03-25-2018, 01:52 PM
|
|
من حكم ونوادر الشيخ فـــــرح ود تكتــــــوك | | | | | | | | في السودان يروى العديد من الحكم عن شيخ يسمى : ( الشيخ فرح ود تكتوك ) .. وهو من مواليد القرن السابع عشر الميلادي .. ينتمي لقبيلة البطاحين السودانية .. وتلك الحكم عادة تكون مقرونة بالمواقف الساخرة العميقة في معانيها. يقال أنه لما علم من زوجته أن ابنته بلغت سن البلوغ وقف في المسجد بعد الصلاة وقال : ( من يشتري حريره ناعمة غضة بالحلال ؟؟ ) ،، فقال شاب أنا أشتريها ولكن لا أملك المال .. فقال له الشيخ ماذا تملك فقال الشاب فقط أملك كتابا من المصحف الشريف .. فقال الشيخ قبلت ذلك المصحف مهراً ,, ثم تم عقد القران .. فقيل له يا شيخنا لو صبرت قليلاً لكسبت مهرا كبيرا .. فقال : بل أنا ذلك الرابح في تلك التجارة ، حيث بعت له ثقلاً وهو يجهل المغبة ,, وقبلت مهراً عظيماً وأنا أعلم قيمة الغنيمة . يقال أن تلك الابنة عاشت مع زوجها حياةً طيبة .. ولكن في ذات يوم اختلفت مع زوجها ثم عادت لدار أبيها .. كانت رافضة ومصرة بعدم العودة لدار زوجها مرة أخرى ,, رغم محاولات الزوج في إقناعها بالعودة .. وأخيرا استعان الزوج بالشيخ فرح الذي نصح ابنته بالعودة فأبت وأصرت على موقفها .. فتركها فرح لأيام .. ثم جاء للدار ذات يوم وهو يبكي مر البكاء بصوت عال ويقول ( يا ويلي ويا ويحي !! ،، ماذا أفعل أنا الآن ؟؟ ) ،، فأنزعج أهل الدار بما فيهم ابنته ,, وقد توقعوا أن مصيبة كبيرة قد أصابت الشيخ .. وحين سألوا الشيخ عن الأمر قال لهم : ( لقد فقدت اليوم أبريقي للماء الذي كنت أستخدمه عند الخروج في الخلاء ! ) .. فقالت له ابنته يا أبي هل تبكي من أجل أبريق ؟؟ .. سوف نشتري لك عشرات الأباريق بدلاً من إبريقك الضائع فلا تبكي ولا تحزن .. فرد الشيخ قائلاَ : تلك هي المعضلة ،، ذلك الإبريق الذي ضاع مني قد سمحت له أن يكشف عورتي على مضض لسنوات طويلة !.. فكيف استخدم إبريقا جديداً ليكشف بدوره عورتي من جديد ؟؟ .. وعند ذلك أدركت الابنة ماذا يرمي إليه الشيخ فقررت العودة لزوجها فوراً . ويقال أن الشيخ كان يعمل في حقله ذات يوم فمر عليه عابر سبيل يمتطي حمارا .. وقال له يا شيخنا : ( دلني على دار عمار لأرتاح فيه وأنام ) .. فقال له الشيخ : ( سمعاً وطاعاً أتبعني من فضلك ) ,, فتبعه الرجل بكل حسن نية ،، فأتي به الشيخ لمقابر القرية وقال له : ( تلك هي دار العمار ) .. فتعجب الرجل وقال للشيخ طلبت منك أن تدلني لدار العمار ولم أطلب منك أن تدلني لمقابر القرية ! .. فقال له الشيخ : لا أعرف فوق وجه الأرض دارا للعمار أكثر من تلك المقابر .. فهي الدار الوحيدة فوق وجه الأرض التي تقبل القادمين إليها دون عودة ! .. فقال له الرجل كان القصد بقولي أن تدلني لقرية فيها الأحياء من أناس ,, فقال له الشيخ : ( فلما لم تطلب مني أن أدلك لدار الخراب وليس لدار العمار !! ) ومن الحكم التي تروى عن الشيخ أنه قال : ( إذا لم ينجيك الصدق فلن ينجيك الكذب ) ،، وهي تلك القصة التي تروى عن أحد الرجال استنجد بالشيخ هرباً من بعض الجنود الأتراك الذين كانوا يلاحقونه ، فأشار إليه الشيخ فرح بالدخول تحت كومة من القصب ، وعندما حضر الجنود سألوه عن مكان الرجل فقال لهم: الرجل تحت كومة القصب !.. فلم يصدقه الجنود ظنا منهم أن الشيخ يقوم بتضليلهم ليمنح الهارب فرصةً للابتعاد ،، فأسرعوا بعيداً فنجا الرجل ،،ثم سأل الشيخ متعجباً ،، وقال له كيف تأمرني بأن أدخل تحت الكومة ثم تخبرهم بالحقيقة ؟؟ ،، فقال الشيخ قولته المشهورة : ( إذا لم ينجيك الصدق فلن ينجيك الكذب ) . ومن حكم الشيخ قوله : ( كُل يا كمي قبل فمي ) ،، والقصة تروى أن الشيخ قد دعي إلى وليمة في دار أحد الأعيان الأثرياء ،، فلما وصل لمكان الوليمة منعه الحراس من الدخول لمظهر ملابسه المتواضعة ،، ظناً منهم أنه من المتسولين ،، فرجع الشيخ إلى داره وأحسن لباسه وعاد مرة أخرى لمكان الوليمة ،، وعند ذلك استقبلوه بحفاوة وأحسنوا ضيافته ،، فلما حضر الطعام جلس الشيخ بالقرب من الطعام ثم مد أطراف ملابس اليد في الطعام وقال : ( كل يا كمي قبل فمي ! ) . ومن حكم الشيخ قوله : ( الدنيا خراب أصلها من بناية قش !! ) . روي أن أحد الشبان أراد أن يختبر صبر وتحمل ذلك الشيخ ،، جلس الشاب يوما وهو يراقب الشيخ يقوم بتشييد عشه من القصب والقش ليكون ظلا يرتاح تحته الناس .. فلما فرغ الشيخ من البناء على الوجه الأكمل قام ذلك الشاب بتخريب وهدم العش قصبا تلو قصب ،، فإذا بالشيخ يشارك الشاب في عملية الهدم والتخريب وهو يردد عبارة ( الدنيا خراب أصلها من بناية قش !! ) . ويقال أيضاً أن الناس كانوا يصفون الشيخ فرح بأنه صبور جداً ولا يغضب إطلاقاً .. فأصر أحد الشبان أن يغضب ذلك الشيخ بأية وسيلة من الوسائل ،، وفي أحد أيام الجمعة تتبع الشاب خطوات الشيخ دون أن يحس به ،، فراقب الشيخ الذي توضأ فأحسن الوضوء ثم لبس أحسن الثياب وهم أن يغادر للمسجد ،، وعندها ظهر الشاب فجأة ثم تقدم وبال في ثياب الشيخ ،، فإذا بالشيخ يكبر ويهلل فرحا وطرباً ويقول : ( بارك الله فيك الآن قطعت الشك في نفسي ) ،، فأنا كنت في شك كبير هل ثيابي طاهرة أم فيها شيء من النجاسة !! . | | | | | | | | | | |