عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree242Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 05-07-2018, 08:32 PM
 
.



























.






الفصل العاشر





جزم قبضة يده بغضب وعاد ليثبت نظره على شاشة الهاتف الخاص بإيليا ؛

يتفحص سجلات الرسائل والمكالمات مع الاسم " سيد تيمي "
وما تجهله إيليا هو في اثناء فقدانها للوعي عند سور الجسد كان هو متواجد هناك حينها

وقام بنقلها إلى سيارته بقلق وأثناء ذلك كان هاتفها يستمر بالرنين حتى اجاب عن

المتصل بكل برود
ودارت المحادثة الحادة بينه وبين تيم
- إيليا واخيراً .. لما لا تجيبين على اتصالاتي ؟
- إيليا هل تسمعيني ؟
- إيليا ..

تكلم اخيراً بصوته المستمتع بالأمر
" ما بالك يا رجل ؟ ربما هي فعلاً لا ترغب بذلك "


- لا تخبرني بأنها معك ، اسمع إياك والاقتراب إنشاً واحداً منها.

داعب ذاك شعر إيليا راداً " إنها بأمان جداً معي "
- لن أدعها معك دقائق اخرى.
اغلق الخط من فوره ليعزم تحديد الموقع سريعاً واللحاق بهم.

حتى وصل إلى الساحة حيث كانت تقف هناك على حافة المنحدر ، كاد ان يتفقد احوالها

وصحتها ولكن فيرسوس رئيس عصابة الكف الاسود قام بإشهار المسدس في وجهه
مانعاً إياه من التقدم خطوة

وما إن قام تيم بتشتيت انتباهه حتى ركض نحو إيليا قافزاً نحو البحر محاولاً إنقاذ

نفسيهما ، إنقاذ نفسه من القتل وإنقاذها من ألا يتم اسرها عند فيرسوس

التي باتت تصرفاته الاخيرة غريبة نوعاً ما نحو إيليا وكأنه يحاول كسب ثقتها

والتعامل معها بطبيعية ولكنه يفشل !

كانت هناك جسدها وحيداً ضحيةً للبحر القارس الذي لم يخلو من الأطياف التي تسحبها

نحو الجحر والمسكن حتى يستطيعون السيطرة عليها بكامل طاقتهم وهذا بمعناه

ان ايليا فاقدة الوعي ما زالت تُسحب نحو الأعماق إلى ان سارع تيم للوصول إليها

وإمساك ذراعها مما سبب سحق الاطياف من حولها ..
استطاع إخراجها وحملها نحو البر إلى اقرب شاطئ تمكن من الوصول إليه.

وبعد وقت طويل عادت إيليا إلى وعيها لتفتح عينيها تنظر للسماء إنه اخر مشهد تتذكره

واول منظر تشهده بعد استيقاظها ، سعلت مراراً بسبب ابتلاعها ماء البحر المالح

وأبعدت شعرها المبلل عن وجهها تحاول التقاط انفاسها ..
هدأ كيانها ونظرت إليه بضيق تود وبشدة قتله على حركته المجنونة وماذا كان ليحدث لو

اصطدموا بالصخور ؟ هل فعلاً يفضل قتلها على ان يحصل فيرسوس عليها ؟

هذا ما جال في بال إيليا وهي تنظر له شارداً في البحر

" ما هذه الحركة المجنونة التي قمت بها ؟ "
لم يحرك ساكناً ولم يلتفت لها حتى بل بقي معطياً ظهره لها

- هل كنتِ تفكرين بالذهاب معه حقاً ؟
" إنك تجيب عن سؤالي بسؤال آخر "
- اردت فقط إخراجك من الامر ولم اهتم بالبقية.
هاجت انفاسها وتتساءل هو يملك عقلاً طبيعياً سليماً ؟ فسألته بحدة

" ولكن ما ادراك بأننا لن نتأذى بسقوطنا ؟ "
امسك بضع صدف من جانبه ورماهم بلا مبالاة نحو الامواج
التي تتحدرج مستسلمة عند قدميه
- انتي معي ولن تتأذي .. اطمئني يا حمقاء.
صفعت رأسها بكفها بأسى وفي بالها تأمل وبشدة ان تصدق كلامه ، على الرغم من
وضعها غير الطبيعي وكأنها في احد الافلام الخيالية ولكن عقلها ما زال راسخ في الواقع
التفتت حولها تتفحص المكان وإن كان هناك احداً غيرهم في المكان فجذبها صوت
تيم وهو يتكلم بهدوء موجهاً السؤال لها
- والان ألن تخبريني حكايتك ؟
نظر لها بهدوء بطرف عينه لتقابله بنظرات منزعجة
وفهم بأن مزاجها ما زال متعكراً بسبب فعلته
" ولما سأخبرك ؟ فأنا ... "
قاطعها بشبح ابتسامة على شفتيه
- لقد وثقتي بي .. واخرجتك من الماء حية


تذكرت اخر ما نطقت به قبل وقوعها في الماء إنها بالفعل وثقت به ؛ تنهدت

وتقدمت نحوه لتجلس بجواره على الرمال تشاهد معه انخفاض الشمس تعلن

غروبها متذكرةً ما فعله تيم وكوابيسه التي رأتها وتساءلت هل حقاً لم يخف من الماء

او يرتعش عند الاقتراب منها ؟ ألم يفكر ولو لثواني قبل القفز إليها ؟

لو كنت مكانه وتم إغراقي في صغري اكثر من مرة فسأصاب بذعر
ومرض الخوف من كل قطرة ماء وصوت الماء والحديث عنها حتى !
" اجل بالرغم من مآسيك في الماضي من الماء "
نظر لها بتعجب وعلى الارجح يحدث نفسه كيف تتكلم عن ماضيه بهذه الثقة !

- يبدو انكِ تعلمين الكثير .. اخبريني
حدثت نفسها بأنه حان وقت الكشف عن كل شيء
ولم يعد هناك ضرر من ذلك
" بماذا اخبرك ؟ "
- من بدايتك حتى هذا اليوم
" اوه سيستمر هذا لوقت طويل "
- لا بأس انا انتظرت وقتاً اطول لأحصل على ثقتك.

إيليا لم تكن تشعر بهذا من قبل ، هل كان صابراً طيلة ذاك الوقت وينتظر الفرصة

المناسبة ليسمع منها ؟ انتظر صابراً رغم كل الاحداث التي يراها غريبة حوله ! لو أي

شخص آخر لم يكن ليتحمل ويطردها كما يفعل بقية الناس ، ولكن ماذا يخفي ؟

" حسناً "
اخذت نفساً عميقاً لتبدأ ذاكرتها باسترجاع احداث ماضيها ؛ تبدأ بإعادة التعريف
عن من تكون إيليا

" لقد كنت اعيش مع عائلة سعيدة وكنت فتاة مجتهدة في كل شيء ، في الدراسة

، في العمل ، حتى كنت بارعة في ... "
قاطع تأملاتها ونظر لها يطرح سؤالاً
- العلاقات الغرامية ؟
نظرت له بابتسامة باهتة مجيبة ثم اعادت نظرها للبحر
" كنت على وشك الحصول على هذا ، ولكن تحطم كل شيء ..ولا افضل تذكره حتى
امممم لدي اخت كبرى تزوجت وتعيش في بلدة اخرى بعيدة جداً عن هنا ، ووالداي

يعيشان معها ليس معها تحديداً بل في بيت مجاور لها ، عجوزان هرمان يقضيان

حياتهما بعيداً عن المنبوذة المختلة وبجانب الابنة السليمة عقلياً ، كنت الاولى في

الجامعة وقد تخرجت وحصلت على الشهادة الجامعية "

بات متفاجئاً من سماعها رغم انه يعلم بأمر اختها حينما حدثتها وكان معها في المنزل

واخذ فكرة عن حياتها حينما رأى صورها المعلقة اثناء التخرج
ولكن طريقة سردها لحياتها له تأثيراً كبيراً
اخفاه يدير دفة الموضوع بسؤاله
- ماذا كان اختصاصك ؟
اجابت بحب وتأمل بعيد " اقتصاد "


ابتسم ببساطة قائلاً بتأمل للبعيد
- جميل ، اذاً إن اصبحت مدير شركة ما سأوظفكِ عندي.
" ألن تطردني كما يفعل بقية الناس ؟ "
- لا لقد اصبحت معتاداً على نوباتك الجنونية.
رمقته بطرف عينها بهدوء وانزعاج
" إنها ليست نوبات جنونية "
استدار بأكمله ناحيتها بإنصات مما أفزع قلبها بحركته المفاجئة

وكتف ذراعيه قائلاً بجدية
- هذه هي النقطة التي أريد ان اعرف عنها كل شيء.

تقابل انظارهما مباشرةً وتحديقه في عينيها اربكها ووترهافأصبحت تدحرج

عينيها بعيداً حيث لا تلتقي به ؛ فقدت التركيز كاملاً ، بماذا تبدأ ؟ ماذا تقول ؟

كادت ان تتكلم وهو ينصت ؛ ففاجئتها عطسة قوية
وانصبغ انفها باللون الاحمر

" يا إلهي سأصاب بالزكام إن بقينا هنا نتحدث "
رد بإصرار وبرود
- لن اتحرك خطوة واحدة حتى اعرف كل شيء.
تنهدت وعلمت ان لا سبيل لها في تغيير قراره او جنونه ، ثيابهما مبتلة منذ مدة
وهم على الشاطئ في الاجواء الباردة نهاية الشتاء
" ذات يوم تعرضت لحادث ، حقيقةً لا اتذكر سوى ذكريات قليلة قبل الحادث اما

عن ايام ما قبل الثانوية فلا اتذكرها ابداً ، صدمتني سيارةً مسرعة في ذاك اليوم
وبقيت ثلاث سنوات ساكنة نائمة ، في حين اقرر الموت وتكاد روحي تغادر جسدي
وفي حين اخرى اصراري على البقاء وحب الحياة دفع روحي لتتمسك بالحياة
فأصبحت بين شيئين بين الحياة والموت ، واستيقظت لأعيش

مع الاموات ومع الاحياء في آن واحد "


تذكر كلامها في لقائهما الثاني حيث ظهرت له فجأةً في المهمة وحينما قرر توصيل
الطرد أياً كان ما يحتويه دون ان يتدخل في امور الاخرين

كلامها انذاك عن الموت والحياة ملاحقة الارواح لها
تساءل في قرارة نفسه كيف نسي ذاك الكلام بينهما ؟ عاود النظر لها يسأل
- وكيف كان ذلك ؟

قهقهت بخفة بخيبة محاولةً مواساة نفسها تشرح الامر وتلوح بيديها اثناء كلامها
- كان الامر في بدايته مرعباً ، ارى اطياف ولا احد يصدقني وقد خضعت لفحوص

عقلية عديدة ودخلت مصحات نفسية وعقلية عشرات المرات بسبب عدم تصديقهم

واحياناً افقد التحكم بجسدي بسبب سيطرة طيف اخر عليه ويأخذ مكاني
ولا يرحل ، عانيت كثيراً .. إلى ان التقيت بك

عندما وصلت إلى النقطة التي تجمعهما معاً استدار مواجهاً البحر يقول بهدوء
- وكل ما فعلته انا بأني زدت الطين بلة واكثرت معاناتك.
- لا بل انقذتني.
دحرج عينيه بعيداً بانزعاج ثم تأفف قائلاً بضجر
- هل عدنا للتفكير الساذج من جديد ؟ اخبرتك لست بطلاً هذا يجعلني غبياً.
ثم اكمل وهو بالكاد ينظر لها
- رأيتك لا تبتسمي هذا مزعج.
اخفت ابتسامتها البلهاء وهي تراقب تصرفاته ثم ظهرت بعدها الجدية في ملامحها
" هناك فقرة من الحكاية تتعلق بك "
جذب اهتمامه هذا الطرف ليفرغ فاهه بتعجب بريء
- ما علاقتي بكـِ ؟
اخفضت نظرها للأسفل تشبك اصابعها بتوتر هل تخبره أم لا ؟ ماذا إذا كان سيفعل
مثل غيره ؟! كيف ستثق بأن تخبره ؟ هو نصف انسان
نصفٌ منه مواطن مسالم والنصف الاخر اخطر المجرمين

- قبل ان اخبرك ؛ أريدك ان تعدني بشيء.

سمعت تساؤله الهادئ دون ان تنظر لملامحه الجامدة
- أعدك بماذا ؟
- عدني انك ستبقى كما انت بعد ان اخبرك
عدني انك لن تحاول استغلالي مثل البقية

عدني انك ستمنحني الامان مثل السابق دون اي تغيير
عدني انك لن تتغير ، عدني انك ستجعلني اثق بك للأبد.


توالى الكلام خلف بعضه بسرعة لم تعيي على نفسها تكلمت كل هذا دفعة واحدة
من تعبها من كل شيء ، توترها من خوفها من الثقة من الغدر من الاستغلال

من الخيانة وكأن الواقع يحصرها بظلامه ولا منفذ للنور من حولها حتى تتشبث به !
شعر بها وشعر بأنها على وشك البكاء

لامست أنامل يده وجهها لترفع رأسها ونظرها نحوه
ضوء الشمس الذهبي كان يعطي تأثيراً على جانب وجهه الايسر ، والايمن مظلل

تجاهلت ان هذا المظهر يمثل شخصيته إن كان نصفه ظلام والنصف الاخر نور

تجاهلت كل شيء وأمعنت النظر في عينه تقرأ كل ما بهما ؛ الحزن ، الطيبة ، الرقة والصدق ... اخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول لها

- أعدك ، وأعدك اني لن اتخلى عنكِ مهما كانت حقيقتك ، ومهما كان ما تخفيه.

وضعت يديها على يده الملامسة لوجهها وكأن يديها تضم يده وبابتسامة مشرقة
على محياها وبدموع معلقة في اطراف رموشها
" سأخبرك ... "
ربت على رأسها مخففاً عنها تماماً كتعامله مع طفلة ستجيد التصرف

أما هي فأخذت نفس عميق وشردت بعيداً تفكر بترتيب الكلام
- انت الملاذ الذي لم أعتقد ان اجده يوماً ! هناك سحرٌ غريب ، عند حضورك

شيءٌ ما في عطرك في لمستك في كلامك في تنفسك ...

باختصار تختفي كل الاطياف من حولي عندما تكون معي.

رمش بعينيه عدة مرات يحاول الاستيعاب وهو ينظر إليها بريب وما لبث إلا ان رفع

اصبعه نحوها يسأل بحاجبان معقودان وكأنه يوجه اصبع الاتهام نحوها
- هل هذا غزل على الطريقة الروحية ؟

شردت بملامحه بغباء : - ماذا !
- كان بإمكانك الاعتراف او الغزل في مكان او وقت اخر.

ضربت على رأسها بأسى وشتمت عقله إلى اين انصرف تفكيره ، عاودت النظر إليه

وأمسكت بإصبعه الذي ما زال موجه نحوهها وقالت بجدية

- لنفترض ان هناك روحاً كانت بالقرب من هنا بـ 10 أمتار .. بحدوث التلامس بيننا

مثل هذا ، يكون قد تلاشى لمكان بعيد حيث لا اراه.

- آها !
هذا ما نطق به فقط وفاهه ما زال مفتوحاً بذهول ؛ أفلتت اصبعه ليسحب يده سريعاً

ويحك رأسه بصمت يفكر
- لهذا في اول اللقاءات كنتي تلتصقين او تمسكين بي لقد ظننت ....
حركت يديها بالنفي امامه بسرعة تقاطعه

- لالالاااا لا تظن لا تظن ... فقط اوقف افكارك السيئة.

ضحك بخفة قائلاً :- لقد كنت امزح فحسب.



راقبت ضحكته القصيرة جداً التي لا تتجاوز أجزاء من الثانية وعاود عقلها لوضعية

إيقاف التشغيل ، نظر لها ورفع إحدى حاجبيه بابتسامة مستمتعة لشكلها

استوعبت الامر فنهضت من فورها تنفض الرمال عن ثيابها المجعدة الرطبة

" لقد انتهى حديثنا ، اعتقد اني .. سأذهب "

التفت لخطواتها السريعة وهي تبتعد عن الشاطئ فنهض يسير خلفها

ويداه في جيبي بنطاله
" إلى اين انتِ ذاهبة ؟ "
أجابت بدون الالتفات له ومواجهته وبدون تهدءة خطواتها :- إلى منزلي بالطبع.

" قررتي العودة لمنزلك ؟ "
- أجل.

تذكرت الاحداث التي جرت في اخر اوقات كانت فيها بمنزله والاهانة

والضرر الذي سببته لها جيما
فإتهامها بالسرقة ونظرة الاستحقار تلك لن تغفر عنها ابداً ، قاطع تفكيرها عندما
اصبح امامها يعترض طريقها وهو ينظر في عينيها بنبرة عميقة
- ماذا عنه ؟
" من ؟ "
- فيرسوس.
التقطت ذاكرتها للتو ذاك الشخص والمتاعب التي يسببها لها والعبث في حياتها

نطقت بلا مبالاة
" لم أعد أُبالي لما قد يفعله
. "
- ولكن أن أُبالي.
قلبت عيناها بضيق ونطقت بحنق وانزعاج
" هل يمكن ان تبعد انتقامك وإغاظته بعيداً عني ؟"
تحركت متجاوزةً إياه فلا تريد الخوض بنقاش يزيد حالتها سوءاً ولكن ما قاله

الان جعلها تتوقف مكانها
- لقد وعدت بحمايتك ؛ وعدم التخلي عنكِ .. لهذا أنا أُبالي.

هبت الرياح تعصف بخصلات شعرها وهي ثابتة مكانها حتى سترتها تتراجع
اطرافها للخلف ، حركت رأسها بجمود وجزمت قبضة يدها
" ولكن لما ؟ اكثر المقربين لي لم يفعلوا هذا ، لما انت ؟ من تجد نفسك سيئاً ومجرماً. "
شعرت بذراعه التي أسندها على كتفها ثم نبرة صوته المخملية التي تقتحم أذنها

- قد نجد جواباً سؤالك لاحقاً ، وما تبقى سأعتبره مديحاً.



وقوفه القريب منها وكلامه الغامض متأملاً المدى البعيد قد أنشئ في داخلها شعوراً

غريباً أشبه بالخجل الطفيف التي كانت تخشى ظهوره على محياها ، توترت مشاعرها

وعبثت في عقلها محاولة ابعاده قدر الإمكان عن الاجواء
" تيم "
همهم بسكون بمعنى نعم راداً على ندائها او حاثاً إياها لتكمل ما ترغب قوله له

" أكاد اتجمد من البرد ، أين نحن الان ؟ "
حرك نظره فاحصاً المكان يميناً ويساراً الرمال تحت اقدامهم وامواج البحر من خلفهم
أما عما يقابل أنظارهما فهو سد حجري قد يُلاحظ عليه الصبغ الاخضر من الطحالب

والاعشاب وقد يُرى مغارات بالقرب من المكان حيث تكثر الهضاب في المنطقة

القريبة من الشاطئ
نطق بعد صمت :- قد نعلم إذا تحركنا للأمام.

سار أمامها لتتبع خطواته بتردد وقلق لأن ما كان عليهم فعله هو تسلق حجارةالسد

للوصول إلى مستوى ارضي يستطيعون من خلاله التقاط انوار المدينة او طريق لها ..
كان تيم يتسلق بمهارة وكأنه معتاد على هذه الامور وكيف لا وهو قد خاض المئات من

المهمات الشاقة عدا التدريبات المستمرة منذ الصغر

أما إيليا فكانت تحركاتها مثيرة للشفقة كالجرو الذي يحاول تسلق جدار ويعاود التعثر
خُدشت قدمها جراء تعثرها لتشعر بألم حارق في كاحلها جعلها تتأوه وتجثو في مكانها

التفت لها تيم حيث كان بعيداً بعض الشيء عنها من الاعلى وكأنه قد غاب عن فكره
بأنه ليس وحيداً ولم يكن عليه الاسراع لهذا الحد في اجتياز المسافات

- انتِ بخير ؟

اجابت بصوت يائس " حتى الان نعم "

سألها بعبث وهو يحدد جهة خطواته للخلف حتى يعود إلى مكانها ومساعدتها
- ماذا قد يأتي بعد ؟
" زيارة أرواح مثلاً ! "
قالت بسخرية وهي تحاول الاستناد على الجدران الصخرية ومحاولة الوقوف ببطء
رغم الألم وكبح تأوهاتها وأنينها ، ولكن سخريتها كانت صادقة فقد اختفت الشمس
لتبدأ الظلال السوداء الممسوخة من الزحف على الشاطئ نحوها
ما إن لمحت التحرك الاسود للأطياف غريبة الشكل حتى التصقت بالجدار في صدمة

من الورطة التي هي بها وتيم ما زال بعيداً في المسافة عنها
" تيم استمر انا قادمة ناحيتك "
- لا لا تتحركي.
كان قبل ان يطلق الأمر قد تحركت ولكن من ألم كاحلها عاودت التعثر لتستند على
صخرة ثانية قد استقبلتها " تباً "
لمح تيم ارتباكها ونظرها المستمر ناحية الاسفل وكأنها تحاول النجاة من قرش

يقفز ليلتقطها بفكه
فتنهد ليختصر الطريق على نفسه ويقفز ناحيتها متمسكاً بالجدار ليعادل توازنه ، التفت
إليها حيث ملصقة ظهرها بالجدار وتضم نفسها برعشة ، خمن بأن السبب وراء هذا
هو الشيء الذي لا يستطيع سواها رؤيته فانحنى لمستواها يمسك يدها المرتعشة
- ضعيفة وخائفة ، لا يمكن الاعتماد عليها في شيء.
أخفضت نظرها بانكسار وحزن لهذه الحقيقة المرة
" اسفة "

نظرت ليده التي تمسك يدها ثم التفتت حولها لتكتشف بأن جميع الاطياف قد اختفت

اتسعت ابتسامتها لتتوارى رعشتها بعيداً وقد عادت ملامح القوة إلى محياها

لمحت ابتسامة ملأتها السكون على ثغره وعيناه قد اصبحت نصف مغلقة بطريقة ناعسة

انخفض اكثر ليجلس على ركبة واحدة وأنامله تتفحص الجرح في كاحلها

ضغط بخفة ليسمع تأوه صادر منها ، تنهد واستدار معطياً ظهره لها قائلاً

- اصعدي وتمسكِ بي ودعينا نخرج من هذا المكان سريعاً.
اتسعت عيناها بدهشة لتحاول إيقافه

" ماذا تفعل ؟ لا يمكن ! "
- هيا بسرعة وإلا سأضطر لحملكِ على كتفي.

" رائع وسيظنون الناس بأنك تخطفني للمرة الثانية "
- المرة الأولى كانت دون قصد

نطق بهدوء ثم سكن ينتظر تحركها
صمتت تفكر وهو يرمقها بطرف عينه منتظراً منها الصعود ولم تمضي دقائق حتى

استسلمت للأمر الواقع وبإحراج احاطت عنقه بذراعيها متمسكة به خشية الوقوع

أما هو فقد أمسك بها مثبتاً إياها جيداً على ظهره
تمتمت وهي تخفي وجهها بعنقه " هذا محرج "
قهقه تيم بخفة فهي قريبة كفاية ليستطيع سماع همسها ، تحرك بالنهوض وهو ينطق

- لو لم تخرجي من المنزل اليوم لما حصلت كل هذه الكوارث.
" أرى بأني اسبب المتاعب والكوارث دائماً "
أومأ برأسه بتفهم ثم تكلم ببطء فيه بعض الغرور
- ولكن منزلي مضاد لتأثيراتك الكارثية.

تنهدت عندما تذكرت كل ما حدث منذ النهار وكلام جيما وخروجها مقررةً اللاعودة
إلى ذلك المنزل فهي لا ترضى بالذل من احدهم ابداً على الرغم من ان معاملته كانت جيدة

ولم يشك بها ولو للحظة ونفى كل كلامها ربما متأكد لانها كانت تلاحقه في الليلة الماضية

وقام بكشفها
" تيم لا أريد الـٓ ... "

لم يسمع بقية الجملة لأن سعالها قد قطع ما كانت تود قوله وشعر بارتخاء
ذراعيها حول عنقه " لا أريد العودة "

- انتِ بخير ؟
توقف يحاول سماع انفاسها والصمت قد طال يريد جواباً منها على انها

ما زالت في وعيها
" بخير .. لا عليك "
- حسناً بما ان المدينة قد بدأت بالظهور لمرآنا ، ما رأيك باتفاق ؟
اغمضت عينيها تهمس بخفوت " ما هو ؟ "
- سأذهب للمكان الأقرب لنا ، حسناً ؟
" ولكن دون غش و احتيال .. "
ابتسم باستمتاع راداً على شرطها
- تباً إن الاحتيال مهنتي.
كان اخر ما قالته ببطء " لم يعد كذلك "
- ماذا تقصدين ؟

توقف عن السير طارحاً السؤال فهذه المرة الثانية التي تكلمه بهذا الاسلوب الغامض

لم يسمع منها جواباً، نادى عليها مراراً فأجابه الصمت انها قد غفت بتعب

تنهد يزفر الهواء من رئتين ناظراً للسماء

- إذاً ماذا ستغيرين بي بعد ؟!
#
تيم
في الحقيقة عندما تعرفت على ملامح المدينة تبين لي بأن الطريق لمنزلي قصير جداً

ولن يأخذ سوى دقائق وسأذهب وأرتاح ... ولكن ماذا عن هذه الفتاة ؟ لا انكر بأن نهار
اليوم كان قاسياً ولكن هذا لا يعني بأني غفرت لملاحقتها لي ، سأعلم كل شيء حتماً

ولكن الامر يحتاج بعض الوقت ..
لم اصدق جيما لأني لا املك اي شيء يثير الطمع والحض على السرقة وهي لم تكن

هناك آنذاك ، لا استطيع التفكير بأنه من الممكن ان تكون جاسوسة ، لا ادري لما ....
توقفت عن السير أفكر باتفاقنا ثم التفت للخلف ناحية طريق منزلها ، أشعر بالحيرة
ولكن كان هذا اتفاقاً وربما أأمن الذهاب للمنزل سريعاً ، هل نسيت من انا ؟ إنني المحتال.
توجهت ناحية منزلها رغم مسافة الطريق الشاق ومازال عقلي منشغلاً في قصتها

سأكون ممتناً لأنني من خلالها استطعت التحدث إلى امي بعد سنين طويلة ولكن في وجودي لن يكون لأمي وجودٌ بقربها حتى ! لما هذا السحر بي انا بالتحديد ؟


-
عندما صعد إلى سطح المبنى العالي حيث يقع كوخها الصغير المحصن من الاطياف

وليس هناك نتيجة مرضية ؛ سرت قشعريرة في جسدها استطاع ان يشعر بها
" هل وصلنا ؟ "
- إننا الان في فخامة منزلك.

ابتسمت لإسلوبه الساخر ولم تبالي طالما انها قد نجحت في الاتفاق كما تظن
دفع تيم الباب الخشبي بطرف قدمه ليفتح على مصرعيه
- بالله عليكي هل هذا مكان جدير بالسكن ؟ القطط لن ترضى بهذا.
" إنه منزلي على اية حال "
- دعينا نعود
اجابته بسرعة " لالا الاتفاق اتفاق "
شتم نفسه في سره على تصرفه الاخرق في الذهاب إلى منزلها بدل منزله الاقرب

مسافة فأقفال الباب مهترءة يمكن خلعها بركلة ! لم يكن عليه إفساد الاتفاقية.
- كفى جنوناً.

راقبته وهو يلتفت مبتعداً عن الباب دالاً على تغيير رأيه ولم ينزلها حتى لكي لا تعارضه
لكن اناملها المرتجفة سارعت بإمساك ثيابه وهمست
" رجاءً تيم .. لا أريد العودة اليوم "

أمسك اعصابه وزفر الهواء من رئتيه بحدة وعاد ادراجه منفذاً رغبتها ليدخل الغرفة

التي شاهد فوضتها المرة السابقة ، اتجه نحو السرير لينزلها عن ظهره بهدوء بينما

هي شكرته بكل امتنان على لطفه ومساعدته
- سآتي لأخذكِ في الصباح إذاً .



فهمت من كلامه بأنه سيتركها ولن يستطيع البقاء هنا فتنهدت لتومئ له بملامح مرهقة
كأنها ستكون مستعدة غداً وتتناسى المشاعر السلبية التي خلّفها النهار بفوضوية ..
" تيم "
لقد كان منزعجاً كفاية حتى انه لم يلتفت لها فأكملت " لم ألاحقك أمس بإرادتي "

ضحكت بخفة لتقول " طردتني والدتك كي أحاول منعك مما تقوم به ، لحمايتك "
" لم يكن لي خيار سوى ملاحقتك "

حدث نفسه بريبة لقد كانت في الصباح تراوغ على ان لا علاقة لها وتوهمه بأن ما

حدث في تلك الليلة ليس سوى حلماً ، لما استسلمت واعترفت الان ؟!

- كيف تحمينني ؟ لقد عرضتِ نفسكِ للأذى بدلاً من ذلك.
" قلت بأنك ستعاقبني "

أجابها ببرود :- وسأفعل.

همهمت وكأنها ترتب الافكار داخل رأسها لتطرحها محاولةً إقناعه

" ما رأيك بأن اقترح عليك عقاب ؟ "
نظر لها بشك وريب تام وفي باله هل هذه الفتاة تهذي !
- انتِ بكامل عقلكِ ؟
" ربما "
شقت ابتسامة الاستمتاع على ثغره ثم جال الغرفة بخطواته متحدثاً :

- إذاً ما الاقتراح الذي برأسكِ ؟

" ان أعمل في شركتك "
- أتحسبين هذا عقاب ؟ إنه نعيم !..

" بل جحيم "
ردت عليه فوراً بتذمر لم تسلم كونه رئيساً في المنزل وهي خادمة والان لن تسلم
بكونه مديراً وهي موظفة في شركته ، بالأصل هو لا يملك شركة
ولا أي ممتلكات وهذا ما صرح به
- كنت لأستمتع لو اني مدير شركة واتسلط على موظفتي المتمردة.


" انت بالفعل مدير "

قطب حاجبيه واقترب منها وهي تراقبه بجفون ناعسة وفاجئتها يده التي تلامس

جبينها تتفحص حراراتها
- ارى بأن من الافضل ان تنامي قبل ان ترينني فيما بعد رئيس البلدة.

ابتسمت بهدوء تكتفي اختصار كون الافكار التي برأسه

" عليك ان تسترد حقك اولاً .. ثم ستصبح "
اغمضت عينيها لتتمايل وتغفو على الوسادة التي التقطت رأسها بنعومة ، أما عن تيم
فقد كانت جملتها كفيلة لإشعار النار في قلبه ، الثأر ، الانتقام ، تحطيم حياة الترف

التي تمت سرقتها منه ! كان في باله بالفعل الانتقام ولكن على طريقته الإجرامية

الفاسدة ، ولكن الان ماذا ؟ هل سيلعب ظاهرياً ويكون مكشوفاً ؟ يسترد املاكه

وثروته دون أن يلطخ يديه !
عم السكون في الغرفة ليهمس لها بعد فترة

- سأذهب الان ، لقد قمت بتركيب قفلٍ داخلي للغرفة ، انهضي واقفلي الباب بعد خروجي.

حركت يدها بلا مبالاة واستدارت نحو الجدار تضم نفسها تحت الغطاء وكأنها تلمح له

لا تزعجني ودعني انام ، هي بالفعل ليست في وعيها وقد غرقت بالنوم سريعاً

ولكن نبرة صوته جعلتها تنتفض حينما قال :
- اقسم إن لم تنهضي سأقفل الباب من الخارج واذهب.
" تباً ، لما انت مزعج لهذا الحد ؟ "
- ولما انتِ تستخفين بإجرامي لهذا الحد ؟

اجابته وهي تنهض وتتجه نحو الباب بخطوات متهورة
" لأنك منقذ ولست مجرم "
- سنصفي حسابناً غداً.
تحرك خارجاً بهدوء وقابله منظر السماء المظلمة وبضع النجوم المنثورة فيها

اغلقت هي الباب وأوصدته من الداخل
حاول تيم تجربة فتح الباب إن كان القفل جيداً أم لا فائدة منه ! ركله فلم يُفتح ..

فاطمئنه باله عندها ، قال بصوت عالي كي تسمعه
- اذهبي لنومكِ اللعين.

اتاه صياحها من الداخل باستفزاز " شكررراااااً "
ابتسم في سره كما فعلت هي وقد بانت اسنانها وقد اغمضت عينيها باستمتاع

محاولةً النوم بهناء
عندما قابلتك اول مرة كان هناك طيف يطاردني وعندما لمست ذراعك بذعر

وبكل عفوية تلاشى الطيف من امامي ، وعندما قمت بلمسي اثناء حديثك مع

والدتك في ذاك اليوم استطعت انا العودة لجسدي والتحكم به ، وعندما دخلت ذاك

اليوم ورأيتني في غرفتك تحت غطاء السرير كنت احتمي بأغراضك ، باختصار انت

سحر غريب ... كلما كنت بجانبي يختفي كل شيء من حولي ، كل ما يمكنه اذيتي

يتلاشى فور لمسك لي.
" انت الملاذ الذي لم اعتقد بأن اجده يوماً. "


-------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكن متابعيني الحلوين ؟
بعتذر ع التأخر بوضع الفصول لإني بتجهز لاختبارات البكلوريا اتمنى دعواتكم لي
وممكن اسمع رأيكم واقتراحاتكم بالفصل هذا ؟
اكثر مقطع اعجبكم بالفصل بس
انتقاد لتصرف احد الشخصيات ؟
يلا بانتظاركم














.














.
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-28-2018 الساعة 11:26 PM
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 05-15-2018, 08:54 PM
 
Smile

اهلا صديقتي لما لم تنزلي فصل جديد
ارجوك اسرعي فروعة هدا الفصل شوقتني للقراءة الاكتر
اعتدر عن السريع فانا لدي شغل الان .اتاسف كتيرا حبيبتي
Florisa likes this.
__________________
باك2021
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 05-15-2018, 10:34 PM
 
لا مزيد من الفصول عزيزتي
لان الردود معدومة
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 05-16-2018, 09:39 AM
 
جالسة اقرأ و بعدي ما خلصت
ان شاء الله رح رد
اتمنى لا تنقطع الفصول
Florisa likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 05-16-2018, 05:43 PM
 
لا.لاتفعلي هيك حبيبتي اترجاك
انا من اضد المعجبين بهده الرواية كل يوم ادخل و انتظر الفصل التالي ارجوك لا تحرميني من روعتها
الله يحفظ ما تفعلي هيك فيا
__________________
باك2021
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وهج أجارثا || رمادٌ غربيب!! من سعير غلة νισℓєт روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 10 05-16-2018 08:24 AM
وهجُ أجارثا || أفانين الغسق *Alex روايات طويلة 26 03-21-2018 08:11 PM
البصيرة شهاب حسن نور الإسلام - 0 05-01-2013 06:50 PM
يا منقذى فى شدتى الصوت الملائكى نصر الدين طوبار ..فى مصر المحروسة yousrielsaid أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-22-2012 11:54 AM
الحسد يعمي البصيرة nedved أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 05-07-2007 02:58 PM


الساعة الآن 02:07 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011