#136
| ||
| ||
الزهرة الرابعة و الأربعون : سرٌ، نَدَمٌ وَ نُبوءةٌ. مضت التسع ساعات الراحة التي وعدتهم بِها كاترينا بالفعل و بدأوا بالاستعدادِ من أجلِ المغادرة، الجو كانَ ثقيلًا مشحونًا و متوترًا جدًا و إلى أبعد الحدود، و كيفَ لا وما سمعوهُ قبلَ قليلٍ قطعًا لم يكُن مزحة، أما راين فقد كانَ يتصرفُ بطبيعيةٍ تامةٍ بينما يوجهونَ لهُ نظراتٍ مسترقة بينَ حينٍ و آخر، وقفَ الجميعُ أمامَ البابِ استعدادًا للخروجِ فأغمضَ راين عينيه زافرًا قال : إذًا ؟ أجفلَ الجميع ليشتتوا نظراتهم بين بعضهم أو حول المكان بقلق و ارتباك فوجهَ راين نظرةً مخيفة إلى ميرا هَتَفت : أُقسمُ لكَ أنني لم أنطق بكلمة ! زفرَ راين مجددًا و أخذَ يربت على رأسها بسبابتهِ قائلًا بندم : آسف حسنًا ؟، أنا فقط متوترٌ قليلًا... تقدمَ منهُ هاري بقلق قائلًا : عليكَ أن تقدمَ تفسيرًا !، لقد كُنتَ تتعرق و تتمتم و حتى تبكي !، أيحدثُ هذا كل ليلة ؟، ثُم ما الذي فعلتهُ في الماضي لتتأسف كُل ذلكَ الأسف بل و تتخذُ الموتَ أمنية ؟ قالَ ماركوس مرتبكًا و لأولِ مرة منذ وقتٍ طويل تختفي ابتسامته المرحة المعتادة : مـ مهلًا هاري.. لا تضغط عليهِ كثيرًا حسنًا ؟ نظرَ هاري إلى ماركوس قائلًا : بل يجبُ عليّ ذلكّ !، ماركوس أعرفُ أنكَ لطيف لكن تصرفكَ سيؤدي إلى نتائج عكسية !، عليهِ فقط أن يبوح لنا بكل شيء بدل كبته داخله هكذا !، نحنُ يمكننا التخفيفُ عنه بهذه الطريقة ! ماركوس : لكن ! عضّ راين على شفتهِ ليقولَ بصوتٍ خافت : انسوا ما رأيتموه و سمعتموه اليوم فقط.. رجاء... وضعَ لوكي يدهُ على كتفِ راين قائلًا : راي تشي، لقد عشتُ لوقتٍ طويل و أنت تفهمُ ما أعنيه !، أخبرني، ربما أستطيع تفهم شعوركَ... ابتسم راين ساخرًا و أبعدَ يدَ لوكي بهدوء قائلًا : ليسَ عليكَ ذلك !، أنتَ لا تود تجربة شعورٍ فضيع كهذا... همست بياتريس تشبكُ ذراعيها إلى صدرها بقلق : راين... التفتَ نحوها يُحدقُ بعينيها المرتجفتين بدهشة ليقولَ محدثًا ذاته : ليسَ أنتِ أيضًا... فقط أوقفي نظرات الشفقة تلك.. حاولت أن تهتفَ لكنها في النهاية قالت بصوتٍ خافت : أنا سأنتظرك ! اتسعت حدقتا عيناه لتهتفَ مردفة : لقد قلتَ سابقًا أنكَ ستخبرني في يومٍ ما !، و أنا أصدقك !، سانتظرك !، لذا احرص على اخباري حسنًا ؟، راين ! حَدثت نفسها قائلة : ما اريدهُ الان ليسَ الوصول إلى قرية الزهور لابصار ضوء الشمس، بل لفهمهِ أكثر !، لاعرفَ اي نوعٍ من الاهدافِ يدفعهُ ليكونَ مستميتًا للوصولِ إليها، لاكسبَ الحق في الوقوفِ بقربهِ واردَ لهُ شيئًا من جميلهِ في الوقوفِ معي على الرغم اننا كُنا غرباء تمامًا حتى قبلَ بعضة اشهر فقط نظر إليها بدهشةٍ لوهلة ووفاهُ مفتوحٌ ليبدأ بالضحك بعدها حتى أمسكَ معدتهُ لشدتهِ تحتَ أنظار الجميع المذهولة ليبتسمَ في النهاية قائلًا راين : أنتِ فعلًا مجردُ حمقاءٍ ألستِ ؟ تعجبت المعنية لتهتف باستنكار : ما- !، لماذا !! أومأ نافيًا ثم قال : لا، لا شيء.. التف نحوَ البابِ معطيًا اياها ظهره و قالَ بينما يسحب المقبض : سأفعل... أعدكِ أنني سأفعل... فُتحَ الباب على مصراعيه ليستقبلهُم صوتها قائلًا : لقد استغرقَ منكم وقتًا للخروج، لقد ظننتُ أنكم متم ! ابتسمَ راين قائلًا بنبرةٍ مستفزة : حتى معَ أنكِ تُراقبيننا ؟ قهقهت كاترينا بخفة لتقول : معكَ حَق !، لَقد نسيتُ الأمرَ تمامًا !، هلّا دخلنا في المهمِ إذًا ؟، طلبيَ سهلٌ جدًا، سأفتحُ بابًا متصلًا بجزيرةِ التنين، نيفي لافا، وزكلُ ما عليكم فعلهُ هوَ احضارُ أحدِ حراشف التنين الزرقاء إلي، هذا كُلّ شيء ازدردَ راين و.لوكي ريقيهما هامسين : تـ تنين... اعترضت روبي سائلة : مهلًا !، كيفَ لنا طلبُ شيئٍ مِن تنين ؟ ردت كاترينا بنبرة عابثة : لستُ أدري !، إنها مهمتكم لا مهمتي. ظهرَ أمامهم فجأة بوابةٌ من التوباز السماوي أحاطَ بها اطارٌ من الفضة كمقابضها و نقشَ عليها تنين ملتفٌ حولَ نفسهِ بينَ الحفر والندبِ قالت كاترينا بجدية : ما إن تعبروا هذا الباب ستعودُ قواكم السحرية للعملِ مجددًا دونَ مشاكِل... حظًا موفقًا إذًا. مدّ لوكي يدهُ نحوَ مقبض البوابةِ ليسحبهُ نحوه بهدوءٍ فوجدوا نفسهم فجأة على حافةِ الجزيرة العائمة التي رأوها قبلَ دخولهم الشجرة ووالرياحُ تعصفُ بِهم بشدة، كانت الأرض بيضاءَ إسفنجية غطى الثلجُ كُلَ إنشٍ منها و الأشجار زرقاء كرستالية متجمدة تمامًا، يسارهم نهرٌ أزرقُ متوهج يتصاعدُ منهُ بخارًا إذ مر من خلالهِ شيئٌ أصبحَ أنصافًا عدة، ووبالنسبة لبياتريس ففجأة شعرت بصاعقة تمر داخل رأسها لتضغط عليهِ بقوةٍ بينَ يديها تضغطُ على أسنانها و تجثو على ركبتيها تحاولُ كبتَ أنينها من الألم سألَ لوكي قلقًا : ما الأمر بيارين ؟ التفتَ إليها البقية بصمت و القلق يفيض من عينيهم دون أن يتلقوا أي إجابة و فقط سيطرَ الفزعُ على محياها كمن أبصرَ شبحًا على حينِ غرة، أما هيَ فقد كانت تنبثقُ إلى رأسها صورًا عدةً و ما كانت سوى روبي التي تبكي بحرقة بينما تعانقُ جسدَ أحدهم، هاري الذي يرفعُ رأسهُ إلى الأعلى و الدموع تسيلُ من عينيه، جوليا تستلقي على الأرض ووالدماء تفيض خارج جسدها، لوكي يحتدم في قتالٍ معَ شابٍ ذو شعرٍ رمادي، ماركوس بالكادِ يقفُ على قدميهِ و الدماء تسيلُ من فمهِ و رأسه و أخيرًا راين يحترقُ بنيرانٍ بيضاء حينها فقط ازداد إرتجافها ووفزعها لتتشبثَ بقميص لوكي فقد رأت نفسها تأخذُ بيدِ غريبٍ أبيضَ الشعر أحمرَ العينين هتفت بياتريس بفزع : لاويجب علينا الذهاب !، أمور فظيعة ستحدث !! لوكي : إهدأي بيارين !، إهدأي و أخبرينا ما الأمر حسنًا ؟ أومأت بياتريس ببطء بينما لم تكُفَ عن الارتجاف قالت بفزع : لا أعلم.. فجأة، أخذت بعض الصور تتدفقُ إلى عقلي، الجميعُ كانَ مُصابًا... روبي تشان و هاري سان كانا يبكيان، جوليا و ماركوس سان على شفير الموت، لوكي يُقاتلُ شابًا رماديَ الشعر، من ثم... راين... دمعت عيناها لتكمل : يحترقُ بنارٍ بيضاء... سادَ الصمتُ المكان لا أحدَ يعرفُ ماذا يقول أو من أينَ يبدأ ليضعَ راين يدهُ فوقَ أذنهِ بعد أن اخترقها أزيزٌ عالٍ فالتفت ت إليهِ بياتريس فزعة ليهتفَ هوَ راين : مهلـ !، لا تصرخي في رأسي هكذا فجأة ! و من فورهِ لاحظَ نظرات البقية القلقة لهُ فاستعادَ هدوءه قائلًا : بياتريس، الرياح تودّ الحديثَ معكِ... |
#137
| ||
| ||
الزهرة الخامسة و الأربعون : العَرافة. سألت بياتريس بتعجب : مـ معي ؟ مد لها يده و أومأ بالإيجاب لتأخذَ بها دون تردد فنظرَ راين إلى البقية قائلًا : لوكي و ميرا وحشان سحريان لذا لا أستطيعُ نقلَ صوت الرياح لكما، كما أن نقلهُ لخمسة أشخاص أمر صعب ووسيتسببُ في جعليَ عديمَ الفائدةِ لبقية اليوم لذا... أومأ لهُ الجميعُ بجدية لتقولَ روبي : احرصا على إخبارنا بما تقولهُ لاحقًا.. أومأ كل من بياتريس و راين إيجابًا ليغمضا عينيهما معًا وويبدأ الاولُ بتمتمه بعض الكلمات فتوهجِ بالأزرق السماوي لينتقلُ ضوءه إلى الأخيرة فيفصلُ وعيهما عن العالم الخارجيِ جزئيًا قالَ راين : يُفترضُ بكما سماعُ بعضكما الآن، بياتريس، فيينتو ساما.. قالتَ الرياح بنبرة متململة : أعرفُ ذلكَ أيها الطفل.. إذًا، لندخل في المهم على الفور... هتفت : بياتريس ! أجفلت المعنية لهتهفَ بدورها : أ أجل ! سألت : أمتأكدة أن هذا هو كُل ما رأيتهِ ؟ لمع داخل ذاكرة بياتريس المشهد حيثُ تشبثت بيد الغريب أبيض الشعر فقالت بتردد : أ أجل... تنهدت الرياح قائلة : و أنا التي اعتقدتُ أنني أفكرُ بشكلٍ مفرط..من كانَ ليتصورَ أنني سألتقي بكِ مرة اخرى.. سألت بياتريس باستغراب : عفوًا ؟ فردت الرياح : لا، لا شيء.. على كُلِ حال.. ما رأيته لم يكن الماضي بكل تأكيد.. لذا هوَ و من دون أدنى شكٍ المستقبل.. ازدردت بياتريس ريقها لتقول : ا.. المستقـ.. ـبل ؟ الرياح : أخبرتكما ألم أفعل ؟، إن تمكنتِ من الموازنة بينَ سحريكِ المتناقضين ستتمكنينَ مِن الدمج بينهما أو حتى رؤية المستقبل.. و لنكونَ أكثرَ دقة فأنتِ عرافة.. يُمكِنُكِ رؤية الماضي و المستقبل على حد سواء، و سبب استيقاظ قُدرتُكِ كمشعوذة هوَ على الأغلب ايجادكِ لهدفٍ داخلَ الشجرة العظيمة.. بياتريس : هدف.. هاه الرياح : لا بدَ أنكِ تمنيتِ شيئًا بشدة أكثرَ من رؤية ضوء الشمس هناكَ ألم تفعلي ؟ ردت بياتريس بعفوية تامة : اه، هذا كانَ أنني أردتُ البقاء إلى الأبد مع را-- أردف ت بتوتر : أ.. أ.. أ أ، الجميع !، أجل أجل !، الجميع !! قالت الرياح بنبرة مستفزة : هوه هوه، إنها تقولُ أنها تُريدُ البقاءَ قربكَ إلى الأبد راين !، ربما لستَ مجردَ طفلٍ أحمق في النهاية ~ هَتفَ بها راين بتوتر بينما بقيت بياتريس صامتة : توقفِ عن ذلك أيتها الرياحُ ذات التفكير القذر !، أهذا كُلُ ما يشغلُ بالكِ ؟!! قهقهت الرياح قائلة : أجل أجل ~ ثم عاودت الضحك مجددًا بشكلٍ صاخب لتقولَ بياتريس بارتباكٍ ووخجل : أنتِ حقًا مخطئة !، أ.. أنا فقط.. الجميع لطفاء لذا أودّ البقاء برفقتهم دومًا !، ا ا الأمرُ ليسَ ووكأنني أ.. أ.. سألت الرياح على حينِ غرة : تحبينه ؟ انفجرت بياتريس تمامًا لتهمسَ بارتباك : كُنتُ سأقول ليسَ وكأنني أعتبرهُ استثناء.. - عودة إلى الواقع - اكتست الحمرة وجهيهما تمامًا ليبتعدا عن بعضهما سريعًا فأمست بياتريس تمسكُ برأسها بكلتا يديها و تدورُ حولَ نفسها بينما تهمسُ مرارًا و تكرارًا : إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ !، إنهُ ليسَ كذلكَ أخذت تكررها مرارًا وتكرارًا حتى جلست القرفصاء و هي لا تزال تقومُ بذلكَ بينما اكتفى راين بالعضِ على شفتيهِ محاولًا منعَ نفسهِ من الابتسام بينما يضعُ يدهُ أمامَ شفتيهِ دونَ قولِ أي كلمة بينما يحدقُ بهم البقية بتعجبٍ شديد قالت روبي بترددٍ واضح ونبرتها تخبو تدريجيًا : إ إذًا ؟، ما الذ~ي.. تجاهلها راين تمامًا ملتفتًا إلى بياتريس ليهتفَ بها : فقط ما الذي كُنتِ تفكرينَ بهِ بحقّ الجحيم !!! أمسكَ برأسهِ ليقولَ بشيء من الهدوء و الانفعال رأسي على وشكِ أن ينفجر.. دمعت عينا بياتريس لتلتفتَ نحوهُ قائلة : و ما ذنبي إن كانت سيدتُك تقول أمورًا كهذه ! تنهدّ راين بقلة حيلة ليقول : هذا يكفي.. أعلمُ ما الذي تحاولين قوله.. فقط انسي ما حدث.. فأكملت روبي جملتها أخيرا : حدث ؟... التفتَ نحوها الاثنان بوجوهٍ شاحبةوفتخطاها راين بخطواتٍ متثاقلة متوجهًا للجلوسٍ تحتَ شجرة همس: آسف.. فقط دعوني أرتح قليلًا... أسندَ يدهُ إلى الأرضِ المغطاةِ بالثلجِ و أسندَ ظهرهُ إلى الشجرة لينهضَ من فوره هاتفًا : بارد !!! حاولَ النظرَ إلى ظهرهِ إذ بمعطفهِ قد تجمدَ بالفعلِ حيثُ اتكأ تمتمَ راين متذمرًا : هذا المكانُ ليسَ بعاديٍ بدوره أهو ؟ فتذمرَ لوكي : أجل، فهو من صُنعِ تنينٍ بعدَ كُلِ شيء، إذًا ؟، ما الذي قالتهُ الرياح ؟ ارتبكَ راين وقد احمرّ وجههُ قليلًا ليقول : على ما يبدو فهي نبوءة.. ازدردَ كُلٌ من روبي و ماركوس ريقهما لتقولَ جوليا بتردد : نـ نبوءة؟ أومأت بياتريس : أجل.. مع أن ما رأيتهُ كانَ مجرد صورٍ لا غير... هاري : مهلًا مهلًا !، دعيني أستوعب، إذًا ما رأيتهِ هوَ المستقبل ؟ أومأت بياتريس لتقول : و هو تحديدًا ما سيحدثُ اليوم... لوكي : لكن أليسَ غريبًا كونكِ رأيتِ ما حدثَ لنا جميعا وولم تري نفسكِ ؟ همست بياتريس : لقد رأيتُ نفسي كذلكَ.. نظرَ إليها الجميع بتركيز لتنظرَ إلى راين بدورها قائلة : رجلٌ بشعرٍ أبيضَ ووعينان حمراوتان مدّ يدهُ إليّ وكُنتُ على وشكِ الأخذِ بها.. لقد كانَ يُشبهكَ راين.. اتسعت حدقتا عيني راين و بدأ بالاضطراب ليهتفَ بها : بياتريس!، أعدك !، سأحمي الجميع !، سأحميكِ !، سأحمي نفسي !، لكن فقط مهما حدثَ لا تأخذي بيدهِ أرجوكِ ! طرفت بياتريس بعينيها بضع مرة لتسأل : ماذا ؟ أمسكَ بمعصميها و جثا على ركبتيهِ مطأطئًا رأسهُ إلى الأرضِ لتحجبَ غرته عيناه البنفسجيتان فهمسَ : ذلكَ هوَ الشخصُ الوحيد.. الذي لا يجبُ على أحدٍ مِنكم التورط معهُ.. رجاء... بدأ بالارتجافِ فجأة و أخذَ يشدّ قبضتهُ على معصميها لتسأل : ر.. راين ؟ راين : أرجوكم.. سافعلُ أيّ شيء.. لا تتركوني كما فعلَ البقية... |
#138
| ||
| ||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسفه تأخرت في الرد على البارتات حسناً سوف نبدأ في البارتات السابقة جميعها رائعة جداً ولكن البارت الأخير محمس للغاية بدأت تتضح الأمور وأيضا بياتريس رأت المستقبل والشخص الذي مد يده ل بياتريس أظن أنه والد راين أو أخو راين انا متحمسة لتكملة ننتظرك في البارت القادم بالتوفيق |
#139
| ||
| ||
الزهرة السادسة و الأربعون : عَقدٌ. أمسكَ بمعصميها و جثا على ركبتيهِ مطأطئًا رأسهُ إلى الأرضِ لتحجبَ غرته عيناه البنفسجيتان فهمسَ : ذلكَ هوَ الشخصُ الوحيد.. الذي لا يجبُ على أحدٍ مِنكم التورط معهُ.. رجاء... بدأ بالارتجافِ فجأة و أخذَ يشدّ قبضتهُ على معصميها لتسأل : ر.. راين ؟ راين : أرجوكم.. سافعلُ أيّ شيء.. لا تتركوني كما فعلَ البقية... قال أليكسي محدثًا ذاتهُ و الحزنُ يهيمنُ على نبرته : ماتشان، كما توقعت، إعادة أخاكِ إلى المنزل لن تكون أبدًا بالفكرةِ السديدة... على الأقل ما دامَ والدُكِ هُناك... اكتفت روزماري بالصمت كإجابةٍ بينما قالت بياتريس بارتباكٍ تحاولُ تهدئة من امامها : لـ لقد فهمت حسنًا ؟، أعدُكَ أنني لن أفعل، لـ لذا اهدأ حسنًا ؟ أومأ لها بالإيجابِ مرتجفًا دونَ أن يقولَ كلمةً واحدة سألت روزماري : هيي، آلي تشان... همهمَ اليكسي مستفسرًا لتردفَ هيَ : أتعتقدُ أنّ أبي سيأتي إلى هُنا حقًا ؟، أم أن من رأتهُ بياتريس تشان هو... أليكسي : أجل، على الأرجح أن من رأتهُ بياتريس في النبوءة هوَ من تفكرين فيه، ما تشان... أخذَ راين نفسًا عميقًا زافرًا إياهُ ببطء شديد لينهضَ من على الأرض الباردة دون رفعِ قدمهِ عن الأرض و فقط مشى بهدوء ليتعمقَ في الغابة أكثر سألَ هاري محدثًا من حولهُ : أتظنونَ أن للأمرِ علاقةٌ بكوابيسهِ تلك ؟ فرد ماركوس بشرود يحدقُ بأثرِ راين : سيكونُ غريبًا إن لم يكن كذلكَ.. سألت بياتريس : أتساءلُ ما الذي حدثَ معهُ في الماضي أطلقت جوليا تنهيدة لتليها قولًا : أيا كانَ ما حدثَ، فهوَ ليسَ بالأمر الجيد أبدًا.. فوافقتها روبي : معكِ حق... قالَ لوكي : فلنتبعهُ ميرا.. و أنتم أيضًا الحقوا بنا سريعًا... تلفتَ لوكي حولهُ مستغربًا فسأل : ميرا ؟ أما حيثُ راين، فقد كانَ يمشي بلا وعي، خطواتهُ مترنحة، وجههُ شاحب، عيناه ميتتان انعدمَ فيها كُل أثرٍ لذلكَ البريق الحاد المعتاد، عقلهُ مشوشٌ بالكاملِ لا يرى أمامهُ سوى الذكريات الفظيعة لتلكَ الليلة و الذكريات السعيدة التي سبقتها بأيام قليلةٍ هُناكَ حيثُ سمعَ صوتًا مألوفًا لهُ يقول : إن تابعتَ السيرَ بإهمالٍ هكذا فسينتهي بكَ الأمر ضائعًا... راين عادَ إليهِ شيءٌ من بريقِ عينيهِ عندما أجفلَ بهدوءٍ ليلتفت خلفه قائلًا : ميرا.. بقيا يحدقان ببعضهما للحظاتٍ دونَ حراكٍ ليكسر الصمتُ قولهُ : آسف، سببتُ فوضى لا داعيَ لها... تنهدت بقلة حيلةٍ ثُمَ عقدت ذراعيها قائلة : أنتَ حقًا شخصٌ ميؤوس منه ! سكتت قليلًا لتردف : لقد تسكعتُ حولَكَ لعدةِ ساعاتٍ فقط و مع هذا يمكنني الجزم بذلك ! راين : ايه ؟ ابتسمت ثُم قالت : أنا لستُ ببشرية لذا يُمكنك الحديث معي بشأنهِ قليلًا... أجابَ بهدوء : آسف، لا يمكنني ذلكَ.. هؤلاء الأشخاص خطرون بما يكفي ليمسحونا من على وجه العالم بكل بساطة... سألت : إذًا لِمَ لَم يقوموا بذلكَ معكَ ؟ فسّر : هذا لأنني مختلف.. لستُ أعني القوة.. علاقتنا معقدةٌ بما يكفي لتمنعهم عن ذلك ربما.. تنهدّ مبتسمًا ليردفَ بنبرةٍ ساخرة : في الواقع حتى أنا لستُ متأكدًا لِمَ لا أزالُ على قيد الحياة.. لكنهم بالفعلِ يودونَ أسري حاليًا... همهمت ميرا لتقولَ بعفوية بعدَ تفكيرٍ قصير : كما توقعت، أنا لستُ مهتمةً بهذا !، لا أزالُ اودُ أن اعرف قهقه راين قليلًا ليقول : ما كان هذا ؟ ابتسمت و حلقت لتقفَ أمامهُ قائلة : إنهُ كما سمعت نظرَ بعيدًا عنها : إنهُ مؤلم عند الحديث بشأنه زفرت بنفاذِ صبر لتتمتم متذمرة بينما تقلبُ عينيها : انتَ و أعذاركَ التي لا تنتهي.. نظرت إليه قائلة : إذًا فلنشكل عقدًا ! استغربَ قولها : عقد ؟، معي أنا ؟ أومأت قائلة : أجل، عقد، و معكَ أنت ! ابتسمَ ساخرًا ليلوحَ بيده في الهواء نافيًا : لا لا لا لا، هذا غير ممكن أبدًا !، أعني نحنُ سنكونُ متصلان عاطفيًا بشكلٍ جزئي !، سيكونُ مزعجًا لكلينا بكل تأكيد ! قالت : لا تقرر عني ! عضّ على شفتيه قائلًا : لستُ أعترض.. لكن.. أستشكلين عقدًا معي حتى لو كُنت... ##### اتسعت عينيها بصدمة لتُتَمتم بخفوتٍ شديد : لهذا كاترينا ساما قالت... أردفَ راين : أما تزالين ستقومين بالأمر ؟ ابتسمت ميرا بلطف لتقول : سأفعل !، لأنهُ كان حُبًا من أولِ نظرة كما تعلم... فتحَ فاهُ متعجبًا لتردفَ هي : عندما رأيتكَ لأولِ مرة قُلتُ في نفسي يجبُ أن يكونَ هذا الشخصُ متعاقدي.. كما تعلم، نحنُ الجنيات أو ما تبقى منا نبحثُ عن متعاقدين بصفاتٍ مميزة. سأل : و ماهي هذهِ الصفات المميزة بالنسبة لكِ ميرا ؟ وضعت سبابتها على شفتيها لتقول : لنرى، أردتُ وسيمًا بشعرٍ اسود، ذا شخصية قوية و طاقة سحرية عالية و تنبعثُ منهُ هالةٌ قيادية.. و بصراحة كُنتُ أودّ لو كانَ بشريًا طبيعيًا لكنكَ عوضتَ عن ذلكَ سأل مجددًا : كيف ؟ أجابت : كيفَ أصفُ الأمر يا ترى، أنتَ على العكس من ماركوس الذي يبدو لطيفًا لكن هالتهُ مخيفةٌ بطريقة ما.. أما أنتَ فمعَ أنكَ فظ إلا أنكَ دافئ !، كما أن هالتكَ ليست قيادية فحسب إنما هيَ ملكية بطريقة ما.. قهقه راين ساخرًا دونَ أن يتركَ الحزن عينيه ليقول : لا أعلمُ أيجدر بي أن أكون غاضبًا كونكِ نعتني بالفظ أم سعيدًا لوصفيَ بالدافئ سكتَ ليبسط كفهُ فتحطُ ميرا عليه قالَ مع ابتسامة دافئة زينت شفتيه : شكرًا لكِ ميرا.. سأشكلُ عقدًا معكِ بكلِ سرور انتفضت المعنية بسعادة لتهتف : أحقًا ستفعل !! أومأ بالإيجاب ثم أردف : لكن قد تكونينَ أقوى مني، و بما أنكِ سترتبطينَ بي كسيد لكِ ستنخفضُ قوتكِ السحرية لتوازي قوتي حينها.. أجابت : لا بأس !، لا أهتمُ حقًا، كما أنكَ إن كُنتَ أقوى مني سترتفعُ قوتي السحرية كما ستنخفضُ إن لم تكن كذلك ! ابتسمَ لها قائلًا : إذًا، سأبدأ... أومأت لهُ إيجابًا ليجرحَ كلاهما كفهُ و يغمضُ عينيه سامحًا لدمه بالاختلاط مع دمِ الآخر فبدأ راين يتمتم تعويذةً ما كنوعٍ من الطقوس فتوهجَ ضوءٌ قفا كفهِ و على كتفها ليخبو فيتمركزُ مكانهُ وشمٌ لنجمةٍ خماسية مجنحةٍ نصفها الأيسرُ عندَ راين و الأيمنُ عندَ ميرا التي ما إن إنتهت الطقوس ذرفت عيناها بضعَ دمعةٍ لتهمسَ بضعف : فظيع... |
#140
| ||
| ||
الزهرة السابعة و الأربعون : صَوتٌ. ما إن تلا راين تعويذتهُ حتى توهجت نويلي بشكلٍ مضاعف ليخبو وهجها من الأعلى إلى الأسفلِ منتقلًا إلى راحة كفّ راين فيظهرُ مكانهُ وشمٌ قفا كفهِ الأيسر لنصفِ نجمةٍ خماسية بجناحٍ ميسرتها و كذلكَ الأمرُ عندَ كتفِ ميرا الأيمن غيرَ أن الجناحَ كان ميمنة النصف الأيمن للنجمة، مرت بضعُ صورةٍ داخلَ رأسها و كذلكَ هوَ، ذرفت الأولى بضعَ دمعةٍ من عينيها بصمتٍ و فاها مفتوحٌ يعجزُ عن الاطباق همست بإنكسارٍ اخيرًا : فظيع.. إبتسمَ لها راين بلطفٍ ليقول : تمتلكينَ عائلة لطيفة حقًا.. أومأت برأسها مهمهمة إيجابًا لتقولَ : و أنتَ تملكُ ماضٍ فظيع.. لا ألومكَ كونكَ ميؤوسًا منه.. قام يشدّ خدها الصغير قائلًا بنبرة ساخرة مبتذلة : لستُ ميؤوسًا منه ! أغلقت عينيها الدامعة ألمًا لتقول : آشفة آشفة !، رقد فهمثُ رِذا يُمكِنُكَ تركي.. ابتسمَ برضا ليتركها قائلًا : لنعد إلى حيثُ الجميع.. ردت بينما تفركُ خدها المحمر : أجل.. التفتَ راين خلفهُ إذ به يقولُ بهدوء متعجبًا : لوكي.. قالت ميرا متفاجئة : هـ هذا هوَ لوكي !، لـ لم أكن اتوقعُ أن تكونَ هيأتهُ الحقيقية هي سنجاب فضي ! رفعَ لوكي كف يدهُ ملوحًا في الهواء : يا ~ ، ما الذي تفعلانه ؟ راين : أنتَ فعلًا تعرفُ متى تظهرُ كسنجابٍ و متى لا تفعل ألستَ ؟ ضحكَ لوكي بفخرٍ ليظهرَ من خلفهُ البقية فكادت بياتريس أن تسألَ راين المرتبكِ عن حالهُ لولا تحليق ميرا المفاجئ نحوهم لتستعرضَ عليهم الوشمَ على كتفها وتتحدثُ بعلوٍ ووحماس ميرا : انظروا انظروا !، لَقد حصلتُ على متعاقدٍ لتويَ فقط ! قالَ هاري متفاجئًا : وشمُ متعاقد.. أتعاقدتِ مع القائد توًا فقط ؟ ضربت قلبها بقبضتها فخرًا لتقول : أجل ! أليكسي : أنا متفاجئ حقًا من قدرتها على إقناعِ ذلكَ العنيد ! ردت روزماري بغضبٍ مكبوت : أتريد الموت آلي تشان ؟ قالَ سريعًا : آسف ! سألَ لوكي بمرح : إذًا ؟، كيفَ هوَ شعورُ كونكِ متعاقدة ؟ أجابتهُ دونَ تردد : فظيع للغاية !، مشاعرُ هذا الشخص تتخبط باستمرار ! هتفَ بها راين : مهلًا !، انـ-- قاطعتهُ قائلة : لكن فعلًا !، إنهُ متواضعٌ جدًا ، قوته السحرية كبيرة إلى حدٍ مخيف !، أشعر أني ابتلعتُ عشرات الأضعافِ من قوتي السحرية مرة واحدة فجأة ! لوكي : حسنًا، نحنُ نتحدثُ عن شخصٍ دفعَ بنيزكٍ ما بعيدًا ~ أدركت ميرا فجأة لتقول بهدوء : مهلًا.. أنا أشعرُ بشيءٍ غريبٍ في قلبي.. التفتت إلى راين لتردفَ بمكر : إذًا أنتَ من النوع الذي يخجلُ عندَ الامتداحِ هاه ~ هتفَ بها راين بإنزعاجٍ متلعثمًا : لستُ كذلكَ ! ثُم تمتمَ بصوتٍ مسموعٍ متذمرًا : جميعكم متملقون تشتمون ثم تمدحون ثم تعودون للشتم ! أثناء ذلكَ كانت بياتريس تقهقه محاولةً كتم ضحكتها لكنها أفلتتها فقط عندما سمعت جملة راين الأخيرة قالت من بين ضحكاتها : آ.. آسفة.. الأمر فقط.. أعلمُ أنّ راين شخصٌ غريبٌ فعلًا، لكن بالتفكير بأنهُ يخجلُ من الامتداحِ فقط.... هذا سيء.. لا أستطيعُ التوقف ! شعرَ راين حينها بقلبهِ يحلقُ فجأة لكنهُ ادعى الغضب ليهتف : حمقاء !، اخبر-- سكتَ فجأة ليقول بجدية : علينا الإسراع.. هُناكَ حضورٌ غريبٌ يثقلُ الجو وافقهُ لوكي من فورهِ قائلًا : لقد شعرت بهِ بدوري.. يالهُ من تعطشٍ مخيف للدم... تحركَ الجميع بعدَ أن اتفقوا على التوجهِ إلى البركانِ الذي يتوسطُ الجزيرة علّهُ يكونُ عرينَ التنين، ما إن بدأوا التحرك و بعد مدة قصيرة من ذلكَ تخللَ مسامع روبي صوتٌ مألوفٌ ينادي باسمها.. التفتت إلى الخلفِ تتحققُ بعينيها بهدوء لبضعِ ثانية لكن دونَ أن تلمحَ أو تسمعَ شيئًا، أقنعت نفسها أن كُل ما سمعتهُ ما هو إلا محضُ وهمٍ من نسجِ خيالها لتسارعَ في اللحاق بالبقية و كُلٌ لا يفكرُ سوى بنبوءة بياتريس. وما ستؤول إليه المؤولة بعدها سألَ ماركوس بقلق طفيف : ما الأمر ؟، روبي تشان.. هَزت روبي رأسها نافية لتقول : لا، لا شيء... " روبي : و هكذا، نحنُ واصلنا السير نحو عرين التنين، نخالُ إدراكنا لمستقبلنا المعتم، لكننا لم نكن ندركُ منهُ شيئًا، عالقون في الماضي، خائفونَ من المستقبل.. الندم ؛ الخوف ؛ الحزن ؛ الشوق ؛ الحيرة ؛ التردد.. بتلكَ امتزجت مشاعرنا.. ذلكَ كانَ حينَ أدركنا.. و تشابكت الأقدار.. ليتشوهَ كُلُ شيءٍ في لحظة..." نادى ذلكَ الصوتُ باسمها مجددًا لتلتفتَ روبي إلى الخلفِ ببطء فعادَ ذلك الصوت معاتبًا : أحقًا نسيتِ بشأني ؟، روبي.. و لحظةَ وقعت عيناها عليه، قلبها كما لو أنهُ سقط في هاوية، تفرقت شفتاها و الكلمات لا تخرج، ووفقط تحت تأثير الصدمة تنظر إليهِ هوَ الذي جعلَ صدرها يحترق. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية فتيات الزهور | روزماري | روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة | 69 | 02-25-2017 01:41 AM |
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) | فارديا | روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة | 11 | 09-30-2015 12:51 PM |
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية | florance | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 02-26-2014 02:28 PM |
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون | الحب الساكن | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 13 | 07-03-2011 03:30 PM |
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... | samir albattawi | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 24 | 09-12-2007 08:57 PM |