عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree71Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 01-12-2018, 12:07 AM
 











الفصل الثاني

صاح الحكم معلنا بداية النزال ‘ بدء وليام بهجمات سريعة بسيفه ‘ فكتفى آليكس عن عن نفسه رادعا رادعا كل الهجوم المتوالي عليه ‘ استمرا هكذا لبعض الوقت ولا يزال الحال كما هو هجوم من طرف واحد الى ان وجْه ويليام سريعة لم يصدها آليكس بالسيف بل ابعد بجسده الى الوراء بحركة رشيقة تعبر عن مهارته ‘ ثم عاد بالسرعة نفسها ليبادر بالهجوم فصطدم السيفان كل يحاول إطاحة الاخر‘ وفي اللحظة نطق ويليام ببتسامة :
( لست سيئا ...)
اجابه اليكس :
( وانت لاتبدو كذلك)
فعاود هجومه السريع بعد قوله مما جعل ويليام يتراجع خلفه بسبب قوة اليكس التى ترغمه على ذلك ‘ تعالت هتافات الجماهير الفرحة ‘ تحمسوا جميعهم بالعرض الذي يقدمه الشابان.
لكن لم تكن كل الصياحات تحرك شيئا من سكون الصمت المسيطر على المقصورة الملكية فَكِلا من يجلسان عليها يلزمان هدوئهما ‘ انه مايبينه مظهرهما رغم ان هلان كان يغلي داخله غضبا ‘ لم يكن يتوقع ان ذلك الابن المدلل في نظره يمتلك مهارة تجاري قدرات ويليام ‘ بل ان ويليام يجد صعوبة هزيمته الان.
ظل يراقب النزال بحرقة اصبحت تتضح في عينيه ‘ بغضب وحقد يملأن قلبه لكن فجأة كشر ببتسامة ماكرة تخفي خلفها خباثته وسوء افكاره.



اما في الاسفل داخل الحلبة بان الارهاق بان الارهاق على كليهما لكن لم يتوقفا مطلقا ‘ الى ان تلقى اليكس هجمة ابعدته الى الوراء قليلا فتوقف كلاهما كل يقابل الاخر بنظرة جادة فقال اليكس وهو يرى علامات التعب الواضحة فى خصمه :
( انصحك بالاستسلام. .)
رد ويليام بتقة رغم انفاسه المضطربة :
( ه هذا مستحيل ..ان كان هناك من عليه ان يستسلم فهو انت.. )
انزعج اليكس برده ففكره ان يخرج خاسرا تثير غضبه ‘ لم يظهر ما اصاب داخله بل فضل ان ينطق بجد هادئ :
( سنرى ذلك.. )

ثم تقدم يبارز بقوة كذلك فعل ويليام ‘ فدخلا في اشباكات قوية تبرهن مدى مهاراتهما وفي هذه اللحظة المستمر بها النزال شد سهم ما كان صاحبه يقف عند مدخل المدرجات ‘ يبدو من مظهره وطريقة امساكه للقوس والسهم انه من امهر الرماة كما انه يلثم وجهه ‘ لم ينتبه احد من الجماهير اليه فعيونهم تقبع في الاسفل حيث الحماسة المشتعلة.
بقيت عينه الحادة تراقب المتبارزين واصابع يده تنتظر الاشارة منه لتطلق السهم المميت.
لم يدري اليكس بالسهم الذي يراقبه وبقي يبارز بهمة عالية
فهجم هجمة تمكن بها من ابعاد ويلبام وإسقاطه ارضا‘ هنا إتخذ الرامي الفرصة فأطلق سهمه
كلمح البصر
إخترق السهم صدر اليكس جهة قلبة‘ فصدمت عيناه المتألمة ‘ لم يعي شيئا مما اصابه ‘ لم يشعر الا بجسده يتهاوي جاثيا على ركبتيه بدماء تنزل منه ‘ فنهض إرياس من مكانه مزعورا ناطقا بكل صدمة :
( االيكس..)
رعب قلبه وعلا خوفه فعميانه من رؤية الابتسامة القذرة التي تمادت بظهورها على وجه من يجلس بجواره.
ماحدث كان سريعا لم يستوعبه البعض لاسيما ويليام ‘ علته الصدمة تماما فهض من سقوطه متوجها بسرعة نحو اليكس الممسك بصدره النازف ‘ نزل امامه قائلا بخوف:
( اليكس... مالذي اصابك?)ا



احاط الرعب بالجميع فسكنت تلك الاصوات التى كانت تعلو منذ لحظات ‘ فاقبل الحكم اليهما بحال زعر كغيره ‘ كذلك انتشر الحراس في المكان منهم داخل الحلبة معظمهم توزعوا باحثين عن المجرم الذي آذى اميرهم .
اعلن الحكم نهاية النزال بأمر من الحاكم :
( توقف النزال )

فتح اليكس عينيه بقلق مما سمعه لينطق من فوره بصوته المتألم :
( لا.. لن يتوقف ..)

ثم نزع السهم منه غير ابه للدم الذي زاد نزوله فوقف متما قوله بجد:
(سيستمر النزال الى النهاية)
زهل الجميع بما فيهم اباه فقال الحكم بتردد:
( ولكن ايها الامير انت.. )
قاطعه اليكس بجد :
(انا بخير ..استطيع المتابعة)
ثم نظر اعلى حيث والده ليلمح تلك الملامح الخائفة القلقة ‘ كذلك ارياس بادله النظر للحظات كأنَ بينهما تواصل غير مرئي ‘ فما لبث ارياس الا قد اعلن الموافقة للاستمرار رغم قلقه:
( النزال سيستمر بناء على رغبة الامير بذلك)



بهذا بدء النزال مجددا ‘ هلان لم يكن يصدق مايراه‘ راحت اعينه تراغب بعجب فحدث نفسه :
( ايظن انه سيحظى بالفوز بتلك الاصابة .....انه مغرور. سيتتهي منه غروره لامحالة هذا ما اتمنى رؤيته ....موته عاجلا)
قاطع حديث نفسه صوت ارياس قائلا بجد:

(مالذي كنت تنوي بفعلتك هذه)
فوجئ هلان فالتفت اليه رادا بغضب :
(اتتهمني بما اصابه)

اجابه ارياس :
( بالتاكيد ...لا احد يتجرأ على ذلك غيرك)
ثار هلان كثيرا فظهر ذلك في قوله:
( اثبت هذا بأدلة قاطعة عوضا ان ترمي اتهاماتك جزافا)



لم يجبه ارياس بشئ فكتفى بالتحديق به لثواني ثم ازاح نظره عنه معطيه لابنه المبتبارز الان.
لم يعد النزال كما كان مسبقا ‘ لم يسمح ويليام لنفسه بقتال من هو مصاب ‘ فظل يصد الضربات فقط دون ان يبادر بالهجوم ‘استدرك اليكس تهاون خصمه معه فتوقف عن المبارزة قائلا بجد:
( هل ابدو في نظرك ضعيفا لتتهاون معي ..)

تفاجأة ويليام قليلا ثم رد :
( عن ماذا تتحدث فانا لا اتهاون مطلقا)
شهر اليكس بسيفه نحوه قائلا بكل جد يتجلى في عينيه:
( كن جادا في قتالي ...لست بذلك الضعف الذي تتخيله)
تردد ويليام قليلا ومايذيد تردده رؤبه اليكس بتلك العينين الجادتين فنطق :
( ل لاكن انظر الى نفسك انظر كيف ينزف جرحك)
رد اليكس بثقة مطلقة :
( لايهمني ...مايهمني نزال نزيه ينتهي بفوز احدنا)
ارتبك ويليام اكثر اراد النطق ‘ فسبقه اليكس في ذلك قائلا :
( لا اظنك جبانا لتتهرب بهذا الشكل)
تعمد البكس استفزازه فنجح في ذاك لتتغير ملامح ويليام الى الجدية ثم قال :
( انت من سيندم بهذا القرار)
اجابه اليكس :
( اذن ارني كيف سأندم)



رد ويليام وقد انطلق نحوه :
( كما تشاء)‘

فصطدم السيفان ‘ تتابع اصطدامها القوي ‘ ليصبح الوضع متعادلا بينهما ‘ استمرا لبعض الوقت ليأخذهما التعب ‘ فصار كل واحد يلتقط انفاسه الهاربة منه وفي لحظة واحدة وجه كليهما هجمة ذا قوة انها لحظة الفصل‘ فطار احد السيوف واستقر بعيدا بعد ان شق الارض .
زهل الجميع فساد الصمت المكان ‘ لم يصدقوا. ما حدث الى ان صاح احدهم بغرح فتصاعدت الهتافات بعده.
حتى ويليام اخذه الزهل بعيدا ‘ فظل يحدق بسيفه المستقر بعيدا‘ امااليكس ارتاح قلبه الان فرفع انظاره نحو والده قائلا في نفسه:
( وفيت بوعدي.. لقد فذت ياابي)
تبسم ذلك الاب ‘ اسره ماحققه ابنه من نجاح ‘ خلاف هلان الذي ضرب يده بحافة الكرسي بكل غضب قائلا بداخله:
( تبا.. تبا لك ياويليام.)



لم يكن ويليام يعلم بغضب والده فتوقف امام آليكس قائلا وقد مد يده ليصافحه:
( مبارك الفوز...تستحقه بجدارة)
دهش اليكس من اول وهلة لكن سرعان ما ابتسم رغم شعوره بالالم فرد وقد صافحه ايضا :
( شكرا ... وانت لم تكن هزيمك بالامر السهل)
فزينت الابتسامة كليهما.‘ لكن لم تدم تلك الابتسامة بسبب الالم الذي راوده بشده ‘ فاظلم المكان من حوله ليسقط مغشيا عليه.
فزغ ويليام بذلك وارتفع صوته القلق :
( اليكس)
حتى ارياس اصابه الخوف والقلق فأسرع في النزول متجها نحو ابنه الفاقد الوعي.


انتهى ....





التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-18-2018 الساعة 05:42 PM
  #7  
قديم 01-13-2018, 12:37 AM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




أهلا بك من جديد أختي,كيف حالك؟
الفصل من ناحية الأحداث أعجبني,لا يوجد الكثير لنتحدث عنه فيه فهو في مجمله يتحدث عن النزال
المنتظر.بالإضافة إلى ذلك فقد إنكشفت نوايا العم تقريبا للجميع,بالرفم من أنه لا يوجد أي دليل يشير
إليه أمام أعين العامة و لكن على الأقل أصبح معروفا لديهم أن هنالك من يخطط في الخفاء للإطاحة
بأميرهم.أرى أنك كنتِ تستطيعين التوسع أكثر في وصف النزال,الحلبة,السيوف...هذا كان سيمنح
الفصل المزيد من التميز و الوضوح بخصوص سيرورة النزال.

للأسف في هذا الفصل لم أرى أي تغييرات أو عمل بما نصحناك به حول ملاحضاتنا على الفصل
السابق و هذا ما أدى مثل المرة الماضية إلى وجود العديد من الأخطاء اللغوية التي تزعجنا أثناء
القراءة و أيضا أثناء النقد,فإن كان رأينا لا يهم فلماذا نطرحه منذ البداية.أذكر أنكِ نوهتي إلى أن
هذه الرواية قد كتبتيها منذ سنوات و ربما هذا هو سبب عدم أخذ نقدنا اللغوي بعين الإعتبار,و لكن
لا ضير من أن تقومي بالتعديل على الفصول حتى و إن كانت مكتوبة منذ سنوات ففي النهاية ستكون
النتيجة في صالحك.في إنتظار القادم.




في أمان الله
  #8  
قديم 01-17-2018, 09:50 PM
 













الفصل 3

آسى تجلى على وجهه ‘ فمتزجت عيناه الزرقاوتين بالحزن ‘ تلكما العينين المحدقتين بإبنه طريح الفراش ‘ وقد ملأت الضمادات صدره ‘ فنتاب التأثر والده الجالس قربه على الكرسي ‘ اطال النظر به ليتذكر قول الطبيب :
- سيد الحاكم انا سعيد لنجاته ..السهم كاد ان يصيب قلبه ..احمد الله على هذه السلامة..
فأغمض عينيه بثقل بعدما تذكره هامسا بحزن :
- الحمدلله
فصمت بعدها بحزن يسكنه.
اطل القمر ينظر اليه بحاله هذا من تلك النافذة الكبيرة المفتوحة على مصرعيها ‘ حتى الرياح الهادئة شاركت القمر اطلالته فتبلاعبت بستار النافذة الذهبي.
تلائم لونه مع جدران الغرفة ناصعة الحمرة المزخرفة باللون الذهبي ‘ لتنسجم مع البساط الحمر الذي يكسو ارضية الغرفة.



مضى الوقت وطريح الفراش الذهبي لم يفق بعد ‘ فجأة تحركت عيناه ليفتحهما بهدوء‘ فظهرت زرقتهما الصافية ‘ انتابه بعض الألم ‘وقبل ان يستوعب شيئا او يتذكر ما حدث سمع صوت والده الهادي :
- إستيقظت اخيرا.. لقد طال غيابك .
تفاجى اليكس بصوت والده فالتفت بسرعة يساره ليراه جالسا قرب سريره ‘ فهمس بدهشة:
-ابي..
ثم اراد النهوض فستوقفته يدا ارياس اللتان وضعتا على اكتافه ‘ فصحبهما قول والده العطوف :
- ابقى كما انت ..يجب ان تلزم فراشك الى ان تشفى .
احترم اليكس قوله فعاد لإستلاقه متحسسا عطف والده وحنانه عليه.
سأله ارياس :
- كيف تشعر الان?
رد اليكس بهدوء :
- انا بخير تماما .
ابتسم ارياس مطمئنا فأردف ابتسامته بقوله :
- هذا جيد.. لقد اصابني القلق عليك فانت بقيت فاقد الوعي لساعات عدة .
نظر اليكس اليه ‘ وقد انتابه الذنب ‘ فنطق بشئ من الندم :
- انا اسف جعلتك قلقا ..سامحني على ذلك.
تحير ارياس لوهلة منه ثم ابتسم بعدها بطيبة قائلا :
- ماهذا الكلام ..ليس عليك الاعتذار من شى.
صمت للحظة فأتم :
- اثبت للجميع عدم ضعفك ..لقد برهنت لهم خلاف مايعتقدون.. لقد وفيت بوعدك لى ولم تخلفه فعرضت حياتك للخطر من اجل ذلك .



كلمات والده اشعرته بالتأثر لسبب ما ‘ فكتفى بالنظر اليه دون قول شئ.
ادخل ارياس يده في جيب عبأته الزرقاء الداكنة ليخرج منها قلادة دائرية ذهبية اللون نقش عليها نسر يفرد اجنحته عاليا‘ فمدها لإبنه قائلا :
- خذها.. انت تستحقها.
زهل اليكس كثيرا ‘ حتى انه نهض يجلس تاركا إستلقائه‘ فراح يحدق بالقلادة دون ان يأخذها.


في حديقة القصر المزدهرة عند نافورة المياه العملاقة ‘ كان يجلس على حوافها الفضية ذلك الشاب ذو الشعر الرمادي الداكن ‘ المشابه للون عينه ‘ بدى مكتئبا وهو يتذكر خسارته امام اليكس ‘ فأرقه القلق بتذكره السهم الذي اقتحم نزالهما فجأة‘ فراح الفكر يأخذه بعيدا لدرجة انه فقد الحساس بما حوله.
لم يلحظ الجمال المحيط به ‘ فتلك النافورة الضخمة بدت كشلال متدفق ‘ فتلالات ميائها كدر مضئ بفضل القمر الفضي المكتمل ‘ عم نوره البهي المكان كله ‘ حتى جسد ويليام احاطه القمر بضوئه ‘ فذاده بهاء على بهاء.
ظل بشرود يأخذه الى ان احس بوقوف شخص امامه‘ رفع عينيه ليبصر والده يرمقه بنظرات تحمل الغيظ فيها.
ادرك ويليام غضب والده ‘ اراد النطق لكنه عجز فأشاح بعينيه المكتئبتين جانبا ‘ لم تتم تانية حتى استقبل وجهه صفعة قاسية رمته ارضا .
فتكلم هلان بكل غضب :
- يالك من ولد عار.. لقد خسرت امام من هو اصغر منك .
توقف للحظة متمالكا غضبه ثم اتم :
ب بل كان اضعف منك ..كيف تخسر وهو بتلك الاصابة .

ألمه قول والده اكثر من تلك الصفعة ‘ نهض من وقوعه لكن ظل على الارض يجلس عليها‘ فأغمض عينيه ناطقا بأسى :
- انا اسف..اسف على ضعفي .
فقال هلان بغضب شديد :
- اكثر مايثبر غضبي تعلقك به ...فاليوم اثبت لى ذلك. .
اهتز شعور ويليام بهذا ‘ فظل يرمي نظره ارضا بتوتر اربكه .
ادام هلان نظره القاسي به لثواني عدة ‘ ثم استدار بجسده معطيا ظهره لمن خلفه‘ فقال حينها :
- سأسامحك هذه المرة .


لم يبدى ويليام اي فرح ‘ فنطق بهدوء يغمره الحزن :
- شكرا لمسامحتك لي.
إلتفت هلان بعين خالية من اي تعبير ‘ فنطق بنبرة باردة :
- عليك ان تنساه وتخرجه من عقلك .
صدم ويليام ‘ فرتجفت عيناه ‘ لم يستطع الرد ‘ وملامح والده الباردة اذادت من صدمته.
فنطق هلان مجددا :
مازلت انتظر.
فسلم ويليام نفسه لواقعه القاسي‘ وانزل براسه لتحجب خصل شعره ملامحه الجريحة المكسورة ثم رد :
- امرك ياابي.

في الغرفة حيث اليكس ووالده ‘ ظهر تعجب في ارياس فنطق بحيرة :
- قلت انك لا تريد اخذها .
رد اليكس :
- اجل.. لا يمكنني ..فهي قلادتك ورمز منصبك.
ضحك ارياس ضحكة جميلة‘ جعلت ابنه يتحير منه .
كف ارياس عن ضحكه فقال :
- هذه القلادة توارثتها عائلتنا مدى الاجيال ..كما انها تمثل شعارا للمملكتنا .
فقال اليكس بستغراب :
- لكن لما تعطيني اياها!!.
نظر ارياس اليه بنظرات هادئة فرد :
- ان الاوان لك بأخذها ...انت تستحقها الان .
اتم قوله ليمسك بيد اليكس اليسرى‘ فوضع القلادة عليها ببسمة زينت وجهه فبادله اليكس ببتسامة متأثرة ونطق :
- شكراا لك ابي.



بعدها ساد الصمت للحظات بينهما‘ الى ان هدم جداره ارياس بقوله الهادي :
- لقد كبرت حقا.
استغرب اليكس ‘ فرفع انظاره لوالد ليراه يتم قوله :
لا ازال اذكر كيف كنت تبكي على موت والدتك ..لقد كنت حينها في الثامنة من عمرك .
فتذكر اليكس امه التي تشبهه تماما ‘ وطغى التاثر على عينبه ‘ حتى ارياس ظهر فيه شيئا من التأثر ‘ فنهض من الكرسي قائلا :
-يجب ان تحظى بالراحة ...فتصبح على خير.
اجابه اليكس ببتسامة :
وانت بخير.
ثم مشى ارياس نحو الباب ‘ ففتحه ليخرج ‘ لكنه توقف لتذكره امرا جعله يلتفت حيث اليكس ‘ فقال :
- لقد نسيت. ..ويليام كان قلق عليك .
رداليكس بتعجب :
- قلق علي.!!
اجابه ارياس بهدوء :
- اجل.. فهو لم يغادر هذا الباب حتى اطمئن عليك .
ثم خرج بعدها سادا الباب خلفه.
فستلقى اليكس على فراشه ‘ محدقا بالسقف ‘ فهمس
" انه طيب لولا عمي "
فتذكر السهم الذي اصابه ‘ فنطق بتحير كببر
" من اراد قتلي حينها ? "
فتذاحمت افكاره المتحيرة.


في صباح اليوم التالي ‘ إجتمع فردين من الوزراء بالحاكم ارياس في مكتبه‘ فجرى بينهم نقاش بشأن ما حدث البارحة.
فقال احد الوزيرين ‘ وقد تجلت الحكمة والخبرة على وجهه ذو الاربعين :
- مهرجان المحاربين السنوي عادة جرت في ممالكتنا منذ القدم .. كل مبارز يشارك ليحظى بلقب المحارب الاقوى.. لكن ما حدث البارحة افسد نزاهة التقاليد لمملكتنا العظيمة .
ايده الوزير الاخر قوله ‘ فكان يقابله في الجلوس امام درج مكتب الحاكم ‘ فقال موجها كلامه لارياس :
- انه على حق ..فهناك من يكيد بالوريث يوم امس اصيب امام انظر الجميع ..وغدا لا ندري ماذا سيحدث!!

اصغى ارياس اليهما دون ان يجيب بشئ ‘فاتم الوزير قوله بقلق :
- اخشى ان يسوء الامر اكثر سيدي .
اجابه ارياس بهدوء :
- لاتقلقا... سنتوخى الحذر ..كما ان المجرم لن يفلت منا بسهولة .
اطمئنا قليلا بقولة ‘ فنطق ذو الاربعين بأسى :
امل ذلك .



اقتحم حديثهم صوت الباب الذي طرق‘ فأذن ارياس لمن يقف خلفه قائلا :
- تفضل.
ففتح الباب ليدخل منه جندي محنك‘ إتسمت ملامحه بالقوة ‘ فوقف امام الحاكم مبديا له الاحترام .
فخاطبه ارياس :
- الى ماذا توصلت ايها الجنرال ياسو.
رد ياسو :
- لقد عثرنا على المجرم مقتولا في في احدى ضواحي المملكة .
تفاجأة الوزيرين بالخبر ‘ فهمس احدهما بتعجب :
- قلت مقتول!!
اما ارياس لم يتفاجأة بهذا ‘ بل كان واثقا بحدوثه‘ فتكلم بجد هادئ :
- فقدنا الدليل اذا.
أجابه الجنرال بحسرة :
- للاسف سيدي ..هذا ما حدث .
ثم سأل بجد :
- سيدي ..الاتشك بشخص ما .
رد ارياس :
- الشكوك لاتكفي من غير أدلة تثبتها .
فأغمض عينيه بثقل ‘ متخيلا وجه هلان ‘ فحدث نفسه بهم :
الى متى ستظل حاقدا علي .


تلكما العينان الزرقاوتان ‘ حدقتا بصفحات الكتاب الذي بين يدي صاحبها ‘ اراد ان يبدد ملله الزائد ‘ بسبب بقائه في الفراش ‘ فسلى نفسه بمطالعة الكتب ‘ اخذه الهدوء اليه كما كان حال غرفته المرتبة الهادئة ‘ عدا الرياح الطيبة المتلاعبة مع ستارالنافذة.
فقطع هدوئه المتأمل بالكتاب صوت طرق خافت لبابه.



انتبه لصوته فرفع نظره نحوه قائلا :
- تفضل بالدخول .
فتح الباب ليدخل ويليام ‘ تفاجأة اليكس قليلا برؤيته امام بابه.
لم يزد ويليام خطاه اكثر ‘ فوقف عند الباب قائلا ببتسامة قطنها الحزن :
- كيف صرت اليوم .
فرح اليكس لقدومه ‘ رغم دهشته ‘ فرد بعد ان زينته الابتسامة الفرحة :
- انا بخير شكرا لهتمامك .
ثم قال :
- تفضل بالجلوس .
تردد ويليام بطلبه ‘ فاشاح بنظره عنه فرد :
اعتذر ..انا في عجلة من امري ...كنت مارا من هنا فودت معرفة حالك ..(.
- واراد الخروج بعد قوله ‘ فستوقفه جملة اليكس الهادئة :
- شكرا ..اشكر اهتمامك .
اسكنه قول اليكس في محله للحظة غير ملتفت له ثم حرك قدماه وخرج دون قول شيئ.



بقي اليكس يحدق بالباب الذي سده خلفه ‘ والتمع حزن في لون عينيه ‘ فسبحتا بعيدا لتتذكرا الماضي.
تذكر نفسه الصغيرة ذو السابعة‘ كان يمشى في ممرات القصر الواسعة ‘ بعجب احاط عقله الصغير وهو يسمع همسات الخادمات وهن يقولن :
- اجل لقد ماتت اماسيا ..توغل المرض بها .

وكذلك همسات اخري
- لقد تركت ابنها انه يبكي عليها بكثره.. كم اشفق على حاله .



صعب عليه ان يستوعب ‘ فواصل خطاه بااقدامه الصغيرة الى ان وصل حديقة القصر
فلمح ويليام بعيدا ‘ يجلس خلف احدى الاشجار.
مشى نحوه ‘ فقترب منه ليسمع نحيبه ‘ فواصل الى ان وصله متوقفا امامه.
صدمت عيناه عندما ابصر شكل ويليام الجالس ارضا ‘ ويضم ركبتيه اليه ‘ ليخفي بهما وجهه الباكي.
تاثر اليكس بحزن عليه ‘ فهمس باسمه مناديا له.
لم يبدي ويليام اي فعل ‘ فظل على حاله الباكي .
لم يستطع اليكس تركه ‘ فشرع بالجلوس جواره ‘ لعله يخفف عنه حزنه حتى وان لم يكلمه .
فمضت لحظات عدة ‘ فتوقف ويليام عن البكاء ‘ رفع راسه ليبصر بعينيه المختنقة بالدموع اليكس الجالس يمينه.
لم ينطق بحرف وكذلك اليكس ‘ الصمت كان اكثر جدوى من الكلام‘ فالجراح تذداد نزفا ان فتحت.وفجأة ظهر امامهما هلان ‘ كان بوجه غاضب وهو يتقدم ناحيتهما ‘ ارتعب ويليام منه ‘ فنهض يقف بسرعة .



توقف هلان امامه قائلا بقسوة :
- كم مرة على اخبارك ..افهم اني لا اريد رؤيتك معه مجددا .
ارتبك ويليام كثيرا ‘ فجره والده من يده بكل عنف يسوقه معه غير مهتم لمشاعره الجريحة المكسورة.
تزعزععت عينا اليكس بخوف من منظر عمه المبتعد جارا خلفه ويليام.
لم يدري ما الخطأ الذي ارتكبه ليعامله عمه بهذا النحو السيئ.
فنهض مغادرا ظل الشجرة الممتد ظلها بعيدا‘ سار وسار ‘ الى ابصر والدته تقف قرب الازهار بثوب ابيض بدى كقمر منير لانعكاسة الشمس عليه‘ اسرع نحوها ‘ فلتفتت اليه ‘ لتلمح حزنه .
نزلت تجلس امامه واصبحت كطوله ‘ فسألته بهتمام :
- مابك ..لم الحزن يتضح عليك هكذا?
رد اليكس بحرن :
- لماذا رحلت والدة ويليام ..لماذا تركته وحيدا .
اهتزت نفس والدته بكلماته ‘ فقمرها الحزن ‘ لم تشعر بنفسها والا باختناق عينيها الزرقاوتين بالدموع ‘ فردت بأسى شديد :
- اتعبها المرض ..انهكها بشدة...فرحلت.
قال اليكس بحزن وخوف :
- وانت ياامي ..هل سترحلين ايضا وتتركيني ابكي كما كان يبكي وليام? ?
ارتجفت عيناها بتأثر ‘ فما كان منها الا ان تحتضن ابنها بألم ‘ وقد جرى دمعها‘ فهمست له بحزن شديد :
- لا احد منا سيبقى ...جميعنا سنرحل لذا علينا العيش بسعادة ..علينا اسعاد من حولنا.
ابكته كلماتها‘ فمنظر ويليام الباكي لم يفارق مخيلته وهو في حضن والدته.
تذكر الماضي الان ‘ ليعمه الحزن بشدة ‘ فبقى يحدق بأسى بكتابه ذو الغلاف البنى بعد ان اغلقه.

حل المساء عابقا الاجواء بجمال الهدوء‘ فترأس القمر بجماله حفلة النجوم المتراقصة على السماء .
وفي عبق الهدوء المسائي ‘ امسى ارياس على ابنه ‘ حدثه كثيرا وهو يجلس قربه على الكرسى ‘ فنتبه للقلادة الذهبيه فوق المنضدة التى تقرب السرير ‘ ماان راءها حتى سرح بفكره ‘ متذكرا قوله :
- ان الاوان لك بأخذها ..انت تستحقها الان .
ارتجفت عيناه قليلا لما تذكره‘ فحاول تملك نفسه المضطربة بحيث لم يظهر ما فيه .
قضى وقته مع ابنه ‘ فنهض مغادرا بعدها.
دخل غرفته بصمت شديد
‘ يخفي خلفه خوف كبير ‘ قام بفتح احد ادراج على المنضده التي تقرب سريره ‘ فأخرج منها قلادة كرستالية حمراء اللون معلقة بسلسلة سوداء‘ وبات يحدق بها بحزن واسى شديدين.


انتهى....






التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-18-2018 الساعة 05:44 PM
  #9  
قديم 01-20-2018, 03:40 PM
 















الفصل 4

مضى يومان فتحسن اليكس وتعافى جسده ‘ لكن ظل يلزم غرفته بضيق يخنق انفاسه ‘ لم يحتمل استمراره بها ‘ فحسبها كسجن يُقيّدِه ‘ لكن لم تكن له حيلة مادام والده اصر على مكوثه بالفراش الى ان يتعافى تماما.
لطالما احترم اراء ابيه ‘ وقدر حرصه عليه واهتمامه به ‘ فجعله ذلك يستشعر الدفء بوجوده ويسعد بكونه ابنا له .
ليت جميع الاباء كوالده ‘ فذلك الاب الحاقد استثار غضبه كلما تذكر خسارة ولده ويليام ‘ تمنى ربح ولده ليتخذه فرصة بأخذ الحكم من اخيه بحجة ضعف الوريث .
خابت آماله ‘ وإتقد غضبه لتذكرنجٲة اليكس من الاصابة ‘ فتعالى الحقد في عينيه ذات السواد الداكن ‘ كانتا كعتمة غرفته المظلمة الخالية من النور ‘ فالنافذة المغلقة احالت دون ذلك وردعت اشعة الشمس الغاربة عنها.
بقى هلان يجلس على احد اطقم الكراسي الفاخرة في غرفته ‘ بتفكير اسود يفوح من عينيه الخبيثتين ‘ افكار عدة لاحت في عقله ‘ فراح ينسج خيوطها بإحكام قبل الشروع في تنفيذها.
بينما ظل بشرود افكاره ‘ فجأة احس بحركة ما ‘ فجول نظره بالمكان دون ان يرى احد .
راوده شعور غريب تسبب بإخافته ‘ فنطق بجد :
ـ من هناك? .
لم يستجد شيئ بقوله ‘ وبقيت الغرفة بعتمتها المخيفة.
فنهض هلان من جلوسه قائلا بنزعاج :
ـ قلت من هناك? ... هيا اظهر نفسك الان.. .
اتاه صوت ضحك قبيح ‘ ليتبعه ظهور شخص امامه من حيث لا يدري.
إرتعب هلان قليلا بما رأه ‘فنتابه الخوف بسبب شكل من ظهر امامه ‘ بدي ذا منظر مخيف ‘ بشعر ارجواني تتطايرت خصلاته السميكة الى أعلى ‘ هذا غير عينيه ذوات الحمرة الداكنة وقد احاطتها هالة مظلمة.
استجمع هلان نفسه التي هدرها الخوف للحظة ‘ فقال بغضب بالغ :
ـ من انت ياهذا? ..بل كيف دخلت الى هنا? .
تبسم المعنى بقبح ‘ وقال بمكر :
ـ ليس المهم من اكون ..بل المهم ماتريده انت..
دهش هلان كثيرا ‘ لكن ازال عنه الدهشة بغضب علاه ‘ فقال :
ـ اتهزء بي? .. كيف تجروء .. سوف استدعي الحرس لينالوا منك .
ضحك الرجل الذي يظهر انه في الثلاثين ‘ ليجعل غيظ هلان يطمح بشدة.
ثم توقف عن ضحكه المريب ‘ ليقول بعد ان علاه الجد وصحب صوته الخشن :
ـ لا داعي لسخافة ..او ما تسميهم الحرس فأنا هنا بأمر من سيدي لأنفذ لك ماتريد ..
لم يستوعب هلان شيئا ‘ فبقي ينظر اليه بحيرة.
فأردف الرجل قوله بخباثة :
ـ اليس الحكم ماتريد? هل هذه المملكة الصغيرة تكفيك? ..ان انضممت الينا فسنحكم العالم بأسره .


زهل هلان بماسمعه ‘ فحرك شفاه ناطقا بعجز
ـ قلت العالم بأسره !! . هذا لايعقل لااصدق ذلك .
اجابه الرجل ببتسامة شريرة :
ـ بل صدق استعد لما سأقوله لك وإفهمه جيدا.. .
فسرد له ذلك الرجل الماكر ما يخطط له ‘ فغابت الشمس بعدها مودعة هذا اليوم كغيره من الايام المضت.
ليل هادي خطى خطاه البطيئه ‘ ليتبعه نهار جديد عمته اشارقة خلابة.
في هذا النهار الجميل ‘ قرر اليكس ترك غرفته اخيرا فخرج منها متجها لمكتب الحاكم ‘ فطرق بابه بهدوء.
ثم فتحه بعد سماع اذن والده بالدخول.
دخل ليري والده المندمج في عمله ‘ كم هائل من الاوراق اصتف على درج المكتب.
توقف ارياس عن الكتابة بالورق عند رؤية اليكس ‘ فقال ببعض الجد :
ـ لما خرجت ..اخبرنا الطبيب بضرورة بقائك مرتاح لمدة اسبوع على الاقل.
رد اليكس بمرح وهو متقدم نحوه:
ـ سأموت بلا شك ان بقيت سجينا اكثر من هذا ...ثم اني بخير تماما .
اقتنع ارياس برده ‘ فلم يضف اعتراض اخر فخاطبه اليكس بهدوء
ـ أرغب بالذهاب الى الجبال .
نظر اليه ارياس ببعض القلق ‘ فرد
ـ ماذا قلت? ..هل نسيت محاولة قتلك سابقا لتفكر بالخروج خارج المملكة! !.
ابتسم بهدوء مجيبا بثقة :
ـ لم انسى ...لكن لا داعي للقلق سأكون بخير..فإسمح لي بذلك .
تردد ارياس قليلا ‘ فعاد يكتب على الاوراق دون ان يعطي ابنه ردا لطلبه.
استمر لثواني عدة يتجاهل انتظاره ‘ الى ان استسلم لطيبته واذن له قائلا
ـ لك ما اردت ..لكن سيصحبك بعض الحراس .
فقال اليكس بثقة :
ـ لا داعي لهم ساتولى حماية نفسي بمفردي وايضا لا احب مرافقتهم لي حيث ذهبت .
اعترض ارياس رأيه بشدة‘ فقال:
ـ هذا لسلامتك ليس الا...وان كنت ترفض ذهابهم معك فانسى امر خروجك .
رد اليكس :
ـ ابي ارجوك لا داعي لهم ..اعدك بالحفاظ على نفسي. .
اجاب ارياس بحزم :
ـ لا يعني لا ...لن اغير قولي .
يئس اليكس منه تماما فاستدار يخطو نحو الباب بخيمة يأس احاطته .
لم يزح ارياس نظره عنه مطلقا ‘ وبغير إرادته تحركت شفتاه لتنطق :
ـ سأسمح لك بذلك .
توقف اليكس منزهلا بما سمعه وكان قد وصل الباب حينها ‘ فلتفت لوالده‘ متكلما بعدم تصديق
ـ أحقا هذا يأبي.?.
رد ارياس بجد هادئ :
ـ نعم.. لكن على ان تحافظ على نفسك .
فرح اليكس من كل قلبه ‘ فزينت الابتسامة وجهه ‘ فاستدار بكامل جسده مقابلا والده الجالس خلف درج المكتب الكبير .
ابدى له احترامه ‘ فقال بما اعتراه
ـ شكرا لك يأبي ...




خرج بعدها تاركا خلفه والده الذي ظهر عليه توتر منعه من اكمال عمله ‘ثم رفع يديه ليبصر الارتجاف الذي فيهما لم يفهم مابه فنطق بقلق
ـ مابي...لما ينتابني القلق بهذا الشكل.. ??.

اما اليكس كان قد انططى حصانه الابيض ‘فتجه به نحو الجبال الواقفة خلف المملكة الكبيرة الممتدة.

في ناحية اخرى من نواحي القصر الشاسعة ‘ نجد هلان يمشي على عجل.
دخل من احد الابواب الكبيرة ‘ ليلتقي بويليام‘ خاطبه بجد مجرد ما رأه :
ـ إستمع لما سأقوله جيدا.. .
تفاجأة ويليام بمنظره ‘ لكن لزم صمته ليعلم خبره‘ فتعالت الصدمة عليه بما اعلمه به والده‘ لم تثبت عينيه الرماديتين من ارتجافهما المصدوم ‘ نطق بثقل :
ـ مـسحيـــل...قل انـك تمزح .
اجابه هلان بعين قاسية:
ـ وهل مازحتك يوما? .
فأصاب الشلل لسان وليام ‘ تبكم تماما امامه بعجز كاد يففده عقله‘ فأتم هلان كلامه الجاد :
ـ استعد..فقد حان الوقت.

تابع اليكس مشواره الطويل ‘ فإستوقفته جمال الخضرة من حوله ‘ فحالت دون الوصول لمقصده حيث الجبال.
ترجل عن خيله وربطه تحت احدى الاشجار ‘ تجوّل قليلا هنا وهناك ‘ فوق بساط العشب الاخضر الممتد ‘ فتوزعت عليه ازهار بألوان خلابة.
تلاعبت النسائم العليلة مع شعره داكن الزرقة‘ كما نشرت عبير الزهر الفواح‘ ليعبق المكان بعطره.
جلس اليكس تحت شجرة عملاقة إمتد ظلها المتراقص مع الرياح.
لحظات فقط حتى اضحى نائما ‘ جذبه سحر المكان اليه‘ ليأخذه لعالم الاحلام .



في هذه السويعات بين تذاحم الناس في الطرق والاسواق ‘ طغى ظلام ارجاء المملكة فجأة‘ فنبلجت منه ظلال سوادء ‘ حامت هنا وهناك تفتك بالابرياء دون سابق إنذار ‘
كل من مرت به افقدته حياته, ارتفع عدد القتلة بسرعة, ومن بقي حيا تعالى صراخه, ليهرول بعيدا, رجال, نسال, وللاسف اطفال, لقيوا مصرعهم في ثواني دون ذنبهم, هذا ان كان لهم ذنب اساسا.
المملكة الأمنة فقدت بريق اسمها, عمتها ظلمة معتمة, احاطها الرعب, فتعالت الصيحات الفزعة المستغيثة.
تسارعات خطوات الجند المنتشرة هنا وهناك, كان همهم ردع ما احاط بهم من خطر فجأة دون مقدمات.
حتى ارياس اسرع في مشيه متجاوزا ابواب عدة, اراد فهم مايحدث ,رغم اعلام احد الجند له بما احاط بالمملكة من ظلامِ وسفكِ للدماء. استمر متوجها الى الخارج, وخلفه حرسبنِ يتبعانه, بدى عليهما القلق , فخاطبه احدهما:
ـ سيدي ستعرض نفسك للخطر ان غادرت القصر .
اجابه ارياس ولازال يسرع بخطواته :
ـ ما الفائدة من حياتي وشعبي يقتل ..
اتم كلماته الواثقة ليجد نفسه تجاوز بوابة مبنى القصر, نزل من الدرجات سريعا , لكنه توقف فجأة ِ مدهوشا بوقوف هلان امامه متوسطا حديقة القصر الزاهية. فمطّ هلان ابتسامة خبث على شفتيه تنذر بشر ضميره.
تدارك ارياس الامر, فعلاه هدوء يخفي تحته غضب قد اعتراه, فقال بثقة :
ـ كان علي ادراك هذا منذ البداية..فلا يوجد مجرم سواك.
دامت ابتسامته الشريرة, فظهر خلفة ظلام اشتقت منه الظلال السوداء بان عليها انها بشرية, زهل الحرسين فأصابهما الرعب, خلاف حاكمهما .
هنا استل هلان سيفه بلهفة, لطالما انتظر هذه اللحظة , فلمع نصل السيف بضوء الشمس لينعكس عليه وجه ارياس بنظرات جادة علته.
آنـّ لذلك الشاب ان يعلم بما يحدث خلفه , فجمال المكان سلبه نفسه , دام نومه في الظل الممتد , واشعة الشمس تسللت اليه من بين اوراق الشجرة كدرر تراقصت فوقه , متناغمة بإقاع النسمات الهادئة .
لكن لسبب ما فتح عينيه مستيقظا بفزع شق صدره , نهض بسرعه يجمع انفاسه الهاربة , نطق بقلق :
ابــ ـي.
ّلم يفهم سبب قلقه, بل لم يجد
حجة لقلبه النابض سريعا,رفع نظره ليرى تلبد الغيوم في السماء فإستقام متوجها الى فرسه عائدا به ادراجه.
اسرع يعدو به, فمضت لحظات حسبها ساعات, حدث نفسه القلقة :
لما يراودني هذا الشعور لما ينتابني القلق هكذا .
مسافة قليلة عبرها, لتلوح له اسوار المملكة الضخمة, فذادت من رعبه,


....




شاهد النيران المشتعلة, فتصاعد دخانها الاسود ملوثا زرقة السماء , اقتحم بوابة المملكة سريعا, ليذداذ هلعه بجثث الضاحيا المتمددة امامه , حسب انه في حلم, ففشل في اقناع نفسه به, فكلما تقدم اكثر كاد يفقد عقله, جثث موتى من حوله , دمـاء جرت كسيل, هذا غير السنة النار المشتعلة هنا وهناك, تحرق كل ما تصل اليه, حتي البيوت تهدم البعض منها واحترق البعض الاخر, اخيرا بعد عناء استطاع النطق بصدمة :
مستحيــل...ماالذي حـدث?.
بصدمة عالية تابع تقدمه نحو قصره بخوف سيوقف قلبه, وصله فترجل عن خيله, اسرع عابرا بوابته الكبيرة , لتتكرر عليه مشاهد الجثث السابحة بدمائها , قدماه لم تعد تحملانه, فصار يمشي بصعوبة, خطى. قليلا لببصر اباه من بعيد ممددا على الارض كغيره ببركة دم تحيطه, فركض نحوه صارخا بفزع :ابــــي.
نزل اليه بسرعة, فرفعه على يمناه, كان تاجه مرمي على الارض , فتناثرت خصل شعره الاسود الطويل عليه ونزل بعضها على وجهه, اوحى منظره بموته, ودمه النازف انسجم بلون عبأته الحمراء , الا انه لوث الزخارف الذهبية عليها , فتخنقت عيني ابنه بالدموع , وراح يهّزُ جسده مناديا له بصدمة : ابي ..اتسمعني. ارجوك ..ارجـ ـوك رد علـي.
ظل يناديه باسي وحزن , فتحركت اجفان ارياس ببطء الى ان فتح عينيه المتألمة, ليبصر بهما وجه ولده الباكي, اندفع اليكس يكلمه بمجرد ان رأى صحوه:ابي ماالذي حدث لك ..ماالذي جرى?.
فنطق ارياس بصوت خافت متعب :
ـ احمد الله ..انت بخير ..خفت الا اراك قبل رحيلي.
رفع اليكس صوته بتأثر :
لا لاتقل هذا.. ستكون بخير.
هنا حرك ارياس يده بعجز مدخلها جيبه, ليخرج منها تلك القلادة الكريستالية, فمدها لابنه قائلا بعناء:
خذها..عليك ان تنقذ العالم بها من خطر ذلك الطاغي.
امسكها اليكس رغم تعجبه, فأتم والده :
ـ عليك ان تلتقي بالبقية.
وقف للحظة, ليكمل بمشقة: ثلاثة يحملون مثلها ..ستعرف كل شيئ منهم.
صمت بألم ينتابه, وبدء يسعل, فسال الدم من فمه, ارتجفت عيون اليكس بصدمة, عجز عن فعل شيئ سوى ان نطق بحزن: ابـــي.
رفع ارياس عيونه المتعبة اليه, فقال بألم : تمنيت الا ياتي هذا اليوم.
قاطعه اليكس بأسى :
ارجـوك لا تقل ذلك.
أغمض ارياس عينيه لوهلة , ففتحهما متما بحزن كبير:
ـ قبل ثماني سنوات ..كنت مريضا بالحمى ذات يوم فظهرت هذه القلادة قربك ..انها قلادة الشجاعة..
اخفيتها عنك لانك انت صاحبها.


صمت قليلا يجمع انفاسه, فأتم : انها الان ترجع اليك .احمِ بها الاخرين.
فعاوده السعال مجددا, ليصبح اليكس كالمجنون , قال بكل خوف : ابي تماسك ارجوك ..سنجد طبيبا ما ليعالجك.
اجابه بعد توقف سعاله : لا حاجة لي به..
ثم اطال التحديق الحزبن إبنه, كأنه يودعه, فنطق بحرن : عدني ان تعيد الامجاد للمملكة من جديد .
انهمرت دموع اليكس بسرعة, لم يحتمل ما قيل, اراد النطق, لكنه عجز برؤية الابتسامة الدافئة المرسومة على وجه والده, فهمس ارياس حينها بحرن رغم ابتسامته:
ـ اهتم بنفسك ..يابني.
فراح يغمض عينيه بعدها, لتتعالى منادة اليكس له :
ـ ابـ ـي ابـ ــي...تمــاسك.
أُ غمضت عينيه تماما, فظلت ابتسامته تعبر وجهه, لم يستوعب اليكس الامر, فبات يحدق به بصدمة, بدموع منهمرة بكثرة, الى ان تدارك الحقيقة فصرخ بألم:
ابـــ ـــي.
ثم ضم جثمان ابيه اليه, وانهار باكيا عليه, كما فعلت قطرات المطر التي هبطت تدريجيا الى ان اشتدت بغذارة.
كأنها شاركت اليكس حزنه وبكائه على موت والده العطوف.



انتــــهي....




التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-18-2018 الساعة 05:48 PM
  #10  
قديم 01-21-2018, 02:25 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك؟
الرواية رائعة وجميلة
متحمسة للأحداث الجايه انتظر البارت القادم
بالتوفيق ❤
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:32 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011