المسافر المتميز بالحس الرفيع والإهتمامات المتخصصة يبحث دائماً عن الخبرات والتجارب الجديدة، وقد أخذت دولة الكويت تكتسب سمعة متزايدة كمقصد مثالي يقدِّم للسائح أنشطة واسعة متنوعة، من ممارسة الرياضة المائية والتمتع بالحياة الثقافية والتسوق، والإسترخاء في الفنادق الفاخرة فئة خمسة نجوم، وهي مزايا تتضافر لتجعل من الكويت مقصد جذب سياحي لا يقاوم.
وبفضل جزرها الرائعة الجمال وطقسها المشمس في معظم أشهرالسنة ، إضافةً إلى إستثماراتها الضخمة في المرافق السياحية، أصبحت الكويت من بين المدن المفضلة للسياح في أرجاء الخليج.
قد رأت الكويت كيف حققت المقاصد السياحية التحفيزية مكاسب عظيمة في بلدان شرق أوسطية أخرى، مثل مصر ولبنان. وإدراكاً منها بأهمية الحوافز ومساهمتها في تشجيع السياحة الترفيهية والتجارية، باشرت مختلف المنظمات السياحية المهتمة بجذب السياح إلى الكويت بالعمل سوياً من خلال العروض السياحية المشجعة بالحوافز الجذابة للسائحين.
وجاء نجاح مهرجان "هلا فبراير" ليثبت أن أهمية الحوافز السياحية تحقق النتائج المرجوة، مما شجع جميع المنظمات المشاركة ضمن المهرجان من شركات الطيران ومكاتب وكلاء السفر وأصحاب المتاجر والفنادق وشركات السياحة، على تطوير وتحسين العروض التي يقدمونها للزائرين.
يضاف إلى ذلك أن تنوع فرص الترفيه المتوافرة في الكويت تقدم لكل شخص شيئاً يلائم ذوقه وإهتماماته. إذ تقع الكويت على ساحل ممتد يوفر الإمكانات الممتازة لممارسة مختلف الأنشطة المائية، سواء لطالبي الرياضة والإثارة، مثل الملاحة الشراعية والغطس والسباحة والتزلج على الماء، أو لراغبي الإسترخاء والراحة، مثل صيد السمك والإبحار على المراكب الشراعية الخليجية أو الإستجمام على الشواطئ تحت أشعة الشمس الدافئة.
والمعروف أن جميع المرافق الرياضية الكويتية تمتاز بأرقى المستويات ، ومنها نادي الصيد والفروسية المميز والذي يعقد سباقات الخيل العالمية ، بل ويقدم غيرها الكثير، حيث تجد داخل مجمع النادي ملاعب للغولف والتنس والإسكواش ومرافق للبولينغ والسباحة وقاعة داخلية للرياضة.
وهناك أيضاً الصالة الأولمبية للتزلج على الجليد ، التي توفر للزائر رياضة الشتاء على مدار السنة. وتغطي الصالة الرئيسية (1800) متر مربع وفيها مدرجات تتسع لحوالي (1600) متفرج، وهي قاعدة فريق صقور الكويت للهوكي على الجليد. كما توجد صالة أخرى مساحتها (800) متر مربع وتتسع لحوالي (600) شخص. ويضم المجمع أيضاً صالة للبلياردو والسنوكر.

أما المدينة الترفيهية بمنطقة الدوحة فتعتبر أكبر نقطة جذب للسياح، حيث تضم تشكيلة واسعة من المغامرات الشيقة والمثيرة للزائرين مهما إختلفت أعمارهم. ومن بينها مغامرات "العالم العربي" على رحلة المراكب الشراعية الخليجية والسندباد البحري، أما مغامرات "العالم الدولي" فتشمل الزوارق الأفريقية والغوندولا الأسترالية والسيارات الأوروبية وحلبة رعاة البقر، بينما تشمل مغامرات "عالم المستقبل" الألعاب المثيرة التي تستعرض التقدم العلمي والحضاري في المستقبل. كما تستحوذ "الحديقة الإقليمية" على إقبال واسع، حيث تضم حديقة نباتات نادرة وغريبة، وألعاباً تفاعلية، ومسرحاً رومانياً مكشوفاً.
وهناك إقبالاً شديداً من جميع زوار المدينة الترفيهية على مشاهدة "النافورة الموسيقية" المذهلة، والتي تعد رابع أكبر نافورة من نوعها في العالم ـــ وتتألف من ثلاث نافورات رئيسية مكونة من (220) نافورة صغيرة ترسم بالمياه لوحات فنية مختلفة ومتنوعة بإستخدام المياه المنطلقة في السماء بإرتفاع (35) متراً، ترافقها الموسيقى والإضاءة في تناغم رائع يتناسق مع إنعكاس ألوان الضوء على سطح الماء.
ويتمتع زوار الحديقة كذلك بنماذج من التراث الكويتي التقليدي. وفي حين أن مجتمع الكويت يتميز بالمظهر الدولي المتعدد الثقافات، فقد إتخذت الكويت خطوات عظيمة في الحفاظ على تراثها وتقاليدها. وتضم مقاصد الجذب الشهيرة بيت السدو، الذي يعتبر أقدم بيوت الكويت حيث تم إعادة ترميمه بالكامل وتكريسه للحفاظ على فنون النسيج البدوي التقليدي، وهناك أيضاً متحف طارق رجب الذي يعرض الفنون والحرف الإسلامية التي يعود تاريخها إلى أكثر من (1300) سنة، بالإضافة إلى البوابات الخمس التي كانت قائمة في السور المحيط بمدينة الكويت القديمة والذي شُيّد قبل حوالي (200) سنة، حيث تقف هذه البوابات اليوم شاهداً معاصراً على المكانة الرائدة التي أحرزتها الكويت كمركز تجاري نشط عبر القرون الطويلة.
وفي المتحف الوطني يتعرف الزائر على تفاصيل الغزو العراقي الغاشم والمقاومة البطولية التي جابه بها الكثير من مواطني الكويت الغزاة. ويستطيع الزائر أن يعايش مأساة الإحتلال العراقي بالتجول بين قاعات المتحف ومعروضاته التي تصور واقع الأوضاع القاسية التي عاشتها الكويت طوال سبعة أشهر من الإحتلال العراقي.
وبعد رحلة قصيرة بالسيارة من وسط مدينة الكويت العصرية النابضة بالحياة والنشاط، تقع عين الزائر على آفاق جديدة تماماً، حيث يجد نفسه وسط صحراء ممتدة بلا حدود، يتخللها قطيع من الجمال والخراف والماعز والتي لا تزال ترعى بحرية في مناطق محمية خاصة.
كما تتوافر للزائر الفنادق والمطاعم والمتاجر الممتازة التي توفر البنية التحتية اللازمة لدعم السياحة على جميع المستويات. فمَن يبحث عن أرفع مستويات الخدمة والفخامة فسيجد مراده في عدد كبير من الفنادق فئة الخمسة نجوم القائمة في مدينة الكويت، مثل الكراون بلازا والمريديان وراديسون ساس وسفير إنترناشيونال والشيراتون.
كما أن تناول العشاء تجربة خاصة يستمتع بها الزائر في تشكيلة المطاعم المتنوعة في مدينة الكويت حيث يتذوق مختلف أنواع المأكولات والأطباق الشهية العربية والعالمية.
وفي متاجر الكويت يعيش المتسوق تجربة رائعة على أرقى المستويات، تزداد متعتها بفضل وضع الإعفاء الضريبي الذي تتميز به أسواق الكويت، حيث تتوافر كبرى مراكز التسوق مثل "سوق شرق" المطل على ساحل الواجهة البحرية ، و"مجمع الوطنية" و"مركز الصالحية" حيث يجد المتسوق كبرى الماركات الدولية الفاخرة لأشهر دور الأزياء العالمية.

وخلال السنوات المقبلة، تخطط الكويت مواصلة تطوير مرافقها الترويحية والترفيهية، بهدف ترسيخ مكانتها كموقع عالمي للأعمال ومستوى ملائم للسياحة الترفيهية. وفي غمرة ذلك، هناك ميزة بدون منازع ولابديل هالة الترحاب التقليدي الحار والضيافة الأصيلة التي إكتسبت بها الكويت عن جدارة لقب "أرض الصداقة".