عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2008, 07:54 PM
 
مدار قبول الأعمال

مدار قبول الأعمال

كتبه/ أحمد عبد السلام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

يدور قبول العمل على ركنين أساسيين، بهما يفلح العبد، ويقبل
عمله، وينجح سعيه، ألا وهما: الإخلاص والمتابعة.

الركن الأول: الإخلاص
وآفة الإخلاص الرياء؛ إذ هو سبب حبوط الأعمال، فكان حقاً
على السالك أن يتحرى الإخلاص، ويتجنب الرياء مهما قدر على
ذلك.

فكيف نتخلص من الرياء؟
1- الاستعانة بالله على الإخلاص، والتعوذ به من الرياء
ومراقبته:

قال -تعالى-: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
(الذاريات:50).

فالسبيل الأقوم هو أن نلجأ إلى الله -عز وجل- محتمين به، نلوذ
بجنابه كي يخلصنا من الرياء، ويرزقنا الإخلاص، ولنا في أبينا
إبراهيم -عليه السلام- الأسوة؛ إذ توجه إلى ربه كي يخلصه من
الشرك الأكبر قائلاً: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ)

(إبراهيم:35).

فينبغي لنا أن نستعين بالله على كل عبادة، ومن أعظمها

الإخلاص، فقد قال -تعالى-: (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا)

(الأعراف:128)،
وكم نردد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
(الفاتحة:5)!
- وينبغي أن نتعوذ بالله من هذا الداء العضال ففي الحديث
الصحيح: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاطب أصحابه
قائلاً: (يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب
النمل.فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من
دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن
نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه) رواه أحمد
والطبراني، وحسنه الألباني.

- كذلك يجب علينا مراقبة الله -تعالى- فبه نخلص من الرياء،
ونصل إلى أعلى مراتب الإيمان وهي الإحسان، فقد قال النبي -
صلى الله عليه وسلم-: (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه
يراك) رواه الطبراني، وحسنه الألباني.

2- النظر في عاقبة الرياء في الدنيا:

فينبغي أن ينظر المرء في عاقبة الرياء في الدنيا ليتخلص منه،
فيعلم أنه لن يجلب له نفع الناس، ولن يدفع عنه ضرهم، بل قد
يجلب سخطهم وكراهيتهم ومقتهم له، كما يجلب سخط الله
ومقته وكراهيته فيخسر الدنيا والآخرة.

ولله در الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين
قال: (من تزين بما ليس فيه شانه الله)!!

لأنه لما تزين بما ليس فيه، طلبه الناس منه فلم يجدوه فعلموا
كذبه ونفاقه! فمن تزين بالخشوع والدين والعلم وغير ذلك، فلا
بد أن يطلب منه، فإذا لم يوجد عنده افتضح عند الناس.

3- النظر في عواقبه الأخروية:

فمما يدفع الرياء أن يتفكر المرء في إثم الرياء وعاقبته، ولنا
عظة في حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار, ففي
يوم القيامة يهتك الله ستر المرائين، ويفضحهم على رؤوس
الخلائق جزاء كذبهم، ففي الحديث الصحيح يقول -صلى الله
عليه وسلم-: (من سَمَّع سَمَّع الله به ومن يرائي يرائي الله به)
متفق عليه. فيشهِّر الله به ويفضحه، ويُظهر ما كان يبطنه.

فالمسلم يعلم أن هناك يوم حساب وجزاء، ويعلم شدة حاجته إلى
صافى الحسنات غداً يوم القيامة، ويغلب على نفسه الحذر من
الرياء؛ كي يقبل الله عمله ولا يفضحه يوم القيامة.

4- إخفاء العبادة وإسرارها:

فإخفاء العبد للطاعات سبب لجلب الإخلاص والتخلص من
الرياء، وما زال العلماء الأخيار يُخفون أعمالهم عن الخلق حتى
لا يُخالطها الرياء، ولقد وصف -صلى الله عليه وسلم- حال
اثنين من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،
وهما: المُِّسرُ بالصدقة حتى لا تعلم شماُله ما تنفقُ يميُنه، والذي
ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. ولقد كان ابن سيرين يضحك
بالنهار، ويبكى بالليل.

إلا أنه ثمة تنبيه: أنه لا ينبغي أن يبالغ المسلم إخفاء العمل
بحيث يزرى على نفسه ذلك.

الركن الثاني: الاتباع

فإنه ينبغي لكي يقبل الله العمل أن يكون تبعاً لهدى -صلى الله
عليه وسلم-، وإلا فإنه مردود لقول الله -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ)(الحشر:7)، ولقوله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ
أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)
(الأحزاب:36).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس
منه فهو رد) متفق عليه. أي: باطل ومردود، وإن كانت نية
فاعله صالحة.

ولقد حذرنا -صلى الله عليه وسلم- من البدعة وعدم الإتباع
بقوله: (فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا
عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل
بدعة ضلالة) رواه أبو داود، وصححه الألباني.

قال الفضيل بن عياض في قوله -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ

وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(الملك:2)

قال: هو أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وما
أصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل،
وإن كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل، حتى يكون خالصاً
صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة،
ثم قرأ قوله -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً
صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف:110).

فينبغي على قارئ الأذكار -وخصوصاً هذا الذكر- أن يتدبر هذه
المعاني، وأن يعمل بها، فيحصل له النفع في الدنيا والآخرة.

نسأل الله -عز وجل- أن يجعل أعمالنا كلها صالحة، ولوجهه
خالصة، وألا يجعل لأحد فيها شيئاً، وأن يرزقناً علماً نافعاً،
ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً. آمين.

__________________
كل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-13-2008, 10:23 PM
 
رد: مدار قبول الأعمال


وبارك الله فيكم على الموضوع والتنبيه والفائدة القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-13-2008, 10:28 PM
 
رد: مدار قبول الأعمال

بارك الله فيك أخي في الله

ابو الفضل السلفي

على هذا الطرح المبارك القيم

فلك كل الشكر والتقدير
__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-15-2008, 07:34 AM
 
رد: مدار قبول الأعمال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fares alsunna مشاهدة المشاركة


وبارك الله فيكم على الموضوع والتنبيه والفائدة القيّمة
أخوكم في الله

فارس السنّة

بارك الله فيكم أخي الحبيب
وجزاكم الله خيرا على المرور
__________________
كل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-15-2008, 07:35 AM
 
رد: مدار قبول الأعمال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف السنة مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي في الله

ابو الفضل السلفي

على هذا الطرح المبارك القيم

فلك كل الشكر والتقدير
بارك الله فيكم أخي الحبيب
وجزاكم الله خيرا على المرور
__________________
كل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا يجوز العمل بالأحاديث الضعيفة [مطلقًا] ولو في فضائل الأعمال أو الترغيب والترهيب fares alsunna نور الإسلام - 5 09-29-2007 02:50 PM
21 طريقة ناجحة للقضاء على التسويف وإنجاز الأعمال أبو تمام مواضيع عامة 7 07-12-2007 12:59 AM
ليس الخوف من القبر ولكن الخوف الحق من الأعمال الخاطئة HASSANALSHAMI نور الإسلام - 0 03-22-2007 11:43 AM


الساعة الآن 03:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011