#166
| ||
| ||
الزهرة السابعة و الستون : عائلة. أبعدَ راين إيفا عنهُ بهدوءٍ بينما لا يزالُ متمسكًا بكتفيها، تأملَ وجهها ليبدأ بمسحِ دموعها مبتسمًا قالَ : هيا، كفي عن البكاء حسنًا ؟. مسحت ميرا دموعها لتقولَ : لا داعي للتظاهرِ بالقوةِ راين.. أشعرُ بقلبكَ يحترق.. هتفَ راين منزعجًا : اخرسي!. نظرت إيفا إلى ميرا سائلة : من هذهِ القزمة ؟. أجفلت ميرا تحدثُ ذاتها : لقد نعتتني بالقزمة !!. نظرَ راين إلى ميرا بدورهِ قائلًا : صحيح، إيفا، هذهِ ميرا متعاقدتي، ميرا، إيفا، والدتي. انحنت ميرا قائلة : سررتُ بلقائكِ، إيفا ساما زفرت إيفا مجيبة : لاداعي لألقابِ التعظيم، إيفا وحدها تكفي. تمسكت إيفا بكفِّ يدِ راين تسحبهُ و ماري للجلوسِ على ثلاثٍ من أصلِ أربعِ كراسٍ فارغةٍ على جانبي المكتبِ قالت : إذًا ؟، أستتكلمُ أم ماذا ؟، أينَ كنتَ حتى الآن ؟، ماذا فعلتَ ؟، كيفَ أبليتَ ؟. راين : في ذلكَ اليوم، لقد انتقلتُ إلى عالمِ البشر... هُناكَ التقيتُ معلمي، تدربتُ تحتَ يدهِ على سحرِ الرياحِ و أنا أتقنهُ تمامَا الآن، مرت السنينُ و توفيَ بينما بدأتُ أنا أجوبُ العالم فقط، و قبلَ عامٍ و نصفِ عامٍ من الآن وجدتُ الطريقة لبلوغِ هدفي و ها أنا في طريقيَ إليهِ. إيفا : هذا فقط ؟. أومأ راين بالإيجابِ قائلًا : معَ ذلكَ قلةٌ منَ الشياطينِ استطاعوا بلوغَ ذاكَ العالمِ كذلكَ، انتشرَ بينَ البشرِ كونَ الشياطين مخلوقات تملكُ عيونًا حمراء ياقوتية مرعبة و يقتاتونَ على دماءِ البشرِ.. لقد أصبحنا مصدرَ رعبٍ لهم. إيفا : على عكسِ البشر، نحنُ نمتلكُ شجرةَ الدمِ لتزودنا بما نحتاجهُ من غذاء لنعيش... نحنُ لا ندخلُ حروبًا مع بعضنا و لا نقتاتُ على كائناتٍ حيةٍ أخرى.. و لم يسبق لنا أن قتلنا من أجلِ المتعة.. مما جعلَ البشرَ مجردَ خرافةٍ يخيفون بها الأطفال ليحافظوا على موعد النوم... لكن الآنَ أصبحَ العكسُ تمامًا.. و كلُّ ذلكَ بسببِ والدكَ و تلكَ المرأة. تمتمَ راين قائلًا : المسؤولية تقع على عاتقي قبل أن تقعَ على عاتقِ أيِّ أحدٍ آخر.. ثُمَ أردفَ سريعًا : بالمناسبة، لم أشعر حتى بحظورِ والدي في المكان، هوَ ليسَ هُنا ؟. أومأت إيفا لتقول : أجل.. هو غادرَ المكانَ قبلَ ثلاثةِ أيام.. إذًا بأيِّ غايةٍ جئتَ إلى هُنا ؟. حكى لها راين القصة إبتداءً من صعودهِ على متنِ السفينة و حتى وصولهِ إلى هُنا فهمهمت متفهمةً : لقد فهمت، باختصار إنتَ تودُ مني انقاذَ حبيبتك. هو أجفلَ فزعًا لتكتسيَ وجههُ حمرةٌ خفيفة فهتفَ منزعجًا : هي ليست كذلك !. بينما أخفت ماري فاها بذراعيها معبرةً عن صدمتها من صراحةِ والدتها قالت الأخيرة متذمرة : يا رجل وجهكَ كتبَ عليهِ أحبها. عضَّ راين على شفتهِ : هي مجردُ طفلةٍ حمقاء !. ضحكت إيفا حتى أدمعت عيناها ثُمَّ قالت : سأساعدُ بكُلِّ سرورٍ. تحولت نبرتها إلى الجدية : على أيِّ حالٍ راين. همهمَ راين مستفهمًا لتردف : كيفَ تزودتَ بالدمِ كُلَّ تلكَ الفترة ؟، عيناكَ لا تزالانِ بنفسجيتانٍ تمامًا، أنتَ قطعًا لم تشرب قطرةَ دمٍ بشريٍ واحدة سكتَ دونَ إجابةٍ لتكمل : أنتَ لم تشرب من دمكَ صحيح ؟. أخفضَ راين رأسهُ إلى الأسفلِ و اكتفى بالصمتِ لتنهض إيفا منفعلةً هتفت : أجننت !!، بِمَ كُنتَ تفكر !، ما قمتَ بهِ أشبهُ برميِ نفسكَ في الجحيم !!. راين : آسف.. لَم يكن أمامي خيارٌ آخر... ابتسمَ بانكسارٍ ليردف : لكن من وصفهُ بالجحيمِ لم يكن يمزح. أمسكت روزماري بكفِّ يدهِ بمحاولةٍ للتخفيفِ عنهُ بينما ملامحُ الحزنِ تهيمنُ على وجهها أمسكت إيفا بخدهِ بلطفٍ قائلة : أنتَ أحمق رائع !، لكنكَ أحمقٌ أكثرَ من كونكَ رائعًا !، و كمكافئة أعدكَ بأن أنتهي من الترياق خلالَ ثلاثةِ أيام !. هو تمسكَ بيدها ليهتفَ بسعادة : حقًا ؟، بهذهِ السرعة ؟. أومأت لهُ إيجابًا ليحتضنها بقوةٍ مردفًا : أشكركِ جزيلًا !، شكرًا لكِ أمي !. تذمرت إيفا : أخبرتكَ أن لا تناديني أمي !. راين : بربكِ !، أستحرمينَ ابنكِ الذي لم يركِ منذُ قرنٍ من هذهِ الكلمة ؟. أجابت متفاجئة : و- وجهةُ نظر... قضى راين و روزماري بالإضافة إلى ميرا وقتهم في غرفةِ الأول يمزحونَ و يقصونَ على بعضهم بعضَ المواقف التي صادفتهم حتى الآن أو يقلدونَ أشخاصًا بشكلٍ مضحك فإن لمحَت بياتريس أو أحدُ رفاقِ راين الأخير الآن لما عرفهُ فهوَ رغمَ طبيتهِ و اندفاعه إلا أنهُ فاترٌ عكسَ الآن تمامًا، حلَّ الليلُ و لم تعد إيفا قادةً على مقاومةِ رغبتها في رؤيةِ أكبرِ ابنائها، هي ماتزالُ غَيرَ مصدقةٍ لكونهِ أصبحَ شابًا بعيدًا عنها، فتحت بابَ غرفتهِ بهدوءٍ شديد لتقبلَ على الغرفةِ فإذ بها ترى روزماري و قد نامت قربَ أخيها لتدركَ إيفا كونَ ابنتها لم تترك جانبَ شقيقها منذُ وصلَ و حتى الآن، اقتربت منهما تمسحُ على شعرِ ابنها الأسود بهدوءٍ شديدٍ نزولًا إلى وجهه ثُمَّ إلى رقبتهِ، عانقتهُ و أخذت تشبعُ نفسها من رائحتهِ التي افتقدتها كثيرًا ربما أكثرَ من افتقادهِ هوَ لها، دفنت وجهها في صدرهِ ليتخللَ مسامعها صوتُ تمتماتهِ بطلاسمَ عجزت عن فهمها رفعت رأسها تنظرُ إلى وجههِ المعكرِ و دموعهُ العالقة بينَ رموشهِ و قد نطقَ ما فهمتهُ أخيرًا و لم تكن سوى كلمة سامحاني. |
#167
| ||
| ||
الزهرة الثامنة و الستون : نحنُ ذاهبانِ. " راين : مرت الأيام الثلاثُ سريعًا بينما أقضيها معَ ماري و ميرا، أدركتُ خلالَ هذهِ المدة القصيرة كم كنتُ أشتاقُ لها و لوالدتي و كم كنتُ أشغلُ نفسي عمدًا لأمتنعَ عن التفكيرِ بهما... و في الواقع فأنا أشتاقُ للوكا بالقدرِ الذي اشتاقُ فيهِ لهن ، لا أعلمُ ما حدثَ خلالَ المدة التي غبتُ فيها لكن ما أعرفهُ هوَ أنّ لوكا يستحيلُ أن يكونَ شخصًا سيئًا، على كُلِّ حال فأمي قد أنهت الترياقَ بالفعلِ و ها نحنُ ذا." وضعت أمامهُ أربع قاروراتٍ متباينةِ الأحجامِ و الالوانِ، فأحدهما أصفرُ و الآخرُ أزرقُ داكن، زهريٌ و أحمرُ بقراورةٍ كبيرةٍ على عكسِ البقية. أشارت إيفا إلى القواريرِ بالترتيب قائلة : الأصفر ترياقُ بياتريس، الأزرقُ النيلي لفتحِ بوابةٍ إلى البعد المحايد، الزهري ليبعدَ عنكَ الكوابيس والأحمر دمٌ مركزٌ منَ الشجرة العظيمة، تضعُ مقدارَ ملعةٍ في كأسٍ و تملأ الباقي ماءً، لا مزيدَ من شربكَ لدمك !. ابتسمَ راين بهدوءٍ مجيبًا : شكرًا لكِ أمي... لكني مضطرٌ لإعادةِ اثنينِ منهما. رفعت إيفا أحد حاجبيها مستنكرة ليدفعَ بالسائلان الأزرق النيلي و الزهري ناحيتها بهدوءٍ قائلًا : لا أنوي الدفعَ بتلكَ الكوابيسِ بعيدًا.. إنها تذكرني بهدفيَ مرارًا كي لا أنساهُ يومًا ما.. إيفا : و الثاني ؟. أجابَ راين : هُناكَ عدوٌ لا أستطيعُ لمسَ شعرةٍ منهُ بقواي الحالية.. و عليهِ أخططُ للعبورِ من خلالِ شجرةِ الدم.. إيفا : حتى و لو، خذهُ معكَ، قد تحتاجُ يومًا العودةَ إلى هُنا كما الآن. ابتسمَ لها و أخذهُ فعانقها بقوةٍ قائلًا : أنا ذاهب.. همست بدورها : انتبه إلى نفسكَ. تركها ليقفَ أمامها فسألت : ألا بأس بالمغادرة هكذا حقًا ؟، أستتركُ ماري خلفكَ ؟. أومأ راين بالإيجابِ قائلًا : لا أودُّ إقحامها في الأمر. التفتَ مغادرًا باتجاهِ البحيرةِ فقالت إيفا : أرسل تحياتي لبياتريس !. لوحَ بيدهِ معطيًا إياها ظهرهُ فهتف : لن أفعل !. قهقهت إيفا لتهتفَ بهِ : وغد !. همّ راين بعبورِ بحيرة الدمِ لولا تلكَ الكف التي تمسكت بمعصمهِ فهتفت صاحبتها بصوتٍ مرهقٍ من بينِ لهثاتها : مهلًا !، لا تذهب. التفتَ نحوها متفاجئًا : ماري ؟. روزماري : لا تتركني دونَ التفوهِ بأيِّ كلمةٍ مجددًا.. رجاءً.. ربتَ راين على رأسها قائلًا : آسف، لا يمكنني أخذكِ معي.. سأعبرُ شجرةَ الدمِ، أنتِ تدركينَ ماذا يعني ذلكَ صحيح ؟، احتمالُ 95% أننا سنموتُ في الداخل. روزماري : حتى و لو !، إن متنا دعنا نموتُ معًا !. نظرَ راين إلى والدتهِ مستنجدًا فقالت الأخيرة : و لِمَ لا ؟، اذهبا، إن كانَ قراركما فلن أمنعكما ابدًا. هتفَ راين منزعجًا : حقًا أمي !، كيفَ لكِ أن تسمحي لها بذلكَ ؟. إيفا : و لِمَ أسمحُ لكَ و أمنعها ؟، ماري بالغةٌ مثلكَ تمامًا !. بانَ الانزعاجُ على وجهِ راين ليبعثرَ شعرهُ بقوةٍ و ما لبثَ أن استسلمَ موافقًا، تشبثَ الأخوانِ بيدِ بعضهما ليرفعَ راين نفسهُ و إياها في الهواءِ بينما تحلقُ ميرا قريبًا منهم هتفت إيفا : احمها جيدًا ما إن تصل إلى البعد المحايد !. بينما اكتفى هوَ بالابتسامِ لنفسهِ فقط، حطَّ الثلاثة على جذعِ شجرةِ الدمِ ليسكبَ راين قطرة منَ الترياقِ على الأرضِ قائلًا : ميرا، شجرةُ الدمِ لا يدخلها سوى الشياطينِ لذا اسبقينا إلى هُناك. رمى لها زجاجةَ الترياق أصفر اللونِ لتتمسكَ بهِ بكلتا يديها هاتفة: ثقيل !، هذا بِطوليَ تقريبًا !. راين : ترياقُ بياتريس !... أعتمدُ عليكِ !. أومأت لهُ بالإيجابَ لتذهبَ كما جاؤوا بينما التفتَ راين و روزماري إلى شجرةِ الدمِ فابتسمَ الأولُ مربتًا على شعرِ أختهِ قال : أنذهب ؟. أومأت لهُ بالإيجابَ بينما تحدقُ بتلكَ الفجوة التي تتوسطُ جذعَ الشجرةِ أمامها همست : إن خرجنا منها أحياءً... سنكونُ اكتسبنا قوةً توازي الكوارث الطبيعية.. و معرفة تساوي العالم... صحيح ؟، أخي الأكبر.. هو أومأ إيجابًا ليطمئنها قائلًا : لا بأس.. نحنُ لن نخسرَ أمامَ شجرة صحيح ؟. تشبثت ماري بمعصمِ شقيقها مزدردةً ريقها ليدخلَ الاثنانِ إلى الفجوةِ معًا. |
#168
| ||
| ||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخبارك؟ البارتات رائعة جداً لقد انصدمت كثيراً من ايلينا عندما قتلت غوبر ولكن كيف راين جلس ثلاثة أيام في بلده ثلاثة أيام كفيلة بموت بياتريس هل من الممكن أن يكون الوقت عند البشر يختلف عن الوقت الذي عند الشياطين ما أقصده هو أن ثلاثة أيام عند الشياطين يكون عند البشر وقت أقصر عند عودة ميرا سيكون مرة دقائق على رحيلها متحمسة للأحداث القادمة بالتوفيق |
#169
| ||
| ||
الزهرة التاسعة و الستون : القرية أحادية الألوان. في تلكَ الأثناءِ في أرضِ الزجاج. سارَ هايدن برفقةِ روبي و هاري خلفَ سَيلاه لتلتفتَ الأخيرةُ نحوهم قائلة : لقد وصلنا. " هايدن : تبعنا سيلاه نمشي وسطَ السهولِ لينتهي بنا الأمرُ داخلَ غابةٍ منَ الأشجارِ الكرستالية، كانت تعكسُ صورنا سواءَ على جذعها أغصانها أو أوراقها، و رغمَ كونها شبهَ شفافةٍ إلا أنَّ العجيبَ كونَها لا تعكسُ ما خلفها، كما لو كنا في عالمٍ منَ الزجاجِ أو المرايا، فجأة التفتت سيلاه ناحيتنا تخبرنا بوصولنا إلى وجهتنا و هي قريتها، تمسكت بأغصانِ الأشجارِ تزيحها عن الطريقِ لتبرزَ قريتها من خلفها، و يا للمفاجأة فهذهِ الأشجار لينةٌ عكسَ ما تبدو، أما تلكَ القرية ؟، فقد كانت مملوءة بعواميدٍ منبثقةٍ من الأرضِ و في القمةٍ تقعُ منازلهم، ما أثارَ استغرابي هو عدمُ وجودِ أيِّ سلالمٍ تؤدي بهم إلى أعلى فكيف بحقِ السماءِ يطالونها ؟، ليسَ و كأنهم يمتلكونَ أجنحةً على أيِّ حال !، وقفت سيلاه أمامَ أكبرِ المنازلِ، مدت سيلاه قدميها كالفرجالِ فلا تطالُ الأرضَ سوى أصابعها لتدورَ حولَ نفسها ترسمُ دائرةً بإحدى قدميها ما حدثَ بعد ذلكَ هو أنَِّ دائرةً مضيئةً توهجت حولها لترتفعَ قطعةٌ من الأرضِ، هي أشارت لنا بالصعودِ لنمتثلَ لها و ما إن لبثنا حتى ارتفعت بنا إلى الأعلى حتى وصلنا مدخلَ المنزلِ" ابتسمت سيلاه قائلة : سأعرفكم بزعيمِ القرية !. تذمرت روبي قائلة : فليكن لطيفًا رجاءً.. لقد اكتفيتُ منَ الزعماءِ بصراحة.. سألَ هاري : على أيةِ حالٍ، أأنتِ ساحرةُ رياحٍ ؟، سيلاه سان، هذا نادرٌ بالفعل. أحنت سيلاه رأسها إلى الجانبِ سائلة : سحر ؟، ما هذا ؟. ابتسمت بإشراقٍ لتفتحَ البابَ هاتفةً : لقد عدتُ أمي !، أبي !. أطلت والدتها منَ المطبخِ قائلة : مرحبًا بعودتكِ سيـ- ما إن لمحت الأمُ روبي و من معها قريبًا من ابنتها حتى تقدمت منهم بخطواتٍ متسارعةٍ عنيفةٍ تسحبها إليها من معصمها فتعانقها بينما ترمقُ الثلاثةَ بنظراتٍ عدائيةٍ هتفت : من أنتم !. أما سيلاه فقد همست ببراءة : أمي ؟. ابتسمَ هايدن بلطفٍ ليقتربَ من والدة سيلاه متمسكًا بكفها بكلا كفيهِ قائلًا بلطفٍ : المعذرة جميلتي !، لم يكن بمقصودنا إزعاجكم.. كنا تائهينَ قريبًا من هُنا و عرضت علينا ابنتكِ بكُلِّ لطفٍ مكانًا نستفسرُ فيهِ عن موقعنا و وجهتنا. توردت وجنتا الأمِ لترد بلطف : اوه يا إلهي !، لا بدَّ أنّ هذا كانَ صعبًا عليكم !، تفضلوا إلى الداخلِ لتأكلوا بعضَ الطعام.. سيلاه دليهم على غرفةِ المعيشة... ذهبت الأمُ إلى مطبخها بينما ابتسمت سيلاه بسعادة : لنذهب !. تعمقت سيلاه في المنزلِ بدورها ليربتَ هاري على كتفِ هايدن قائلًا : أحسنتَ يا قاتلَ النساء !، أدعو أن لا يقتلكَ زوجها.. ابتسمَ هايدن ببلاهةٍ يحكُ رأسهُ بينما يضحكُ بتكلفٍ ليقول : حسنًا، لن يعلمَ ما لم يخبرهُ أحد.. تنهدَ كُلٌّ من هاري و روبي معًا تعبيرًا عن يأسهما بتغيرِ الأولِ و فقط إتجها إلى غرفةِ المعيشة. سألت سيلاه : هل عادَ أبي ؟. فأجابت والدتها : لا، ليس بعد، لِمَ ؟. لَم تكد الأمُ أن تُنهيَ جملتها حتى تخللَ مسامع الحاضرينَ صوتُ البابِ الرئيسيِ يفتحُ و بعدها صوتٌ عميقٌ قائلًا : لقد عُدت !. انتفضت سيلاه بسعادةٍ لتهرولَ نحوَ والدها معانقةً إياهُ فقالت : مرحبًا بعودتكَ أبي !. ربتَ والدتها على شعرها ليقهقهَ مستمتعًا فقال : سيلاه !، ما سرُ هذهِ الحيويةِ و السعادةِ كُلها اليوم ؟!. تمسكت سيلاه بكفِّ يدهِ تسحبهُ نحوَ غرفةِ المعيشةِ قائلة : هُناكَ ما يجبُ أن تراهُ حالًا !. دخلَ الاثنان غرفةَ المعيشة و ما إن لمحَ والدها الثلاثةَ حتى تحولت ملامحهُ إلى الغضبِ هاتفًا : ما معنى هذا سيلاه !!. نهضَ هايدن مبتسمًا ليمدَّ يدهُ إلى والدها قائلًا بلطف : أدعى هايدن تُركواز.. سررتُ بلقائكَ سيد.. نظرَ والدها إلى كفِّ هايدن ليتجاهلها مستمرًا بتوبيخِ ابنتهِ : أنى لكِ إحضارُ البشرِ إلى هُنا ؟!!!. هيَ قالت بتردد : أبي إنهم ليسوا-- بينما استمرَ هايدن ينظرُ إلى كفِّ يدهِ بتعجبٍ، صاحَ بها بعضب : صمتًا !، لا أودُ سماعةَ كلمةٍ أخرى !. هوى بكفِّ يدهِ محاولًا صفعها فور ما أنهى جملتهُ الأخيرة. |
#170
| ||
| ||
الزهرة السبعون : نحنُ لسنا ابطالًا، نحنُ مرتزقة. همَّ والدُ سيلاه بصفعها لتغمضَ الأخيرةُ عينيها بانتظارِ تلكَ الصفعة غيرَ أنَّ الثوانِ مرت بينما لَم تشعر بشيء، فتحت عينيها فإذ بهايدن ممسك بمعصمِ والدها ليقولَ بجدية هايدن : لا يجبُ عليكَ صفعها من الأساسِ فما بالكَ بصفعها أمامَ غريب ؟. لم يبدِ والدها أيَّ ردةِ فعل فأردف هايدن : في المقامِ الأول نحنُ من ألحٌَ عليها بإرشادنا إلى هُنا لذلكَ الأمرُ ليسَ خطأها، و إن كانَ وجودنا هُنا غيرُ مرحبٍ بهِ فسنرحل. زفرَ الأبُ مجيبًا : إذًا فلتغادروا سريعًا. هتفت سيلاه بقلق : غيرُ صحيح !، أنا من عرضَ عليهم المجيءَ إلى القرية !. ابتسمَ لها هايدن بودٍ قائلًا : لا بأس سيلاه، شكرًا لدفاعكِ عنا. همست روبي في أذنِ هاري سائلة : ألا بأسَ بألا نتدخل ؟. أجابَ هاري : من الأفضل أن ندعَ الأمرَ لهاي ني حاليًا. نظرَ هايدن إلى والدها بجدية قائلًا : لكن رغمَ ذلكَ ألا تجدُها مضيعة ؟. رفعَ والدُ سيلاه أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا فأكمل : أعني، يمكننا الإستفادة من بعضنا بعضًا.. زفرَ والدُ سيلاه بنفاذِ صبرٍ فقال : اختصر رجاء. هايدن : نحنُ جئنا منَ الجانبِ الآخرِ منَ العالمِ، هدفنا الوحيدُ هوَ بلوغُ قريةِ الزهورِ، ولنقومَ بذلكَ يجبُ علينا العبورُ من هُنا.. لكن، يجبُ علينا أن نصبحَ أقوى أولًا بما أننا في صددِ مواجهةِ عدوٍ ذو قوةٍ جبارة.. و هُنا، سيلاه تشان استخدمت قوةً ما لترفعنا إلى هُنا، معَ ذلكَ هي قالت أنهُ ليسَ سحرًا !، نحنُ نودُ لو تُعلِمُنا طريقةَ استخدامِ تلكَ القوة. كتفَ والدُ سيلاه ذراعيهِ قائلًا : وماذا سأستفيدُ أنا ؟. ابتسمَ لهُ هايدن مجيبًا : إن استطعنا دمجَ أساليبكُم و سحرنا سيفتحُ هذا المجالَ لكلينا ليسَ لزيادةِ القوةِ فقط إنما لتحسينِ المعيشةِ أيضًا !. سألَ مقابلهُ : و كيف ؟. هايدن : في عالمنا إن صحَّ القول، نستخدمُ السحرَ لتحسينِ المعيشة، مثلًا نستعملُ سحرَ الضوءِ لإنارةٍ أفضلَ في الظلام، و سحر التخاطرِ لنتواصلَ بشكلٍ أسرعَ من الرسائل، أو سحرَ الجليدِ لتبريدِ الجوِ صيفًا و الحرارةِ لتسخينِ الجو شتاءً بالإضافةِ إلى أمورٍ أخرى كثيرة، تخيل كم ستسهلُ حياةَ كلينا إن تعلمَ أحدنا أساليبَ الآخر... همهمَ والدُ سيلاه مفكرًا ثُمَ قالَ : مبدأيًا موافق، لكن ما الذي سيضمنُ لي أنَّ العدوَ الذي يواجهكم لن يظهرَ في قريتنا ؟. هايدن : لا داعي للقلقِ من هذهِ الناحية، المستهدفُ هوَ رفيقٌ قد انفصلنا عنهُ مؤقتًا، أما نحنُ فنودُ لو نساعدهُ فقط. مدَّ الأبُ يدهُ نحوَ هايدن مصافحًا : لا مشكلةَ إذًا !، إتفقنا. صافحهُ هايدن مبتسمًا ليومأ بالإيجابِ : أجل !. هتفت سيلاه بينما تعانقُ روبي بسعادة : أجل !!. اقتربَ والدُ سيلاه من هايدن كثيرًا متمعنًا في وجههِ فقال : على أيَّ حال... سكتَ ليمسكَ بخصلِ هايدن الشقراءِ مردفًا : ماذا تسمونَ هذا اللون ؟. أجابَ هايدن مبتسمًا : أ- أصفر.. أكملَ الأخيرُ محدثًا ذاته : أشعرُ أنني كُنتُ في موقفٍ مشابهِ لهذا منذُ وقتٍ قصير... حدثت روبي نفسها قائلة : أراهنُ أنّ هذا كُلُّ ما كانَ يشغلُ تفكيره !. حمحمَ الأبُ قائلًا : و الآن، لنذهب و نعرفَ أهلَ القريةِ عليكم. في وسطِ تلكَ القرية وقفَ الزعيمُ و الذي هوَ والدُ سيلاه أعلى تلكَ المنصة العملاقة أمامَ شعبهِ معلنًا عن ضرورةِ تجمعهم من رضيعِ و إلى مشيبٍ، و معَ أنها قرية إلا أنَّ سكانها بالفعلِ تعدوا المائة نسمة، و بالطبعِ جميعهم بعيونٍ رماديةٍ و شعرٍ ما بينَ الأبيضِ و الأسودِ تمامًا كما سيلاه و أسرتها. هتفَ الزعيمُ قائلًا : هدوء !. إنجلت الضوضاءُ تمامًا ما إن نطقَ كلماتهِ ليردفَ : اليوم، أنا زعيمكم فيليب تيديوس لديَّ إعلانٌ مهمٌ أثقُ بأنهُ سيغيرُ حياتكم إلى الافضل دونَ أدنى شكٍ !. أردفَ : اليوم، ابنتي سَيلاه شهدت وصولَ الأبطال و جائت بهم إلينا !، نحنُ الذينَ حُكمَ علينا مِن قبلِ ذلكَ الشخصِ بالعيشِ بينَ الأبيضِ و الأسود، جائونا من أجلِ تغييرِ عالمنا و ملأهِ بالألوان !. التفتَ إلى ابنتهِ قائلًا : أنا فخورٌ بكِ سَيلاه، و أعتذرُ عما حدثَ قبلَ لحظات. عاودَ النظرَ نحوَ شعبهُ هاتفًا : و الآن شعبي، هلّا رحبتم بالأبطال !. التمعت الأعين الرمادية لشعبِ القريةِ ما إن وقعت أبصارهم على هايدن، روبي و هاري لتتعالى الهتافاتُ حولهم، رفعَ هايدن يدهُ ملوحًا في الهواءِ و ابتسامةُ الثقةِ لا تفارقُ شفتيهِ فلطالما كانَ قائدًا ناجحًا و مثلًا أعلى يحتذى بهِ من قبلِ الكثيرون مدَّ فيليب يدهُ نحوَ هايدن مصافحًا ليبادلهُ الآخرَ فقالَ الأول : نحنُ تحتَ رعايتكم من الآنَ فصاعدًا، هايدن هايدن : نفسُ الشيءِ هُنا، سيد فيليب. قالَ هايدن محدثًا ذاتهُ : إذًا فقد كانَ يستمعُ حينَ عرفتُ بنفسيَ بعدَ كُلِّ شيئ... التفتَ هايدن نحوَ تلكَ الحشودِ المتجمعةِ أمامهُ ليهتف : يا شعبَ أرضَ المرايا !، نحنُ لسنا أبطالًا صالحونَ جائوا من أجلِ أن يتخذوا سعادتكم ثمنًا لهم !، نحنُ مرتزقةٌ جئنا بغرضِ تبادلِ المنفعة !، نعلمكم سحرنا لتعلمونا أساليبكم !، نساندُ بعضنا بعضًا بغرضِ أن يطورَ أحدنا الآخر ! هتفَ سكانُ القريةِ بالإيجابِ تعبيرًا عن رضاهم التامِ بكلِ ما يحدثُ و بكاملِ إرادتهم الحرة. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية فتيات الزهور | روزماري | روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة | 69 | 02-25-2017 01:41 AM |
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) | فارديا | روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة | 11 | 09-30-2015 12:51 PM |
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية | florance | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 02-26-2014 02:28 PM |
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون | الحب الساكن | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 13 | 07-03-2011 03:30 PM |
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... | samir albattawi | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 24 | 09-12-2007 08:57 PM |