10-30-2017, 09:38 AM
|
|
أمطـــار فـــي سـواحــــل الأحبـــة !! [frame="10 10"] [frame="5 90"] [justify] [justify]لقد ازدانت سماء الروض بحلل الجمال البهية .. وحلقت زرافات الملائكة بأجنحتها الثلجية .. وتمايزت ابنة الحور عن غيرها بسمات التفرد والحيادية .. تجلت بروعة الطلعة الجمالية .. فتلك سمات النقاء والحياء الصوفية .. لسانها يدندن بمعزوفة شجية .. فقلت عجبا هل تفتحت أبواب الجنان قبل موعدها في المرحلة الأبدية ؟. وهل يحاسب المرء على نظرة طارئة تقتحم القدسية ؟.. فتلك لمحات من الأنوار تلسع الأعين بالإجهار والإبهار .. والإيحاءات تراود النفس طرباً بأنشودة الأزهار .. لقد تمايزت تلك الحورية وتملكت قلباً دون سابق إنذار .. فيا روعة مشهد أعمق العمق تجاذباً بغير إشهار .. وزاد اللوعة التياعاً وهياجاً .. ولو لا الحياء لتسارعت الأقدام ركضا وشوقا وعناقاً .. وما زال الخيال يتمادى ويبالغ شططا وإفراطا .. وهو الذي يتخذ سياج الأدب حدا ووقاراً .. خيال ينسج خيوط التحايل لإقامة جسر بين قلب وقلب وصلا ورباطاً .. وتلك سانحة من نوازل الصدف التي كانت المستحيلة يـوماً .. لم تخطر على البال في السر أو في الجهر علنـاً .. رغم أن الماضي كان مشوبا بأحلام تغازل القلب لحناً ونغماً .. ذلك الجدل الفطري الذي يرافق الأعمار منذ المهد والطفولة والصبا دوماً .. وهي أمنيات تحيط كل قلب يتوجس شجناً .. فطرة تلازم القلوب عازفة أوتار المودة لحنــاً .. وتطرق أبواب الوجدان مبشرة برفيقة عش تجاور سكناً .. رفيقة تلازم العمر طولاً ومــدداً .. وفية رقيقة تجعل العش بالدفء والحنان موطناً .. تبدل الجدب خضرةً وتحول القفر طراوة ومطراً .. تجبر الكسر وتكمل النقص ثم تسقي الفؤاد عنبا وخمراً .. ولا يكتفي نداء النفس إلا إذا فاضت عطاء الخل كرماً . ..........وهنا اليوم أمطار تهطل بمثابة النور والفجر .. فرب قدر قد حكم على الحيارى بليلة القدر .. والعين حيــن رأت قالت يا ربي يا ربي .. والقلب تمايل راقصاً دون سابق عهد .. فتلك نازلة أجاد بها القدر .. ونشوة لامست شغاف القلب والكبد .. نازلة تبشر بالإهلال كهلال الشهر .. واضحة المعالم دون غيوم تحجب واقعة الأمـر .. واقعة ليست بالمزح أو الهزل .. ليست برؤية منام تهرب عند قدوم الفجر .. وليست بأحلام يقظة تتلاشى كسراب القفــر .. بل تجسيد لإنسان يحمل أوصاف الحسن كالبدر .. يتعاظم تيها ودلالاً ليذيق الناس مناسك الصبر .. والأنفس تفتقد الإقدام والجرأة في رابط يربط ذلك الجسر .. فهل يا ترى تتوفر بادرة الخاطرة في أهل ذلك الساحل والبــر؟ .. أم هو ذلك التجاهل الذي يخلق العدم في أضابير الغير ؟.. والصيحة في سواحل الأحبة لأ تعني أجراس الخير .. وحالنـا كحال النائم الذي ينادي عالياً ثم لا يسمع أحد في الجار !.. وقد تركوا أثراً في القلب يماثل الدمغة في أواسط السطر .. وتلك إشارات البنان تشير دائما نحو ذلك الساحل والبـــر .. حيث أهل الجاه وأهـل المحاسن بمواصفات البدر .. أنوارهم تتجلى كالمنارة في أعماق البحر .. أما أنوارنا فهي تلك الباهتـة في أعماق البئر .. وتلك نسائم الإيحاء تهب في ضفافنا لتبشرنا بأهل الحسن .. فلما لا تهب في ضفاف الغير حتى توحي لهم بالمثـــل ؟.. والعين فيـنا دائماً ترمي بسهام الـــــود .. فلا ترتد تلك السهام بالإيجاب والـــرد .. ورسائل الإيحاء نرسلها لهم تترا بالسر والجهر .. فتخيب فشلا في سابقة لا تعرف الملل في السرد .. فكم كان يليق بأهل المحاسن لو أنصفوا حين يرون تلميحات العين بالرمش والغمز .. حيث إشارات المحبة التي توحي بقوة الشوق والشجن .. وهي إشارات إذا شاعت تورد الناس في حوبة القبر والكفن .. وما زال الخيال يبالغ ليرسم حلماً يقيم الجسر مع مرور الزمن .. جسر يربط القلبين رغم الجفوة وعوائق المحن .. فإذا بتلك الأحلام تتلاشى فجأة لتطوي غلاف الكتاب والمتن . [/justify][/justify][/frame][/frame] |