08-22-2017, 01:57 PM
|
|
قضية جاك السفاح
الجزء ٢ أحالني هذا الضباب الأبدي
ألى شيء يشبه الطيف الهزيل
يمتص مني كل ذرة وكل خلية
ويقذفني نحو الموت الأليم
الساعة5 والنصف بعد الظهيرة
بين أزقة تلك الشوارع الضيقة
أخذت المتحرية كولن تصحبها
مساعدتها جوليا بأيقاف بعض الماره
لأخذ بعض المعلومات منهم
أحد الشهود أخبرها بأنه رأى
أحدى الضحايا ترافق رجل يبدو
نبيل ومتأنق المظهر
بينما قالت سيدة عجوز أنها شاهدت
أحداهن تسير مع رجل رث الهيئة
قبل أن تكتشف جثتها في الصباح
بذلك اختلطت الأدلة لديها
وحينما غابت الشمس وحل الليل
ذهبت الأثنتان الى احدى الحدائق
لتعيد كولن ترتيب أوراقها من جديد
أحتضنت جوليا نفسها
بعد أن شعرت بزمهرير البرد يدب
في عظامها:
درجة الحرارة باتت تحت الصفر!
لما لانعود للمكتب
ونحتسي كوب من الشاي؟
فأجابتها كولن وهي تقلب صفحات
مذكرتها بتركيز:
هناك أمر أخر علي القيام به
لا يمكنني العوده الان
فصاحت بتذمر:
بربك آنسة كولن
سنتحول لتماثيل جليدية
أن بقينا اكثر تحت هذا الصقيع!
تنهدت وهي ترمقها بأنزعاج:
حسنا فلتهدأي
وجهتنا التالية ستكون في مكان دافىء
ثم نهضت بعزم مردفة:
سنذهب الى مقر الشرطة
لنقابل الرقيب جيم لوثر
أتسعت مقلتي عينيها في دهشة:
مقر الشرطة!
ثم تنهدت بسخرية:
وكأنهم سيكشفون لنا هوية السفاح
وهم قد عجزوا عن أيقاف جرائمة
تنهدت الاخرى بقلة حيلة:
معك حق
لكن لاضير من السؤال
في مقر الشرطة البريطانية
كانت الفوضى تنتشر في كل ركن
من ذلك المبنى المكون من طابقين
في الدور الثاني بقسم الاستجواب
كان يقع مكتب الرقيب جيم لوثر
وماان دلفت كولن الى مقر الشرطة
وصعدت بالسلالم للطابق الثاني
حتى اصطف أمامها بعض رجال
الشرطة المتحمسين يشهرون نحوها مسدساتهم..
من أنتما؟
توقفا حالا
كيف تجروأن على الدخول الى هنا!
فأخذت كولن تنظر نحوهم بثقة
وهي تضع يدها على خاصرتها
بينما كانت جوليا تبتسم بأستخفاف
وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها..
وبتلك اللحظة ضج المكان بصرخة
جهورية جعلت قلوبهم تقرع من الخوف!
-اخفضوا أسلحتكم أيها الحمقى
وعودوا ألى عملكم
وسرعان مالبى الجميع أمره
فتفرقوا مذعورين
لتبقى كولن تواجه صاحب الطول الفارع
بلحيته السوداء الخفيفة
وجسده المهيب أمامها..
تقدم بضع خطوات نحوها
وقال وهو يرفع قبعته بتحية:
يألهي!
أنظروا من أتى ليشرفنا اليوم؟
فأجبته بنظرة حازمة وقالت:
لديك رجال مخلصين أيها الرقيب
ثم رفعت رأسها بأبتسامة ساخرة:
ولكن الأندفاع بتهور
قد يكلف البعض حياته
قهقهة بسخرية وقال
وهو يربت على رأسها:
لن يصاب أحد بأذى
لذا أطمأني
أزاحت يده الثقيلة عن رأسها
وقالت بنفور:
هل سنبقى واقفين هنا ام ماذا؟
أبتسم وهو يحك رأسه بأعتذار:
أرجو المعذرة
تفضلا بالدخول الى مكتبي
وسأطلب لكما مشروبا ساخنا
ثم زمجر بغضب:
ليووووووون
وحينها أتى نحوه شاب ذو شعر أصهب
ووجه منمش وقد بدى عليه
الارتباك والخوف:
ن..نعم س..سيدي
فأمره الرقيب بأستعلاء:
احضر الشاي الساخن لضيوفي
رد عليه بتوتر وهو يتلعثم:
أ..أمرك سيدي
في الحال
فتنهد لوثر بعمق:
حالهم ميؤس منها
وأردف بأبتسامة:
حسنا تفضلا بالدخول
في ذلك المكتب الصغير
جلس الرقيب جيم لوثر على كرسية
الجلدي الأسود وجلست كولن على الكرسي المقابل له بينما جلست جوليا
على الأريكة الملاصقة للجدار
خلف كولن..
دلف السكرتير من الباب
وهو يحمل معه صحن ابيض زجاجي
ومدور به اكواب شاي ساخن
وبعد أن قدمه لهم انحنى بأحترام
وهو يغادر..
أرتشفت كولن الشاي بهدوء
ثم قالت للوثر بنظرة جاده:
كيف أبليتم مع قضية السفاح؟
تفاجىء لوثر من سؤالها
الخالي من المقدمات!
فشبك أصابع يديه ببعضهما على مكتبة وتحدث بنبرة مليئة بالندم:
هذه القضية!
أنها وصمة عار على جبين الشرطة فالمجرم لايزال طليقا
يقتل ضحاياه بدم بارد
كولن وهي تتنهد بأستياء:
بالرغم من خطايا المومسات
ألا أن أرواحهن تظل بريئة
ولاتستحق أن تزهق بتلك الوحشية المفرطة..
وبتلك اللحظة
جرى بينهما صمت قصير
قبل أن يتحدث لوثر بأبتسامة فضولية:
أذا
مالذي تريد أن تصل أليه
المتحرية الشابة؟
أستجمعت همتها لتسأله بهدوء:
سأختصر عليك بطلب واحد
أريد منك أن تسلمني نسخة
بقائمة المشتبة بهم
لوثر وقد ألتمع المكر
في عينيه الصغيرتين:
توقعت أن تطلبي ذلك
ثم أنحنى ليفتح درج مكتبة
وأخرج أحد النسخ
ستجدين هنا قائمة بعده أشخاص
أرخى جسده على الكرسي وأغمض عينيه لدقائق ثم أعتدل في جلسته ليتحدث بجديه:
ولكن للأسف فشلت تحرياتنا بأدانة
أي أحد من هؤلاء!
فجميعهم لديهم أدله براءه قوية جدا
رمشت بعينيها عده مرات
لتسأله في ذهول:
أفهم من كلامك أن القائمة
لم تعد لها قيمة تذكر
استند لوثر بذراعيه على سطح مكتبه وأراح ذقنه على ظهر كفيه:
صحيح
فالسفاح يبدو من الكلاب الضالة
مجهولة الهوية
ثم عاد ليبتسم:
لكن
مع قليل من الحظ وذكائك الحاد
قد تجدين القاتل قبل الشرطة
نهضت كولن مستاءه وقالت:
أذا أنتهى اللقاء أيها الرقيب
أومأت برأسها لجوليا:
فلنذهب
جوليا وهي تتبعها بهدوء:
حسنا آنستي
لوثر وهو يلوح لها بيده مبتسما:
شرفتني بزيارتك القصيرة
حظا موفقا أيتها المتحرية
ستحتاجين أليه
أجابته بصوتها الهادئ الرخيم:
شكرا لك
ثم أغلقت الباب خلفها
لتترك في عقل لوثر
تساؤلات كثيرة بشأنها!
كانت الأثنتان تسيران معا
وهما عائدتان ألى المكتب
تحدثت جوليا بفضول:
آنسة كولن
اتسمحين أن أسألك؟
فقالت لها بتعجب:
تفضلي
قالت وهي تحدق بها بغرابة :
هل الشرطة تتهاون بهذه القضية
ام انني اتوهم؟
عقدت كولن حاجباها ثم قالت:
اشعرتي بذلك انت ايضا!
جوليا وهي تتنهد بعمق:
اذا فظني في محله
قالت كولن موضحة وهي تدخل يديها
في جيوب معطفها:
أنه أمر يدعو للسخرية
فلو كانت الضحايا من الطبقة النبيلة
لأتخذوا اجرائات صارمة اكثر
ثم زفرت بضيق:
وبما أن الضحايا لسن سيدات
مجتمع راقيات
فمن سيبالي بالطبقة الحقيرة!
وضعت جوليا يديها خلف رأسها
ثم قالت بنظره مستغربة:
يألهي!
أتضعين اللوم مجددا على النبلاء؟
رشقتها بحده:
ألا يعجبك كلامي!
فنفت قائلة بأعتذار:
ابدا لم اقصد ذلك
ثم أبتسمت وهي تردف بسخرية:
أتعلمين أن الأمر نفسه
يحصل في موطني
ثم أرخت ذراعيها
بعد أن تجلى الحزن في
عينيها الرماديتين:
المافيا الأيطالية اللعينة
أن جرائمها في الأبرياء أسوأ ألف مره
من جرائم ذلك السفاح
كولن وهي تواسيها بأبتسامة:
أنتي محظوظة لأنك أنقذتي نفسك
من الأنجراف معهم في الهاوية
جوليا بأمتنان:
والفضل يعود لك آنسة كولن
لولم تظهري في ذلك الحين
لكنت الآن هالكة
كولن وهي تمرر أصابعها بين
خصلات شعرها الذهبية:
لا تفكري كثيرا في الماضي
لأنه سيعيق تقدمك نحو المستقبل
فأبتسمت جوليا لها بهدوء:
وهو كذلك آنستي
وحالما وصلت الفتاتان ألى المكتب
وجدتا أمام بابه سيده شابة في عقدها الثالث
تحمل بيدها كيسا وعلامات القلق بادية عليها!
كولن بتفاجىء:
سيده هارود !
لما تقفين وحدك بهذا الجو القارس؟
جوليا وهي تهمس:
هل تعرفين هذه السيده!
كولن:
نعم أنها أول أمرأه تعرفت عليها
في العاصمة حين قدومي للعمل
ومنزلها ايضا قريب من المكتب
جوليا وهي تحدث نفسها بحيرة:
غريب
لم يصدف لي أن رأيتها
مع أني عملت مع كولن منذ فترة
ليست ببعيدة!
تقدمت أليها تلك السيده
وقالت ببشاشة:
عزيزتي
طرقت الباب ولم اجدك
كيف حالك؟
كولن وهي تصافحها:
اسفة كنت مشغولة بالعمل
ثم أخرجت مفتاح الباب من جيب
معطفها وقالت:
تفضلي سنتحدث بالداخل
فأعتذرت لها قائلة:
كلا ياعزيزتي لقد اتيت لأهديك
بعض اللحم
أن هارود ينتظرني على العشاء
يجب أن أعود أليه
قالتها وهي تبتسم بخجل..
كولن بأبتسامة:
حسنا سيده أيلسا
أرجو أن تزوريني قريبا
أيلسا وهي تلوح بيدها مغادرة:
سأفعل ياعزيزتي
طابت ليلتك
تتنهد كولن وهي تعطي الكيس لجوليا:
أن السيدة أيلسا أمرأه كريمة
وزوجها كذلك رجل لطيف
ثم تردف بحيرة وهي ترفع المساس
أمام وجهها:
لكن بحق
ماذا سنفعل باللحم
ونحن لا نملك فرن ولاحتى مطبخا!
جوليا وهي تكتف ذراعيها
وهي ترمقها بأزدراء:
اخبرتك بأن العيش في المكتب
مستحيل
كولن وهي تتنحنح بحرج:
حسنا سأفكر في الغد بأمر الشقة
أنا الآن جائعة ولا استطيع التفكير جيدا
ثم تخرج بعض النقود من محفظتها
وتكمل بأبتسامة لطيفة:
جوليا اذهبي للسوق
واجلبي لنا العشاء من فضلك
جوليا وهي تضيق عينيها بأسى:
حسنا وهل أملك خيار أخر؟
ثم تكمل بمرح مفتعل:
كوني بأنتظاري
سأتي بعد قليل
كولن:
عزيزتي
كوني على حذر من ذلك السفاح
جوليا وهي تغمز بعينها:
هه،لاتمزحي
ليس أنا من تقلقي عليه
أستندت كولن على الباب
ثم كتفت ذراعيها وقالت
وهي تغمض عينيها بأبتسامة:
أعلم ذلك
الساعة الثانية بعد منتصف الليل
غطت جوليا في نوم عميق
وهي تنام على الأريكة
في حين كانت كولن تفترش الأرض
وهي تحدق بالسقف بعد أن جافى النوم
عيناها المرهقتين!
أخذت تفكر وتستجمع كل خطوة
درستها بهذة القضية
مالت بجسدها إلى الناحية الأخرى
وهي تتوسد ذراعيها
فأنتبهت على كيس اللحم الموضوع
على الطاولة وقالت بتفاجىء:
جوليا نست أن تعطيه للمشردين
سوف يفسد اللحم إن بقي حتى الغد!
وبتلك اللحظة داهمت عقلها فكرة
صاعقة جعلت جسدها ينتفض منها
جحظت عينيها وهتفت برعب:
مستحيل لقد عرفت الحقيقة!
وصرت على أسنانها بحنق:
الأمر كان واضحا أمامي
كيف غفلت عنه؟
فنهضت مسرعة لتبدل ملابسها
وراحت تهز جوليا بعنف:
استيقظي سوف نذهب الآن
مدت جوليا يداها بتكاسل
وقالت وهي تفرك عيناها بتثائب:
ماخطبك
لما تصرخين؟
كولن وهي تسحبها مع ذراعها:
لاتضيعي الوقت أكثر
ستحل كارثة قريبة
ثم ترتدي معطفها الجلدي
على عجل وهي تهم بالخروج:
أنا ذاهبة ألحقي بي بسرعة
جوليا وهي تستوقفها بصدمة:
مهلا لايمكنك فعل....!
ثم تنفض عنها الغطاء وهي تقف بفزع:
بحق الله
مالذي أصابها الآن؟
وتلحق بها هي الأخرى,,
ألى اللقاء في الجزء القادم والاخير
حيث سيسدل الستار على تلك القضية |
__________________ {[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}
- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور
التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 08-27-2017 الساعة 08:38 PM |