عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 03-25-2008, 06:35 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

مرورك الاحلى اختي ... مشكورة كثير
ولا يهمك التتمة في الطريق - ان شاء الله
__________________
  #17  
قديم 03-25-2008, 06:39 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة العاشرة

قال عمر
:
ياسلاااام ياسي عمر الله وبقيت زوج خلاص وبتخاف على كل مليم يحتاجه البيت !! فين ايام الفسح والانطلاق والمصاريف بدون حساب؟ وكان دايما والدي يقول لي لما تتحمل المسئولية ح تتغير وتعقل ولم أكن أصدقه
خلاص خلصت الايام دي وخصوصا مع الاسعار التي لا ترحم
أصبحت لا أفكر الا في ما يحتاجه المنزل والضروريات مثل الطبيب والميكانيكي والسباك وخلافه ممن يهجمون على جيوبي فيجعلونها بيضاء لامعة من غير سوء
بس برضه احساس غريب اني لما أشتري شيء جديد للمنزل انا وسارة بأشعر بالسعادة على عكس ما كنت متخيل !! كنت اتصور وانا عازب ان لو مر اسبوع لم أخرج فيه مع أصحابي في فسحة محترمة ممكن يحصل لي حاجة في عقلي
لكن دلوقتي بأجد لذة كبيرة أن أضيف شيء للبيت حتى لو كان بسيط جدا.. فأشعر بجد اني وقتها رجل البيت.. وخروجي مع أصحابي أصبح في أبسط الاماكن التي لا تكلف الكثير وطبعا أسمع تريقة للصبح اني باوفر علشان أشتري الجرنال وبطيخة للمدام وانا راجع !!! امال اللي عندهم أطفال بيعملوا ايه ؟ ربنا يستر
*********
قالت سارة
:
يارب يا سميع يا مجيب حقق لي أملي.. ارزقني كما رزقتَ زكريا.. هب لي ذرية صالحة
اللهم اجعلني أمّاً
ناجيت الله كثيرا بعد صلاة العشاء ان يحقق لي أملي ويهب لي طفلاً أسعد به ويملأ عليّ دنياي انا وزوجي
لا أعرف كيف اجتاحني احساس الأمومة من أول ما تزوجت؟.. كنت وأنا بنت احساسي بالأطفال مختلف.. لم يكن عندي صبر طويل معهم
أحب الطفل وهو يلعب ويضحك وأول ما يبكي تنقطع الصلة بيني وبينه وأرميه لأمه فوراً
ماذا حدث ؟ سبحان الله القدير.. أحنّ لشيء لم أره !! ونفسي تهفو لأن تجاور دقات قلبه جسدي وأضمه بين ضلوعي
كيف حدث هذا الانقلاب؟
يارب يارب هبه لي هبة مباركة من عندك.. قد لا أكون أهلاً لهذه الهدية ولكنك أهلاً لهذا العطاء ياسميع يا مجيب
أكاد أجن من شدة وطأة هذا الشعور والحنين القاتل لأن أكون أماً والغريب أن عمر لا يساوره هذا الاحساس مثلي.. بل يحمل خوف من مصاريف الاطفال ومسئوليتهم الكبيرة
رغم انه حنون جدا على الأطفال يمكن أكثر مني !! كيف هذا ؟ يمكن انه يذكر ذلك كي لا يجرح مشاعري او انه فعلا لا يشتاق مثلي هذا الاشتياق الجنوني؟ لا أعرف
يارب.. يارب
وما يجرحني بشدة ويزيد عندي الاحساس اني تأخرت في الحمل هو سؤال الناس الدائم لي: هاااا ...مفيش حاجة حلوة جاية في الطريق ؟
أول ما أسمع كلمة هاااا الكريهة أتجنن
خلاص السؤال ده أصبحت أهرب منه من الجميع وكأن الموضوع بيدي وأنا التي لا أريد
آه لو كل الناس تكون في حالها
حتى مكالمات التليفون من خالاتي او أقارب عمر تكاد كلمة هاااا تحل محل ألو
هو أنا باتدخّل في خصوصيات الناس بهذا الشكل؟
يمكن لو لم تكن الاسئلة تحيطني في كل مكان لم يكن الاحساس عندي تضخم في هذا الشكل.. وبعدين هو الحمل بيستخبى ازاي يعني؟! ماهو أكيد لما ح يحصل كل الناس ح تعرف ولا ح أخرج وأسيب بطني في البيت ؟
وحماتي ماشاء الله عليها لها دور كبيييييير جدا !!! تحيطني بكمية من العبارات الجارحة التي لا تتوقف وكأننا متزوجين من عشرة سنين وليس 8 أشهر؟
معقول العقل ده؟
طول ما احنا بنزورها وخصوصا في غياب عمر تحيطني بعبارات من نوعية
:
عيني عليك يا عمر بتموت في الاطفال
دي فلانة ماشاء الله حملت من يوم الدخلة
ما بتفكريش تروحي لدكتور يا سارة؟



ولم أكن أرد أو أحكي لعمر كي لا يغضب.. ولكن من داخلي كانت تجرحني في انوثتي دون مراعاة لشعوري وكأنها تسعد بهذا
وكانت تعلم ميعادي الشهري باليوم وفي اليوم المنتظر صباحاً تتصل بي كل شهر وتسأل سؤالها المعهود: جاءت؟.. وأنكسر وانا أرد بالايجاب.. فتنهي المكالمة بغضب وتكاد تغلق السماعة في وجهي
وفي آخر هذه المكالمات القاسية أجهشت في البكاء حتى استيقظ عمر وانتفض لما رآني منهارة بهذا الشكل وسألني عما بي وهو يقرأ على رأسي آيات من القران كي أهدأ.. فلم أحتمل ان أخفي أكثر من ذلك وحكيت له عما حدث
فسمعني وهو يكاد يغلي من الغضب ولكنه كظم غيظه ورد عليّ بحنان: حقك على يا حبيبتي نيابة عن ماما
فاقول له: طيب ليه تقول لي الكلام ده؟.. هيّ دي حاجة في ايدي ؟ ولا أنا يعني اللي مانعة الحمل ؟
عمر: معلش يا سارة ما انتي عارفة ماما بتحبني قد ايه ونفسها تشوف أولادي
فصرخت فيه: يعني انا اللي مش نفسي؟ لا حول ولا قوة الا بالله.. ده انا مفيش واحدة قالت لي على نصيحة حريمي الا وعملتها.. ومفيش فاكهة او أكل قالوا عليه بيساعد على الحمل الا واكلته.. وطول الليل بادعي ربنا.. اعمل ايه تاني بس ؟
عمر: ايه يا بنتي الجنان ده كله؟ هو احنا بقالنا ميت سنة متجوزين ؟ ليه كل ده ؟
رديت بعصبية: ليييييييييه؟.. دي الناس كلها متفرّغة تسألني انا حامل ولا لأ ؟.. كأنه استجواب او اتهام بالتقصير مثلا
عمر: يا حبيبتي دول ناس فاضية ما تسأليش فيهم.. همّا الناس كده يسألوا البنت اول ما تدخل الجامعة: مفيش عريس ولاّ ايه؟.. ولما تتخطب: هااا الجواز امتى عاوزين نفرح بيكم؟.. وأول ما يجوزوا: مفيش بيبي في السكة؟.. ولما تجيبي البيبي: يالاّ بقى همتك هاتي له أخ يلعب معاه
ولما تجيبي الطفل التاني ويتأكدوا تماما انك غرقتي في المشاكل يسيبوكي غرقانة وما يسألوش عنك تاني !! بالذمة تعملي اعتبار لناس حشرية كده ؟
أنا: بس أنا خلاص تعبت بجد تعبت.. عمر انا عاوزة أروح لدكتور.. أرجوك
فرد با ستعجاب: دكتور ايه يا حبيبتي لسه بدري أوي على الكلام ده
أنا: معلش ريّحني ياسيدي انا تعبانة بجد.. علشان أطّمّن بس مش أكثر
عمر: ياسارة ما تستعجليش رزق الله.. الاطفال دول رزق زي الصحة والمال.. إفرضي يا ستي مش مكتوب لنا نخلف ح نعمل ايه يعني ؟
فكدت أنفجر من بروده: طبعا ماهو الامومة غريزة لكن الأبوّة بالممارسة.. يعني عمرك ما حتحس باللي انا حاسة بيه
عمر: يا حبيبتي احنا سعداء مع بعض والحمد لله.. مستعجلة ليه على المسئولية ؟
ففاض بي الكيل وصرخت فيه: يووووووه يا عمر أرجوك حس بي وتعال نكشف عند الدكتور أنا وانت
وكأني طعنته في رجولته فرد بغضب: وانا كمان !! ليه؟ انا كويس ومعنديش مشكلة أروح ليه بقي ؟
أنا: ياسلام يا باشمهندش سبت ايه للناس العادية ايه علاقة ده بالخلفة ؟
فرد بعصبية: سارة انا مش عاوز وجع دماغ.. ده اخر كلام عندي عاوزة تروحي للدكتور انتي حرة لكن انا لأ.. لأ.. لأ
أنا: ............ .!؟
*********
الدكتورة: ايه يا مدام سارة انتي بتدلعي علينا ولا ايه ؟
أنا: ليه يا دكتورة ؟
الدكتورة: حمل ايه اللي اتأخر ؟ انتي متجوزة يادوب من كام شهر !! ليه الاستعجال ده يا بنتي؟
فردت أمي نيابة عني لما رأت احمرار وجهي: ماانتي عارفة زن الناس يا دكتورة خلّوها تقلق
الدكتورة: بصي يا سارة.. التحاليل اللي قدامي بتقول انك سليمة مية في المية ولكن القلق اللي انتي فيه ده ممكن يخلوكي فعلا تتأخري في الحمل.. إهدي واطّمني وسيبي كل حاجة بأمر الله
فرددت بخجل: طيّب يعني يا دكتورة مفيش حاجة تعجّل الحمل شوية ؟
الدكتورة: انا مش عاوزة ألخبط الهرمونات عندك وأتعبك بجد.. وبعدين زوجك ما عملش التحاليل ليه؟
أنا: .........!؟
الدكتورة: رفض طبعا كالمعتاد مش كده ؟! كل الرجالة في الموضوع ده زي بعض.. الوزير زي الغفير.. قليل اوي اللي بيرضى يكشف وبعد ما تكون مراته اتبهدلت !! ربنا يهدي
سألتها: طيب يا دكتورة أعمل ايه ؟ انا خلاص ح اتجنن
الدكتورة: هو انتي لو مفلسة وطلبتي من ناس فلوس صدقة وقالوا انهم ح يدوها لك واتأخروا عليكي.. ح تروحي تخبطي على بابهم كل يوم بالحاح ؟
رديت: لأ طبعا
الدكتورة: بس انتي بتطلبي من ربنا يا سارة مش من الناس.. إلزمي بابه ولن يردك أبدا
*********
وخرجت من عند الدكتورة وأنا في قمة الارتياح.. ارتحت جدا نفسيا ان ليس بي عيب يمنع الانجاب
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. يكفيني هذا الشعور كي أهدأ.. ولن يقلقني أحد بعد الان ولو سألني أحد سأجيبه: لا تسألني أنا بل اسأل الله
لن أقلق أو اتوتر كي لا يؤثر على نفسيتي كما قالت الدكتورة
طيب وموقف عمر المتخاذل معي؟ ماذا أفعل معه؟.. أتشاجر؟ أخاصمه؟
لا لا.. لن أفعل كل هذا كي لا أغضب الله وأنا في أمس الحاجة لرضاه.. ولا أريد أن أعصى الله بغضب عمر مني لأن ما عند الله لايؤخذ بمعصيته
أفقت من سرحاني على صوت أمي تقول لي: ما تزعليش يا سارة من عمر.. هم كل الرجالة بياخدوا المواضيع دي بحساسية
ففاجأها ردي: لا ياماما أزعل ليه يعني هو ده اللي ح يعجّل اللي ربنا كاتبه؟.. وبعدين انا ماأقدرش أزعل منه أبدا
فردت بغيظ: طيب يا ستي ربنا يخليه ليكي.. انا الحق عليّ
وجاء عمر ليأخذني من عند ماما.. وفي السيارة كان يتوقع مني البوز المتين واني أتخانق أو حتى أبكي وقصصت عليه ما قالته الدكتورة بكل بساطة وبدون لوم.. فصمت طويلا وخجل من نفسه وقال لي: انا اسف يا سارة
لم أرد.. فواصل الكلام: انا مش عارف سبتك ليه تروحي للدكتورة مع ماما ؟ بجد انا غلطان.. حقّك عليّ
رديت عليه وقلت: انا فعلا زعلت منك لكن قدّرت انك واخد الموضوع بحساسية فخلاص يا سيدي ولا يهمك
أسعدته كلماتي فقال: ربنا يخليكي لي يا عمري ويكملك بعقلك.. وأقول لك حاجة حتى لو خلّفنا مش ح أحب ابننا أكتر منك
أنا: .........!؟
*********
ومرّت الأيام التالية وأنا هادئة تماما وأدعو الله ليلا ونهارا وبتضرع وتذلل ولكن باطمئنان ويقين داخلي انه لن يردني أبدا ولن يتركني خالية الوفاض
وأبعدت أعصابي تماما عن التوتر واكثرت كثيرا من الصدقات خلاف صدقات حصالتنا الاسبوعية انا وعمر
وحماتي العزيزة واصلت بالطبع حملاتها الشرسة ضدي وأنا لا أرد ولا أعيرها اهتمام.. حتى فاض بي الكيل من أسئلتها النارية والمستفزة فرددت عليها ذات مرة بهدوء وأدب حتى أغلق هذا الباب نهائياً: واضح يا طنط ان الموضوع ده قالقك أوي وأنا عارفة ان ده من كتر حبك ليّا !! بس انا بصراحة مش باحب أتكلم مع حد في خصوصياتي.. ده حتى ماما مش بتتكلم فيه خالص.. تتصوري يا طنط ؟
حماتي: ........!؟
والغريب ان عمر كان جالس في هذا الحوار ولم يغضب مني كما توقعت !! بل بالعكس ابتسم وغمز لي بعينه وتظاهر انه يقرأ الجريدة كي لا تقتله أمه
*********
وأخيييييييييييرا جاء ميعادي الشهري الذي انتظره على أحر من الجمر والحمد لله لم تتصل حماتي لتسألني سؤالها الشهري المعتاد
ومر اليوم بطيئاً بطيئاً دون حدوث شيء !! وكل دقيقة أترقب وادعو ألاّ يحدث
ومر اليوم التالى وانا في عملي ولا أركز اطلاقا الا في ترقب ما سيحدث؟ وهل ستتأخر شارة أنوثتي يوماً آخر؟
يارب.. يارب
ومر يومان آخران وانا أكاد أجن من التوتر الممزوج بفرح غامض
هل يكون قد حدث ؟؟
ولاحظ عمر اني لم أنقطع عن الصلاة كالمعتاد فسألني بترقّب: ايه يا سارة فيه ايه؟ بتصلي ليه؟
ولم أرد ان أخبره الا لما أتأكد أولا فضحكت وقلت له: أصلي أشهرت اسلامي قريب
وطبعا لم ينخدع بهزاري ولكنه لم يرد أن يسأل هو الاخر كي لا يصاب باحباط
وعند مرور خمسة أيام لم أطق الانتظار.. وبدون أن أخبر أحد اشتريت اختبار حمل منزلي و قرأت تعليماته: علامة حمراء واحدة لايوجد حمل وعلامتان اي يوجد حمل
وأجريته
ومرت الثواني بطييييييييييئة وانا أغمض عيني كي لا أرى
وأخييرا امتد اللون الاحمر ببطء ليرسم علامتين
علامتين؟
يعني انا.. انا ؟ حااااامل ؟
وخرجت من الحمام وهبطت بكامل هيئتي في سجدة شكر طويلة وبللت دموعي الشاكرة وجهي ولهج صوتي بالدعاء وكل خلية مني ترتعد من فرط السعادة والشكر بهبة الله الغالية التي أودعها جسدي
كيف أشكر هذه النعمة؟
وكيف أصونها؟
وكيف أخبر عمر وماذا تكون ردة فعله؟
وكيف أخبر الجميع؟
أشعر اني أريد أن أصرخ في الشارع وأوقف المارة وأخبرهم: أنااااااا حااااااااااااااامل
__________________
  #18  
قديم 03-25-2008, 06:42 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة الحادية عشرة

قالت سارة
:
مشاعر كثيرة متضاربة تجتاحني
فرح وسعادة عارمة وخوف وقلق وتوتر وضوضاء جميلة تغمر كل مشاعري
لا أعرف ماذا أفعل ؟
كيف سأخبر عمر؟ وهل سيفرح؟ أكاد أطير من السعادة وارقص من النشوة وأخذت أجري في انحاء الشقة من فرط سعادتي
أريد ان افتح كل الشبابيك والابواب لأصرخ في الجميع ان الله أعطاني رزقا واسعا وجعلني أنثي مكتملة الانوثة
هبطتُ بقوة على الكرسي من كثرة حركاتي الجنونية كما أفعل دائما وأنا ألهث من السعادة.. وتذكرت اني لست وحدي الان بل يوجد من يشاركني جسدي ويقتسم خلاياي وأنفاسي معي ولابد من احترامه واعطاءه حقه بالكف عن هذه الحركات الصبيانية وهمست له: عفوا يا صغيري سأصبح اما حنونا لك من الان
أمسكت التليفون وطلبت أمي ولم تكد تسمع صوتي وهو يرقص من الفرحة وقبل ان اقول شيء صرخت هي: انتي حامل يا سارة مش كده؟
فرددت وانا أضحك: ايه ده هي الجزيرة لحقت ذاعتها ؟ عرفتي منين يا جميل ؟
ضحكت ماما وردت: الف الف مبروك.. هو انتي فاكرة اني مش بأحسب معاكي باليوم ولا ايه ؟ بس ما كنتش بأحب اوتّرك في حاجة مالكيش يد فيها.. الف الف مبروك يا حبيبتي
قلت: الله يبارك فيكي يا ماما
ماما طبعاً مانسيتش توصيني: بس خلي بالك من نفسك وبلاش حركات الجنان بتاعتك والجري والتنطيط ده.. خلاص اعقلي ياسارة ح تبقي أم
همستُ في سري انها لو شافت ماتش الجري بتاعي من لحظات كان أغمى عليها فورا.... طبعا طبعا ياماما ما تقلقيش
كمّلت الوصايا: وخلي بالك من أكلك وحركاتك ونومك.. الخ الخ الخ
وأخذت أمي تسرد وابلا من النصائح في شتي المجالات.. حتى نمت منها على السماعة
ان شاء الله لما أخلف ح أهري ابني نصايح علشان أخلّص تاري
ولكن للحق بعض النصائح النسائية الخاصة لم أكن أعلم عنها شيئا.. ده انا كنت ح أبهدل الدنيا.. ربنا يخليكي لي ياماما
وأجريت مكالمة مماثلة مع حماتي لأنها كانت زعلانة من اخر مرة أخبرتها بذوق الا تتدخل في شئوني الخاصة.. وللحق هي طارت من الفرحة وأسلوبها معي كان أسلوب أم بحق وأشعرتني بحنانها لأول مرة
وأنهيت المكالمة وأخذت أحضر الغداء وفكرت في طريقة أخبر عمر بها
فكرت طويلاً
وأخيرا وجدتها
*********
جاء عمر واستقبلته بشكل طبيعي جدا وأنا أكاد أنطق له بالسر في كل لحظة.. ولكني تماسكت وأعددت الغداء في هدووووووووء وجلسنا عادي جدااااااااا وبدأ يأكل
لاحظ اني وضعت طبق وملعقة وشوكة اضافيين.. فسألني في دهشة: انتي مزودة طبق ثالث ليه؟ فيه حد جاي؟
فرددت في غموض: ايوة
عمر: طيب مش تقولي يا بنتي وسايباني اكل كده
أنا: لا مش مشكلة ماهو مش غريب
عمر: مين؟.. ماما ولا بابا ولا حد من أخواتك ؟
فرددت بهدوء يفرس: لأ
قال وقد نفذ صبره: هو احنا في رمضان ولا حاجة؟ ايه الفوازير دي؟ طيب نستنى ولا ناكل؟ انا ح اموت من الجوع
فرددت وانا أبتسم ابتسامة أودعتها كل أنوثتي: لا ياحبيبي كل انت بالهنا والشفا.. ماهو مش معقول أسيبك تستنى 9 شهور
فنظر الى بدهشة وعدم فهم في البداية
ثم نظر اليّ بعدم تصديق
وأخيييييرا نطق وهو غير مصدق: سارة انتي.. انتي.. حامل؟
فهززت رأسي بالايجاب وأنا أتوقع رد فعله ان يقفز من الفرح ويحملني و..و..و
ولكني فوجئت بآخر رد فعل كنت أتوقعه على الاطلاق
رأيت دموع في عينيه لأول مرة في حياتي
كانت أول مرة اراه يبكي
دموع غزيرة شاكرة مبتهلة.. لا أستطيع تصديق هذا أبدا.. كنت أعتقد ان الموضوع لا يشغله مثلي ولكن واضح انه كان يخفي انفعالاته كي لا يزيد همي.. يا حبيبي يا عمر
فقمت من مكاني واحتضنت رأسه وأخذت أمسح دموعه وأنا أقبل رأسه وأبكي انا الاخرى وأخيرا تمالك نفسه وابتسم وقال لي: خلاص بقى ايه الغم ده.. الف مبروك يا حبيبتي.. كده برضه مش تقوليلي من اول ما دخلت ولاّ تكلميني على الموبيل.. يا قلبك يا شيخة
فضحكت وانا أسأله: يعني فرحان يا حبيبي؟
رد عمر وقال: بجد احساسي لا يوصف.. ياه ده انا كنت قلقان بشكل وكنت أدعو الله ليلا ونهارا.. بس كنت مش بارضى أقولك علشان ما أزودش توترك.. يالاّ ياسارة قومي اتوضي ح نصلي صلاة شكر جماعة على الهبة العظيمة اللي ربنا وهبهالنا
وصلينا أنا وهو.. وأخذ يدعو وأنا أؤمن على دعاؤه وأرتجف في داخلي من دعاءه العميق المبلل بدموعه الشاكرة المبتهلة وهو يشكر الله على عطاؤه الكريم ويصفنا في الدعاء انا وهو لأول مرة بالأب والأم وليس بالزوج والزوجة.. ويسأل الله ان يحفظ لنا وليدنا ويشب في طاعة الله ولا يمسه الشيطان أبدا
*********
فرغنا من الصلاة وجلسنا انا وهو على الأرض على سجادة الصلاة وكأننا لا نريد ان نخرج من روحانية الصلاة والدعاء
ورأيت عمر يتأملني بحب وهويهمس لي: الف مبروك يا حبيبة قلبي.. لو تعرفي غلاوتك زادت عندي ازاي ؟
قلت في سعادة: ياسيدي يا سيدي على الحنيّة.. ايه الهنا اللي انا فيه ده؟
عمر: لا والله صحيح.. دلوقتي انا حاسس ان انا وانتي بقينا عيلة بجد.. بس لازم ياسارة نشكر النعمة الكبيرة دي.. حاولي تحافظي على نفسك وبلاش الجري والتنطيط ده يامدام مفهوم ؟
أنا: يييييييييييييه انا سمعت الفيلم ده من ماما من شوية.. وايه كمان ؟
عمر: بصي يا قمر.. فيه حاجة مطلوبة منك طول فترة الحمل تعمليها علشان ابننا ان شاء الله يكون زي ما بنتمنى
أنا: ايه هيّ ؟
عمر: عاوزك يا ستي ما تسمّعيش ابني غير قرآن طول فترة الحمل.. انا قرأت كتير ان ده بيؤثر جدا على نفسية الجنين وبيخليه بعد كده متعلق جدا بالقران.. عاوزك طول مانتي فاضية تقرأي قرأن وبصوت مسموع علشان يشعر ويتأثر بيه.. عاوزك تختمي المصحف كل شهر لو قدرتي.. اتفقنا ؟
بهرني طلبه فأجبت بدون تردد: اتفقنا
أضاف قائلاً: وفيه حاجة كمان.. الحصالة بتاعتنا الخاصة بالصدقات.. من النهاردة سنضع للأستاذ فيها نصيب يومي.. مش برضه راجل ولا ايه؟
أنا: اه راجل طبع ده حاليا في حجم الزيتونة هو فيه حد قده.. ماشي ياسيدي فيه حاجة تاني؟
عمر: لا خلاص.. قومي بقي علشان أفسحك بالمناسبة السعيدة دي وأشتريلك هدية حلوة.. ولا ح تعملي لنا فيها حامل ودايخة والحوارات دي؟
أنا: لا ياعم.. حامل مين انت بتصدق؟.. حالبس في ثواني بس انت ماتغيرش رأيك ...حتوديني فين يا ابو العيال ؟
ضحك على اللقب وقال: المكان اللي تشاوري عليه يا أم عتريس.. بس الأول انا كنت ندرت ان لما ربنا يكرمنا بابننا ان اول مكان نروحه انا وانتي وهو يبقي للجامع.. موافقة نروح نصلي ركعتين ونطلع مبلغ صدقة لله ؟
أنا: طبعا موافقة جدا جدا جدا جدا

__________________
  #19  
قديم 03-25-2008, 06:45 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة الثانية عشرة

قالت سارة
:
مر أكثر من شهرين على الحمل
احساس لا يوصف لا يضاهيه احساس اخر
كنا ونحن صغار نفرح ببعض حبات الفول عندما نزرعها بأيدينا ونراقبها بالساعات وهي تكبر شيئا فشيئا ونغضب عندما يتخلص منها أحد الكبار كالمعتاد وكأنه قتل جزء منا
الان هذا الاحساس اشعر به ولكن بداخل جسدي
نبضا صغيرا ينمو خلية خلية بداخلي
يتنفس من أنفاسي ويقاسمني الطعام.. ويفرح معي ويحزن معي
رغم اني لا أشعر بحركته بعد ولا بطني انتفخت لكن أشعر به في كل لحظة كيانا داخل كياني
رغم ما أعانيه من تعب وارهاق كبير جدا من دوار مستمر ورغبة دائمة في النوم الذي لا ينتهي ورؤية الطعام كالعدو اللدود وما يصاحب هذا من خناقات مع عمر وماما لي كي آكل رغما عن أنفي.. لأني بقيت اتنين دلوقتي مش واحد
لكني أشعر اني أصبحت انسانة مختلفة في كل شيء
مزاجي مختلف
أتوتر بسهولة شديدة
أقلق سريعا
وللأسف أصبحت عصبية لدرجة لم أكن أتخيلها
لم أربط بين هذه التغيرات وبين الحمل الا عندما رأتني صديقتي في العمل أسبب مشكلة لا داعي لها من عصبيتي الزائدة.. فأخبرتني أن كثير من النساء يؤثر عليهم الحمل مثلي.. وقرأت في هذا الموضوع لأجد بعض حالات تتغير مزاجاتهم وشخصياتهم تماما في فترة الحمل
ماشاء الله انا أولد من هنا وأروح السراية الصفرا عدل
*********
قال عمر
:
سارة أصبحت عصبية جدا الأيام دي
لا تطيق كلمة حتى ولو هزار وتقلب الموضوع خناقة وحدوتة.. وأنا مقدّر تغيرها من الحمل ولا أحاول أن أعقد الموضوع.. وأصدقائي يؤكدون لي أن هذا شيء عادي ويقصون لي حواديت على الجنان الأصلي اللي شافوه على يد زوجاتهم في فترة الحمل
لكن بجد تعبت ووحشتني سارة حبيبتي الوديعة التي تغفر لي كل أخطائي وأتمتع بأنوثتها ورقتها.. لكني أعذرها فهذه ليست طباعها الأصلية ولابد أن أتحملها فهي تحمل ابني الذي أتمناه من الله
ربنا يهديها قبل ما أتجنن أنا
*********
قالت سارة
:
أنا بجد زهقت من كتر النصايح اللي باسمعها ليل ونهار من جميع البشر
لازم تاكلي كذا
ولازم تنامي بالطريقة دي
ولازم تمشي كده
ولازم ولازم ولازم
وكأن الحامل دي انسانة فاقدة العقل ومستنية بنات الصين يقولولها تعمل ايه
وأكبر مشكلة بتواجهني في الحمل هي شغلي.. انا كنت قادرة أوفّق بالعافية بين الشغل والبيت لكن دلوقتي بجد تعبت
صحتى ضعفت من الحمل وهي أصلا ضعيفة والمشوار المحترم الذي باخده كل يوم يكاد يميتني من كثرة المطبات التي أشعر أنها تسحب روحي معها
ولكن ماذا أفعل ؟
أنا عمر لا نستطيع أن نستغني عن عملي في الوقت الحاضر من الناحية المادية.. وحتى لو استطعنا.. فأنا لا أتخيل نفسي ربة منزل أصحي الظهر وأرغي في التليفون في آخر وصفات الطبيخ وأخبار العيال أشعر بالأختناق من مجرد الفكرة.. ولا أريد أن أفكر فيها
لكني في نفس الوقت خايفة على البيبي وحاسة بالذنب مما أعرضه له
...يارب ساعدني
*********
قال عمر
:
غريبة أول مرة أدخل البيت ولا تستقبلني سارة كالمعتاد
سارة.. سارة.. انتي فين يا حبيبتي ؟
جاءني صوتها ضعيفا من حجرة النوم فطرت عليها وأنا أرتجف من الخوف.. فوجدتها مازالت بملابس الخروج.. شاحبة ولون وجهها يحاكي وجوه الموتى
جريت عليها وأنا أصرخ: مالك يا سارة فيه ايه؟
فردت بضعف: الحمد لله.. أنا كويسة ما تقلقش يا عمر
قلت بلهفة: كويسة؟ ايه يا حبيبتي ده.. انتي بتموتي!! ايه الى حصل؟ ردي على بسرعة؟ ولاّ أقولك.. حاجيب ليكي مسكّن وعصير تشربيه الأول وارفعي رجليكي على المخدات دي علشان تفوقي شوية
*********
قالت سارة
:
أخذتُ الدواء وشربت العصير وشعرت أني أفضل حالا مما كنت عليه فشكرت عمر وقلت له: أنا كويسة ما تقلقش
قال لي: الف سلامة عليكي يا حبيبتي.. ايه اللي حصل؟
رديت: مفيش حاجة.. وأنا راجعة من الشغل وراكبة المواصلات السوّاق عمل حادثة وخبط في عربية كانت قدامه وعمل اهتزاز عنيف في عربيتنا طبعا.. لدرجة اننا وقعنا من على الكراسي وبعدها حسيت اني دخت جدا.. وحسيت بمغص جامد أوي والم حاد في ظهري من الوقعة.. لكن الحمد لله.. انا كويسة دلوقتي والبركة في ربنا وبعدين فيك
سمعني عمر وأنا أحكي الموضوع بمنتهي البساطة وهو يغلي من الغيظ فرد بعصبية: يعني ايه كويسة كنتي ح تموتي انتي واللي في بطنك وتقولي كويسة ؟
قلت بسرعة: ما تكبرش الموضوع يا عمر مفيش حاجة ؟
رد بعصبية: لا طبعا فيه.. لما تصري على شغلك وانتي كل يوم بتركبي ميت عربية وانتي حامل يبقي فيه الف مشكلة.. انا كام مرة قلتلك بلاش الشغل ده؟ كويس كده لما يحصل لك اجهاض ؟
فرددت باستفزاز: يعني انت خايف على اللي في بطني مش على انا ؟
قال: والله من حقي اني أخاف وأنا شايفك بتستهتري بيه كده.. ده ابني برضه
فجننت من رده وصرخت: باستهتر؟ هو انا كنت رايحة السينما ولا النادي؟ مش الشغل؟ وبعدين مرتبي ده بأعمل بيه ايه؟ باشتري بيه ماكياج وبرفانات ولا كله على البيت وبأساعدك في مصاريفه ؟ وفي الاخر تقول لي بتستهتري ؟
فصرخ فيّ: هو انتي كل ما تتكلمي تقولي لي انا بأصرف وبأساعدك؟ طيب ايه رأيك بقي ده اخر يوم ليكي في الشغل؟
فرددت بعند هائل لا أعرف من أين أتاني: مش ممكن طبعاً
فجن من ردي وأصبح انسان آخر: مش ممكن؟!! يعني مش بتسمعي كلامي؟!! طيب يا سارة لما أشوف كلامي ح يتنفذ ولاّ لأ ؟ اختاري دلوقتي حالا.. ياأنا يا الشغل
تملّكني الشيطان تماما وأعماني الغضب وأنا أنفجر فيه بطريقة لم يسمعها مني من قبل: الشغل يا عمر!! ايه رأيك بقى؟ انا خلاص زهقت من أوامرك وتحكماتك فيّا كانك اشتريتني.. زهقت من حياتي كلها ومش قادرة أستحمل أكثر من كده.. ونفسي أسيب البيت ده اللي أنا حاسة اني جارية فيه مش انسانة بتحترم طموحها ومستقبلها وأرجع بيت أهلي اللي كنت ملكة فيه
رد عمر بذهوووول: اييييييييه؟ بتبيعيني يا سارة؟ وكمان عاوزة تسيبي البيت؟ على العموم انتي حرة بس افتكري انتي اللي بعتيني وانا مش ح اشتريكي
لم أستطع الانتظار أكثر من هذا وأحسست ان كرامتي ذبحت فقمت ارتديت طرحتي وخطفت حقيبة يدي وجريت على باب الشقة وعمر ينظر لي ولكنه صامت لا ينادي عليّ.. فألقيت عليه نظرة أخيرة وتركت بيتي وأغلقت وراءي الباب بعنف
*********
لا أعرف حتى الآن كيف وصلت بيت والدي؟
أكيد كان كل الشارع بيتفرج عليّا !!وسواق التاكسي اللي ركبت معاه كان رجل عجوز وطيب أخذ يهدأ فيّا وهو يراني أبكي بحرقة دون أن يعلم بما حدث.. ولكن واضح أن شكلي كان في منتهى التعب والبهدلة
كده برضه يا عمر أهون عليك أسيب البيت؟ وحتى لا يكلف نفسه أن يبقيني أو يتحايل عليّ..الله يسامحك
واضح ان الحب اللي كان بيقولّي عليه كله كلام في كلام
خلاص.. أنا كمان ليّا أهل ياخدوا لي حقي علشان يعرف قيمتي
*********
قال عمر
:
حتى الآن لا أستطيع تصديق ما حدث
سارة تسيب البيت؟
وليه ده كله؟.. انا مش شايف اني غلطت في حاجة
هيّ اللي قعدت تصرخ زي المجانين وتذلّني كل دقيقة انها بتساعدني في البيت
دي حاجة خلاص تجنن
مش قادر استحمل الذل ده بعد كده.. لا وكمان تبيعني وتختار الشغل وتسيب البيت وفاكراني حاجري وراها
لأ خلّيها.. ولمّا تعرف قيمة بيتها وزوجها ح ترجع لوحدها وغصب عنها كمان
__________________
  #20  
قديم 03-25-2008, 06:47 PM
 
رد: يوميات اتنين متجوّزين

الحلقة الثالثة عشرة

قالت سارة
:
عندما وصلت لباب بيت والدي أحسست أني أفقت من نوبة الجنون التي كانت تتملكني وكأن انسانة أخرى هي التي كانت تتحدث وتصرخ
أحسست أني هدأت وأفقت وترددت هل أضرب الجرس أم لا.. معقول.. طيب أرجع؟ وحيبقي شكلي ايه امام عمر ؟
طيب ازاي ح أحكي لماما وبابا وأخواتي والدنيا كلها مشاكلي مع عمر بهذه البساطة؟ بس هو باعني وغروره منعه انه حتى ينده عليّا
انهمرت دموعي ثانية عندما تذكرت هذا ورننت الجرس
صرخت أمي عندما رأتني في هذا الحال المرعب.. شاحبة منهكة عيناي مصبوغة بلون الدم ووجهي متورم من كثرة البكاء.. وقالت: ايه يا سارة يا حبيبتي مالك ؟ فيه حاجة حصلت للبيبي ؟
فقلت في سري هو كل الناس بتسأل على البيبي وانا اتحرق؟.. ولم أستطع الرد ودخلت البيت وارتميت على أقرب كرسي وجاء أبي واحتضنني وهو يقرأ على رأسي آيات من القرآن ويهدهدني كالطفلة الصغيرة
اه لو يعامل كل رجل زوجته كأنها ابنته لعاشت النساء في الجنة.. وكأنه علم ما بي بدون أن يسأل فأمر أمي أن تأخذني غرفتي القديمة لأستريح.. هكذا بدون أن يسألني سؤال واحد بعكس أمي التي انهالت عليّ بالأسئلة من ساعة ما دخلت الشقة
ودخلت غرفتي القديمة وأحسست بغربة أول ما دخلتها.. وللحظة شعرت ببرودة شملتني واشتقت لدفء شقتي
كيف أشعر هكذا وهذه هي غرفتي التي ضمتني لأكثر من عشرين عاما.. سبحان الله .. وأفقت على صراخ أمي لي: ياسارة وقّعتي قلبي قولي ايه اللي حصل؟ انتي اتخانقتي انتي وعمر ؟
قلت: ايوة يا ماما وسبت له البيت
فدقت على صدرها بجزع وقالت لي: ليه كده يا بنتي؟.. هو فيه واحدة عاقلة تعمل كده؟ طيب انا متجوزة أبوكي من 25 سنة عمرك شفتيني سبت له البيت ومشيت؟ هو ده اللي انا علّمتهولك ؟
فوجئت بموقف أمي المهاجم وكنت أتخيل أنها ستصب جام غضبها على عمر واضطررت أن أحكي لها كل شيء.. وانتظرت رد فعلها فسكتت طويلا وردت على بهدوء: عاوزة رأيي؟.. انتوا الاتنين غلطانين وانتي غلطانة اكتر
فرددت بغضب: ليه بقي؟.. يبقي انا عاملة حادثة وبأموت وييجي يزعق لي ويهددني كمان
قالت ماما: اهدي يا سارة يا حبيبتي؟؟ انا ح أقول لك انتي غلطانة ليه.. اولا علشان سيبتي بيتك.. وثانيا لأنك من أول الحمل وانتي عصبية جدا ومش بتطيقي كلمة واحدة فكبرتي الموضوع بدون داعي.. انا عارفة ان ده غصب عنك بس لازم تهدي شوية.. وكمان انك كل شوية تقوليله باساعدك باساعدك ودي حاجة تجرح كرامة أي راجل فعاند معاكي هو كمان
قلت أنا: ياسلام.. يعني طلعت انا اللي غلطانة وعمر باشا هو الغلبان المظلوم
قالت ماما: لا يا ستي.. هو كمان غلطان انه عاند معاكي وانه سابك تنزلي وانتي زعلانة كده.. بس انا مش عاوزة أتدخل علشان ما أكبرش الموضوع.. اقعدي ارتاحي شوية وبعدين ارجعي بيتك علشان الموضوع ما يكبرش
فنظرت لها بذهول وقلت: إيه؟ أرجع بيتي كمان؟.. انتي اللي بتقولي كده ياماما ؟!! يعني عاوزاني أرجعله وكرامتي تتبهدل أكتر من كده؟ طيب أروح فين يا ربي انتو كمان مش عاوزني في بيت أبويا؟
فنظرت اليّ أمي باشفاق وكأنها تنظر الى مجنونة وقالت لي بحنان: طيب يا حببيتي ارتاحي شوية وربنا يحلها من عنده ان شاء الله
وارتميت في حضنها وبكيت مرة أخرى
*********
قال عمر
:
البيت وحش أوي من غير سارة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليه كل ده ؟ طيب أتصل بيها ؟
لا.. مش ممكن.. دي جرحتني وباعتني في لحظة.. وكل شوية تمنّ عليّا انها بتساعدني.. أنا مش عارف ايه اللي جرى بس
طيب أروح لها بيت والدها؟ لا ده كده تبقى هي اللي غلطت فيّا وأهانتني وكمان أروح أصالحها؟ ده أنا ماأقدرش أبص في عينيها تاني
خلاص هي اللي سابت البيت يبقى هي اللي ترجعله لوحدها
*********

قالت سارة
:
استيقظت من نومي المتقطع لأشعر أني لم أنم.. وانما كنت أحارب من أحلامي المزعجة التي رأيتها.. وأول ما استيقظت نظرت على الموبيل لأري هل عمر اتصل بي أم لا؟ وحزنت عندما لم يحاول الاتصال ولا أرسل حتى رسالة اعتذار
ما أصعب أن يجرح الرجل كرامة حبيبته والاصعب انتظارها حتى يرد لها كرامتها
ماذا أفعل الآن ؟ ماذا لو لم يأتي عمر لصلحي؟ هل سأعود وحدي ؟ لا يمكن
أخيرا عرفت ماما ليه ماكانتش بتسيب البيت مهما زعلت مع والدي كي لا تضع نفسها في موقفي المحرج
وخرجت الى الصالة لأجد جميع أفراد أسرتي ينظرون اليّ باشفاق وخجلت من موقفي وحاول أبي التسرية عني ومداعبتي ولكني سمعت صوت أمي عاليا تتحدث تلفونيا في الصالون فدخلت عليها كالسهم وظننتها تتشاجر مع عمر.. وياليتها فعلت فقد وجدتها تتحدث مع حماتي
ياللكارثة.. انقلب الموضوع لحرائق بالطبع.. واضح ان حماتي تسدد كلمات نارية لأمي وانها كالمعتاد تلقي اللوم عليّا
كده يا عمر لحقت قلت لها ؟!! طيب ما انا كمان قلت لماما اشمعنى هو يعني اللي حيطلع عاقل؟
وأخيرا ألقت أمي السماعة بعنف وهي تغلي من الغضب وتقول: انا غلطانة اللي كلمتها علشان تهدي الموضوع دي عاوزة تخرب البيت وخلاص.. قال وبتقول عليكي انك متدلعة ومش مهتمة ببيتك ولا جوزك قال وانا اللي كنت بأقولك اخزي الشيطان وارجعي بيتك.. طيب لو البيه ابنها ماجاش يصالحك ويبوس على راسك كمان عمره ما حيشوفك تاني وحيشوف شغله معايا انا
سألتها: هوّ عمر اللي اشتكي لها مني ولا انتي اللي قلتيلها ياماما ؟
ردت: لا يا ستي انا اللي قلتلها.. هو ما قالش حاجة
فرددت بندم وانا اغالب البكاء: ربنا يخليكي ياماما
*********
قال عمر
:
سألت أمي وأنا أكلمها في التلفون: ليه يا ماما بس تقولي لأم سارة الكلام ده كله ؟ هو أنا عمري اشتكيتلك منها ؟
ردت وقالت: هو انت من ساعة ما اتجوزت وانت بتحكيلي على حاجة خالص؟ بقى مراتك تغضب وتسييب البيت وأنا ماأعرفش؟ وكمان زعلان اني رديت عليهم؟
قلت: ياماما حضرتك كده كبرتي الموضوع وانتي عارفة سارة قد ايه محترمة وبنت ناس.. بس هي الحمل اللي تاعب أعصابها شوية
ردت بغضب بالغ من دفاعي عن سارة: أنا اللي كبرت الموضوع ؟! والمحترمة بنت الناس اللي سابت بيتها وراحت اشتكتك للناس ما كبرتش الموضوع؟
لم أستطع الرد عليها وقلت في سري: كده يا سارة تصغريني قدام الكل ؟
ورديت على ماما وقلت: ياماما حقك على بس حضرتك كده خلتينا احنا كمان غلطانين.. وانا دلوقتي مش عارف أعمل ايه ؟
قالت بعنف: روح صالح ست الحسن والجمال بتاعتك
وأغلقت السماعة في وجهي
لا اله الا الله.. أعمل ايه أنا دلوقتي في المصيبة دي؟.. العيلتين وقعوا في بعض كل ده من دلعك يا ست سارة
بس ماما خلتني لازم أعتذر لها عن كلامها اللي قالته.. كمان لازم ماأوطيش لها علشان تعرف انها هي اللي غلطانة واحاسبها انها طلّعت أسرارنا للناس
طيب أروح ولاّ ما أروحش ؟
أنا لم أنم لحظة من ساعة ما سابت البيت امبارح.. وكأنها أخذت الحياة معها وتركت البيت قبرا.. خلاص أنا أعمل كلام ماما ده حجة اني أصالحها.. رب ضارة نافعة.. بس برضه حاعرّفها أنا مين
*********
قالت سارة
:
كده يا عمر أهون عليك؟ تسيبني يوم وليلة كاملين من غير ما تسأل عليّا ولو بالتليفون؟.. وكلام حماتي اللي يحرق الدم
بس بجد أنا اللي غلطانة أهو دلوقتي حماتي مش طايقاني وماما مش طايقة عمر
انا فعلا اللي غلطانة جدا اني سبت بيتي
ياما مرت علينا أنا وعمر خناقات أصعب من دي وكنت بأخاصمه شوية وكان دايما هو اللي بيصالحني حتى لو انا اللي غلطانة.. كويس كده الرمية اللي انا مرمياها دي؟
طيب لو ركبه العند زيادة حاعمل ايه ؟
أنا عرفت ليه دلوقتي ليه طاعة الزوج ربنا وصي عليها لدرجة الا تسجد المرأة لمخلوق بعد الله الا لزوجها
سبحان الله.. ربنا عمل كده علشان يصون كرامة المرأة وليس الرجل وحده.. بأن يجعلها مصانة في بيتها ولا تكون ضيفة ثقيلة على الناس وتنشر أسرارها للجميع
والله أشعر اني عرّيت نفسي أمام الكل.. وزوجي هو الوحيد ستري وعزي وكرامتي
حتى الأهل حبهم من النوع المدمر الذي يبحث عن كرامة البنت وليس عن بقاء بيتها.. وأنا كان ممكن أُشعر عمر انه غلطان بألف وسيلة وأنا في بيتي بدون الجنان اللي عملته ده.. هوّ يعني البنت قبل الجواز بتسيب بيت والدها لما تزعل؟
يارب سامحني لن أفعلها أبدا مهما حدث
واخذت أستغفر الله كثيرا وأدعوه أن يحل هذا الوضع المعقد.. حتى جاءت اجابة دعائي أسرع مما توقعت
جاءني نداء أختي الصغيرة اليّ مثل نشرة الاخبار: أبيه عمر جه يا أبلة سارة وحاطط برفان كتير أوي
فقفزت من السرير وأنا أشعر أن كل جزء في جسدي يرتعش ويرقص.. يا حبيبي يا عمر ماقدرش على بعدي.. أحمدك يارب
غيّرت ملابسي بسرعة وغسلت وجهي الذابل من كثرة الدموع وخرجت بسرعة قبل أن تتشاجر معه أمي
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوميات دجاجة .. سوري قصدي طالب !! FR!END نكت و ضحك و خنبقة 59 04-04-2010 11:11 PM
الجزء الثانى من يوميات اتنين مخطوبين عبير القدس قصص قصيرة 20 08-17-2008 07:01 PM
يوميات اتنين مخطوبين كاملة الجزء الأول عبير القدس قصص قصيرة 20 08-17-2008 06:59 PM


الساعة الآن 05:36 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011