|
روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الهارب - رواية شيقة - مغامرات و خيال السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أحب أن أنشر أول رواياتي ، على هذا المنتدى الجميل الرواية مكتملة تقريبا لهذا سأحاول النشر بشكل يومي العنوان : الهارب التصنيف : مغامرات داي ، خيال فضائي1 مقدمة سريعة : تدور أحداث هذه القصة في عالم من الخيال عالم قد يشبه عالمنا المعروف في أمور ، و قد يتفوق عليه في أمور أو يقل عنه في أخرى يتصارع فيه جيشا العدالة و الظلام، لحكم هذا العالم و في هذا الخضم ، تدور أحداث القصة في هذا العالم، يعيش البشر مع الغيلان، جنبا إلى جنب ، لكنهم ليسوا على وفاق و لكل منهم أدواته و مساكنه و حتى حيواناتهم الأليفة قد تختلف و من خلال البحث عن الهارب، تتطرق القصة لأمور أخرى قد تكون من نسج الخيال، لكن ليس شرطا ففيها من الخيال ، وفيها ما يلامس الإحساس تعريف ببعض الشخصيات والتي سنتعرض لها في البارت الأول : جنزير : شخص جاد جدا وصارم ، قليل الضحك ، ولا يبتدر المزاح مطلقا ، عمره 21 سنة ، معتدل القامة قوي العضلات ، يتميز بقوته و خفة حركته و لياقته البدنية العالية أقوى عضو لدى جيش العدالة ، يتبع لقسم مكافحة الجريمة ، يقاتل بالسلاسل ليسلم المجرمين إلى العدالة، لا يقتل أحدا مطلقا، فكل شخص لديه حق الدفاع عن نفسه أمام المحكمة لا يصدر جنزير حكما على أي أحد، ولا يقبض إلا على الذين يكلفهم به رؤساؤه ، فإصدار العقوبات و تحديد المجرمين ليس عمله كسار : غول ضخم و بدين ، يحمل معه حقيبة سفر على كتفه تحتوي خرائط و بوصلة و يحمل على ظهره فأسا ومطرقة للقتال كسار شخص بدين كثير الأكل، رغم محدودية ذكائه إلا أنه يسافر و يجوب العالم مرتحلا ليطور من معرفته و مهاراته العمر 31 مارق: هارب من العدالة ، وقاتل من النوع النادر، يتميز بسيفه الطويل الحاد، و سرعته الهائلة في الحركة يتصرف مارق بهدوء و ثقة ، ومن عادته تنظيف سيفه بقطعة من ثياب ضحيته يقطعها على شكل مربع العمر 19 و الآن إلى البارت الأول : فوق هضبة مرتفعة تحد مدينة آمنة، كان الغبار يهب بقوة فوق تلك الهضبة بشكل تعذرت معه الرؤية ، فوق الهضبة مطلا على المدينة، وقف ذلك الغول الضخم مستندا على فأسه الهائل غير مبال بالعاصفة ،باستثناء تضييقه لجفونه حول عينيه لحمايتهما ، ووسط تلك العاصفة أتاه صوت هادئ بالكاد سمعه يسأل : - هل هنا مدينة الغول ؟ تلفت الغول إليه بغضب ليرى من خلال الغبار ظل شخص معتدل القوام بثياب واسعة وقبعة عريضة، وهدأت العاصفة نسبيا للحظة ليبرز وجه الغول الغاضب و ناباه الخارجان من بين شفتيه الغليظتين ثم عادت العاصفة تهب بقوة هادرة ، ثم ازدادت قوتها بصورة جعلت الغول يغلق عينيه بقوة لحمايتهما بعدها بلحظة سمع صوت سيف يخرج ، فتح عينه قليلا ليرى ظلا ينقض باتجاهه بقوة ، تحركت يده بسرعة ورفعت فأسه ، ولكن الفأس لم يرتفع سوى شبر واحد قبل أن يهوي بقوة أرضا مع صوت زئير باكٍ للغول، وهدأت العاصفة قليلا ليتضح ظل للسيف الخارج من ظهر الغول بعد أن اخترق صدره ، سحب ذلك الظل سيفه بهدوء تاركا جثة الغول تسقط أرضا ، قطع قطعة من ثياب الغول الرثة ليمسح بها سيفه الحاد ثم أعاده إلى غمده في ثانية ، ومضى يشق طريقه خلال العاصفة . بعد فترة هدأت العاصفة ، وتجمهر أهل مدينة الغول في دائرة واسعة جدا حول جثة الغول وعلى وجوههم مزيج من الرعب والذهول، هتف أحدهم باكيا : - يا ويلي ، من قتل الغول؟ أغلق آخر عينيه ونكس رأسه وهو يقول في بؤس: - سنباد جميعا لقاء هذا . دفعه أحد جانبا وهو يقول بغضب: - ماذا هناك؟ تطلع الأهالي إلى ذلك الغريب الغليظ ، كان طويلا وقوي العضلات يلف على جسمه عدة سلاسل ويرتدي بنطالا وقميصا واسعين، و أكمام قميصه القصيرة تظهر عضلاته القوية المفتولة ،عليه حزام محمل بسكاكين ثلاثة ، ويرتدي حذاءا عسكريا طويل العنق ،تقدم نحو جثة الغول بثبات وثقة، فهتف أحدهم مذعورا: - لا تقرب. تلفت إليه الغريب بغضب فتابع بنبرة صوت أخف وهو يشير إلى الجثة بيد مرتعشة : - لسنا متأكدين من موته بعد . جال بصره في وجوه الأهالي قبل أن يهتف بغضب: - حمقى ، ما كل هذا الرعب الذي يخيم عليكم ؟ ضرب عجوز الأرض بعكازه وهو يتقدم بضعف نحو الغريب ويقول: - هل تريد معرفة السبب؟ نظر إليه الغريب بنظرة من الشك قبل أن يتقدم نحوه ، وقف أمامه تماما وهو يقول بغلظة: - أتمنى أن يكون مقنعا . استدار العجوز وخطى ببطء وهو يقول : - تعال معي إذا . وتقدما حتى مقربة من حافة الهضبة وأشار العجوز إلى نقطة ما وهو يقول بحزن : - هناك . تلفت الغريب إلى حيث يشير العجوز ليرى مقبرة واسعة ، تساءل باهتمام : - قبور؟ تابع العجوز بحزن أكثر : - هذه القبور لمائة مقاتل حاولوا القضاء على الغول قبل زمن . ثم بكى وهو يقول : - ولكنه قضى عليهم في معركة واحدة . ثم توقف عن الكلام ليبكي فتابع أحد الأهالي بحزن: - ومنذ ذلك الحين ونحن تحت سيطرة الغول . ثم تحول إلى الغضب وهو يتابع : - والآن بعد أن قتله أحد الحمقى سيحضر الزعيم ليبيدنا . تلفت الغريب إلى جثة الغول وأبعد المواطن الغاضب جانبا وهو يمضي نحوها شاردا ، توقف عندها وانحنى مسندا ركبته اليمنى على الأرض وهو ينظر إليها بغضب وحيرة ، تلفت يمينا ويسارا حتى وجد قطعة من ثوب الغول على شكل مربع مقطوعة عن ثيابه بإتقان، وتوجهت أصابعه المرتجفة نحوها وهو يهمس لنفسه: - هل؟ التقطتها أصابعه و هو ينظر بسعادة وارتجفت يده الممسكة بالقطعة من فرط السعادة والتوتر وهو يصرخ: - أجل، لقد وجدت أثرا له أخيرا . ثم قهقه بسعادة هائلة، وفجأة قطع سعادته صوت غول غاضب: - لقد قتلتم أخي . واهتزت الأرض بخطواته الغاضبة ، تراجع الأهالي بذعر قبل أن يسقطوا على ركبهم من الخوف ، وبدأ الغول بالظهور واضحا للعيان،كان أكبر من أخيه بوضوح، يحمل فأسا بيمينه ومطرقة بشماله،وكانت عضلاته قوية جدا وعريض المنكبين ، نظر إلى الغريب بغضب وهو يقول : - لقد قتلت أخي أيها التعيس . نظر إليه الغريب بشك وقال بغلظة وهو يشير إلى صدره: - ليس أنا . هتف الغول بغضب باك وهو يهتف: - أيها المجرم الحقير . صاح الغريب بغضب : - لقد قلت لك أنه ليس أنا أيها الغول الأحمق ، و الآن استمع لما سأقوله قليلا. هتف الغول وهو يهوي بفأسه بقوة وغضب وقد اتسعت عيناه المحمرتان : - الموت لك . سحب الغريب نفسه خطوة إلى اليسار ليتفادى فأس الغول الذي استقر في الأرض ، زأر الغول بقوة مرعبة هم برفع فأسه ولكنه لم يستطع ، نظر بغضب إلى الغريب الذي كان يدوس على نهاية عصا الفأس بقدمه اليمنى ويقول بغلظة: - هل ستستمع إلي ؟ توهجت عينا الغول بقوة وهو يلوح بالمطرقة جانبا ناحية الغريب ويهتف بغضب هادر: - سأبدد سعادتك يا مجرم. وثب الغريب بقوة إلى الأعلى متفاديا المطرقة ، وحل سلسلة غليظة عن جسمه وفور استقراره على الأرض قذف بها بقوة فالتفت حول مطرقة الغول أسرع الغول بضرب السلسلة بفأسه ، وفور قطعه للسلسلة فوجئ بسلسلة أخرى تلتف حول فأسه ، وسحب الغريب السلسلة بقوة وسرعة فانتزع الفأس من يد الغول ، وفورا قذف الغول بمطرقته العظيمة نحو الغريب الذي قفز عاليا لتفاديها و ووثب الغول بقوة نحو فأسه ليمسكه وسحبه نحوه ولكن الغريب ظل ممسكا بطرف السلسلة الآخر وبدأ يشد الفأس من الغول والغول يحاول استرجاع فأسه ، صاح الغريب بثقة وغضب : - والآن ستستمع إلي. هتف الغول بقوة وهو يضرب الأرض بأصابع يده اليسرى : - كلا. وانتزعت يده كتلة هائلة من الحجارة والتربة وفورا قذفها نحو الغريب وهو يصيح بغضب: - أيها السفاح. وثب الغريب إلى الأعلى لتفادي ما رماه به الغول واستغل الغول هذه الوثبة لصالحه ، ولوح بقوة بفأسه لتدور السلسلة ويدور معها الغريب بقوة ، أسرع الغريب بشبك قفل كبير بالسلسة قبل أن يفلتها ، وأثناء سقوطه رمى أحد سكاكينه ، وانغرست السكين في قدم الغول الذي صرخ بغضب وألم وتوقف لحظتها عن تدوير الفأس وألقاه أرضا و عندها بدأت السلسلة بالدوران حوله ، انتزع السكين من قدمه وهب واقفا ليرى السلسلة تحيط به وهم بالتحرك ولكن السلسلة أحكمت حوله بقوة بسبب الثقل الدائر قبل أن يضربه القفل في وجهه بقوة ، وداخ الغول لحظة ولكنه نفض رأسه بقوة ليسيطر على توازنه ، هم بالتحرك ولكنه لم يتمكن ، نظر إلى السلسلة الملتفة حوله ليجدها مثبتة حوله ببعضها بأقفال كبيرة ومتينة ،نظر أمامه ليرى الغريب حاملا مطرقته ومتوجها نحوه ، ألقى الغريب المطرقة عند قدمي الغول ونظر إليه بغضب وهو يصرخ ويشير بسبابته إلى الغول: - والآن ستستمع إلي . صاح الغول بغضب: - أيها القاتل الوقح ، قتلت أخي و تريدني أن أستمع إليك؟ صاح الغريب بغضب: - لقد قلت لك أنني لست القاتل. صاح الغول : - ولماذا كنت تقهقه قرب جثة أخي المسكين وأنت ترفع قطعة من ثيابه للذكرى؟ وثب الغريب على صدر الغول وطرحه أرضا ، ثم شده من ياقته بقوة ورفع قطعة الثياب أمام وجهه وهو يقول بغضب: - هل تعرف لماذا استخدمت هذه القطعة ؟ أجاب الغول بغضب : - للذكرى. صفعه الغريب بغض وهو يقول: - لقد استخدمت لتنظيف سيف قاتل أخيك بعد قتله. حاول الغول النهوض وهو يصيح بغضب: - لن تنجو بهذا . كال له الغريب أربع صفعات متتالية على وجهه ، ثم نفضه من ياقته بقوة وهو يصرخ بغضب: - أنا لا أملك سيفا لتنظيفه يا أحمق. صاح الغول: - إذا فقد نظفت سيف القاتل الذي تعمل لديه ، وتتبجح بهذا أمامي. صرخ الغريب بقوة وقد طار صوابه من بلادة الغول و لكم الغول بقوة على خده الأيمن ثم أمسك ياقته بكلتا يديه وخضه بقوة وهو يصرخ : - هذه القطعة هي التي استعملها القاتل لتنظيف سيفه بعد أن قتل أخاك .. ثم نخز عين الغول بإصبعه فصاح الغول بألم والغريب يتابع: - وعندما رأيتها عرفت من القاتل لأنه دائما عندما يقتل شخصا ينظف السيف بقطعة من ثوب المقتول.. ثم ألصق وجهه بوجه الغول وتوهجت عيناه ببريق مرعب وهو يقول : - وأنا أبحث عن هذا القاتل وأريدك أن تساعدني . رفع الغول رأسه إلى اليمن وهو يقول برفض وغطرسة: - هه، لن أساعد الشخص الذي قتلني وقتل أخي في البحث عن قاتل أخي. (( آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا)) صرخ الغريب بقوة وهو يكبس بيديه على أذنيه بقوة ، وطار القسم العلوي من رأسه وارتفع دماغه بينه وبين القسم السفلي بفعل الأبخرة التي تصاعدت بكثافة من رأسه ، بعد قليل عادت أقسام رأسه إلى أماكنها وهو يهتف مصدوما وغاضبا : - أعد ما قلته لتوك . أجاب الغول: - لن أساعد الشخص الذي قتلني وقتل... قاطعه صراخ الغريب وهو يكبس وجهه بيديه : - الشخص الذي ماذا؟ ارتبك وجه الغول ، وعبس وهو يتلفت في حيرة قبل أن يجيب بشك: - صحيح أنك لم تقتلني بعد ، ولكنك ستفعل. تربع الغريب على الأرض وأسند كوعه الأيسر إلى ساقه اليسرى و وضع ذقنه في كفه اليسرى في مزيج من الإحباط والملل واليأس قبل أن يتساءل باستسخاف: - لن أقتلك، ولكن هل لك أن تخبرني، كيف ستساعدني إذا كنت ميتا؟ ازداد عبوس الغول وهو يحرك فكه الأسفل في كل الاتجاهات الممكنة ويتمتم بكلمات غير واضحة قبل أن يجيب بعبوس: - في النهاية تبقى قاتل أخي. تدلى فك الغريب السفلي حتى سقط أرضا ، ثم احمرت عيناه بشدة وتطاير منها الشرر وهو يتقدم نحو الغول العابس و وثب على صدره بغضب وأخذ نفسا عميقا وهو يعيد رأسه إلى الوراء ، ثم زأر بقوة هادرة عاصفة فتراجع رأس الغول بشدة وارتباك ، وانحنى ناباه البارزان إلى الخلف وكأنهما شجرتان طريتان في مهب عاصفة . و بعد أن هدأت عاصفة زئير الغريب ، و فور إغلاقه لفمه ، أخذ يكيل اللطمات إلى وجه الغول وهو يقول بغضب: - كيف ستساعد قاتل أخيك في البحث عن قاتل أخيك ؟ هل يبحث أحد عن نفسه ؟ وظل يلطم الغول لطمات متتالية حتى صاح الغول : - حسنا حسنا لقد فهمت يكفي . توقفت يد الغريب قبل شبر من وجه الغول وهو يقول متعجبا: - حقا ؟ مالذي فهمته ؟ أجاب الغول عابسا وبصوت متألم : - أنت لست قاتل أخي ، ولن تقتلني ، أنت تبحث عنه ، وأنا سأساعدك ، قبلت . لطمه الغريب وهو يجيب بسعادة: - أحسنت . ثم نهض عن الغول وفك قيده ، نهض الغول وهو يتحسس وجه وينظر إلى قدمه وهو يتساءل باستنكار وعلى وجهه الحزن : - هل كان يجب أن تفعل كل هذا بي قبل أن تخبرني معلومة بسيطة كهذه ؟؟ أجاب الغريب بصرامة : - أنت لم تستمع لي منذ البداية . مد الغول يده وصافح الغريب وهو يسأل : - إذا اتفقنا ، أنا الغول كسار فمن تكون أنت ؟ أجاب الغريب : - أنا جنزير ، أقوى فرد لدى جيش العدالة ، جئت إلى هنا في بحثي عن الهارب مارق . تساءل الغول بغضب: - هو قاتل أخي أليس كذلك ؟ أجاب جنزير و هو ينظر إلى الغول بصرامة : - لم يقتل أخاك فقط ، لقد قتل كل من وقف في طريقه . علق الغول مستاءً : - ياله من مجرم! استدار جنزير نحو الجهة التي استنتج أن الهارب توجه إليها وهو يقول : - هيا بنا الشمس تغرب. استدار الغول لاحقا بجنزير ومضيا بعيدا. ***************************************** أشرقت الشمس من جديد على مدينة الغول كما تفعل كل يوم واجتمع الأهالي حول جثة الغول وحفروا حفرة بجوارها ، ثم دحرجوه إليها وأهالوا عليه التراب ، وغرسوا عند مكان رأسه لوحة عليها : ((( قبر الغول الذي استعبد المدينة ثلاثين سنة بعد أن قتل أفضل مئة محارب لدى المدينة مع الشكر الجزيل لقاتله البطل: الهارب مارق ))) في نهاية البارت أحب أن أسأل التالي: - ما هي الأمور التي أعجبتك ؟ - ماهي ملاحظاتك ؟ - هل هناك أمور أزعجتك في البارت ؟ مع السبب إن أمكن و شكرا لمروركم الكريم (:5 |
#2
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم مينا سان ، غوميناساي أعتذر عن تأخر البارت الثاني صراحة لا يوجد سبب لذلك سوى النوم و دون مقدمات : إلى البارت الثاني ضرب الغول كسار شجرة بفأسه ليسقطها أرضا ، تلفت إليه جنزير وهو يهتف باضطراب: - مالذي ... ورأى الغول يجلس على الجذع ويرمي فأسه و مطرقته أرضا هو يلهث بإعياء ، عقد ساعديه أمام صدره وهو يقول بغضب: - أيها الكسول ، نحن لم نصل إلى هدفنا بعد . رد الغول وهو يستلقي : - لم نتعشى البارحة ولم نفطر اليوم ، والآن حان وقت الغداء. تذبذبت قدم جنزير لأعلى ولأسفل وهو يقول : - يجب أن نسرع فالهارب سريع التحرك وربما لا ندركه بهذه الطريقة. أجاب الغول بعبوسه المعتاد: - لا أريد أن أقابله وأنا متعب فيتمكن مني . لم يغير جنزير من وضعه وظلت قدمه تتذبذب فتابع الغول وهو ينهض: - هل معك خريطة ؟ أجاب جنزير ببديهية : - كلا بالطبع . ردد الغول العبارة بدهشة غاضبة : - كلا بالطبع ؟؟!! ثم تساءل بغضب : - وإلى أين تتجه إذا ؟ أشار جنزير إلى الاتجاه الذي كانا يسيران فيه وهو يجيب: - إلى المدينة التالية . فتح الغول جيب حقيبته وبحث فيها قليلا ليخرج خريطة مطوية ، فتح الغول خريطته على آخرها وكانت مترين عرضا وطولا ففرشها على الأرض وهو يقول لجنزير : - ابتعد حتى أتمكن من فرد خريطتي. ابتعد جنزير وهو ينظر متعجبا إلى الخريطة ، عاد الغول إلى مقعده السابق والتقط غصنا عن الأرض وأشار به إلى غابة على الخريطة وهو يقول بعبوسه واقتضابه المعتادين: - نحن هنا في الغابة الآمنة . ثم أشار إلى جبل على الخريطة وتابع : - بعد الغابة توجد سلسلة جبال علينا المرور من خلالها لنصل بعدها إلى صحراء الفناء وبعدها نصل إلى مدينة النرجس وهي أقرب مدينة إلينا . حك جنزير ذقنه بقوة قبل أن يتساءل : - ألا توجد في الغابة مدن أخرى ؟ أشار الغول إلى الخريطة وهو يجيب ببداهة : - الخريطة أمامك ، ولا توجد عليها مدن أخرى . تساءل جنزير بحيرة وهو ينظر في الخريطة ويجلس بجانبها : - وكم هو ارتفاع الجبال؟ تقبض وجه الغول وهو يقول : - ابتعد عن الخريطة قليلا سوف تتلفها . ابتعد جنزير خطوة إلى الوراء ونظر إلى الغول باحتقار فأجاب الغول: - ألف ومائتا متر . حك جنزير ذقنه بقوة مجددا ، بعد برهة توقف عن حك ذقنه ليشير إلى موقعهما على الخريطة وهو يقول: - حسنا نحن هنا الآن . ثم ألقى نظرة خاطفة على القرى المحيطة وبدأت سبابته اليمنى تجول في الخريطة مع بصره وهو يحاول تقدير المكان الذي سيذهب إليه الهارب ، ثم نظر إلى ما وراء موقعهما ووقع بصره على مدينة اسمها ( مدينة العنب )، أشار إليها متسائلا : - أليست هذه المدينة أقرب ؟؟ تلفت إليه الغول وهو يجيب : - لقد كنا هناك البارحة . رد جنزير متعجبا: - ولكن تلك المدينة تعرف بمدينة الغول . هتف الغول بغضب مستنكر : - منذ متى ؟ أجاب جنزير ببداهة : - منذ عرفت الدنيا . هز الغول رأسه نفيا وهو يقول : - هذا مستحيل،صحيح أن خريطتي قديمة ، ولكنني أضيف المدن والقرى الجديدة بشكل دوري وأحدث تمدد الغابات والصحاري أيضا. تساءل جنزير باستنكار : - ألا تعرف قصة مدينة الغول ؟ هز الغول رأسه نفيا ، فأجاب جنزير: - لقد سميت بذلك لأن غولا قويا وضخما تمكن من استعباد أهل المدينة وإخضاعهم لسيطرته ، فابتز أموالهم ونهب خيراتهم ، حصل ذلك قبل ثلاثين سنة ، وهذا الغول كان .. ثم حدق في وجه كسار بقوة وهو يتابع : - أخاك . اتسعت عينا الغول بدهشة وهو يقول : - مستحيل أخي ترك قريتنا منذ خمس سنين فقط . رد جنزير ببداهة : - ربما كان وريث ذلك الغول . هز الغول رأسه نفيا وهو يجيب: - كلا فأخي ذهب للدراسة ، كما أنه ليس مقاتلا هائلا ولا يتصف بالضخامة. حك جنزير ذقنه وهو يقول : - ما رأيك في العودة إلى تلك المدينة ؟ تساءل الغول ببداهة : - ولماذا ؟ أجاب جنزير وهو ينظر باتجاه المدينة : - أريد طرح بعض الأسئلة على السكان ، ربما رأوا الهارب مارق أو ربما لم يغادر المدينة. ثم تابع وهو ينظر إلى وجه الغول: - وربما نحصل على قول فاصل في مسألة أخيك . ثم نظر نظرة متسائلة إلى الغول وهو يسأل : - متى آخر مرة رأيت أخاك؟؟ أجاب الغول : - البارحة . صاح جنزير بغضب : - قبلها . أجاب الغول : - ثلاث سنين . حك جنزير ذقنه بقوة وهو يقول بشرود : - إذا فلم تتبدل ملامحه كثيرا وكان من السهل أن تتعرف عليه بمجرد النظر إلى ... قطع عبارته وتلفت بقلق وغضب إلى الغول و هو يتساءل : - هل رأيت وجهه بالفعل البارحة ؟ لقد كان ممددا على وجهه. أجاب الغول بحزن والدموع تنهمر من عينيه ويضع يديه على صدره: - لم يتحمل قلبي الرقيق المشهد ، لم أستطع الاقتراب ، لقد كان المشهد فظيعا جدا .. ثم أخرج منديلا ومخط بقوة وتابع : - لم أكن لأتحمل مشهد الوداع هذا ، لم .. صاح جنزير بغضب : - أيها الأحمق . توقف الغول عن البكاء فجأة وهو ينظر باستغراب إلى جنزير الذي وثب نحوه وأسند رجليه في بطن الغول وشده من ياقته وهو يقول غاضبا مستاءً: - أيها الأحمق الغبي ، كنت تريد قتلي قبل أن تتأكد من أن المقتول هو أخوك ؟؟ ربما كان شخصا آخر. ارتبك وجه الغول وهو يرد: - ولكن غراب الحقيقة أخبرني أن أخي قتل في مدينة العنب وهو في طريقه لزيارة قريتنا . نزل جنزير عن الغول ولوح بيده في الهواء وهو يصرخ : - غراب ماذا؟ أجاب الغول بغضب : - هل تكذب غراب الحقيقة ؟؟ أجاب جنزير بغضب : - لنفترض فيه الصدق ، ربما اختلط عليه الأمر، أو أنه غراب آخر وبما أنك لم تتأكد فإنني قد أكذب غراب الحقيقة.! صاح الغول بغضب مستنكرا: - كيف تجرؤ ؟؟ أجاب جنزير بثقة : - حسنا إذا سنعود إلى هناك لتثبت لي صدق غراب الحقيقة، ما رأيك؟ أسرع الغول بطي خريطته وإعادتها إلى الحقيبة و أجاب الغول وهو يحمل فأسه ومطرقته على ظهره : - هيا بنا . ومضيا عائدين نحو مدينة الغول أو مدينة العنب . ***************************************** اهتزت أرض مدينة الغول بشدة ، وبدأ يظهر في الأفق رأس غول ضخم، لونه أخضر زيتي ، طويل الشعر، متين البنية ، عيناه مفتوحتان على آخرهما ، ويضع حلقا في شفته السفلى ، ويحمل فأسا هائلا ، والجانب الآخر من الفأس مطرقة، تقدم بثيابه الممزقة الرثة وهو يزأر بقوة مخيفة ، ارتعد أهالي مدينة الغول وألقوا ما بأيديهم وتناثروا يختبئون في منازلهم ، وقف الغول فوق الهضبة المطلة على المدينة وصاح بصوت هادر تردد في أرجاء المدينة كلها : - أيها السكان الحمقى ، لقد قتلتم الغول الصغير تابعي ، ووضعتم أنفسكم في مواجهة مميتة معي ، ستدفعون ثمن جرأتكم هذه غاليا . هب نسيم خفيف حمل معه ذرات من الغبار ، وصوتا يقول بهدوء: - ولكنني وحدي قمت بذلك . تلفت الغول الهائل بغضب نحو مصدر الصوت ليرى شخصا معتدل القوام ، يرتدي ثيابا واسعة حمراء ووشاحا وحذاء أسودين ويضع لثاما أخضرا على وجهه ، موصولا بربطة خضراء على جبهته ، وقبعة مفرودة الجوانب تغطي معظم رأسه ذي الشعر البني ، ويضع على جانبه الأيسر سيفا طويلا يكاد يلامس الأرض ، ينظر ببرود إلى الغول الهائل الغاضب برغم من أن حجمه لا يساوي عشر حجم الغول ، همس الغول بهدوء غاضب : - ما هذه الجرأة ؟؟ ثم صاح وهو يضرب الأرض بفأسه بغضب: - هل تعتقد أن الموت تحت فأسي شجاعة ؟؟ أجاب ذلك الشخص بهدوء مخيف : - أعتبره ضربا من الوهم . هتف الغول وهو ينقض بقوة نحو ذلك الشخص: - هل تتحداني أيها التافه ؟ وثب الشخص جانبا لتفادي ضربة الغول وانغرس فأس الغول في الأرض بقوة ، ولكن الغول الهائل سارع بانتزاعه من الأرض بسهولة ، وسدد ضربة جانبية نحو خصمه الذي قفز قفزة صغيرة إلى الخلف متفاديا الضربة ، وعاد سلاح الغول إلى الخلف وزمجر الغول بغضب وهو يحاول ضرب الخصم بمطرقته ، ولكن الأخير ضرب المطرقة بسيفه وقفز قفزة خفيفة فطار بعيدا عن الغول ووقف معتدلا دون أية مشاكل ، ثم اندفع نحو الغول يجري بقوة وهو يرفع سيفه على يمينه ، ضرب الغول الهائل ضربة قوية بمطرقته ولكن المهاجم انحرف جانبا لتفاديها ثم قفز عاليا وغرس سيفه عميقا في بطن الغول، وصرخ الغول بألم وغضب، ولكن السيف لم يخرج من ظهر الغول ، لأنه أمسك مهاجمه وسحبه مع سيفه ورماه أرضا وأسرع بضربة عنيفة نحوه بالمطرقة ، و ثار الغبار بشدة عند ضربته ،ثم هدأ الغبار و الغول يلهث و يضع يده على جرح بطنه و هو يقول : - أيها الوقح ، كدت تقتلني . و تلاشى الغبار من حول ضربة الغول ، ليظهر العدو واقفا فوق المطرقة مقطوعة العصا ، نظر الغول بدهشة وغضب إلى العصا ثم انقض بيديه الغليظتين نحو خصمه وهو يصرخ بغضب ووحشية ، ووثب الخصم عاليا ، والتقط الغول رأس سلاحه وسدد ضربة نحو عدوه الذي كان ينقض بسيفه بسرعة ، وأصابت الضربة سيف المهاجم ، وطار مع سيفه بقوة ولكنه سقط على كتفيه ليقلل من أثر الضربة،ثم نهض بسرعة وهو يحدق في الغول بغضب ، تبادل الاثنان نظرات الغضب والمقت بعض الوقت ، ثم جرى كل منهما بقوة نحو خصمه بسلاحه، وصاح الغول بقوة وأبرقت عيناه ببريق مخيف ووحشي ، وثار الغبار بشدة خلف خطواتهما المتسارعة ، وكال الغول ضربة عنيف تفاداها خصمه واثبا ، وسدد الأخير ضربة بسيفه نحو الغول ، ولكن الغول ضرب خصمه بيده الفارغة ليبعده ويضيع فرصته ، ونزل الخصم على الأرض ثانيا ركبتيه ولكن قوة الرمية أجبرته على السقوط أرضا على ظهره، وأسرع الغول ليستغل سقطة خصمه موجها ضربة من مطرقته الثقيلة ، ولكن الخصم دفع نفسه بيديه منزلقا نحو الغول و عندما اقترب من الغول وثب بقوة متفاديا المطرقة ، وسدد ضربة سريعة بسيفه ثم استقر أرضا ، وتراجع الغول وهو يطوي جسده حول يده القابضة على جرح عميق من كتفه الأيمن إلى جانبه الأيسر حصل عليه من ضربة خصمه الأخيرة ، وانقض الخصم بسرعة هائلة ليمر سيفه من بين يدي الغول مخترقا قلبه ، ولأن الغول ضخم فلم يخرج من ظهره إلا رأس السيف الدامي ، وجحظت عينا الغول وفتح فمه بصرخة متألمة عالية وتطايرت منه الدماء، وظل فمه مفتوحا فترة من الوقت ثم سقط ميتا ، وسحب قاتله السيف بسرعة أثناء سقوطه وابتعد جانبا ليترك جثة الغول الهائلة تسقط أمامه ، وبهدوئه المعهود قطعة رقعة من ثياب ضحيته ، نظف سيفه تماما ثم ألقى الخرقة أرضا وأعاد السيف إلى غمده ، ثم توجه نجو حافة الهضبة حيث توجد شجرة كبيرة ، قفز متسلقا وجلس على غصن وربط نفسه بحزام حول الغصن ، وأغلق عينيه بهدوء. ***************************************** نهاية البارت الثاني
__________________ تفضلوا بزيارة روايتي : الهارب |
#3
| ||
| ||
الرواية رائعة ومشوقة. كل الشخصيات رائعة. أسلوب رائع. موفق. |
#4
| ||
| ||
البارت الثالث : المواجهة الأولى مع الهارب ***************************************** تقدم جنزير وكسار بثبات وكانت العاصفة الترابية تهب، ولاح في الأفق ظل المدنيين المتجمهرين ، انعقد حاجبا جنزير وهو يهمس متعجبا : - هل يتجمهر هؤلاء حول جثة الغول كل يوم ؟؟ تقدم مع كسار نحو المدنيين المتجمهرين ، كانت الدهشة تعتريهم ، ويتهامسون فيما بينهم ، اخترق جنزير صفوفهم حتى وصل جثة الغول ، واتسعت عيناه بدهشة هائلة ، لقد كانت الجثة أضخم من أن يتصورها عقل عاقل ، تمتم بدهشة : - ما هذه الضخامة ؟ ثم تلفت باحثا عن دليل وهو يتابع : - هل فعلها ثانية ؟ وتوقف بجانب الجثة ، ورأى الخرقة التي مسح بها القاتل سيفه، أمسكها بيد مرتجفة وهو يهمس لنفسه بدهشة : - كيف فعل هذا؟؟ يا لقوته !! ، ولكن لماذا بقي هنا ؟؟ أو لماذا عاد؟ وقطع أفكاره صوت جلوس كسار الذي نظر إلى وجه الغول القتيل بترقب ، وعندما رأى وجهه ارتاح بشدة ، وقال بارتياح : - هذا جيد إنه ليس أخي. تلفت إليه جنزير بنظرة غاضبة ناقمة ، تراجع الغول قليلا في قلق ، تجاهله جنزير وهو ينهض ويجول ببصره في وجوه أهل القرية ويقول: - أيها السادة هل رأى أحدكم قاتل هذا الغول ؟ لم يجبه أحد وظل الجميع يتلفتون حول بعضهم ويتهامسون ، ويهز بعضهم كتفيه نفيا ، تلفت جنزير مجددا وهو يتساءل: - أين جثة الغول السابق ؟؟ أشار أحدهم بيد مرتجفة مترددة نحو قبره ، توجه جنزير إلى هناك وهو يقول : - هل تهاجم الغيلان هذه القرية بشكل دوري؟ ربما قاتل الغولين هو قاتل غيلان متخصص وليس مارق الهارب! وقف عند قبر الغول السابق وقرأ اللافتة: ( مع الشكر الجزيل لقاتله البطل الهارب مارق .) نهض و توجه بخطى ثابتة نحو عجوز القرية ، لم يتحرك العجوز من مكانه حتى أصبح جنزير على مقربة منه ، توقف وسأل باهتمام: - هل تهاجم الغيلان قريتكم بشكل اعتيادي ؟؟ أجاب العجوز بصوته المرهق : - اسمع يا بني ، لقد سبق وقلت لك أن هذا الغول استعبد القرية ثلاثين سنة وعندما قتل ، جاء زعيمه لينتقم منا . تساءل جنزير باهتمام وريبة: - وهل كان ذلك الغول هو الوحيد أم أن غولا آخر كان قبله ؟؟ أجاب العجوز بفورية : - هو نفسه منذ ثلاثين سنة . سأل جنزير : - وهل تعرف الهارب مارق ؟؟ صمت العجوز محاولا التذكر فتابع جنزير : - لقد كتبتم على اللوحة (مع الشكر الجزيل لقاتله البطل الهارب مارق) ماذا يعني هذا ؟ أجاب العجوز : - أنت من أخبرنا بهذا يا بني ، لقد ذكرت أن القاتل هو مارق الذي تبحث عنه ، وكنا نظن أن الغول الذي برفقتك هو زعيم ذلك الغول الهالك ، ولكن اتضح الآن لنا أن الغول الذي معك لا علاقة له بالأمر. تلفت جنزير بغضب إلى كسار وهو يقول : - هل عرفت الحقيقة الآن ؟؟ أجاب كسار بابتسامة غريبة لا تناسب الغيلان : - أجل لقد رأيت وجهه ولا يشبه أخي ! صاح جنزير بغضب : - أيها الأحمق هذا غول غير الذي قتل المرة السابقة . وأشار نحو قبر الغول المعني ، تقدم كسار بخطى مرتجفة نحو القبر وهو يقول مصدوما : - أخي . وقف جنزير بغضب أمامه وهو يقول : - وهذا ليس أخاك أيضا . تساءل كسار بصوت مرتجف : - وما أدراك أنت ؟ أجاب جنزير : - الغول صاحب القبر استعبد القرية ثلاثين سنة ، وهو هو لم يتغير. ثم تابع بشماتة : - وهذا يعكس مدى صدق غراب الحقيقة . صاح كسار بعبوس : - لا أسمح لك . صاح جنزير : - ها هو الدليل أمامك . تبادل الاثنان نظرات الغضب والمقت ، وفجأة ظهر غول من بين الصخور محدثا بعض الضجة وهو يزيح الصخور ، لم يكن غليظا كالآخرين ، كان وجهه ودودا ومرحا ويهز رأسه يمينا ويسارا وهو يردد ألحانا كانت لتكون عذبة بصوت غير صوته، وكان نحيفا نسبيا وبطول كسار ، تلفت جنزير إليه متجاهلا نظرات كسار فأمسكه كسار من وجهه ولفه نحوه وهو ينظر بغضب ، وقطع هذا الصمت صراخ أحد الأهالي : - غول آخر جاء لينتقم ، اهربوا ااااااااا وهنا قفز مارق بقوة من بين الأشجار واستقر أرضا ولمح جنزير فابتسم بشماتة من خلف لثامه وهو يقول : - من هنا أيضا؟ رجل آخر من الجيش ؟ وتلفت جنزير بسرعة نحوه و ولكن مارق لم يكترث واستل سيفه وهو يتوجه نحو الغول المرح ويقول بثقة : - ماذا تنوي أن تفعل أيها الغول الذي يغني هناك؟ تلفت الغول المرح بابتسامة وهو يجيب: - أنا ؟ هل أعجبك صوتي ؟ أجاب مارق : - كلا ، لماذا جئت ؟ هل أنت بصدد الانتقام ؟ ردد الغول على نفسه العبارة بدهشة قبل أن يجيب بمرح : - كلا ، فلحسن الحظ لم يقتل لي صديق أو قريب ، أنا أمر فقط لزيارة عائلتي . أعاد مارق سيفه إلى غمده واستدار عائدا ، تلفت الغول حوله ثم صاح فجأة : - أخي كسار . تلفت كسار بغضب وعبوس و فور رؤيته لوجه ذلك الغول تبدل وجهه إلى السعادة وهو يهتف : - عابس . وركض الأخوان نحو بعضهما في شوق ، وتعانقا بشدة ، وفجأة صاح جنزير : - أنت هناك ، توقف . تلفت الغولان إلى جنزير الغاضب الذي لم يكن يهتف بهما ، لم يستمع له مارق فصاح بتوتر : - أنت يا من يرتدي الأحمر والأسود ، توقف لدي سؤال. تلفت مارق بهدوء إلى جنزير ثم قال بسخرية هادئة : - ألم تعرفني بعد يا رجل جيش الظلم ؟ كم كان تدريبك سيئا . ألقى جنزير نظرة خاطفة على مارق وعلى سيفه الطويل ، كان وفق الوصف تماما ، صمت لحظة من دهشته ثم همس لنفسه : - وأخيرا وجدتك . ثم اعتدل واستعاد تركيزه بسرعة مدهشة وهو يقول بثقة: - اسمه جيش العدالة أولا ، وثانيا تدريبي لم يكن سيئا فلم يكن يجب أن أتسرع وأتهم رجلا يدير ظهره ، هذا ليس أخلاقيا. جاء جواب مارق الساخر: - وأصبحت لكم أخلاق أيضا. حل جنزير اثنتين من سلاسله وهو يقول : - أيا كان قولك ، سلم نفسك ولا تدفعني إلى معاملتك بعنف ، وإذا سلمت نفسك فسيكون هذا الأمر في الاعتبار أثناء محاكمتك. تساءل مارق : - ولماذا أسلم نفسي ؟ ما الخطأ الذي فعلته ؟ أجاب جنزير: - أنا أفضل مقاتل لدى جيش العدالة ، والتعليمات معي بالقبض عليك لأنك مجرم خطير هارب من الأسر . أجاب مارق : - ما نوع جريمتي ؟ أجاب جنزير : - الهروب من الأسر كاف ، كما أنها التعليمات . رد مارق : - ولكنني لم أدخل السجن من قبل . لوح جنزير بسلسلتيه في الهواء على جانبيه وهو يقول: - كفاك كلاما الآن ، سلم أو سأقبض عليك . رد مارق : - إذن افعل ذلك بشرف. تساءل جنزير بغضب : - ماذا تعني ؟ أجاب مارق : - ليس قتالا شريفا أن أقاتل ثلاثة بمفردي. تلفت جنزير إلى الغولين الأخوين وقال آمرا: - أنتما لا علاقة لكما بالأمر ، واضح ؟ هز الغولان رأسيهما فالتفت جنزير إلى مارق وهو يقول : - والآن حصلت على شرف القتال الذي تنشده . ودون مقدمات قفز مارق إلى الأعلى ، وتبعته سلسلتا جنزير وضرب مارق سلسلة بسيفه ، وتابع ضربته ليضرب السلسلة الأخرى ، ولكن السلاسل لم تبتعد ، لقد كانت كل منهما مربوطة بثقل جعلهما تلتفان بقوة حول سيف مارق ، وسارع مارق بالانقضاض على جنزير من الهواء وهو يلف حول محور سيفه مما أدى إلى تكون لفات أخرى من السلسلتين حول السيف بسرعة ، ما جعلها ترتخي حول سيفه ، وفورا سحب مارق سيفه ونزل أرضا ، واخذ يجري نحو جنزير الذي ضم سلسلتيه إلى يده اليسرى فاشتبكتا ببعضهما خلف مارق ، وسحبهما نحوه بقوة محاولا عرقلة مارق من الخلف، وبالفعل تعرقل مارق ، ولكنه استعاد توازنه بشقلبة بارعة وقذف أثناءها مسننات حادة على شكل نجوم نحو جنزير حتى لا ينتبه لها وتابع تقدمه نحو جنزير ، ولكن جنزير أبعد المسننات بضربة من سلسلة قصيرة بيده اليمنى باستهتار ثم لوح سلسلتيه اللتان بيده اليسرى محاولا ضرب مارق بهما ولكن مارق قفز متفاديا ، واستمر جنزير بالتلويح بالسلسلتين مع لفهما حول يده ليجمعهما ويحاول ضرب مارق الذي تفادى أربع ضربات سريعة متتالية ، ووصل مارق مسافة مناسبة من جنزير فقفز في الهواء و انقض بسيفه نحو جنزير الذي قفز جانبا متفاديا الضربة ولم يكد مارق يستقر على الأرض حتى فوجئ بسلسلة مربوط بها سكين وثقل تنقض نحوه ، وبشكل غريزي سارع بضرب السلسة من الثقل ليبعدها ، وكان هذا ما أراده جنزير تماما ، فأرسل موجة سريعة وعنيفة في السلسلة وعندما وصلت الموجة إلى الثقل التف عائدا ليلف السلسلة نحو قدمي مارق ، وسارع بسحبها لتحكم التفافها حول قدمي مارق وتسقطه أرضا ، وفورا انقضت سلسلة أخرى بثقل أكبر نحو مارق الذي تدحرج أرضا لتفاديها ، ثم غرس سيفه في الأرض مقاوما سحب جنزير له وأسرع بلف الثقل بالعكس ليحل ربطته البسيطة ثم ركلها نحو جنزير الذي تلقفها بكل سهولة وسارع بقذف سلسلتيه مجددا نحو مارق الذي وثب متفاديا ، واستقر على الأرض قريبا من جنزير وهو يفجر قنبلة دخان عند قدمي جنزير ، وقفز ليسدد ضربته من الأعلى، ولكن جنزير نظر إلى الأسفل حيث الدخان قليل ليرى قدمي مارق ويعرف تحركه ولاحظ قفزة مارق ، فاستدار نحوه و أمسك سيفه بقوة بيده الملفوفة بسلسلة قوية ، فاستدار مارق بسرعة مذهلة ليركل جنزير في وجهه ويسحب سيفه ويثب مبتعدا عن جنزير الذي ظل واقفا في مكانه بتوازن بالرغم من قوة ركلة مارق، ووقف مارق على مسافة من جنزير وهو يهمس لنفسه بتعب : - ما هذه الورطة ؟ لم أتصور أن تورطني سلسلة! وأمسك جنزير سلسلتين بيد واحدة ولفهما بقوة كالمروحة مبددا الدخان وهو يهتف بثقة وقوة : - لننتهي من هذا سريعا ، ستأخذ العدالة حقها منك يا مارق. قال مارق بسخرية : - عدالة ؟؟ وفورا انطلقت سلسلتا جنزير نحو مارق ، ووثب مارق متفاديا ورفع جنزير يده لأعلى بسرعة كبيرة فارتفعت السلسلتان نحو مارق ، ونجحت إحداهما في الالتفاف حول قدمه اليسرى ، ولم يضع جنزير زمنا يقاس ، وسحب السلسلة بقوة لتلتف بإحكام أكثر ولوح بالسلسلة وبمارق بقوة ولكنه لم يتمكن من لف مارق أكثر من أربعة لفات ، لأن مارقا دار حول محور قدمه عكس اتجاه السلسلة فانحلت عقدتها البسيطة ، وارتمى بعيدا ليقف على قدميه ، كان الدوار يعصف به بشدة وآلمته قدماه كثيرا وكانتا لا تزلان متأثرتين من سقوطه أثناء قتال الغول ولكنه تحامل على نفسه وظل واقفا ، ولكن جنزير لم يكن لضيع وقته ، وقذف سلسلة مربوطة بقفل نحو مارق ، وانحنى مارق متفاديا السلسلة ، ولكنه لمن ينتبه للسلسلة الأخرى التي نجحت في الالتفاف حول عنقه وسحبها جنزير بقوة لتلتف بإحكام ، ثم أغلق القفل السلسلة حول عنق مارق الذي اختنق بشدة ، وسحبه جنزير نحوه بقوة ، فنزل على ركبته وغرس سيفه في الأرض محاولا مقاومة جنزير فصاح جنزير بغضب: - كم أكره مقاومة اللحظة الأخيرة . وسحب السلسلة بقوة مباغتة وهو يجذبها إلى الأعلى فانتزع مارق من مكانه بقوة وأخذ يلوح به في الهواء ودارت الدنيا في عيني مارق ولم يعد يرى بوضوح ولكنه استوعب أنه يدفع نحو الشجرة، وانهمرت ثمار الشجرة أوراقها من قوة الضربة ، وانغرس مارق في جذعها قليلا ولكنه حمى وجهه من هذه الضربة بذراعه الأيمن في اللحظة الأخيرة و رغم ذلك كان الدم يسيل على جانب رأسه ، أسرع بانتزاع أحد نجومه المسننة وغرسها في القفل بسرعة وأسرع جنزير بسحب السلسلة لتفادي ذلك ولكن مارق نجح في فك القفل وعادت السلسلة إلى جنزير فارغة، ثم قذف قنبلة من الدخان ووثب من على الهضبة نحو شجرة في الأسفل ، نظر جنزير بحسرة وغضب إلى سلسلته الفارغة ثم صاح بغضب : - أيها الجبان . أخرج مارق رأسه من خلف حافة الهضبة وهو يقول : - لست جبانا ، ولكنني الطريدة ومن حقي أن أهرب . واختفى بسرعة ، تقلصت يد جنزير بقوة على سلسلته وهو يقول بغضب: - ستأخذ العدالة حق الناس منك . ثم صاح بقوة غاضبة وهو يلكم الأرض بقبضته التي حطمت السلسلة التي يمسك بها: - لن تهرب إلى الأبد . ***************************************** طرق جنزير آخر مسمار في لوحة عليها رسم لمارق وهو ملثم وتحتها ( أي معلومة عنه = 10000 قطعة ذهبية ، يجب الحذر منه وعدم محاولة إمساكه لأنه خطير وقاتل ) وهكذا ثُبت الإعلان على عدد من الأماكن في مدينة العنب وسط نظرات السكان الناقمة والحاقدة، ثم تلفت عائدا ، وفوجئ بكسار يقف خلفه وهو يقول بعبوسه المعتاد : - أنا وأخي عائدان إلى القرية ، هل ستأتي معنا ؟ نظر إليه جنزير بغضب وهو يقول : - وماذا أفعل هناك ؟ أجاب كسار بآلية : - يقول أخي أن معداتك ناقصة ، وقد تجد ما يكملها في قريتنا فعندنا حداد ماهر . تساءل جنزير بغضب أيضا : - وماذا ينقصني؟ لقد كدت أقبض على مارق . أجابه صوت عابس المرح : - هذا ما تظنه . حدق فيه جنزير بغضب فتابع بنفس روحه : - لقد كان مارق منهكا من معركته السابقة ولهذا كدت تتمكن منه . نظر إليه جنزير بغضب وهو يقول : - هل تعرفه من قبل ؟ أجاب عابس : - كلا ، ولكن قتل غول بذلك الحجم ليس سهلا ، ومن المؤكد أنه عمل متعب جدا ، ومن المؤكد أن قاتله سيصاب إصابة بليغة. نظر إليه جنزير بغضب فتابع بغضب مماثل: - ما بك إنه بحجم عشرة من مارق أو أكثر. بدا جنزير غير مقتنع فتابع عابس بلهجة دعائية : - وعلى كل حال فحداد قريتنا لديه أدوات قتالية رائعة ومن المؤكد أن تعجبك إحداها ، وربما تساعدك في إحكام قبضتك على مارق كي لا يهرب منك ثانية . أجاب جنزير وقد اعترته الحسرة لذكر هروب مارق منه : - حسنا ، أين قريتكم ؟ أشار الغول إلى الهضبة وهو يجيب : - في الناحية الثانية من الهضبة ، ليست بعيدة. هز جنزير رأسه موافقا ، وتوجه معهما إلى قرية الغيلان. ***************************************** وقف طفل صغير في العاشرة في تلك القاعة المظلمة ، التي تحوي عشرين أسدا ، كان زيه يشبه مارق كثيرا إلا أن سيفه على ظهره ولا يضع شيئا على وجهه أو رأسه ، ملامحه عديمة الفحوى تائهة ويائسة ، و تقدم أسد يزأر نحوه فتمتم في حزن : - هل علي حقا فعل ذلك . تزايدت زمجرة الأسود المتقدمة نحوه ، وضع يده على مقبض سيفه وهو يقول بتوتر: - يبدو أنه لا خيار . وانقض أسد نحوه بقوة ولكنه تمدد فورا مقطوع الرقبة ، قال بتوتر وخوف ويده ترتجف حول مقبض سيفه: - لا تدفعوني إلى المزيد ،أرجوكم. ولكن لغته ليست مفهومة لدى أسود جائعة ، فانقضت نحوه مزمجرة بغضب ولعابها يتطاير حول أفواهها ومن حول أنيابها المكشرة ، ولم يكن أمامه إلا الهجوم بسيفه و تطايرت الدماء في كل مكان ، وبكل قوة . ***************************************** نهاية البارت الثالث ، أتمنى لكم قراءة ماتعة خلال نهاية الأسبوع سأنشغل قليلا خلال اليوم و يوم الغد ز1 ، البارت الرابع سينزل يوم السبت بإذن الله (:5
__________________ تفضلوا بزيارة روايتي : الهارب |
#5
| ||
| ||
رواية جميلة أحسنت |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية { لا شي أفضل من الصداقة } مدرسية كوميدية مغامرات | ELIOT | روايات و قصص الانمي | 40 | 10-12-2017 02:33 PM |
حب الحياة ~ رومنسي ~ مغامرات ~ خيال ~ كوميديا ~ | Sekai | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 88 | 03-09-2014 03:09 PM |
رواية انمي من تاليفي خطييييييرة اللي ما راح يدخل رايح يفوت نص عمره رومانسية مدرسية مغامرات | nweizy | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 30 | 05-23-2013 10:50 PM |
رواية الامير الهارب | فنو دلع | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 12 | 01-10-2011 01:37 PM |