عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-23-2017, 04:03 PM
 
فضية : من نوادر أشعب

[COLOR="Mintcream"][/COLOR]



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مين بالعالم مايعرف أشعب أبو الطماعين واليكم اليوم مجموعة من نوادره
دخل أشعب على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق
فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز.

فقال أشعب : يا أمير المؤمنين (ثاني اثنين إذ هما في الغار) فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية

فقال أشعب : (فعززناهما بثالث) فألقى إليه ألثالثه
فقال أشعب : (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) فألقى إليه الرابعة
فقال أشعب : (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) فألقى إليه الخامسة والسادسة
فقال أشعب : (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) فألقى إليه السابعة والثامنة
فقال أشعب : (وكان في المدينة تسعة رهط) فألقى إليه التاسعة
فقال أشعب : (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) فألقى إليه العاشرة
فقال أشعب : (إني وجدت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)
فألقى إليه الحادية عشر
فقال أشعب : والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك:
(وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون)
ف
أعطاه الطبق كله]
__________________________________________________________________


[مضى أشعب يجول في طرقات جيئة وذهابًا بحثًا عن وليمة لكن دون جدوى فقد سدت كل الأبواب في وجهه وفي نهاية الأمر جلس على رأس الطريق مطرقًا مطأطئ الرأس وراح يقول في نفسه:


- قاتل الله التطفل! يذل صاحبه ويجعله في
أسوأ حال

وبينما هو على هذه الحال سمع جلبة تأتي من خلفه فالتفت فرأى عشرة رجال مجتمعين فقال في نفسه:


- أخيرًا ضحك الحظ لك يا أشعب جاءك الفرج.


ولم يلبث أشعب أن قام مسرعًا وتسلل حتى اندس وسط هؤلاء وهو يقول في نفسه:


- أقسم أن هؤلاء ما اجتمعوا إلا لوليمة أو عرس فيه طعام لأحد الأثرياء..


ولم يمض كثير من الوقت حتى جاء رجل يقود هؤلاء الرجال ويمضي بهم في اتجاه زورق قد أعد لهم فقال أشعب لنفسه:


- وليمة ونزهة في وقت واحد؟! أحمدك يا رب..


ركب أشعب مع الرجال الزورق وانطلق بهم يمخر عباب البحر، وفي وسط البحر قام الرجل الذي كان يقود هؤلاء الناس وقيدهم بالحديد وبالطبع فقد قيد معهم أشعب. لم يكد الرجل يقيد أشعب بالحديد حتى أيقن أنه وقع في شر أعماله وأن هناك خطأ قد حدث ولم يمض وقت كثير حتى وجد أشعب نفسه في بغداد وجهًا لوجه أمام الخليفة.


أخذ الخليفة يدعو الرجال بأسمائهم واحدًا بعد واحد فيأمر بضرب أعناقهم على الفور فقد كانوا من زعماء الفتنة في البلاد وفي الحال كان السياف يقطع الرقاب كما لو كان يقطف وردًا من بستان!


رأى أشعب الرقاب وهي تطير من حوله فامتلأ قلبه رعبًا وأدرك أنه هالك لا محالة بدون ذنب جناه.


اقترب الخليفة من أشعب ونظر إليه بإمعان حيث لم يكن من المطلوبين للعدالة وقال في دهشة:


- من هذا؟


فرد الجنود قائلين:


- و الله ما ندري غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به!


ازدادت دهشة الخليفة والتفت إلى أشعب وقال مستنكرًا:


- من أنت؟ وما هي حكايتك؟ تكلم قبل أن أطيح برقبتك!


لم يكد أشعب ينظر إلى وجه الخليفة ويرى الشر يتطاير من عينيه حتى ارتعد من الرعب وارتعشت ساقاه وقال متلعثماً :


- والله يا أمير المؤمنين أنا لا أعلم عن هؤلاء الناس شيئاً وليست بيني وبينهم صلة!


نظر الخليفة بغضب إلى أشعب وقال :


- إذاً ما الذي جاء بك معهم؟ وكيف التقيت بهم؟


سالت الدموع من عيني أشعب وقال وهو يُغالب دموعه :


- إنني رجل طفيلي وقد رأيت هؤلاء القوم مجتمعين فقلت لنفسي : إن هؤلاء ما اجتمعوا إلا لوليمة أو عُرس فيه طعام و أنا منذ يومين لم أذق طعم الطعام!


لم يكد أشعب يُتم كلماته تلك حتى صاح الخليفة قائلاً :


- عذرك هذا غير مقبول


ثم صاح صيحة أشد في حُراسه قائلاً


- أيها الحراس اضربوا عُنق هذا الطفيلي حتى يكون عبرة لكل طفيلي وليعلم كل إنسان أن من تدخل فيما لا يعنيه طارت رقبته ولم يبق جزء سليم فيه!


رأى أشعب الجدية على وجه الخليفة فصاح من شدة الخوف قائلاً:


- أيها الخليفة أعزك الله لي طلب وحيد قبل أن تنفذ في حكم الموت والاعدام!


قال الخليفة: ما هو؟


فأجاب أشعب وهو ينتحب:


- إذا كنت فعلاً قد قررت قتلي فاضرب بطني بالسيف وليس عنقي!


اندهش الخليفة وقال:


- ولماذا يا رجل نضرب بطنك بالذات بالسيف؟


فأجاب أشعب:


- لأن بطني هو الذي ورطني هذه الورطة ولذلك وجب الانتقام منه!


وما أن أتم أشعب كلامه حتى انفجر الخليفة بالضحك و أيقن أن هذا الرجل خفيف الظل ليس من دعاة الفتنة فأمر السياف أن يتركه وقال مخاطباً أشعب :


- كاد طمعك يُوصلك إلى حتفك لولا لطف الله وكرمه بك ثم أقبل الخليفة على أشعب بوجهٍ طلقٍ بعد أن تأكد من براءته وربت على كتفه قائلاً


- هل لك في (( ثريدة )) مغمورة بالزبد مشققة باللحم يا أشعب


فرد أشعب قائلاً :


- و أُضرب كم ؟

فكتم أمير المؤمنين ضحكة وقال :
- بل تأكلها من غير ضرب.

فنظر أشعب إلى الخليفة في ارتياب ثم قال :


- أخبروني- بالله عليكم كم الضرب حتى أتقدم على بصيرة ؟ ضحك الخليفة و أحس بالسعادة تغمره وراح يتبادل مع أشعب الحديث وكان لأحاديث أشعب ونوادره أكبر الأثر في التسرية عن نفسه ثم سأل الخليفة أشعب :


- سمعت ُ عن طمعك فأحب أن أسمع منك بنفسي عن مقدار ما بلغته نفسك من الطمع!


ضحك أشعب وقال :


- والله يا أمير المؤمنين ما رأيت اثنين يتساران فيما بينهما إلا ظننتُ أنهما يوصيان لي بشيء!


ازدادت رغبة الخليفة في الحديث إلى أشعب و أحب ممازحته فأشار إلى وزيره إشارة يفهمها وعلى الفور اقترب الوزير من أشعب وقال :


- يا أشعب إنك سترحل بعد قليل وقد أحببتك و أحببت أن تترك لي ذكرى أذكرك بها ويستحسن أن تهديني خاتمك هذا!


اضطرب أشعب وقال في ثلعثم :


- الأفضل أن تتذكرني بأنني منعتك هذا الخاتم لأن هذا أبلغ في الذكرى من إعطائك إياه.


ابتسم الخليفة من فطنة أشعب وأراد أن يستزيد من الضحك فقال في سخرية:


- ولكني سمعت أنك مشغول بالموائد والولائم ولا شأن لك بالعلم والتعلم على الرغم من أن العلم نور!


رد أشعب في ثقة قائلاً:


- لا تقل هذا يا مولاي فقد حفظت حكمتين عظيمتين تعلمتهما من أبي وفيهما فلاح الانسان في الدنيا والأخرة


سأل الخليفة في اهتمام:


- وما هما هاتان الحكمتان؟ شوقتني لمعرفتهما؟


شرد أشعب وأخذ يجيل نظره في كل اتجاه ويعصر ذهنه كي يتذكر شيئًا ذا قيمة ولما رآه الخليفة شارد الذهن صامتًا سأله قائلاً:


- ماهذا يا أشعب هل ستبقى ساكتًا هكذا طويلاً؟


رد أشعب في هدوء:


- معذرة يا مولاي فقد نسيت واحدة!


ابتسم الخليفة ضاحكًا وقال:


- هذه واحدة نسيتها فما بال الثانية؟

وفي ابتسامة رد أشعب قائلاً:

- أما الثانية فقد نسيها أبي.


لم يكد أشعب يتم كلامه حتى انفجر الخليفة بالضحك وأمر لأشعب بجائزة كبيرة.


حمل أشعب الجوائز والعطايا عائدًا إلى بيته وهو يتفكر فيما حدث وأنه كان سيفقد حياته ويدفع عمره ثمنًا لطمعه لولا لطف الله وعنايته فقال في نفسه:


- هذه أخر مرة أعرض فيها حياتي للخطر.


ثم ذرف دمعة سالت على خده ومضى في طريقه مسرعًا حتى وصل إلى بيته !


قص أشعب ما حدث على زوجته فحمدت الله على نجاته وعاتبتهُ على فضوله وتطفلهِ الذي كان سيودي بحياته لكنه أكد لها أنها كانت تجربة قاسية تعلم منها ألا يتدخل فيما لا يعنيه ولما انتهى أشعب من كلامه رأى جماعة كبيرة من الناس تقف في صفوف ويلبسون أزياء موحدة فجرى مسرعا نحوهم وهو يقول :


- والله ما خرج هؤلاء إلا لحفل أحدِ أبناء السلطان ! هرولت الزوجة خلف أشعب الذي كان قد اختفى عن الأنظار وتسلل بين الصفوف فقالت وهي تضرب كفاً بكف :


- حقاً إن الطمع آفة كبيرة لكن أكبر آفات الإنسان النسيان


تعريف النوادر في الرد القادم

__________________
maissa and malak toghether 4 ever


توامتي روحي و حياتي
احفظها يا رب





ستظل القدس عربية اسلامية












التعديل الأخير تم بواسطة |الفتاة المجنونة| ; 11-23-2017 الساعة 04:44 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-23-2017, 04:15 PM
 
حجز
__________________

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-23-2017, 04:41 PM
 
لنوادر ومفردها نادر أو نادرة وهي الاشياء التي يقل وجودها أو حدوثها، فالنوادر من المعادن هي نفائسها، وكذلك النوادر من الأحداث نفائسها وأكثرها تسلية وإمتاعا، وبذلك أطلق على الأحداث الغريبة الوقوع والممتعة نوادر. كذلك سميت نوادر أبو نواس ونوادر الجاحظ ونوادر جحا وغير ذلك. نستطيع ان نسمي النوادر بالحكايات الشعبية الممتعة (الفلكلور) والمتوارثة من جيل إلى جيل.
من خصائص أدب النوادر الخفة والظرافة ويُشترط في الفكاهي أن يكون صاحب ذكاء يجعله يبحث عن الحيلة ويتدبر الخطط وينسج خيوطها. ويمتاز بنظره الثاقب وبموهبته الأصلية التي تضفي عليه خفةً ولطفًا فتأتي فكاهته لبقة غير مصطنعة تفيض بالعذوبة. وتَرِدُ الفكاهة على شكل قصة موجزة ساخرة، تقوم أحيانا كثيرة على أساس النقد وتتميز بالخروج عن المألوف.ومن أصحاب النوادر الشهيرين جحا ومن نوادرة أنه مر عليه رجل فقير طالبا صدقة وكان جحا في الطابق العلوي فقال له جحا: ماذا تريد؟ قال: انزل الي حتى اخبرك نزل جحا ثم قال ماذا ماذا تريد اذا؟ قال الفقير: انا اريد صدقة قال جحا: حسنا اصعد معي صعد الفقير إلى الطابق العلوي فقال له جحا: أنا ليس معي صدقة قال الفقير: ولم أصعدتني إلى الطابق العلوي إذا؟ قال جحا: وأنت لم أنزلتني من الطابق العلوي لسبب تستطيع أن تخبرني إياه وأنا فوق؟.
#MiMi and آميوليت like this.
__________________
maissa and malak toghether 4 ever


توامتي روحي و حياتي
احفظها يا رب





ستظل القدس عربية اسلامية











رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-23-2017, 08:06 PM
 
لي عودة
__________________
سبحان الله -الحمدلله- لا إله إلا الله- الله أكبر
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-24-2017, 01:41 AM
 
[COLOR="Mintcream"][/COLOR]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف الحال؟ أتمنى أن تكوني بخير

أنا من عشاق الطرائف والنوادر

لذا أنا جد شاكره لمجهودك في البحث

عن هكذا قصص طريفة ومسلية

تجعلنا نغرق بالسعادة والمرح كأننا عدنا أطفالاً من جديد.

أنا كنت أجهله أشعب هذا. قرأت الكثير من قصص النوادر

لكن أشعب لم يكن من أبطالها لا أعلم لماذا؟.

ربما اهتمو بقصص جحا وأبونواس والجاحظ أكثر.

أشعب أبو الطماعين أول الأمر استغربت أن يلقب أحد بإسم

مثل هذا لكن بعد أن قرأت القصة صار الأمر واضحا.

أشعب ليس فقط أبو الطماعين هو ملكهم إن لم يكن إمبراطورا عليهم.



دخل أشعب على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق
فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز.

فقال أشعب : يا أمير المؤمنين (ثاني اثنين إذ هما في الغار) فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية
فقال أشعب : (فعززناهما بثالث) فألقى إليه ألثالثه
فقال أشعب : (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) فألقى إليه الرابعة
فقال أشعب : (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) فألقى إليه الخامسة والسادسة
فقال أشعب : (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) فألقى إليه السابعة والثامنة
فقال أشعب : (وكان في المدينة تسعة رهط) فألقى إليه التاسعة
فقال أشعب : (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) فألقى إليه العاشرة
فقال أشعب : (إني وجدت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)
فألقى إليه الحادية عشر
فقال أشعب : والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك:
(وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون)
فأعطاه الطبق كله]




ما أذهلني هنا كمية الطمع لم يكتفي بوحدة ولا عشرة

هو من بدأ الأمر ريقه يسيل على الطبق كله.

ما كل هذا الجشع؟ أيعقل أن يكون مثل هذا الأشعب

مخلوقا واقعيا يعيش بيننا؟.

إن كان كذلك فالصبر ومواساتي لأهله وعشيرته.

أيضا صبر الخليفة عليه أحسسته غريبا قليلا

لأنه تمادى كثيرا. ربما كان يعجب الخليفة هذا الأمر

وكان يحسه كالمهرج الذي يبث بأوصاله المرح ويجعله يتخبط من الضحك.

وسيلة تسلية بالعصر القديم.

ضرب من الفكاهة والحيل الساخرة التي ينسج خيوطها

صاحبنا أشعب. أو ليست حيلا بالكامل ربما هي تشبه الظرافة وخفة الدم أكثر

لأن الخليفة يعلم عن طمع أشعب ويعلم غايته لكنه يماطله

فقط من أجل المتعة وربما تمضية الوقت.



وبينما هو على هذه الحال سمع جلبة تأتي من خلفه فالتفت فرأى عشرة رجال مجتمعين فقال في نفسه:

- أخيرًا ضحك الحظ لك يا أشعب جاءك الفرج.

ولم يلبث أشعب أن قام مسرعًا وتسلل حتى اندس وسط هؤلاء وهو يقول في نفسه:

- أقسم أن هؤلاء ما اجتمعوا إلا لوليمة أو عرس فيه طعام لأحد الأثرياء..

ولم يمض كثير من الوقت حتى جاء رجل يقود هؤلاء الرجال ويمضي بهم في اتجاه زورق قد أعد لهم فقال أشعب لنفسه:

- وليمة ونزهة في وقت واحد؟! أحمدك يا رب..




هو ليس فقط أبو الطماعين هو أبو المتطفلين أيضا

باستطاعته أن يتطفل أو يندس بين أي أحد.

وطمعه يصور له الولائم والنزهات بمخيلته

لدرجة أن يركب قارباً لا يعلم حتى وجهته.

وهذا ضرب من الجنون والغباء ليس من الحكمة في شيء

أعني أنه ليس بحكمة جحا أو الجاحظ.

كل طرائفهم مصاغة على نحو الحيلة والمكر

لا على الصدفة أو الطمع.

بمامعناه أن كل أفعالهم أو أقوالهم مدروسة جيدا

وليست وليدة الصدفة.

كما حال بطلنا أشعب كل شيء عنده

يأتي صدفة ولحسن حظه تكون النتيجة إيجابية دائما.

عامل الحظ وربما الإعتباطية هو قارب نجاته كل مرة.



أيها الحراس اضربوا عُنق هذا الطفيلي حتى يكون عبرة لكل طفيلي وليعلم كل إنسان أن من تدخل فيما لا يعنيه طارت رقبته ولم يبق جزء سليم فيه!

رأى أشعب الجدية على وجه الخليفة فصاح من شدة الخوف قائلاً:

- أيها الخليفة أعزك الله لي طلب وحيد قبل أن تنفذ في حكم الموت والاعدام!

قال الخليفة: ما هو؟

فأجاب أشعب وهو ينتحب:

- إذا كنت فعلاً قد قررت قتلي فاضرب بطني بالسيف وليس عنقي!

اندهش الخليفة وقال:


- ولماذا يا رجل نضرب بطنك بالذات بالسيف؟

فأجاب أشعب:

- لأن بطني هو الذي ورطني هذه الورطة ولذلك وجب الانتقام منه!

وما أن أتم أشعب كلامه حتى انفجر الخليفة بالضحك و أيقن أن هذا الرجل خفيف الظل ليس من دعاة الفتنة فأمر السياف أن يتركه وقال مخاطباً أشعب :

- كاد طمعك يُوصلك إلى حتفك لولا لطف الله وكرمه بك ثم أقبل الخليفة على أشعب بوجهٍ طلقٍ بعد أن تأكد من براءته وربت على كتفه قائلاً




خفة دمه وحسن حظه هو ماينجيه دائما كما قلت سابقا

وطرافته في الإجابة ان يضرب بطنه لأنه السبب

شيء مضحك ومسلي لدرجة أن يسامحه الخليفة

ويعفو عنه لأنه أضحكه في موقف قاتم ودموي

موقف الإعدام.

خفة الظل ربما تصنع طريقا حتى بالبحر لبطلنا أشعب.




هل لك في (( ثريدة )) مغمورة بالزبد مشققة باللحم يا أشعب

فرد أشعب قائلاً :

- و أُضرب كم ؟
فكتم أمير المؤمنين ضحكة وقال :
- بل تأكلها من غير ضرب.

فنظر أشعب إلى الخليفة في ارتياب ثم قال :

- أخبروني- بالله عليكم كم الضرب حتى أتقدم على بصيرة ؟ ضحك الخليفة و أحس بالسعادة تغمره وراح يتبادل مع أشعب الحديث وكان لأحاديث أشعب ونوادره أكبر الأثر في التسرية عن نفسه ثم سأل الخليفة أشعب :



إجابة تنم عن الغباء والبراءة والبديهة

في موقف محتدم بالقتل ربط الأكل بالضرب.

ضناً منه أنها قوانين اللعبة، لعبة الخليفة.

لكن أيضا هذا الخليفة كان طويل البال ومتسامحا

كيف لأشعب أن يشكك بقول الخليفة.

لم يعتبره إستهزاءاً أو تطاولاً. إعتبره الخليفة شيئاً غير إعتيادياً

طرفة من طرائف العصر. وقص أشعب معظم طرائفه وكافئه الخليفة وعاد لبلده.



قص أشعب ما حدث على زوجته فحمدت الله على نجاته وعاتبتهُ على فضوله وتطفلهِ الذي كان سيودي بحياته لكنه أكد لها أنها كانت تجربة قاسية تعلم منها ألا يتدخل فيما لا يعنيه ولما انتهى أشعب من كلامه رأى جماعة كبيرة من الناس تقف في صفوف ويلبسون أزياء موحدة فجرى مسرعا نحوهم وهو يقول :

- والله ما خرج هؤلاء إلا لحفل أحدِ أبناء السلطان ! هرولت الزوجة خلف أشعب الذي كان قد اختفى عن الأنظار وتسلل بين الصفوف فقالت وهي تضرب كفاً بكف :

- حقاً إن الطمع آفة كبيرة لكن أكبر آفات الإنسان النسيان




لم يمر الكثير على الحادثة ومع ذلك فقط عندما رأى أناساً مجتمعين

إشتغلت عنده حاسة الطمع ولحقهم وبسرعة.

لم يتعلم من أخطائه أو ربما لن يتعلم أبدا طمعه وجشعه هو السبب.

وهذا حال الكثيرين للأسف. فلنتعلم نحن من أخطائه ونعلم أن الطمع قل ما جمع

ونعلم أن القناعة كنز لايفنى وأن الرضى بما قسم الله لنا يجعلنا ملوكاً

ولو في كوخ صغير.


دمتِ بخير

__________________


شكرا لكِ يُونا . على الطقم الأكثر من رائع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نوادر جحا ... جيليان قصص قصيرة 0 06-08-2014 08:39 PM
بعض نوادر جحا elisabithe michele نكت و ضحك و خنبقة 11 05-10-2013 09:47 PM
من نوادر القضاة mohamed_atri مواضيع عامة 0 12-11-2012 03:17 AM
نوادر جحا والختام alfars33 نكت و ضحك و خنبقة 0 08-23-2009 12:00 AM


الساعة الآن 01:38 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011