عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree242Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #96  
قديم 05-18-2018, 01:42 AM
 
عجبتني الأحداث كثير كثير كثير
مب شاطرة في الردود لكن احاول اكتب شي حلو 😊

يعني من تعريفك للشخصيات لين البارت العاشر ترابط الاحداث و هيك كان مذهل
ايليا و تيم ..رح اسرق تيم بعد اذنك ...

كل منهم اله معاناته الكبيرة
لكن ما اتصور رح تنجح ايليا في ترك تيم ابد بعد ما تنحل مشكلته
على الاقل لابعاد الأرواح عنها 😭😂

و الله الوضع يخوف هع
اختطافه لها على انها طرد ، حسيت فيه نذاله لمن تركها عند العصابة
شفي امك انت
و حتى انه انقذها ليطلع عين العصابة بس

تضحكيني عدل في المواقف العشوائية و الكلام البسيط في التركيبة بينهم

احس اعيش الأجواء دون تعقيد ،صراحة اغلب الروايات صعبة و ماحسها غير فن كلمات لكن روايتك قصةو لا اروع

بعيد عن كل شي حبيت كيف انطردت ايليا من البيت عن طريق روح ام تيم الحنون
خيالك ما شاء الله خصب حبيبتي

و ذا رئيس عصابة الكف الاسود احسه شي غبي مهيك .. لكن مابيستسلم بسهولة و لكن معليش قرب بين البطلين

أحداث كثيرة و مشوقة كثير
الله يحفظك و يخليك لتكملي الباقي قبل لا اهلوس 😘

شوفك بخير بالجاي اختي فلور
و تقبل الله طاعاتك بذا الشهر الفضيل
lazary and Florisa like this.
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة اقحوان الجنان ; 05-18-2018 الساعة 01:22 PM
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 08-01-2018, 07:01 PM
 
اهلا حبيبتي
اتعمين لحد اليوم انا في انتظار فصول جديدك فارجوي
دمتي
Florisa and نسمات عطر like this.
__________________
باك2021
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 08-01-2018, 07:37 PM
 
.



























.






الفصل الحادي عشر



أضاءت الشمس في لهيبها وأخمدت كل ذرة مشاعر باردة ، أيقظت الطيور والأصوات الملحنة
وعبثت بملامح البشر الساكنة ، ولكن ما غاب فكرها عنه بأن ولا من الممكن ان تستطيع
الوصول لذاك النائم في ظل ستائر غرفته ولا حتى السيطرة عليه
كيف لها ان توجه اشعتها لرجل القوانين وتنظر له مباشرةً ؟! رجل القوانين لم يعد كذلك.

لقد خرق أقوى قوانينه واصبح ملتزماً بحماية فتاة لا يدرك سبب لقراره !
كان يعاني من الليل طويلا فقد كان مُقلقاً ومربكاً ، كان يعشق المنزل الهادئ

وان يقطن وحيداً بمفرده ولكن شعر بأن منزله موحش عندما تكون غائبةً عنه
راودته الكوابيس والاحلام المزعجة عنها

ومنذ متى شخص مثله يفكر بأحد غير نفسه ؟

لقد تغير تيم كثيراً منذ ان دخلت إيليا لحياته وشتت نظام دربه
انتفض بسرعة وكأنه كان ينتظر الصباح بفارغ الصبر ليطفئ نار القلق في داخله

ومحاولة اخفاءه بقناع برودته وجموده
تحرك نحو الباب وقد انهى تجهيز نفسه وقرر ان يتناول الفطور مع إيليا محاولاً

مصالحتها بشيءٍ ما قد يسعدها حتى تلين مشاعرها وتعود للمنزل

فتح الباب لتقابله مسببة الكوارث كلها وقد كانت تنتظره امام الباب حتى تستطيع رؤيته

وهي تجهز كامل مهارات الدلال والغنج عندها

ومن غيرها ؟ " الجارة جيما "
تكلمت برقة وهي تمثل بأنها متفاجئة
"تيم يا لها من صدفة لقد كنت سأطرق الباب ولكن انت ... "
قاطعها ببرود :- لما انتِ هنا ؟
عدلت خصلات شعرها بتوتر من اسلوبه البارد والجاف معها

" لقد فكرت بأنك لن تحتاج خادمة بعد الان فأنا بجانبك

ويمكنني القيام بأمور المنزل بدل خادمتك التي استقالت "
صر على اسنانه والتفت يتأكد من إقفال الباب وهو ينطق :
- إنها ليست خادمة


احتقن وجهها باحمرار لتسأل بضيق
" طالما انك لا تراها خادمة لما تعيش في منزلك "
- واللعنة ! لست مضطراً لأبرر لكِ كل شيء لا اذكر بأن بيننا معرفة حتى

لنكون صريحين لهذا الحد !

كلامه الحاد ونفاذ صبره بانفجاره بها ، فاجأها لأنه لم يكن يوماً هكذا !

لقد كان محتالاً يتعامل بلطف مواطن مسالم والجار المحبوب فقط كي لا يتم كشفه

بأنه المجرم القاتل المأجور وعملة كل شيء خارج القانون ؛ هو رجل القوانين !

ولكن بما ان مهماته قد وصلت حدها من الفقر بسبب انشغاله عن قبولها

وجوثن لا يكف عن اتصالاته يحاول فهم كل شيء فمساره قد ابتعد عن حياته الاعتيادية ...
وعلى سيرة ذاك العجوز كان قد رن هاتف تيم بإتصال منه
" لقد تغيرت ، لم تكن هكذا .. منذ ان "

قاطع كلامها المقهور بقوله ببرود :
- اعتذر انا في عجلة من أمري ، قد نتكلم لاحقاً.


تركها ومضى دون الالتفات لها او ان يدع مجالاً لقول كلمة زائدة ؛ رفع هاتفه إلى اذنه يجيب على الاتصال
- اهلاً جوثن ، كيف صحتك يا رجل ؟
جاء ذاك الصوت ذو البحة الفخمة من تقدم عمره
- ما زلت كما أنا ، السجائر تنسيك الصحة تماماً
ابتسم تيم بخفة مندمجاً في الحوار
- لا تسأل عنها ؛ ما أخبار العمل ؟
- هذا ما جعلني اتصل بك ، هل انت جاهز ؟
- ومنذ متى لم أكن جاهزاً ! ما نوع اللعبة ؟
- حفلة راقصة
- ما بال الأعمال النبيلة هذه الأيام !
- سنحتاج إيليا معنا.
نفث الدخان من جوفه بعد أول رشفة من سجارته التي اشعلها مندمجاً في دوره السيء

- جد شخصاً غيرها
- ولما ؟
- فقط لا أريد توريطها بقبح اعمالي.
- وحتى إن عرفت مكان الحفل ؟
- أين !
- قصر هايستون.
توقف عن السير وقد حُبست انفاسه والدخان قابع داخله ، عيناه قد ازدادت حدةً

وفي تلك الحدقة تجري حقبة الماضي الأليم ، القصر المحترق ، قصر العائلة المنافقة
ينافقون بعضهم ويخدعون بعضهم باستمرار ، نطق بصوت حاد من بين اسنانه :
- إذاً لن أضمن بقاء رأس احد في مكانه.
- ستقتل ؟
- إنها مسألة شخصية وحالة مصير متدمر.
الامر الان لم يعد بالنسبة له مجرد مهمة ينفذها ويستلم ثمن الاداء

اصبح ثأر وشعلة انتقام تغلي في عروقه.
- ماذا عن إيليا والوضع بينكما ؟
تذكر تيم احداث الامس ليبتسم في سره وقد اكمل سيره يقول :

- لقد عرفت كامل الحقيقة عنها بعد ان وثقت بي وانا لن استغلها.
- اخبارٌ جيدة ، ألن تخبرني بما عرفته عنها ؟

- إن ارادت هي ذلك فستخبرك بنفسها.
- هكذا إذاً.
- اسمع احتاج لوسيلة مواصلات لا يهمني دراجة أم كانت مركبة ام شاحبة أم طائرة

لقد تكسرت اقدامي يا رجل.

- سأوافيك إذاً عند الساعة الرابعة بما طلبته وبتجهيز خطة الذهاب.

- هذا ما أُفضل سماعه ، أراك لاحقاً .

اغلق هاتفه بابتسامة راضية تعلوا شفتيه ، أخذت قدماه قياس الطريق حسب الممرات
الضيقة المختصرة ، والتي غالب من بها يعرفه حق معرفة ويبتعد عن طريقه

فـ في مثل هذه الازقة تُكثر الجرائم والاعمال القذرة

بعد عدة دقائق من الدخول والخروج في الازقة وصل إلى باب المبنى يرفع رأسه نحو
الطابق الأخير وفي خلده يفكر ما الطاقة التي ستجعله قادراً على الصعود إلى هناك

دخل إلى المبنى يقصد المصعد فوجد بأن احداً ما قد سبقه وقام باستعماله

ضرب الارض بقدمه بسخط وهو ينظر إلى أرقام الطوابق التي يتجاوزها المصعد

دقق النظر بحذر ليجد بأن الرقم توقف عند الطابق الأخير ! جزم قبضة يده محاولاً

السيطرة على تفكيره وشكوكه وقد اخذ السلالم ركضاً بكل ما أُتي من مهارة ورشاقة

وسرعة ، سبعة طوابق ! من يستطيع اجتياز كل هذا دفعة واحدة ومسار واحد

حينما وصل إلى السطح انخفض يسند ذراعيه على ركبتيه

وهو يلهث محاولاً التقاط انفاسه واستنشاق الصعداء

رفع بصره الحاد ليقابل من اثبت شكوكه بأكملها يقف أمام باب منزلها يطرقه برقة
وباقة الورد يسندها على ذراعه الأخرى بكامل اناقة
والطقم الرسمي حديث الطراز وتصنع النبالة
- ومنذ متى ؟
نظر له فيرسوس بجمود بملامح لا يمكن تخيل كمية العداوة بينهما

وكأن ناراً مستعرة ستحرق كل شيء على هذا السطح
- على الأقل لدي شيءٌ منه حقيقي.

هو بالفعل يملك من المال مالا يملكه تيم ويملك من العائلة النبيلة ما فقد تيم لذته ، راقبه

وهو يرفع يده ليطرق الباب فنطق من بين أسنانه المشتدة على بعضها
- أبعد اصابعك عن الباب.
رد عليه :- الأجدر بك ان تغرب عن وجهي ولا تقاطعني.


خلال ثواني قليلة من الصمت قطعه صوت ذخيرة سلاح وكل منهما يشهر بسلاحه

نحو الأخر وبرغبة قتل تخترق فكرهما فإن نار الشر حولهما واضحة جداً

أعينهما لا تنزاح عن الهدف ، الرغبة واحدة والمصلحة المشتركة بينهما

هي تلك التي بداخل المنزل ولا احد يعلم ما تفعله حتى الآن

فيرسوس يفكر بالتخلص من تيم وإبعاده عن طريقه لتتسنى له الفرصة

بتحسين علاقته مع إيليا
بينما تيم يفكر ان من الجيد انه آمن قفلاً جديداً للباب وعليه ان يتخلص

من خصمه قبل ان تخرج إيليا وتتورط بين ناريهما
ولكن القدر لا يلبي رغباتنا احياناً ويقف في طريقنا كما فعل حينما جاء صوت

فتح قفل الباب لينجذب انتباهما نحو المنزل

صاح تيم بحدة " لا تفتحي الباب "

ضيق فيرسوس عينيه وأرخى سلاحه وهو يراقب بريبة الباب

الذي يُفتح ببطء مع صرير لا يُطمئن
فِ من ناحية وقوفهما فإن فيرسوس الأقرب لباب المنزل ، توقف الباب عند منتصفه

ليزفر تيم بحنق وسارع للتقدم دافعاً فيرسوس مُحذراً
- ابقى بعيداً.

لولا انشغال عقل فيرسوس لكان لن يتردد بإفراغ ذخيرة سلاحه في رأس تيم

ولكنه تمالك نفسه ليتبع خطوات تيم وهو يدفع الباب بهدوء
تجمد في مكانه وهو يرى الاغراض تهتز فور لمس تيم للباب ، أبصر بعينيه نحوها
كانت تتحرك بأرجاء الغرفة على اطراف أصابعها بكل سكينة وهدوء ترقص مؤدية

بعض حركات الباليه ، وتدور حول نفسها بصمت غير منتبهة لأي شي يحصل

كان تيم يراقبها بحذر وهو يشك بكونها إن كانت طبيعية ام لا

وقد ازعجه تصفيق الأبله الذي يقف خلف وهو يهتف بإعجاب
- رائعة في كل شيء
إنها لم تتوقف ولم تنظر لهما حتى وما زالت مستمرة في الرقص ؛ تكلم تيم ببرود يسأل

- منذ متى تجيدين رقص الباليه ؟
توقفت عن الحركة معطيةً ظهرها لهم ودام الصمت وهو ينتظر منها ردة فعل

- إيليا

تكلمت بصوت غريب مختلف عن صوتها تماماً
" اكرهه .. لقد قتلني بيديه "

- إيليا !

" ترك جسدي بارداً وحده ورحل "
وضعت يدها على رأسها وهي تشعر بدوار مما يشير بأن الأرواح تلعب بها

وتدخل وتخرج عبرها
تغير صوتها ليبدو طفولياً
" أعيدوا إلي قطتي .. لقد كانت هنا "

سأل فيرسوس بقلق :- ماذا يحدث ؟
راقب تيم افعالها بصمت ثم التفتت إليهما ليرى لون حدقتيها الأحمر

وقد تأكدت شكوكه فحالتها هذه كانت مشابهة للحالة التي قابل بها والدته

تكلم بسكون :- إنها كالإناء الفارغ.


تقدم نحوها وفيرسوس بقي واقفاً مكانه لا يفهم شيئاً

تذكر تيم ما حدث معهما الأمس :
انت الملاذ الذي لم أعتقد ان اجده يوماً !

هناك سحرٌ غريب ، عند حضورك ، شيءٌ ما في عطرك في لمستك في كلامك
في تنفسك ... باختصار تختفي كل الاطياف من حولي عندما تكون معي.

أمسكت بإصبعه الذي ما زال موجه نحوهها وقالت بجدية
- لنفترض ان هناك روحاً كانت بالقرب من هنا بـ 10 أمتار .. بحدوث التلامس بيننا مثل هذا ، يكون قد تلاشى لمكان بعيد حيث لا اراه.

-
نظر إلى راحة يده وكلامها مازال يتردد في ذهنه عاود النظر إليها إلى ملامحها الخالية

من معالم الحياة ، أمسك يدها بخفة وشبك أصابعه في اصابعها
وفي حدوث التلامس هذا أغمضت إيليا عينيها وقد ارتخى جسدها موشكاً على السقوط

لولا تيم الذي سارع بإسنادها
ذراعه كانت خلف ظهرها ومد الأخرى تحت ساقيها حاملاً إياها بين ذراعيه ووضعها

على السرير يتفحص حرارتها المرتفعة ، ناداها محاولاً إيقاظها

وهو يربت بخفة على خدها ولكنها لم تستجب

دخل فيرسوس ينظر لكل شيء حوله وقد وضع باقة الازهار التي كانت معه جانباً

لقد حاول اختطافها من قبل ليحدث جده من خلالها ولكن هذه المرة الأولى التي يرى

حالتها هكذا ، سأل موجهاً حديثه لتيم الذي يجلس على طرف سريرها قربها
- هل لك علاقة بما يحدث معها ؟

بقي صامتاً ولم يكلف نفسه بالتفكير في سؤاله وكأن كلامه بالنسبة له ثرثرة لا اهمية منها
- امس لقد كانت في حالة متعبة ولكنها لم تنطق إلا بإسمك.


جزم تيم قبضة يده بضيق على حالتها ولا يدري لما يشعر بأنه السبب

في كل ما يحدث معها منذ الامس
عاود ذاك الاخر سؤاله : - ما علاقتك إذاً ؟


تنحنح واقفاً بجمود ناطقاً بكل ذرة برود في دمه خارجاً عن الموضوع فلا يعتبر كلامه جواباً حتى
- وهل لي أن أعلم لما انت ملتصقاً بهذه القضية كالعلكة القذرة ؟
انحنى طرف ثغر فيرسوس بسخرية قائلاً باستمتاع
- مهما كنت يا رجل القوانين لن تكون أعلى شأناً مني في لغة العصابات هذه !

رد تيم بنفس النبرة الحادة السابقة
- إن بقيت هنا دقيقة أخرى لن أكتفي باللغة فقط.

- تهدد وانت لست بالوضع المناسب !

كاد أن يمزقه لأشلاء تزين أرضية الغرفة كما يفعل في خيال عقله مراراً وتكراراً
وبأكثر من طريقة منذ ان رآه اليوم ، أراد وبشدة ان يجعله يعلم بأن لا يوجد

وضع يستطيع التحكم برجل القوانين

قاطع خططه وتفكيره تلك التي تكورت على نفسها تهذي وقد أمسكت بيده سريعاً
" لا تتركني .. إنهم في كل مكان"

كان جبينها متعرق وأنفاسها سريعة يستطيع حتى فيرسوس البعيد عنها سماعها

عاد تيم ليجلس على طرف السرير يمسح جبينها ويبعد شعرها للخلف هامساً

- انا هنا بقربك .. لا تخافي.


حضنت يده بين كفيها وجعلتها قرب أنفاسها المحترقة من ارتفاع حرارتها التي بدأت

تخبو شيئاً فشيئاً منذ ان سارع فيرسوس ليجهز لها الكمادات الباردة رغم اعتراضات تيم

ونفوره وانظاره التي تخترقه بعدم إطمئنان ، أما إيليا فلم تكن تشعر بشيء حولها
ولا بشجارات هذان الاثنين المهتمان بحالتها إنها فقط تشعر بلذة الأمان

وتعانق يد تيم خشية فقدان هذا الشعور الذي لطالما افتقدته
بدأت تستعيد وعيها ببطء رويداً رويداً

اصوات الشجار وألفاظ الشتائم واللعنات التي يلقيها كل منهما

فتحت عينيها بضجر لتتلمس القماش البارد على جبينها وتقوم بإبعاده ولتترك يد تيم سريعاً حالما انتبهت للوضع وتستقيم في جلوسها بتوتر محاولةً استيعاب ما يحدث

سألت بضجر: " لما انتما هنا ؟ "
تكلم تيم ببرود وهو يبحث عن قداحته في جيوب سترته
- جئت لأعيدكِ إلى المنزل.

هزت رأسها ببلاهة ثم ضيقت عيناها وهي تنظر لـ فيرسوس وقد كتفت ذراعيها

تقول بقوة لا تدري من أين استمدتها

- وانت فيرسوس ؟

أضاف تيم ببرود :

- هذا ما حاولت ان افهم منه منذ الصباح.

ابتسم فيرسوس ابتسامة بسيطة لم تعدها منه ودس يده في جيب سترته يرغب

بإخراج شيءٍ ما منها ، راقب كل من تيم وإيليا بحذر ما سيقوم بإخراجه والزمن يلعب

لعبته في إبطاء كل شيء او ان فيرسوس يتعمد الإبطاء او تلك إعاقةً في حركاته
معدن ! شي فضي يلمع !

تنهدت وقد لانت ملامحها وهي تراه يمد لها هاتفها
- جئت لأعيد لكِ هذا .. لقد كان في سيارتي.

التقطت إيليا الهاتف منه بإمتنان وابتسمت شاكرةً له وكأنه لم يكن يسبب لها خطراً

وفوضى في الايام السابقة هذا اثبت لـ تيم انها طيبة بغباء لا متناهي
رفعت نظرها إلى بذلته الرسمية الانيقة واصطحابه لباقة الازهار فخاطبته بريبة :
" لقد غيرت مظهرك كثيراً "
تكلم بابتسامة : - نحن الان خارج العصابة.


عبست وحملقت بكل من تيم وفيرسوس هل يحاول احدهما تقليد الآخر ؟

وكأنهما مهووسين بانفصام الشخصية شخصية مواطن مسالم وشخصية اجرامية

في شخصية واحد لكل منهما

نكزها تيم بطريقة فاجئتها ليقف ببرود قائلاً

- هيا علينا الذهاب.

مددت ذراعاها للأعلى بتململ وكأنها تقوم بحركات رياضية وهي ما زالت على سريرها

لتقول بحيوية
" ألا تريدان ضيافة ؟ شرب شيئاً ما في منزلي المتواضع ؟! "

رمقها تيم بطرف عينه بانزعاج قائلاً بحدة :

- لا حاجة لذلك ، هيا ..

هزت رأسها لتسأل ناظرة إلى الآخر

" ماذا عنك فيرسوس ؟ "

صُعق تيم تماماً والتفت ناحيتها كلياً محدثاً بسره إن كانت مجنونة أم لا !

ألا يمكنها تجنب اي خطر ؟ بل تتعامل معه بسذاجة ، راقب ذاك الأخر الذي أجابها

بلطف: - تبدين بخير ولكن لا أريد ان أُتعبكِ.

نطق تيم يمسك اعصابه :- هيا بنا إيليا

" اعتقد ان علي تجهيز نفسي ، خذا وقتكما "


نهضت تجمع بعض الثياب لتدخل للحمام خارج غرفتها منحاز بزاوية السطح

ملتصقاً بجدار الغرفة وأسرعت في الاستحمام خشية من ان يدمرا الغرفة
بشجارهما المتواصل ونظرات كل منهما للآخر يكادان يحرقان المكان بتأثيرها
أرتدت بنطال اسود مع سترة بيضاء بأكمام طويلة تحوي ملصقات جماجم ؛ تبدو الوحيدة
المجرمة بين تمثيلات كل من تيم وفيرسوس ، جففت شعرها وعادت للغرفة لتطمئن

بأنها كما هي لم يحدث اي صراع بها ؛ استقام فيرسوس بهدوء داساً يديه في جيبي
بنطاله وهو ينظر لها بصمت
وهي قد رفعت حاجبها باستغراب منتظرة منه ان يتحدث بما يرغب قوله ليستجيب لها

وهو يقول :- هل عليكِ الذهاب معه ؟

أجابه تيم من فوره بلا مبالاة :- بالطبع.
فتجاهله فيرسوس محاولاً إمساك اعصابه ليكمل ما كان سيقوله قبل ان

يقاطعه تيم ببرود مستفز
- أخبرتكِ ما حدث في السابق لن يتكرر.
مد يده نحوها قاصداً مصافحتها وهو يكم
ل
- أرغب بأن نكون صديقان.

أطالت التفكير وهي تنظر إلى يده وتيم من بعيد منتظراً منها ما ستفعله

وكأنه ينتظر أن تصفع تلك اليد وتخبره بأن يخرجا من امام هذا المقيت ؛ ولكن

حطمت تخيلاته ما إن ابتسمت وصافحت فيرسوس بطيبة قائلة

" يسعدني انك حاولت الانحياز عن فوضى الإجرام وسأقبل صداقتك ؛ ولكن
لا استطيع الابتعاد عن تيم هذه الفترة ... يمكنك القول لدينا عمل مشترك. "

لم تستطع سماع إجابة فيرسوس أو رؤية ملامحه لأن تيم كان قد سار مجتازاً إياها

ويسحبها من ذراعها التي كانت تصافح فيرسوس بها ويفكر باستهزاء تبريراتها

تلك في البقاء معه ، بالطبع ليس بإمكانها التفوه بالسحر الذي يجمع بينهما
او انها لم تثق بفيرسوس كلياً ؛ ولكن أهذا يعني انها تثق بتيم ؟

حسناً انه منقذها وقد صرحت له بهذا من قبل وسردت له عن حياتها.

أما إيليا فكان شيئاً آخر يدور في رأسها فما قصدته بالعمل المشترك هو إنقاذ تيم

من هذه الحياة البائسة وإعادة حقه ولكن ألن يكون ذلك صعباً ؟

كيف لها ان تجد إثباتات على انه ابن بيتر هايستون ؟!
فالجميع على الاغلب يعتقده قد مات
ولكن على الارجح بأن روح والدة تيم باستطاعتها المساعدة في الكشف عن الاوراق
والاثباتات هذا ما خمنته إيليا وقد أزاحت نظرها اخيراً عن ظهر تيم الذي يسبقها
بالخطوات جاراً ذراعها خلفه
أوقفت قدماها عن الإكمال بعناد ليتوقف هو بدوره ايضاً ويلتفت لها ببرود

" إلى اين نحن ذاهبان ؟ هذا ليس طريق منزلك "
- اعلم.
رفعت حاجبها بريبة محاولة معرفة ما يخطر في باله وقد كررت كلمته بتأكيد " تعلم ؟ "
- ألا تثقين بي ؟

" ما هذا السؤال ؟ نعم ! أثق بك "
- إيليا انتِ غبية لدرجة كبيرة.

" لا لحظة ! ماذا ؟ لما ! أ..."
- التزمي الصمت فقط وواصلي السير.
" هه ! تذكرني بحادثة اختطافي "

أكملت تقلده باستفزاز " التزمي الصمت "
- كلمة أخرى وستصبح حادثة الخطف أبدية.


كانت نبرته مليئة بالتهديد وقد اعطاها نظره ثم أدار وجهه وهو يتكلم

ولكنها بدل من ان تصمت كما يريد أطلقت ضحكة ومالت تمسك ذراعه تنظر له

بعيون ضاحكة " لما ستخطفني وأنا معك ؟ أبله ! "
- إن استمرت ثرثرتك سأشتري شريط لاصق حقاً.

" ظننتك تملك واحداً في المنزل "
- إيليا.

شعرت بكمية الجحيم الذي ينبعث من أحرف اسمها وادركت أنه يحاول إمساك اعصابه
وهو يمسح على وجهه ، ابتسمت ببلاهة وفرت هاربة قبل ان يقتلها وقد قفزت على
اول حافلة صادفتها ؛ سارعت للجلوس قرب النافذة تراقب المارة باستمتاع

وللعلم الحافلة لم تتوقف ابداً كانت تستمر بالسير حينما التقطت إيليا بابها
تحاول ان تتخيل ماذا سيفعل تيم إن أمسك بها ؟ ضحكت بخفة وأعادت رأسها

للخلف تسترخي وتغمض عينيها ، شعرت بظل يحجب الشمس عن وجهها

- من الأحمق الذي أخبركِ ان الهرب مني سهلاً ؟

شهقت جالسة أشبه بمن كان نائم وأحدهم سكب عليه ماء مثلج ، حسناً إن ظل تيم

بعيناه المظلمة أمرٌ مفزع اكتر ؛ لاحظت بأن الناس قد التفتت إليها

وعلى ما يبدو بأنها جذبت الانظار نحوهما

صاحت تتصنع السعادة " تيمي ! "

جذبت ذراعه تسقطه على الكرسي بجوارها ليبدو للناس بأنهما مجرد معارف

مقربين وهكذا عاد كل الركاب إلى ما كانوا ينشغلون به سابقاً
- أقسم بأنكِ مجنونة.
حدث نفسه كيف استطاعت ببساطة سحبه من ذراعه ونطق اسم " تيمي "

إنها لم تتورد وجنتيها حتى كالمعتاد !!

نفث الهواء من رئتيه وعاد للنظر إليها يسأل
- هل مازالت اعراض الصباح مستمرة ؟
" لا انا في وعيي الان "

- كيف حدث ذلك ؟
" حسناً .. لقد كنتُ متعبة جداً ويبدو ان الحمى قد نالت مني ، وبفقداني للوعي

اصبحت الارواح تسرح وتمرح داخلي. "
كانت تتكلم بينما تحرك قدميها للأمام للخلف وتارة تلعب بأشرطة حذاءها

وتارة تتركه كـ تصرفات طفلة

تنهد تيم وهو يفكر بأن لولا إصراره على معرفة كل شيء على الشاطئ وفي الطقس
البارد بثيابهم المبتلة لما كان تعرضت لما حدث ؟! ماذا كان يظن ؟

بأنها لن تمرض مثله ؟ لها نفس قوته ! إنها ليست فقط أضعف منه في البنية

بل يمكن لأي روح احتلال جسدها في حين ضعفها ، هذا الشيء لن يتعرض له

في حياته ابداً...
انتشله من افكاره صوت زقزقة معدة جائعة يصدر بجواره ، نظر لها بطرف عينه

وهي تجمع يديها قرب معدتها بملامح محرجة وهي تمتم بخفة
" اشعر بالجوع "
- إنكِ تفسدين كل شيء ..
" هاه ! ماذا تقصد ؟ "
- لقد كنت أنوي اصطحابكِ لمطعم ذو وجبات لذيذة تعويضاً عما جرى لكِ بالأمس من

إزعاج ولكنكِ لم تتوقفي عن الثرثرة والتعلق في حافلة مسرعة كـ القرود المتدربة.


عقدت ذراعيها بضيق لتشبيهها بالقرود اكثر من فكرة انها قد فوتت نزهة
إلى مطعم وإشباع معدتها ، رفعت يدها تطلب من السائق التوقف والتفتت إلى تيم

الذي ينتظر منها تفسيراً
" طالما اني مازلت على قيد الحياة نستطيع الذهاب لم نفوت شيء "

نهضت مستعدة للنزول قبل ان تتوقف الحافلة عن الاهتزاز ، ولسوء حظها اندفع
السائق للسير مجدداً لأنه لم يكن هناك مكاناً مناسباً للتوقف

واندفاعه ذاك جعل إيليا ترتد لتستند على المقعد الذي يجلس عليه تيم قبل ان تقع عليه
وتسبب لنفسها موقفاً محرجاً

ولكن وضعها كان لا بأس به من الإحراج وعيناها تقابلان عينا تيم بهذا القرب

وذرعاها تستندان على قمة مقعده بجانبي رأسه ، شتمت السائق بصوت منخفض
محرج استطاع تيم سماعه ليحرك رأسه بالنفي
- يبدو أن الحياة لن تُبقيكِ طويلاً.


ابتسمت له ليرفع حاجبه باستغراب عما يجول في رأسها

وقد وفرت عليه الامر عندما ضحكت وقالت
" للأسف إقامتي ثابتة
فيها حالياً .. لقد نجوت منها سابقاً بالفعل ! "
استقامت في وقفتها تتنحنح بإِحراج ما إن طال وضعهُما؛ تحركت بالنزول فور ثبات

الحافلة ليتبعها تيم بهدوءه المعتاد وقد تبادلا الأَدوار فـ الآن إيليا هي من تستلم القيادة

وتتجول هنا وهناك محتارة وتيم يتبعها أينما تحركت

توقفت إيليا فجأةً ليتراجع تيم وقد كاد أن يصطدم بها من سيره شارداً

"إذاً .. تريد أَن تُنسيني ما حدث في الأمس ؟ "
أجاب بهدوء يجول ببصره هنا وهناك بتململ :
- أُحاول التعويض عما حصل من متاعب.

أشرق وجهها لتبتسم بمتعة وتقول بتحذير
" حسناً .. هذا سيُكلفك ! "
تنهد وليس له مهرب فهو من فتح هذا الباب لنفسه:

- لا بأس بذلك .. فلننتهي سريعاً وليرتح رأَسي.
" حسناً "
أرجعت شعرها للخلف وأحكمت ربطه والتفتت نحو الشارع الذي يتوزع عليه

المتاجر والمطاعم في كلا الجانبين ، أشارت نحو مطعم بسيط وقالت
" سأختار هذا لنتناول فطورنا أولاً "
أومأ لها بقلة حيلة وتوجهوا لمطعم بسيط ذو طاولات مكشوفة للسماء ؛ جلست

إيليا باسترخاء تنتظر أن يَجهز الطعام الذي طلبه تيم فـ بعد همهمات وتحيرات

وهي تنظر للقائمة لم تستطع الإختيار لأن في نظرها كانت جميع الأصناف مغرية شهية

فقامت بترشيح تيم ليختر من القائمة على ذوقه وبصفته قد يُعد مُجرباً سابقاً.

نظرت إلى تيم الصامت والشارد في شاشة هاتفه فتأففت بملل

وكم ان الانتظار بالنسبة لها مقيت !
حولت نظرها نحو الماَرّة والناس على الطاولات الموزعة حولهم ، راقبت عائلة عند

الطاولة المجاورة، رَجُل وإمرأة وطفل منشغلين في الفطور

- هل تفتقدين عائلتكِ ؟

أجابت بخفوت وما زال نظرها مُعلق بهم
" أجل للأسف .. ولكن قد اعتدتُ على الوحدة "

صمت لفترة من الزمن ثم رفع نظره إليها يهمس
- كفي عن التحديق بهم ؛ سيظنون بأنكِ ستخطفين طفلهم.

" ذاك الصغير ليس طفلهم "
أسندت ذراعيها على الطاولة وأمالت رأسها عليهما بملل لتُكمل

" إنّه مُتبني ، والديه الحقيقيان يَقفان خلفه "

نظر إلى حيث هي تنظر ولكنه مالبث إلا أن تذمر بضجر :
- تقصدين أرواح .. لأني لا أرى خلفه سوى الجدار.
" أحسدك على هذا "
- لما ؟ هل يُزعجكِ مالا يستطيع الإنسان العادي رؤيته ؟

" ليس إزعاجاً بِمعنى القول ؛ ولكن أن يكون المرء مُختلفاً يجعلوه منبوذاً ! "
رفعت رأسها تُبعد خصلات شعرها المنسدلة عن وجهها ، تنهدت لتُلاحظ أنه ينظر لها
طوال تلك المدة بنظرات عميقة ، حزينة ، تساءلت إن كان يَشعُر بِها حقاً !

وكم ان الأمور مُختلفة بينهم بتطور عَجيب

أفرغ عَقلها كافة الشحنات والأفكار ليتفرغ بإلقاء الأوامر فور رؤيته لمظهر المأكولات

الشهية التي قد توزعت في أنحاء الطاولة ، ابتسم تيم على مظهرها كـ طفلة تنظر

للحلويات بحُب فقال :
- في الصحة والعافية


أومأت له بخجل طفيف على وجنتيها وبدأت تتذوق من الأطباق بِمتعة وشهية

وما فتح شهيتها أكثر هو مشاركة تيم لها فـ لطالما كانت تتناول طعامها القليل بمفردها

مُشاركة أحد ما لها على المائدة شعورٌ لم تشعر به منذ ان تخلى عنها الجميع
أيّ بعد صحوتها من الغيبوبة أما عمّا قبل فهي لا تتذكر ولهذا كان شُعوراً جديداً

استمتعت بالإحساس به ..
فورما أنهت طعامها واسترخت للخلف بحيوية وسعادة ، وضع تيم الحساب على الطاولة

وسحبها معه خارجاً من المطعم يُخبرها :
- لننتقل للجولة الثانية.

" جولة ثانية ؟! هل هي مُسابقة "
- إنها محاولة إرضاءك لتّكن كذلك.

ربتت على كتفه بابتسامة راضية ومواساة
" حسناً .. إنّك تُصبح رائعاً شيئاً فشيئاً "
رمقها بنظرة حادة بطرف عينه جعلتها تَسحب يدها فوراً وتلتفت تُصفّر للعصافير
التي تجول فوق اغصان الشجر
- إنتظري هُنا سأجلب بعض العصائر.
-
إيليا
استرقت النظر وأنا أرى ظهره يبتعد ببطئ مختلطاً بين الحشد من الناس ، إنه وبشكلٍ ما

يبدو لطيفاً اليوم ! ربما سأجعل جيما تشاجرني يومياً ههههه ليس وكأني سأفعلها حقاً

يا تُرى ما هي النكهات المتوفرة من العصائر ؟

بالتأكيد سيجلب الأفضل أليس هذا أقرب للمواعدة ؟تباً بماذا أُفكر !!

ولكن هذه المرة الأولى التي يهتم بها أحدٌ ما بي ؛ يا له من شعور لطيف عجيب

- انظروا مَن هنا !

التفت نحو مصدر الصوت الأنثوي الذي بدى ماكر قبل أن أرى الشكل حتى ؛ كان هناك

فتاتان تتقدمان نحوي وتنظران لي مباشرةً ، هل أنا أتوهم أم هما حقاً تقصدانني ؟

نظرت حولي لعلي أرى احدٌ ما ينتظر وصولهما له ، الجميع كان مشغول

تقدمت فتاة سمراء تخاطبني بسخرية
- ماذا ؟ هل تنتظرين شبحاً ما ؟


ضحكت زميلتها التي بجوارها بصخب جعلت الهدوء يعم الناس حولنا ثم تكلمت
- انتِ لا تتذكرين من نَحن ، صحيح ؟
نكزتها هذه السمراء بمرفقها لتقول ممثلة الشفقة بكامل السخرية والاستفزاز

- إنها لا تتذكر نفسها حتى ! ماذا تتوقعين ؟

ما بالهم ؟ لما يُحدثون صَخب من حولي بهذا الشكل ! اشعر بالإحراج حقاً

لا أدري ماذا أفعل ، أشعر بأني قلبي يخفق بقوة .. بالتأكد هُن يعرفن من أنا
لهذا يحاولون التنمر علي ، هذه الوجوه لا بد أني رأيها في مكانٍ ما ، قبل الغيبوبة مؤكد

..
تشويش هو كل ما أحسست به ودماغي يعرض لي صوراً مبهمة غير معروفة

أحاول حقاً التذكر

شَعرت بسائل مُثلج يلطخ سترتي من الخلف شَهقت ببرد وأبتعد بسرعة لأجد فتاةً ثالثة

كانت تفف خلفي وتمسك كوب العصير الفارغ وهي تُمثل الأسف

- اووه ! ماذا أفعل ؟ لقد سَكبت العصير على المتميزة الأولى في جامعتنا سابقاً

متميزة أولى ! في الجامعة ؟ إذاً هؤلاء الفتيات يعرفنني عن طريق الجامعة

لا أنهم كانوا يحقدون علي عندما كنا زميلات

أكملت صاحبة كأس العصير كلامها وقد انحنى طرف ثغرها بمكر تقول :
- لحظة ! إنه ليس خطأي ... لما انتِ خارج المصحة العقلية ؟


- يبدو أنها قد هربت مُجدداً مِن هُناك.


سَحبت تلك السمراء ياقة سترتي تجذبني لها بقوة وهي تَهمس باستمتاع :
- هل أتصل بالمصحة العقلية وأخبرهم بأنكِ تُزعجين العامة أيتها الحثالة ؟

أمسكت يدها المُحكمة على ثيابي محاولة إبعادها وأنا أصرح بهدوء

" أرى بأن المصحة تحتاجكن يا فتيات .. فتصرفاتكن لا مبرر لها "
ضحكت بصوت عالي ، لا حياء فيها ابداً

- لسانكِ ما زال سليط .. لم يتغير.

" اتركِ ثيابي .. لقد لوثتهم بما فيه الكفاية "

لستُ ضعيفة ولكني لا أملك الجرأة التي لديهن ، تباً لقد أصبحنا محط أنظار الناس هُنا

في كُل الأحوال لن أهتم لما سيحصل بعد الآن ، أمسك معصمها أحاول إبعاد يدها

عن سترتي " ابتعدي عني "


- ليس لكِ حق التكلم بشيء أيتها المجنونة ، لقد فقدتي كُل شيء .. انتِ لا تنتمين لنا

لا يحق لكِ حتى التواجد بيننا ، مكانكِ في المصحة فقط ، أتفهمين ؟

لم أعد أتحمل كلاماً قاتلاً أكثر من هَذا ، دفعتها عني بقوة وأنا أصرخ بها
" بل يحق لي لذا .. ابتعدي عني "

عدت للخلف وجسدي بأكمله يرتجف والدماء تغلي في عروقي ، أشعر بالأختناق !
" اغربوا عن وجهي "
صرخت بهم مُجدداً وأنا أكاد أفقد أعصابي ، أنا ضائعة !
وحيدة مشتتة ! تائهة ! سمعت الأصوات من حولي تقول
- لقد فقدت السيطرة على نفسها

- اتصلوا بالمصحة لتعيدها لمكانها قبل أن تؤذي أحد.

- إنها مجنونة حتماً

- فليتصل أحد بالمصحة

لا ليس ذاك المكان مُجدداً ، تلك الغرف البيضاء !

لباس التقييد وتلك القيود ! ذاك الكرسي الكهربائي للتعذيب ! يستحيل أن أعود ..

ماذا فعلت لأستحق كل هذا ؟ هل اقترفت خطأً في حياتي التي لا أتذكرها
وانا أُعاقب عليه حالياً ! أياً كان العقاب إلا ذاك المكان ...
شَعرت بشخصٍ ما خلفي يُمسك يدي ، أغمضت عيناي بذعر وأنا أصرخ محاولة الابتعاد

" لا أريد "

أدارني ذاك الشخص وضَمني ؛ أحاطني بذراعه ويده الأخرى تمسح على شعري

وهو يهمس في اذني : - أنا هنا .. لا تخافي.

هذا الصوت الدافئ ورائحة العطر المميزة إنه تيم !
أمسكت ثيابه وأنا ارتجف كلياً واستنجد به
" أرجوك خُذني من هُنا "

زاد إمساكي به لا إرادياً وأنا أُكمل

" لا تدعهم يأخذوني للمصحة "
" لا تدعهم "
" يأخذوني "

- لن أسمح لأحد بأخذكِ ، حسناً ؟

لقد بدى صوته غاضباً ، أستمر يمسح على شعري وأستطاع تهدئتي قليلاً ..

هذا الشعور إنه حقاً أفضل من الإبر المهدءة تلك .
" لا تتركني "

- أخبريني فقط من قام بأذيتكِ.
لا أسمع سوى صوته ، هل الجميع صامتون لأنهم خائفون منه ؟ حقيقةً لا أستطيع

رؤيتهم ولا رؤية نظراته التي تجعل الصمت سيد المكان هُنا

" لا يهم .. فلنخرج من هنا. "
استطعت التكلم أخيراً بنبرة خافتة هادئة ، ابتعدت عنه قليلاً عندما لم أسمع إجابته

وأعدت القول " لنعد للمنزل "
لم يجبني ، لقد كانت عيناه مظلمة حادة كلياً
نطق بحدة قاتلة :
- لينصرف الجميع إلى عمله.

قفزت الوجوه الشاحبة بذعر من مكانها على صوته ليكمل :
- ومن سينشر صورةً أو خبر عما حصل قبل قليل ، أقسم بأني سأطرق
باب منزله الليلة .. ولا يُجدر بكم سماع بقية ما يحصل له عندئذٍ.

بقيت جامدة أستمع لما يقوله ، هل حقاً سيفعل ؟

نظر لي لتصبني قشعريرة ، حسبت بأنه يستطيع قراءة أفكاري أم هل عيوني
تفضح ما أفكر به أم أفكر بصوتٍ عالي !!!

أمسك يدي وتحرك لأجد الناس قد اصطفوا على الجنبين مفسحين الطريق لنا

وهم مُخفضين رؤوسهم لا يجرؤن على النظر لي حتى ...
مشيّنا حتى ابتعدنا عن الطريق كثيراً وكلانا لا ينطق بحرف حتى كسر الصمت

وهو يقول :- ثيابكِ مبتلة.
فعلاً أشعر بها باردة جداً جراء ذاك العصير المثلج
أجبته بهدوء " أجل .. سأغسلهم حالما أصل للمنزل"
- أسف


نظرت له بتعجب " ها ! لما تعتذر ؟ "
- لو لم أتركِ لما تعرض لكِ أحدٌ بالإزعاج.
" لا عليك إنها ليست المرة الأولى التي أتعرض لها لهكذا مواقف "

إنه يستمر بعدم النظر إلي وما زال يُمسك يدي كالطفلة ونحن نسير
ففي كل الأحوال أنا أقصر منه طولاً
- لن تتكرر المواقف بعد الآن.

أشحت انا الأخرى نظري عنه لأبتسم بامتنان ، حقاً شكراً لك لوجودك في حياتي .. تيم.

وصلنا للمنزل لقد كان بعيداً بعض الشيء ، فتح تيم الباب لأدلف للداخل وهو ورائي

متحاشية النظر إلى منزل جيما المجاور أو أي نافذة له ولكني شعرت بتلك النظرات

التي تخترقني ، لا بد وأنها تراني وأنا أدخل ..
أغلق تيم الباب وأضاء الأنوار لأقفز بتفاجئ عندما رأيت جوثن يجلس على الآريكة

باسترخاء ويخفي ملامحه تحت قبعته السوداء ، سألني تيم باستغراب
- ألستِ معتادة على رؤية الأرواح ؟
أجبته باستنكار
" بلى ولكن البشر أكثر رُعباً من الأرواح. "

أومأ برأسه بتفهم : - اتفق معكِ في هذا.

تحرك جوثن وبدى وكأنه يستيقظ من قيلولته لينظر إلينا ثم ابتسم بنصروهو يقول

- سبقتك إلى هنا طامعاً بقدح من القهوة الذي تُعده إيليا ولكني لم أجدها ، أين كنتما ؟

أجاب تيم عني وهو يتحرك نحو الأريكة مقابلاً لـ جوثن : - كُنّا في نزهة صغيرة.

" سأترككما تأخذان راحتكما .. إذا احتجتم لشيء سأكون في غرفتي "

أومأا لي لأغادر نحو غرفتي السفلية يبدو بأن لديهم نقاشات للأعمال فـ جوثن
لا يأتي فارغ اليدين هذا ما لاحظته بفترة مكوثي هنا ، أتساءل متى سأخرج تيم من عالم
المهمات ؟
أخذت حماماً سريعاً دافئاً وخرجت لأرتدي بجامة وردية قطنية ، جففت شعري وتركت

المنشفة عليه
رميت بجسدي على السرير بإنهاك ولم أشعر بنفسي كيف غفوت ...














.














.
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 11-28-2018 الساعة 09:03 PM
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 08-08-2018, 04:37 PM
 
Cool

اهلا حبيبتي

الفصل جميل ورائع.و خاصة عند بدايته حقا رائع

اشكرك على هذا البداع وفي انتظار جديدك

دمتي
__________________
باك2021
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 08-22-2018, 02:36 AM
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
من زمااان ما نزلتي لكن كل عطلة و فيها خير...طمنينا ان شاء الله اختبار الباك منيح...يا رب يوفقك..
عالعموم بارتك يجنن كالمعتاد...ادهشتني طيبة تيمي مع الينا...اتمنى فقط الا يستغلها هو الاخر من ناحية والدته...فانا لم تعجبني طريقته فور اءتيقاظ الينا من تلبس والدته..امممم
ما انا متاكدة منه ان لصغيرتنا دورا كبيرا و عاصفة كبيرة ستولدها بحيات تيم ...اتمنى فقط ان تساعده بانتقامه بشكل ﻻئق و استرجاع حقه...
ي تلحقيقة لت ادري ما اقول اكثر..فانا لست من النوع الدي يثرثر ..اسفة...فانا مزاجية بالحديث...
كل احتراماتي و تمنياي لكي بالتوفيق..
لام
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
Florisa likes this.
__________________



نحن أمة لا تنتصر بالعدة والعتاد، ولكن ننتصر بقلة ذنوبنا، وكثرة ذنوب الأعداء، فإن تساوت الذنوب انتصروا علينا بالعدة والعتاد.

الحمد لله الذي تواضع لعظمته كل شيء
الحمد لله الذي استسلم لقدرته كل شيء
الحمد لله الذي ذل لعزته كل شيء
الحمد لله الذي خضع لملكه كل شيء

اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وهج أجارثا || رمادٌ غربيب!! من سعير غلة νισℓєт روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 10 05-16-2018 08:24 AM
وهجُ أجارثا || أفانين الغسق *Alex روايات طويلة 26 03-21-2018 08:11 PM
البصيرة شهاب حسن نور الإسلام - 0 05-01-2013 06:50 PM
يا منقذى فى شدتى الصوت الملائكى نصر الدين طوبار ..فى مصر المحروسة yousrielsaid أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-22-2012 11:54 AM
الحسد يعمي البصيرة nedved أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 05-07-2007 02:58 PM


الساعة الآن 11:06 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011