عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree460Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 12-21-2017, 02:41 AM
 
حجز
__________________




رد مع اقتباس
  #102  
قديم 12-22-2017, 02:05 AM
 
حجز
__________________
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 12-25-2017, 08:18 PM
 
هلا حبيبتي ورود
اتمنى امورك تمشي بخير
البارت روعة و اسلوب سهل و مفهوم

ربطتي شخصيتك بهايريت مال شهر عشرة ..اتصور

حلوة القصة ، و ظهر لهايريت جانب اخر حلو

تسلمي ، ما عندي انتقاد كبير ة و لا ملاحظة كببرة

لكن في شي، حسيت قضبة انتقالها من زمن لزمن ما توضحت بالبداية
و حتى قصة رابطة ذكرياتها بالبعد ما بينت بسرعة

ما بترف، تدريج حلو لكن احس غموض في الربط ازيد من اللزوم


معلك استمتعت بجد بالنهاية السعيدة ههههههه

ديورين likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 12-30-2017, 06:56 PM
 
^^

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك وردوش عساك بخير
وووهووو...أخييرا ديسمبر
لقد انتظرته طويلا... لكن ، لكن ، لكن عااا..
م فهمت شيء
غير أن هايريت له دور هنا
" ما الحبُّ إلّاَ كذبة"
لغز لافينيا تشوقت لارى ابداعك وردة
و كما عهدتك لم تخيتيني
فتاة مسكينة ضحية طمع و قلوب غافلة و بالنهاية
تم ثم ظهر فارس شجاع ليوقظها
الحبكة كذا فهمتها

-ديسمبر ، به قد تجمَّدت المشاعر...و تيَّقظ الجهلُ إثرَ ندم-
مدخل رائع و مشوق حقاَ
و بكلماتك العذبة ازداد روعة حب7
ثم بعد ذلك دخلت المتاهات عبر سطورك..
صراحة اللحظة اكتب دون استيعاب
هل الاحداث عبارة عن قفزات عبر ذكريات؟
اللحظات قبل ظهور الدوامة و سبب تأخر هايريت ثم لحاقها به...
و قبل ذلك ذكرياتها عنه جميل
ثم ما بعد اللقاء و الانطلاق لحل اللغز
"الحب ليس إلاَّ كذبة"
غفت على طاولة المقهى لتستيقظ بغرفة الجلوس.. بداية موفقة لمغامرة غريبة ^^ .
ثم ذكرى الارجوحة و الهاتف خ
" للأسف، لا شيء مميَّز بهاتفك ."
ماذا؟، هل فتحت هاتفها يا ولد!
هكذا ربتك ماما كروس ؟ سوف اخبرها

" كيفَ تجرؤ هايريت ..؟! من أذنَ لك بكسر كلمة الدخول و التجسس علي "
لا داعي للغضب حسابه عند كروس
ثم هنا ما قاله هايريت
" أنتِ لم تتلمَّسي قلوباً هي أهم من نفسك لقلبك ..أليس كذلك؟!..كل نظرك كان مصبوب نحو قلبك أنتِ فلم تكوني تفهمين من يحادثك و ما خطبه و ما همه....و إن ربح جهلك بقلوبهم ستخدعين، كما خُدعتُ أنا و كما أخدع..."
" برد هذا الشهر ينتهي بعد أن يخلِّص سماؤه من الهموم و قلبنا من الحقد ..ألا تظنين هذا ..؟..فقط لتتلمسي القلوب من جديد..بعد أن تنتهي ثلوج هذا العام"
طلع حكيم هذا الفتى خ
كلام جميل اعجبني ^_^
ثم
"سيكونُ كلَّ شيء كأحلامٍ وردية ، لا توقظك منها إلاَّ تعاليمَ القلوب.."

ايييه كلا اخر اعجبني فاقتبسته
ثم هذه الجزئية
" ما يهمني هو جوهر ليون أكثر من منظره ..."

ضحك ضحكةً بسيطة ثمَّ قال بوجهٍ مازح
" هذا هو المتوقع منكِ، لكن ..هل تظنين أنَّكِ تعرفينَ جوهري ؟.."

شعرت بالبعد تلقائياً و المسافةُ تتسع ..
. ، تتَّسع...
ثم تتسِّع...
عااا اظنه اكثر جزء مدهش ،كان مميزا و متناسقا مع
ما قاله هايريت ايضا
ثم ما تلى ذلك من ذكريات و أحداث ..
كل شي كان مدهشا .. و بقايا حياة هايريت الاكشنية ظهرت كذلك
ثم الخاتمة و فهمها المتأخر لتلميحات هايريت و الموقف العفوي الجميل بالختام ^^
و كسؤال اعتراضي..."هل مررت و لافينيا و هايريت ، أنتِ و كل قارئ للفصل
لنصل استنتاج"لافينيا انسي حب ليون و اعترفي لهايريت"أنا أحبك"؟؟!!"
او تباَ عمري ما أفهم
ختاما بحق..
الفصل جميل حقا .. لكن لم اعرف ماذا اكتب حيث لا قلب و لا مخ تفاعل
ردي غير جيد لشيء بذا الروعة أعرف ^^
لكن لا يعني أنه ما كتبته ابداع حب7
ديسمبر ختام السنة .. و كان فصلك مسك الختام
استمتعت بكل كلمة حقا
تقبلي مروري
هل أقول الى لقاء و هناك فصل ختامي؟
أو وداعا للاسطورة فأحسنتم و في انتظار جديدكم ؟
ديورين
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 01-31-2018, 09:18 PM
 




.




.
.


إبداع متناثر وقلم يفيض رونقا
كريستال


الفصل الأخير

قطرة تهاوت من اللامكان انقسم صداها في ذلك الفراغ الأسود، قطرة، تلتها أخريات في نغمةٌ وتيرة. تنقشعُ الظُلمة رُويّدًا و انسكابِ لونٍ ذهبيّ من خلال الجدران، يتساقط كشلالات مائية رفيعة لامعة، فاض النور بتلك الرقعة الظلماء و على إثر ذلك يظهر لك الجسدُ الطافي فوق بركةٍ من إبريزْ. أتراني الآن؟ أنا الموشّح بالذّهب، بشرتي السمراء المنثور عليها غبارٌ برّاق، أحداقي العسلية، و شعريَ المُتوهّجُ كوليدِ الشّمس.

أنظرُ إلى البركة الذّهبية، إنّي أراهم، الإثنا عشر.

تكّت الساعة المنحوتة في السّقف، أُطالعها و فيَّ حنينٌ لصوتها الرتيب، إنها الواحدة تمامًا. كل شيءٍ يبدأ من واحد.. لطالما كان الأمر كذلك..



سمانثا، الجميلة الملعونة. كانت شديدةَ الامتنان لفرارها من مُطاردها ذاكَ، عاملُ بناءٍ سلبته لُبّه بجمالها حتى بلغَ حد الرّغبة في التّملك. عندما رأيتها شعرتُ أنها تُشبهني، عالقةٌ بين دهاليز و أبوابٍ لا مُتناهية، تظن أنها بحاجةٍ لأن تهربَ وحسب و ستسلمْ و لكن إلى متى يا صغيرتي الشقراء؟ سمانثا اقتحمت مصيرها و لأوّل مرّة واجهته ببسالة، احتضنت انعكاسها و أرست سلامًا داخليًا و نفسها. اليومَ أراها تتمشى في حديقة قصرهم الفسيحة، تسقي وُرودها الحمراء. مشت عائدة لداخل المنزل و هي تُدندنُ لحنًا شجيًا عندما استوقفها الوميض الذي وقع على عينيها لوهلة أثناء عبورها. عادت خطوة للوراء ليعود الضوء و يضرب عينيها مُجدّدًا فالتفتت عنه، انزاحت جانبًا لترى من أين مصدره لتكتشفَ أنه نور الشمس المُنعكس على المرآة في الرّواق، تفحّصت الجدار تبحث عن مسقطه حتى بلغت السقف أين استقبلتها حُزمة الضوء التي شكّلت رقم واحد يونانيّ.





صاعقةٌ زرقاء تفجّر هزيمها في الآفاق المحجوبة بتكدُّساتٍ من الُّسحُبِ الرّمادية، تلك جوين و هي تُحطّمُ قفصها و تنطلقُ نحو حُرّيتها. ليسَ ذنبُكَ أنك مُختلف، بل إنه لمن حظّك الوافر أنك كذلك! وجدتُها نافذة الصبر، كانت شديدة الانفعال في عديد المواقف لكنها جوين في النّهاية و هي أدركت جوهرها ذاكْ. مُتشعبة، مُتحرّرة، و نابضة كشرارةٍ زرقاء أبت أن تنضب. كانت تجلسُ قُبالة رئيسها بالقرب من نافذة مقهى بسيط تُطّل على شارعٍ قليل الازدحام. الجو كان ماطرًا في الخارج و دوّى الهزيم من حينٍ لآخر. توقفّت عن تحريك مشروب الكاكاو بقشّتها و جحدت هالفن بعينين ضائقتين ردًا لشيء تمتم به في سبيل إغاضتها، لكن تعابيرها انشرحت عندما رأته يبتسم ثم يضحك بخفّة.

انشغل هو بتفقد هاتفه لفترة لتصّب اهتمامها على كتابها الثخين ذاك.. بعض العادات لا تتغير أبدًا.

مع تقليبها للصفحة التالية، تركت القشّة تبتعد عن شفتيها و هي تفتحُ فمها بشيء من الصّدمة و البهجة في آن، رقمُ اثنانِ يونانيّ أُدمغ به شهرُ فبراير مُزخرف. توسّعت ابتسامتها و عادت لترتشف من مشروبها بمسّرة.






بُقعةُ الظّلام، يا رفيقتي الأزلية. عندما بدأت أتعرف على بيتر شككتُ للحظة.. لرُبما وجوده في هذه الحلقة كان لأنه عايش الظُلمة مِثلي. بيتر تعلّم أن أسرَه لم يكن نوعًا من التّعذيب بقدر ما كان درعًا يحتمي به. قد تستقبلُك الهُوّة العميقة، تغمُرك بينما تسقُط فيها، تزدادُ اِسودَادًا و في نهاية الانحدار يُباغتُ عينيكَ وميضُ ساطع. لأن النّهاية لا تعني الظّلامَ دائمًا..

كان يُمشّط شعر حِصانه الأسمر بموّدة بينما يقف وسط السّهب المُنبسط خُضرة، نسائم لطيفة عبثت بشعره الدّاكن و هو يتناول ثمرة تُفاح ليُطعمها للحصان. ابتسم بيتر عندما التهمها في قضمة واحدة و أتى له بأخرى، مدّ كفّه و تقدّم الخيلُ ينفخُ بمسرّة قبل أن يُخيّبه صاحبه الذي سحب يده بعيدًا و تمعّن في التّفاحة الحمراء، كانت قشرتها تحمل رقمًا مألوفًا جدًا، ثلاثة، مارِس.. عبر شبحُ ابتسامة على شفتيه ثم قدّم التفاحة للحصان.





أبريلْ أيها التائه في أُحادية رمادية، آتني أقصّ عليكَ عقودًا من السّواد. عندما اضمحلَت الأطياف السبعة من عينيّ كلوفر وايت إثر إصابتها بعمى الألوان رأيتُ في هذه السيّدة اليائسة شذرة خلاص، شيءٌ يشُدُّني إلى سكبِ الألوانِ ذاك. كلوفر ذاقت ويلَ الفقد، بصرٌ و سمعٌ و لِسانْ، و أهل. كانت تجسيدي البائس على الأرض. و من خضمِ الاحتضار أبصرتُها تولدُ من جديد. صبيّةً يانعة كأوراق البرسيم النّضرة.

و هي تستلقي في إغماضةٍ حالمة مُتأملة فوق أريكة طويلة في تلك الغرفة بيضاءِ الجدران على عكس السّقف الذي احتوى لوحة لأبولون بثوبه الفضفاض ذي الثّنايا المنحوتة بعناية، و زخمٌ من الألوان يُحيطُ به، تهدّلت يد كلوفر إلى الأسفل آبيةً أن تُفلتَ فرشاة الرّسم، كانت مَغموسةً في لونٍ أخضرَ بهيّ، انزلقَ السائل الدبق رويدًا و تساقط على الأرضية الخشبية. تمعّنتُ فيها و هي ترمشُ قُبالة شعاعِ الشّمس الذي زحف على وجهها ثم تفتحُ عينيها البُنيتين. تحرّكت و نظرت ليدِها و قد تلوثّت بأثر الطلاء ثم إلى مسقط الضوء على الأرض، أبريل ارتسم هُناك و رقم أربعة يُصاحبه، ابتسمت ملأ شدقيها ثم عادت لتنفض بجسدها النحيل على الأريكة و هي ترفع ذراعيها لأعلى بحماس. حدّقت باللون الذي يلوّث كفّها برهة قبل أن تُحيد بؤبؤيها بشكل طفيف لتُناظر اللوحة على السّقف.





صِفرْ، لا وُجودَ لكَ، أنتَ كأنا، كِلانا معدومْ.

زيرو علِق في التاسع عشر من مايو، لا الأيام تمضي و لا هو يمضي. اليوم نفسه تناسخ و عاشه من أكثر من زاوية، لم يكن أمامه خيارْ سوى أن يكسر لعنة مايو أو تكسره.. في تلك المواقف و أنا أراقب زيرو كُنتُ مُشبعًا بالفضول لأعرف ما خُطوته التالية، حسنًا استغرق وقتًا طويلا ليُدركَ قطعة الأحجية المَفقودة، لكنّه فعلها في النهاية. حطّم قيوده و مضى.

تدحرجت الكرة على العُشب الأخضر، تطاير نداها لامعًا تحت أضواء الملعب و ومضات عدسات التصوير، يخترق، يُناور، يتجاوزُ المُدافعين بمهارة و الكرة تأبى أن تُفارق قدمه. لا يُبصر أمامه سوى المرمى.. يُسدّد.. و كرته تسكُن قلبَ الشّباك! رفرفَ اسمُ هيرو على ظهرِ قميصه و هو يركضُ مُحتفلًا بهدفه قبل أن يحومَ حوله بقية اللاعبين. رفعَ رأسه للجمهور الذي قام يُهلل بصخب هو الآخر، ثم إلى يومي الذي كان يقفز يهز قبضتاه عاليًا. و هناك فوق يومي مباشرة لمحَ إحدى كاشفات الملعب العملاقة، كان نصف مصابيحها مُحترقًا، أما الأخرى المضيئة فقد كانت مصفوفة بقرب بعضها لتُشكّل رقم خمسة يونانيّ.






لستُ من يُحدّد مُجريات اللعبة، قد يظنون أن هُناكَ مُتحكّمًا يصيغُ القوانين التي تُناسبه لكل لعبة، حسنًا يوجد لكنه ليسَ أنا، بل هُم.

و كان على ذئبة القمر القُرمزيّ أن تتجرّع الاحتضار كما تجرّعته كل ضحاياها. سكارليت توصلّت للحقيقة الكُبرى و هي أن الموت.. لا يعني الخسارة. لأنك حالما تُبصر النور لا يهم كم انغمستَ في الخطيئة. فأنتَ وجدتَ سبيلَ الخلاص و مضيتَ فيه بكل شجاعة و رضى. و لكم كان من المُمتع مراقبة مجرى الأحداث تتشعب عندما اندمج كونُها و كونُ لوانسي، لقاؤهما كان محتومًا و مهما طال الزّمان و تمدّد فكان لابد لهُما أن يقفا جنبًا إلى جنب، وجهًا لوجه و الماضي. لوانسي المسخُ الذي أمضى حياته ضجِرًا من بني الانسان وجدَ نفسه في موقفِ مُنقذٍ للبشرية، لتُسقط روحه الهائمة مرساتها أخيرًا و قد بلغت وجهتها المنشودة.



كانا يقفان أعلى برج "N seoul " يتمعنان بالسماء النيلية الهادئة، سكار مستندة على الشرفة و هواءٌ باردُ يعبثُ بشعرها القاني، أما لوانسي فرابضٌ على الحافة برشاقة قط لا يخشى السقوط. اكتفيا بالبقاء ساكنين و التّأمل، من حولهم كانت هناك حركة خفيفة من حين لآخر لثُنائيات يأتون لتعليق أقفال على سياج الشرفة ثم يلقون المفتاح من على ذلك الارتفاع. لم يكونا ليهتما لولا أن اقترب منهما رجل قصير يعرضُ عليهما شراء قُفل، لم يتوقعا أن تمتد يدُ كل منهما لتأخذ واحدًا، عندما أمعنا فيهما لاحظا الرقمين اليونانين، ستة لدى سكار و سبعة في القفل الذي بيد لوانسي. رفعا رأسيهما لينظرا لبعض، سكارليت ضحكت و عبر شبحُ ابتسامة على وجه لوانسي. شبكا القفلين معًا و علّقاهما على سياج الشرفة، بينما يلمعُ عبر ظلمة الليل مفتاحان رُميا ليُحلّقا بعيدًا.





أوليفار كان جامحَ الخيال، كأي صبيّ في سنّه أو رُبما أشدّ بدرجة. انتزعَ قسرًا تلك الذكرى التي عليها احتضن روح أخيه ليفار في داخله و رغم أنه اثنينِ في جسدٍ واحد لكنه لم يعرف يومًا أيهم يكون. ألا يا أوليفار متى تنوي مُجابهة ماضيك، لأن الحياة ليست بتلك البشاشة لتُوضّح لنا سبب جلافتها فقُم مُقتحمًا مُتقبّلا الحقيقة.

كان أوليفار أشهلُ العينينِ يفترشُ العُشبَ النديّ تحتَ ظل شجرة فارعة عندما ذرت الريح ورقة من أحد الفروع و أسقطتها على أنفه لتُغطي أغلب وجهه، انتزعها مُجفلا و بعد إمعان تفطّن لرقم ثمانية المُتشكل من تداخل عروق النبتة. ابتسم و تركَ الورقة تُحلّق و النّسيم.





أن يموتَ والدُك بما أطلقوا عليه الاحتراق الذاتي، و توجدَ والدتك مقتولة بما يسمى التشريح الفضائي ثُم تُمضي أغلب حياتك في دوامة من الأسئلة التي لا جواب لها إلى أن يأتي يومٌ و تلتقط إشارة من الفضاء الخارجي، تظن أن النور سيسلّط أخيرًا على الحقيقة، لكن ينتهي بك الأمر متهمًا بالقتل و التدمير. أراهن أن ماجوند كان أكثر شخص من الإثنا عشر تقبّلا لوجوده في البُعد المُظلم، تصرّف بهدوء تام و تقبّل، فبعد كل ما عاشه في حياته لم يكن ذلك ليشكل محور غرابة له.

عندما جلس و المهاتا، ذلك العجوز الذي بدا و كأنه يستقرأ دواخل ماجوند و هذا ما لم يحبه هذا الأخير، لكنه في النهاية اقتنع. ما قاله المهاتا أضاء كفتيل شمعة داخل عقلي..

" أنت شيٌء أكيد، ألست شيء رغم كل شيء ,أنت أكيٌد لأنك موجود و تتحدث معي، هذا اللباس الذي أرتديه هو شيء أكيد، الحياة شيٌء أكيد و إلا لكنا أموات أو حالمين، الكون بكل ما فيه هو شيٌء أكيد سواء رأيته أو لم تره ,الحب و الشر و الخير و الكره كلها أشياء أكيدة , الشيء الوحيد غير المؤكد هو الشيء الذي لا يحدث و لا يكون و لن يكون "

ماجوند اليوم في معمله كالعادة يواصل العمل بدأب، كان يقف أسفل التلسكوب العملاق يتفحص الفضاء عندما انتبه لصفّ النجوم ذاك، لم يكن أحد التشكيلات النجمية المألوفة لكنه عرفه من فوره عندما ارتبطت النجوم بخيوط ضوئية لوهلة قبل أن تختفي مخلفة أثرًا شبحيًا لرقم تسعة يوناني





تخيّل أن تُصبحَ أكثر شيء تكرهه على وجه الأرض؟ ذاك كان حالُ هايريت. أمكر مُخترق أنظمة عُرف في هذا الزّمان بموسكو، يرتدي الآن زيّ رئيس الشرطة.. جعلني ذلك أتساءل ماذا كنتُ لأكون لو كنتُ مكانه! العدم رُبما..

كان موقنا أن منحى حياته هو الأمثل له، أن يعيشَ فوقَ القانون لأن هذا الأخير غدر به. أنَّ لا مكان للبياض في واقعه الأسود. لكنه و رغم كل العثرات التي واجهته تمكن أخيرًا من فهم المغزى الحقيقيّ لأن تكون فوقَ كل شيء و تفعل ما تريد بالطريقة المُناسبة. و لعل الصّبر كان من أهم الدّروس التي تعلّمها، و أن الحياة بظُلمتها قد يشُقّها خط ضوء رفيع.

كان في مقرّه كالمُعتاد، الإضاءة الوحيدة هي شاشة الحواسيب حوله، عندما ورده اتّصال من شخص لا يستطيع إنكار شوقه له، فتح الخط و صوتُ لافينا الحاني يُلقي عليه التّحية..





تشاز أوريفيل، أعظمُ موسيقار سيشهده العالم. تشاز في داخله كان كئيبًا لكن بهجته لم تكن يومًا مُفبركة. احتاج فقط للتصالح و إخلاف والدته لوعدها.

كان فريقه الخاص بالإعداد لحفله الكبير في حالة اهتياج و قد حاصروه لليوم الثاني هذا الأسبوع في صالون بيته الفاخر، مُبدين غضبهم في تلكؤه في بدأ الأشغال و كل ما يرُد به كعُذر هو "أنا أنتظر إشارة" مُحرّكًا أصابعه الرفيعة في الهواء في حركة ذات مغزى روحي. و ليُهدّئهم و لو قليلا ادّعى أنه سيدخل مكتبه و يجلس لبعض الوقت و سيفكر في الأمر، تذمرّوا لكنهم تركوه يفعل ما يريد.

دخل تشاز المكتب ذي الأثاث الأحمر و جلس إلى البيانو الكبير الذي يتوسّطه، أسفرَ عن تنهيدة ثقيلة و إصبعه تنقر أحد المفاتيح. مضت عليه ربع ساعة هناك عندما طُرق عليه الباب و أطل عليه رأس المديرة التنفيذية و خلفها يتصاعدُ صوتُ العاملين الغاضب. لكن صاحب الشعر الأحمر تجاهلها و حسب و استمر بنقر نفس المفتاح في نغمٍ رتيب مُتكرّر.

حسنًا أظن أن الوقت قد حان لجعله يتوقف عن تعذيب هؤلاء المساكين. توقف عندما لمح النقش الذي ظهر فجأة على النوتة التي استمر في نقرها، رقمُ أحد عشر يوناني أسود زيّن مفتاح البيانو.

قفز من مكانه و صرخَ كالمسعور: " ها هي ذي. ها هي! و أخيرًا حصلتُ على إشارة! أسرعي جوانا يجبُ أن نبدأ حالًا غدًا لدينا حفلُ كبير نُقيمه! "

تجرعت جوانا ريقها و قد جحظت عيناها في صدمة: " غدًا..!



لافينا من ناحية أخرى قدرها كان مُتشابكًا و قدر هايريت و إن لم تَلحظ. فترة تبرعُم الحُب كلّفتها بقية حياتها، قلبٌ مشروخ، يُتم، و أخٌ لا يكفُّ عن تكليفها ذنبًا لا تَطيق عليه. لكن وجودُ هايريت بطريقة ما أراها االصّواب، كلّ منهما علّم الآخر منطقًا في الحياة حتى يتمكنا من تجاوزها معًا.

بعدما اجتهدت في تليين علاقتها بشقيقها و إعادة المياه لمجراها. كانت الآن مستلقية على بطنها فوق سريرها الكبير، في غرفتها القديمة. و بينما هي تُحدّثه مُبشرّة إياه بعودتها مُذكّرة إياه أن يستعد جيدًا لاستقبالها بحفاوة بينما ردّ هو بأن ضحك ساخرًا، اعتذرت له فجأة عندما وردها بريدٌ الكتروني إلى حاسوبها المحمول المفتوح قبالتها و ما أثارها بخصوصه كون عنوانه اختصر على رقم فقط، رقم مرتبطٌ بها بشكل خاص، ديسمبر الشهرُ الثاني عشر.

فتحت الرسالة المُسجلة ليظهر لها ذو الشعر الأحمر، يستحيلُ أن تُخطئه بعد كل هذا

" لافينا!"

صاحَ تشاز و هو في قمّة حماسه، هذا الشاب حتمًا يُعاني من فرط الحركة، عندما سمعت نفس الصوت من خِلال هاتفها و هو ينادي باسم "هايريت" و يضيف عليه عزيزي، ارتفع حاجبها بلا طوع.

تلخّصت رسالة تشاز في دعوتهما إلى حفله الموسيقي الذي سيُقام سهرة الغد و طبعا في بريطانيا. ابتسمت لذلك و أيضًا ضحكت لتذمّر هايريت الذي لا يزال على الخط، قالت: " يبدو أنك أنت من ستأتي إليّ هذه المرّة " و استمتعت بالضحك عليه.





قطرة..

يبدو أن وقتي نفذَ، عجيب.. و أنا الذي ظننتُني سأمكثُ هُنا أبد الدّهر، لو كان الزّوالُ يعني حرّيتي فأنا راضٍ بل و مُتلهّفٌ لذلك. أرغبُ في لقائهم لكنني لو فعلتْ لن يكونوا إثنا عشر. فتعالَ إليّ يا شُعاع الشّمس، لنكُن واحدًا من جديد.



~

رمش بعضهم و الآخرون تلفّتوا حولهم و هُناك من بقيَ ساكنًا بلا تعابير و كأنه على عكس البقية كان يتوقّع أن هذا سيحصل مُجدّدًا، الوقوع في البُعد مرّة أخرى.. هايريت شتم تحت أنفاسه و نكس زيرو جبينه في كفّه، الفتيات ضحكن و شاركهن كل من تشاز و أوليفار، لوانسي تثاءب بصخب و هو يُمدّدُ ذراعيه أما ماجوند فكان صاحب الوجه الجامد كالمُعتاد، حتى بيتر و ابتسم عندما لكزته كلوفر الصغيرة بمرفقها.

عدا أن البُعد هذه المرة كان مُغايرًا تماما لسابقه، إنه مُضيء، بتدرجاتٍ غسقية برّاقة. مُلتفين في دائرة واسعة و لا موطئ لأقدامهم في هذا الفراغ الزّاهي، رغم ذلك لم يُخالجهم شعور بالطفو في الهواء.

الأحاديث تفجّرت دون مُقدّمات

تشاز أعلن: " يُستحسنُ أن تُصفقوا لي بحرارة أنا لم أقم بدعوتكم لتتسمروا كالتماثيل، لقد جهزّت لكم ملصقات و شعارات لترفعوها و تُهلّلوا لي!! حالما نعود سأخبر جوانا أن تسلّمها لكم و تشرح لكم التفاصيل. لا تتصرفوا كالحمقى و تُحرجوني حسنا! "

" لازلتُ أتمنى لو أن تلك الرّصاصة أتت في مُنتصف رأسك " صارحه هايريت بتعبير قاتل

بينما صاح أوليفار: " في الواقع فكّرت في الأمر و خطر لي أن أرسم لك لوحة.."

أخرج ورقة مطوية من جيبه و فتحها أمام الجميع، كانت هناك لحظة صمت مُطبق قبل أن يعم الضّحك و تنتشر القهقهات العالية، لوانسي سقط حرفيا أرضًا و هو يتلوى من الضحك، قال ساخرًا و الدموع عالقة بأطراف عينيه:

" تشاز يا رأس الدّجاجة، أما أوليفار فأنت حقًا فنان عظيم "

شاركته جوين الرأي و هي تُبعثر شعر الصبيّ الصغير.

كانت رسمة أولي مُبتدئة و لكن اللافت فيها هو طريقة رسمه لشعر تشاز و الذي بدا شبيها جدًا بتاج الدجاج.

" يبدو أن الجميع بخير.. أنا سعيدة لذلك " نطقت سمانثا أخيرًا و رسمت ابتسامة عذبة على وجهها الذي ازداد جمالا و قد انعكست سكينتها الداخلية عليه

" نحنُ نبذلُ ما بوسعنا، أوتينا فرصة و آمل أننا نجحنا في استغلالها.." قالت سكارليت


أضاف لوانسي عنها: " أيًا كان ما يُخبئه لنا المُستقبل فنحنُ مستعدان لمُواجهته "

علّق زيرو: " سكار احرصِ على إبقاء المُجمّد مليئًا بالسّمك المُقدد في حال فقد السيطرة "
لوى لوانسي شفتيه بينما ضحكت هي و قالت بينما تنظر بعيني القط الذي أمامها: " أفضل من أن أستخدم مُسدّسي.. تُعجبني هذه الفكرة "

" صدّقيني أنا أكثر" و لم يستطع لوانسي منع نفسه من الابتسام. بينما ضحك الجميع.


تنحنحَ هايريت و أمسك بكتف تشاز الذي كان بجانبه: " أنت تقف في المكان الخطأ. فلنتبادل "
و سحبه دون تردد ليُبعده فقد كان يقف بينه و بين لافينا، أمسك بيدها بينما غربل شعره بأصابعه و أعلن مسيطرًا على ارتباكه ببراعة:

" أمم، نحنُ أيضًا نُخطط لنمضي في هذه الحياة معًا "



شعرت لافينا أن روحها تُسحب بعيدًا عن جسدها و زحفت الحُمرة إلى خدّيها، لم تتوقع أن يقوم بأمر جريء و يعلن عن علاقتهما هكذا

" عليكم أن تقدّسوا هذه الرابطة، فالحُب لا يؤتى أيًا كان. "



ماجوند تحدّث بكلماته القليلة فكانت هُناك برهة صمت أخرى عُنوانها الصّدمة. قبل أن يكسرها أوليفار و هو يفتح ذراعيه في الهواء بكل براءة: " أنا أحبكم جميعًا. "

مجرد ذلك جعلهم يبتسمون باتساع.


قال تشاز بعُجالة: " حسنًا هل نذهبُ الآن! لديّ حفل يجب أن أقيمه كما تعلمون! "

بيتر سأل بهدوء: " هو لن يأتي صحيح "

هزّت كلوفر رأسها: " لا أظن "

أضافت جوين: " كُنت أوّد لقائه، أردتُ سؤاله لمَ أنا، لمَ نحنُ بالذات؟ "

قال زيرو: " أشعرُ أنه حتى هو سيعجز عن الإجابة"

عصرت لافينا يد هايريت بين أصابعها و اعترفت: " أردتُ فقط أن أشكره "

و أخيرًا تحدّث تشاز بصوتٍ عميق: " سننساهُ حالما نخرجُ من هُنا و سنقول أنها يدُ القدر. أنا حقًا حقًا مُمتن لسقوطي في تلك الدّوامة المجنونة"

همهمَ بعضهم بضحكة و شاركوه جميعا الرأيّ " و أنا كذلك "



~



كانت القاعة باذخة بستائر ذهبية و ثريات كبيرة تعلّقت من السّقف الذي حوى ثلاث قُبب زجاجية سمحت بإظهار قطع من السماء الليلية. انتشر الحضور بثيابهم الفاخرة حول طاولات مستديرة و كراسٍ ذاتِ أفرشة حمراء قانية و زيّنت باقاتُ الورود الفواحة جوانب و أعمدة القاعة. انقسم الأحد عشر على طاولتين متجاورتين، بينما آخرهم يظهر من خلف السّتار مع انخفاض الإنارة و تسليطها عليه.

انحنى تشاز أوريفيل لضيوفه قبل أن يلتفتَ إلى قطعة البيانو الثمينة التي تتوسّط المسرح، جلس على الكرسي و عدّل أكمامه، أغمض عينيه و لمسَ المفاتيح. أخذ نفسًا ليسلبهم أنفاسهم حالما بدأ العزف.

تم و الحمد لله ~




كحم، السّلام عليكم يا قوم
بالأول عدم وجود التنسيق مخيّب، و قسم قهر )'×
ثانيا، هاهو الفصل أخيرًا، نعم اقتلوني أنا استحق ._.
كنت ناوية أحضر مثل حفل ختامي لكن نص الصور لي كنت مجمعتهم طارو بسبب موقع الرفع فقلت أصبر لبين ما يتصلح )×
هذا كل شيء،، دمتم بخير



.

التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-08-2018 الساعة 10:26 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:09 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011