عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الاقسام الخاصة > مدونات الأعضاء

مدونات الأعضاء دفتر يوميات الأعضاء خاص بالعضو ذاته ولا يحق لأي عضو الرد أو التعقيب قسم يسمح للأعضاء بإضافة تدويناتهم اليومية الخاصة لمشاركتها مع مئات الآلاف من الاعضاء والزوار يومياً .. مدونات - مدونة

Like Tree852Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #681  
قديم 01-25-2017, 07:12 PM
 
ورد في سورة الكهف قصة لسيدنا موسى مع العبد الصالح الذي يلقب بالخضر ، فما هي تلك القصة ؟ إليك عزيزي القارئ التفاصيل

كان موسى خطيباً في بني إسرائيل مذكراً لهم بأيام الله فسئل : أي الناس أعلم؟ قال : أنا ، فعتب الله عليه و أوحى إليه أن لها عبداً بمجمع البحرين في عدن ، فقال موسى : يا رب ، كيف يكون لي بهفقال : تأخذ معك حوتاً و فتجعله في مكتل ، و حيث فقدت الحوت فهو هناك

فانطلق مع فتى حتى إذا اتيا بصخرة و ناما ، فعاد الحوت حياً و و سقط في البحر متخذاً سرباً و أمسك الله عن الحوت جرية الماء ، و في اليوم التالي ، تابع موسى السير مع فتاه ، حتى إذا تبعا قال آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا تعباً و نصبا، و لما هم أن يقدم الفتى الغداء تذكر ما كان من امر الحوت و أنه قد تسرب إلى الماء و كان البحر للحوت سرباً و لموسى و فتاه عجباً ، فعادا إلى مكان الصخرة فوجدا رجلاً مغطى بالثياب ، سلم عليه موسى ، و قال له الخضر : و إني بأرضك السلام ، ثم قال : أنا موسى بني إسرائيل ، أتستك لتعلمني ما علمت رشداً فاجابه بأنه لن يستطيع معه صبراً ، و قال له : يا موسى ، إنني على علم من الله علمنيه لا تعلمه أنت و انت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا

أظهر له موسى بعد ذلك استعداداً لالتزام الطاعة و الصبر ، و شرط عليه الخضر أن لا يسأله عن شيء حتى يخبره ، فانطلق الإثنان يمشيان على ساحل البحر ، فمرت سفينة فحملوهما بغير اجر لمعرفتهم الخضر

تفاجأ موسى بخلع الخضر لوحة من السفينة بالقدوم ، فاعترض موسى بأنه عرض السفينة للغرق ، فقام الخضر بتذكيره بالعهد بان لا يسأله شيئا ، اعتذر له موسى عما بدر منه من نسيان ، و جاء عصفور على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر : ما علمني و علمك من علم الله إلامثل ما نقض هذا العصفور من هذا البحر

خرج موسى و الخضر من السفينة و مشيا على الساحل فوجد الخضر غلاماً يلعب مع الغلمان فقتله، فتعجب موسى من ذلك و أنكر فعلته إنكاراً شديداً، فعاد الخضر و ذكره بالعهد و اعتذر منه موسى مرة أخرى

انطلق الإثنان و استكملا مسيرتهما إلى أن أتيا قرية ، فأبوا ضيافتهما و وجدا جداراً آيلاً إلى السقوط فأقامه الخضر ، فقال له موسى : لو طلبت أجراً على عملك هذا ، ففارقه ثم أخبره عن أسباب الحوادث الثلاث فقال له

عندما قمت بتعييب السفينة فقد كان ذلك إنقاذاً لها من غضب ملك ظالم يغتصب كل سفينة صالحة جيدة، فكان في ظاهر عملي الفساد رغم ان في باطنه الرحمة ، و أما قتل الغلام فقد كان حفظاً لدين والديه الصالحين من انحرافه و كفره و طغيانه ، خشية من ميلهما إليه بدافع حب الابن ، و ان الله سيعوضهما خيراً منه أما عن إعادة بناء الجدار ، فأردت ان أحافظ في ذلك على كنز ليتيمين صغيرين من أب صالح و أصل كريم ،ليستخرجاه عندما يبلغا أشدهما

و من ثم اعلن الخضر لموسى أنه لم يفعل ذلك بعلمه و لا برأيه ، و إنما كان ذلك بعلم الله و إلهامه
__________________
  #682  
قديم 01-25-2017, 07:13 PM
 
لقاء يوسف مع والده


ذاع صيت يوسف عليه السلام بين الناس و الشعوب ، و البلاد ، و ذات مرة ،قال يعقوب (والد يوسف عليه السلام ) لابنائه بأن يقصدوا العزيز بمصر نظراً لما حل بهم من قحط و جدب ، فأمرهم بأن يذهبوا إليه جميعاً عدا أخاهم بنيامين ليستأنس به في وحدته

ذهب أبناؤ يعقوب العشرة إلى يوسف عليه السلام ، و استأذنوا يوسف بالدخول فأذن لهم ، عرف يوسف إخوته رغم أنهم لم يعرفوه ، فأحسن ضيافتهم و أكرمهم أمر غلمانه بأن يوفر لهم الكيل و أن يردوا لهم أموالاً يدسوها في رحالهم ، و قال موسى لإخوته : إني سأجهزكم بجهازكم و سأضاعف لكم إكرامكم إن عدتم لي مرة أخرى إن جاؤوا و معهم أخوهم ، و قال لهم بأن لا يأتوا أو يقربوا إن لم يحضروا أخاهم معهم

و قد جاء ذلك في الآيات الكريمة التالية من سورة يوسف
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)

وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ۚ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)

فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)

قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)

وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)

عاد إخوة يوسف إلى أبيهم و أخبروهم بطلب الملك ، فأذن لهم على مضد و كره و أرسل معهم اخاهم بنيامين ، مشرطاً عليهم بأن يعودوا به سالما إلا إن حصل معهم مكروه غير محسوب

عاد إخوة يوسف جميعهم فأكرمهم يوسف و جلس معهم في وقت الغداء ، و أخبرهم بأن ينزل كل اثنين منهم بيتاً من بيوته ، و بما أن بنيامين كان وحيداً ، فقال له يوسف بأن ينزل معه

بعد أن أخذ يوسف بنيامين معه ، اخبره بقصته و أنه أخوه ، بعد ذلك جهز يوسف إخوته بجهازهم و امر غلمانه بأن يدسوا السقاية في رحل أخيه بنيامين ، و عندما أرادوا الخروج ، ناد مناد بإخوة يوسف أنهم سارقون ، فتعجبوا من ذلك و نكروه ، فقال المنادي بأنه إن وجد السقاية في رحل احدهم فسأخذه أسيراً عنده ، بدأ المفتشون بتفتيش رحالهم إلى أن انتهوا ببنيامين فوجدوا السقاية في رحله

كلم إخوة يوسف العزيز طالبين منه أن يأخذ أي واحد منهم بدلاً من بنيامين لكنه لم يلبي لهم مبتغاهم و يئسوا من ذلك ، تشاور إخوة يوسف فيما بينهم فقال لهم أحدهم بأنكم قد قطعتم عهداً على أبيكم و بقي بأرض مصر و لم يعد مع إخوته، و عندما وصلوا إلى أبيهم قصوا عليه ما حدث

جاء الحديث عن ذلك في الآيات الكريمة التالية
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)

قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)

قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)

قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)

قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)

قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)

فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)

قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا ۖ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)

قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)

قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ ۖ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)

ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)

وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)

قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)

عاد بعد تلك الحادثة إخوة يوسف إليه في مصر مرة ثالثة ، و في هذه المرة ، أعلن يوسف لإخوته عن نفسه و أخبره بأنه أخوهم و عفا عنهم و ترفع عن إساءتهم، و أعطاهم قميصه ليعطوه لأبيهم حاملين في البشرى له و ليرد له بصره ، و في المرة الرابعة التي عاد فيها إخوة يوسف إلى مصر كان معهم أبوهم
جاء لقاؤه لهم في الآيات التالية
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)

قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)

قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)

قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91)

قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)

اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)

وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)

قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95)

فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)

قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97)

قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)

فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
__________________
  #683  
قديم 01-25-2017, 07:14 PM
 
قصة يوسف عليه السلام

كان لسيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام إثنا عشر ولداً من الذكور ،و من هؤلاء الأولاد سيدنا يوسف و أخوه بنيامين، كان يوسف عليه السلام حسن الخلقة جميل الوجه و الصورة، و قد كان له عند والده مكانة و محبة خاصة ، مما جعل ذلك سبباً في حقد إخوته عليه و غيرتهم

عندما كان يوسف عليه السلام في السابعة عشرة من عمره ، رأى في المنام أن أحد عشر كوكباً و الشمس و القمر قد سجدوا له ، أخبر سيدنا يوسف والده بحلمه هذا إلا أن الوالد أمره بأن لا يخبر إخوته بتلك الرؤيا رغم أن يعقوب قد سر منها سروراً عظيماً

كان أولاد يعقوب دائماً يغتاظون من حب أبيهم ليوسف و إيثاره له ، و لذلك ، قام الإخوة جميعهم بالتآمر فيما بينهم لقتل يوسف و إلقائه في أرض بعيدة، و لتنفيذ المؤامرة هذه ، قرروا أن يطلبوا من أبيهم اخذ يوسف في رحلة ، أحس يعقوب بشيء من الخوف و المؤامرة على يوسف ، فقال لأولاده بأنه يخشى أن يأكله ذئب و إخوته في غفلة من أمرهم ، إلا أنهم ردوا على والدهم بجواب مقنع جاء في الآية الكريمة (لئن اكله الذئب و نحن عصبة إنا إذا لخاسرون ) ، و بعد ذلك أخذوه و ذهبوا به و أجمعوا على إلقائه في البئر

عاد بعد ذلك إخوة يوسف في المساء إلى والدهم مدعين أن الذئب قد أكل يوسف ، و قد جاءوا بدم كاذب على قميصه ليقنعوا والدهم بذلك ، أحس يعقوب بمؤامرتهم لكنه صبر لذلك و احتسب

كانت البئر التي ألقي فيها يوسف قليلة الماء ، و مرت بتلك البئر قافلة فأرسلوا واردهم ليحضر لهم دلواً من الماء ، و ما إن أدلاه تعلق به يوسف ، فاستبشر به الرجل و اتفق هو و جماعته بأن يأخذوا يوسف و يتخذوه عبدا و غلاماً يبيعونه بمصر ، أسرت القافلة يوسف و خبؤوه إلى أن وصلوا إلى مصر فعرضوه للبيع و باعوه بثمن بخس و زهيد و قد جاء وصف ذلك كله في سورة يوسف بالآيات التالية إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)

وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)

لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)

إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)

اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)

قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)

قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)

أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)

قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)

وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)

قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)

وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18)

وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)

وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)

__________________
  #684  
قديم 01-25-2017, 07:15 PM
 
لكل نبي من أنبياء الله حكاية ، سردها لنا القرآن ، وتحدث عنها النبي صل الله عليه وسلم ، فكانت كل قصة عاشها نبي من أنبياء الله بمثابة حكمة نأخذ منها العبرة ، ونتوارى بها عن الضجر من حكم الله ، فنجد فيها المعاناة التي عاشها هؤلاء الأنبياء في السبيل للدعوة لعبادة الله وترك الأصنام ، وكان من بينهم نبي الله يوسف عليه السلام ، الذي كان من أجمل مخلوقات الله على الأرض ، فقد طرح الله في جماله بركة واسعاً ، فكان جمال الناس كلهم في كفة ، وجمال يوسف عليه السلام في كفة أخرى ، ومنذ صغره كان والده نبي الله يعقوب يشعر بأن لابنه يوسف عليه السلام شأنا عظيماً من شأنه أن يرفعه مكانة عالياً ، فكان يحبه حباً شديداً دون عن أخوته الذين أصابهم الغل بسبب حب يعقوب ليوسف ، وبقوا كذلك ، حتى جاء ذلك اليوم الذي سولت لإخوته أنفسهم بأن يفرطوا في يوسف ، ويلقوه في الصحراء ليجده أيما شخص ، ويتبناه أو يتخذه خادماً ، ومرت الأيام ، وارتفع شأن النبي يوسف عليه السلام بعد أن وجده العزيز ، وبقي في ملكه خادما ، إلى أن راودته امرأة العزيز عن نفسه ، وبقي هو محافظاً على سيده ، ولم يتبع هواها ، فكان جزاؤه أن عرف سيده بالأمر فألقاه في السجن ، ليخرج بعدها نبياً من أنبياء الله الصالحين ، ووليا مباركا من أولياء الأرض المباركين ، ورغم كل هذه المعاناة ، إلا أنه بقى محافظاً على عقيدته التي اعتز بها ، حتى أصبحت مثالاً لحياة كريمة لم يفرط في أي ركن فيها .


يوسف عليه السلام الذي كان أجمل مخلوق على الأرض لم يكن يهوى أو يحب ، وكان كل أمله أن يرفعه الله مكانة عالية ، وأن يحفظه من كيد النساء اللواتي أضعنه في صغره ، إلا أنه وبعد فترة من الزمن عثر على إحدى الخادمات اللواتي كن يخدمنه في بيت أبيه ، وكانت طفلة مثله ، فبث الله حب يوسف في قلبها ، وبقي يكبر ويكبر ، حتى جاء الوقت الذي يرتبطا به ، فوجدها مازالت على حبه ، تهواه ولا تتمنى من الله غيره ، فتزوجها يوسف عليه السلام ، وبقيت في بيته أميرة في حياته ، ولم يفرط فيها أبداً .

وختاما فبرغم كل ما قيل عن نبي الله إلا أنه استطاع أن يكون مثالا لكل الرجال المخلصين على الأرض ، فالرجل ليس بجماله بقدر أدبه وحسن أخلاقه ، وهذا ما برهنه يوسف عليه السلام ، ولا بد لكل رجل أن يكون مثله بشكل أو بآخر .
__________________
  #685  
قديم 01-25-2017, 07:16 PM
 
مقدّمة
من رحمة الله تعالى بعباده أن أرسل اليهم الرسل لتوضيح أمور الرسالة لهم ومن ثمّ إعطائهم الخيار في الطريق الذي سيسلكونه، وحتى يقيم عليهم الحجة يوم القيامة ويوم الحساب، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الرسل وخاتمهم وأرسله الله تعالى للعالم أجمع، وقد امتاز صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق قبل البعثة وبعدها، والحديث عن سيرته صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى مجلدات، وكلّ جوانب حياته علينا الاقتداء بها سواء في نشر الدعوة أو الحياة الاجتماعيّة والأسريّة نجد فيها الإضاءات التي ترشدنا للخير في كل شيء، وهنا سنسلّط الضوء على زوجاته صلى الله عليه وسلم.


زواج النبي صلى الله عليه وسلم
قد تزوج عليه الصلاة والسلام 13 مرّة، بحيث اجتمع 9 من نسائه مع بعضهم في نفس الفترة، وكان هذا التعداد الكبير بالزوجات وضع خاص له صلى الله عليه وسلم، ففي كل مرة كان يزوج فيها كان ذلك لأسباب ودوافع متعددة، وقد حظيت زوجات النبي عليه الصلاة والسلام بمنزلة أمهات المؤمنين، وهي من أشرف وأطهر المنازل التي من الممكن أن تحظى بها أي أنثى على وجه الأرض، فقد عملن كمرشدات وموجهات لمساعدة زوجهن عليه الصلاة والسلام في رفع راية الإسلام عالياً ونشرها في جميع أنحاء العالم، وأسماء زوجاته صلى الله عليه وسلم بالترتيب كما يلي:

خديجة بنت خويلد بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر من كنانة من قريش، وقد كانت من أشراف قريش، وهي أولى زوجاته، فقد تزوجها عليه الصلاة والسلام قبل بعثته، وقد كانت هي أوّل من آمنت برسالته وصدقتها، وكان عمرها عندما تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعي عاماً حيث إنّها هي من خطبته لنفسها عندما شاهدت أمانته وصدقه ومباركة تجارتها، وقد أحبها صلى الله عليه وسلم كثيراً لدرجة أن عائشة رضي الله عنها كانت قد غارت منها حتى بعد وفاتها من شدّة حبّه صلى الله عليه وسلم لها واخلاصه لها.
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس من قريش، وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها عنها خوفاً عليها من أهلها وأقاربها لو عادت إليهم.
عائشة بنت أبي بكر الصديق.
حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن كعب من قريش، تزوّجها عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة.
زينب بنت خزيمة.
أم سلمة بنت زاد الركب.
زينب بنت جحش.
جويرية بنت الحارث.
أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشية.
صفية بنت حيي بن أخطب.
ميمونة بنت الحارث.
ريحانة بنت زيد.
ماريا القبطية (أم ابراهيم).
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:15 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011