عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree242Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #66  
قديم 11-24-2017, 01:48 PM
 

صبرا شباب
انا بانتظار شبشب ثلجي ملون من سنو او ناري من فاير
Florisa likes this.
__________________


اريقاتو وسام سنباي



وَإِذَا سَئِمْتَ مِنَ (الوُجُودِ) لِبُرْهَةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْــوَاوِ) الْكَئِـيبَةِ (سِيـنَـا)


وَإِذَا تَــعِبْتَ مِنَ (الصُّـــعُودِ) لِقِــمَّةٍ ** فَـاجْـعَـلْ مِنَ (الْعَيـنِ) الْبَئِيسَةِ (مِــيـمَا)





صلوا على النبي
رد مع اقتباس
  #67  
قديم 11-24-2017, 05:28 PM
 
.
















.



"



الفصل السادس


في ديجورٍ ضيق يكبت على انفاسها وسلاسل تقيد روحها ؛ هذا المكان الذي تُرمى إليه عندما تفقد وعيها ويتم الاستحواذ على جسدها بحيث روحها تصبح مقيدة اسيرة إلى ان يخرج الطيف من جسدها وفي رأسها كثير من التساؤلات واكثرها - ماذا حدث معها ؟! -
الوضع لها يؤكد بأن هناك من يحتل مكانها ، فكرت ملياً من يكون قد سيطر على جسدها !
وصلت إلى الاجابة حين تذكرت هرولة طيف والدته نحوها لتغتنم فرصة فقدانها وعيها ..
ذبلت عينيها بيأس ؛ لا بد وانه مع والدته الان ولا يعرف طريقة اخراجها ، وحتى إن عَلم الطريقة فـ على الارجح لن يفعلها ...لن يفقد روح والدته مرةً أخرى .
ظنت بأن مكوثها في الظلام سيكون طويلاً جداً ولكن قد فاجئها انبلاج الضوء من الاعلى وتمزيق الظلام " هل قام بلمسي ! "


فتحت عيناها بتعب لتتلقى ضوء المصباح المشع المتدلي من السقف ؛ رفعت أناملها تلامس الضماد حول رأسها وهذا ما جعلها تتأكد بأنها عادت لوعيها وجسدها وعلى ما يبدو قد تأذى من سقوطها السابق ؛ أخذت تحملق فيما حولها تتفحص مكان وجودها وأتضح لها بأنها في غرفتها الجديدة التي عرفها عليها تيم سابقاً ..
ثبت نظرها على ذاك الكائن الذي يجثو على الأرض بجانب سريرها مسنداً نصف جسده العلوي براحة على السرير ويحتضن يدها وكأنه طفلٌ صغير يتشبث بذراع والدته كي لا تذهب لمكان ما وتتركه !
نظرت إليه وادركت كيف خرجت والدته منها بسبب تشبثه بها ولمسها ؛ تأسفت على حظه الذي يجعل الأرواح تنفر منه وتتلاشى ! أي شخص آخر غيره لن تعره الأرواح اهتماماً .. ما السر فيه ؟!
نطقت بعد صمت طويل

" رجل القوانين .. هل انت بخير ؟ "
كان السؤال غباءً منها فـ الاصح ان يسألها هو ويقلق عليها لانها اذت رأسها بسببه وهي تلاحقه بينما لم يكن يصغي لها.
عقد حاجبيه متمتماً بكلام لم تفهمه ولكنها استطاعت استيعاب كلمة " امي " من بين كلامه
فتح عينيه متعمقاً في النظر إلى عيناها حيث بدا له ان كل شيء عاد إلى طبيعته ، دحرج نظره بعيداً عنها بصمت وكأن في خلده خيبة من عدم تواجد والدته فيها !
بعثر شعره بتعكر مزاج وذهن مشوش

" هل انا من اصطدم رأسه أم انتي ؟!"
رفعت حاجبها بانزعاج " هل تسخر مني ! "
ظنت بأنه يسخر منها بسؤاله ذاك لأنها حين أيقظته طرحت سؤالاً تتفقد إن كان بخير ام لا ..
بينما هو كان تائهاً من الذي حدث عند سقوطها ، شعر بأن ظهور والدته بجسدها كان وهماً فقط او تخيلاً طرأ في ذهنه

نظر لها بعينان ناعستان وبنبرة ملل قائلاً
" اهلاً بعودتك "
رمشت في عينيها عدة مرات لتنطق ببطء محاولة الاستيعاب " عودتي ! .. أين كنت سابقاً ؟ "

كان هذا السؤال الذي أراد معرفته بحيرة ، نهض واقفاً بطوله امامها وهي تنظر له ببلاهة وبذات نفسها اكثر حيرة منه لأنها على الاقل لا تعرف ماذا حصل بعد وقوعها ...
" أنتِ لا تذكرين أي مما حدث امس ، صحيح ؟ "
راقبها وهي تشرد لثواني محاولة التذكر بينما هو يتمنى ان تقول بأنها لا تتذكر شيئاً ؛ لان ما حدث كان محرجاً بالنسبة له فـ البكاء في احضانها تصرف لم يكن يعيه ابداً ..
" بالطبع اتذكر .. انا لم أفقد ذاكرتي لقد كان مجرد اصطدام وغياب عن الوعي "
كان ردها كـ الصفعة بالنسبة له " سحقاً "
ابتلع ريقه بتوتر ثم قال " حسناً .. ما أخر حدثٍ تتذكريه قبل فقدانك للوعي ؟ "

" كنت احاول منعك من الخروج إلى المهمة واثناء ذلك انزلقت قدمي و.. لحظة ، لا تقل لي بأنك استغليت الفرصة وذهبت للمهمة انذاك ! "

ظل صامتاً يحدق بها ومن كلامها استنتج بأن لا علاقة بها بحديثه مع والدته طالما انها لم تأتي بذكر ذاك الحدث فتكلم أخيراً
" لا لم استطع الذهاب "

اطلقت تنهيدة براحة " هذا جيد "
انزلت قدميها عن السرير تعدل من جلستها وتحرك ذراعيها في الهواء بنشاط متجاهلة انظاره وشروده ولم تكن مستعدة لسؤاله الذي باغتها به
" لما حاولتي منعي من الذهاب ؟ انا احتاج إلى سيارة جديدة عوضاً عن السابقة التي تدمرت ؛ بالتأكيد لن تمطر السماء مالاً لأتدبر بها امري وامر المنزل لهذا إن لم اذهب لهذه المهمة فسيأتي غيرها "
على ما يبدو بأن تيم لم يكن ينتظر إجابتها لانه استداراً ليخرج وقد كان يقطع الامل لديها من محاولة منعها في المرة القادمة ولكن عندما يتعلق الامر بالمشاعر فـ إيليا لن تستطيع إخفاء شيء وهذا ما افصحت عنه عندما تكلمت بحزن
" لم استطع رؤيتها تبكي وتعاني وهي تراقبك عندما كنت تستعد للذهاب إما لتسرق او تخطف او تقتل ؛ ترتكب جرائم الناس بينما انت مكانك في مكان أرقى من هذا "

تجمدت الدماء في عروقه بصدمة من كلامها فالتفت قائلاً باستفهام " ماذا قلتِ ؟ "
انتبهت إلى نفسها في وقت متأخر فاستدركت الامر بسرعة وتوتر وهي تتمتم باحثة عن اي كلام في زوايا عقلها " امم انا .. كنت .. كنت اعني .. بأنني اعيش معك في ذات المنزل ولا اريد التعرض للخطر من قبل العصابات او الشرطة او غيرهم لكوني اعيش مع مجرم "

تنفست تلتقط انفاسها اخيراً لا تريد ان تفتح ابواب الخوف من استغلالها لرؤية والدته في كل مرة فحاولت ان تبعد نفسها عن هذه الدائرة وتضمن سلامتها فهي لا تستطيع الوثوق بأحد بسهولة وخاصةً إذا كانت ستعيش معه في نفس المنزل

أمالت رأسها قليلاً مكملة حديثها تحاول إقناعه

" لا تنسى بأنك لم تعد وحيداً "

تكلم اخيراً بعد ان لاحظ صمتها نهاية عن حديثها منتظرة قوله " أخبرتكِ سابقاً وسأقولها مجدداً عندما أكون خارج المنزل ابقي في هذه الغرفة ولا تخرجي منها حتى اعود وهكذا ستكونين بأمان "

وقفت بسرعة تحاول ان ترد له كلامه كي تقنعه بالتراجع عن عمله ذاك وقالت باستنكار
" ما بالك يارجل انا ايضاً لدي أعمالي ! أي لن ادخل المنزل إلا مساءاً "

كتف ذراعيه امام صدره وقد التوى جانب فمه بسخرية " ماذا عن العصابة التي تلاحقكِ يبدو انكِ نسيتي أمرها ، ستتمكن من اختطافك كما فعلت في المرات السابقة وانتي لم تأخذي حذركِ ابداً ولم تتعلمي الدرس فهل تريدين حقاً العودة إلى العمل والخروج من المنزل ؟ "

اخفضت نظرها نحو الأسفل بيأس تتجاهل نظراته المنتصرة في الحوار " لم اتكمن من الحصول على وظيفة وحتى المطعم الذي قبل ان اعمل نادلة فيه اخيراً لن استطيع الذهاب للعمل به "
جزمت قبضة يدها بضيق من الامر وهي تفكر بـ متى سينتهي كل هذا ! ارتخت اعصابها عندما شعرت بيده التي وضعها على رأسها مربتةً كي ترفع نظرها إليه
" ارغب بحمايتكِ فلا داعي للقلق من الخطر وانا هنا لردعه "
أعاد يده الى جيبيه والتفت هاماً بالذهاب قائلاً " تصرفي وكأنك في منزلكِ خذي راحتك
"


يبدو كشخص جيد حتى وإن كان يستعملني كورقته الرابحة لاستفزاز العصابة وزعيمهم ذاك
ولكن إيجابيات الوضع هو بأنني سأكون بأمان من الناس ومن الأرواح .. ولكن ما السر فيه حتى يكون ملجأي من الأرواح !!
هذا ما كانت تحدث به نفسها وهي ما زالت واقفة في مكانها شاردة في النظر إلى السلالم الفارغة حتى ذاك الباب
تحركت اخيراً مقررة بما أنها ستقيم معه هنا بدون عمل فعليها الاهتمام بالمنزل كـ رداً على جميل بقاءها وتحضير الطعام يومياً كـ أي ربة منزل

استمرت في العمل بتنظيف الغرفة ولم تلحظ مرور الوقت بأن الساعة اصبحت الثانية ظهراً
فقد استغرقت معظم الوقت بالبحث عن ادوات للتنظيف وجلب اغراضها للغرفة تنهدت بتعب ولكن رؤية الغرفة نظيفة واغراضها مرتبة في مكانها من ثياب وكتب كانت تحتويها حقيبتها وقد انتهت من تنظيمهم بأماكن مناسبة اشعرها بالراحة
توجهت بخطى بطيئة لتأخذ حماماً سريعاً ينعشها لتكمل ما عليها فعله.

بينما كان تيم بغرفته منشغلاً في حاسوبه و
صل إلى مسامعه صوت طرق على الباب فحول نظره إلى ساعة معصمه متسائلاً من قد يأتي بهذا الوقت ، نهض يسترق النظر من خلف ستائر النافذة ليرى فتاة ذات ضفائر سوداء طويلة تقف امام الباب بثياب شتوية انيقة ؛ فظهر على ملامحه الانزعاج " مالذي تفعله هذه الان ؟ "

اسرع بخروجه نزولاً إلى الطابق الثاني وهو يبحث في عينيه عن إيليا وخمن بأنها ما زالت في غرفتها
تنهد قبل ان يسحب مقبض الباب كاشفاً عن حضور جارته كما في كل مرة ..
وبالطبع قابلها تيم بملامحه الباردة بجمود كالمعتاد ولكنها لا تكف عن التقرب له والكشف عن ابتسامتها الدائمة له.
اندفعت له بابتهاج مزعج تلتصق بذراعه " مرحباً تيمي "
صادف موقفها هذا خروج آيليا من الحمام وهي تجفف شعرها القصير بالمنشفة ، لقد كان مظهرها جاذباً بطريقة ما وخاصةً عند تمرد بعد الخصلات المبللة على وجهها ولكنها ارخت يدها عن المنشفة بصدمة وهي ترى تيم وضيفته القريبة جداً منه امام الباب ، ما اثار انتباهها هو مناداتها له بـ " تيمي "
ظنت بأن هذا اسمه فهمست بنبرة متعجبة
" تيمي ! "
التفت لها ليلحظ وقوفها ومراقبتها لهم فـ تنحنح وابتعد عن تلك الضيفة التي فتحت فاهها بصدمة فور رؤيتها لـ إيليا وما لبثت إلا ان ظهرت ملامح الغضب والغيرة على وجهها وهي توجه حديثها نحو تيم وعيناها معلقة على إيليا
" لم أكن اعلم بأنك تطورت حتى اصبحت تجلب الفتيات إلى منزلك "

تجمدت إيليا بصدمة من تفكير هذه الفتاة وما قد يخطر في بالها من تخيلات عنهما فاستفسرت بضيق " عفواً مالذي تقصدينه ؟! "
كادت ان ترد عليها تلك الفتاة بوقاحة فقاطعها تيم ببرود " لا شأن لكِ بهذا .. جيما ، هذا منزلي وافعل به ما أشاء "

ضغطت على اسنانها بحقد وهي تنظر إلى إيليا
" من هي حتى تسلبك اهتمامك ؟ "

تدخلت إيليا قبل ان يفتح تيم فمه ويوقعها بمشاكل واحاديث الناس اكثر مما هي فيه
" لحظة جيما.. هذا اسمكِ صحيح ؟ يبدو بأن الامور قد اختلطت عليكِ وفهمتيها على نحو خاطئ ، انا ... "

قاطعها تيم بقوله ببرود " خادمتي "
توقف عقلها لثواني لتستنكر بعدم فهم
" ماذا قلت للتو ؟ "

اردف وهو يرافق جيما نحو الخارج برفق وهي بالتالي لم تفهم شيئاً وكأنه يقول اذهبي بلا مطرود
" انها خادمتي وتعيش معي ، اعمالي كثيرة هذه الايام شكراً على اهتمامك "
اغلق الباب خلفها دون ان ينتظر حتى كلامها او ردة فعلها والتفت نحو إيليا يصفق بيديه قائلاً

" انتهى الامر "
قلبت إيليا عينيها بضيق " لماذا تعاملت مع الأمر بهذا الشكل ؟ من يدري ماذا ستلفق من الإشاعات والاحاديث عني ؟ وانا حتى لا اعرفها ولا تعرفني ولكنها كرهتني الان "
اخذت نفساً تكمل ثرثرتها وانزعاجها " ولم تجد سوى قول خادمتي للتعريف عني ؟ "

رفع كتفيه بلا مبالاة قائلاً " لا يهم ، ولكن هذا ما خطر في رأسي اما الأهم هو بأن لا يعرف اي احد بأنكِ متورطة مع عصابة ما .. "
اكملاً مشيراً باصبعه نحوها بتحذير
" فلا تحاولي ان تشرحي لأحد من انتي وماذا تفعليه هنا او معرفتكِ برجل القوانين "
زفرت الهواء من رئتيها بانزعاج بينما هو توجه للجلوس في الصالة المواجهة للمطبخ بدون اي كلمة إضافية ، كادت ان تعود لغرفتها ولكنها توقفت لشعورها بالملل والجوع في آن واحد
فتوجهت نحو مكان جلوسه وهي تقلد الخادمات بسخرية " حسناً سيد تيمي ماذا تود ان تتناول على الغداء ؟ "
لم يستطع منع ظهور الابتسامة على شفتيه وهو في سره يضحك على طريقتها الرسمية الساخرة وظنها بأن تيمي اسمه غير عالمة انه ليس سوى دلع لاسم تيم ، أخذ دور السيد سريعاً ووضع ساق فوق الأخرى سارحاً في نظره بسقف الغرفة وكأنه يرى الاطباق طائرة في زواياه ويختار منها

تلفظ اخيراً بعد همهمات وقال " حبذا لو يكون هناك بعض الفطائر ونوع من الحساء الدافئ بجانبه "
ادار نظره إليها وأومئ برأسه قائلاً
" متشوق لتذوق ما ستصنعيه "
رفعت إحدى حاجبيها بتعجب " ممثل بارع ! "
ضربت التحية كـ جندي لرئيسه وليس كـ خادمة بطريقة مهرجة " حاضر سيدي تحلى بالصبر من فضلك قد يستغرق الامر بعض الوقت "
حرك يده وبحاجبين معقوداً " لا لا بأس اذهبي اذهبي "

" هكذا اصبحت تبالغ
"

تظاهر بأنه قد شرد عنها لأجزاء من الثانية ثم عاود النظر إليها قائلاً بتعجب " ما زلتي هنا ! "
" الرحمة يا إلهي "

توجهت نحو المطبخ تتأمل محتويات المطبخ ، فتحت الثلاجة تبحث عن البيض وباقي المكونات ثم عاودت البحث في الابواب والادراج السفلية باحثة عن أواني مناسبة ولقد كان ينقصها شيء واحد
فرفعت صوتها تسأل " تيمي أين أجد الطحين ؟ "
اجابها من مكانه في الصالة ونظره معلق على هاتفه
" قد تجدينه في الخزائن العلوية "
بالطبع بنظر لحجمها الصغير بسبب قصرها لن تصل إلى تلك الخزائن العليا

انحرف نظر تيم عن شاشة هاتفه ليراقبها بحذر وهي تتسلق المجلى لتقف فوقه حتى تصل إلى الخزائن ، فتحتهم واحداً تلو الأخر حتى وصلت إلى باب بعيد عنها وعن مسار المجلى الذي وصل لنهايته ، حاولت بصعوبة فتحه لتجد مرادها ولكنها لن تستطيع التقاطه ..
مدت يدها جاهدة نحوه ولكن هناك ذراع طويلة قد التقطت كيس الطحين قبلها ، رمشت عينيها بغير استعاب لكيفية استطاعته لالتقاط الطحين وهو رافع قدميه قليلاً عن الارض بينما هي تسلقت الحافة حتى بالكاد وصلت له ..
تظاهرت بالأسف قائلة بسخرية " اوه سيدي لقد اتعبت نفسك بالقدوم إلى هنا "
حاولت اخذ الكيس منه ولكنه ابعد ذراعه للخلف بحركة سريعة وابتسامة السخرية معلقة على محياه
" تيمي "
نادته محذرة قبل نفاذ صبرها ومدت يدها لالتقاطه ولكن لحظها العاثر فقدت توازنها عن الحافة
تهاوى جسدها بجانبه فسارعت ذراعه لتلتف حول خصرها ، نبض قلبها برجفة وهي تجد نفسها ما زالت بعيدة عن الارض وذراع قوية تمسك بها
جاءها صوته الهادئ من خلفها

" انتي كثيرة التعثر والسقوط .. كـ الطفلة تماماً "
احمر وجهها بإحراج فصرخت به " أنزلني على الأرض ايها الفضائي "
أفلتها لتهبط قدميها على الأرضية فتستطيع اخذ نفساً أخر بعيداً عن هواء عطره.
التفتت له بانزعاج " لماذا أتيت ؟ "
رفع كتفيه بلا مبالاة " لا يوجد شيء افعله في الوقت الحالي "
وضع كيس الطحين على المجلى قائلاً بابتسامة ساخرة " ولكن وجدت بأنكِ تحتاجين بعض المساعدة "
اعتلت ملامحها الاستغراب " تطوعت لمساعدتي ! "
اجابها ببساطة " لا ضر من ذلك "
ولم تدم ملامح الاستغراب حتى تحولت لشر فضربت كتفه بخفة قائلة بابتسامة
" حسنا أرينا فائدة هذه العضلات ودلك العجين جيداً "
ناولته طبق من العجين ليتأفف هو بضجر وبدء بتدليك العجين بقوة بينما هي تسكب المكونات في الطبق نفسه كـ الخلطة مع العجين
سكبت الطحين بفوضوية غير منتبهة ، حتى انتشرت بعض ذرات الطحين في الهواء ، ليبعد كل منهما وجهه بانزعاج
" انتبهي اين تضيفين الطحين فمكانه في الطبق وليس في وجهي "
نظرت إلى ملامحه المنزعجة والتي بدت لطيفة مع انفه الابيض الذي انصبغ بالطحين ، لم تستطع كتم ضحكتها واستسلمت لتثير استغرابه
" هييه ما المضحك ؟! "

رفعت نظرها إليه بعدما هدأت ضحكتها ومسحت الطحين عن انفه باصبعها السبابة وأرته إياها بابتسامة جانبية
" لقد كان مظهرك لطيفاً مع تلك الملامح المنزعجة "
لم تنتبه بأنها كانت قريبة جداً منه حتى انها مسحت الطحين عن انفه وتعمقت بالنظر في عينيه
حتى ايقظها بعدما عقد حاجبيه ثم ابتسم بمكر
" أرى ان مظهركِ سيبدو اجمل .. تماماً كـ الهرة البيضاء "
لم ينهي كلامه إلا ونثر كمية من الطحين على رأسها جعلتها تشهق بتفاجئ ثم تسعل عدة مرات
بسبب اختناقها من ذرات الطحين
وجهت نظرها له بغضب " هل انت مجنون ؟"
ضربت الأرض بقدمها بسخط " اللعنة سأضطر للأستحمام ثانيةً "
في البداية لم يكن مهتماً بكلامها بل كان يكمل عمله وكأنه لم يفعل شيء ؛ ولكنه توقف فجأةً لينظر لها بهدوء بعدما انهت جملتها الاخيرة
" لا أصدق بأن هناك من يتحدث مع رجل القوانين هكذا ! "

وضعت اصبعها اسفل ذقنها تمثل التفكير بغباء ونظرها الثابت نحوه بأعين بريئة
" هل يجب ان اخاف منك لكونك رجل القوانين ؟ "
ترك ما في يده واتجه نحوها لينبض قلبها بقوة ؛ انحنى نحوها قليلاً بابتسامة سخرية
" انا في النهاية مجرم ، ألستي خائفة من هذا ؟!"
اخفضت نظرها نحو الأسفل تتجنب لقاء عينيها بعينيه
" لست خائفة
"
اردف بسخرية " من رأكِ في الأمس عند تعرفكِ على غرفتكِ الخاصة يقول غير ذلك "
ابتلعت ريقها بتوتر فقد كانت مكشوفة في ذاك اليوم منذ البداية رغم محاولة إخفاء خوفها
إيليا " هل تستمتع بإخافة الأخرين ؟! "
رد عليها بكل بساطة " بالتأكيد "
رفعت نظرها إليه بقوة وثبات قائلة
" إذاً يسعدني ان اخبرك ان منذ اللحظة التي خرجنا بها من منطقة العصابات لم تعد مجرم "
رفعت كتفيها بلا مبالاة عند اخر جملة واستدارت لتذهب ولكن يده اسرعت لتمسك بمعصمها توقفها وهو ما زال ثابتٌ خلفها وهي لم تستدر له ابداً !
أتاها صوته البارد كالثلج من خلفها
" ماذا تقصدين بـ " لم تعد مجرم ؟! "
أدارت رأسها له بابتسامة شقية واسعة تحرق كل ذرة برود في دمه
" إن اعجبك هذا ام لا سيد تيمي .. انت الان بطل في نظري "
أفلت يدها سريعاً وابتعد بضع خطوات قائلاً بهدوء يخفي التوتر الذي صدح به

" لا تفعليها مجدداً "
إيليا باستغراب " افعل ماذا ؟ "
استدار ناحية الطبق يكمل عمله قائلاً بتأفف
" هذه الملامح الساذجة وتحدثك عن بطولة لم ولن تحصل "
صمت لثواني ثم اكمل ببعض البرود
" اعتقادك هذا يجعلني ابدو كالأبله وهذا يغضبني "
صمتت لثواني تراقبه ثم تلفظت بسكينة
" هل يزعجك ان تكون شخص جيد ؟! "
تنهد ثم قال ببرود " الشخص الجيد هو الممتلئ بالضعف وهذا لا يناسبني "

همست لنفسها بحزن
" ذاك الشخص الجيد كان طفلاً وما زال أسيراً بقلبك "
كون تيم في صغره بعمر البراءة تعرض للظلم والألم
كان شخص جيد رغم كونه ضعيفاً حتى كَبر وتغير إلى ما هو عليه الأن
قطعت إيليا سلسلة افكارها وقال بصوت هادئ
" اعتقد ان علينا الان خبز الفطائر سأضعها في الفرن ثم سأذهب لأغتسل سريعاً "

وفعلاً نفذت كلامها ووضعت اقراص العجين في طبق ثم ادخلتهم للفرن وضبطت معاييره
نبهت تيم بحذر
" انتبه لها من ان لا تحترق لن اتأخر "
تركته وذهبت وهي لم تعلم انه لا يملك ذرة واحدة من المعرفة في علم الطبخ والمطبخ.
اخذت حماماً سريعاً وقد يستغرق الأمر بضع دقائق وكم كان قاسياً التغسل مرتين في هذا الجو البارد ...
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها براحة ، توجهت ناحية المطبخ ولم تجد تيم لا في المطبخ ولا في المنزل

" هل خرج ؟ إذاً من ينتبه للفطائر ! "
هرولت بسرعة ناحية الفرن تطمئن على حال فطائرها لتجدها قد احمرت قليلاً ، اخرجتهم وهي تتنهد براحة
" الحمدلله جئت في الوقت المناسب قبل ان تحترق بالكامل "

اعدت الحساء وقد اصبح الغداء جاهزاً ولو لم يتدخل تيم في اعمالها لكانت قد انتهت منه منذ زمن ، بالحديث عن تيم أين ذهب ؟!
سمعت صوت باب المنزل يُفتح فأسرعت نحو الصالة قائلة بسخرية فورما رأته
" رائع سيد تيمي لقد كادت الفطائر ان تحترق بفضل انتباهك المذهل "
" اوه الفطائر ! "
تذكر أمر الفطائر بعد ذكرها واسرع نحو المطبخ يتذوق ما اعدته ، نادته بطفولية قبل ان يقضي ع جميع الطعام " تيمي ، انتظر لنرتب طاولة الطعام اولاً "
" تيمي ! "
طرق على مسامعها صوتٌ رجولي مبحوح صاحبه كان يراقبهم من الباب وهو واقف متعجب
التفتت له بصدمة وقد عرفته في أول لقاء لها مع تيم فها هو العم جوثن الذي كان يقود السيارة في ذاك الوقت
استدركت وقوفه ونادت " تيمي لديك ضيف هنا "
قال تيم من داخل المطبخ بلا مبالات
" ادخل جوثن رائحة الطعام لا تقاوم "
ضربت إيليا رأسها بكفها بحسرة على الايام التي تقضيها في منزله وقدوم الناس وكلامهم بسبب حظها الرائع

دخل جوثن بابتسامة متعجبة ووجه حديث إلى إيليا
" ألستِ انتِ من التقينا بها منذ ايام قرب المقابر ؟"
تنهدت إيليا بأسى وهي ترغب بركل ذاك الاخرق في داخل المطبخ الذي تركها بلا مبالاة
" اجل انا ذاتها "
ضحك جوثن بطيبة وأردف " يبدو ان الامور تطورت بينكم حتى سمح لكِ بدعوته بـ " تيمي " "
رمشت بعينيها لثواني ثم اطالت التفكير بكلامه لتسأل
" دعوته بـ تيمي ! أليس هذا اسمه ؟ "

رفع حاجباه بتعجب ليقول
" انتِ غريبة حقاً ! هل نسيتي بهذه السرعة ان اسمه تيم ؟ "
" اذاً تيمي ... ! "
وضعت يدها على فمها تستدرك الامر قبل ان تكمل ذاك الاسم ليخرج تيم من المطبخ بابتسامة مستمتعة قائلاً
" لكني افضل مناداتكِ لي تيمي افضل بكثير من تيم "
اكمل سااخراً " وقعها على اذاني جميل جداً "
احمر وجهها إحراجاً فضربت كتفه بغضب وكلاهما لم يأبه لذاك الثالث الواقف بينهما يراقب
" تباً لك لِمَ لم تنبهني منذ البداية !!! "



شو رأيكم بالفصل ؟
شو أكتر مقطع او موقف عجبكم ؟
الفصل السابع وراءه مباشرةً
رح نسق الفصل منيح لما افتح اللاب


.





.
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-24-2017 الساعة 08:40 PM
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 11-24-2017, 05:37 PM
 
.
















.



"



الفصل السابع





- هذا الفصل بسرد من إيليا -

لم أستطع النظر إلى وجهه من شدة الإحراج ، يا الهي لقد بدوت كالبلهاء امامه وانا اناديه في كل مرة تيمي تيمي ، اللعنة كل هذا بسبب المدعوة جيما وغنجها .. لا لحظة كان هذا بسببه فهو لم يخبرني بإسمه ، قال وقعها على اذاني جميل قال
هه لو اني التزمت بمناداتك رجل القوانين لكان وقعها أجمل ، وقاتل بالنسبة لي.
فالأمر لن يمر هين إن فضحت امره امام العامة بأنه القاتل الشهير الخفي رجل القوانين !
بعدما انهيت غدائي كنت اخطط للهروب مباشرةً إلى غرفتي ولكن مناداته لي جعلتني اتجمد في موقعي ، التفت له ليكمل ما يريده
" احضري هاتفكِ وتعالي إلى هنا "
ما زاد توتري هو بأنه يرتب على المكان الفراغ بجانبه من الأريكة
- ماذا تريد من هاتفي !
رمقني نظرة باردة ونطق " بالطبع ليس تحطيمه "
تنهدت وذهبت نحو غرفتي لأعود إليه ومعي هاتفي وقد التقطه مني سريعاً وبدأ بالعبث في ازراره
وانا في قرارة نفسي يملأني الفضول لأعرف ماذا يفعل !
ما اثار فضولي اكثر هو رنين هاتفه ثم هاتف جوثن الذي يجلس مقابلاً لي ، انتهت تسائلاتي عندما أعاد لي الهاتف
استوعبت للتو بأنه كان يسجل ارقامهما في هاتفي ويتصل على كل من هاتفه وهاتف جوثن لحفظ رقمي عندهم ، ولكن لحظة هل سجل اسمه تيمي ؟!
- اذا حدث اي أمر طارئ في يومٍ ما او احتجتِ لشيء فيمكنك الإتصال.

عقدت حاجباي بانزعاج وقلت بتأفف
" انت لم تأخذ موافقتي لتسجل رقمك في هاتفي وباسم مزيف ايضاً ! "
التوى جانب فمه بابتسامة سخرية
- ماذا ؟ ألم يعجبكِ !
ردت له بنفس الابتسامة والاسلوب
" بل يعجبني اكثر اسم رجل القوانين "

- جربي وغيريه إلى الاسم الذي نطقتيه للتو وستنتهي حياتكِ.
ملامحه كانت باردة بشكل مخيف ولأول مرة منذ قدومي يصلني تهديد حقيقي منه ، هل إنهاء حياتي سهل جداً بالنسبة إليه ؟ إنه بالنهاية مجرم، اردفت بلا مبالاة محاولة إخفاء توتري
" عرضك مغري سأفكر بالأمر لاحقاً "
حركت اصابعي لأعدل اسمه وقد غيرته إلى ( سيد تيم ) ولم أعطه فرصة ليراه بل اغلقت هاتفي مباشرةً ووضعته امامي على الطاولة
التقى نظري اخيراً بجوثن الذي بقي لمدة يحدق بي وانا غير منتبهة له ، فمن يجادل رجل القوانين كيف له ان ينتبه لشخص اخر ؟!
طرح جوثن سؤاله " إيليا من تكونين ؟؟"
اخفضت نظري بتوتر ليكمل بإلحاح
" أرغب وبشدة معرفة ماذا حدث معكِ في تلك الليلة وكيف وصلت الأمور إلى هنا ! "

هه انه امر محير ، لا أجد إجابة مناسبة او كلام لأقوله ! من اكون ؟ هل فتاة ميتة أم حية أم ما بين وبين ؟! في تلك الليلة ماذا اقول عنها ؟ كنت مطاردة من العصابة أم من الأرواح !
طال شرودي وتفكيري لأنهيها بجملة واحدة
" لا أستطيع وضع إجابة واضحة ، كل شيء معقد"
تدخل تيم قائلاً بهدوء وقد كان يقصدني بكلامه حتى لو لم ينظر لي
- بالرغم من كل الاحاديث والامور التي دارت بيننا منذ لقائنا إلى الان ، لم أفهم منها شيء.

ابتسمت براحة كانت واضحة جداً
" جيد ، هذا لصالحي "
سأل جوثن " وكيف هذا ؟ "
وقد كان تيم يترقب بحدة ما سأجيبه
" ببساطة أضمن بأنه لن يسلمني لأحد الاستغلاليين كما فعل سابقاً ، في ذاك الوقت لم تكن تعرفني وأوصلتني لهم بكل دم بارد ، ماذا ستفعل عندما تدرك من أكون ؟ "

حول جوثن نظره ناحية تيم وملامحه كانت دالة على انه يطالب بتفسير على كلامي ليتأفف ذاك الأخر قائلاً بتهرب
" سأوضح لك كل شيء فيما بعد "

ثم وجه نظره نحوي بصرامة يقول
- انا الأن اعاملكِ بصفتي مواطن مسالم وكـصديقٍ لكِ ولكن إن كنتِ تفضلين تعاملي معكِ كـ رجل القوانين فسيكون هذا شيئاً اخر بتاتاً.

شبكت اصابعي ببعضهما لا ادري ماذا أرد على كلامه إنه بالفعل لا يعاملني كـ مجرم حتى اني بهذه الفترة نسيت من يكون ، نطقت بنبرة مرتجفة لم استطع ضبطها
" اريد فقط صديقاً جيد أستطيع الثقة به "
رفعت خصلات شعري عن وجهي قائلة بهدوء
" إن اصبحت بيننا ثقة حينها سأخبركم بكل شيء"
رد جوثن بابتسامة هادئة جعلت الابتسامة تنمو على شفتي دون وعي مني
" وسأكون بانتطارك يابنتي "
قلت بامتنان شاكرة " عم جوثن انت طيبٌ جداً "

استأذنتهم ونهضت ذاهبة إلى غرفتي ليأخذوا راحتهم في الحديث والتخطيط لأعمالهم ولم اسمع بقية حوارهم
ولكن يبدو بأن العم جوثن قد فتح تحقيقاً مع تيم ليستطيع استيعاب تغير الأحداث التي جرت منذ ذاك اليوم .
اما انا فقد انشغلت بتدوين ما يدور بفكري في ملاحظات هاتفي ، واخر ما كتبته
" اريد وبشدة ان اثق بمنقذي "
هل استطيع ذلك يا ترى ؟ انها مخاطرة كبيرة !
حولت نظري للساعة لأدهش بأنها قد اصبحت العاشرة مساءاً إن الوقت يمضي بسرعة هنا ومازالوا يسهرون في الصالة
استلقيت على السرير وقد راودني القليل من الصداع بسبب إصابتي السابقة في رأسي
كادت جفوني ان تُطبق على بعضها بتعب ولكن صوت رنين هاتفي جذب انتباهي ، من ارسل لي رسالة نصية في هذا الوقت ؟ واااه سيد تيم !
" هل ما زلتي مستيقظة ؟ "
انا : على وشك الغرق في النوم ، هل تحتاج لشيء ما سيدي المتطلب ؟
" لا يا خادمتي العزيزة ، هيا نامي "

لو لم توقظني لكنت في عالم احلامي الخاص ، تباً لا يستطيع دون إلقاء الاوامر ، لو اعلم فقط من اين جاء بفكرة خادمتي ! نهايتك خادمة يا إيليا
يا حسرتي على شبابك.
رميت هاتفي بضجر بجانبي وتعمقت في فراشي ألامس دفئه مختبئة تحت اغطيته حتى غرقت في النوم فعلاً.

استيقظت على صوت قرع الباب المستمر ، نهضت بتكاسل لأفتح وانا اتثائب ونظري معلق على تيم بعيون ناعسة " صباح الخير "
ويبدو بأن ما قاله بصوت خافت لم اسمعه بل سألت
" ماذا تريد الان ؟ "

قطب حاجبيه باستغراب " هل هكذا يرد البشر تحية الصباح ؟ "
ابتسمت بشقاوة وسط الكسل الذي يحتلني
" أردها عليك بطريقة الأشباح الخاصة "
- اريد الفطور على المائدة خلال عشر دقائق

قلت ساخرة من جديته " يا رجل إنه وقت طويل ، لما المماطلة ؟ "

فعلاً من يستطيع تحضير الفطور خلال عشر دقائق ، هل اخبره أحد من قبل بأني املك طاقات خارقة ويريد اختباري بها ؟!
رمقني بنظرة باردة وتوجه نحو الاعلى ينتظرني ، يبدو بأنه لا يتقبل المزاح في اوقات الصباح وهو جائع ، سارعت بحزم خصلات شعري كافةً بشريطة مطاطية وغيرت ثيابي سريعاً إلى اي شيء دافئ وطويل وقعت انظاري عليه وخرجت لأكمل عملي وانهيه ، بعد المراقبات الطويلة منه لتحركاتي بأرجاء المطبخ واخيراً انتهيت
تقدمت وملأت له كأسه الخاص بالشاي مع بعض الاطباق الاعتيادية كأي فطور يومي في المنزل

جلست مقابلةً له على الطاولة وبدأنا بالطعام
- لن أكون اليوم في المنزل ، لذا لا تفتحي الباب لأي مخلوق ولو كانت قطة لطيفة.

زممت شفتي بغيظ لما كل هذا التشدد
" بماذا ستؤذي القطة اللطيفة ؟ "
حوله نظره لي بهدوء وقال
" الطفلة يسهل استدراجها بأي شيء لطيف قد يعجبها "
بالرغم من انه يقصدني بالطفلة إلا اني تجاهلت وأومأت وكأني لم اسمع شيئاً
" نعم صحيح الطفلة وليست الفتاة الراشدة "
استطعت ان ألمح انحناء زاوية فمه بابتسامة ساخرة فغيرت الأجواء كي لا تنقلب الأمور علي
" إذاً متى ستعود ؟ "
- حتى تنتهي المهمة.

شعرت بانقباض في قلبي من ذكر عمله وبروده اليوم وكأنه قد عاد لشخصية رجل القوانين فهناك من يطلبه ، التفت ابحث عن طيف والدته لما لم أعد ألمحه بالأرجاء ؟!
حقاً شيء غريب ربما بسبب قربه لم تعد الأرواح تقترب مني.

رفعت نظري له بحزن " اذاً هل علي الان ان اعتبرك رجل القوانين ؟ "
توقف عن الأكل بصمت وشرود لعدة ثواني
ثم عاد للتحرك قائلاً ببرود " يفترض ذلك "
اشعر بالتوتر والارتياب حقاً ، في ساعات يكون مسالم ومهتم وفي ساعات يكون مجرم وبارد ترتجف يدي عند الجلوس معه ، استطيع مساعدته ولكني احتاج لأن اثق به اولاً ولكن كيف ومتى ؟ لا اعلم.

انهيت فطوري ونهضت عن الطاولة مثلما فعل هو وقد اخذ طريقه نحو غرفته يلملم باقي اغراضه التي يحتاجها في المهمة بينما انا وضبطت الطاولة
رأيته وهو يتجه نحو الباب
" كن حذراً واتمنى ان لا تؤذي احداً بريء "

أومأ برأسه دون ان يواجهني نظره ورد علي
" كوني بخير حتى عودتي "

خرج واغلق الباب خلفه لأتنهد والتفت نحو عملي فالمطبخ في حالة فوضى من الامس والمنزل يحتاج لتنظيف ، سارعت بإحضار ادوات التنظيف وسارعت بالعمل بتنظيف الاطباق اولاً ثم المطبخ بأكمله ، اخذت نفساً عميقاً ثم انتقلت إلى الصالة
بما انه لم يتم اهتمام جيد به منذ مدة فالعمل متعب فيه ؛ بعد عدة ساعات انتهيت من تنظيف الارضية والارائك والطاولات والرفوف
وحتى اللوحات الكلاسيكية الهادئة ، اتساءل إن كان هو
من انتقاها حقاً ! فيبدو بأن ذوقه لا بأس به
توجهت ناحية النوافذ وقد كانت بحاجة لتلميع
فالغبار يزينها بإتقان.
عندما انتهيت من التلميع انتبهت من ان أحداً ما يراقبني ، تقابلت انظاري مع انظار جيما التي ترمقني بنظرات غامضة من شرفة
منزلها وهالات غريبة تملأ عينيها قد تسببت بارتجاف قلبي
دققت بالنظر لأجد طيف اسود حاقد وقبيح الشكل يسحوذ عليها وقابع قرب اذنها يهمس لها ويملأ رأسها بأفكار سوداوية ويملأ قلبها بالحقد.
" اللعنة عليك ايها الشيطاني من اين جئت ! "

حول نظره إلي وكأنه قد سمع ما قاله للتو مما جعل الرعب يدب في قلبي لأبتعد عن النافذة بسرعة واشغل نفسي بأي شيء أخر حتى لا يستطيع التواصل معي او الوصول إلي
امسكت جهاز التحكم واشعلت التلفاز مستقرة على الاريكة بقلب مرتجف وبعد مضي الوقت
كدت ان اندمج مع المسلسل الذي يتم عرضه
إلا ان تغير القناة فجأةً منعني من ذلك ، تباً كيف انتقل
إلى قناةً اخرى لوحده !
جئت لألتقط جهاز التحكم واعيد إلى القناة نفسها ولكني لم اجده حيثما تركته ، نهضت باندهاش ابحث عنه تحت الأريكة
وخلف الوسائد لم أجده !
حتى رأيته على اريكة بعيدة جداً عني.
كيف وصل إلى هناك ؟ لا افهم ابداً...
توجهت ناحية الجهاز والتقطه لألتفت واصدم من ذاك الطيف الأسود
الذي قد لمحته من قبل مع جيما وها هو نجح باستدراجي إلى نقطته

تراجعت بخوف لأتعثر واسقط جالسة على الاريكة وهو قد اندفع نحوي مما جعلني اصرخ وأخبئ وجهي خلف الوسادة ، بينما هو قد دنى بجسده يهمس بأذني " أعيريني جسدك "

شعره مشعث غير أملس اما وجهه المفحم فقد ملأه التجاعيد وعيناه مليئة بالسواد خالية من أي بياض
حركت رأسي بالنفي أرفض طلبه فشعرت به يضغط على كتفاي غير راضي مما جعلني اصرخ مستنجدة بـ تيم ، أين انت الان ؟ انا احتاج حمايتك وتواجدك بشدة ..

هو ليس موجوداً الان ولكن اغراضه المليئة بعطره
واثر لمساته ما زال موجوداً بالبيت !
خطرت على بالي تلك الفكرة لأدفع الطيف بعيداً عني قبل ان تنفذ قواي
- إلى اين تظنين بأنكِ تستطيعين الهروب مني ؟

" إلى مكان لن تستطيع دخوله "
أجبته بقوة وركضت مهرولة على السلالم حتى وصلت إلى غرفة تيم ، أتمنى فقط ألا تكون مقفلة !
امسكت مقبض الباب وسحبته لأجده غير مقفل وقد فتح معي بسرعة ، حقاً شكراً لك تيم على ثقتك.
اغلقت الباب بسرعة ورميت جسدي على سرير تيم تحت الاغطية الثقيلة احاول التقاط انفاسي المتسارعة وتهدءة جسدي المرتجف وقد افلحت في هذا عندما استنشقت رائحة عطر تيم تحت اللحاف
يا لها من مميزة وتمنح شعور دافئ يجب ان اتذكر اخذ اسم الرائحة منه عندما يعود ، تباً ليس هذا وقت التفكير في العطورات !

اتمنى فقط ان تفلح غرفته واغراضه في حمايتي ولكن جيما ..
هل تكرهني لدرجة استطاع الطيف الحاقد من الالتصاق بها ؟
تباً لما لم افكر في هذا !
هل يوجد بينها وبين تيم مشاعر حتى تعامله بكل اهتمام وتناديه بـ تيمي وهو لم يبد أي ردة فعل ؛ يبدو انه يسمح لأي شخص
بمناداته بغير اسمه الاصلي تيمي وتامي وتمومي و ....
انقطع التفكير في عقلي عندما شعرت بالفراش يهبط قليلاً ثم يرتفع إلى المستوى الذي كان عليه
، الفراش يهتز !
اغمضت عيناي بقوة وضممت نفسي
وانا اشعر بالغطاء ينسحب عني.

- انتِ هنا ؟
انتفضت بسرعة عندما سمعت صوته ، لقد عاد اخيراً ولكن لحظة اين موقعي الان ؟
انا على السرير بجانبه وهو ينظر لي بملامحه الهادئة القريبة جداً مني ، تباً لا استطيع قول اي شيء من الإحراج اتمنى فقط ان لا يحتل رأسه افكار خاطئة عني !
حرك يده ليلامس جبيني ليزداد وجهي احمراراً
- وجهكِ يبدو شاحباً ، ماذا حدث في غيابي ؟

بقيت صامتة وابتلعت الكلام العالق في حلقي
ماذا يمكنني ان اقول له او كيف اشرح له ؟
اخفضت نظري اقول بنبرة خافتة
" لقد كنت خائفة ، أردت فقط مكان اشعر فيه بالأمان. "

امسك كتفي واعادني للأستلقاء وانا في قمة ارتباكِ
- ارتاحي بعض الوقت ، لن أسألكِ عما حدث وجعلكِ تأتين إلى هنا بل سأنتظر الوقت المناسب لتخبريني.

تركني ثم ذهب خارج الغرفة وقد اغلق الباب خلفه ولا أخفي بأني مصدومة من تصرفاته لقد عاد للتعامل معي كـ صديق ، لو كان شخصاً اخر لا ادري مالذي كان قد يفعله او اقلها يوبخني لاني اقتحمت غرفته ويتهمني بالجرأة وما إلى ذلك ، شكراً لك تيم
ما يؤلمني حقاً هو انك مجرم .. مجرم محترم.
سمحت لعقلي ان يغفو قليلاً ويرتاح من هذا الصداع.

وكانت هذه إحدى سلبيات سحر تيم حيث عدت مجدداً للدخول إلى كوابيسه التي هي عبارة عن ماضيه وآلامه التي يراها في كل ليلة
ظهرت امامي تلك المرأة ذات الشعر البني الطويل والعيون العسلية ذات الرموش الناعسة ، إنها والدة تيم ..
فتذكرت كل ما حدث في المرة الماضية عندما سقطت
عن السلالم وفقدت وعيي ، كانت بجانبي انذاك.
" اخبريني .. انتِ لم تدخلي جسدي في ذاك اليوم صحيح ؟ "

سألتها بشك وانا اريد التأكد إن كان ما افكر به صحيحاً ام لا ، فقد كانت تصرفات تيم عند استيقاظي تثير حيرتي .

- اسفة لما فعلته لكني كنت بحاجة لأن اوقف ولدي ، لن اكررها مرةً اخرى فلقد حظيت باحتضان ابني اخيراً بعد سنين طويلة.

لقد كانت تتأسف بعيون طيبة ، شعرت بالأسى تجاهها حسناً لا بأس هي ليست اول روح تدخل جسدي دون اذن ، ولكن لحظة ماذا قالت ؟
حظيت باحتضان ابني اخيراً ! اوجدوا ولداً اخر لها غير تيم ..
نظرت لها بإحراج وبارتباك نطقت
" هل احتضنتِ ولدك وانتي في جسدي ؟ "

أومأت برأسها لي ببراءة وبابتسامة مليئة بالحنية ، صفعت رأسي بكفي اتمنى فقط ان يكون تيم كان مدركاً بأنها والدته وليست انا.
" هل علم وقتها بأنكِ والدته وتحدثتما كأم وابنها ؟ "

اومأت لي بإيجابية لأتنهد براحة ، الحمدلله يبدو بأنه يفهم
كل شيء على النحو الصحيح.
اخرجتني من تفكيري عندما سألت
- هل تريدين إكمال الرؤية ؟

ثبتُ نظري نحوها بقوة ومددت يدي لها بإصرار
" اريد معرفة ماذا حصل معه بعد ذلك "

كانت ملامحها مرتاحة لي وكأنها تثق بي وتتأمل مني مساعدتهما وسأكون كاذبة إن انكرت رغبتي بمساعدته ، ما إن اخذت بيدي
حتى تغير كل شيء حولي بحيث انقشع الظلام بعيداً
وعدنا إلى الماضي إلى شريط الذكريات.
ولكن هذه المرة كان كل شيء مختلفاً ، الجو صافياً
فالسماء من الاعلى والبحر من الاسفل وانا هنا على السفينة
لنقل البضائع والمشروبات من الخمر وغيره
استطعت تمييزه من رائحته الواضحة التي تملأ كل ذرة هواء
على متن هذه السفينة
جُلتُ في ناظري ابحث عن سبب قدومي لهذا المكان حتى وجدته ؛ تيم الصغير الفتى النحيل الذي يعرج بمشيه بسبب تلك السلاسل المحملة بالاثقال كي لا يهرب
والملامح المتعبة تزين وجهه البريء.
جثى على ركبتيه ينظف ويمسح ،
تباً يداه الناعمتنان تلك لم تجربا ابداً العمل الشاق من قبل
كدت ان اقترب منه ولكن ما اوقفني هو رؤية ذاك الرجل البدين ذو البنية الضخمة واللحية المشعثة والطويلة
شكله لوحده يجعل القلب يرتعد رعباً ، عيناه باردتان
قلبه متحجر لن يكترث مهما كان عدد الاشخاص اللذين سيقتلهم !
تكلم بخشونة " ايها الفتى اللعين "
رفع تيم عيناه للأعلى نحو ذاك الضخم وشفتاه ترتجفان
وهو ينطق " نعم سيدي "
ظهرت ملامح الامتعاض عليه ليركل الدلو المركون بجوار تيم والمملوء ببسائل التنظيف
الفوضى قد ارعبت تيم كثيراً وحتى انا كاد قلبي يتوقف فصاح ذاك الضخم بعصبية
" لما لم تحضر لي كأس النبيذ حتى الان ! "
جزم تيم قبضة يده بارتباك وخوف حتى تكلم
بعد محاولات عديدة في ضبط تلعثمه
" لقد فقدنا برميل النبيذ في عاصفة امس يا سيدي "
رفع يده وصفع تيم الصغير بكل قسوة
ولو كان جدار لتحطم امام يده الثقيلة واردف بحدة
" وماذا كنت تفعل انت ؟ لما لم تقفز وراءه وتحضره ؟ "
حرك تيم رأسه بنفي والدموع تنسكب على وجنته المحمرة اثر الصفعة ليجيب بين شهقاته
" لا أجيد السباحة يا سيدي "

سحبه الرجل الضخم من ثيابه يجره وراءه بقسوة
" اذاً ستجيدها منذ الان "
راقبته بذهول وهو يرمي بجسد تيم عن متن السفينة ، هرولت بسرعة نحو الحافة وانا اصرخه باسمه
وتوقفت انفاسي عند رؤيته وهو يصارع الغرق ويطلب النجدة وذاك القاسي يراقبه ببرود
أدرت وجهي لا استطيع الرؤية اكثر إنه يدعه حتى يغرق
بعدها يخرجه من الماء وبعدما يصحو ويعيد رميه ، إنه يجعله يتعذب باستمرار دون قتله
لا استطيع استيعاب مدى الألم الذي عاناه حتى ادى
إلى تغييره كلياً وجعله مجرماً !
هبت عاصفة شوشت الرؤية لدي ولم استطيع رؤية شيء
إلا بعدما تغير المكان ، تنفست اخيراً لأنظر حولي عندما افزعتني صرخة ذاك الصغير بألم
لقد كان الرجل الضخم يحرق ظهر تيم الصغير بالختم الحديدي الكبير ... وقد قيده بسلاسل متينة بسبب محاولته للهرب.
اغمضت عيناي بقوة ؛ لا استطيع احتمال الرؤية اكثر وسماع ذاك الصراخ التي تقطع قلبي وتلك الشتائم التي اشعر بالحنق على ذاك الرجل
فصرخت احاول الخروج من هذا الكابوس
" كفى .. كفى .. اخرجيني من هنا اخرجيني "

فتحت عيناي بحذر بعد هدوء كل شيء لأجد نفسي عدت للواقع على فراش غرفة تيم ، تنفست الصعداء اخيراً ونهضت بسرعة للحمام اغسل وجهي ثم ابحث عن تيم ، هل ذاك الصغير حقاً هو تيم ؟
نزلت إلى الطابق السفلي لتقابله انظاري وكأنه كان ينتظر قدومي وهو واقفٌ عند نهاية السلالم بملامحه الهادئة ، لا اريده ان يشعر بشيء تباً اريد ان احافظ على هدوئي ولا ادع ملامح الحزن تجاهه تظهر على وجهي
قطع الصمت الطويل ولحظة مراقبة كل منا للأخر بقوله بنبرة مليئة بالرقة والفخامة
" سأخرج الان .. هل ستكونين بخير ؟ "

حولت نظري نحو النافذة لأجد السماء قد انصبغت باللون الارجواني المائل للأحمر دلالةً على مغيب الشمس.
" ولكن الشمس تغرب الان ، هذا يعني انك ستتأخر "
كدت ان اكمل قولي ولكن قاطعني ظهور طيف والدته من خلفه تخبرني بصوت خافت وبدموع على وشك الهطول
" امنعيه من الذهاب "

" هل تريدينه ان ينهي حياتي حقاً ؟! "

قلت لها ساخرة فكيف لي ان امنعه من الذهاب وفي الحقيقة ما تفوهت به للتو كان عشوائي مني
فقد التفت حوله يبحث من اكلم ؟
- مع من تتكلمين ؟

سعلت من شدة التوتر افكر في اي شيء يخطر على بالي
" مع نفسي بالتأكيد .. هل هناك احد غيرنا لأكلمه ما بالك ؟ "

- هذه نوباتك الجنونية التي تأتي كل فترة صحيح ؟
همست بصوت خافت بغيظ
" بل نوباتي التي تجعلني ارغب بركلك للشمس "

- هل قلتي شيئاً ؟

لوحت بيدي له نفياً وقد انصبغ وجهي شتى الوان الارتباك
" لالااا أتحدث مع نفسي الان فعلياً "

ضحك ببساطة ساخراً وفتح الباب ليخرج ، على الرغم من انها ضحكة استهزاء وسخرية إلا انها كانت جميلة جداً ، لحظة !
ماذا هل اصبحت اتغزل به مؤخراً ؟
نظرت حولي لأجد طيف والدته تقف بجانبي ، ارحلي إنكِ تورطيني بمواقف محرجة معه وتجعلي عقلي ينحرف بعيداً .. ارحلي
حاولت ان اوصل لها فكرة بأني لست نداً لـ تيم ولا استطيع مواجهته
" اعقلي اعقلي يا امرأة "

- الحقي به وانقذيه.

إنقاذ من ماذا ؟ ما بالي بالإنقاذ هل تخبرني او تأمرني بأن ألاحقه !
" لا بد انكِ تمزحين "

ذُهلت عندما دفعتني خارج المنزل وقد استطيع اخيراً
استعادة توازني بعد تعثرات كثيرة
التفت احاول العودة للمنزل ولكنها اغلقت الباب في وجهي
" اللعنة لا اريد الموت "

ضربت على الباب بقوة اناديها " افتحي الباب لا اريد ملاحقته "

ولكن ما من جدوى بل سببت لنفسي الإحراج فجميع من في الطريق ينظر لي ، هل ابدو كمن طردت من منزل رجل للتو ؟ لاااا انا لم اطرد

تنهدت بقلة حيلة وتحركت لأبحث عنه تيم ومن اين ذهب ، لم يكن بعيداً جداً من هنا.
ولكن ماذا كانت تقصد بـ انقذيه ؟ هل العصابة تحاول استدراجه والإيقاع به ؟!
اذاً كيف لي ان انقذه حينها ؟ سأكون انا من هي بحاجة للإنقاذ ولكنهم لن يستطيعوا قتلي فهم بحاجةٍ لي اذاً فعلياً من هو بخطر هو تيم وحده.
اين سأجدك يا رجل القوانين ؟
تعبت من التجوال بين الطرقات وكدت ان افقد الامل واعود ادراجي وعندما بدأت بالتنفيذ لمحته يسير في الطريق كما البشر الطبيعين ! حسناً هو بشري ولكن إن علموا من حوله بأنه هو رجل القوانين فسيهربون منه وكأنه وحشٌ سيفترسهم .
سارعت بالاختباء والتخفي كي لا يلحظني ، لا ادري لما اورط نفسي في مزيد من المشاكل ..
تابعت خطواته وانا ألاحقه بحذر وخوف من ان ينتبه لي.





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا متابعين الرواية الجميلين
هدول فصلين من بلاد العمالقة لكم خصيصاً
اعتذاراً عن الغياب الطويل بس الحق عليكم لان ما لقيت التشجيع المناس اما الان تحمست ونزلتهم
رح باشر بكتابة الفصل اللي بعده
حمسوني بردودكم ورأيكم مشان اسرع بالكتابة
جد شكراً كتير ع التشجيع
الان وقت الاسئلة لازم تردو ع كل من الفصلين :" class="inlineimg" />

شو رأيكم بالفصل ؟
شو أكتر مقطع او موقف عجبكم ؟
اي طريقة سرد حبيتوها ؟ سردي ولا سرد من إيليا ؟
شو بتتوقعو ممكن يصير مع ايليا اللي عم تلاحق تيم ؟
ولوين ممكن تيم يكون رايح ؟

بانتظاركم


.





.
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-24-2017 الساعة 09:02 PM
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 11-24-2017, 06:35 PM
 
حجز
__________________




رد مع اقتباس
  #70  
قديم 11-24-2017, 09:59 PM
 
حجز
__________________
كان اعمى فقال ★أستغفر الله★ فبدئت المصابيح بأظهار الطريق ما كان منه الا ★الحمد لله★ فأنارت الدنيا بشمسها فرأى ما كان اسود حينها بلا شعور نطق ★سبحان الله★

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وهج أجارثا || رمادٌ غربيب!! من سعير غلة νισℓєт روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 10 05-16-2018 08:24 AM
وهجُ أجارثا || أفانين الغسق *Alex روايات طويلة 26 03-21-2018 08:11 PM
البصيرة شهاب حسن نور الإسلام - 0 05-01-2013 06:50 PM
يا منقذى فى شدتى الصوت الملائكى نصر الدين طوبار ..فى مصر المحروسة yousrielsaid أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-22-2012 11:54 AM
الحسد يعمي البصيرة nedved أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 05-07-2007 02:58 PM


الساعة الآن 08:32 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011