اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مشتركة بمهرجان مواهب العرب
من الفريق الأول أقلام أدبية حرة
بلا ثرثرة نخش بالقصة القصيرة




منذ ثلاثة سنوات أتخذت "مطر" أسوء قرارتها ، أن تتخلي عن المجتمع !
ارتدت سماعاتها ، شغلت موسيقاها المُفضلة ، رفعت قلنسوتها السوداء فوق رأسها، امسكت قلمها وبدأت تحقيق حلمها الذى لم تؤمن بهِ قط !

أن تكون كاتبة.

إنها ليست وظيفة فعليًا ، لا أحد يجني منها المال على أي حال ،أيضًا الجميع يكتبون!

لم تؤمن بحلمها قط، كانت تراه كحماقة ، كتضيعٍ للوقت ، كألعاب الأطفال !

حلمها الأخر كان أن تُصبح مترجمة لها مكانتها بعد أن تتخرج من الجامعة ، الجامعة التى لم تدخلها من الأساس !

لكن بطريقةٍ ما تحولت بالفعل من طالبة عادية إلى كاتبة ! بعد أن هجرت دراستها ،هجرت صداقاتها ، هجرت نور الشمس لسببٍ غامض حتى إليها إلى الآن وعاشَت بشتاءٍ لا منتهي لثلاث سنوات حتى..

كان الجُبن ، الشيء الذى أبعدها عن كل شيءٍ أخر !

استيقظت بأحد الأيام لتسير إلى الشُرفة، اخفضت قلنسوتها ورفعت ببصرها إلى النور الخافت، كان الشمس تبدأ فى روتينها اليومي من الإشراق، رمشت مرتان عيناها غير معتادة الضوء وإذا بها فجأةً تصرُخ بأقوي ما عندها !

دخلت غرفتها ،إلى مكتبها، أمسكت بدفتر بهِ أخِر رواية بيعت لها ورمت به ، مزقته فى غضب إلى أوراق متناثرة حولها !

رفعت عيناها عن الأرض وصدرها يعلو ويهبط مع أنفاسها لترى أمها الواقفة جوار الباب تشاهدها بصدمة !

نظرت لأمها فى عينيها لتنطق : يجب أن أعود !

ابتسمت لتظهر اسنانها وبطريقة مبتذلة نطقت : سأصحو من الموت !
ضحكت بعدها ببلاهة !

أمسكت بقلمٍ جاف لتضغط على زرٍ : أمي، أين هىّ كتبي القديمة ؟