|
روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
رُواية : مجاهل القلب الثٓائر ، الكاتب حسام …(irume) السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة جت في بالي فكرة انقل لكم البعض من روايات كاتبي المفضل أيرومي أو كما ينادونه بآسمه الحقيقي حسام أشتهر بعالم الانترنت بكتاب الروايات الخياليه " ماشاء الله ولا حول ولا قوة ألا بالله " أذكر ربك دائمًا أن رأيت شيئًا جميلًا
__________________ |
#2
| ||
| ||
رواية من تأليف IRuMI الغالي مجاهل القلب الثائر وقف " رودلف" في شرفته كالعادة، تطلع إلى الأفق وقال مخاطباً مساعده " بيل" بلهجة آمرة: - بيل، هيا تعال معي، سنخرج! أجاب بيل بقلق: - لكن سيدي!! لقد خرجنا بالأمس بما فيه الكفاية .. وخرجنا أول الأمس و.. التفت رودلف ونظر إلى بيل وقد ظهر الضجر على وجهه ثم قال مقاطعا كلامه: - سنخرج اليوم أيضا .. لأنني لم أكمل رسم لوحتي .. - لكن سيدي .. - هذا أمر .. هيا بنا .. على جوادين أصيلين خرج الأمير الشاب " رودلف " ، يتبعه "بيل" الرجل العجوز القوي، الذي أشرف على تربيته وتعليمه كل ما يلزم ليصبح أميرا نبيلاً .. كان الأمير رودلف شاباً وسيماً وقوياً، لديه شعر بني وبشرة بيضاء وعينان زرقاوان جميلتان وأنف مستقيم،، لم يفتقر إلى شيء من مقومات الجاذبية، يجيد عمل معظم الأشياء، كما أنه فارس مخضرم وقناص محترف،، لكنه كان انطوائيا وهادئا،لكن المشكلة كانت فيه، فلم تلفت نظره فتاة، وقد تخطى عمره الخامسة والعشرين وهو مشغول بالصيد وتعلم فنون الرسم الذي يعشقه ... وكان ذلك كل ما يشغل تفكير والده الملك إدوارد حاكم مملكة "روكستراندس" العظيمة .. أن يعثر على الفتاة النبيلة المناسبة .. حمل الأمير رودلف أدواته الفنية ووضع لوحته عند ذلك البئر القديم في إحدى الحقول المهجورة،، كانت هناك أشجارا جافـّة ورمال، وذلك البئر القديم يقف وحيدا وسط ذلك مع دلو صدئ، فكر "بيل" بيأس وهو ينظر إلى المكان الذي يزوره للمرة الثالثة ولا يجد فيه أي فن أو إبداع،، فهو في نظره أسوأ المناظر على الإطلاق والبقاء في ذلك المكان الموحش .. كان سيئا بالنسبة له .. وكان ذلك على العكس من رودلف الذي كان يستمع بوقته، غير مبال ببرودة الجو والريح التي تحمل الغبار في طيـّاتها العاصفة .. كان مندمجاً جدا وشغوفاً بما يفعله .. قال بيل باستسلام: - سيدي، سأتمشى قليلا حتى ذلك التل .. لم يرد رودلف وكان يركز على دمج اللون الرمادي بطريقة واقعية فأعاد بيل كلامه بشكل مختلف: - سيدي،، سأتمشى قليلا هنا أو هناك .. هل تسمعني ... لم يبد على رودلف أنه سمع شيئا ولكنه قال بعد ثوان: - حسناً .. ابتعد بيل عن سيده الأمير، وبقي رودلف يرسم حتى بدأت الشمس بالنزول، فبدأ رودلف بتجميع ألوانه وفرش التلوين المختلفة الأحجام ثم نظر للوحته وقال : - سنأتي غدا يا بيل،، لم أرسم الأشجار الجـافـّة جيدا، لكنني وضعت خطوطها الأساسية .. لم يسمع رودلف رد "بيل" بالموافقة أو عدمه ونظر خلفه فلم يجد أثرا لـ بيل على الرغم من خلو المكان من البشر والأشجار .. كانت المساحة شاسعة أمامه ليرى بيل حتى لو ابتعد،، وقال رودلف بضجر: - لم أعد أفهم ذلك! لم تأخر هكذا؟؟ بقي رودلف منتظرا لبعض الوقت ولكنه بدأ يتوجه نحو التل بنفاذ صبر وصعد التل الرملي بقليل من الجهد حتى وصل إلى قمته،، وكان المنظر من خلفه بديعا،، فهو مرتفع ويطل على إحدى قرى البلاد الجميلة، علم رودلف أنها قرية " فيرديور" الخضراء الجميلة التي تقع خارج العاصمة بعدة أميال .. ظل رودلف مفتوناً بهذا المنظر ونسي أمر بيل تماماً، ولكنه تذكر ذلك بعد مرور دقائق فبدأ يلتفت حوله مجددا وتساءل في نفسه : " هل يكون بيل قد نزل إلى القرية ... وتركني هنا؟؟" كانت مشكلة رودلف أنه لا يعرف طريق العودة إلى القصر فهو قليل الخروج بمفرده، وعندما يخرج بصحبة بيل أو بعض الفرسان، فإنهم من يتولون أمر المكان عادة، وهم من يحفظون الطريق .. ويحفظون أماكن العربات أيضا .. ولكن ... أن يضل الأمير الطريق في مملكته مشكلة، وعيب خطير!! ألقى رودلف نظرة على الجياد المربوطة بأحكام وقد بدأ يشعر بالقلق .. بدأ الظلام يرخي سدوله وفكر رودلف في بعض المغامرات فخلع بزته الكحلية الخارجية المطرزة وسار بالقميص الداخلي والسروال الكحلي وحذاءه الأسود ذو الرقبة .. نزل رودلف التل تاركاً خلفه أدواته ولوحاته .. وبزته الكحلية، عندما وصل لم يكن الظلام دامسا،، كان هناك بعض النور وسار رودلف بهدوء في سوق القرية المزدحم وهو ينظر بانبهار والسعادة ظاهرة في عينيه على الرغم من صمته ،، كان الكثير من الناس يتهامسون وينظرون إليه واعترض فجأة طريقه شاب قروي وهو يمسك بقوسه وسهمه وقال بقلة تهذيب: - هيه!! إلى أين أيتها الحلوة المهندمة؟؟ كان رودلف ساذجا جدا ولم يفهم ماذا يقول ونظر خلفه يتطلع إلى تلك الفتاة الحلوة التي يقصدها الشاب فضرب الشاب كتفه بالقوس وقال مجددا: - أنا أقصدك أيها المهندم! ماذا تريد منا؟ هيا اخرج من قريتنا قبل أن أوسعك ضربا .. لم يقل رودلف شيئا وتخطى الشاب بهدوء متابعا طريقه، ولكن الشاب ركض ودفعه بقوة فسقطا أرضا واتسخت ثياب رودلف ووجهه بالوحل ... قبل أن يحاول رودلف الجلوس قام الشاب بوضعه على ظهره ولكمه على وجهه بيده المتسخة بالوحل، ظل رودلف مذهولا من تلك التصرفات فظل مكانه ليتبعه الشاب بلكمة أخرى .. كان الناس قد تجمعوا ينظرون من بعيد وقام رجل كبير السن بسحب الشاب من ملابسه بعنف وألقى به بعيدا ثم توجه نحوه وقام بركله في بطنه وهو يصرخ غاضبا: - كم مرة علي أن أخبرك أن تبقى في البيت!!ولكن هذا ليس خطأك أنه خطأ والدتك!! ثم سحب القوس من يده وقال بغلظة : - هيا عد إلى المنزل .. ركض الشاب وهو يبكي ويردد: - لن أفعل!! لن أفعل .. لن أفعل ... راقب رودلف ذلك وهو يحاول التقط أنفاسه من هول المفاجأة،، واقتربت فتاة قروية ترتدي ثياباً بسيطة وجميلة وناولت رودلف منديلا قماشياً أبيض اللون وهي تقول: - نتأسف لك على ذلك .. أعذره فهو مريض .. أمسك رودلف بالمنديل فتلوث بالوحل، وساعده الرجال على الوقوف وهو يقول: - لا بأس، من الجيد أنني لم أضربه!! انفض الرجال من حوله فجاء الرجل الذي ضرب الشاب وقال معتذرا: - نأسف يا بني على ذلك الحادث، إنه ولدي وهو مختل عقليا، لكنه مسكين، تعال إلى منزلنا ونظف نفسك،، هيا .. كان رودلف سيعتذر حتما عن الذهاب إلى منزلهم ولكن الفتاة القروية قالت: - أنت لن ترفض دعوة أبي .. صحيح؟
__________________ |
#3
| ||
| ||
الفصل الثاني البارت الثاني انتبه رودلف إلى الفتاة القروية،، كانت بديعة، لديها عينان واسعتين ساحرتين، وشعر أسود ناعم تجمعه في ضفيرة طويلة حتى أسفل ظهرها .. لقد لفتت نظره فعلا .. ومن اللحظة الأولى .. ابتسمت الفتاة وقالت: - هيا، أنت غريب عن البلدة ويمكننا مساعدتك لإيجاد ما تبحث عنه .. انتبه فجأة لنظراته للفتاة أمام والدها وتنحنح ثم قال: - آوه .. حسنا، سأقبل الدعوة .. دخل رودلف إلى منزلهم الصغير، كان منزلا بسيطا، مكونا من طابقين وتحيط به حديقة صغيرة بها بعض الدجاج والإوز،، قال الأب مخاطبا ابنته بالهمس: - هل هو من المدينة؟ - يبدو من ثيابه أنه ثري جدا .. استقبلتهم الأم ونظرت إلى رودلف قليلا بتفحص قبل أن يقول الأب بسرعة: - أعرفك على ...... تلكأ الأمير الشاب للحظة وقال: - رودلف .. - أعرفك على رودلف ... ابتسمت الأم وصافحت رودلف وقالت بتلقائية: - تفضل في منزلنا المتواضع .. دخل رودلف مبتسما وجلس على كرسي خشبي وتوجهت الأم إلى المطبخ فقال الأب وهو يوجه الحديث إلى ابنته: - اهتمي بالضيف ريثما أغلق متجري وأعود بسرعة .. قال رودلف : - سيدي لا داعي لتعطيل عملك، سأرحل فورا .. ضحك الرجل وقال وهو يربت على كتفه: - لا، أنا أغلق في هذا الوقت عادة .. لا تشغل نفسك .. ذهب الرجل وبقيت القروية الجميلة بمفردها مع رودلف ونظرت له وقالت: - أنت متسخ جدا، ونحن السبب ، تعال معي... سار رودلف بصمت وهو ينظر إلى شعرها الأسود، كان منجذبا إليها بشدة وتوقفت أمام الحمام وهي تقول: - تفضل، سآتي بعد لحظات .. ثم توجهت صاعدة الدرج فقال رودلف بخفوت: - يا آنسة .. توقفت الفتاة للحظة ثم التفتت مبتسمة وهي تهز رأسها متسائلة فقال رودلف: - ما هو اسمك؟؟ - أدعى "جينيفر أوكن" .. يمكنك مناداتي " جيني" .. - إنه اسم لطيف .. - شكرا .. صعدت جيني، وعادت بعد دقائق ومعها فوطة كبيرة، وملابس أخرى نظيفة وقالت بخجل: - يمكنك ارتداء هذه بدلا عن ملابسك المتسخة، مع أنها ليست جميلة بقدر ثيابك .. قال رودلف مزيلا الحرج بابتسامة رائعة: - هذا كرم كبير منك .. شكرا جيني .. شعرت جيني بالخجل وقالت وهي تنظر إلى ناحية أخرى: - هناك ماء دافئ .. - شكرا .. وضعت جيني الأشياء على الطاولة ثم انصرفت بهدوء .. .................................................. .................................................. ........ خرج رودلف بعد أن أصبح نظيفا، وقد ارتدى تلك الثياب التي أحضرتها له "جيني" ، قميص أبيض واسع الكمين مربوط بشرائط سوداء من عند المعصمين، وسروال أسود مناسب .. عندما رأت جيني رودلف تلك المرة كان مختلفا تماماً ،، فقد ظهرت ملامحه وبدا وسيما وجذاباً، وشعره المبلل يلتصق بجبهته .. ظلت جيني مسحورة لبعض الوقت ولكنها انتبهت بعد أن شاهدها رودلف وقال مبتسما: - أنا منتعش حقا .. عندما اقترب أكثر شاهدت جرحا في جانب فمه وقد نزف بعض الدماء مجددا فقالت مستاءة: - لقد جرحت .. - حقا؟ بدا رودلف مستغربا فأشارت إلى جانب فمه وهي تقول: - مازال ينزف! وضع رودلف يده على جانب فمه فخرج أثر الدم في أصبعه ونظر له وقال: - إنه جرح بسيط .. توجهت جيني نحو الطاولة وأخرجت من درجها منشفة قطنية وقالت وهي تناوله إياها: - ضعها على فمك، ما زال ينزف .. نظر رودلف في عينيها وهمس: - أشكرك .. شعرت جيني بالخجل وحدقت إليه ثوان ثم انصرفت بدون أن تقول أي شيء .. حول مائدة العشاء قالت السيدة أوكن وهي تسأل رودلف: - من أين قدمت ..؟؟ تلكأ رولف قليلا ثم قال: - في الحقيقة أنا من المدينة .. ولكنني خرجت للصيد و .. ضللت الطريق .. نظرت جيني إليه بشك وقالت: - من أنت؟ نظر لها رودلف باستغراب فأعادت صياغة كلامها قائلة: - أعني، لم تكن ترتدي ملابس الصيد، وليس معك أسلحة أو شباك .. كما أن من يزاولون تلك الهواية مقتصرين على طبقة معينة .. قال رودلف : - ولماذا ظننت أنها هواية؟ ربما تكون حاجة لا أكثر .. - بدا ذلك من ملابسك، تبدو ثريا ولست محتاجا لمزاولة مهنة الصيد لتعيش .. ابتسم رودلف ونظر إلى طبقه بدون أن يقول شيئا، فقال السيد أوكن مخففا من حدة النقاش: - يسرنا التعرف إليك، وبالطبع نعتذر مجددا عن ما قام به " بريت" إنه يسبب لي المشاكل دائما .. - لا بأس يا سيدي .. كنت محظوظا جدا .. - محظوظا؟ - أجل فلولاه لما تعرفت عليكم .. قالت جيني : - تبدو سعيدا بالتعرف إلينا!! مع أني لا أرى ذلك في عينيك .. همس رودلف بابتسامة: - أنت مشاكسة يا جيني .. ضحك الجميع عدا جيني التي قالت بهدوء: - أنا لست كذلك! أنت فقط تثير حيرتي .. - أتعني أنك لا ترحبين بي؟ نظرت جيني نظرة عتاب وقالت: - كفاك رودلف! لم أقصد ذلك .. قالت الأم بنبرة توبيخ تخاطب جيني: - توقفي عن ذلك جيني، أنت تزعجين الضيف .. هز رودلف رأسه نفيا وقال والابتسامة لا تفارق شفتيه: - لا بأس، أنا لست منزعجا، أريدها أن تتحدث وحسب .. حدجته جيني بنظرة استغراب، بينما تبادل الوالدين نظرة وبدا من الواضح أن رودلف معجب بـ جيني، فقد كان ينظر إليها بين الحين والحين بعينيه البراقتين نظرات حالمة .. بعد انتهاء العشاء قرر رودلف أن يعود إلى المدينة وقال : - شكرا لكم على حسن الضيافة، والآن، حان وقت الرحيل .. قال السيد أوكن معترضا: - مستحيل! إن السير الآن في المكان يعد خطيرا جدا .. سمع رودلف صوت الشاب المدعو "بريت" الذي اختلق معه الشجار وكان ينادي: - أمي، أمي .. شعر رودلف بالشفقة على الشاب، كان صوته متألما واعتذرت السيدة أوكن بسرعة وصعدت إليه،، وعاد الأب يقول بعد ذلك الانقطاع: - أنت تائه، أليس كذلك؟ حسنا، ابق معنا تلك الليلة وفي الصباح ستجد ألف فارس يوصلك إلى المدينة بسرعة ما رأيك؟ - اقتراح جيد .. شكرا لك سيدي .. نظر الأب نحو جيني وقال مبتسما: - اصطحبي رودلف إلى غرفة الضيوف .. ********* نظر رودلف من شرفة غرفة الضيوف الكبيرة وهبت نسمة هواء باردة حركت خصلات شعره الناعمة ومع أنها كانت باردة إلا أن رودلف أغلق عينيه واستنشقها وبدا مستمتعا جدا بها، نظرت جيني إلى وجهه الفاتن وهو مغمض العينين ثم قالت بنبرة ساخرة: - إحساسك عالٍ جدا!! قبل أن ترحل جيني فتح رودلف عينيه واتجه نحوها بخفة، ثم أمسك بيدها اليمنى برقة .. نظرت جيني إليه بحدة معترضة على ما فعله ولكن رودلف قال مبتسما: - آنسة جينيفر أوكن، أريدك أن تشاركيني شيئا، وأنا أطلب ذلك منك كرجل نبيل، متمنيا أن تقبليه كامرأة نبيلة مع احترامي وشكري لك .. شعرت جيني بأنها أميرة حقيقية وهمست وهي مسلوبة الّلب: - من أنت؟ و .. كيف تعلمت هذا الكلام؟؟ همس رودلف بحنان وهو يسحبها نحو النافذة: - ششششش .. فقط ، اقتربي ... استسلمت جيني ووقفت أمام سياج الشرفة إلى جانب رودلف فهمس رودلف مجددا وهو يترك كف يدها: - أغمضي عينيك .. نظرت ثوان إلى عينيه الزرقاوين والحيرة تؤرقها ثم نظرت أمامها وأغمضت عينيها .. أغمض رودلف عينيه أيضا وقال بخفوت ونسمات الهواء الباردة تهب متتالية : - الآن،، أنت تسيرين في قاع البحر، و .. انت حافية القدمين وتراب البحر ناعم جدا.. هناك مملكة من الشعاب المرجانية الملونة تلتف عن يمينك .. وزرقة المحيط عن يسارك تسبح فيها أسماك بديعة.. شعرت جيني بذلك وكأنها تسير فعلا، ولكنها أحست بالخوف وتخيلت بعض أسماك القرش أيضا فأمسك رودلف بيدها وشعرت بيده الدافئة قبل أن يهمس: - لا بأس، لا تخافي، أنا أسير إلى جانبك .. أصبح الحلم رائعا بالنسبة إلى جيني وضغطت على يد رودلف لا شعوريا وهمست: - لم أعد خائفة ... ابتسم رودلف وقال بخفوت مجددا: - من بعيد ... يلوح لك بيت أبيض كالثلج .. إنه جميل جدا وصغير ... إنه منزلك أنت، وهو .. بعيد عن الناس.. فتح رودلف عينيه ونظر إلى وجه جيني، كانت مغمضة وعينيها تتحرك من تحت جفونها بهدوء وشعرت بأنفاسه الدافئة وهو يهمس في أذنها : - هل ستجعلينني أدخل معك؟ فتحت جيني عينيها فجأة وكأنما أفاقت من كابوس وسحبت يدها بسرعة ثم قالت بانفعال: - ماذا تفعل بي!! أنت لست حقيقيا .. تبا لك! خرجت جيني مسرعة وصفقت خلفها الباب بعنف وبدت مستاءة جدا، لم يقصد رودلف ذلك وارتمى على السرير وهو يفكر .. إنه لم يقصد أبدا فعل ذلك!! كرر ذلك مرات ومرات متتالية ثم همس لنفسه: " ماذا دهاك يا رودلف، بالكاد تعرفها ... وتريد أن تدخلها إلى عالمك ... لماذا!!" ثم فكر ... " ومن يا رودلف سيدخل إلى عالمك ؟؟..... لا أحد!!، لا أحد يفهمك إطلاقا... يبدو أنك لست حقيقيا فعلا" حاول رودلف النوم فقد استيقظ باكرا ولكنه لم يستطع، ظل قلقا وحزينا لأنه جعل جيني تخرج مستاءة .. لم يشعر بشعور مماثل من قبل .. وعلى الرغم من أنه رأى أجمل الفتيات النبيلات إلا أنه لم يشعر بذلك الانجذاب إلى أحداهن كما شعر بذلك مع جيني، لم يعرف رودلف كيف يفسر ذلك .. لقد أصبح يفكر فيها في كل لحظة تمر وهو قلق ولا يستطيع النوم ... تذكر رودلف فجأة .. " أين بيل؟؟ لقد ذهبت أبحث عنه وضعت في عالم آخر ... أين تراه ذهب؟؟"
__________________ |
#4
| ||
| ||
الفصل الثالث *في الصباح* سمع رودلف طرقا على باب غرفته،، جلس وهو يظن أنه في قصره وتمتم: - ماذا يا ألبرت؟؟ ثم انتبه فجأة وأدرك أنه ليس في قصره فهذا واضح جدا،، وانتبه وهو يقول: - أجل تفضل .. فتح السيد أوكن الباب ونظر منه وهو يقول: - هيا يا رودلف، لقد جهزنا طعام الإفطار .. - حسنا، سأكون عندكم بعد دقائق .. وبالفعل،، بعد دقائق، كان رودلف يدلف إلى الردهة وكأن الشمس سطعت فجأة،، كان بريت يجلس على إحدى الأرائك البعيدة ورحبت السيدة أوكن برودلف وهي تقول: - أهلا بك رودلف، لقد أسعدنا وجودك حقا، تفضل .. ابتسم رودلف ونظر يبحث بعينيه عن جيني وهو يقول: - شكرا سيدتي، هذا لطف منك! بعد طعام الإفطار تساءل رودلف : - أين جيني؟ تبادل الوالدين نظرة طويلة ثم قالت والدة جيني تحاول تبرير الأمر: - إنها متوعكة قليلا هذا الصباح .. شعر رودلف بالاستياء وقال وهو يقوم واقفا: - شكرا جزيلا لكم آل أوكن على استضافتي،، أنا أقدر ذلك جدا .. وقف السيد والسيدة أوكن وقال السيد أوكن: - انتظرني قليلا، سأجد لك من يقلك إلى المدينة .. خرج السيد أوكن، وقالت السيدة أوكن مبتسمة: - هل ستعود لزيارتنا يا رودلف؟ لقد أحببناك حقاً .. ابتسم رودلف محاولا إخفاء حزنه وقال: - بالتأكيد، سأفعل .. ثم تدارك وقال: - كنت أود توديع جينيفر .. وإذا كانت متوعكة فيمكنني الذهاب إليها .. وقفت السيدة أوكن بصمت، وشعر رودلف بحيرتها قبل أن تقول: - سأرى ما يمكنني فعله .. انتظرني قليلا .. ذهبت السيدة أوكن وتطلع رودلف حوله فشاهد "بريت" يجلس صامتا على الأريكة ويحدق في رودلف .. لم ينظر له رودلف طويلا وأشاح بنظره بعيدا ولكن بريت قال : - أنا آسف يا سيد رودلي .. عاد رودلف ينظر إلى بريت الذي بدا مثل الأطفال الصغار وقال مبتسما: - أنت قوي جدا .. إنها ميزة جيدة فيك إذا استخدمتها لمساعدة والدك .. ظهرت سعادة في عيني بريت وقال ضاحكا: - أنا قوي .. جدا .. - هذا صحيح .. هل ستساعد والدك؟ - أجل .. لأنني قوي .. خرج بريت يركض مسرعا، وابتسم رودلف وعندما التفت كانت جينيفر تنزل درجات السلم الخشبي بهدوء وقد تركت شعرها الطويل مسدلاً خلف ظهرها وبعض منه ينزل على كتفيها .. كانت ساحرة ورقيقة إلى أبعد الحدود وظل رودلف يتأملها وهو يريد فعل ذلك حتى العام المقبل .. كانت حزينة ووقفت قائلة : - إلى اللقاء سيد رودلف، لقد تشرفنا بمعرفتك .. - سيد؟؟ قالها رودلف بنبرة حالمة وهو ينظر في عينيها ثم همس : - أكره الألقاب ... أريدك أن تناديني رودلف وحسب ... نظرت جيني إليه وقالت: - حسناً كما تريد .. يا سيد رودلف! ابتسم رودلف وتمتم : - أنت مشاكسة جدا معي .. لم تقل جيني شيئا وشبكت ذراعيها أمام صدرها فعاد رودلف يقول: - آسف جدا على ما حصل ليلة الأمس،، كنت أحاول فقط إدخال شخص ما إلى عالمي الخاص .. و .. في الحقيقة، لم يستطع أحد من قبل الشعور بما شعرت .. نظرت جيني وهي تتذكر الشعور الرائع الذي شعرت به ليلة الأمس وقالت: - كانت تجربة فريدة، لا بأس بذلك .. كان رودلف يشعر بشعور غريب لم يسبق له مثيل، شعر بأن هناك حقا شخصا يفهمه ويتخيل معه ما يعيشه .. أغمض عينيه وتخيل أنه يجلس في طريق محفوف بالأشجار وأمامه لوحة يرسم عليها جيني ... نظرت جيني إلى وجهه وهو مغمض عينيه وشعرت بأنها فتنت بهذا الشاب فعلا ، وقالت بخفوت حتى لا تقطع حلمه: - في أي شارع أنت الآن داخل عالمك الفسيح؟ ابتسم رودلف وقال بدون أن يفتح عينيه : - أنا في حديقة القصر، الطريق المحفوف بالأشجار و .. أرسمك .. - ماذا؟ تذكر رودلف لوحاته وألوانه التي تركها فوق التل وقال وهو يفتح عينيه: - أجل .. تقابلت عيناهما للحظة فقال رودلف: - جيني .. أريد أن أرسمك .. هل أنت موافقة؟ ابتسمت جيني أخيرا وقالت بخجل: - هل أنت بارع في ذلك؟ - أظن ذلك .. - حسنا ولكن بشرط .. - وما هو؟ - أن تصبح الصورة لي .. اقترب رودلف قليلا وقال ببطء وهو ينظر إلى عينيها مباشرة: - أنت لديك جيني الحقيقية، تنظرين إليها وقتما .. تشائين، أنا .. أريد جيني أن تبقى معي .. وأنت تريدين جيني وصورتها، أليس هذا ظلم كبير لرودلف؟ خفق قلب جيني ونسيت العالم كله وهي تنظر إلى عينيه وتقول: - حسنا، أفعل ما تريده .. ابتسم رودلف وقال: - يبدو أنني سأبقى هنا لبعض الوقت .. - هذا يسرنا يا رودلف ..
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مــٓـــلآگـــٓيــّٓ الــٓــحــٓـّ{ــٓمــٓـ}ـــٓـراء ... هــٓــلــٓ تــَســْ{ـــٓمــٓـ}ــحـِـيــْنــٓ لــَــٓيـــٓ بــهــٓـذهـٓ الـٓــرَّقــّـ | دقيوس و مقيوسxd | حواء ~ | 12 | 08-27-2017 05:57 PM |
رُواية | مٓعزوفة عٓلى أٓوتار الألمِ ، لـ الكٓاتبة feŁez | Neslihan- | روايات طويلة | 20 | 06-17-2017 12:00 AM |
رقي الاقلام~~~سٓــأظٓلِ مُتٓـأكٓٓا عٓلى جِـداري المُحــطٓــم أسِـــتٓجِــمــعِ خٓيِبــاتِـــي || بٓدر بن عبدالمحسن | رُوفِ | قصائد منقوله من هنا وهناك | 3 | 10-07-2016 03:25 PM |
بريق ألماس : رُواية صِــرٓاعٓــــاتِ كٓــــادِحٓـــه ، بـقلم الكٓاتبة i v a n | رُوفِ | روايات طويلة | 57 | 08-25-2016 09:28 AM |