02-04-2018, 09:38 AM
|
|
عند روي الذي يقرأ كتاب تلو الآخر بحماس و لهفة شديدين حتى رن هاتفه ليقاطع حبل أفكاره رفع الخط ليقول: صباح الخير عزيزتي ليديا هل استيقظتي أخيرا؟ قالت ليديا: أجل لكن أين أنت الآن روي؟ قال روي بمرح و سعادة: أنا حاليا في مكان حلمت بزيارته كثيرا قالت ليديا: و أين يكون هذا المكان؟ قال روي: أنا في مكتبة جميلة لعائلة لوريجن و لا أعتقد بأنني سأعود في وقت قريب قالت ليديا بعد صمت دام لأربع دقائق: حسنا سأنتظر عودتك للمنزل قال روي: لا تحزني سأحاول العودة بأسرع ما يمكنني و لا تقلقي سأكون بخير قالت ليديا: حسنا إلى اللقاء أغلق الخط ليأخذ نفسا عميقا و يشرب كوب الشاي الأحمر الذي أحضرته الخادمة منذ عشر دقائق ليقول في نفسه: الأمر معقد أكثر مما تصورت و لا أعتقد بأنني سأجد ضالتي عما قريب أبدا تذكر صوت زوجته القلق ليبتسم بمرح نظر لمجموعة الكتب المصطفة على الرفوف لفت نظره كتاب في الرف الثالث لينهض و يقترب من الكتاب و هو يقرأ العنوان المكتوب بخط عريض "فراشة الموت" مد يده ليأخذه ليدهش من سقوط الكتاب وحده نظر للكتاب لفترة طويلة ليقرر أخيرا حمله من الأرض ليفتح أولى صفحاته قرأ عدة سطور لتتوسع عينيه بصدمة بالغة ليغلق الكتاب و يسرع في مغادرة المنزل دون قول أي شيء لأصحابه استقل أول قطار عائد لمدينته لينظر لعنوان الكتاب من جديد بنظرات مدهوشة و متعجبة ليقول في نفسه: لا أستطيع تصديق شيء كهذا مضت ساعتان قبل وصوله للمدينة أوقف سيارة أجرة ليعطيه عنوان المنزل و يقود بذلك الاتجاه رن هاتفه لينظر لاسم كايت الذي يقفز في الشاشة رفع الخط و قال: أنا آسف لا أستطيع الحديث معك الآن كايت أنا مشغول قليلا إلى اللقاء أغلق الخط لينظر كايت لهاتفه باستغراب شديد ثم ظهرت تعابير منزعجة على وجهه ليقول: من يحسب نفسه هذا الولد؟ نظرت إيفلين إليه بتعجب لتقول: عمن تتحدث كايت؟ قال كايت: روي سأجعله يندم على فعلته ضحكت إيفلين بمرح على تعابيره لينظر إليها بهدوء ثم يبتسم غادر الغرفة برفقة إيفلين متجه لمكان المسابقة التي اكتظ بالمعجبين و النقاد و الحكم من مختلف الدول كان كايت و إيفلين يجلسون برفقة المشاهدين فهو آخر المشاركين شدت إيفلين ذراعها حول ذراع كايت الذي نظر باتجاهها لتقول: لم أتصور وجود هذا العدد كله لمشاهدة هذه المسابقة و العازفين ليسوا سيئين البتة هل ستكون بخير؟ نظرت إليه بقلق ليبتسم لها و يقول: أجل سأكون بخير لذا لا تقلقي ابتسمت له بمرح لتقبله بمرح و تعيد ناظريها إلى عازف الكمان مضى الوقت سريعا ليحين دور كايت العيون كلها تنظر إليه في ترقب و حماس ليأخذ نفسا عميقا ثم يبدأ العزف على البيان تلك الألحان الهادئة الجميلة تغيرت لمعزوفة أخرى مليئة بالنشاط و المرح تفاجأ الحكام من تغيره السريع و المتنوع للمعزوفات لينتهي أخيرا و ينهض عن الكرسي لينحني لهم بهدوء امتلأت القاعة بأصوات الصفقات و الصراخات المشجعة و الهاتفة له سعدت إيفلين كثيرا بردة فعل الجمهور له لتعانقه فور قدومه إليها و تقول بمرح شديد: لقد كنت رائعا حقا كايت أنت مذهل للغاية قال كايت بابتسامة: شكرا لك قبل وجنتها بلطف لتبتسم له بمرح شديد لم يمضي كثير من الوقت حتى اجتمع المتسابقون لإعلان النتائج وقف أحد الحكام ليبدأ بقراءة النتائج المكتوبة على ورقة بيضاء صغيرة تفاجأ الجميع من عدم أخذ كايت المرتبة الأولى لتقول إيفلين: كيف يفعلون هذا بك؟ لقد كنت مذهلا للغاية حتى أنك عزفت أربع مقطوعات مختلفة و صعبة قال كايت: أنت تبالغين في ردة فعلك للأمر إيفلين ثم أنني قد أخطأت مرتين في المقطوعة الثالثة و أيضا أنا لست مهتما كثيرا بالأمر نظر كايت لوجهها المنزعج بشدة من الأمر ليتنهد بهدوء ثم يبتسم لها و يسحبها بين أحضانه تفاجأت من الأمر لترفع رأسها باستفسار و استغراب ليقبل جبينها بمرح شديد ثم ينظر لوجهها المحمر من الخجل لتنزله على الفور و تقول بهمس: ماذا تعتقد أنك فاعل؟ نحن في الشارع الآن قال كايت بابتسامة لطيفة صغيرة: و منذ متى تهتمين بذلك؟ ضربت صدره بخفة و هي تقول: تبا لك كايت أنت مزعج للغاية ضحك بمرح على ردة فعلها ليسيرا معا في أرجاء المدينة تحت أضواء المباني الساطعة عند روي الذي كان يقرأ الكتاب الذي استعاره من مكتبة لوريجن بذهول و انبهار رفع بصره نحو تلك الشرنقة ليقول في نفسه: هل يجدر بي تصديق ما كتب هنا حقا؟ ما زلت أرى الأمر مستحيلا نوعا ما دخلت ليديا الغرفة و هي تحمل مجموعة أطباق وضعتها على الطاولة بهدوء لتقول و القلق ظاهر على نبرتها و وجهها: عزيزي عليك أن تتناول شيئا ما البقاء هكذا لن يفيد في شيء ثم أنها لن تخرج من شرنقها في أي وقت قريب على ما يبدو نظر روي إليها بابتسامة مرحة ليقول لها: أقدر لك ذلك حقا و شكرا على اهتمامك الدائم بي حبيبتي ليديا احمرت وجنتيها قليلا لتبعد عينيها عنه أخذ الملعقة الفضية ذات النقوش الذهبية ليبدأ بتناول الطعام الذي أحضرته له جلست معه ليتحدثا قليلا قبل رحيلها انتصف الليل و لم يرى روي أي تغير في الشرنقة ليتنهد بهدوء ثم يقف و يقول: يبدو أن الأمر سيطول كثيرا غادر الغرفة ليغلق الباب خلفه بهدوء بقي الحال على ما هو عليه لمدة امتدت لشهرين عاد كايت لمدينته برفقة إيفلين في عطلة ذهبا لزيارة روي استقبلتهما ليديا و والدة روي التي قالت بمرح شديد: يا إلهي كايت أنت تصبح أوسم مع مرور الأوقات قال كايت بابتسام: شكرا لك خالتي قالت ليديا: أتيت لزيارة روي صحيح؟ قال كايت: أجل لم أره منذ فترة قالت الوالدة: لن تصدق ما ستسمعه أبدا يا كايت ذلك الولد في مكتبته منذ شهرين دهش مما قالته ليتنهد بقلة حيلة و يقول: وجد شيئا ما مثير لاهتمامه مجددا أليس كذلك؟ هزت رأسها بالإيجاب لينهض كايت من مكانه لحقت به إيفلين ليغادر الغرفة في اتجاه مكتبة روي قالت إيفلين: لا أستطيع تصديق أنه يوجد شخص يبقى كل هذه المدة في المكتبة يبدو أنه يحب الكتب كثيرا قال كايت: بل يحب العلم كثيرا لديه فضول لا يشبع أبدا سيموت لو لم يستطع إيجاد حل للأشياء التي لا يفهمها قالت إيفلين و هي تنظر إليه: يبدو أنك تحب هذا الشخص كثيرا قال كايت بشيء من الاحراج: أنا لا أحبه أو أي شيء من هذا القبيل أسرع خطاه نحو المكتبة محاولا نسيان ما قالته إيفلين وصلا لهناك ليطرق الباب ثم يدخل ليرى كومة الكتب الموجودة على الأرض و على الطاولة و بالقرب من جسده الملقاة وسط بحر الكتب ذاك اقترب كايت منه بحذر ليضرب جبينه بأصبعيه بقوة رفع روي رأسه على الفور و هو يضع يده على جبينه متألما بالرغم من تعابير الألم التي علت وجهه هو لا يزال في عالم الأحلام تنهد كايت ليقول: روي استيقظ قبل أن أفعل ما هو أسوأ من ذلك فتح روي إحدى عينيه لينظر إليهما بتعب شديد ليفتح الأخرى و يقول بتثاؤب: لماذا أنت هنا كايت؟ تعرف أن دخولك لهذا المكان محظور تماما قال كايت: أردت إنقاذك من نفسك و حسب لا أصدق أنك تفعل هذا حتى الآن قال روي بابتسامة ناعسة: لقد وجدت شيئا رائعا للغاية لذلك يجدر بي الانتهاء من عملي تنهد كايت باستسلام لينهض من مكانه و يقول: إن لم تخرج من هنا خلال دقيقتين سأبعثر هذا المكان كله نهض روي على الفور ليدفعه خارج الغرفة و يغلق الباب خلفه ليقول: ماذا تريد مني الآن؟ قال كايت و هو يعد على أصابعه: إنها التاسعة مساء عليك تناول العشاء أولا ثم لا تدخل هذه المكتبة بتاتا هذا اليوم و أخيرا خذ زوجتك في نزهة لتروحا عن نفسيكما نظر روي لكايت باستغراب مما قاله ليتنهد و يقول: حسنا فقط لا تدخل مكتبتي مجددا ابتسم كايت له ليغادر الممر مع إيفلين التي قالت: أنت حقا تحبه كثيرا أليس كذلك؟ لم يجبها بأي شيء ليمسك بيدها و يسرع في مغادرة المنزل كان روي يسير و هو يترنح فالنعاس يحاول إسقاطه بشتى الطرق التقى في طريقه ليديا التي أسرعت نحوه لتساعده على الوقوف باعتدال لتقول: هل أنت بخير روي؟ نظر روي إليها ليبتسم بمرح و يقبل جبينها ثم يقول: دعينا نخرج في موعد لمطعمك المفضل نظرت له باستغراب لتخفض عينيه و تهز رأسها بالموافقة قبل جبينها من جديد ليعودا معا إلى غرفتهما تجهزا للذهاب لموعدهما غادرا المنزل ليستمتعا بوقتهما هناك عادا مع انتصاف الليل توجهت ليديا مباشرة لغرفتهما فهي تشعر بالتعب و النعاس بينما توجه روي لغرفة تلك الضيفة فتح الباب مع شعور بإحباط مسبق رفع بصره لبقعة تلك الشرنقة ليدهش من رؤيتها ممزقة و بدأت بالتلاشي بحث عن الفراشة التي غادرتها لتفاجئه بوقوفها قرب النافذة المفتوحة و شعرها يحلق خلفها ضياء القمر المسلط على وجهها جعله يرى جمال وجهها الحزين التفتت نحوه بهدوء لتحدق به لبعض الوقت شلت أطرافه بالرغم من رغبته بالحركة لسانه لم يعرف بما يقول و هو ينظر إليها لتغمض عينيها بهدوء و تقول: شكرا لك على المساعدة سيد كيون تقدم روي نحوها بخطوات صغيرة تبدو عليها الخوف من المجهول حتى وقف مواجها لها ليفحصها بعينيه ثم يقول: تبدين أفضل حالا آنسة لوريجن لكن هل لي بتفسير لكل هذا؟ أتعلمين أنك كنت هناك لشهرين؟ هزت رأسها بالموافقة لتقول: أنت بحاجة للراحة لنتحدث في الصباح أراد طرح بضعة أسئلة أخرى عليها لكن سيرها الهادئ نحو السرير أوقفه عن سؤال أي شيء غادر الغرفة ليتوجه لغرفته و هو يفكر بكم الأسئلة التي سيطرحها عليها غدا صباحا أصبح متحمسا أكثر من السابق لمعرفة ما تخفيه هذه الفتاة بالكاد استطاع النوم أشرقت الشمس لتعلن بداية يوم جديد ذهب روي برفقة ليديا و والديه لغرفة ضيفتهم وصلوا لهناك لتطرق ليديا الباب ثم تدخل بهدوء نظرت إليهم بهدوء لتنحني لهم و تقول: شكرا لكم على إبقائي هنا قال الوالد: لا شكر على واجب يا آنسة جلسوا على مجموعة الكراسي القريبة من النافذة المفتوحة لتقول: سيد روي كيون لابد أن لديك الكثير من الأسئلة لتطرحها ابتسم روي بحماس شديد فقد أتته الفرصة لطرح كل ما يجول بخاطره قالت الوالدة: روي لا تكن حملا ثقيلا عليها قال روي: لا تقلقي يا أمي لن أفعل قال الوالد و هو يتنهد: ربما يجدر بنا المغادرة فحالما يبدأ لن ينتهي أبدا قهقهت ليديا على ما قاله ليأخذ روي نفسا عميقا و يريها الكتاب الذي وجده في منزل عائلة لوريجن نظرت إليه لبعض الوقت ليقول: قرأت فيه أن النوع الذي تنتمين إليه خالد بطريقة ما و الأمر يحيرني قالت ليديا باستغراب: أليست فراشة ملكية كما كنت تعتقد؟ هزت تولاي رأسها نافية ذلك لتقول: أنا فراشة الموت الوحيدة تلك التسمية أرعبت قلوبهم لوهلة لتكمل حديثها قائلة: لست خالدة أبدا كل ما في الأمر أنني لن أستطيع الموت بأي طريقة كانت حتى لو حاولت قتل نفسي قالت ليديا: إذا جرح السيف الذي في صدرك.... هزت رأسها بالموافقة وضعت يدها على صدرها لتغمض عينيها بهدوء ليقول روي: قرأت أيضا أنكن اقترفتن جريمة ما سببت ما أنتن عليه الآن هل لي بمعرفتها؟ التفت لتنظر للنافذة كما لو أنها تحدق بالماضي البعيد جدا لتقول: قبل ألفين و خمس مئة عام وقعت والدة جدة جدتي في حب الابن الثاني للعائلة الحاكمة و حبلت منه دون معرفة أي أحد بالأمر هرب كليهما من المكان بحثوا كثيرا عنهما حتى وجدوهما فألقى الحاكم عليها تعويذة بأن ترى كل من حولها يموتون بأي طريقة كانت ذهبت في يوم لقتله بسبب حقدها عليه فتم قتلها بواسطة حراسها ساد الهدوء الغرفة لم يعرف أي منهم كيف يعبر عما سمعه انقضت دقائق معدودة حتى قال الوالد بتعجب و هو ينظر إليها: لكنك قلت بأن لا شيء يستطيع قتلكن قالت تولاي: أجل في حال عدم وجود أطفال لذلك الشخص قالت الوالدة: ليصبح شخصا آخر مصابا بتلك اللعنة.... يا إلهي هذا قاس جدا أنزلت تولاي رأسها بهدوء دون تعليق على الحزن الذي خيم على والدة روي لمعرفتها بالأمر ليقول روي بعد أخذ نفس عميق: إذا ما سبب ما حدث معك؟ قالت تولاي: لقد تعرضت لجرح قاتل حتى يلتئم الجرح عليّ الدخول في شرنقتي التي لها وعيها الخاص أظنك عرفت ذلك سيد كيون قال روي بمرح: أجل كادت تقتلني أربع مرات قال الوالد: اعتقدت أنك تعلمت درسك من المرة الأولى لكن لا يبدو لي أنك فعلت قهقه روي على ما قاله لتوبخه والدته على فعلته بينما تحدثت ليديا معبرة عن قلقها و خوفها تلك الأجواء التي أحاطت بهم جعلت ابتسامة صغيرة تظهر على وجهها لتبعدها فور نظر ليديا نحوها بشيء من التردد فكرت كثيرا قبل فتح شفتيها لتبوح أخيرا قائلة: يا آنسة ألا تشعرين بالوحدة أبدا؟ لم تعرف تولاي بما تجيبها لتعيد ناظريها للأفق دون البوح بأي شيء لتشعر ليديا بتأنيب الضمير لما قالته أمسك روي بيدها ليبتسم لها بمرح لتبادله بابتسامة صغيرة ثم يقول: إذا كم هو عمرك آنسة لوريجن؟ ضربت الوالدة القريبة منه رأسه بخفة لتقول بغضب مصطنع: ألا تعرف أنه لا يجدر بك توجيه سؤال كهذا لأي فتاة؟ قالت تولاي بابتسامة صغيرة: لا عليك سيدتي أنا لن أمانع البوح به....أعتقد أن ثمان مئة عاما قد انقضت صدموا لما قالت ليبدأ روي بكتابة شيء ما على دفتره القريب منه ليقول: إذا هناك ست منكن فقط و أنت من عشت أطول مدة منهن.... ربما سيكون ما سأسأله حساسا و فظا نوعا ما لكن ألم تتزوجي و لو لمرة واحدة خلال هذه الفترة الطويلة؟ ارتسم الحزن على وجهها ليتفاجؤوا بجمال الابتسامة الحزينة التي ظهرت على شفتيها لتقول: تزوجت مرتين قتل الأول على يد مصاصي الدماء و الثاني مات على إثر مرض أصابه قبل زفافي بالثالث قتله مجموعة من مصاصي الدماء لقتله واحدا منهم انتقاما لمقتل عائلته أما الأخير فقد ظهر بأنه وغد أراد فقط الاستحواذ على قوتي قال الوالد: يبدو أن مصاصي الدماء يسببون لك أسوأ الذكريات هزت رأسها نافية دون قول أي شيء آخر تذكرت ما حدث قبل سنوات عدة مع كايت لتضع يدها على عنقها بهدوء أخذت نفسا عميقا لتعتدل في وقفتها ثم تنحني لهم و تقول: شكرا جزيلا لكم على وقتكم و على مساعدتي سأغادر الآن قال روي: لا أعتقد بأنك لازلت تعيشين في هذه المدينة آنسة لوريجن قالت تولاي: لا أنا فقط أزور أشخاص أعرفهم في المدينة قال روي بابتسامة مرحة: أتمنى ألا تمانعي أن أقوم باصطحابك لهناك قالت تولاي: أشكرك لكنني لا أمانع السير لهناك أبدا أحتاج للحركة قليلا ابتسمت لهم بهدوء لتنحني من جديد قبل أن تختفي من المكان وسط هدوء عارم في الغرفة قالت الوالدة: حقا لم أتوقع أن يوجد لديه مثل هذا الماضي المؤلم و الأسوأ أنه لا يستطيع عيش حياته و الاستمتاع بها قالت ليديا بشيء من الحزن: أشعر بالحزن لها أود لو أستطيع البقاء بقربها عانقها روي بمرح شديد ليقبل جبينها و يقول لها: أنت إنسانة لطيفة للغاية التفت إليه لتبتسم بهدوء عند كايت الذي كان في زيارة لقبر والدته وضع تلك الأزهار عليها ليحدق بالقبر قليلا حتى سمع صوت خطوات تقترب منه التفت ليرى جده يحمل نوع الزهور ذاته ليبتسم له و يقول: صباح الخير جدي قال الجد بابتسامة لطيفة: صباح الخير كايت تبدو مختلفا قليلا عما عهدناك عليه هل هو بسبب الآنسة رينيه؟ قال كايت: ربما لا أعلم قهقه الجد بمرح ليضع الأزهار على القبر و يقول: لابد أن والدتك سعيدة بعودتك لما كنت عليه كايت ابتسم كايت دون التعليق على ما قاله ليستأذن جده بالمغادرة ترك المكان ليرن هاتفه باسم إيفلين ليرفع الخط و يقول بعد تنهيدة صغيرة: ماذا هناك الآن إيفلين؟ قالت إيفلين: يبدو أنك مللت من اتصالاتي قال كايت: أجل لقد اتصلت حوالي أربع مرات خلال ساعة ضحكت بمرح شديد لتقول: كل ما في الأمر أنني أردت سؤالك عن أمر ما قال كايت: و ما هو؟ قالت إيفلين: لقد عثرت على إحدى ألبوماتك القديمة و وجدت صورة رائعة لك برفقة إحدى الفتيات هل تعلم من تكون؟ فكر كايت قليلا قبل الإجابة ليحاول تذكر أي ألبوم هو ليقول في النهاية: لا أعلم عن أي ألبوم تتحدثين أحضريه معك ربما أتذكر من تكون تلك الفتاة قالت إيفلين: حسنا إلى اللقاء كايت أغلقت الخط ليعيد الهاتف لجيبه الخلفي سار عدة خطوات و هو يفكر بالأمر ليتوقف فجأة على ذكرى تلك الفتاة التي جابت فكره كثيرا ليهز رأسه مبعدا تلك الأفكار من رأسه و يسرع في اتجاه مكان لقائه بإيفلين وصل لهناك قبل الموعد بربع ساعة ليأخذ نفسا عميقا من رائحة البحر القريب من المقهى لينظر إليه بهدوء أتت إيفلين لترى الهدوء و السكينة المحيطتان به لتقترب منه بهدوء و تقول: صباح الخير عزيزي كايت التفت إليها ليبتسم و يقول: صباح الخير قالت إيفلين: ماذا هناك؟ تبدو متعبا قليلا قال كايت: أنا بخير لا تقلقي قالت إيفلين بمرح: حسنا كما تشاء جلست على الكرسي القريب منه لتخرج من حقيبتها الألبوم الذي تحدثت عنه نظر إليه لفترة قصيرة ليقول: لماذا تريدين معرفة من تكون هذه الفتاة؟ قالت إيفلين بمرح: لقد أخبرني أخي اليوم بأنه كان معجبا بها بالرغم من أنه لم يعرف من تكون لذلك قرر البحث عنها و جعلها عروس له أليس الأمر رومانسيا للغاية؟ حدق كايت بالصورة لبعض الوقت دون قول أي شيء لتنظر إليه باستغراب من تعابير الانزعاج التي ظهرت على وجهه لتقول: ماذا هناك كايت؟ انتبه لنفسه ليتنهد ثم يقول: لا أعتقد أنه سيجدها فقد مضى على الأمر أكثر من ثمان سنوات كما تعرفين لم تقل إيفلين أي شيء ليستغرب ذلك و ينظر إليها ليرى تعابير الشك تعلو وجهها ليقول: ماذا هناك الآن؟ قالت إيفلين: لا أعرف لكنني لا أشعر بالارتياح لما قلته قال كايت: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟ قالت إيفلين: بدوت كما لو أنك لا ترغب بالحديث عنها أو أن هناك أمر بينكما لا تريد الإفصاح عنه نظر كايت إليها باستغراب تحولت نظراته لأخرى هادئة ليتنهد بقلة حيلة و يقول: الأمر ليس كما تظنين البتة و الأمر الذي أخبرتك به هو الحقيقة كما تعلمين حدقت إيفلين به طويلا علها تجد سبب ذلك الشعور في قلبها لتقرر أخيرا تجاهله و تقول: إذا لا يمكننا الوصول إليها هذا مؤسف حقا وضع الحزن لمساته عليها لتتنهد باستسلام لم يحب كايت تلك التعابير التي علت وجهها ليقول و هو يحرك شعره للخلف: ربما لو ذهب للسؤال عنها في الشركة التي كنت أعمل بها سيجد إليها طريقا ما لم تبدي إيفلين اهتماما كبيرا بما قاله فعقلها يفكر بما حدث قبل قليل حضر النادل ليأخذ طلباتهما ليغادرهما مر وقتهما بهدوء حتى افترقا توجه كايت لمنزل عائلة والدته التقى بروي من فوره ليقول له: تبدو في مزاج جيد هذا اليوم قال روي بمرح: أجل فقد عثرت على كافة ما أريد معرفته قال كايت: هكذا إذا انتبه روي لهدوئه ليضع ذراعه حول رقبته و يقول بمرح: ماذا هناك؟ لا تبدو في مزاج جيد لم يجب كايت بأي شيء ليبعثر شعره و يقول: عزيزي كايت الحياة لا تساوي شيئا لتحزن عليه هكذا أبعد كايت ذراعه عنه ليقول بشيء من الانزعاج: و من أخبرك أنني حزين أساسا؟ ضرب جبينه بخفة ليقول: وجهك أخبرني ابتسم كايت على ما قاله ليبدأ روي حديثه مثرثرا عن الحوادث المضحكة التي حدثت له خلال الشهرين الماضيين تحدثا معا كثيرا ليغير روي الحزن المحيط به لضحكات مستمتعة توسطت الشمس كبد السماء مغيرة الأجواء الدافئة لأخرى حارة في منزل جينجر كان سام يتملل من الحرارة المفاجئة رن جرس المنزل لينظر للساعة باستغراب و يقول: لم يحن موعد عودة أي منهما بعد توجه نحو الباب ليفتحه بهدوء دهش عندما رأى تولاي تقف هناك بابتسامة صغيرة ليقول: يا إلهي مرحبا بك عزيزتي تبدين بصحة جيدة عانقها بمرح شديد لتقول له: آسفة لو أقلقتكم هز سام رأسه نافيا ليقول: نحن نقلق عليك لأننا نحبك كما تعرفين زاد من عناقه لها ليدخلها المنزل رأت حاسوبه موضوع على المنضدة لتقول: لابد أنك مشغول بعملك الآن قال سام: أجل قليلا لكن لا تهتمي لذلك سيسعدان برؤيتك كثيرا هزت رأسها بالموافقة توجهت نحو المطبخ ليستغرب ذلك لتقول و هي ترفع شعرها للأعلى: سأعد الغداء لكم هذا اليوم ابتسم لها بمرح ليشكرها ثم يعود لعمله لم يمضي الكثير من الوقت حتى سمعا صوت الباب يفتح لتدخل جينجر برفقة ماثيو الذي يقول بمرح شديد: أشتم رائحة طعام لذيذ هل قمت بإعداده يا أبي؟ قالت جينجر: حقا؟ سيكون هذا رائعا للغاية توقف كلاهما عندما رأيا تولاي في استقبالهما ركض ماثيو في اتجاهها ليعانقها بمرح شديد و يقول: لقد عدت للمنزل خالتي تولاي ربتت على رأسه بلطف شديد ليبتسم لها بسعادة بالغة عانقتها جينجر بلطف شديد لتقول: سعيدة برؤيتك كثيرا عزيزتي تولاي بادلتها العناق بهدوء ابتعدا عنها ليقول سام: لقد أعدت تولاي لنا الغداء لذا لتناوله سويا قال ماثيو: حقا؟ هذا رائع للغاية أسرع في اتجاه غرفة الطعام لتوقفه جينجر و تقول: بدل ثيابك أولا ضرب جبينه بخفة ليسرع في اتجاه غرفته ضحك سام على ردة فعله لتقول جينجر: تبدين أفضل حالا هذا جيد للغاية ابتسمت بمرح جلسوا جميعا على الطاولة ليتحدث ماثيو مع تولاي طويلا مضى الوقت سريعا لينام ماثيو بابتسامة سعيدة على شفتيه أخبرتهما تولاي بما حدث معها لتسعد جينجر أكثر برؤيتها بخير طلبا منها البقاء عدة أيام أخرى برفقتهم لتوافق بابتسام
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Inas Fallata ; 02-04-2018 الساعة 10:11 AM |