آباء: مهور بناتنا "ريال وشيمة رجال"

علياء الهاجري ـ الدمام

البعض يفضل الستر بالقليل

لم يكن الزواج في السابق يواجه صعوبات كما هو الحال اليوم حيث اصبحت المادة من اهم مطالب الزواج

في وقت صعب فيه الحصول على المادة الامر الذي دفع بعض الاباء الى تزويج بناتهم بمبالغ زهيدة جدا وهذا ما فعله ابو نوال الذي زوج ابنته لشاب بمهر قيمته 100 ريال سعودي واخر زوج ابنته بمهر قيمته ريال واحد فقط.
ترى لو كنت ابا فهل ستزوج ابنتك بهذه الطريقة؟ وانت ايها الشاب كيف تنظر الى مثل هذا التصرف؟ وانت ايتها الفتاة هل سترضين بمثل هذا الزواج؟
يحاول هذا التحقيق تسليط الضوء على اراء الاباء والشباب والفتيات حول هذين الخبرين..
الستر
بداية يقول ابو محمد: اذا تقدم شاب لخطبة ابنتي وكان ذا خلق حسن وتربية جيدة محافظا على الصلاة قريبا من الله عز وجل حينها فقط سأضع يدي في يديه وانا مطمئن على ابنتي وعلى يقين اني اخترت لابنتي الزوج المناسب الذي يصونها ويراعي حق الله فيها فالمهم هو ستر البنت والحفاظ عليها اما بالنسبة للمهر فأي شيء يدفعه الرجل حتى ولو كان ريالا واحدا فانا موافق عليه لان اموال الدنيا لا توازي اخلاق الشاب الذي سيرتبط بابنتي. ويضيف ابو محمد: نحن في زمن اصبحت فيه لقمة العيش صعبة فكثير من الشباب اليوم بلا وظائف او على الاقل يملك بعضهم وظيفة ذات دخل محدود يصعب معها تلبية الحاجات لذا علينا كآباء الرأفة والرحمة بهؤلاء الشباب وعلينا كذلك ابعادهم عن طريق الحرام وذلك لا يكون الا بتخفيض المهور والتخفيف عن هؤلاء الشباب.
هند سويلم ـ ام لابنتين ـ علقت على تصرف ابو نوال وقالت: تصرف حكيم من الاب فهو بذلك ستر على ابنته واتمنى مثل هذا الزوج لابنتي فمظعم البنات هذه الايام ينهين دراستهن ويجلسن في المنزل دون وظيفة ودون زواج خاصة في ظل ما نعانيه هذه الايام من غلاء المهور كما اتمنى ان يكون تصرف هذا الاب تشجيعا للاباء والامهات على مثل هذا التصرف حتى نستطيع القضاء على العنوسة عند الفتيات والتي بدأت تزداد بشكل كبير كل سنة وانا بالنسبة لي لو تقدم لابنتي شاب محترم كفء يملك وظيفة جيدة عندها سأطلب منه مبلغا بسيطا للمهر ولكن على الشاب ان يفهم انني عندما قللت المهر فذلك ليس بضعف مني ولا تقليلا من شأن ابنتي ولكن ذلك احترام لشخصية الشاب ولصفات حسنة لمستها فيه فانا انظر الى قيمة الشخص الذي امامي ولا انظر الى المبلغ الذي سيدفعه.
ربما تعجب من هؤلاء الاباء الذين يزوجون بناتهم بمبالغ زهيدة جدا حجتهم في ذلك كما يقولون (نحن نشتري الرجل) وانا ارى ان الفتاة عندما تريد الزواج تحتاج الى تجهيز نفسها على الاقل بجهاز بسيط والشباب لا يستطيعون ادراك حاجة الفتاة الى تجهيز نفسها ولايدركون غلاء الاسواق هذه الايام فانا مع تخفيض المهور ولكن ليس لدرجة هذه المبالغ الزهيدة التي تعجز الفتاة عن تجهيز نفسها بواسطتها وبعض الاباء يوافقون على هذه المبالغ الزهيدة ويتكلفون بتجهيز ابنتهم وتضيف ريما بصراحة اذا كان الرجل لا يملك المال الذي يستطيع الزواج به فعليه الانتظار الى ان يحين الوقت الذين يكون به قادرا على الزواج ومطالبه.
اعجاب
ماجد ـ موظف ـ معجب بتصرف هؤلاء الاباء بقوله: تصرف جيد من الاباء وفيه تشجيع على تخفيض المهور وارى ان قيمة المهر ليست مادية بل هي معنوية تقف على الرجل واخلاقه وصفاته فكثير من الرجال يملكون المال ويفقدون الاخلاق الحسنة وفي نفس الوقت ارى ان الفتاة تحتاج الى مبلغ كاف ومناسب لتجهيز نفسها للدخول على زوجها بأحسن حلة والمهم ان تكون قيمة المهر معقولة لا مرتفعة ولا منخفضة. ويقول ماجد: اذا تصرف معي رجل مثل هذا التصرف بمعنى انه قلل المهر معتمدا بذلك على اخلاقي حينها سأقابل معروفه هذا بالاحسان وسأرعى ابنته واضعها في عيني اكراما لوالدها الذي قدرني بأخلاقي وصفاتي لا بالأموال التي املكها.
من جهته يقول ابو وائل: اولا مسألة تخفيض المهور مسألة جميلة جدا ولكن بهذه المبالغ الزهيدة لا احبذ ذلك التصرف ثانيا هذا المبلغ الزهيد سيجعل الزوج يذل زوجته بين فترة وفترة ويقول لها قيمتك كذا يعني انت رخيصة. واضاف لا يفهم من كلامي ان المهر يعد بيعا وشراء لا بالطبع بل المهر هو اعتزاز للزوجة وخاصة عندما يكون في حدود المعقول والمتعارف عليه وبصراحة ابنتي لن ازوجها بهذه الصفة واجعل كيانها ومكانتها رخيصة بل سأزوجها بمهر معقول يحفظ لها كرامتها ويصونها ويجعلها كبيرة في عين زوجها فلا ضرر ولا ضرار.
رفض
اما عائشة فتقول: انتشرت في الفترة الاخيرة هذه الخاصية وهي تزويج الفتاة بمبالغ زهيدة خاصة عند بعض القرى الصغيرة وبين الاقارب وذلك لستر الفتاة وتطبيقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (اذا اتاكم من ترضون دينه فزوجوه) وفعل الاب هكذا بهذه الطريقة فعل جيد ولكن لا يرخص ابنته بمهر زهيد الى هذا الحد بل يزوجها بمهر معقول لان المهر يعد حقا من حقوق المرأة ولا نستطيع ان نبخسها حقها وبالنسبة لي لا ارفض ان اتزوج بهذه الطريقة ولكن كما قلت بمهر معقول يفرض احترامي لدى الزوج ويحفظ كرامتي عنده.
علي ـ 34 عاما ـ يحدثني عن رأيه في الموضوع ويقول: منذ سنوات وانا ارغب ولكن كلما طرقت الباب وجدت اهل البيت يرهقونني بمطالب لا اول لها ولا اخر فأب يطلب مني مهرا بقيمة 120 الف ريال واخر يطلب بيتا من طابقين وثالث يطلب حسابا لابنته في البنك بقيمة خيالية ورابع يطلب زفاف ابنته في فندق كذا.. مطالب كثيرة لا تنتهي بين الفتاة من جهة وبين والدها ووالدتها من جهة اخرى وكل هذه الطلبات تحت مسمى الحفاظ على مستقبل الفتاة وكأن الزواج مشروع يحتمل الربح او الخسارة وعلى الشاب التخطيط الجيد لهذا المشروع والاعداد المادي له. ويضيف: في زحمة هذه المطالب يغيب عن بال الاب والام ان الشاب بمثابة ابنهم وسيأتي اليوم الذي سيخطبون له فيه عندها فقط سيدركون ما يعانيه الشاب المقدم على الزواج هذه الايام.
نورة ـ موظفة ـ تقول: تنقل لنا الصحف والمجلات حالات نادرة لزواجات بمبالغ تكاد لا تكون معقولة ولا يجيزها العقل وغير معتادة فهي تكاد تكون طرفة او نادرة يتندر بها وغير معتادة في مجتمعنا ولكني ارى انه يجب علينا ان نزن الامور ونضعها في مقاييسها السليمة وعلينا ان نقف موقف الوسط فانا ضد المبالغة في المهور وجعل الفتاة مجرد سلعة للمتاجرة بها بافتراض المهور الغالية والطلبات التعجيزية في ظل عصر اصبح الشاب فيه لا يجد وسيلة تذكر للحصول على وظيفة ولكن يجب علينا ان نحفظ قيمة الفتاة وكرامتها عند اهلها وعند الشخص الذي سوف يتقدم لها بحيث يكون المهر معقولا لا زيادة فيه ولا نقصان ليشعر الخاطب بقيمة الفتاة وان الزواج ليس مجرد لعبة او تسلية وان بنات الناس ليسوا دمى فالمسألة ليست طرفة او دعابة و الفتاة ليست زجاجة عطر تعرض في محلات العطور بل هي انسانة لها كيانها وقيمتها في المجتمع والمهر حق شرعي من حقوقها التي اباحها الاسلام لها فخير الامور الوسط لا ضرر ولا ضرار.
رأي مختص
اخيرا تقول الاخصائية الاجتماعية اميرة الهاشم: لم يكن الزواج في السابق يواجه اي صعوبة كما هو في الوقت الحالي ولم تكن المادة احدى صعوباته على الاطلاق بينما هي الان العائق الاول لتأجيل الزواج بالنسبة للشاب حيث يجد الشاب نفسه امام قائمة مصروفات طويلة تبدأ من المهر وتنتهي بأمور كثيرة ولو اعدنا ترتيب القائمة حسب الاولوية فسيكون المهر في المرتبة الاولى لانه مطلب شرعي ولكن الشرع لم يحدده بقيمة ثابتة ومن هنا ارى بانه مسألة نسبية. فما يتناسب مع شخص قد لا يتناسب مع شخص اخر ولا يعني ابدا انني عندما اطلب ثمنا كبيرا للمهر انني امهد لحياة زوجية محترمة ولا يعني ابدا انني اجني ثمن آلامي وتعبي ومسؤولياتي طيلة سنوات تربيتي لابنتي ولا يعني ابدا انني سأطمئن على ابنتي بانها ستحيا حياة زوجية سعيدة طالما ان زوجها قدم لها مهرا ثمينا. وتضيف اميرة وعندما اقبل ان ازوج ابنتي مقابل مبلغ صغير هذا لا يعني ابدا انني انسانة متواضعة وبسيطة وارضى بالقليل. ابدا انني اقصد من هذا ان تنال احترام زوجها اكثر.
قيمة المهر لا تقاس بشكل مادي ابدا كما لا نستطيع ان نطلق حكما موحدا على جميع الزيجات فالمسألة كما قلت نسبية وما ينطبق على شخص لا ينطبق على آخر وابدا لم يكن المهر في يوم من الايام هدفا من اهداف الزواج او مطلبا للسعادة. وعن تجربة شخصية ارجعت لزوجي نصف مهري في ليلة العقد وذلك مساعدة له في تغطية مصاريف تجهيز البيت ومصاريف الزواج ولم اندم ابدا على ذلك كما اعيش مع زوجي الآن حياة سعيدة محاطة بالحب والاحترام.

__________________

يسلموووو

يسلموووو مزيان على الموضع يعطيك الف عافيه ...







بس يقولك متعرف احد يزوج بعشره ريال

يعطيك العافيه أخوي ولد غرناطة , قرأت الموضوع منذ أكثر من شهر في الجريدة , وجميل منك أن تضعه في المنتدى ..

__________________

__________________