي , لقد كان كريس الأسطوري الثالث ثم أردف " ألا تخجل من نفسك أيها الخائن "
نظر الملك له ثم قال بصوت منهك " أحسنت يا كريس وشكرا لك لأنك ما زلت في صفنا , أنا أثق فيك "
رد عليه كريس "هذا واجبي يا سمو الملك " لم ينهي آخر كلمة حتى شعر بوجهه يتهشم جراء ضربة قوية من غابريل التي أدت إلى ارتطامه بالحائط
قاوم كريس ضربته تلك بصلابة جسده فهو من ثلاثي الأسطوري ولن يهزم بسهولة
في تلك أثناء وصلا كل من ميل وسميث لمساعدة الملك
فهما يحملان طاقة كبيرة ( احتمال كبير أن يحل محل الثلاثي الأسطوري )
وهنا انقلبت الكفة لصالح الملك فانسحب غابريل بعد أن أصبحت المملكة كومة من الحطام وتمكن من السيطرة على جزء منها
*** بعدعدة أيام
أطلق غابريل وأعوانه طاقة غريبة من آلة صنعوها صوب أنيلاريس و دمروها بالكامل دون أن يرف لهم جفن, بعدها تحركوا نحوها و دخلوا القصر
و لكن هذه المرة لم يستطع أحد المقاومة فقد كانت قوة غابريل كبيرة
أسرع الملك إلى غرفة الطاقة و بمساعدة كل من جريمان وكريس تمكن من تحرير طاقة الجواهر حتى لا تقع في يد غابريل ويكون هناك أمل في إنقاد أنيلاريس
ثم أمر كريس بإنقاذ زوجته وأولاده , بينما هو وجريمان سيقومان بتأخير زحف الجنود.
***
عندما وصل كريس وجد الملكة قد فتحت بوابة الانتقال لتنقذ غرايس وأوين قبل أن يقعوا في الأسر, اقترب منها وحاول أن يساندها بقوته ,لكنها رفضت وقالت له " كريس سأتركهم في رعايتك "
وهكذا تم نقل طفلين مع كريس إلى مكان آخر...
وماهي إلا ثواني حتى وقعت أنيلاريس في يد غابريل |
__________________
اريقاتو وسام سنباي
وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)
وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)
صلوا على النبي |