عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2017, 12:56 AM
 
رواية وكان صيفا

رواية منقوله
من منتدي مكسات
البارت
_ آآآآآه لا ،هذا ما كان ينقصني

كان هذا اول ما تلفظت به دايزي عندما رأت صفا من الاطفال يقفون امام بيت خشبي قديم ،مزين بتاج من القرميد في اعلاه تحيط به العديد من الاشجار التي لم تعرف نوع معظمها ،بالاضافة الى الازهار المختلفة التي تزين الشرفات الكثيرة لذلك المنزل . بدا المنزل كئيبا نوعا ما كانما لم يسكن منذ عدة سنين اما القرميد فبدا لها انه سينهار في اية لحظة محطما الاجساد الهشة لهؤلاء الاطفال اللذين وقفوا ينظرون اليها كانها مخلوق فضائي ،بالتاكيد سيفعلون ! فهم واقفون في غابة في منتصف استراليا حيث الحرارة حارقة بالكاد تطاق وهي ترتدي ذلك الثوب ،نظرت الى نفسها فرات ان ثوبها قد تمزق وان حذاءها الثمين الذي اشترته من افخم متاجر باريس قد تلطخ بالطين ،هل هذا هو المكان الذي وعدها والدها بان تمضي فيه اجمل الاوقات.................

_ماذا هناك ؟ما الذي يحصل هنا ؟ وانتم ايها الاطفال الا يفترض بكم تناول الطعام في هذا الوقت؟

ايقظها هذا الصوت العميق من تفكيرها فالتفتت الى الخلف وعلى محياها ابتسامة هادئة متوقعة ان تجد هاري الرجل العجوز الذي اخبرها والدها عنه ولكن حركتها جمدت ما ان تلاقت عينيها مع تلك العينين الداكنتين اللتان اخذتا تحدقان فيها بسخرية وتسلية وجدتها مزعجة

_هل يمكنني ان اخدمك يا انسة؟

قال ذلك بصوته العميق الساخر وعيناه تتفحصانها بوقاحة ،حسنا ربما هو محق في سخريته منها، فهي تدرك الحال المزرية التي تبدو فيها فثوبها ممزق من الاسفل والكحل الذي وضعته عند انطلاق رحلتها من لندن قد حفر خوطا على وجهها ،كما انها لا تشك بان شعرها تشاجر مع بعضه وهي لا تزال تفكر حتى الان بطريقة لاعادته لحالته السابقة ،لامعا املس تحسدها عليه كل الفتيات

ردت عليه بسخرية :
_لا اظن ذلك ، فانا اريد التحدث الى السيد هاري ،المدير هنا وليس الى عامل النظافة ؟!

قالت ذلك وهي تجول بعينيها على ثيابه البالية فبنطاله الجينز الباهت يؤكد ظنونها بانه لا يرتاد تلك المتاجر التي اعتادت شراء ملابسها منها ،هذا بدون ذكر حذائه الموحل وقميصه الذي بالكاد تعرفت الى الوانه الاصلية ،رفعت عينيها الى عينيه الجليديتين فرات ان تفحصها له لم يعجبه وكذلك يبدو ان كلامها لم يسره هذا ما فهمته من ارثفاع حاجبه الاسود الكثيف ،بالاضافة الى شبح الابتسامة الساخرة التي لاحت على زاويتي فمه .

استند الى جذع الشجرة الموجود بجانبه مظهرا بذلك رشاقة غير طبيعية وقال بكسل:
_رايك في لا يهمني ابدا يا انسة..........
سكت قليلا ثم اردف :آنسة بريسكوت ان لم اكن مخطئا؟
_لا لست مخطئا
بدت التسلية جلية في عينيه وهو يضيف:
_حسنا جدا يا دايزي ،هل يمكنني ان اناديك بهذا الاسم؟
اومات ايجابا فتابع يقول:سيسرك ان تعرفي انني ساكون المسؤول عنك اثناء بقائك هنا .
_ماااااااااااااااااااااااذاااااااااااااااااااااااا اااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟
صرخت بذلك وقد ارعبتها فكرة ان تكون تحت رحمة هذا الرجل الغريب ،الساخر والذي لم تتعرف اليه الا منذ دقائق وقد بدا يغيظها بكلامه وسيستمر في ذلك لمدة ثلالثة اشهر وهي مدة بقائها هنا
_هذا هو الواقع ،ولا تظني انني فرح بهذه الوظيفة فكما يبدو لي من مظهرك انك كبقية فتيات المدن الانجليزية ،فتاة غبية تحب التسوق وشراء الملابس ثم ارتداءها مرات معدودة قبل ان تقومي برميها وتقرري انها لم تعد تماشي الموضة.
تشدق بذلك بسخرية واستقام في وقفته ينظر الى ردة فعلها الغاضبة قبل ان يكمل قائلا: آه ،صحيح نسيت ان اخبرك انه ليس هناك متاجر في مثل هذا المكان النائي تقريبا ،كما يبدو لي انك لم تحضري ثيابا لائقة كما يبدو وبذلك سيكون عليك ان تستعيري بعض ثياب صوفي

نظرت اليه فزعة وقالت بسخط:
_لا احتاج الى كرمك البالغ فلدي ملابسي ،واحب ان اطمئنك الى انها مناسبة تماما
فكرت في نفسها بانه شخص يفتقر الى حسن الخلق وانها ستتكلم الى العجوز هاري ليرى ما يمكن فعله به

_حسنا لما لا ترشدني الى شخص عاقل بما يكفي لاستطيع التفاهم معه؟
لوى فمه في سخرية قبل ان يقول:
_اتشيرين الى كوني مجنونا؟

ردت بادب وتهذيب ونبرة الندم واضحة في صوتها:
_انا آسفة لم اكن اقصد يا سيد ................. نظرت اليه مسترجعة الحديث الذي دار بينهما للتو محاولة ان تتذكر ما اذا كان قد ذكر اسمه من قبل الا انها لم تجد في ذاكرتها ما يسعفها
_أندريس ،أدعى أندريس سوفاكيس
_انت يوناني ،صحيح؟

نظر اليها شزرا وكانما يقول بانها تجاوزت حدودها ولكن ما الذي قالته ؟اخذت تتساءل عن ذلك فيما هي تنظر الى شعره الاسود الكثيف وعينيه الزرقاوين وتقاطيع وجهه الحادة وبنيته القوية هذا عدا عن ذكر اسمه

قاطع تاملها له بسخرية بدات تعتاد عليها :
_هل ستحدقين بي هكذا طوال النهار ام ماذا ؟ظننتك تريدين مقابلة السيد هاري ؟
احمرت خجلا للملاحظة التي ادلاها عن تاملها له الا انها سرعان ما استعادت توازنها واجابته ببرود:
_انا آسفة ،هلا ذهبنا

اوما براسه ايجابا،وسار يتقدمها في طريق غير مرصوفة ،تحيط بها العديد من الاكواخ الصغيرة المزينة بالورود المتسلقة التي تجذب النظر :بدا لها كل شيء طبيعي وبعيدا كل البعد عن التكلف والمبالغة اللتين اعتادت عليهما في انكلترا ،صحيح ان والدها لم يقصر معها بشيء ولكنها كانت تفضل ان تعيش في بيت صغير مليء بالحب والرعاية على العيش في ذلك القصر الموحش المليء بالخدم الذين وظفهم والدها لتلبية احتياجاتها ولكنها لم تكن بحاجة اليهم فكل ما كانت بحاجة اليه هو الرعاية والحنان اللذان فقدتهما بفقدان والدتها ،فقد انطوى والدها على نفسه وانهك نفسه بالعمل محاولا ابعاد زوجته الراحلة عن ذهنه وعاملها بحذر خوفا منه على شعورها ولكن ذلك لم يجدي فقد كانت تحتاج اليه فعلا ،الى حبه ،الى حنانه ،الى تفهمه،الى ضحكته التي كانت تملأ دنياها عندما تخبره بما فعلته في المدرسة ،وبفرحته عندما تخبره انها نالت اعلى تقدير في امتحاناتها وبنظرة الامل في عينيه التي لطالما جعلتها تنتعش وتتفتح كزهرة رائعة الجمال ،عليها ان تعيد هذه البهجة الى حياتها ولكن بعد ان تنهي ما جاءت لاجله ......لتثبت لوالدها بانه يمكن الاعتماد عليها وانها ليست فتاة مستهترة . نظرت الى بعض الاطفال يلعبون ويمرحون واخذت تستمع الى ضحكاتهم التي اضفت رونقا مميزا الى هذا الجو الحار الخانق انها تحسدهم ،تتمنى لو انها تعود طفلة مثلهم خالية البال ،مرتاحة ،ولكن.......... ما بها!؟ انها ما زالت في ريعان شبابها وهي مصرة على الاستفادة من وقتها هنا فقد بدا لها هذا الخيار فجأة امر ممتع وما بدا لها اكثر امتاعا هو ان تري هذا الشخص المتعجرف الذي يمشي امامها بخطوات كسولة انها ربما تكون فتاة مدينة ولكنها فتاة اصيلة.
وكانما ادرك افكارها ،فاسستدار اليها وعلى محياه ابتسامة ،ولكن هذه الابتامة لم تكن ابتسامة سخرية ،فسالته وهي تحاول ان تعلم السبب الذي جعله يبتسم:
_لماذا تبتسم ؟
-ألا يحق للمرء ان يبتسم ام انكم ايها الانكليز باردون الى درجة انكم لا تعرفون الابتسام

شقت ابتسامة مرحة طريقها الى شفتي الفتاة ما جعلها تبدو كزهرة وحيدة مميزة ،فكر اندريس وهو ينظر اليها بانها ربما لا تكون كما يعتقد ،ربما تكون كالبقية فتحول اجازته الى جحيم بتذمرها المستمر واما ان تكون مميزة كقلة ممن يعرفهم وتسير اجازته كما خطط لها .

_انا لم اقل هذا ،بل انني اسالك لما تبتسم فلو كنت تريد ادلاء تعليق على ما البسه لكانت قهقهاتك تملا المكان ولكن لايبدو هذا ،فما الذي تفكر به ؟
_حسنا...لقد هزمتني ،انا ابتسم لانني ادركت بان العطلة ستكون ممتعة بوجود هذه الشرارة التي تشتعل في عينيك

نظرت الى عينيه بتحد وقالت :
_انت محق ،ساجعل حياتك جحيما خلال الايام التي ستمضيها مشرفا علي.
_أأعتبر هذا تحد؟
_اجل ،بالتاكيد

تابع سيره وهو يقول :
_حسنا فلنذهب الى السيد هاري لنرى اين ستقيمين
ثم نظر اليها واكمل قائلا:
_ولنرى التحدي الاول
__________________
]ما أجمل أن تبقى القلوب على العهد و الوعد
حتى و إن ... طالت المسافات
و إن غابوا الأحبه ... فلهم فى الخيال لقاء?? !؟
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-02-2017, 12:59 AM
 
(عطله ممتعه)
مع غياب ذلك القرص المضيء خلف الافق وقفت تلك الفتاة بوجهها الشاحب وجسدها المتعب تراقب ما انجزت يداها خلال هذا اليوم.
انها هنا منذ يومين تقريبا ، لقد التقت السيد هاري وكان عكس ما تخيلته تماما فقد تخيلت سيدا صلبا يلائم تلك الادغال لكن ما وجدته هو عجوز كبير في السن غزا الشيب رأسه وقد كان لطيفا جدا معها وعرفها الى وظيفتها كما قام بتاكيد اسوا كوابيسها وهو ان ذلك المتوحش - كما سمته- سيكون المسؤول عنها خلال فترة وجودها هنا، والسبب كما يقول انه يجيد لغتها فاذا ما صعب عليها قول الكلام بلهجتهم المحلية فما عليها سوى اخبار المتوحش الذي سيقوم بترجمة ما تقوله ،كما تعرفت الى صوفيا الفتاة الصهباء ذات الوجه المستدير الجميل والعينان والسوداوان الواسعتان والبشرة البرونزية التي تحسد عليها، لقد كانت فتاة لطيفة واسدت اليها بعض النصائح التي تتعلق بجو المنطقة وبالملابس التي يستحسن ان ترتديها كما قدمت لها سريرا تنام عليه في ليلتها الاولى اذ كان عليها لتثبت نجاحها وقدرتها على تحمل المسؤولية ان تقوم بترتيب احدى المباني التي راتها منتشرة على طول الطريق لتقوم بسكنها ، لقد قال لها اندريس يومها:

_ سيكون عليك ان تعملي لتعيشي ،فانت الان لست في لندن ونقود والدك لن تفيدك ،سيكون عليك ان تنظفي هذا البيت وتعيدي ترتيب اثاثه ولكن اياك ثم اياك ان ترفعي شيئا ثقيلا ،فهمت؟؟

ردت عليه بسخرية:
_ لم ؟ هل انت مهتم بي ؟
_لا ،وانما اخاف ان تقوديني الى المحكمة بحجة كسر احد اظافرك!
كانت تلك الاجابة الساخرة كافية لتثير سخط دايزي وتقوم بحمل أول ما يقع عينها عليه وترميه بها .


_أفيقي ،أيتها الاميرة الحالمة فلن ياتي اميرك لينقذك
افاقت على ذلك الصوت انه صوت المتوحش ،تظاهرت بانها لم تهتم في حين انها كانت تنحني لالتقاط دلو الماء الذي حملته واستدارت به بسرعة وافرغت محتوياته على راس اندريس الذي ابتل بالكامل بتلك المياه القذرة ذات اللون البني .
نظر ناحيتها وعيناه تقدحان شررا ،ظنت لفترة انه سيهجم عليها كنمر ينقض على فريسته بسبب ما فعلته ،فهي لم تتوقف عن ازعاجه مذ وصلت كما انه لم يتوقف عن ازعاجها والسخرية منها ، لكن جل ما فعله هو ان استدار على عقبيه وغادر بدون اي كلمة ،الا ان صوت صفق الباب خلفه كان كافيا لجعلها تقدر كم غضبه ،لكنها لم تابه لذلك وانما انفجرت ضاحكة ما ادى لاندفاع الدم الى وجنتيها اللتان صبغتا على الفور باللون الوردي اللطيف.




تبا لتلك الفتاة هل عليه ان يعاني منها بقية عطلته ،لقد اتى الى هنا على امل الاسترخاء لا لمطاردة تلك المدللة وتعليمها كيف تعتمد على نفسها ،لقد قال له السيد هاري قبل مجيئها :
_ انها فتاة لطيفة ومهذبة واظنك ستحب رفقتها

_لم اعد اعتقد ذلك
صرح بهذه العبارة بعد ان انتهى من اخذ حمامه الذي اضطرته الانسة المدللة الى اخذه بعدما سكبت المياه التي نظفت بها الارض على راسه .

تلك الفتاة! لم يمض على وجودها هنا سوى يومين وقد اشاعت الفوضى في حياته المنظمة،في اول يوم لها قللت من شانه ،والبارحة وصفته بالمتوحش لانه طلب منها ان تقوم باعمال التنظيف وحدها ودون مساعدة ،واليوم ها هي تسكب تلك القذارة على راسه، الا تعرف مع من تتعامل؟

اوه، بالتاكيد لا تعلم ! كيف لها ان تعلم انه وريث عائلة سوفاكيس ،اكثر عائلات اليونان شهرة بصناعة اليخوت الفخمة والتجارة بها ؟

نظر الى المرآة وهو يجفف شعره وابتسم بخبث وهو يفكر فيما ستكون عليه ردة فعلها ان اكتشفت انه ينسب لاشهر عائلات انجلترا.
هز راسه باسى وهو يفكر بان عودته الى لندن شبه مستحيلة فعائلته الحقيقية لا تعترف به ،ولذلك فقد اضطر الى حمل لقب اسرة امه التي ربته واعتنت به وعلمته صنعتها منذ نعومة اظافره ،ليكون خليفة لها ويحمل اعباءها.

لقد جاء الى هنا لينسى مشاكله قليلا ، لكن يبدو ان هذه الفتاة ستضيف مشكلة جديدة الى مشاكل حياته
تنهد بتعب واستدار الى سريره الفخم وسحب الغطاء المذهب ثم اندس في سريره يفكر في انه ربما استحق ذلك الدلو ،فقد كانت جيدة في ادائها ، اما هو فقد كان لا يفعل شيئا سوى السخرية منها ومراقبتها وهي تكنس وتمسح وتنظف , بالنسبة الى فتاة مدللة فهي جيدة لا بل ممتازة في مثل هذه الاعمال !!!





استيقظت دايزي على ضوء اشعة الشمس التي تسللت الى عينيها الناعستن تنبئها بان وقت الراحة قد انتهى وان عليها ان تعود للعمل الذي فرض عليها،نهضت من سريرها بتثاقل واتجهت الى الحمام غسلت وجهها جيدا ثم جففته من ثم ارتدت قميصا قطنيا قصير الكمين بلون عينيها الفيروزي كما ارتدت بنطالا واسعا باللون الابيض مع انها كانت واثقة تماما من انه لن يبقى بهذا اللون الا انها خاطرت بالمحاولة.
خرجت تشق طريقها متجهة الى المنزل الذي اختارته ليكون بيتها لثلاثة اشهر ،لم تكن منتبهة الى خطواتها فقد كانت سارحة بخيالها تتصور ما سيكون عليه منزلها بعد ان تنتهي من ترتيبه فاصطدمت باندريس الذي كان بحالة تشبه حالتها ،ارتدت الى الخلف وكادت تسقط بينما لم يتاثر هو بذلك الاصطدام نظرت الى اعلى لترى من هو الشخص الذي اصطدمت به ،تطلعت اليه بريبة كانها ليست متاكدة مما تراه واخذت تحك راسها بغباء فنظر لها بسخرية وسالها:
_ ماذا تناولت هذا الصباح ايتها الفارة ؟ انا لم انفذ خطتي بوضع سم الفئران في وجبتك بعد!!
_في الحقيقة انا من عليه ان يسال هذا السؤال!
نظرت اليه بسخرية وهي تجيل بنظرها عليه من اعلى الى اسفل بتدقيق شامل ،ثم تابعت :
_اي شخص اخرق كان ليرى انك ترتدي قميصا ازراره مغلقة بطريقة خاطئة وسيلاحظ ايضا انك ترتدي بنطالك بالمقلوب

نظر الى نفسه بارتاب كانه يشك في ما قالته الا ان ما قالته كان صحيحا مئة بالمئة شتم بصوت مرتفع باليونانية ،فلاحظ احمرار وجهها الذي سرعان ما اشاحت به ،نظر اليها يسالها عن سبب ذلك فاجابته باليونانية :
_ لا يجب عليك قول هذا امام اي كان انها مسبة شنيعة
_وما ادراني بانك تجيدين اليونانية؟
_من الان فصاعدا عليك ان تحذرمن كل ما تقوله سواء كان بالانكليزية ،الاسترالية ،اليونانية ،الفرنسية او حتى الاسبانية
_ وهل حقا تجيدين كل تلك اللغات؟
سالها بتحد
فردت عليه ببرود:
_ صدق او لا تصدق حتى الجميلات يمكنهن ان يكن مثقفات
رد عليها بازدراء :
_ جميلة؟ يا للفتيات ،مغرورات ومتكبرات ومدللات ،صدقيني يا انسة ان كانت كل الفتيات مثلك فهذا يعني ان الجنس البشري سينقرض .
_ ماذا؟
_ لا يوجد رجل على هذه الارض يمكنه ان يتحمل هذا الغرور الذي ينضح منك
ضاقت ذرعا به فصرخت:
_ انت اكثر من رايت حقارة ، حتى انك اسوا من سيلفيا وصدقني عندما اقول ذلك فهذا يعني انك ***
والتفتت عنه وقالت بغضب :
_ المعذرة لقد تاخرت عن عملي ،واذا تاخرت اكثر اخاف بان يبقوني تحت رقابتك مدة اطول
اجابها بصوت اجش:
_صدقيني، ان الساعة التي سيحدث هذا فيها ستكون ساعة موتي
واستدار في الاتجاه الاخر ورحل

تبا لتلك الفتاة الغبية لقد كان يريد ان يعتذر لها ولكن يبدو انها لا تريد ذلك ، وانما تريد الحرب وان كانت هي تريد ذلك ،فهو لها وسيريها كيف تكون الحرب على اصولها ،انها مجرد طفلة وقد وقعت في مشكلة ولن تنجو من هذه المشكلة الا بمعجزة ، و سوف ترى !!!!!


تبا له انه لا يكترث لشيء سوى لغروره وكبريائه يظن الناس لعبة بين يديه لقد قامت هذه العداوة بينهما ولم يمض على وجودها هنا سوى ثلاثة ايام ،يا الله كيف ستمضي الثلاثة اشهر الباقية برفقته لا بد ان احدهما سيقتل الاخر ،او انهما سيفجران المخيم بمن فيه .
رفعت شعرها الطويل الى الاعلى بشريطة ملونة ورفعت بنطالها وسكبت دلو الماء على الارض وشرعت تنظف الطابق السفلي الذي لم تنهه البارحة ، منزلها مكون من طابقين الاول فيه المطبخ وحمام وغرفة الجلوس ولكن بدون تلفاز طبعا!!
والطابق العلوي يحتوي على غرفتي نوم وحمام وغرفة بابها مغلق لم تستطع فتحه ولم تجد له مفتاحا، ارادت ان تسال اندريس عنه لكن بعدما حدث قبل قليل فانها تشك بان يرغب بمحادثتها ،على اي حال فانها ايضا لا ترغب بمحادثته.
انتهت من مسح الارضية التي – وبعد جهد جهيد – برز لونها السكري ذي المشحات المذهبة وتساءلت في سرها ان كان المخيم في ما مضى مركزا لاستجمام الرؤساء والقادة والملوك ،فكل ما في هذا المنزل الصغير يدل على ذلك بدأ بالبلاط المذهب فالجدران ذات النقوش الجميلة فالمصابيح المزينة بالكريستال وانتهاء بالحمام الفخم المجهز بكل ما يلزم الانسان للاسترخاء والراحة .
نظرت الى المطبخ بحالته المزرية وهي تتمنى ان لا تنهار قواها وهي تقوم بكل تلك الاعمال ، نظرت الى البرميل –الذي تكرم عليها اندريس به وعبأه بالماء حتى توفر الوقت بدلا من الذهاب الى الجدول – فرات ان ما كان فيه من ماء قد نفد ،فتنهدت بتعب وحملت دلوين فارغين واحضرت عصا وجدتها قريبة منها ،انها لن تستطيع طلب مساعدة ذلك المتوحش فكبرياؤها لا تسمح لها بذلك .

عبات الدلوين بالماء واسندتهما الى العصا ومن ثم حملت العصا على كتفيها وسارت تترنح تحت وطأة ثقل الدلوين ،كانت تسير بصعوبة ولم تكن منتبهة الى ذلك الحجر الصغير والذي بسببه زلت قدمها وكادت تسقط على الارض ،الا ان ذراعين قويتين احاطتا بها و رفعتاها من قبل ان تصل الى الارض، غير ان الدلوين وقعا وبللاها ومن رفعها .
كانت في حالة صدمة وعندما فتحت عينيها ورفعت راسها لتشكر منقذها قابلتها عينان زرقاوان قلقتان ، هذا القلق !! في الحقيقة لقد ظنت بانه لا يشعر ابدا ،ولكنها كانت مخطئة!!
لقد كان بامكانه تركها تقع ولكنه لم يفعل ، اما الحقيقة المرة فهي انها اصبحت الآن تدين له باعتذار وشكر.

ابتعدت عنه ورفعت راسها لتقابل عيناه وهمست بخجل :
_ شكرا
بدا لاول وهلة دهشا لكنه سرعان ما ابتسم بسخرية واجاب:
_العفو

واستدار راحلا ،غير انها قالت من خلفه :
_انا آسفة

توقف، وادار راسه وسالها:
_على ماذا؟؟
_على دلو الماء !!
_اوووه ،ذاك اممممم اسمعي انا ايضا آسف فقد كنت جيدة خلال هذه الايام ،لكن لا تحاولي فعل ما قمت به مرة اخرى ،سمعت؟؟
ردت بخجل واستحياء:
_آسفة، لن اعيدها ثانية !!
_مع انني اشك في هذا الا انه لا باس بذلك

وتابع سيره الى الامام ،لكنه تذكر شيئا ما ،فاستدار مرة اخرى وقال:
_بالمناسبة ،شكرا لك!!!

نظرت له بدهشة وقالت:
_علام ؟؟؟؟؟
_على ثاني حمام لي هذا اليوم

ومشى مبتعدا وهو متاكد من ان هذه العطلة ستكون حقا ممتعة ،وانها لن تخلو من شجاراتهما بالتاكيد
__________________
]ما أجمل أن تبقى القلوب على العهد و الوعد
حتى و إن ... طالت المسافات
و إن غابوا الأحبه ... فلهم فى الخيال لقاء?? !؟
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-02-2017, 01:02 AM
 
البارت الثالث بعنوان (وجوه كثيره)

لقد اكتشفت خلال عملها مع أندريس أن له العديد من الوجوه ، منها الغاضب والمتسامح، القاسي واللطيف ، الساخر والمعاون ،و العديد العديد كما اكتشفت شيئا ادهشها وهو انه شديد الصبر الى درجة غير معقولة فخلال وجودها هنا والذي لم يتجاوز الاسبوع ارتكبت الكثير من الاخطاء كان منها ان اوقعت كريستال الثريا التي احضرها اندريس ليعلقها في منزلها _والذي لا تزال تنقصه بعض اللمسات _ ورغم انه لم ينكسر الا انه تناثر في أرجاء الغرفة ما اضطرهما أن يقوما بجمعه ومن ثم اعادة وصله بعضه ببعض كما كان من قبل ،يومها قالت له:

_انا آسفة لم اقصد
_اعلم هذا فانت تقومين باشياء كثيرة لا تقصدينها
رد عليها بعتب وهو يلوي فمه بطريقة ساخرة

_وانت تعطي الكثير من التعليقات الجارحة والتي لا فائدة منها
ردت عليه بغضب

فابتسم وهو ينظر لوجهها المحمر غيظا واجاب مازحا:
_ آسف لم أقصد

نظرت ناحيته تريد ان تنقض عليه وتشبعه ضربا الا انها انتبهت لصورة وجهها في المرآة المعلقة خلف أندريس على الحائط ،لاحظت شعرها المتشاجر مع بعضه والغبار الذي يغطي وجنتها اليمنى ووجها المحمر ،فما كان منها الا ان انفجرت ضاحكة على شكلها ،واخذت تؤنب أندريس قائلة:
_أنت متوحش حقا !! كيف تفعل هذا بي؟؟
_انا!! ما الذي فعلته ؟؟
أشار بسبابته الى نفسه باستغراب

أومات بايجاب وردت وهي تتصنع البكاء:
_أجل انت ،انظر لما فعلته بملكة جمال لندن
_الم اقل لك من قبل بانك متكبرة نوعا ما؟؟
رد عليها بسخرية بدت جلية في نبرة صوته:
فقالت والمرارة قد بدأت تشق طريقها اليها:
_ماذا ستقول لو عرفت سيلفيا؟
_ومن هي سلفيا ؟؟؟
سأل بحذر خشية التسبب في ما لا يحمد عقباه
تنهدت بعمق وأخذت تسترجع بعض الذكريات التي جمعتها بسلفيا فلم تستطع أن تجد أي ذكرى سعيدة ، في المدرسة الابتدائية كانت تطلب من الفتيات الا يلعبن معها وهن كن يطعن أوامرها _خوفا ليس الا_ وفي الاعدادية كانت تسخر منها وتعايرها بموت امها وتصفها باليتيمة البائسة ،اما في الثانوية فكانت تسخر منها لانها تعمل في الشركة بدل والدها كما كانت تقول لها :
_والدك والد فاشل كيف يسمح لابنته ان تعمل عنده ،وفوق هذا انه لا يعمل بل يجلس في المشفى متذرعا بحجة المرض
ولم يكفها ذلك بل هزت راسها باسى وقالت بازدراء:
_ما هذا الوالد ؟؟؟
ولم تكد تنهي جملتها حتى تلقت صفعة قوية منها وتشاجرت الاثنتان وتبادلتا الشتائم ،وانتهى الامر بهما في مكتب المدير الذي اعرب عن شدة اسفه لهذا الوضع ،لكن سلفيا بمكرها استطاعت ان تقنع المدير بان دايزي هي البادئة،فما كان من المدير الا ان القى قنبلته وقام بطرد دايزي الى مدرسة اخرى وسرعان ما وصل الخبر الى والدها الذي تدهورت حاله أكر فأكثر . هذه الاسباب هي نقطة في بحر من المشاكل التي تسببت بها سلفيا لدايزي.

_هل حالة الشرود هذه حالة عادية عندك ام انها حالة تستوجب العلاج
صوته الساخر ونبرته العميقة أخرجاها من سيل الذكريات التي توالت على رأسها دفعة واحدة
نظرت نحوه وابتسمت بهدوء وأجابت:
_لا تقلق لن تدفع تكاليف علاجي اذا ما تبن انها حالة خطرة
نظر نحوها بلوم وعتب يلومها على سخريتها الهادئة
ضحكت بصوت عال وهي تقول:
_أنت تفعل هذا بي دائما ،عسى أن تدرك معاناتي من جراء سخريتك
لوى فمه وهو يعيد الموضوع الى دفته الاصلية:
_هل ستخبرينني من هي سلفيا أم ماذا؟

ترقرقت الدموع في عينيها وهي تجيب بهدوء مزيف:
_انها من دمر حياتي ولن أسامحها على ذلك
رأى عينيها المغرورقتين بالدموع فاقترب يعتذر غير عالم سبب البكاء ،لكنها أسرعت بمسح دموعها ومن ثم اعتذرت بكلمة واحدة كانت :آسفة ،و ......... خرجت .




لا لن ابكي لن افعل ،لا لقد وعدت نفسي بهذا ،أخذت تردد هذه العبارة وهي تغالب الدموع التي ترقرقت في عينيها الفيروزيتين .
لقد سرقت سلفيا ثاني أعز شخص على قلبها – بعد والدها – لقد كان يملأ حياتها هو من دعمها وساعدها وشجعها ولا أحد يعلم ما كان سيحل بها لو لم يكن موجودا في حياتها ،ضحكاته لا تزال تضج في ذاكرتها وصورة وجهه المرح لا تزال محفورة في ذاكرتها .
شعرت بيد دافئة على كتفها فاستدارت بعد ان مسحت عينيها من آثار الدموع ،فاذا بها ترى السيد هاري ينظر اليها وابتسامة حنونة على شفتيها ،لاحظ شحوب وجهها وارتجاف يديها فسالها بحنان وقلق :
_ ما الامر يا صغيرتي ؟ ما بك ؟ قال لي اندريس انك خرجت مسرعة من بيتك بعدما تحدث اليك وقال انه من الافضل ان اتي وارى ما بك فهو يظن انه السبب في انزعاجك
هزت راسها نفيا واجابته بهدوء:
_لا لا ،ليس هو السبب انما تذكرت شخصا ازعجني ووترني وهذا كل ما في الامر ولا علاقة لاندريس بذلك
_هل انت متاكدة؟
_أجل لا تقلق يا عم

ابتسم لها بحب واحتضن وجهها بين يديه الضعيفتين وقربها منه ثم طبع قبلة على جبينها وطلب منها ان ترتاح فهي هنا في استراليا ومن ازعجها في انكلترا والمسافة كبيرة جدا بين الدولتين.
شكرته على لطفه وقلبها يفيض محبة واحتراما لهذا العجوز اللطيف، وعملت بنصيحته واتجهت الى منزلها .
دخلت من الباب الخشبي ودلفت الى القاعة ذات الجدران السكرية المزينة بلوحات لازهار ذات الوان دافئة باللونين الزهري والبنفسجي الهادئ ، نظرت حولها ومن ثم ابتسمت لقد استطاعت وفي غضون اسبوع واحد فقط ان تحول ما كان خربة الى منزل مليء بالحيوية والانوثة التي تلاحظها اينما اتجهت.
اعدت لنفسها كوبا من القهوة الساخنة وصعدت الى غرفة نومها وضعت الكوب على الطاولة المستديرة ذات اللون البني الباهت واتجهت الى خزانة تقع في نهاية الغرفة و فتحت احد الادراج فيها وقامت باخراج كتاب بلون عينيها مرصع بالخرز حملته وحملت كاس القهوة واتجهت الى شرفة الغرفة والتي تطل على المخيم باكمله جلست على احد تلك المقاعد البيضاء المنتشرة على الشرفة والتي تشبه تلك التي على الشواطئ،انها لم تر المخيم باكمله يبدو المحيط قريبا ، ابتسمت بحزن ومسحت بيدها على سطح الكتاب ثم تنهدت وفتحت ذلك الكتاب ،لم يكن كتابا !! وانما كان البوما للصور ، البوم لصور تجمعها بوالدتها في صغرها تاملت صورة والدتها ،لقد كانت والدتها تحب البحر بل تعشقه وعشقها هذا هو ما اودى بحياتها ،اصغت الى صوت تصادم الامواج مع الصخور،اشبعت رئتيها بهواء البحر المنعش ،انها تشبه والدتها كثيرا ليس في الشكل فقط بل في حب البحر انها تحبه ولكنها تدرك خطورته ، قال لها اندريس يوما:
_البحر واسع جميل ومليء بالعجائب ولكنه خطر ، لكن الشيء الذي يتجرد من غموضه يضحي شيئا لا يثير الاهتمام والبحر كما المحيط مملوء بالغموض ويسعى كثير من الناس الى حل الغازه واكتشاف مخلوقاته وبعضهم من يتحداه وبالتاكيد يفشل امام هذا الشيء العظيم .
شعرت بالبرد فافرغت ما بقي في الكوب بفمها ودلفت الى الداخل ،شعرت بالدفئ يسري في جسدها وشعرت بالامل يتجدد في اعماقها فابتسمت وقررت ان تصلح حالتها المزرية فدخلت الى الحمام المذهب وافتحت الصنبور فتدفق الماء دافئا داخل الحوض نظرت بفرح الى كل تلك العطور والزيوت والشامبوهات وفكرت بانه لا بد وان يكون هذا مركز استجمام للاغنياء فكل ما ينقص هذا المنزل هو تلفاز وخط انترنت .




بعد ان استحم وانعش جسده المرهق ،جلس الى شاشة حاسوبة النقال فهو وان كان في عطلة فلا يزال رئيس شركة ولا زال عليه ان يقوم باعمالها ولو كان ذلك على حساب راحته.
بعد ان عاد الى المنزل وجد ثلاث رسائل على بريده الالكتروني كلها من سكرتيرته تنبؤه بان مشكلة خطيرة قد حلت وانها تحتاج مساعدته ،نظر الى ما ارسلته من معلومات فوجد ان هناك تراجعا في مبيعات الشركات طمأن سكرتيرته الى انه سيجد الحل وان عليها الا تقلق وان تهتم بباقي الاعمال .
انتصف الليل وأندريس لازال جالسا يحاول حل هذه الازمة ،مسكينة سكرتيرته انها الثالثة التي تستلم المنصب بعد زوجة خاله والتي اعلنت عدم قدرتها على العمل اكثرمن ذلك ،يمتاز اندريس بانه ذو طبع حاد في العمل فالجد جد بالاضافة الى انه كثير الطلبات ويتوقع ان تنفذ طلباته في نفس الوقت الذي يطلبها فيه وتلك السكرتيرات المتدربات لا يصلحن لمثل هذا العمل ، انهن دوما خائفات منه لكثرة صراخه ودوما مرتبكات يخفن ان يطردن ولكن الامر في النهاية يؤول الى ان يستقلن بمحض ارادتهن غير قادرت على اكمال المسيرة وهذه هي الثالثة التي يحضرها هذا الشهر وهي جيدة نوعا ما فهي قلما ترتبك, أو تسرح وقد وضع ثقته فيها حتى انه ترك الشركة تحت ادارتها ولكنها لا زالت تحتاجه في بعض المواطن حيث لا تستطيع التصرف.
تنهد بتعب بعد ان ادرك سبب هذا التراجع ان قسمي الدعاية والمبيعات مقصران قليلا وسوف يعالج الموضوع غدا ،سيعقد اجتماعا عبر الانترنت يجمعه بمديري القسمين وسيبحث الامر معهما ، اغمض عينيه بتعب و أغلق شاشة الحاسوب ثم اسند ظهره الى المقعد الجلدي الفاخر .
لقد فعل كدايزي تماما في اول يوم له هنا لقد قام بتجهيز بيت يخصه ،منزل يشبه شقته في نيويورك والتي هي ثاني مركز لاعماله بعد أثينا ،قام بطلاء جدران الغرفة التي اتخذها مكتبا باللون الابيض وملأها بالمقاعد الجلدية الوثيرة ووضع في منصف الغرفة طاولة زجاجية ووضع عليها باقة من الزهزر البيضاء تزين الزهرية السوداء الموضوعة في الوسط ،بدت الغرفة كئيبة ومملة وتحتاج الى لمسة انثوية ،هذا ما قالته صوفيا ،انها دائما تؤنبه على ذلك ولكنه لا يستمع لها ويقول بان لا دخل لها بمكتبه وبيته .


خرج من الحمام و هو يجفف شعره المبتل بمنشفته البيضاء ،لقد تلقى اليوم الكثير من ضغوطات العمل ولكنه تجاوزها بنجاح كما اعتاد فهو نابغة في التعامل التجاري ويحصل دائما على ما يريد لم يخرج يوما من اجتماع الا ويتاكد ان كل كلماته ستطبق حرفيا ولم يخرج يوما من صفقة الا وكانت لصالحه ،لقد عمل بجد في مراهقته ،
بدأ عمله في شركة العائلة في 15 من عمره وكان دؤوبا يسعى للافضل دائما وارتقى سلم النجاح خطوة خطوة حتى وصل الى مجلس الادارة ومن ثم ترأسه ، جمع كل تلك الملايين بعرق جبينه لم يطلب مساعدة احد ولم يحتج شفقة اي شخص ،انه لا يحتاج الى اي من جديه ليساعداه فهو ليس مراهقا ولا طفلا ويستطيع تدبر اموره ،ان كان جده لوالده قد تخلى عنه فهذا لا يعني ان حياته انتهت ،لم يكن جده موافقا يوما على زواج ابنه الانجليزي من امراة يونانية وما زاد الطين بلة هو ان أندريس لم يرث جمال الانكليز البارد وانما ورث تلك الدماء الحارة عن والدته ما اثار حفيظة جده والذي تخلى عنه بعد موت والديه ولم يعترف به .

نظر الى الغرفة ذات الجدران القشدية والستائر المخملية وتنهد براحة ، من الجيد ان صوفيا تولت امر تاثيث هذه الغرفة والا لكان شعر ببرودة كتلك التي يشعر بها في مكتبه حيث يعمل .
على الرغم من ان صوفيا ليست من العائلة الا انه يعتبرها كذلك ، انها سكرتيرته في استراليا كما انها صديقة طفولة له ، ولطالما عاتبته على ذوقه البارد وكانت تمازحه قائلة:
_ان لم تكن قد ورثت جمال الانكليز البارد فقد ورثت ذوقهم

كان يكره الانجليز رغم انه واحد منهم ،لكن تلك الفتاة (دايزي) ،انها مختلفة كانما تخبئ حزنا دفينا داخل قلبها، وسلفيا هذه ماذا يمكن ان تكون قد فعلت؟؟

تلك الفتاة محيرة حقا ولكنه سيعمل على فك الغموض المحيط بها وسيعلم ما الذي يزعجها ،ولم خرجت هكذا اليوم؟
استلقى في سريره الدافئ وعلامات التصميم بادية على وجهه ، انه ادنريس سوفاكيس الذي لا يرد له طلب ولا يصعب عليه شيء وهذه الفتاة لن تكون سرا يتغلب عليه.
__________________
]ما أجمل أن تبقى القلوب على العهد و الوعد
حتى و إن ... طالت المسافات
و إن غابوا الأحبه ... فلهم فى الخيال لقاء?? !؟
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-02-2017, 01:07 AM
 
البارت الرابع بعنوان (قادمه يا صديقتي )

حدقت باشراق تنظر الى المحيط الواسع الممتد امامها ،حولت نظرها الى اليمين لترى بعض الاكواخ المسقوفة بالقش ومن ثم التفت الى الشمال تلقي نظراتها على الوجوه البريئة التي أخذت تطالعها باستفهام .
عندما جاء أندريس صباحا لاصطحابها اعتذر منها على ما فعله معلنا أنه آسف ان كان قد أخطأ في حقها لكن مزاجها كان جيدا فلم تشأ أن تجادله وانما قالت له بفرح:
_لا بأس
نظر اليها نظرة تنم عن الغباء ،فانطلقت بالضحك وهي تقول:
_هذا الوجه لا يليق بك ،لا تمثل دور الغبي
فما كان منه الا أن ابتسم وقال:
_فليكن الله في عوني
_وفي عوني أنا أيضا
قالت هذا وصوت ضحكاتها لا زال يتردد في الانحاء
_حسنا حسنا أنا أعترف بانني لست فتاة طبيعية وان كان هذا مشفى للمجانين
قالت هذا وهي ترى علامات الاستغراب جلية على وجهه
فقاطعها بسخريته المعتادة:
_فهذا هو المكان المخصص لك
_حسنا لن أجادلك فانا في مزاج جيد اليوم
تشدقت بهذا ثم أخذت تسير أمامه كطفلة صغيرة نالت علامة كاملة في امتحانها وقد كافأها والدها بهدية صغيرة، لكن حتى طفولة دايزي كانت أبعد ما يكون عن هذا بعد موت والدتها .

سار أندريس أمامها ومن ثم توقف أمام الاطفال الصغار الذين رحبوا به بحرارة حيث تهافتوا عليه كل يريد منه أن يحمله ،رفع أندريس بين يديه طفلة صغيرة تقارب الثامنة بالغة الجمال ذات شعر أسود حالك كلون شعره والغريب أنها تمتلك لون العينين ذاته ،راحت الطفلة تتأمل دايزي بتلك النظرات المتفحصة ،نفس النظرات التي واجهها بها أندريس فور وصولها لهذا المكان ،أيعقل أن تكون هذه الطفلة شقيقته أو ربما ابنته ،واقشعر جسدها لهذا التفكير فأندريس واحد يكفي حياتها وأشباهه بالتاكيد لن يكونوا أفضل منه .


دخان .... الوان غريبة ....... باقة ورود حمراء ظهرت من العدم........ ومن ثم شاب أشقر الشعر خرج من خلف الدخان ما أرعب دايزي وجعلها تصرخ بأعلى صوتها ، وتهرب لتختبئ خلف أندريس الذي بدت السخرية جلية على وجهه .
_قلت لك أنك ستخيفها،ألم أفعل؟؟
ارتفع هذا الصوت من مكان ما في الانحاء لكن دايزي لم تعرفه وانما استمرت تراقب بحذر وهي لا تزال مختبئة خلف أندريس
_آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسف ،ما أدراني أنها ستكون مثلك تهتم بالموضة وأحدث صرعاتها ،كنت أظنها جاءت لتسعدنا لا لتزعجنا بصراخها
خرجت هذه الكلمات من الفم الشاب ذي الشعر الاشقر الذي كان ينفض شعره مما علق به من ذلك الدخان ،نظر نحو دايزي بسخرية ما جعلها تعتقد أن سكان هذه المنطقة مشهورون بالتهكم والسخرية والاستفزاز ، ثم أعاد نظره الى الفتاة التي صرخت عليه منذ قليل وتابع:
_صوتها عال ، عندما نذهب لمسابقة الشخص الاكثر ازعاجا ذكريني أن نأخذها معنا فلربما تعبت من الصراخ ووضعناها بدلا عنك

افلتت دايزي ذراع أندريس واعتلى الغضب قسمات وجهها وهي تسير باتجاه الشاب الذي بانت امارات الخوف على وجهه ،رفعت كميها الى المرفقين وأبعدت خصلات شعرها الى الخلف وأخذت تجهز قبضتيها استعدادا للهجوم .
وقف الشاب المسكين ينظر لها بخوف شديد وهو يبتلع ريقه ينتظر مصيره المحتوم وهو تلقي ضربة قاضية كتلك التي اعتاد تلقيها من شقيقته ،وقفت دايزي أمامه ورفعت رأسها لتقابل عينيه ،لاحظ شرارات النار المتطايرة من عينيها فتراجع قليلا الى الخلف غير أن دايزي لم تفعل شيئا سوى أن سحبت نفسا عميقا جدا جدا جدا ومن ثم صرخت بأعلى ما يمكنها ،وبعد أن انتهت قالت للشاب الذي وضع اصبعيه في أذنيه وهي تسير مبتعدة عنه:
_هذا ما يسمى صراخا وليس ذاك

أرادت أن تتجاوز أندريس وتكمل طريقها الى الأمام غير أنه أمسك بمرفقها فاستدارت بشكل لا ارادي ووقفت بجانبه ،رفع اصبعه وأشار الى الفتى ذي الشعر الاشقر وقال :
_دايزي أعرفك بنيكول الشاب الذي حدثتك عنه ،هو أيضا سيكون مسؤلا عنك
ثم أشار باصبعه نحو الفتاة التي تراقب المشهد من بعيد وقال:
_وهذه ساندرا انها شقيقة نيكول انها من محبات الموضة أو كما أسميها الفوضى ،وأظنك ستكونين مسرورة بالتسوق معها
شدت يدها من يده واستدارت تنظر اليه بحدة وتقول :
_أتعلم أنت أكثر الناس ازعاجا على هذا الكوكب لقد ابتدأ يومي سعيدا وكنت أريد أن أنهيه هكذا ولكن هذا
وأشارت الى نيكول ،ومن ثم تابعت :
_الا يكفيني أنت وحدك ،جئتني بمهرج ينغص علي عيشي
_هاي هاي هاي ،هذا عيب يا آنسة
قاطعها الشاب ذو الشعر الاشقر والبشرة السمراء وهو يقف بينها وبين أندريس ،نظر اليها وقال بابتسامة :
_أنا آسف لم أكن أقصد أن أزعجك وانما أردت أن أزعج شقيقتي
قال هذا وهو يشير الى الفتاة التي انشغلت باللعب مع الاطفال الصغار ،أعاد نظره اليها وتابع :
_أنا حقا شخص طيب وهذا ليس مديحا بامكانك أن تسألي صوفيا عني وهي ستخبرك
ثم قال وهو يتصنع البكاء:
_أنا لا أشبه هذا المتوحش ،انه بلا قلب هل تصدقين لقد قام بضربي مرارا ومرارا بدون اي سبب؟؟
نظر اليها بعينين بريئتين كأنه يألها أن تصدقه ، فضحكت بمرح وقالت :
_أنت فعلا لا تشبهه فكما يبدو لي أنت شخص مرح
استقام وعلامات السرور بادية على وجهه ومد يده مصافحا :
_أدعى نيكول بروس
وضعت كفها في كفه وأجابت باسمة :
_وأنا أدعى دايزي بريسكوت ،تشرفت بمعرفتك
_أعرفك بشقيقتي عاشقة الموضة
قال هذا وهو يشير الى شقيقته التي اقترب تحييها
_أدعى ساندرا بروس تشرفت بمعرفتك
قالتها ساندرا وابتسامة لطيفة تلوح على شفتيها

نظرت دايزي الى الشقيقين ،انهما لا يشبهان بعضهما فنيكول له عينان واسعتان لوزيتا اللون، أشقر الشعر أسمر البشرة ،رغم أنه تناقض عجيب الا انه اضفى مسحة من السحر على وجهه أما ساندرا فهي ذات شعر كستنائي وعينان لوزيتان وبشرة برونزية لها طلعة بهية كطلعة أخيها .

_أنا حقا أخشى أن تكون حالة السرحان هذه خطيرة
ومن غيره يمكن أن يكون له هذه النبرة الساخرة والتعليقات العقيمة
_أخبرتك أنه في حال اكتشفت أن هذه الحالة خطيرة فلن تدفع شيئا من جيبك
ردت عليه بحدة لم تكن تقصدها ،فقال بهدوء:
_نسيت أن نقود والدك تستطيع أن تشتري لك الكوكب بأسره
_اذا كانت نقود والدي تستطسع أن تشتري العالم فنقود عائلتك تستطيع شراء الكون ،فعائلة سوفاكيس تشتهر بثرائها الفاحش وأنا لست غبية حتى لا ألاحظ أنك تمتلك كبرياءهم العنيدة و حبهم للسيطرة
أجابته بذلك بانفعال ،فكاد أن يثور كيف تجرؤ على أن تنعت عائلته بهذه الاوصاف ؟؟ من هو الذي أخبرها بذلك؟؟ لم يصرح باي من افكاره هذه وانما قال بهدوء مصطنع:
_ما دمت لست غبية ،فكيف لا تدركين أنك مزعجة في كل كلمة تنطقين بها ؟؟
كادت ان تجيبه بكلام لاذع من شأنه أن يوقفه عند حده ولكن ساندرا وقفت بينهما وهي تصرخ :
_كفــــــــــــــــــــى لقد اوجعتما رأسي
نظرت الى أندريس وقالت بهدوء:
_توقف عن هذا فأنت المسؤول هنا ثم يفترض أن تكون قد تجاوزت المراهقة منذ زمن بعيد
ثم التفتت الى دايزي وعلى وجهها ابتسامة حلوة وقالت:
_وأنت أيضا ،آه بالمناسبة كم عمرك؟؟
استرخت دايزي لطريقة ساندرا اللطيفة في الكلام وردت :
_22 سنة
_راااااااائع أنا وأنت من نفس السن سنكون ثنائيا رائعا

_أيتها الخائنتان كيف تتركانني وحدي ولا تخبراني بالذي تفعلانه؟
التفتت ساندرا الى مصدر الصوت وابتهجت لرؤية صوفيا التي وقفت تستمع لحديثهما .
ألقت صوفيا ابتسامة مرحة الى دايزي ،وقالت :
_اذا كنتما تقبلان انضمامي اليكما فسنصبح ثلاثيا رائعا ،ما رأيكن؟؟
_رااااااااااااااااااااااائع
هتفت الفتاتان بفرح معا،فقال نيكول بخيبة وخوف :
_يا الهي ثلاث متوحشات على بريئين اثنين هذا ليس عدلا
_كن رجلا
قال أندريس ذلك وعيناه تلتمعان بالتسلية :
_ستكون عطلة رائعة بكل ما للكلمة من معنى
_اذا كنت تقصد أننا سنموت فأنت على حق
أحاط أندريس عنق نيكول بذراعه ،وهتف بمرح جعل عينيه تلمعان بسحر مؤثر:
_لا، أقصد أنها ستكون ممتعة لأنني وجدت شخصا غيرك أعذبه وأصب عليه جام غضبي
_مسكينة دايزي ،انها لا تستحق ذلك
نظرت دايزي الى أندريس ونيكول كأنها شعرت بما يقولانه فلاحظت وجه الاخير وعلامات الشك بادية على وجهه بينما الاول التفت اليها كأنما أدرك تنصتها اليهما وابتسم ابتسامة غريبة جعلت عمودها الفقري يرتعش بصورة لا ارادية .




في مطار انجلترا وقفت تلك الفتاة ذات الشعر البني المموج تنتظر موعد رحلتها ،كانت تنظر يمنة ويسرة علها تجده لقد وعدها بأنه سيذهب معها وبأنه سيستمع لدايزي ، لم تلمح له أثرا حاولت الاتصال به على هاتفه النقال ولكنها وجدته مغلقا ،قررت أن تستفيد من الوقت الباقي لها قبل وصول موعد رحلتها بالقراءة فاتجهت الى متجر المطار واشترت صحيفة تتسلى بها ،تمتاز (ميديا) صدبقة دايزي بأنها فتاة هادئة وعقلانية بعكس دايزي التي يمكن وصفها بأنها متهورة نوعا ما ،لطالما قامت ميديا بمساعدة دايزي والعكس صحيح ،انها الصديقة الوحيدة لدايزي والتي تأتمنها على أسرارها ،طموحاتها وحتى نظرتها لحياتها فدايزي تعتبر حياة البذخ التي تعيشها حياة مملة حيث كل شيء متوافر ، صحيح أن والد دايزي وأجدادها تعبوا في بناء هذه الشركات ولكنها تريد أن تعمل فيها الأمر الذي يرفضه والدها فهي بنظره يجب أن تكون سيدة راقية من سيدات المجتمع المخملي الذي دخلته أسرتها منذ القرون الوسطى حيث تم تصنيفهم كأصدقاء شرف للعائلة المالكة .
لفت نظر ميديا خبر منشور في الصحيفة عنوانه { الرئيس الشاب لشركات النقل البحري السيد سوفاكيس سيلقتي ولأول مرة جلالة الملك ،لتباحث بعض الأمور التي عدت سرية وذلك خلال الشهر الجاري } ،تحدث المقال عن العلاقات القائمة بين هذه العائلة وسلالة الملوك الذين تعاقبوا على حكم انجلترا وقد اختتم بالقول { ان أحدا لا يعلم ما هية الزيارة ولا سببها}

__________________
]ما أجمل أن تبقى القلوب على العهد و الوعد
حتى و إن ... طالت المسافات
و إن غابوا الأحبه ... فلهم فى الخيال لقاء?? !؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-02-2017, 01:13 AM
 
تابع الفصل الرابع

في مطار انجلترا وقفت تلك الفتاة ذات الشعر البني المموج تنتظر موعد رحلتها ،كانت تنظر يمنة ويسرة علها تجده لقد وعدها بأنه سيذهب معها وبأنه سيستمع لدايزي ، لم تلمح له أثرا حاولت الاتصال به على هاتفه النقال ولكنها وجدته مغلقا ،قررت أن تستفيد من الوقت الباقي لها قبل وصول موعد رحلتها بالقراءة فاتجهت الى متجر المطار واشترت صحيفة تتسلى بها ،تمتاز (ميديا) صدبقة دايزي بأنها فتاة هادئة وعقلانية بعكس دايزي التي يمكن وصفها بأنها متهورة نوعا ما ،لطالما قامت ميديا بمساعدة دايزي والعكس صحيح ،انها الصديقة الوحيدة لدايزي والتي تأتمنها على أسرارها ،طموحاتها وحتى نظرتها لحياتها فدايزي تعتبر حياة البذخ التي تعيشها حياة مملة حيث كل شيء متوافر ، صحيح أن والد دايزي وأجدادها تعبوا في بناء هذه الشركات ولكنها تريد أن تعمل فيها الأمر الذي يرفضه والدها فهي بنظره يجب أن تكون سيدة راقية من سيدات المجتمع المخملي الذي دخلته أسرتها منذ القرون الوسطى حيث تم تصنيفهم كأصدقاء شرف للعائلة المالكة .
لفت نظر ميديا خبر منشور في الصحيفة عنوانه { الرئيس الشاب لشركات النقل البحري السيد سوفاكيس سيلقتي ولأول مرة جلالة الملك ،لتباحث بعض الأمور التي عدت سرية وذلك خلال الشهر الجاري } ،تحدث المقال عن العلاقات القائمة بين هذه العائلة وسلالة الملوك الذين تعاقبوا على حكم انجلترا وقد اختتم بالقول { ان أحدا لا يعلم ما هية الزيارة ولا سببها}.اهتز هاتفها في جيبها ،فرفعته وقرأت الاسسم المكتوب عليه ،تهلل وجهها فرحا وهي تجيب:ها أنت ذا أين أنت ؟
أجابها صوت بدا لها بعيدا: أنا لن أذهب معك ،أفضل الذهاب وحدي
ردت عليه بحذر خشية إثارة غضبه : هل أنت متأكد من أنك سوف تذهب؟؟
أجابها بهدوء:أجل ،متأكد
ومن ثم أغلق السماعة في وجهها بعنف، نظرت إلى السماعة تحدق فيها بذهول وهي تفكر إنهما حقا قريبان(دايزي والشخص الذي كلمته منذ قليل).
أعلن صوت قوي واضح عن أن موعد رحلة ميديا قد اقترب ،فتنهدت الأخيرة بتعب وحملت أمتعتها ومن ثم سارت إلى طائرتها.



راااااااااااااااااااااائع هتفت دايزي بذلك وقد أشرق وججها فرحا،نظر إليها أندريس وعلى ثغره ابتسامة صغيرة وهو يفكر :يا لها من فتاة طفولية ،أكل هذا لأن صديقتها ستحضر . نظر إليها بخوف عندما راودته فكرة جنونية فسارع إلى طرح سؤاله : هل هي بنفس طباعك ؟
نظرت إليه تتذكر منذ متى وهو هنا ؟

لم يقبل أندريس بأن تذهب إلى السيد هاري دون معرفة ما سيقوله لها فقرر الذهاب معها ،بحجة أنه رئيسها وعلية أن يعلم كل شيء عن تحركاتها .

كانت سعيدة جدا بحيث لم تشأ أن تجادله فأخبرته بفرح وهي ترقص في الغرفة :لا إنها هادئة نوعا ما
تنهد بارتياح ،فدايزي واحدة تكفيه .


ترى هل سيكون لقدوم ميديا أي أثر على الأحداث؟
ولماذا قرر الشخص المجهول ألا يذهب معها؟
__________________
]ما أجمل أن تبقى القلوب على العهد و الوعد
حتى و إن ... طالت المسافات
و إن غابوا الأحبه ... فلهم فى الخيال لقاء?? !؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماسك طبيعى لمشاكل البشرة صيفا جمالك مهم أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 08-30-2014 05:07 AM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
نصائح ووصفات للعناية والمحافظة على شعرك صيفا اياامنا الحلوة حواء ~ 3 09-07-2012 01:36 AM
وكان لقاء عبر الهاتف.. وكان حمد الكاتب قصص قصيرة 4 10-17-2007 12:22 AM


الساعة الآن 10:11 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011